-->

رواية جديدة البريئة والوحش لأميرة عمار - الفصل 16

 

قراءة رواية البريئة والوحش كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية البريئة والوحش 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أميرة عمار


الفصل السادس عشر




رقيقة القلب جدًا..

مُفرطَة الحِسِّ والشعور، 

أبسطُ الأشياء تُرضيها، وأقلُّ الكلمات تُؤذيها..

كتومة.. تمزُج الحُزن والفرح في آنٍ واحد..

عفوية للحدِّ الذي لا حدَّ له.. لدرجة أنَّ العفوية العالِقة في جُدران رَوحِها ترفُضُ وبِشدَّة للطفلِ البريءِ الساكنِ داخلَها أن يمرَض أو يكبُر لحظةً واحِدة..

تُشبِه الشعور الأوَّل مِن السعادة الذي يجعلُكَ تتمايل وتُغنِّي دونَ إرادة مِنك..

ولا يَعلمُ سِرُّها سِوى مَن سَرَّها


❈-❈-❈


نظر الرجل لفارس موجهاً إليه حديثه وهو يقول:


-تحب تطلب إيه يا مستر فارس


قام فارس من مكانه وهو يمسك كف نغم بين يديه حتى تقوم هي الأخرى قائلاََ:


-لاء إعذرني يا كارم أنا هستأذن..لسه عريس جديد بقى


قالها بهدوء وهو ينظر لسليم الذي لم يغفى عن نظراته لنغم 

نظر سليم على الأرض بخجل عندما وجه إليه نظراته وعرف أنه رأه وهو ينظر إليها 


صدمت چومانة من جملته الأخيرة وخرج صوتها مبحوح من أثر الصدمة وهي تقول:


-إنتَ إتجوزتها؟


-اه وإحنا هنا بنقضي شهر العسل


بارك له كل من كان على الطاولة ماعدا چومانة التي نظرت إليها بغضب شديد وغيرة ومن ثم قالت له:


-أووه إنتَ من محبين التعدد يا فارس؟


شعر إنها النهاية الآن فبماذا يقول أو يرد عليها،فهي تعلم بزواجه الأول،فها قد وقعت يا فارس ولم يسمى عليك أحد


نظر إليها بطرف عينيه وجدها تنظر إليه منتظرة هي الأخرى إجابته ولكن بنظرات إمرأة ترغب في معرفة جواب زوجها بذلك الموقف لا أكثر،ظنته سؤال برئ موجه له من تلك الأفعى


أخذ نفساً عميقاً حتى يجلب ثباته الذي فقده من جملت "جومانة"....وحاول أن يبعد توتره 

الذي أصابه الآن بعيداً 


عاد بأنظاره إلى جومانة مرة أخرى وهو يشتد على كف نغم الممسك بكفه قائلاََ بثبات يُحسد عليه وبشدة:


-نغم عندي بالأربعة يا جمانة


نظرت إليها بإستحقار وإزدراء وجاءت لتفتح فمها حتى ترد عليه رداََ لازعاََ 

وتخبره أنه يتسلى معها فقط ليس إلا 

وبالأخير سيعود لزوجته الأولى


ولكنه وجدته يسحبها من كفها مغادرين المكان بعدما ألقى جملته الأخيرة:


-عن إذنكم

❈-❈-❈


جالسة على فراشها بعدما أبدلت ثيابها التي كانت بها في النادي،تمسك هاتفها بيديها

مترددة في مهاتفته...لا تعلم لما زعل منها 

وتركها وغادر،فهي كانت متوترة للغاية من 

جلوسهم أمام أخيها وكانت تخشى أن تُخطئ بشئ ويعلم أخيها من خلاله أنها على معرفة به من قبل 


لا تزال تتذكر نظرات رقية لها عندما عادوا من الكافتيريا ووجدوا مكان "مازن" خالي 

شعرت من أنظارها أنها تعلم أن بينهم شئ

لحظة... وهل في الأساس بينهم شئ؟!!


تنهدت بضيق من أفكارها التى عصفت بذهنها 

وأعادت أنظارها للهاتف مرة أخرى...أغمضت عيناها لبرهة ومن ثم فتحتها قبل أن تضغط على أيقونة الإتصال قبل أن تعود بكلامها 

وضعت الهاتف على أذنها اليمنى منتظرة صوته 

ولكن توقفت الصفارة عند المرة الثالثة 


أخفضت الهاتف ليصبح أمام مرمى عيناها بإستغراب وقد أصاب حدسها وبالفعل هو من أنهى الإتصال

ضغطت على أيقونة الإتصال مرة أخرى ولكن تلك المرة بعصبية شديدة ووضعته على أذنها مرة أخرى


وها في تلك المرة جائها صوته الهادئ وهو يقول:


-نص ساعة وهكلمك يا لين...قاعد مع صحابي برة 


كلماته كانت كالسحر على قلبها،هدأت تماماً على عكس حالتها عندما رفض إتصالها كما كانت تظن بسبب زعله منها 

ردت عليه هي الأخري بصوت هادئ وابتسامة رقيقة:


-ماشي يا يونس متتأخرش عشان هنام 


-نص ساعة بالظبط...يلا باي 


-باي


أنزلت الهاتف من على أذنها وأغلقت الإتصال 

وهي تريح ظهرها على مسند الفراش ناظرة لسقف الغرفة

لا تعلم كيف وصلت لتلك الحالة معه وهي لم تكن على معرفة به إلا منذ القليل من الوقت 


لا تعلم ماهية شعورها تجاهه ولكنها تكون سعيدة وهي معه،ولا ترغب بإنتهاء مكالمتهم التي تأخذ الليل بأكمله...

صوته يربكها وهدوئه المبالغ به يذيبها 


أصبحت لا تفعل شئ سوى التفكير به،يومها محصور عليه هو فقط....يروق لها شخصيته الأخاذة وكلامه المعسول الذي يغرقها به بعد أيام قليلة من معرفتهم ببعضهم 


إهتز الهاتف بين يديها فنظرت له وجدت يونس الذي يهاتفها...إبتهج وجهها وثار قلبها

فهو لم يُكمل العشر دقائق وهاتفها،بعدما أخبرها أنه سيهاتفها بعد مرور نصف ساعة 


ضغطت على زر الإستجابة سريعاََ ومن ثم وضعت الهاتف على أذنها صامتة حتى أتاها صوته الهادئ الذي به لمسة كسل قائلاً بتساؤل:


-إيه يا لين كنتي بترني ليه في حاجة؟


صمتت قليلاََ بإرتباك من سؤاله الذي وترها 

لم تتوقع أن يسأله لها حتى،فهي إطمأنت عندما حدثها بهدوء في المكالمة التي كانت قبل تلك ولكن حديثه الآن يدل على حزنه منها 


حمحمت حتى تستجمع شتاتها ثم قالت بنبرة متسائلة بحزن جلي:


-إنتَ زعلان مني يا يونس؟


-لاء يا لين مش زعلان....هزعل منك ليه؟


قالها بهدوء شديد ثم أنهي حديثه بتساؤل 


-عشان الموقف اللي حصل في النادي 


هز رأسه بالنفي وكأنها تراه وقال بعدها بلامبالاة:


-لاء طبعاً هزعل ليه...إنتِ حرة


-يونس لو سمحت متكلمنيش بالطريقة دي


-طيب يا لين سلام عشان سايق


أردفت لين بحزن على ما وصلوا إليه:


-مش هتكلمني تاني ؟


أغمض عينه قليلاََ حتى يستجمع نفسه،نبرة صوتها تلك تفعل به الأفاعيل...لا يعلم أخرة تلك المشاعر التي تداهمه بقربها...لا يريد مفارقتها أبداً،يريد أن يعلم ماذا تفعل في يومها من بداية إستيقاظها حتى خلودها في النوم


ولكنه جرب كثيراً تلك المشاعر مع العديد من الفتيات،لم يكن قسيس أو زاهد في الفتيات 

بل لهىٰ ومرح مع كل أنواع النساء التي من الممكن تخيلها...كان يترك هذه ويذهب لأخرى ويتغزل بتلك ويصب عشقاً بالأجمل 


تنهد بضيق من نفسه ومن أفكاره فهو لا يريد أن يلعب بها فهي في الأول والأخر تكون أخت "أحمد" ،لا يريد أن يؤذي شقيقته بحياتها 


أخرجه من دوامته تلك صوت إغلاق الإتصال بينه وبينها 

أنزل الهاتف من على أذنه بإستغراب وجدها بالفعل قد أغلقت الهاتف 


زفر بضيق شديد ورمى الهاتف على تابلو السيارة بعنف 


أما هي فإرتمت على الفراش بعدما أغلقت الهاتف معه وأجهشت في البكاء 

إعتادت عليه وبشدة،إعتادت على حديثه ووجوده معها بتفاصيل يومها 


كان تسأله السؤال وهي تخشىٰ أن يجاوب عليه ويقول بالفعل لم يعد يحدثها أبداََ


ولكنه فاجأها بصمته الذي دل على حديثه الذي يريد قوله


أغلقت الهاتف سريعاً قبل أن يصدمها برده الذي لم تستحمل سماعه منه أبداََ


❈-❈-❈


يجلسون على طاولة دائرية مطلة على النيل 

موضوع عليها ما لذ وطاب من الطعام 

تتناول طعامها بِنَهم وإستمتاع شديد 


أما هو فكان لا يفعل شئ سوىٰ النظر إليها بشرود 

خائف لا يعلم كيف يقول ذلك ولكنه حقاََ خائف 

فتلك الفتاة التي تجلس أمامه رقيقة لأبعد حد 

عقلها صغير لا يتحمل المؤامرات ولا التلميحات الخارجية


اليوم خاصةً شعر بحقارة نفسه،علم حقاََ أنها 

كانت ضحية لديه...فچومانة قالت بطريقة غير مباشرة أنه متزوج من قبل،ومن برائتها لم تفهم حديثها!!!...بل نظرت إليه حتى تستمع إلى إجابته على سؤال چومانة الذي لم يكن سؤال بقدر ما كان تهكم منها على زواجه من إثنين 


كان يقف وقتها كل خلية به ترتجف من الخوف 

وكرد سريع منه جاوب على سؤالها بإجابة مُرْضية لنغم ومن ثم أخذها وغادر المكان قبل أن تتعمق چومانة في الحديث 


لم يتخيل يوم أن تكون حياته معها على المُحك هكذا،فهى إن علمت بزواجه بالتأكيد ستتركه ليس هناك إحتمال أخر 

ولكنه يريد أن تعلم منه هو وليس من أحد غيره حتى يخفف من حدة الموضوع ويلطف الوضع بكلمتين منه 


رفعت نغم أنظارها من على الطبق التى كانت تأكل منه بنهم وجدته ينظر إليها بشرود وطبقه كما كان لم يمس منه شئ


هتفت بإستغراب وهي تهز رأسها لأعلى حتى ينتبه لها:


-في إيه يا فارس سرحان في إيه 


-فيكي 


خرج رده سريع بصوت هادئ وابتسامة رقيقة مرسومة على وجهه


إبتسمت هي الأخرى ولكن إبتسامة أكثر إتساعاََ منه وقالت:


- إنتَ مكلتش حاجة خالص 


-مش جعان


-الأكل طعمه جميل بجد...دوق وقول رأيك 


أنهت حديثها وهي تغرس الملعقة بالطبق الموضوع أمامه ومن ثم رفعتها لمستوى فمه 


فتح فمه قليلاََ وتناول ما بالملعقة...أخرجتها نغم من فمه بعد إلتقاطه ما بها ووضعتها في الطبق مرة أخرى قائلة بتساؤل:


-ها أيه رأيك 


جذب يدها اليمنى ورفعها على شفتيه...قبلها قبلتين رقيقتين ومن ثم أردف بإبتسامة:


-المُر في إيدك عسل يا نغم


أسبلت عيناها بخجل وهي تجذب يدها منه 

ناظرة لأسفل 


إبتسم عليها قبل أن يقول بمزاح:


-إوعي تقولي إنك مكسوفة مني...دي تبقى مصيبة في حقي والله


فلتت ضحكة من بين شفتيها على طريقته 

قبل أن ترفع رأسها له وهي تقول مُبدلة الموضوع:


-كنت سرحان في إيه بقى مقولتليش 


-فيكي واللَّه 


-وسرحان فيا وأنا قاعدة جمبك ليه بقى يا أستاذ


أبعد بصره عنها ناظراً للنيل من خلفها قائلاََ:


-خايف تبعدي عني


ثم إستكمل حديثه وهو يقول بهدوء:


-مكسوف وأنا بقولك إني خايف تبعدي عني وببينلك نقطة ضعفي...بس أنا خايف فعلاً يا نغم 


نظرت إليه بإستغراب من حديثه وحزنه الواضح على وجهه قبل أن تقول:


-بس أنا عمري ما هبعد عنك يا فارس...أنا مليش غيرك في الدنيا ولا أعرف حد غيرك 


-وأنا مش عاوز من الدنيا غيرك

❈-❈-❈


يقبض على مقود السيارة بغضب شديد من حديثها المزعج بهذا الوقت تحديداً،فهو حتى الآن لم يستوعب أنه رأى "مازن" أمام عينه 

بعد كل السنين التي مرت...كان يريد أخذه بأحضانه يخبره كم إفتقده وبشدة وكم إفتقد 

لمتهم سوياََ 


قرأ في عينيه الحزن والوحدة،كان يريد شخص يخفف عنه ما به...يعلم كم يعشق "مازن" والدته ويعلم كم يعاني من تعبها 

وخاصة أنه سأل على غرفتها وإستفسر من الطبيب المعالج لها عن حالتها الصحية 

وكانت الصدمة أنه أخبره أن "شمس" تقضي أيام بتلك الحياة وستغادر 


حزن على حال من كان أخاََ له في يوم من الأيام،كان يريد العودة إليه وأخذه بين أحضانه

يخفف عليه ما به ولكنه خشىٰ من زعل "فارس" إن علم


خرج من تفكيره على صوت رانيا الغاضب وهي تقول بأعلى ما لديها:


-هو أنا كلبة بهوهو ما ترد عليا يا زين 


نظر إليها بطرف عيناه بعدما تنهد بضيق قائلاََ:


-رانيا أنا دماغي وجعاني عشان خاطري ما تتكلميش كتير عشان رد فعلي مش هيعحبك 


واحدةً غيرها كانت سمعت الكلام من هنا وصمتت،ولكن ليست "رانيا" من تفعل ذلك 


جزت على أسنانها بعنف وقالت:


-هتعمل إيه يعني وريني رد فعلك ده


ثم إستكملت حديثها بتستنكار:


-ده بدل ما تعتذر على اللي إنتَ عملته معايا جاي تشخط وتنطر!!


رد عليها بإستغراب وهو يقول:


-عملت معاكي إيه... إنتِ هبلة؟!


-ما إنتَ لو كنت سامعني من الأول كنت هتعرف عملت إيه بس ساعدتك مطنشني 


زفر بغضب شديد ومن ثم قال بتحذير:


-رانيا إسكتي عشان خلاص مش قادر أتمالك أعصابي 


-إنت غلطان وبتبجح كمان يا زين!!....مش كفاية سبتني قاعدة في أوضة الكشف لوحدي ساعة وكل ما أرن على حضرتك تكنسل عليا


-قولتلك كان معايا واحد صحبي بكلمه في حوار مهم


-مردتش عليا وقولتلي كده ليه بدل ما أنا كنت قاعدة في نص هدومي قدام الدكتورة


أوقف السيارة أمام بيتها دون أن يرد عليها 

ومن ثم فتح باب السيارة ونزل منها متجهاً إليها،فتح الباب الخاص بمقعدها وحملها مرة أخرى حتى يدخلها إلى داخل المنزل 


رفعت أنظارها له وجدت وجهه مكفر من الغضب

فصمتت وهي تتوعد له 

❈-❈-❈


في يوم جديد،أشرقت شمسه على جميع أبطالنا


نجد سارة مرتدية ثيابها وهابطة إلى أسفل 

وجدت الجميع مجتمع على مائدة الطعام

ألقت السلام عليهم وجلست بجوار لين 

لتتناول فطورها هي الأخرى 

نظرت لها لين بتساؤل وهي تقول:


-لابسة وراحة فين يا سارة


-راحة النادي هقعد مع مها شوية 


ثم إستكملت حديثها وهي تقول:


-إرتاحي إنتِ النهاردة انا هاخد مالك معايا أوديه تمرينه 


هزت لين رأسها بنفي قائلة بلهفة:


-لاء لاء سبيه أنا هاخده وأروح لأني مخنوقة وعاوزة أخرج شوية 


نظر لها إبراهيم بقلق أبوي قائلاََ:


-مالك يا حبيبتي مخنوقة من إيه


-بزهق من القعاد في البيت يا بابا


إبتسم لها محمد وهو يقول:


-طب بالمناسبة انا عندي ليكي خبر بمليون جنيه 


نظرت لين له وقالت متسائلة:


-إيه هو يا جدو 


-لقيتلك شغل هايل في مستشفى خاصة على مستوى عالي أوي


نظرت له لين بعدم تصديق ثم أردفت:


-بجد يا جدو ولا بتضحك عليا 


قهقه محمد عليها بشدة ومن ثم قال بين ضحكاته:


-يا بت عيب عليكي...هو عمر جدك قالك حاجة ومعملهاش 


هزت رأسها بالنفي وعلى وجهها إبتسامة سعيدة قائلة بأمل:


-يعني أنا هشتغل خلاص يا جدو 


أماء لها برأسه وهو يقول:


-من بكرة الصبح يا حبيبة جدك


قامت لين من مكانها بسرعة متجهة إلى كرسية...حضنته بشدة وقبلت كف يده 

قبل أن تقول:


-ربنا يخليك ليا يا جدو يا حبيبي


بادلها محمد الحضن وعلى وجهه إبتسامة سعيدة لفرحتها وهو يقول:


-ربنا يوفقك يارب يا حبيبتي


عادت لين إلى كرسيها مرة أخرى حتى تستكمل فطورها ولكن تلك المرة كانت السعادة طاغية على أي شعور أخر بداخلها 


وجه محمد بصره إلى سارة وجدها تتناول فطورها ووجهها موجه للطبق فقط بدون مبالاة لما يحدث من حولها 


حمحم بهدوء حتى يجمع كلماته التى ستخرج منه بصعوبة رغبةََ منه في مرضاة إبنه الذي يتجنبه من وقت أن أخبره أنه لم ولن يعتذر لها 

عما بدر منه 


أردف محمد بكبرياء متألق بصوته معاكساََ لما سيقوله:


-وإنتِ يا سارة يا بنتي متزعليش مني لو كنت قولتلك كلام مايصحش في وقت غضب 


رفعت سارة أنظارها من على الطبق موجهه نظرها له بإستغراب يملئ وجهها عندما وجدت حديثه موجه إليها هي

زاغت ببصرها نحو إبراهيم وجدت إبتسامة بسيطة نمت على وجهه وهو يهز رأسه إليها حتى ترد على أبيه


عادت بصرها نحو محمد وجدت أنظاره مازالت مثبته عليها


خرج صوتها هادئ برغم توترها من الموقف 

وهي تقول:


-لاء عادي يا عمي ولا يهمك...وأنا كمان بتأسفلك لو كنت إطاولت عليك بالكلام 


هز رأسه بهدوء وهو يقول لها:


-إنتِ زي ولادي يا سارة.. أكيد مش زعلان منك


عادت ببصرها نحو الطبق مرة أخرى تستكمل طعامها 


أخذت السعادة طريقها إلى وجه أحمد الذي قال بصوت مازح:


-أيوة كده يا جماعة...الماية رجعت لمجاريها 


قامت سارة من مكانها وهي تقول لجدها:


-أنا خارجة يا جدو عاوز حاجه


-لاء يا حبيبتي سلامتك...خلي بالك من نفسك

❈-❈-❈


تجلس على الفراش وهي تمسك بهاتفها مقررة 

مهاتفة إبنها 


دلف إبراهيم الغرفة ناظراً بأرجائها يبحث عنها بعيناه...وجدها جالسة على الفراش ناظرة بهاتفها 


تقدم نحوها وجلس بجوارها وهو يقول:


-بتعملي إيه 


رفعت بصرها من على الهاتف موجها صوبه وهي تقول:


-كنت عاوزة أكلم فارس أطمن عليه


وضع يده على كتفها وهو يقول:


-سبيه يا حبيبتي مش كل خمس دقائق ترني عليه


-وحشني أوي يا إبراهيم ملحقتش أشبع منه 


إبتسم لها بحب قبل أن يغمز بعيناه غمزة عابثة 

قائلاََ:


-طب إيه.. وأنا موحشتكيش


وضعت الهاتف على الطاولة المجاورة للفراش 

وهي تهز رأسها بيأس منه ومن تصرفاته العابثة قبل أن تقول مذكرة إياه:


-مش كنت بتقول إن عندك إجتماع مهم النهاردة


-ياستي يولع الإجتماع على أصحابه


ثم إستكمل حديثه وهو يقول قبل أن يغمز بعيناه:


-ما تيجي 


ألقت سارة الوسادة المجاورة لها على وجهه وهي تقول:


-قوم يا إبراهيم روح الشغل...قوم 


انتفض إبراهيم من على الفراش بغضب مصطنع وهو يقول قبل أن يغادر الغرفة:


-يا باي عليكي ست فصيلة 


علىٰ صوت ضحكاتها بالغرفة على غضبه الطفولي وزمجرته منها 


قامت هي الأخري من على الفراش متجهه صوب الشرفة الموجودة بالغرفة...وجدته يركب سيارته متجهاً بها إلى الخارج 

ولكن قبل خروجه وجدته يرفع رأسه لأعلى وأنظاره مصوبه عليها 


إبتسمت له إبتسامة مشرقة جعلتها كما لو كانت بنت العشرين....رد إليها هو الأخر إبتسامتها تلك بأخرى أكثر إتساعاََ ومن ثم ألقى لها قبلة بالهواء

قبل أن يخرج بالسيارة من حديقة القصر بسرعة بالغة 


أغلقت النافذة بعدما بعد عن مرمى بصرها 

وقلبها يرفرف كالفراشات المحلقة بالسماء


تُحبه كما لو كانت مراهقة،وكلما تقدم العمر بهم تعشقه أكثر...عاشت معه أيام كثيرة على حلوها ومرها...لم يُشعرها يوم بالنقص أو الإحتياج لمشاعر واهية وبرغم إنشغاله الدائم 

لكنه دائماً ما يخصص لها الوقت 


ترى العديد من العلاقات مع كبر سن الزوجين تصبح الحياة بينهم روتينية وشبه تعيسة 

وهذا ما كانت تخشاه...ولكنها عملت جاهدة 

حتى لا تكون واحدة منهم وتصبح بعينيه شابة 

لم يأخذ منها العمر شئ وللحقيقة ساعدها هو الأخر بهذا الشئ حتى أصبحت حياتهم بتلك الصورة التي يحسدهم عليها الجميع 


عادت إلى الفراش مرة أخرى جالسة عليه ومن ثم أخذت الهاتف من على الطاولة وهي مُصرة على مهاتفة "فارس"....فهي تشعر أنها تريد سماع صوته في هذه اللحظة حتى يطمئن قلبها عليه 


فتحت الهاتف بهدوء ومن ثم ضغطت على زر الإتصال قبل أن تضع الهاتف على أذنها منتظرة رده عليها 

ولكن إنتهى الاتصال ولم يرد عليها 

أنزلت الهاتف من على أذنها بإستغراب لعدم رده،فهو عادةََ عند إنشغاله يضغط على أيقونة الرفض فينا معناه انه سيهاتفها بعد قليل 


وضعت الهاتف مرة أخرى على أذنها بعدما طلبت رقمه مرة أخرى...ولكن تأخر بالرد 

ففقدت الأمل أن يرد عليها الآن 


جاءت أن تخفض الهاتف حتى تغلق الإتصال 

وجدت صوت إمرأة ناعم للغاية ترد عليها بدلاً من إبنها قائلة:


-السلام عليكم 


أردفت سارة بإستغراب تام عليها متسائلة دون أن ترد السلام عليها:


-مش ده رقم فارس؟


-أيوة يا طنط أنا نغم مراته 

  تابع قراءة الفصل