-->

رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 1 - 2

 

 قراءة رواية بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية بدون ضمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأول

الجزء الثاني

❈-❈-❈



زفر ايمن أنفاسه وهو ينظر لهاتفه يضغط على رقم تسنيم شقيقته منتظراً ردها لكنها اغلقت الخط ثم بعد ثواني ارسلت اليه رساله بانها بداخل المحكمه ولم تستطيع الرد حالياً، تنهد ثم وضع الهاتف على الطاوله بجانبه وحاول ان يصفي ذهنه وهو يتابع التلفاز ، لكن لتتعلق عيناه بـ زوجته ليان التي اقتربت منه بالقهوة لـ تسأله مُرتبكه 


= كنت بتكلم تسنيم؟  


التقط منها فنجان القهوه وهو يُحرك رأسه مُجيباً عليها بجمود


= ايوه كنت عاوز اطمن عليها عشان من الصبح قافله تليفونها بس بعتتلي رساله أنها في المحكمه عندها شغل، ومش هتعرف تكلمني .


طالعته ليان بوجه مبتسم وهي تجلس بجانبه لتحاول فتح اي حديث معه 


= ربنا معاها ويوفقها .. كنت بتتفرج على ايه 


هتف بها أيمن بضيق ظاهر علي وجه وهو يتذكر اصرارها على ان يجلس معها اليوم، فمنذ أشهر أصبحت حياتهم تعيسه وكل شئ انقلب معه وهي لا ترحمه إنما تزيد قلبه رغبة ولوعاً


= ولا حاجه لسه، كنت بدور على اي حاجه اضيع بيها الزهق والملل ده.. قلتلك بقيت ازهق من القاعده في البيت، مش عارفه ليه مصره   اقعد معاكي النهارده، اللي هيفيد يعني .


تنهدت ليان وهي تتذكر عدم رغبه بالجلوس معها بالمنزل وكان يريد ان يذهب للخارج لكنها اصرت عليه، فهو منذ أسبوعين لم تراه وتعلم تماماً انه يحاول يشغل نفسه بالعمل عنها حتى لا يراها ولا يتذكر فعلتها الشنيعه، اردفت تنفض رأسها عن تلك الذكريات المريرة 


=القهوه عجبتك


ارتشف ايمن من آخر رشفه بقهوته وأدركت هي عدم رغبته في الجلوس ولا الحديث عن حياتهم السابقه، عندما اجاب بجفاء 


= تسلم ايدك ، انا هنزل بقى عشان زهقت هروح اقعد مع أصحابي في اي كافيه 


امتعضت ملامحها من حديثه المحبط عندما

وضع الفنجان وكاد ان ينهض فأسرعت نحوه ، مُقتربه منه وتعمدت ان تجعل أنفاسها قريبه من عنقه...لتنظر اليه وهو يبتلع لعابه بصعوبه من شده اثارته! التمعت عيناها بسعادة وهي ترى أن زوجها مزال تأثيرها علية مهما حدث بينهما! ومدت يدها نحو لحيته تداعبه بأبتسامه مغوية


= هو انتٍ مستعجل ليه على طول، ما نيجي نسهر مع بعض احنا الاتنين سوا زي زمان.. يا أيمن انت بالك اسبوعين مش بشوفك.. إيه! ما وحشتكش


زفر أنفاسه دفعة واحده فلم يعد لديه طاقه لتحمل المزيد ويدها الناعمه وابتسامتها زادت كل شئ سوءً، ليقول بتوتر بتهرب


= ليان انتي بتعملي ايه... انا لازم امشي متفق مع واحد صاحبي اننا هنسهر النهارده مع بعض

بعد اذنك ابعدي !. 


انقلبت ملامحها وهي من ظنت انه ما زال يحبها ولم يستطيع السيطره على نفسه عندما تحاول اثارته، لكن حاولت رسم ابتسامه هادئه تعلم انها من أخطأت ويجب ان تتحمل مهما فعل معها... ابتعدت عنه لتنظر اليه بهدوء مصطنع .


ثم التفتت بحزن وهي تعطيه ظهرها لكن تفاجئت عندما جذبها إليه وفي لحظات كان يدفعها فوق الأريكة يعتليها لتعلم ان قد استسلم هذه المرة لقلبه وانتصر على عقله.. فهي منذ شهرين وهي تحاول التقرب منه لكنه دائما يرفضها.


وقد كان كريم في إعطائها كل ما أردت ولم يبخل عنها، وهذا قد أسعدها بشده واعتقدت ان هذه نقطة البدايه الى عوده علاقتهم الى بعض مجدداً ، لكن سرعان ما انتهى كل شيء ، وابتعد عنها بعدما انتهى من اشباع رغبتها وهو يلهث ليقول بغضب شديد ..و يشمئز من نفسه ويلعن استسلامه امامها بهذا الضعف .


= يا ريت تكوني ارتحتي دلوقتي! أخذتي اللي انتٍ عاوزاه أهو ، عشان ما الاقيش بتدوري عليه بره مع حد ثاني .. زي ما كنتي بتدوري على الاهتمام بره.


تجمدت مكانها لتنظر إليه بأعين دامعة باحراج وجسدها يصرخ من الآلم ، فلما دائما أصبح بارد المشاعر معها وقاسي.. و ببطئ تحركت من فوق الأريكة تلتقط مئزرها تُلملمه فوق جسدها وانسابت الدموع بغزاره فوق وجنتيها بانكسار وهي تشعر بالاهانه بسبب حديثه ومعاملته الجفاء، فلا تعلم كيفية التعامل مع زوجها حتي يسامحها.  


❈-❈-❈


بداخل تلك المستشفى كانت تسير فريدة بخطوات هادئة وهي تتحدث بالهاتف مع سماح صديقتها بالعمل والتي احضرت اليها الوظيفه في المستشفى الاخرى ، فهي بعد زواجها من "أسر" ستترك عملها كممرضه هنا وتنتقل الى مستشفى اخرى ستكون عدد ساعات عملها أقل وتناسبها ، ابتسمت فريدة وهي تجيب على صديقتها 


= مش عارفه أشكرك ازاي يا سماح ، لولا انك قلتي لي على المستشفى اللي انتٍ بتشتغلي فيها عدد ساعات عملها أقل، كان زماني سبت الشغل وقعدت في البيت زي ما طلب أسر 


أجابت عليها صديقتها بود


=بتشكريني علي ايه يا هبله احنا اخوات وبعدين ما تتصوريش انا فرحانه قد ايه ان احنا هنرجع تاني نشتغل مع بعض في مستشفى واحده 


هزت فريدة رأسها بسعادة فهم رغم فارق العمر بينهما الذي يتعدى العشر سنوات لكن بينهما صداقه قويه، وقد تعرفت عليها فريدة بأحد المستشفيات بالعمل لكن سماح قد تركت العمل وذهبت الى مستشفى اخرى، لكن يشاء القدر  لـ يجتمعوا مره اخرى .


= وانا كمان فرحانه قوي عشان هنكون مع بعض زي زمان ، المهم انتٍ متاكده ان المستشفى دي كويسه، انا بصراحه عمري ما اشتغلت ممرضه في دار مسنين وانتٍ عارفه 


اردفت سماح وهي تخبرها بنبره هادئه حتى تطمنها 


= لا من الناحيه دي ما تقلقيش الشغل هنا مريح، ولو كان في حاجه مش كويسه اكيد ما كنتش هقترح عليكي ولا انا هفضل شغاله في المستشفى هنا.. و بكره لما تيجي بنفسك هتشوفي . 


بعد فتره اغلقت فريده الهاتف معها، ثم ذهبت الى احد الغرف بالمستشفى لتغير ملابسها فلقد انتهى ساعات عملها هنا ، و عندما خرجت للذهاب لمنزلها وجدت صديقتها مريم تقف امام الباب في انتظارهم ، عقدت حاجبيها بتعجب متسائلة باستفهام 


= في حاجه يا مريم ولا ايه مالك واقفه كده ليه؟ ما تروحي تشوفي شغلك بدل ما حد يشوفك ويديكي جيزه 


ابتلعت ريقها بتوتر شديد وهي تقول بتوجس


= عاوزاكي في موضوع مهم انا عارفه انك خلصتي الشيفت بتاعك ومروحه ،بس عاوزه منك خدمه وبالله عليكي ما ترفضي انا لازم اروح دلوقتي وفاضل لي ساعتين ممكن تكمليهم مكاني ..


اتسعت عينا فريدة بدهشة ثم قالت بضيق


= نعم! حرام عليكي الواحد لما بيصدق يخلص عشان يرتاح وبعدين مش هينفع النهارده عشان ماما عازمه اختي وجوزها و والوقت كمان اتاخر ، انتٍ عارفه ان انا مش بحب ارفضلك طلب بس حقيقي مش هقدر النهارده


اردفت مريم بصوت منخفض برجاء


= عشان خاطري يا فريده صدقيني لولا ان انا عندي ظرف في البيت ما كنتش طلبت منك طلب زي ده، انا قلت انتٍ الوحيده اللي هتساعديني عنهم علي الاقل فاضيه ولسه ما اتجوزتيش ولا وراكي هم زينا ،عشان خاطري النهارده بس .


زفرت أنفاسها حانقه من إصرارها الفولاذي وقبل أن تجيب عليها انتبهت بتركيز نحو شاشة هاتفها التي تضيء .


= اهي ماما بترن عشان تستعجلني قلتلك عندي عزومه مش هينفع.. تعالي على نفسك وكملي الساعتين دول 


هزت رأسها بهموم وتنهدت بتعاسه لتتحدث بضعف 


= يا فريده هي اختك متجوزه وساكنه في اخر الدنيا يعني ما انتم جنب بعض وبتشوفيها في اي وقت ، خليكي اجدع مني بقى وكملي الساعتين دول وابقى قولي ليهم اي حاجه في البيت والله العظيم عندي ظرف صعب انا مش بكدب وعاوزه امشي وخلاص 


صمتت للحظات وهي لا تعرف ماذا تفعل ، لكنها لمحت بعض الدموع داخل عينيها فيبدو أن لديها امر خطير بالفعل ويجب ان ترحل الآن، وهذا جعلها تشعر بالعطف والشفقه عليها لذا هتفت فريدة بقله حيلة واستسلام


=هقول إيه؟ الله يسامحك حاضر وامري لله

واديني قفلت التليفون ولما اروح يبقى اتصرف معاهم ،عشان عارفه لو رديت ماما هتحلف عليا امشي وما ساعدكيش.. يلا اتفضلي يا ستي انتٍ امشي.. على الله بس يطمر .


ابتسمت الأخري بسعاده وهي تشكرها بشده ، ثم التفتت بخطوات سريعه لترحل الى منزلها وتدعو داخلها ان يمر هذا اليوم على خير، و تتصالح مع زوجها الذي يصر ان ينفصل عنها ويتركها .


❈-❈-❈


وقفت فريدة بجانب الطبيب وهو يُتابع فحص احد المرضى... انتهى الطبيب من الفحص بنظرات جامدة، ليقول ذلك الشاب الراقد فوق الفراش بلهفه


= طمني يا دكتور هو انا حالتي صعبه 


أبتسم الطبيب وهو يجيب عليه بهدوء


= الحاله الصحيه تمام ما تقلقش انا مش عارف انت خايف من ايه، ده انت عملت عمليه الزايده مجرد عمليه بسيطه والحمد لله كلها يومين وهتخرج ما تقلقش 


تنهد ذلك الشاب براحه الذي يدعي حامد ، بينما قال صديقة بضحك مرادفا


= معلش يا دكتور اصل هو موسوس من حكايه المستشفيات دي ، ومعلش يعني في الكلمه مش بيحب الدكاتره ولا المستشفيات خالص ولولا أنه تعبان قوي ما كانش قعد ولا دقيقه في المستشفى .


ابتسمت فريدة بخفه بينما وهم يتهامسون كان صديقه الآخر يجلس بعيداً عنهم، لكن تعلقت عيناه علي تلك الواقفة بتفاصيلها وهو منصت إليها يتابع تفاصيل جسدها باهتمام بالغ ، ثم عض علي شفتيه بطريقة مقززه ! ولم يكن غيره هو حسام! 


رسم الطبيب ابتسامه خفيفه بتفهم ثم قال قبل رحيله بجدية


= لا، ولا يهمك حمد لله على سلامتك .. يلا بينا يا فريده عشان نلحق نشوف باقي المرضى 


هزت فريدة رأسها بالايجابي وتحركت خلف الطبيب، بينما نهض حسام سريعاً وهو يقول بأسف زائف


= انا همشي انا بقى يا حامد الف سلامه عليك مره ثانيه، معلش اصل افتكرت مشوار مهم ولازم اروح .. بس ان شاء الله هبقى اجيلك مره ثانيه سلام 


رحل حسام دون ان ينتظر رد من أصدقائه! في حين اطرق حامد رأسه للحظات وعاد يرفعها بجمود 


= هو انا مش قلتلك الواد البارد ده ما تجيبوش معاك هنا تاني ما بقتش عاوز اشوفه.. كل ما ابص في خلقته افتكر انه كأن السبب اني اتطرد من شغلي ولا كمان بفضيحه 


ليكمل حامد حديثه عن هذا الصديق السوء مُكفر الوجه


= بس أنا إللي استاهل افتكرته هيتلم ويبقى محترم لما اجيبله شغل معايا، بعد ما اقعد يتحايل عليا وافقت واليوم اللي شغلته فيه عاكس بنت صاحب المحل و بسببه طردني وطردوا هو كمان ،ده بني ادم ما عندوش دم وفاشل.. والاحسن لينا نقطع علاقتنا بيه .


تنهد مصطفى وهو يقول باسف 


= اهدى يا حامد والله هو اللي جالي البيت وأصر يروح معايا ماعرفتش اقول له لا.. بس انت عندك حق.. ده بتاع مشاكل واحنا بنيجي في الرجلين معاه واحنا مش ناقصين 


جز علي أسنانه بعنف وغل وهو يردف بحده


= طب ما تجيبهوش معاك تاني بقي ولو صمم قولها له في وشه حامد مش عاوز يشوفك.. انا اخواتي البنات جايين بكره يزوروني ومش ناقص يشوفهم .. ده عينه زيغه ومش هيحترم نفسه وهيبصلهم انا عارفه كويس.. ربنا يبعده عننا .


بينما في الخارج، أسرع حسام بالخطوات سريعه تجاه تلك الممرضه الحسناء ليقف أمامها مباشرةً بابتسامه بلهاء، فحصه فريدة بنظراتها بتعجب وهي تمسك بعض الملفات بيديها لتقول بأدب


= افندم اقدر اساعدك بحاجه ؟. 


ابتسم حسام ابتسامة عريضة وهو يقترب منها بخطوات واثقة ليقول بلوعه


= الصراحه اه انا كنت تعبان قوي ومحتاج تكشفي عليا، ممكن؟ هو مش حضرتك برده ممرضه هنا؟ 


تعلقت نظراتها بعين حسام الذي اخذ يومئ له برأسه حتى توافق ، لتتكلم بجدية تامة


= تقدر تروح لاي دكتور هنا وهو هيهتم بيك انا مش هقدر أساعدك بحاجة ..عن اذنك 


راقب حسام ردود فعلها بحـذر وحـــاول أن يختصر  الطريقه علية، بقوله الجريء وهو يغمز بطرف عينه


= الله ليه بس كده؟ استني هو انا قلت حاجه غلط يا ستي لو مش عارفه جربي فيا، و انا ما عنديش مانع بصراحه، هو انا طول الايدين الحلوه دي لما تلمسني .


تبدلت ملامح فريدة فور حديثه الوقح وقد تفهمت ما يريدة، لتحاول السيطره على نفسها وهي تتحدث بصوت صــــارم


= ما تحترم نفسك يا استاذ ايه اللي انت بتقوله ده، اتفضل ابعد عني بدل ما اطلبلك الامن، إيه قله الادب دي 


لم يهتم الى حديثها، و نظر حسام لها بنظرات جادة مبتسماً بسماجة 


= طلعتي شرسه وأنا بحب كده ، طب لو خايفه حد يشوفك هنا في المستشفى، ايه رأيك تيجي ناخد نمره بعض انا نمرتي ...0107


قاطعته هي بصوت آجش ومنفعل 


= هو انت هتتنيل تمشي من قدامي ولا تحب تتهزق واقل ادبي عليك، ماهو لو ما لقيتش حد يربيك ويعلمك يعني ايه تحترم غيرك يبقى اجيبلك اللي يعدلك ويعرفك مقامك .. هو انت فاكر نفسك مين عشان تكلمني بالطريقه دي واسكتلك .. اتفضل غور من قدامي بدل ما اطلبلك المره دي البوليس


صـر حسام على أسنانه ، وقال بسخرية وبنبرة تحمل الوعيد وأردف


= ليه كده ما كنا حلوين وبنتكلم بهدوء احسن


احتقن وجه فريدة و رمقته بنظراتها الساخطة لتتحرك بخطوات غاضبه لتكمل باقي عملها ، قبل أن تهتف باشمئزاز 


= انت كمان هتهددني.. حيوان ربنا ياخد اشكالك .


❈-❈-❈


بداخل مقهى شعبيه، جلس أنس أمام والده وهو يتحدث عن ما فعلة فيه مقر عمله وهو يعمل (عامل في محل لبيع الذهب ) وقد ادى الى طرده من العمل .. نظر له والده زكريا وهو يُنفث دُخان شيشته ويأمر ذلك الصبي بأن يضع له حجرين أخرين ليحرقهما بتلذذ .. ثم لوى فمه وهو ينطق بحنق


= تصدق بالله لولا انك بقيت طولي كنت قمت دلوقتي وضربتك قدام القهوه كلها.. عشان انا مش عارف عملت ايه في دنيتي عشان ربنا يوعدني بعيل فاشل زيك كل يوم والثانيه يتطرد من شغله ، اسمع يلا انت بكره هتروح المحل وهتبوس ايد زاهر بيه لحد ما يعفى عنك ويرجعك الشغل


ليُنفث زكريا أنفاسه من ذلك الدُخان مره ثانيه وتابع حديثه بغيظ شديد


= ما هو انا مش ناقصه دلع، هو انا هصرف عليك وعلى اخواتك ومراتك وعيالك كل دول لوحدي.. في ايه ما تتلم بقى وتتعدل في يومك وتشيل المسؤوليه شويه عني.. هو انت حتي قادر تشيل مسؤوليه نفسك مش عارف طالما مش قد الجواز والخلفه بتتجوز ليه؟  هو انت فالح في حاجه غير انك كل يوم و الثاني تخلفلك عيل من مراتك 


أخذ أنس هو نفساً مطولاً محاولاً السيطرة على أعصابه كي لا ينفجر بسبب حديث والده القاسي لكنه حقيقه بالفعل فهو ليس قادر على المسؤوليه ، ثم زفــره بغضب وقال بضيق


= ما توطي صوتك بقى يابا هتفضحنا هتقعد تهزق فيا من وقت ما قلتلك ، اعمل ايه يعني؟ انا اللي حظي كده بقي.. وبعدين شوف مين اللي بيتكلم عن الخلفه والعيال في ايه يابا ده انت جايبني خمسه لحد ما أمي قطعت النفس وماتت عشان صحتها ما بقتش سايعاها بسبب الخلفه 


وضع ساقاً فوق الأخر وهو يعتدل من فوق كُرسيه وقال بصرامة وضيق


= ما انت قلتها بنفسك يا فالح واديك شايف الوضع، اللي جاي على قد اللي رايح وانا خلاص جبت أخري وما بقتش قادر على مصاريفكم .. مش عارف بس امتى ربنا يتوب علينا من الشقي ده 


نظر أنس له بنظرات زائغة وهو يقترح علية بعدم إهتمام


= يابا انا عارف الوضع من غير ما تقول.. هو انا يعني اللي بقول لهم يطردوني.. وبعدين بمناسبه الحال الواقف، مش شايف ان البنت مهره طولت في موضوع تعليمها ما تقعدها في البيت بقى ذي باقي اخواتها، ولا هي مصاريف على الفاضي وخلاص 


رمقه والده بنظراته الساخطة بسخرية ثم أشـــار هو لها بيدة ، وتابع حديثه معه بتهكم بـ


= عاوز اقعدها عشان توفر الفلوس وتتصرف عليك انت وعيالك مش كده يا نطع؟ اسمع يلا انا عارف انكم مش وش علام اصلا حتى انت يا صايع ، بس أنا قلتها كلمه قبل كده اللي عاوز يتعلم يكمل بس مع اول سنه هيسقطها يروح يدورله على شغل.. ما يقعدش جنبي .. و مهرة الوحيده فيكم اللي فلحت وبتعدي السنه بسنه 


تهجم وجه أنس بغيظ ثم أسند زكريا ظهره بارحيه علي الكرسي ليتلذذ في مذاق تلك دُخان شيشته وهو يردف ببرود وقسوة


= ويوم بقى لما تسقط زيكم يبقى نقعدها ونشوف لها شغلانه زي باقي اخواتها .. اهو يبقى منهم نافعه بدل قاعده البيت اللي مش بتجيب همها .


❈-❈-❈


قد تخطت الساعه 12:00 ، لتخرج فريده اخيرا من عملها بالمستشفى وقد انتهت لتسرع بخطواتها حتى ترحل وهي على يقين شديد بأن عندما تعود ستتلقى عقاب شديد من والدتها و والدها أيضا على تاخيرها لكن لم يكن لديها حل اخر لمساعده صديقتها، وعندما تحركت بمسافه ليس قليله عن المشفى ارتجف جسدها بقلق شديد وهي لا تري اي وسيله مواصلات تمر هنا؟ حاولت ان تطمن نفسها لتخطي خطواتها نحو آخر الطريق لعلها تجد توصيله .


لكن قبل ان تتحرك من مكانها تفاجات بمن كمم فمها بكفة ويجذبها الى داخل جراچ... جحظت فريدة عينيها في رعب ، وهربت الدماء من عروقها ، حاولت تخليص نفسها من آسره بكل قوتها والخوف يدب بقلبها وهي لا تعرف من يكون ذلك؟ لكن بالتأكيد لص او متحرش وفي الحالتين يجب ان تهرب منه، بينما يده الأخرى اخذت تعبث بأطراف ثوبها ينفخ أنفاسه الحاره فوق وجهها وهو يهمس بخبث


= هشش، اهدي ما تخافيش انا اللي قابلتك جوه وكنت جايلك في استشاره مش انتٍ برده ممرضه ومسميينكٍ ملاك الرحمه،يرضيكي برده اجيلك في طلب وترفضيني جوه وتكسفيني اديني جيتلك بره أهو .. عشان نتكلم براحتنا 


اتسعت عينا فريدة بذهول ورعب شديد وقد تذكرت من يكون؟ ذلك البغيض الذي حاول ان يتحرش بها بداخل عملها.. تسارعت أنفاسها تتلوي تحت ذراعيه... تُحاول مراراً إخراج صوتها ولم تجد غير أن التهمت كفه بعدما دفعته بعيداً عنها بقوة وهو يتألم بصدمه وغضب


= ابعد عني يا حيوان انت.. الـحـقـنـوا .


حاولت أن تصرخ بعلو صوتها فدفعها بقوه نحو الجدار يُكمم فمها مُجدداً وهو يُطالعها برغبة.. ابتلعت لعابها بخوف تتمايل بجسدها لعلها تتخلص من ذراعيه، رفسته بساقها ولكنه تفادي فعلتها بمهاره ليرمقها ساخراً ثم عض شفتيه بخبث يلتهمها بعينيه... حاولت دفعه عنها بكل قوتها مجدداً ولكن كالعاده باتت محاولتها بالفشل... قوة جسده كانت فائقة عنها... هبطت دموعها تفقد قوة جسدها من كثرة خوفها الشديد منه وتسارعت دقــات قلبها حتى كادت أن تصم آذانها ..


خرج صوت آنينها خرج بصعوبه تكاد أنفاسها تُزهق تحت كفه، لكن تجمدت فريدة في مكانها و نظرت إليه بذعر عندما شرع بالاقتراب منها وهو يرمقها بنظرات تعرفها جيداً.. ثم بدأ يحاول يزيح الحجاب و ملابسها عنها !. 


واول ما أن أزاح يده من فوق فمها قاومته هي بكل ما أوتيت من قوة ، وحاولت أن تتحرر منه ، وظلت تصرخ بصوتها الذي أرتجف بشدة 


= إلحقوني يا ناس ، حد يساعدني .


لم تكف هي عن الصراخ ولا عن طلب المساعدة ، لكن لم يعبأ لها أحد ولم يسمعها بالأساس فمعظمهم كان قد رحلوا و الآخرين كانوا مشغولين بالداخل بالعمل.. 


جز حسام علي اسنانه بعنف شديد وكمم فمها بسرعه وباليد الاخرى باغتها بصفعة عنيفة على وجنتها ، فحاولت أن تحمي وجهها من بطشه ، ولكنه كان أقوى منها ، وتمكن من صفعها مجدداً.. ، هزت رأسها بالنفي إهتزازة خفيف تتألم بنظراتها المذعورة وعندما لاحظ حسام بان قوتها بدأت ان تضعف من قوة ضربه مما جعله يزيد من ضربه اليها حتى تتوقف عن مقاومته و تستسلم له .. باغتها هو بصفعة أخرى على وجهها ، فإكتست وجنتيها بحمرة وبدأت الدماء تنزف من فمها و أنفها ، وسقطت العبرات من طرفي عينيها ، فعضت على شفتيها السفلى متألمة بشدة..


أبتسم هو بانتصار وهو يرى مدى قوته وتأثيره على تلك الهزيلة التي كانت تقاوم قبل قليل.. لكن أصبحت الآن في أضعف لحظاتها.. تأوهت فريدة من الآلم الشديد و برقت عينيها المتورمتين في خـوف ، وإزدادت إرتجاف شفتيها.. عندما عاد وهو يزيح الحجاب عنها وأكمل ما إرادة ثم اقترب منها و......


سقطت دموعها بعجز ..وظلت فريدة طـوال الوقت ترتجف بشدة ، وتبكي بمرارة وهي ترى المصير القاتم المقبلة عليه.. إلا وهو يحمل الخزي ..والعار !. 


قد تخطت الساعه الثانيه قرب طلوع الفجر .. تحرك السيد "فهيم" أمن المستشفى بالخطوات بطيئة نسبة نظرا لعمرة، ليرحل بعد ان سلم عهدته .. وقبل ان يلتفت للرحيل أعلي رصيف الشارع توقف بتعابير وجهه مشدودة بذهـــول عقب ما رآه أمامة و بصوت مبحوح  قال بعدم تصديق


= لا اله الا الله.. يا ساتر يا رب !.  


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة