-->

رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 2 - 1

 

 قراءة رواية بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية بدون ضمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني

الجزء الأول

في منزل السيد عابد ، كان الجميع ينتظرون عودة فريدة من الخارج بسلام! فهم على اعصابهم من القلق الشديد لأنها لم ترد على هاتفها لساعات وتأخرت عن موعدها الأصلي.. نهضت خيرية بنبرة باكية ، ونظرات زائغة


= وبعدين يا عابد شايف الساعه كام وبنتك لسه ما جتش ولا اتصلت حتي.. البنت دي اكيد جريلها حاجه انا قلبي مش مطمن ؟ ابوس ايديكم حد يعمل حاجه ويطمني على بنتي 


كأن عابد يقف أمامها بجدية زائفة فظل هو محدقاً بها بأعصاب مشدودة وهو يتنحنح بنبرة رجولية


= بس يا خيريه وطي صوتك هتفضحينا ما اديكي شايفه عمالين نتصل بيها مش بترد الهانم ، وعادل جوز بنتك نزل يشوفها في المستشفى اتاخرت ليه؟ ان شاء الله هيلاقيها ما تقلقيش بس لما تيجي ليا صرفه معاها على وجع القلب والاعصاب ده 


هزت راسها بيأس بنبرة متشنجة ، ونظرات ضائعة


= ما تتصلي بجوزك يا ريهام وتشوفيه اتاخر ليه؟هو كمان، يا جماعه حرام عليكم قلبي واجعني على بنتي.. جيب العواقي سليمه يا رب ده احنا غلابه .


تطلعت ريهام الى والدتها بنظرات آسف وهي تشعر بخوف وقلق شديد على شقيقتها ، لكن حاولت ان لا تظهر ذلك حتى لا تثير اعصاب والدتها أكثر ، ثم هزت راسها عده مرات وهي تضغط على هاتفها مرددة بنبرة مذعورة


= حاضر يا ماما.. أهدي حاضر هتصل تاني بيه اهو، بس يا رب يرد المره دي 


انتظرت لحظات حتى اجاب زوجها و سرعان ما تنهدت ريهام براحه نوعآ ما، عندما اجاب زوجها عليها، لتقول بلهفه شديد بنبرة ضائقة


= ايوه يا عادل حرام عليك اخيرا رديت طمني كلنا هنا على اعصابنا.. لقيت فريدة مش كده ؟ 


صمت الأخري ولم يتحدث لمدة دقيقة مما أشعر ريهام بالخوف الشديد وأن اختها ليست بخير، ثم قال زوجها بنبرة مترددة بخفوت 


= هو انا آه ايوه لقيتها.. آآ بس مش عارف ولله اقولهالكم ازاي؟ بس الاحسن تيجوا كلكم على المستشفى اللي بتشتغل فيها فريدة وانتوا هتعرفوا !.


❈-❈-❈


اقترب عدلي الذراع الأيمن الى السيد "زاهـر" وتخطى داخل ذلك المكتب الصغير المطل على خارج باقية المحل الواسع ، ليقترب منه عدلي ثم تحدث بعد ان وضع بعض الاوراق امامة قائلاً بتركيز 


= الملفات اللي طلبتها يا زاهر باشا أتفضل.. أي اوامر تانيه 


أمسك زاهر ذلك الرجل الذي تخطى سن الاربعين بكوب زجاجي ، ثم أخــذ يرتشف منه ذاك المشروب الساخن الذي يمتليء به (الشاي).. وما إن انتهى حتى أسنده على الطاولة الخشبية التي أمامه التي يتسند عليها بمرفقه.. وأخذ يراقب المارة بأعين غير مكترثة لكن أظل تركيزه للحظات يراقب الزبائن بداخل المحل الخاص بة (لبيع الذهب) بينما عقد عدلي حاجبيه باستغراب وقال متسائلا


= مالك يا زاهر باشا من ساعه ما جيت الصبح وحضرتك ساكت.. معلش في الكلمه يعني هو في حاجه حصلت في البيت؟ 


تنهد هو في ارهــاق ، والتفت حوله ليتابع تلك الثرثرة الروتينية المعتادة بين عاملين المحل بالخارج مع الزبائن وقال باقتضاب 


= لا عادي ما فيش حاجه ،طلقت المدام بس الصبح 


اتسعت عينا عدلي بصدمه ليقول بعدم تصديق


= ليه كده كفى الله الشر يا باشا ما انتم كنتم مبسوطين مع بعض ، وكنت بتقول لي دايما حاسس ان دي اللي هعمر معاها العمر كله عن الباقيين اللي اتجوزتهم .. ده اكيد شيطان ودخل بينكم يا باشا تحب أخلي مراتي تروح تكلمها وتصالحكم على بعض 


هز رأسه زاهر بنفاذ صبر في تأفف وقال بنبرة فظة


= ولا تروح ولا تعمل مش مستاهله، انا اصلا اللي طلقتها وزهقت منها اهو اغير بقى شويه ،ثلاث سنين كفايه عليها ، وهي ما طلعتش يعني خسرانه من الجوازه ما انا كاتبلها الشقه باسمها .. بس خلاص لحد هنا وما عدتش تلزمني 


أبتسم عدلي بخبث بعد أن فهم الآن؟ لما انفصل سيده عن زوجته في ذلك الوقت! فالسيد زاهر معروف بزيجاتة المتعدده كل فتره ومنها العرفي والرسمي، فدائما يمل من الروتين المعتاد لذلك يلجا الى طلاقها والزواج باخرى بعد فتره قصيره.. لـ يتسائل بصوت ماكر


= طول عمرك صاحب مزاج يا باشا .. ويا ترى لقيت العروسه الجديده ولا تحب ادورلك بنفسي انت تؤمر بس يا باشا 


لوي فمة بإبتسامة ساخراً بمكر، ليقول بصرامة وهو محدق به


= ياض بقول لك لسه مطلق الصبح هلحق ادور على الجديده فين؟ وبعدين من امتى وانا بخليك تنقي النسوان اللي هتجوزها.. لا تشكر خليك انت بس في الشغل ..ويلا روح بقى شوف شغلك وبطل رغي معايا 


هز رأسه عدلي ليرحل، بينما في تلك اللحظه دلف زكريا وخلفه ابنه انس بخطوات متردده ، ليقف أمامه زكريا بتلعثم ، ونظرات مرتبكة


= مساء الخير يا زاهر باشا .. انا جبتلك الواد ابني اهو لحد عندك واعمل فيه ما مبادلك، ربي يا باشا بمعرفتك لو عاوز


فحدق زاهر بهم بنظرات مشمئزة وهتف بنبرة منزعجة


= حد قال لك ان انا فاتحها هنا حضانه وبربي العيال اللي يتشتغل معايا ، اللي بيشتغل هنا يجيلي وهو متربي وعارف اصول الشغل مش لسه هربيه يا روح امك .. ما هي تربيتك ابن الـ* 


شعر زكريا بإهانة من حديثه لكنه لم يقدر على الرد علية حتى لا يتعرض للطرد هو الاخر ويصبح بلا ماوى هو واطفاله بالشوارع، لذلك رسم ابتسامه زائف ولملم حاله سريعا


= مقبوله منك يا باشا ، حقك عليا احنا ما نقدرش على زعلك ده احنا لحم كتفنا من خيرك واللي هتامر بي هننفذه بالحرف .. بس بلاش قطع الارزاق 


اعتدل السيد "زاهر" في وقفته ، ثم حدج بزكريا بنظرات قوية قبل أن يردف بصرامة


= اسمعني كويس يا زكريا انت بتشتغل معايا بقالك اكتر من 15 سنه وشهاده حق كنت كويس وعمرك ما اتلوعت معايا في الشغل بس اللي جنبك ده تربيه وسخـ* ومش نافع في حاجه ، هو قال لك انا قفشت وهو بيعمل ايه؟ واقف في وسط المحل وقت العمل وبيلف سيجاره حشيش ولما حد يشوفه من الزباين ويطلع علي المحل سمعه وحشه وقتها بسبب ابن الـ** 


ضغط أنس علي يده بغيظ شديد وهو يري السيد زاهر كيف يهنه بقسوة هو ووالده لكن غير قادر على الرد، ولولا الحوجه والفقر لكان رحل ولم يعود! لكنه بحاجة إلي العمل بشدة حتى يستطيع ان يطعم اطفاله وزوجته .. حاول السيطره على نفسه بعد ان شعر بأن لا قيمة لهم بتلك الحياة ، ليقول زكريا بسرعه بخشونة وتوسل


= خلاص يا باشا اخر مره وهو عرف غلطته خلاص .. ولو عملها تاني انا بنفسي اللي هتبرى منه ومش هاجي اتوسطله في حاجه تاني.. بس سامحة واعفى عنه يا باشا . 


ثم أشار زكريا بطرف عينه الى ابنة نحوه ليفهم الأخري ما يريد... في حين هبط أنس بجسده بالأرض وأمسك بيد زاهر محاوله تقبلها بضعف بملامحه التي تشير إلى فقره وغلبه ليردد بنظرات فارغة لا حياة فيها


= حقك عليا يا باشا.. والله العظيم ما هعملها تاني ولا بقي (فمة) هيعرف طعم سيجاره من النهارده.. هحرم عليا المزاج عشان خاطرك بس تسامحني .


ابعد زاهر يده عنه باشمئزاز وهو يصر على أسنانه ثم ســار في اتجاه الأريكة ليجلس مجدداً ، ثم وضع كف يده على رأسه ليمرره في خصلات شعره المصبوغه باللون الاسود حتى يخفي بعض الشعرات البيضاء بسبب تقدم عمرة، و أردف بصلابة ، ونظرات قاسية 


= وانا مال اهلي تشرب ولا ما تشربش ان شاء الله حتى تموت واخلص منك، انا كل اللي يهمني وقت الشغل تلتزم وتحترم مكان شغلك اللي بيجيبلك لقمه العيش وبياكل عيالك.. اسمع يلا عشان خاطر ابوك هعديها المره دي بس بشرط! هتكمل باقي الشهر ده شغل معايا من غير ما تاخد ولا مليم ولو لقيتك اتعدلت هديك مرتبك من الشهر اللي بعده 


فرغ أنس فمة بعدم رضي ما ليقول بنبرة مختنقة


= يعني هشتغل أسبوعين ببلاش! ازاي بس يا باشا امال انا بشتغل عشان ايه؟ ما هو عشان الفلوس .. كده كتير يا باشا .


زاهر هاتف بنبرة حادة ، وهو يلوح بيده بقسوة


= اهو ده اللي عندي يا روح امك مش عاجبك الباب يفوت جمل و وريني عرض قفاك .


تنهد أنس في مرارة ، ورفع عينه عالياً لينظر إلى زاهر وهو يتطلع اليه ببرود ثم هز إنس رأسه بآسى بقله حيلة، و تشدق بنبرة منكسرة


= لا خلاص يا باشا موافقين طبعاً، تشكر يا باشا طول عمرك قلبك كبير مع الغلابه .


❈-❈-❈


أسرعت السيده "خيرية" والدته فريده هي و زوجها وشقيقتها "ريهام" الى المشفى وهم لا يعرفون بالضبط ما حدث؟ بينما عند وصولهم

تجمدت عينا خيرية بصدمة على ذلك الجسمان المستريح فوق الفراش بداخل أحد الغرف والتي تعمل بها فريده أيضا.. فزعت شقيقتها "ريهام" لرؤيتها فوق الفراش لا حول ولا قوه بها! حيث كانت متورمة، منتفخة الوجه، الكدمات تشكل لوحة صريحة على ملامحها الذابلة، ناهيك عن الخدوش والعلامات التي لم تكشف عنها ثيابها بعد، شهقت ربهام لاطمة على صدرها بذعر


= يا لهوي.. إيه ده؟!


بينما استشاط والدها "عابد" غضبًا لرؤيه طفلته هكذا على تلك الحالة السيئة، فمن تجرأ وفعل بها ذلك؟ مشى خطوة للأمام ليقلص المسافة بينه وبين الطبيب الذي كأن يقف علي بعد بصمت، ليقول بتلعثمٍ خائن هدوئه، وخانع داعي الله في نفسه ألا ما يفكر في صحيح 


= هو في ايه يا دكتور؟ بنتي مالها؟ مين اللي عمل فيها كده. 


رمقه الطبيب بنظرة مطولة تحمل عطف صريحًا وهو يضيف بثباتٍ زائف


= للاسف المريضه اتعرضت لاغتصاب! شدوا حيلكم الساعات الجاية هتكون صعبه عليها وهي محتاجه ليكم .


لطمات وولولة وصرخت عالية سيطرت علي خيريه و ابنتها البكرية ريهام بعد تلك الفضيحة المدوية التي نهشت علنًا في ابنتهم، حسرة ما بعدها حسرة تمكنت من الجميع منهم لتشعرهم بأن العالم البسيط قد انهار من حولهم، فلم يعد يرتفع شعار الشرف تلك العائلة؟ بعد ما حدث لابنتهم فقد لحقت بمصيبة ستوصمها حتى القبر معها طول العمر. 


بينما في الخارج تجمع بعض الناس بالخارج وهم يستمعوا الى اصوات الصراخ داخل احد الغرف! واقترب البعض يحاول يفهم ما حدث 

والنظرات المتنمرة عليهم إلا أن الصمت والهمهمة الخافتة كانت السمة السائدة بين المتواجدين، في حين أقتربت تلك السيده التي تلقب بـ "أم احمد" والتي تعمل ممرضه هنا داخل المستشفى .. وعندما اقتربت لتتفحص اوجه تلك العائله و فريدة الراقده فوق الفراش دونه حركه! في حين اتسعت عيناها في استنكار وهي تشعر بان تلك الاوجه قد رايتها قبل سابقاً لكن أين؟ لا تتذكر الآن! 


❈-❈-❈


في منزل ما بمنطقة المعادي، كان أيمن يجلس بجانب شقيقته تسنيم وهو يرخي جسدة الصلب و ملامح وجهه كانت قوية وحادة في نفس الوقت ، فهو منذ ساعه واكثر وهو صامت بذهن شارد، مما جعل تسنيم تهتف بملاح مشدوده بفضول 


= اموت واعرف ايه اللي حصل بينك وبين مراتك مخلي حالك كده؟ في ايه بجد يا ايمن انت بقيلك شهور على الحاله دي، هتخبي عليا ده انا اختك هو احنا لينا غير بعض


أطفىء ايمن سيجارته التي لم يكملها في منفضة زجاجية موضوعة على الطاولة الصغيرة المجاورة للأريكة ، وقال بعدم اكتراث


= عشان ما فيش حاجه وانتٍ اللي مصممه أن في، وقلت لك كده بدل المره عشرة، ارحميني شويه بقي يا تسنيم من اسئلتك ما تخلينيش اندم اللي انا بجيلك اقعد معاكي شوية


عقدت حاجبيها بتعجب متسائلة بنبرة جادة


= كمان مش عاوز تيجي عشان ما اسالكش على حاجه.. لا ده الموضوع كبير بقى، يا ابني قول لي ممكن اساعدك هو انت بس اللي حالك كده دي حتي مراتك هي كمان حالها متشقلب هو انا مش عارفاكم .. 


لتكمل تسنيم كلماتها بحيرة شديدة ودهشة ظاهره علي وجهها بملامح بشرتها البيضاء الصافية 


= اللي مجنني اللي انتوا الاتنين كل حاجه كنتوا بتشاركوني فيها وبنحل الموضوع مع بعض اشمعنا المره دي كل واحد فيكم واخد جنب وسايبين الموضوع يكبر ما بينكم ..كده غلط على فكره 


تنهد ايمن بهدوء مستفز وهو يحرك فمه الغليظ القوي.. وبشرته البيضاء الخشنة.. وكانت عروقه تبرز من عضلاته وهو يردف بنبرة باردة 


= ما خلاص يا سياده المصلحه الاجتماعيه خليكي في شغلك احسن وقلت لك ما فيش حاجه يا تسنيم.. المهم خليكي في نفسك وقولي لي، ليه فسختي الخطوبه المره دي ؟ 


نظرت إلي شقيقها التوأم بنظرة غير راضية ثم اردفت بنبرة عادية


= بتغير الموضوع ماشي هعديها بمزاجي، اما حكايه الخطوبه فللاسف خلاص سيبنا بعض و مفيش رجوع انا قدامك حاولت على قد ما اقدر اتفادى حاجات كتير في العلاقه دي بس ما قدرتش واخره المتمه بيقارني بينه وبين شغلي .. وعاوزني اقعد في البيت 


عقد أيمن حاجبيه باستغراب وقال متسائلا باستفهام


= غريبه يعني، مع ان هو مش النوع اللي كده ما كان مرحب بشغلك في الأول وما عندوش مانع ؟ ايه المشاكل اللي وصلته ان يتلكك كده .


صمتت لثانية قبل أن تستأنف تسنيم محذراً ، و بنظرات غاضبة


= اديك قلتها بنفسك بيتلكك كل ده عشان كل يوم والتاني بشترك في ندوات عن حقوق المراه ، ليه وليه بقى.. يقول لي خليكي في نفسك انتٍ مالك بغيرك اقول له ده جزء من شغلي ما انا محاميه وبيجيلي قضايا كتير عن مشاكل البنات والزوجات وموضوع الندوات دي بتكون خطوه مهمه في شغلي و بتساعدني.. يكشرلي وشه ويقول لي انا مابقبلش مراتي تشترك في حاجات زي كده وكل يوم والثاني اسمع من اصدقائي انها ساعات بتطلع مظاهرات وتعمل مشاكل في اقسام ، قلتله اه انت كل اللي فارق معاك اصحابك اللي بيوصلوا ليك معلومات عني ومظهرك وبس.. اتعصب بقى هنا وقال لي يانا يا الشغل وانت طبعا عارف الاجابه ومش محتاجه اكمل 


لوي أيمن شفتيه ساخراً وهو يهتف بعدم رضي


= يعني خربتيها وفسختي ثالث خطوبه ليكي عارفه عمك لو عرف هيعمل ايه؟ المره دي قال لك مهما حصل تحاولي تعدي الموضوع عشان دي هتكون ثالث خطوبه ليكي والناس هتبتدي تتكلم عنك و مش كل يوم والثاني تنفصلي وتفركشي 


رفعت عيونها العسلية نحوه ، ثم مررت أصابع يدها في خصلات شعرها الناعم محاولة تطرد تلك الافكار السامه ، وهي تتحدث بتنهيدة حــارة


= وبعدين يا ايمن انت عارف ان الكلام ده مش بحب أسمعه ومش هيفرق معايا اصلا ،هو انا هدور على اي حد والسلام عشان خاطر عمك و الناس ما تقولش عليا كل يوم والتاني بفركش وبعدين فيها ايه لما اسيب هو انا بعمل حاجه غلط ولا حرام ما انا بتخطب قدام الناس كلها وبرده بفركش قدام الناس كلها.. وبعدين انت عارف دماغي انا مش عيله بتلعب كل يوم والثاني عاوزه تتخطب وفرحانه، انا فعلا عاوزه ارتبط بي إنسان يكون كويس ولو لقيت ده اكيد مش هتلكك واسيب 


نظر لها بأسف ثم قال بنبرة رخيمة


= انا اسف ما تزعليش مني انا والله فاهم قصدك بس انا بتكلم عشان انتٍ عارفه كويسه عمك ودماغه هو من الصعيد ومش بيحب حكايه كل يوم والثاني تتخطبي والحكايه ما تكملش، وحكايه كمان انك ساكنه لوحدك ومش راضيه تعيشي معايا ولا معاه دي برده مضايقاني انا كمان وبخاف عليكي طول الوقت بس سايبك براحتك عشان انتٍ مش صغيره وعارفه مصلحتك فين، واديكي شفتي اخر مره عمك اتخانق معانا جامد وكان هيمد ايدة عليكي لولا لحقته .


جزت علي أسنانها وهي تزفر في عصبية عندما تذكرت ذلك اليوم وكيف اهانها فيه لكنها احترمت مقامته ولم تجب عليه، لتهتف بجدية شديدة


= عمك على عيني وعلى راسي بس بصراحه بقى هو مدي نفسه حق مش حقه ، هو ماله بحياتنا طالما ما بنعملش حاجه غلط ولا حرام بيتحكم فينا باي صفه؟ هو فاكر عشان عمنا اللي ملناش غيره بعد بابا وماما الله يرحمهم، بالعافيه بقى هيمشينا على مزاجه،لا معلش هو لي حق في ولاده بس، انما احنا لا، وقدامك اهو بقولها لو حاول ثاني مره يعمل حاجه انا اللي هقفله .. انا المره اللي فاتت احتراماً لي وليك سكت! لكن مش هسمح لحد يهني مهما كان مين؟ حتى لو كان عمي .

تابع قراءة الفصل