رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 6 - 2
قراءة رواية بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بدون ضمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس
الجزء الثاني
❈-❈-❈
بعد مرور يومين، بداخل شركه المحاماه، كان سالم يسير في الطرقات وهو يتحدث مع وكيل حول قضيه ويتناقشون وبعدها رحل الرجل بعد ان تم الاتفاق بينهم، ليقف سالم أمام مكتب تسنيم ثم دلف ليجدها كانت تجلس خلف مكتبها وهي تتناول سندوتش البرجر وبعض قطرات من الصوص الابيض كانت ملطخه ثغرها، تركته بسرعه و توقعت هي ان يعنفها ويسخر منها كعادته، لكن تجاهل كل تلك الفوضى وهو يقترب منها، و حك سالم مؤخرة رأسه مرددا
= تسنيم ما تعرفيش فين عزه
انتظرت لحظات حتى تبتلع ما بفمها، ثم أجابت بحرج بائن عليها
= لا يا فندم انا اخر مره شفتها كانت رايحه تصور ورق، ما اعرفش لسه في غرفه التصوير تحت ولا بتعمل حاجه ثانيه .
نظر نحوها قليلا ثم وضع يده بداخل جيبه
قائلا بهدوء
= طب ناوليني ورقة وقلم عاوز اكتب عنوان في دماغي قبل ما انساه.
هزت رأسها بالايجابي و أمسكت حقيبتها المعلقه خلف كرسي المكتب وفتحت الحقيبه واخرجت منها قلم لونه بينك والغطاء كان من الأسفل على شكل اميره من اميرات ديزني، رفع أنظاره نحو القلم ليحدق به بذهول
=ايه ده!! ده منظر قلم بتاع محاميه محترمه بتمسك قضايا مهمه وبتترفع في المحكمه
سلطت تسنيم أنظارها عليه متسائلة ببساطة
= ماله ؟!.
هز رأسه بيأس منها ثم أخدت سالم القلم وبدا في كتابه ما يريده، وعندما انتهى هو من الكتابه رفعت تسنيم يديها بتلقائيه لتأخذ القلم لكن قد تذكر سالم شيئا اخر يكتبة، لكن كانت هي مدت يدها فايديهم اصطدمت في بعض! تقابلت عينيهم في نظرة غريبة فتراجعت بسرعة بخجل واعتذرت ثم عاد هو يكمل كتابه بعض الملاحظات بداخل الورقه وكان يوجد صمت غريب وشحنات اغرب .
اعتدل سالم واقفًا وهو يطوي الورقه بمكانه ثم ردد بصلابة تليق به
= اوعي تنسي في مره وتطلعي القلم ده قدام موكل عندنا هنا يا انسه تسنيم، أو ابقي غيري قلمك يا استاذه أحسن عشان محدش ياخد عنك فكري غلط و يفكر انك لسه طالبة في مرحله مرهقة وكل اهتمامها انها تختار اقلام على شكل عرايس ديزني ! مش محامية كبيره وكل اهتمامها في القضايا اللي ماسكها
شعرت كأنه يسخر منها بكلماته أو بالفعل هو يفعل ذلك، لذا أخذت تسنيم نفسًا طويلاً على مهل لترد بضيق شديد
= بس ده قلمي وانا حره فيه واعمل اللي انا عاوزه بي .
دنا منها وهو كان مستمتع بضيقها، بينما ارتجفت لوهلة من قربة، حيث دس يده في جيب بنطاله الخلفي ليخرج منه منديل ليمسح ثغرها الملطخ بالصوص لكنها ابتعدت بسرعه ونظرت له مدهوشة من تصرفه العجيب، ثم اعتدل واضع إصبعيه على طرف ذقنه قائلاً
= حره في القلم فعلا، لكن مش حره في تصرفاتك طالما موظفه عندي ومن حقي اقول لك شويه ملحوظات تعمليها لو غلط في شخصيتك .
تعقد حاجباها بدرجة كبيرة وهي تسأله باستنكار
= افندم؟
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع ..
يا ليتها الليلة الأخيرة التي تغمض فيها عيناها وينتهي كل شيء .! كانت هذه اكبر امنيتها أن تتخلص من حياتها ربما حينها تشعر بالراحه التي افتقدتها ولم تعود مطلقاً .. فلقد اكتشفت في ليلة عقد قرانها حملها من ذلك الخسيس مغتصبها ! وبعدها رحل الجميع ولم يظل احد جانبها كل منهم ذهب ليبحث عن مصلحته أولا .
سالت نفسها أين ذهبت كل هذه الوعود؟ فكانت مجرد أكاذيب.. أوهام زيـف تمثيل إدعاء كذب.. وفى الآخير الكل يصدق وتنطفئ الأنوار سواء امام الوجوه أو بعد الانتهاء من الرحيل! مثلها مثل داخل قاعات العرض السينمائي يخرج المشاهد وهو معبأ بأحاسيس ومشاعر مزيفة وسعادة وهمية وافراز لهرمونات وقشعريرة تدوم للحظات بسيطة... ويعودون لمنازلهم او وهم أمام شاشات حجراتهم يشترون مسكن ومخدر لما يتالمون من حرمانهم به.. طاقة الحب الثكلي .
اما بالنسبه الى عائلتها فالجميع قد انشغل في اني يداري الفضيحه ونسوا مواساتها.. ما مدى صعوبة أن يواسي الإنسان نفسه حقا، هي لم تعد تتفاجا، أصبحت تتوقع أي شيء، من أي أحد، في أي وقت، ولا تبالي...
فمن الواضح انها ستظل مسجونه فى ماضيها.. ومسجونه فى حاضرها أيضا.. في لحظات شعرت بأن السعاده والأمان سيعود إليها من جديد لكن بنفس اللحظات قد تبخر كل شيء
الحياة مضحكة أليس كذلك؟ فقط عندما تعتقد أنك قد فهمت كل شيء ، فقط عندما تبدأ أخيرًا في التخطيط لشيء ما ، تتحمس لشيء ما ، وتشعر أنك تعرف الاتجاه الذي تتجه إليه ، والمسارات تتغير ، والعلامات تتغير ، والرياح تهب في الاتجاه الآخر ، الشمال يصبح فجأة جنوبًا ، والشرق غربًا ، وأنت تائه. من السهل جدًا أن تفقد طريقك ، وتفقد الاتجاه. وذلك باتباع جميع الإشارات.
أفاقت من شرودها وهي لا تعلم لما دائما تنقلب الأوقات السعيدة لحزينة والبكاء علي الأطلال، نهضت و تحركت الى المرحاض وتوضت لتصلي وعند السجود لا تعرف ما الذي أصابها لتصاب بتلك الحالة من الاضطراب وجسدها يرتجف ولديها رغبه شديده بالبكاء هي عادة لا تشعر بها، لكن نبضات قلبها المتسارعة تحذرها من شيء ما تخشى الإقدام عليه، شعرت بأنفاسها تتلاحق، فتنفست بعمق لتضبطهم..
وضعت فريدة يدها على صدرها لتتحس قلبها النابض، استشعرت عنف دقاته تلاحقها، وهي مازالت فوق سجدة الصلاة و عبراتها بدأت تملا وجهها من الحسرة و الانكسار، رددت من بين بكائها المرير
= اللهم اني راضية بقسمتك فلا عدل الا عدلك اللهم يا ذا البصيرة والنور أنر بصيرتي لما فيه خيري وصلاحي .
فاروع ما في السجود أنك تهــمـس في الأرض فيسـمعك من في السماء.
بكت وتأثرت في سجدها لأنها رأيت نفسها في كل مرة تعترض على شيء يحدث لها ، وفي كل مرة قابلت أي بلاء تشعر بالضعف وعدم قبول الوضع وذلك يشعرها بقله ايمانها فنحن لا تحتاج إلى فعل أي شيء سوى قبول كل حكم يكتبه لنا ربنا ونصلي أن ينير بصيرتنا دائمًا، لتكمل وهي تردد " يا رب أنر بصيرتي وبصيرتنا ، يا رب."
انتهت من صلاتها وتحركت لتخرج الى الخارج لتجد والدتها بالمطبخ، نظرت اليها خيرية مطولا بصمت نظرات لم تفهمها فريده جيد لكن وكانها عتاب عن شيء ما، ثم جمعت خيرية ما استطاعت من ثبات من طياتها وقالت بنبرة جافة
= لو جعتي وعاوزه تاكلي الاكل قرب يخلص
لم تهتم الى كلماتها ولا نبرتها لكن ابتلعت ريقها بتوتر رهيب وهي تتسائل
= هو محدش اتصل.. اقصد أسر !.
تركت خيرية ما بيدها بحدة، ونفخت بعمق مخرجة من صدرها زفيرًا مزعوجًا منها
= لا ما حدش اتصل ولا هو ولا غيره، من ساعه اللي حصل وهم مشيوا ولا شفنا وشهم ونصيحه مني ما تستنيش منهم حاجه.. قبل كده كانوا بيتهربوا لمجرد الحادثه اللي حصلت تفتكري بقي بعد ما عرفوا انك حامل !! في حد هيبص في وشنا ؟ .
اكتسى وجهها بحمرة غاضبة من سؤالها الغبي فرغم كل ذلك ما زالت على امل أن يوفي بوعده ويظل جانبها بعد كل ما صدر منه، هي بالاساس اخطات حين اعطته فرصه أخري وهو إساءة لها بفعلته.. ضغطت على أصابعها بقوة مكورة إياهم بانكسار حتى كادت تخترق أظافرها راحتها، ثم تحدثت كاتمة عبراتها بصعوبة
= انا عاوزه اروح للمحاميه تسنيم دلوقتي .
❈-❈-❈
داخل مدرسة خاصة، لم تتوقف هذة المعلمة عن التحديق في الطلاب باستياء، فلقد اكتشفت من قبل برهبة أن سلسلتها قد اختفت من أعلى الطاولة التي كانت قد وضعتها عليها منذ حوالي نصف ساعة عندما دخلت الفصل ، وبعد ذلك بدأت تنهمك في شرح الدرس للطلاب ، وعندما استدارت فجأة ، فوجئت.
باختفائها ، علقت المعلمة دون نقاشٍ
= لاخر مره هقول يا بنات اللي خد السلسله بتاعتي يطلعها من نفسه حالا ، احسن بعد 10 دقائق بالظبط هبدا افتش الفصل واحد واحد وهتتعرف قدامنا كلنا.. وهتكون منظرها بايخ .. يا ريت اللي عملتها تعترف من نفسها افضل .
ردت عليها ليلي ببراءه واضحة
= فتشي يا مس أفضل.. ولو عاوزه تبداي بيا انا الأول اتفضلي .
ضاقت المعلمة نظراتها نحوها وهي ترد بفتور
= الظاهر فعلا ده اللي هبدا اعمله دلوقتي و افتشكم! مع أني ما كنتش عاوزه كده بس انتوا اللي اضطرتوني.. يلا افتحي شنطتك هبدا بيكي أول واحدة .
اقتربت المعلمه وبدأت تبحث بداخل حقيبه ليلى لكن لم تجد شيء، ثم بدأت في البحث بين باقي زملائها حتي وجدتها بالفعل داخل حقيبه احد الفتيات !؟.
شعرت الفتاة بالذهول، و رددت بارتباك و بنظرات متوترة وهي تلاحظ الجميع يتفحصها بنظرات إتهام
= ايه ده؟ والله العظيم يا ميس ما اعرف جت شنطتي ازاي؟ اكيد حد حطهالي .. انا مش حراميه يا ميس صدقيني .
رسمت المعلمة على تعابيرها الجدية والعبوس،
وهي تنظر إلى تلك الفتاة باستنكار ولا تصدق بأنها هي من سرقتها وأخذتها، بينما في تلك اللحظه لم يلاحظ احد نظرات الانتصار التي كانت تظهر على ملامح ليلي؟؟ فهي من وضعت تلك السلسله داخل حقيبه زميلتها عن قصد !.
فلم تستطع السيطرة على نفسها عندما عبرت زميلتها عن إعجابها بوالدها ، في إحدى المرات التي جاء فيها لاصطحابها من المدرسة ، ومن هنا بدأت في إظهار إعجابها به والتعبير عن كلماتها بتواضع
= باباكي امور أوي يا ليلى يا بختك بي، يا ريت لما اكبر اتجوز واحد شبهه بالظبط .
على الرغم من أنها كانت مجرد كلمات قالتها زميلها بنية حسنة ولا تعني شيئًا سيئًا منها ، إلا أن ليلي لم تكن راضية عن ذلك، ولم تتحمل هذه الكلمات أو مظهرها.. فهي تتعامل كما لو كان والدها ملكًا خاصًا لها فقط وليس لأحد الحق في ذلك. الاقتراب منه.
ولا تنسي أنها أيضاً لم تكتفي بذلك بل اقتربت من والدها تحيي حتى يراها سالم وابتسم لها بحنان قبل أن يغادر مع ابنته تاركًا إياها ، وبعد ذلك بدأت تخطط ليلي للانتقام منها .. فلا أحد يعلم أن حبها لوالدها تحول إلى مرض ، فلم تكن تلك الفتاة الضحية الأولى التي أصيبت بها من الأذى .
هزت المعلمه راسها باسف وطلبت من تلك الفتاه ان تتبعها الى المديره لتنال عقابها، وبدات الفتاه تبكي بحرقة شديدة و إحراج وهي مازالت تردد بأنها لم تفعل شيء .
وفي ذلك الأثناء كانت تتبعها زميلتها ليلي بنظراتها بحقد وهتفت بصوت منخفض قائلة بتشفي
= تستاهلي، عشان تحرمي ثاني مره تبصي على حاجه مش بتاعتك .
❈-❈-❈
تراجعت تسنيم في جلستها وسريعًا ما تبدلت نظراتها للترحيب وتشكلت ابتسامة هادئة على ثغرها حينما رأت فريدة و والدتها مقبلين عليها بداخل مكتبها، اقتربت خيرية لتجلس وخلفها ابنتها، لتقول هاتفة بخفوت
= معلش يا بنتي لو جينالك من غير ميعاد بس فريده أصرت انها تشوفك النهارده
هزت راسها برفض وهي تبتسم بهدوء
= لا ابدا ولا يهمك عادي براحتكم.. انا بس مستغربه ومش فاهمه لحد دلوقتي سبب الزياره؟ احنا ميعادنا المفروض كمان يومين ولا في حاجه حصلت انا ما اعرفهاش .
هنا تجمدت نظرات أمها عليها لتقول بصرامة وقد بدت مبهوتة التعابير
= حاجه واحده بس دي حاجات !. دي المصايب نازله علينا ذي المطر مابتخلص
سيطرت فريدة بصعوبة واضحة على ثباتها، تتقاتل معها للظهور على ملامحها، ثم زمت شفتيها قائلة بهدوء عجيب لا تعرف من اين جاءت بتلك القوه
= الأيام اللي فاتت المفروض كان كتب كتابي هيتم على أسر خطيبي، و هو وافق في الأول و كانت كل حاجه ماشيه تمام لحد ما تعبت فجاه وطلبوا لي الدكتور واكتشفت اني آآ
نظرت تسنيم نحوها باهتمام وهي تستمع اليها، بينما أضافت فريدة عليها بنبرة غير مبالية وهي تشير برأسها
= اكتشفت أن أنا حامل !.
قطبت جبينها محدقة فيها بنظرات جادة وهي تقول
= نعم ازاي؟؟ انتٍ المفروض في المستشفى كانوا عملوا لك تنظيف رحم ولا هم كبروا دماغهم وما عملوش .
ابتلعت ريقها لتجيبه بثباتٍ زائف
= حاولت اسال واعرف قالوا لي ساعتها حالتك كانت جايه صعبه وبتنزفي وما كناش هنعرف نعمل لك تنظيف رحم عشان كده استنينا كام يوم.. بس بعد كده اتلخمنا ونسينا .. عادي واكن حاجه حصلت ببساطه
قولي لي معلش ماكناش نقصد .
بدت خيرية شاردة في عالم آخر، زاغت نظراتها وتوترت ملامحها للغاية، هاتفة بحيرةٍ واضحة
= حسبي الله ونعم الوكيل فيهم منهم لله، الواحد مبقاش عارف هيلاقيها منين ولا منين هنعمل ايه دلوقتي في المصيبه دي .
تنهدت تنسنيم بضيق شديد وحاولت أن تضبط أعصابها وهي تردف بجدية
= طب واحده واحده ونهدى كده عشان خلاص اللي حصل حصل، ومع الأسف في مستشفيات مش محترمه مش بتهتم بالمرضى كويس وانتٍ مش اول حالة اقابلها و ينسوا يعملوا ليهم تنظيف رحم او بيكبروا دماغهم عن قصد .. وبالنسبه لخطيبك يا فريده بصراحه من وجهه نظري انا شايفه ان الموضوع ده خدمك! انتٍ من الأول وقلتلي بنفسك انه مش معاكي في اي خطوه وما بقاش عاجبه الوضع الجديد اللي حصل لك وكان واضح جدا ان في اي لحظه هينسحب ويسيبكٍ.. انا عارفه ان انا بدخل في حاجه ما ليش حق فيها بس خديها نصيحه من اخت انتٍ اللي كان لازم تبعدي عنة وتسيبيه من الأول ، هو اصلا بيحاسبك على ايه بجد مش فاهمه.. المهم نخليني احسن في القضيه دلوقتي وننسى اي حاجه تانيه بعدين.
عبست فريدة بوجهها لتظهر حزنها الشديد وهي تردف بحسرة
= كان نفسي كل حاجه تمشي زي ما كنت عايزه دلوقتي، بس عرفت أن مكتوب على جبيني أن اللي فات مابيتنسيش، والماضي لسه قادر يعيش .. أنا مش قادرة أشوف عمري كله بيضيع قدام عنيا .
علقت خيرية بنفاذ صبر فتلك الفضيحة القاصمة للأظهر قضت بلا شك على سمعة ابنتها وأعادت على مسامع الجميع
= هي لسه فيها قضيه بعد ما بقت حامل والكل عرف عندنا.. ولا حكايه انهم كمان جايبين شهود يشهدوا انه كان معاهم وقت اللي حصل، يا خوفي بعد كده هم اللي يكسبوا القضيه !.
قالت تسنيم بجدية شديدة
= على فكره موضوع حمل فريده فادنه ما ضرناش زي ما انتم فاكرين! وهتكون خطوه كويسه لينا ضدهم لانهم هيخافوا بعد موضوع حملك وقريب كل حاجه هتنتهي لمصلحتنا
لانهم هيفكروا دلوقتي أن احنا ممكن بكل سهوله نثبت ان الطفل اللي في بطن فريده هو إبن اللي اعتدى عليها عن طريق تحليل الخلايا الوراثيه (dna) وان شاء الله بقى يجيب ١٠٠ شاهد ولا هيقدروا يثبتوا حاجه هو و الشهود اللي معاه .. لأننا خلاص نعتبر معانا دليل يثبت صحه كلامنا .
رمشت فريدة بعينيها وهي تنظر إليها بأمل حتي وإن كان ضعيف
= حضرتك بتتكلمي بجد ولا بتقولي لي كده عشان تريحيني .. انا بالحمل ده ممكن اكسب القضيه بجد .
هزت راسها مؤكدا وهي تقول بتوضيح
= بصي هو الحمل مش دليل على الاغتصاب، في القضايا اللي من النوع ده لأنهم هيقولوا ممكن حصل بمزاجها ولما رفض يعترف بالطفل عملت أغتصاب وقضية انما التقرير الشرعي اللي اتعمل بعد 24 ساعه واثبت انك اتعرضتي لاعتداء ده كان نقطه مهمه لمصلحتنا.. بس دلوقتي الوضع اتغير وبالطفل اللي في بطنك هم دلوقتي اللي هيجروا ورانا ويتحايلوا علينا .
انتصبت خيرية في جلستها محدجة إياها بنظرات أشد قسوة وهي محذرًا بسبابتها
= وهم هيعملوا تحليل ازاي يا حضره المحاميه وهو لسه في بطنها؟؟ اوعي تكوني قصدك نستنى لحد ما يجي اللي بطنها؟ عشان الطفل ده كده او كده هينزل ! احنا في مجتمع ما يعلم باللي ربنا ازاي هتجيب عيل زي كده على الدنيا من غير اب وهنواجه الناس بي ازاي .. اللي في بطنك هينزل يا فريدة ما فيش كلام واظن ده حتى كمان مش حرام ربنا وحده اللي عالم حالنا وهو جي عن طريق ايه .
ارتعد جسد فريدة من نبرة والدتها، حيث انكمشت على نفسها في جلستها و رغم انها معها الحق به كلماتها لكن اشعرت فريدة بالخجل والخزي ، هي بالاساس حتى الان ألزمت نفسها لا تفكر بذلك الطفل مطلقاً فمجرد التفكير به لمده ثانيه واحده تشعرها بالتقزز نحوه! حتى وان كان طفلها؟ ومن المفترض ان تشعر تجاهه بمشاعر الامومة؟ لكن بخلاف كل ذلك قد نشا هذا الطفل عن نتيجه اغتصاب وحشي، والافضل له أن تفقدة فعذابه سيبدأ و يستمر بالحياة دوماً.. لذلك قد انعدمت مشاعرها نحوه.. لكن لا تعلم ذلك شعور مؤقتا.. ام ستظل هكذا طول حياتها .
نظرت تسنيم لها مطولاً بعدم رضي من أسلوبها القاسية بالحديث، قبل أن تنطق وتقول
= في تحاليل بتتعمل في الحمل عادي من بعد الشهر الخامس .. بس بيقولوا بيبقى فى خطوره علي الطفل وممكن ينزل الجنين .. بس الإمكانية ديه مش في مصر عندنا .
اتسعت خيرية عيناها في صدمة مرعوبة، وقد بدت حدقتاها تعكسان وهجًا حانقًا وهي تتسائل بحدة
= وممكن لقدر الله ما ينزلش ما هي هتبقى في الشهر الخامس وفي خطر عليها كمان لو فكرنا نعمل اجهاض، و احنا ما شاء الله كل حاجه ماشيه معانا بالعكس من ساعه ما بدانا، الكلام ده ما ينفعش يا حضره المحاميه شوفي لنا حل تاني ..
ثم تابعت خيرية حديثها بصرامة
= إحنا ممكن ننزله دلوقتي عن طريق عمليه نعملها وهو لما ينزل يبقوا يعملوا التحاليل براحتهم.. انما نستنى لحد ما بطنها تكبر ويجي على الدنيا ؟؟ . اهو ده اللي لا يمكن يحصل أبدا .
❈-❈-❈
في منتصف النهار ، كان زكريا عائدا بعد انتهاء مناوبته، توزعت نظراته بين الطريق وكان على وشك السير في طريق آخر عندما أدرك المفاجأة الغير متوقعة وهو ينظر إلى نهاية الطريق ليرى ماذا كان هناك؟ اندفع الأدرينالين المتحفز في عروقه من الصدمه .
كأن يقف زكريا في منتصف الطريق و وجه مشتعلاً بحمرة نارية، وهو يتابع مهرة ابنته التي كانت تقف بمنتصف الطريق وتتحدث مع شاب! ليخمن سريعا بان ذلك الشاب هو نفسه الذي كأن يتحدث عنه أنس وقد راه قبل سابق، فكر للحظه أن يذهب ويتعارك معه لكن بهذه الطريقه سيفضح ابنته بنفسه وخلال ثواني لقد همس الشاب ببضع كلمات الى مهرة ورحل تاركها وهي التفتت لتعود الى طريقها لكن توقفت فجاه عن السير عندما رات والدها امامها؟ بينما لم يعطيها أي فرصه للحديث وتبرير الأمر، هدر بها بتشنجٍ وهو يجذبها من ذراعها بقسوة شديدة
= مش عاوزه اسمعلك صوت قدامي من غير فضايح .
تحرك زكريا بخطوات عصبيةٍ ملحوظة في اتجاه المنطقة التي يقطن بها وهو يسحب مهرة من ذراعيها رغم عنها بعنف شديد وهي تحركت معه دون ان تفهم شيء؟ راقبته مهرة بنظراتٍ حذرة بخوف دون أن تجرؤ على سؤاله، ونظرات والدها جمعت بين الاشمئزاز والغضب متسائلاً مع نفسه وكأن صوتًا داخليًا انبعث من مكنونات عقله من أين لابنه أن تعرف ذلك الشاب وكيف تطورت العلاقه بينهما الى ماذا؟
وصل بها مدخل البناية، وبحنق تحرك وهو يدفع أبنته بقسوة داخل منزله لتتأوه مهرة بألم موجع، واستمر في لكزها بقبضته في ظهرها وقبل ان يتحدث معها استمع الى كلمات حسناء مع زوجها بالداخل.
قالت حسناء بعبوس مزعوجٍ وهي تنظر إلي زوجها شزرًا
=وبعدين معاك بقى يا أنس عاوز تجيبلنا الفضيحة! ما قلتلك ما تقولش لابوك على اللي شفناه انا وانت في اوضه مهره ؟ يا سيدي اعتبرها عيله صغيره وغلطت ونبقى نفهمها انا وانت بالراحه .
صاح أنس بحدةٍ وانفعالٍ بينما كأن يمسك بيدة ورقة خاصة بمهرة .
= نفهمها ايه ونيله ايه بعد اللي شفناه؟ ما احنا الاتنين قرينا الجواب بنفسنا اللي لقيناه في اوضتها و الواد اللي تعرفه بعته ليها و بيحرضها فيه انها تسيب البيت وبيتفقوا يهربوا سوا .
حدج زكريا بأبنته بنظرة نارية تحمل مقتًا صريحًا و هدر بصراخٍ متشنجٍ
= يا بنت الـ*** بقي عاوزه تهربي وتجيبيلنا الفضيحه والعار ده انا كنت اقتلك قبل ما تعمليها .
تعبيراتها الهادئة تحولت للتوتر والخوف وهي تستمع إلى كلمات شقيقها و زوجتة الصادمة وما قالوا قبل برهةٍ، كتمت شهقة مفزوعة
وهي تهتف بغضب
= انتم بتقولوا إيه؟ انتوا الاتنين! ما فيش حاجه من الكلام ده والورق اللي في ايديهم ده بحث تبع المدرسه بتاعتي .
خرجت شهقة مصدومة من ثغر حسناء بتصنع ،لتقول بعتابٍ
= يا لهوي انت سمعتنا يابا، حقك عليا انا وما تعمليهاش حاجه عيله صغيره وغلطه
صاح أنس بها مقاطعها بعصبية أشد حتى أن أتقن الدور جيدًا وصدق والده
= خلاص يا حسناء ما فيش داعي نكدب طالما ابويا سمعنا يبقى لازم يعرف كل حاجه، انا خبيت عليه في الاول كتير وكل مره اقول يمكن متهيالي او البنت دي هيتعدل حالها بس بصراحه زودتها أوي بعد الجواب اللي شفناه انا وحسناء.. والواد اللي عارفاه ده وبتمشي معاه من ورانا بيتفق معاها انهم يهربوا مع بعض.
انقبض قلب مهرة بقوة وشعرت به يكاد يُقتلع من ضلوعه خاصة وهي تري والدها مندفع نحوها و دون مقدمات صفعها صفعه قويه ادت إلي ارتطام جسدها الصغير للخلف عده خطوات حتي كادت أن تسقط بالأرض لكن والدها بدأ في إسقاط الضربات واللكمات ما لا يتحمله بشر، هبطت عبراتها باختناقٍ وهي تتوسله
=آآه ما حصلش، كل ده كدب ما تصدهمش يابا والله آآه مش ده اللي مكتوب في الورقة اللي في ايديهم .
دافع أنس عن نفسه موضحًا بحدة
= واحنا هنكدب عليه ليه؟ بيني وبينك ايه عشان اتبلى عليكي انا لولا عارف انك مش بتعرف تقرا يابا كنت اديتهلك عشان تصدق بنفسك، بس لو عاوز تتاكد وبتكدبنا زي بنتك ممكن تشوف اي حد يقراه ليك عشان تصدقنا .
وضعت حسناء يدها على صدرها وهي تقول بنبرة خوف زائفة بينما وهو لم يكف عن إيذائها بدنيًا
= يا نهار أسود انت بتقول إيه؟ يا انس عاوزنا نفضح نفسنا بنفسنا، ده ربنا يستر وما يكونش حد شافها وهي بتخرج مع الولد ده
بكت مهرة بمرارة وحرقة وهي تشعر بالظلم ولم تفهم لما يلقي اخيها وزوجته تلك الاتهامات الباطلة عليها، رد زكريا عليها بزمجرةٍ دون أن يفلت ذراع ابنته من بين أصابعه
= بس يا بنت الكلب، ده انا شفتك بعيني النهارده وانتٍ واقفه معاه! هو ده بقى اللي بتخرجي معاه كل يوم وتقولي لي رايحه المدرسه و ورايا دروس... انا علي اخر الزمن تقرطسيني يا الـ*** و يا ترى الموضوع واصل معاكوا لحد فين رحتي بيته ولا لسه يا فاجرة ؟؟.
ثم عاد ليدفعها بعنفٍ ليعود ويضربها فصرخت مهرة من شدة الضربات الموجعة التي لازمتها متحملة كما قسوة من الإهانات والسباب المخجل.. للحظة واحدة شعر أنس بالعطف تجاه أخته على عكس حسناء التي كانت تنظر إليها بعدم أكثر بشماته للغاية، وقد غمرها إحساس كبيرًا بالتشفي وهي تتأملها ضعيفة مكسورة و تُهان بتلك الصورة حتي ينكسر كبرياؤها، تعالت صرخات مهرة بألم وزاد عويلها هاتفة بصعوبة بالغة
= والله مظلومة، ما عملتش حاجه .
وفي تلك اللحظة اقترب أنس بسرعه يحاول منع والده عن ضربها وقال بقلق
= بس يابا خلاص البنت هتخلص في إيدك الأمور مش بتتحل كده .
نظرت حسناء له بتأفف من دافعة، بينما هز زكريا رأسه برفض بتشنجٍ وقد أظلمت نظراته بقسوةٍ شرسة متوعد إياها بالمزيد
= ابعد عني سيبني أموتها دي بت عاوزة قطع رقبتها، اللي زيها ما يستاهلش تعيش.. انت عاوزني اسيبها عشان تركبنا العار على اخر الزمن، اسيبها بعد ما عرفت انها بتتفق معاه يهربوا !! كلة إلا شرفنا يا الـ*** مش كفاية الجُرس والفضايح اللي عملتها لما قابلته من ورانا .
قذف جسدها المستنزف على الأرض وهي بكت بقهرٍ لعجزها عن الدفاع عن نفسها ومنع
أمثال أشباه تلك الحقيرة حسناء و الذي من مفترض أخيها فليكن لها الحامي والداعم، بل هو الذي يسبها ويتهمها زوراً في شرفها هو و زوجته.
ضربها زكريا بقسوة في بطنها بقدمه واستمر
بضربها بيدة وقدمه بغلٍ مفرغ طاقة الغاضبة بها، ثم بصق عليها باشمئزاز بينما هي بدأ صوتها يضعف من البكاء و الأذى الجسدي.. أضاف إنس بصوتٍ مشحون وهو يزدري ريقه
= خلاص يابا، ما انت كده ما حليتهاش ما انت لما تقتلها الناس هتبتدي تسال وتعرف وهتفضحنا، اسمع مني المره دي وانا عندي الحل! البنت دي لازم تخرجها من التعليم!
انفلتت منها شهقة مذعورة وانكمشت مهرة بالأرض على نفسها وشعرت بارتجاف جسدها عندما استمعت الى حديث أخيها القاسي وقد زاد الطين بلة عندما اضاف يكمل بنبرة صارمة وهو يشير بسبابته نحوها حاسم أمرها
= خلاص بعد اللي عرفنا ما بقاش فيها علام... ومع أول عريس يتقدملها نجوزها ونسترها ونخلص .
❈-❈-❈
بداخل منزل عابد، كان يجلس بمنزله فلم يستطيع أن يخرج بعد ان انتشر خبر حمل ابنته من ذلك الحقير، حسرة ما بعدها حسرة إصابت منه هو وعائلته لتشعره بمدى عجزه،
و خوف شديد سيطر عليه بعد تلك الفضيحة المدوية التي نهشت علنًا من سمعة ابنتها وقد سقط شعار الشرف ولم يلازمها حتى القبر !.
لن يستطيع أن يشاهد أحدهم بالخارج مركزًا بصره عليه أو يسأله عن ما حدث، خجل حقا من نظرات البشر التي تشعرة دوماً بالعار! فمن يظن أنه شجاع لم يحتاج إلى التساؤل حينما يري حالة الآن؟ سيشاهد ضعفه الحقيقي .
توقف للحظة مؤقتًا عن التفكير بتلك المصيبة التي ستوصمة بحياته دون انقطاع، حينما سمع دقات هاتفه، ضايق عيني على شاشه الهاتف وهو يرى المتصل "سعاد" استجمع نفسه المنهارة وأجاب لتبدأ هي بالحديث المندفع والاستفسار
=ايه يا استاذ عابد اتاخرت أوي في الرد عليا كل ده؟ انا كنت هحاول اجيب عنوان حضرتك واجي بنفسي، ارجوك رد عليا وريحني، موافق على العرض اللي عرضته عليك ولا لأ
قال بصوت منخفض دون روح فية
=فريده بنتي حامل! واكيد طبعا مش محتاج اقول لك حامل من مين؟.
اتسعت حدقتيها سريعًا، وشهقت مصدومة من رده، شحب وجهها إلى حد ما، وحاولت لملمة نفسها بسرعه، فخرج صوتها مردده
= ايه حامل !! آآ طب و انت بتفكر في ايه دلوقتي؟
أدركت سعاد أن الوضع بدأ أن يزداد سوء نحو ابنها خصوصا بعد أن علمت بحمل أبنته وذلك سيحسم الأمر بالقضيه وستنتهي الي صالحهم، فلجأت الأخيرة بسرعة تضيف بالحديث المسموم حتى تضرب على الحديد وهو ساخن
تشجعت قائلة بصوتٍ مختنق
= اكيد الوضع اتغير دلوقتي عن الاول وما بقاش ينفع غير الحل اللي انا قلتهلك ؟؟ دي بقيت حامل يعني في طفل هيجي على الدنيا ومحتاج رعايه واب ومسؤوليه .. ولا مؤاخذه في الكلمه يعني! ما فيش راجل بيقبل على نفسه حاجه ذي كده .. لكن أبني راح ولا جي في النهايه الطفل ابنه ودي غلطته وهو اللي لازم يصلحها .
طال صمت عابد بينما تزداد سعاد ريقها محاولاً التحدث فهتف بهدوء مصطنع
= هاه، يا استاذ عابد افهم من سكتك ايه موافق مش كدة
شعر بجفافٍ شديد في حلقه وهو يشعر بدقات قلبه تتسابق في صدره، ثم بعد ثواني أو دقائق اخيرا حرك شفتيه ونطق فخرج صوته وهو يقول بقلة حيلة وضعف
= شوفي امتى ممكن نقعد مع بعض عشان نبدأ في اجراءات الموضوع.. وابنك يتجوز فريده .
أغلق الهاتف دون أن ينتظر رد منها، أخفض رأسه بضعف وبزفير ثقيل اخرجة من صدرة وبقي ذلك الشعور المزعج الحانق متأججًا بقوة في صدره حتي يجعله يعيد النظر إلى تلك الأمور التي تخص حياه ابنتة، وفي لحظات شعر بأن أحدهم أمامه؟
فكانت فريدة قادمة من الخارج مع والدتها ولقد استمعت إلي آخر كلماته لكن لم تفهم جيد المقصود منها؟ فتساءلت بتلعثمٍ خانع داعية الله في نفسها ألا يكن ما فهمته صحيح
= هو ايه اللي انا سمعته ده انت عاوز تجوزني لمين؟ ولا انت اكيد كنت تقصد فريده غيري مش كده ؟؟.
التفت عابد برأسه نحو فريدة ليقول لها بنبرة أقرب للهاث
= لا كنت بتكلم عليكي مع مدام سعاد والده حسام اللي انتٍ رافعه عليه قضيه، الست عرضت عليا الحل، خصوصا بعد ما بقيتي حامل وهو عرف غلطته وعاوز يصلحها بأنه يتجوزك .
انفرجت شفتاها عن صدمة قوية، ولم تشعر بنفسها من قوة الصدمة فصرخت بتلك الكلمات من أعماق قلبها المحترق
= قصدك عاوز تجوزني اللي اغتصبني !.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية