رواية جديدة ومقبل عالصعيد لرانيا الخولي - اقتباس الفصل 11
قراءة رواية ومقبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ومقبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
اقتباس
الفصل الحادي عشر
أغلقت ليلى الهاتف ووضعته على المكتب وقد شعرت حقًا بالأرهاق، فهى لا تستطيع النوم بأريحية في المنزل خوفًا وترقبًا من حدوث شئٍ له اثناء غيابها
وإذا كانت لديها مناوبة ليليه فهى تنام على المقعد بجواره بعد أنتهاءها.
خرجت من مكتبها وذهبت لأستراحة الطبيبات كي ترتاح قليلًا قبل ميعاد العملية.
❈-❈-❈
فى منزل عمران
جلسوا جميعهم في حديقة المنزل من دون جاسر الذي تعلل بالنوم مبكرًا لذهابه صباحًا إلى القاهرة
تحدثت جليلة بأشتياق
_ الجاعدة اشتاجت للغايبين، هما جالوا هيرجعوا ميتى؟
ردت وسيلة وهى تنظر إلى جمال بغيظ
_ كانوا بيجولوا بعد ١٥ يوم يعني المفروض ينزلوا كمان يومين، بس مـبينش.
نظرت جليلة إلى سارة التي تتلاعب بهاتفها بشرود وسألتها
_ إنتي لساتك بتدرسي بردك؟
أنتبهت سارة لسؤالها وأجابت
_ اه بس في آخر سنة
نظرت إلى عمها وأردفت
_ بعد أذن حضرتك ياعمي لو مش هضايقكم أنا كنت عايزة أنقل السنة دي في الجامعة اللي هنا.
أندهش الجميع وقد تأكد ظنهم بأن هناك خطبًا ما جعلها تترك أبيها وتأتي إليهم، فسألها عمران بشك
_ ومنصور ولدي عارف اللي ناوية تعمليه
هزت راسها بنفي دون قول شئ فقال جمال بجدية
_ أولًا البيت ده بيتك ونشيلك جوه عنينا بس مفتكرش إن منصور هيوافج، ولو وافج ولدتك مستحيل تجبل بكده
ردت سارة بإصرار
_ ميهمنيش رأيهم، وده قرار أخدته بعد تفكير
أنا من زمان وانا نفسي آجي واعيش معاكم هنا ومش مستعده أسيب البلد بعد ما لقيت الفرصة
نظرت لجدها وتابعت
_ إلا إذا كنت مش عايزني اقعد معاكم.
رد عمران بصدق
_ كيف ده دا إن مشلتكيش الارض تشيلك عيونا ومدام دي رغبتك أني هجف معاكي
نظر جمال لوالده بعينين حائرتين هو يعلم جيدًا بأنه لن يوافق على ترك أبنته هنا ولا حتى زوجته، فكيف إذًا يوافقها وهو يعلم علم اليقين بأنهم لن يتركوها له
فأردفت سارة
_ وانا هكلم عمو خالد يساعدني في نقل الورق
رد جمال بإستسلام
_ اللي تشوفيه يابنتي.
تطرقوا جميعًا في حديث أخر وقررت هى فتح هاتفها كي تهاتف خالد لتتفاجئ برسالة من ذلك الشيطان وكان محتواها
" أفتحي فونك ياإما هحكي لأبوك كل حاجه"
أنقبض قلبها خوفًا من كلماته فانسحبت بهدوء دون أن يراها أحد وتسللت إلى الجانب الآخر في حديقة المنزل
وقامت بالأتصال عليه ليجيبها مسرعًا
_ أهلًا باللي سابت البيت وهربت مش كنتي قلتلي وأنا كنت اخدتك معايا
صاحت به بقوة زائفة
_ عايز مني أيه؟
رد وائل بحده
_ أنا قلتلك حددي ميعاد مع أبوكي واتفاجئت بعدها إنهم بيدوري عليكي لو بتفكري تهربي مني فأنتي الخسرانه، ياترجعي وتوافقي على جوازنا ياأما هروح لأبوك وأقوله إنك غلطتي معايا وجاي أصلح غلطتي، وشوفي بقى أبوكي الصعيدي هيعمل فيكي أيه؟
لم يزيدها حديثه سوى بغض ونفور منه لن توافق على الأرتباط بخائن مثله حتى لو كلفها حياتها فقالت ببغض
_ مستحيل أتجوز واحد ندل وخاين زيك أستحل شرفي ودمرني بالشكل ده، الأشمئزاز اللي حساه من ناحيتك يخليني افضل الموت ولا إنك تلمسني تاني
بس أنت مش غلطان لوحدك أنا اللي أستهال إني وثقت في أختك ودخلت بيتكم.
قامت بأغلاق الهاتف وكادت ان تلقى به لولا تلك اليد التي وضعت على فمها تسحبها خلف تلك الشجرة العتيقة في حديقة المنزل، حاولت الأفلات من بين يديه برعب لكنه أحكم قبضته عليها حتى تأكد من خلو المكان وأدارها إليه لتواجه تلك العينين التي تشبه فوهة بركان تقذف حممًا نارية من هول الغضب الذي سيطر عليهم وسألها بفحيح يشبه فحيح الأفعى
_ اللي سمعته ده صُح؟
إنقبض قلبها خوفًا من نظراته التي تكاد تحرقها بلهيبها فلم تستطيع الرد من يده التي وضعها بعنف على فمها فصاح بها بغضب هادر
_ إنطجي اللي سمعته دلوجت ده صُح
هزت رأسها بنفي وقد شعرت بقدميها كالهلام من شدة الخوف، وخاصةً عندما وجدته يردف بتحذير
_ أكدبي مرة تانية وأنا ادفنك مُطرحك وأجولهم غسلت عار منصور بيدي، مين اللي عمل معاكي إكده؟
تساقطت دموعها على يده التي مازالت موضوعه على فمها مما جعله يبعدها وكأنه أصيب بحرق نارى فتمتد يده إلى عنقها ضاغطًا عليه وهو يقول بحده
_ جولى لخلص عليكي، مين اللى غلطتى معاه يافاچره
لا داعي للكذب، فقد علم وأنتهى الأمر فـ ترد ببكاء وهى تحاول التنفس بصعوبة
_ والله ماعملت كده برضايا، ده كان غصب عني.
اغتاظ مما تفوهت به وسألها بسخط
_ كيف يعني خطفك من عالطريج إياك
أجهشت أكثر في البكاء وردت بأنهيار وهى تتذكر تلك اللحظة
_ لأ كنت عندهم وحطلي المنوم في القهوة، فُقت لقيته معايا في الأوضة، أقسملك إن دي الحقيقة.
لم يرق قلبها لدموعها التي تنهمر بغزارة على وجنتيها فـ تحدث بإستهزاء وبداخله براكين تغلي
_ وإنتي إيه اللي وداكي عنديه يا فاچرة، طبيعي ماهو ملكيش راجل يسألك رايحة فين وچاية منين ، تعملى ما بدالك.
أزاحها من أمامه حتى كادت أن تسقط لولا أن تمسكت بجذع الشجرة فتتدارى خلفها وتجهش ف البكاء على حظها العثر الذي يوقعها بين يدي من لا يرحم.
اما هو فقد وقف حائرًا لا يعرف ماذا يفعل في تلك المعضلة التي حطت فوق رؤسهم.
ماذا يفعل؟ هل يقتلها ويغسل عارها؟
لكن إذا فعل ذلك ماذا سيكون مصير عائلتهم، ستظل وصمة عار في تاريخهم، وقد يلحق الضرر بأخته.
نظر إليها بغضب وقام بجذبها من خصلاتها وهو يقول بصوتٍ جهوري
_ كانت خابر إنك چاية بمصيبة بس محدش صدجني
اني لازم أجتلك وأخلص من عارك.
بكت سارة بألم من شدة قبضته على خصلاتها وقالت بألم
_ اقسملك أنه مكنش برضايا، وجيت هنا أتحمى فيكم
احتقنت الدماء بعروقة وأزاحها من أمامه وقال بغضب عارم
_ تتحامي فينا ولا تفضحينا
اشتدت ملامحه حده كالفولاذ وهو يتابع
_ كنت خابر إن منصور مش هياچي من وراه غير الخراب، بس متخيلتش إنك تعملي فينا إكده
بس هجول أيه العيب مش عليكي العيب على اللي سايبك تدوري على حل شعرك لحد مـ جيبتنا مصيبة
لم تستطيع البقاء وسماع المزيد من كلماته السامة التي تمزق قلبها بكل قسوة
عادت إلى غرفتها لتغلق الباب خلفها ثم تستند عليه بظهرها وتجهش بالبكاءالذي جعل جسدها يهتز بعنف وهى تحاول كبت شهقاتها
أما هو فقد جلس على الفراش واضعًا رأسه بين يديه يفكر في حل لتلك المعضلة
لن يستطيع التحدث مع جده فلن يتحمل مثل تلك الصدمة
ووالده يكفي ما حدث من والدها لن يحزنه أكثر بفعلتها
ظل يفكر حتى توصل إلى حل أخيرًا.
وسيكون بذلك إستطاع هزم منصور وكسره دون أن يعلم أحد، سيأخذها إليها ويلقي بالخبر في وجهه وحينها سيكون بذلك هدئ نيران قلبه المشتعله بداخله وهو يراه بذلك الخزي وحينها سيكون رد الصاع بصاعين.
يُتبع..