-->

رواية جديدة ومقبل عالصعيد لرانيا الخولي - الفصل 11

 

   قراءة رواية ومقبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية ومقبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الحادي عشر



كان خالد جالسًا في مكتبه عندما رن جرس الباب 

خرج من الغرفة ليجد منال زوجته تتجه لفتحه فمنعها  قائلاً 

_ خليكي انتي انا هفتح ده أكيد منصور

عادت إلى الغرفة مرة أخرى 

 وفتح خالد الباب ليجده منصور فقد أتصل عليه اليوم وأعلمه بمجيئه يعلم جيدًا سبب تلك الزيارة لكن لن يخبره بمعرفة ذلك

_ أهلًا يا منصور أتفضل

دلف منصور ليصطحبه خالد إلى غرفة مكتبه وأغلق الباب خلفه وسأله 

_ ايه يابنى في أيه؟ قلقتني.

جلس منصور على الاريكة واضعًا رأسه بين يديه 

وأجابه بتعب

_ سارة سابت البيت وقبلت على الصعيد.

رد خالد ببساطة

_ وأيه المشكلة، والله فيها الخير وعملت اللي حضرتك معملتوش بقالك خمسة وعشرين سنه

هز منصور رأسه بسأم وقال بحده

_ أنا بتكلم في أيه وأنت بتتكلم في أيه؟! بقولك البنت سافرت وقافله الزفت الموبايل ومش عارف أوصلها.

ولازم ترجع دلوقت عشان جامعتها.

رد خالد بتهكم وهو يجلس قبالته

_ عشان جامعتها برده ولا أنت اللي رافض مروحها هناك.

لم يجيبه ليتابع خالد

_ أنا مش عارف انتوا منعنهم ليه، ولادك من حقهم يعرفوا أهلهم ويودوهم ملهمش هما ذنب في المشاكل اللي بينكم دي، وبعدين تقدر تقولي أنت مقاطعهم ليه؟ أيه اللي حصل منهم عشان تبعد بالشكل ده؟!

لم يريد التطرق في ذلك الحوار وقال متهربًا

_ أنت ليه بتخرجني من الموضوع الأساسي اللي جيلك فيه.

رد خالد بلهجه حاده

_ لأن ده هو الموضوع الأساسي اللي لازم نتكلم فيه قبل أى حاجه، نبهتك كتير وقلتلك بلاش تمشي ورا شريف وبنته ومصدقتنيش والاخر سمعت بودنك اتفاقهم عليك وأنهم بيدبروا إزاي يخلصوا منك 

مش سمر دي اللي قاطعتهم عشانها، مش ده شريف اللي قوى قلبك على أبوك وخلاك تتخلى عنهم في محنتهم؟

تقدر تقلي سايبها على ذمتك ليه بعد ما عرفت حقيقتها؟

تنهد بضيق وهو يجيبه

_ مش بسهولة كده لازم انتقم منهم الأول

_ هتنتقم من مين؟ من أم ولادك وجدهم؟ 

وتقول لولادك أيه؟ 

نهض منصور وقد سأم من الخوض في ذلك الحديث 

_ هقولهم حقيقة أمهم؟

رد خالد مأيدًا

_ تمام وبالمرة أحكيلهم حقيقة أبوهم.

رد منصور بسخرية

_ وأنت فاكر أنها معرفتش حاجه؟ زمانهم حكولها على كل شيء من البداية.

نهض خالد ووقف أمامه قائلًا بمصابرة

_ لأ متخفش بنتك هناك معززة مكرمة والكل مبسوط بيها 

قطب جبينه بدهشة ليسأله

_ وأنت عرفت إزاي؟

لن يخبره بأنه من أعطاها العنوان كي لا يشك في الأمر ورد بهدوء

_ جمال أتصل عليا في الوقت اللي وصلت فيه، وسألني لو كان حد ضايقها لأنها واضح عليها الزعل

انا من رأيي تسيبها وتسيب مصطفى كمان لحد ما تخلص حربك مع مراتك

هناك هيكونوا في آمان بعيد عن الشر اللي أنتوا فيه

بدل مـ سمر وأبوها يلعبوا في عقلهم زي مـ لعبت في عقلك، أسمع كلامي وسيبهم.

نعم محق في كل كلمه عليهم أن يبعدهم عنها حتى يطمئن عليهم.

وسأله بحيرة

_ بس هبعت مصطفى إزاي، أكيد سمر هتمنع.

أقترح خالد قائلاً 

_ مصطفى رايح يجيب أخته لأن مينفعش ترجع لوحدها فهمت؟

أومأ برأسه مقررًا إبقاءهم بعيداً عن الحرب التي يخطط لها مع شريف وأبنته حتى يسترد حقه كاملًا


❈-❈-❈


عاد جاسر في وقت متأخر ليجد وسيلة تجلس في الردهة تنتظر عودته بقلق بالغ وعند رؤيته سألته بقلق

_ جاسر أيه اللي أخرك بره البيت لحد دلوجت؟ دي أول مرة تعملها.

جلس جاسر على المقعد وهو ينظر إلى الأعلى مكان غرفتها وقال بهدوء

_ عادي ياأمي كنت سهران مع يحيى.

لم تصدق وسيلة حديثة فتسأله بعتاب

_ كنت سهران مع يحيى ولا مش عايز ترچع البيت؟

أشاح بوجهه بعيدًا عنها فتقترب منه وسيلة وتقول بإستياء

_ انا عايزه اعرف مالك ومالها مضيجاك في أيه؟ دي البنت كيف النسمه والكل أتعلج بيها إشمعنى أنت؟

ألتفت إليها جاسر ليقول بحده

_ خابرة ليه؟ لأنها بنت منصور، ومهما تعمل مش هجبلها ولا هجبل وجودها أهنه لإني خابر زين إنها مش سهلة زي مـ انتو فاكرين، دي باعتها منصور لغرد اول ما توصله هتظهر على حجيجتها.


تعبت وسيلة من الجدال معه لأنه لن يجدي نفعًا وقالت بتعب

_ مين اللي ملى دماغك بالكلام ده….

قاطعها جاسر بألم

_ مش هى دي الحجيجة، مش دي بنت الراجل اللي ساب  أبوه في عز محنته وأتخلى عنيه 

مش هو اللي أخد الفلوس وهمل البلد وساب أخوه يتعذب ويشجى عشان يسد ديون الأرض وهو عايش  حياته ولا همه شئ، لاه وكمان بيطالب بورثه وچدي لساته عايش

_ أهدى ياولدي وخرج الهم ده من چواك وبلاش تدخل نفسك في حاچه زي دي دول مهما كان  أخوات ومسيرهم يرچعوا لبعض تاني

وصدجني سارة دي غيرهم هى بجالها يومين معانا مشفناش منها غير كل خير، أرچوك ياولدي بلاش تظلمها.

تنهد بألم وهو يحاول بصعوبة بالغة السيطرة على حريق قلبه الذي لم يهدئ قط منذ أن علم الحقيقة، نظر إلى والدته وتحدث بأعتذار

_ أني آسف لو كنت انفعلت عليكي بس صدجيني غصب عني

ربتت وسيلة على صدره وقالت بتفاهم

_ خابره ياولدي بس بلاش تجسى عليها دي مهما كان في بيتنا وحتى لو كانت زي ما بيتجول مينفعش نعاملها غير بالخير عشان ردها علينا برده يكون بالخير، فهمت ياولدي

أمسك يدها ليقبلها بحب ورد بهدوء

_ حاضر ياأمي هحاول 

ابتسمت له بحب وقالت

_ طيب يالا بجى اطلع نام لأن الوجت اخر جوى، تصبح على خير 

_ وانتي من أهله

وقبل ان يتحرك من مكانه أسرعت سارة بالولوج إلى غرفتها وهى لا تصدق ما تسمعه أذناها

هل حقًا ما سمعته حقيقة وأن والدها ليس بتلك المثالية التي كان يخدعهم بها؟

هل حقًا تخلى عن أهله وهم في أشد الحاجة إليه؟

أسأله كثيرة تود إجابتها لكن من يجيبها؟

وقفت تنظر من الشرفة  الدموع تنهمر من عينيها، لقد اكتشفت بعد كل تلك الأعوام انها داخل كذبه كبيرة سواء من والديها أو صديقتها.

فـماذا يخبئ لها القدر أكثر من ذلك.


❈-❈-❈


عاد منصور إلى المنزل فيجدها جالسة في الردهة تتلاعب بهاتفها وتهز قدماها دلالةً على عدم الصبر 

أغلق الباب بحده كي يعلمها بمجيئه وعند رؤيته أسرعت إليه تسأله بتوجس

_ ها عملت أيه؟

واصل سيره حتى جلس على الأريكة ورد بهدوء

_ يومين كده وهبعت مصطفى يجيبها 

عقدت حاجبيها بدهشة وتحدتث بحيرة

_ يعني أيه مصطفى يروح يجيبها؟ وخالد مرحش ليه؟

زفر بضيق ورد بصبر نافذ

_ خالد مش قاعد تحت أمرك، مشغول الفترة دي ومش هيقدر يسافر

وخليته كلم منصور أدامي وحتى بيقول أن البنت نفسيتها تعابنه 

ردت سمر بحدة

_ وتعبانه ليه إن شاء الله ؟

رد بتهكم

_ والله بقى ده سؤال تسأليه لنفسك، أيه اللي تاعب نفسية البنت وازاي تسيبيها لحد ما تجيب اخرها وتلجئ لحد غيرك

اومال انتي لزمتك أيه بالظبط

اندهشت أكثر من طريقته الفظه معاها لم يعد ذلك الرجل الذي كان دومًا يتمنى رضاها، بل تحول وكأنه شخصٌ آخر لا تعرفه فردت بمصابرة 

_ انت عارف كويس إن الفترة اللي فاتت كنت مشغوله معاكم فـ الشركة وممكن يكون هو ده اللي ضايقها، أو لأننا منعناها هى وأخوها من السفر للصعيد 

مسح على وجهه متوعدًا لها على أهمالها أيضًا لأولاده  وقال بهدوء يتنافى تمامًا عمّ بداخله من غضب

_ على العموم حصل خير وزي ماقلت يومين ومصطفى يبقى يسافر ويجيبها وياريت متفتحيش الموضوع ده تانى.

نهض من مقعده بكل هدوء جعلها تود قذفه بما أمامها

وتوجه إلى غرفته.


❈-❈-❈


دلف صابر غرفة أبنه بعد أن سمح عصام بزيارته

كانت ليلى ملتزمة غرفته لا تتركه سوى ساعات قليلة في المساء إذا لم يكن لديها مناوبه

نهضت من المقعد عندما وجدته يدلف إليه وتحدثت بتعاطف

_ اتفضل ياعمي 

أقترب صابر منه ليجلس على المقعد ويسألها بحزن

_ صارحيني يابنتي، هو عامل أيه دلوقت؟

بللت شفتيها التي جفت من شدة التوتر وردت بثبات

_ الحمد لله أحسن بكتير، وإن شاء الله هيفوق في أسرع وقت

امسك صابر يده وقال بخوف

_ بس ده بقاله خمس أيام في غيبوبة أنا خايف ميفوقش منها 

كيف تطمئنه وهى تريد من يطمئنها فردت بمهنية 

_ طبيعي لأن في حالته دي الغيبوبة بتستمر من خمس لعشر أيام بس ده بالكتير آوي، وأحنا أملنا في ربنا كبير 

دلف عصام الغرفة ليجد صابر يتحدث معها 

تقدم منهم ليطلع على مؤشراته ثم تحدث بأمل

_ أطمن ياصابر إبنك الحمد لله بيتحسن ومسألة وقت وإن شاء الله هيفوق

رد صابر بتمني

_ يارب 

نظر إلى ليلى وأردف

_ مش هترتاحي شوية، أنتي عندك عملية بالليل ولازم تكوني مركزه

اخفضت عينيها وردت بهدوء

_ حاضر بعد أذنكم 

خرجت ليلى من الغرفة متجهه إلى مكتبها وعند ولوجها رن هاتفها الذي لم يكن سوى حازم أخيها وعندما أجابته سألها بجدية

_ أيه ياليلى مرجعتيش ليه لحد دلوجت؟

جلست على المقعد بإرهاق وأجابته بتعب

_ مش راجعه النهاردة لأن عندي عملية بالليل

سألها بشك

_ عملية بس؟

تنهدت بتعب وردت بثبات

_ اه ياحبيبي عملية بس أطمن

شعر حازم بحماقة كلماته وقال بتفاهم

_ ماشي ياحبيبتي ربنا يوفقك.


أغلقت ليلى الهاتف ووضعته على المكتب وقد شعرت حقًا بالأرهاق، فهى لا تستطيع النوم بأريحية في المنزل خوفًا وترقبًا من حدوث شئٍ له اثناء غيابها 

وإذا كانت لديها مناوبة ليليه فهى تنام على المقعد بجواره بعد أنتهاءها.

خرجت من مكتبها وذهبت لأستراحة الطبيبات كي ترتاح قليلًا قبل ميعاد العملية.


❈-❈-❈


فى منزل عمران 

جلسوا جميعهم في حديقة المنزل من دون جاسر الذي تعلل بالنوم مبكرًا لذهابه صباحًا إلى القاهرة

تحدثت جليلة بأشتياق

_ الجاعدة اشتاجت للغايبين، هما جالوا هيرجعوا ميتى؟

ردت وسيلة وهى تنظر إلى جمال بغيظ

_ كانوا بيجولوا بعد ١٥ يوم يعني المفروض ينزلوا كمان يومين، بس مـبينش.

نظرت جليلة إلى سارة التي تتلاعب بهاتفها بشرود وسألتها

_ إنتي لساتك بتدرسي بردك؟

أنتبهت سارة لسؤالها وأجابت

_ اه بس في آخر سنة

نظرت إلى عمها وأردفت

_ بعد أذن حضرتك ياعمي لو مش هضايقكم أنا كنت عايزة أنقل السنة دي في الجامعة اللي هنا.

أندهش الجميع وقد تأكد ظنهم بأن هناك خطبًا ما جعلها تترك أبيها وتأتي إليهم، فسألها عمران بشك

_ ومنصور ولدي عارف اللي ناوية تعمليه

هزت راسها بنفي دون قول شئ فقال جمال بجدية

_ أولًا البيت ده بيتك ونشيلك جوه عنينا بس مفتكرش إن منصور هيوافج، ولو وافج ولدتك مستحيل تجبل بكده

ردت سارة بإصرار

_ ميهمنيش رأيهم، وده قرار أخدته بعد تفكير 

أنا من زمان وانا نفسي آجي واعيش معاكم هنا ومش مستعده أسيب البلد بعد ما لقيت الفرصة

نظرت لجدها وتابعت

_ إلا إذا كنت مش عايزني اقعد معاكم.

رد عمران بصدق

_ كيف ده دا إن مشلتكيش الارض تشيلك عيونا ومدام دي رغبتك أني هجف معاكي 

نظر جمال لوالده بعينين حائرتين هو يعلم جيدًا بأنه لن يوافق على ترك أبنته هنا ولا حتى زوجته، فكيف إذًا يوافقها وهو يعلم علم اليقين بأنهم لن يتركوها له

فأردفت سارة 

_ وانا هكلم عمو خالد يساعدني في نقل الورق

رد جمال بإستسلام

_ اللي تشوفيه يابنتي.

تطرقوا جميعًا في حديث أخر وقررت هى فتح هاتفها كي تهاتف خالد  لتتفاجئ برسالة من ذلك الشيطان وكان محتواها 

" أفتحي فونك ياإما هحكي لأبوك كل حاجه"

أنقبض قلبها خوفًا من كلماته فانسحبت بهدوء دون أن يراها أحد وتسللت إلى الجانب الآخر في حديقة المنزل 

وقامت بالأتصال عليه ليجيبها مسرعًا

_ أهلًا باللي سابت البيت وهربت مش كنتي قلتلي وأنا كنت اخدتك معايا 

صاحت به بقوة زائفة

_ عايز مني أيه؟

رد وائل بحده

_ أنا قلتلك حددي ميعاد مع أبوكي واتفاجئت بعدها إنهم بيدوري عليكي لو بتفكري تهربي مني فأنتي الخسرانه، ياترجعي وتوافقي على جوازنا ياأما هروح لأبوك وأقوله إنك غلطتي معايا وجاي أصلح غلطتي، وشوفي بقى أبوكي الصعيدي هيعمل فيكي أيه؟

لم يزيدها حديثه سوى بغض ونفور منه لن توافق على الأرتباط بخائن مثله حتى لو كلفها حياتها فقالت ببغض

_ مستحيل أتجوز واحد ندل وخاين زيك أستحل شرفي ودمرني بالشكل ده، الأشمئزاز اللي حساه من ناحيتك يخليني افضل الموت ولا إنك تلمسني تاني

بس أنت مش غلطان لوحدك أنا اللي أستهال إني وثقت في أختك ودخلت بيتكم.

قامت بأغلاق الهاتف وكادت ان تلقى به لولا تلك اليد التي وضعت على فمها تسحبها خلف تلك الشجرة العتيقة في حديقة المنزل، حاولت الأفلات من بين يديه برعب لكنه أحكم قبضته عليها حتى تأكد من خلو المكان وأدارها إليه لتواجه تلك العينين التي تشبه فوهة بركان تقذف حممًا نارية من هول الغضب الذي سيطر عليهم وسألها بفحيح يشبه فحيح الأفعى

_ اللي سمعته ده صُح؟


إنقبض قلبها خوفًا من نظراته التي تكاد تحرقها بلهيبها فلم تستطيع الرد من يده التي وضعها بعنف على فمها فصاح بها بغضب هادر

_ إنطجي اللي سمعته دلوجت ده صُح


هزت رأسها بنفي وقد شعرت بقدميها كالهلام من شدة الخوف، وخاصةً عندما وجدته يردف بتحذير


_ أكدبي مرة تانية وأنا ادفنك مُطرحك وأجولهم غسلت عار منصور بيدي، مين اللي عمل معاكي إكده؟


تساقطت دموعها على يده التي مازالت موضوعه على فمها مما جعله يبعدها وكأنه أصيب بحرق نارى فتمتد يده إلى عنقها ضاغطًا عليه وهو يقول بحده

_ جولى لخلص عليكي، مين اللى غلطتى معاه يافاچره


لا داعي للكذب، فقد علم وأنتهى الأمر فـ ترد ببكاء وهى تحاول التنفس بصعوبة

_ والله ماعملت كده برضايا، ده كان غصب عني.

اغتاظ مما تفوهت به وسألها بسخط

_ كيف يعني خطفك من عالطريج إياك


أجهشت أكثر في البكاء وردت بأنهيار وهى تتذكر تلك اللحظة

_ لأ كنت عندهم وحطلي المنوم في القهوة، فُقت لقيته معايا في الأوضة، أقسملك إن دي الحقيقة.


لم يرق قلبها لدموعها التي تنهمر بغزارة على وجنتيها فـ تحدث بإستهزاء وبداخله براكين تغلي 

_ وإنتي إيه اللي وداكي عنديه يا فاچرة، طبيعي ماهو ملكيش راجل يسألك رايحة فين وچاية منين ، تعملى ما بدالك.


أزاحها من أمامه حتى كادت أن تسقط لولا أن تمسكت بجذع الشجرة فتتدارى خلفها وتجهش ف البكاء على حظها العثر الذي يوقعها بين يدي من لا يرحم.


اما هو فقد وقف حائرًا لا يعرف ماذا يفعل في تلك المعضلة التي حطت فوق رؤسهم.


ماذا يفعل؟ هل يقتلها ويغسل عارها؟ 

لكن إذا فعل ذلك ماذا سيكون مصير عائلتهم، ستظل وصمة عار في تاريخهم، وقد يلحق الضرر بأخته.

نظر إليها بغضب وقام بجذبها من خصلاتها وهو يقول بصوتٍ جهوري

_ كانت خابر إنك چاية بمصيبة بس محدش صدجني

اني لازم أجتلك وأخلص من عارك.

بكت سارة بألم من شدة قبضته على خصلاتها وقالت بألم

_ اقسملك أنه مكنش برضايا، وجيت هنا أتحمى فيكم 

احتقنت الدماء بعروقة وأزاحها من أمامه وقال بغضب عارم

_ تتحامي فينا ولا تفضحينا

اشتدت ملامحه حده كالفولاذ وهو يتابع

_ كنت خابر إن منصور مش هياچي من وراه غير الخراب، بس متخيلتش إنك تعملي فينا إكده 

بس هجول أيه العيب مش عليكي العيب على اللي سايبك تدوري على حل شعرك لحد مـ جيبتنا مصيبة

لم تستطيع البقاء وسماع المزيد من كلماته السامة التي تمزق قلبها بكل قسوة

عادت إلى غرفتها لتغلق الباب خلفها ثم تستند عليه بظهرها وتجهش بالبكاءالذي جعل جسدها يهتز بعنف وهى تحاول كبت شهقاتها 


أما هو فقد جلس على الفراش واضعًا رأسه بين يديه يفكر في حل لتلك المعضلة


لن يستطيع التحدث مع جده فلن يتحمل مثل تلك الصدمة

ووالده يكفي ما حدث من والدها لن يحزنه أكثر بفعلتها 

ظل يفكر حتى توصل إلى حل أخيرًا.

وسيكون بذلك إستطاع هزم منصور وكسره دون أن يعلم أحد، سيأخذها إليها ويلقي بالخبر في وجهه وحينها سيكون بذلك هدئ نيران قلبه المشتعله بداخله وهو يراه بذلك الخزي وحينها سيكون رد الصاع بصاعين.


يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية