رواية جديدة ومقبل عالصعيد لرانيا الخولي - الفصل 15
قراءة رواية ومقبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ومقبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الخامس عشر
اجتمع الجميع على مائدة الإفطار بسعادة بالغة بوجود مصطفى
كان عمران ينظر إليهم بسعادة غامرة وشعر باكتمال أسرته، ورويدًا رويدًا سيعود كل شئٍ لما كان عليه من قبل.
لكن ذلك المحتج له رأيٌ آخر عندما تحدث بتبرم
_ وانت چاي عشان تاخد أختك ولا چاي زيارة؟
بوغت مصطفى بسؤاله وكذلك سارة التي تبدلت ملامحها للخوف فتنظر إلى أخيها بتوجس تنتظر رده
_ بصراحة بابا كان بعتني الأول عشان أجيبها
أنقبض قلبها خوفًا ونظرت إلى جاسر تستنجد به لكنه لم يبالي بها وأردف مصطفى
_ بس بابا لما لاحظ فرحتي وأد أيه أنا عايز أشوفكم وأتعرف عليكم، فاجئني وانا جاي بأني أقعد معاكم زي ماأنا عايز
تراقص الأمل بداخل جليلة بعودته مرة أخرى وسألته بلهفة
_ مجالكش انه هياچي
أخفض مصطفى عينيه وبهت آثر سؤالها ورد بهدوء
_ أكيد طبعًا بس هو مشغول آوي الفترة دي وأكيد بعد ما يخلص شغله هييجي.
هزت جليلة رأسها بعدم تصديق فيرفع جمال ذلك الإحراج عن الجميع قائلاً برباطة جأش
_ بكرة ليلى بنتي چاية هى ومعتز وحازم وإن شاء الله هنخليه أحتفال بوچودكم معانا.
لم يجد مصطفى الكلمات التي تصف مدى امتنانه لهم وخاصةً عندما ربت جمال على يده وهو يقول بترحاب
_ نورت الدار والبلد كلياتها.
ابتسم بحب
_ منوره بيكم ياعمي.
❈-❈-❈
أنتهى دوامها وقررت العودة إلى المنزل كي تستعد للسفر
حملت حقيبتها وهمت بالذهاب لكن حنينها هزمها تلك المرة لتقرر الذهاب إليه كي تودعه قبل رحيلها وكأنها سترحل دون عودة.
طرقت الباب قبل دخولها لتتفاجئ بالغرفة فارغة
فينقبض قلبها خوفًا عليه، أسرعت بالخروج وسؤال إحدى الممرضات فأخبرتها أنه في قسم الأشعة
أغمضت عينيها بألم تحاول تهدئة أعصابها التي أنهارت إثر تلك الصدمة.
ذهبت إلى قسم الأشعة لتجده مستلقيًا على سرير الأشعة يكاد لا يشعر بشئٍ من حوله، تسارعت وتيرة تنفسها وهي تراه بتلك الحالة نظرت إلى عصام الذي يباشر الأشعة مع الطبيب المختص بها وسألته بقلق
_ دكتور عصام أيه اللى حصل؟
هز عصام رأسه بقلق
_ للأسف الحالة مبقتش مستحملة أكتر من كده، كل مدى الحالة بتسوء أكتر.
إزاد انقباض قلبها خوفًا وسألته بريبة
_ وبعدين؟
_ هيفضل في العناية لحد ما نشوف حل.
أنتهى الطبيب من عمله وأسرعوا للعودة إلى غرفة العناية
قاموا بوضعه مره أخرى على الأجهزة لتجد أن مؤشرات القلب عنده اصبحت بالفعل بطيئة وهذا لا يبشر بالخير مطلقًا
عاتبت نفسها على صدها له في الصباح، وندمت أشد ندم على فعلتها، ما كان عليها أن تصدمه بتلك الحدة
رن هاتفها فعلمت بهويته الذي لم يكن أحدًا سوى حازم الذي أصبح جاف التعامل معها منذ أن أعترفت له
خرجت من الغرفة لتجيب بثبات زائف
_ أيوة ياحازم
رد حازم من الجانب الآخر
_ هتاچي ولا هنعدي عليكي في المستشفى؟
مسحت دمعه تدحرجت على وجنتها وردت بهدوء
_ لأ سافروا أنتوا أنا مش هسافر
أندهش حازم وسألها بجدية
_ يعني أيه الكلام ده؟ واللي مستنيينك هناك دول أجولهم أيه؟
أخذت نفس عميق تهدئ به حزنها وأجابت بإصرار
_ مش هينفع أرجع معاكم، في حالات هنا مش هينفع اسيبها.
سألها حازم بشدة
_ مين هما بجى الحالات دي؟
نظرت ليلى إلى الممرضة التي خرجت من الغرفة وقالت
_ حالات تعبانه ياحازم.
إزداد الشك بداخله وقال بهدة
_أجولك أنا هچيكي بنفسي أشوف الحالات دي.
اغلق الهاتف قبل أن تعارضه مما جعلها تغمض عينيها بريبة خشيةً من عناده
عادت إلى الداخل لتجد عصام ممسكًا بهاتفه يشير لها بالبقاء معه وخرج من الغرفة.
تقدمت منه وهى تتحلى بقوة زائفة لكن ما أن جلست بجواره حتى تلاشت قوتها وانهارت في البكاء.
وتساءلت إلى متى ستظل بذلك العذاب؟
❈-❈-❈
هم حازم بالخروج من المنزل بعد أن أغلق هاتفه لكن معتز منعه بحده
_ أنت في أيه؟ أيه حكايتك بالظبط معاها؟ من وقت ما صرحتنا بموضعها وأنت واقفل لها على الغلطة، أيه اللي في دماغك بالظبط.
تهرب حازم من الإجابة وهو يهاجمه بالرد
_ انت اللي يومين جضتهم أهنه خلوك تنسى عوايدنا وإننا صعايدة ومينفعش نسكت على اللي بيحصل ده.
تحدث معتز بإنفعال
_ هى معملتش حاچة تتعدى عوايدنا عشان تعاملها بالشكل ده، هى بتتعامل معاه كمريض وأظن واحد في حالته مش هيكون واعي لعشج وغيره
أختنا وخبرينها زين وعارفين تربيتها عمرها ما هتكون موضع شك.
رد حازم بوجل وهو يجلس على المقعد
_ مهما كان ثقتنا فيها بس ده ميخلناش نوافج على اللي بتعمله ده.
أرتبك وهو يضيف
_ وكمان أني خايف عليها تتعلج بيه أكتر من أكده والآخر تتعذب بفراجه
علم معتز سبب تعنده معها والذي أيقن بأنه نابع من خوفه عليها كي لا تمر بما مر به هو وسأله بتعاطف
_ انت لساتك بتفكر فيها
نفى حازم بحدة
_ انا مـ بفكرش بحدا.
جلس معتز قبالته وقال بجدية
_ لأ لساتك بتفكر فيها وبلاش عناد جصادي انا بالذات لإنك لو داريت عن الدنيا كلها مستحيل تخيل عليا.
تنهد حازم بأسى وقال
_ مش هينفع نتكلموا في حاچة منتهي أمرها
نهض من مقعده وهو يتابع بإصرار
_ اني رايح أجيب أختك جبل مـ العشج يتملك منيها وتعيش عمرها كله في عذاب
لم يمنعه معتز علمًا بحالته وتركه يغادر
❈-❈-❈
في منزل عاصم
لم تصدق زينا ما تسمعه أذنها عندما أخبرتها والدتها بما حدث، هل حقًا انحل ذلك الحبل الذي كان ملتفًا حول عنقهم، وأصبح كل واحدٍ منهم على سجيته؟
هى تعلم علم اليقين بأنه لا يكترث لها.
لكن ذلك أيضًا لن يقرب المسافات الطويلة التي كتبت عليهم
وسيظل جاسر بينهم ولن يستطيع أحد فعل شئ، فليصبروا قليلًا لربما تتبدل الأحوال بينهم ويستطيعوا حينها الإقتراب وعودة الأمور لما كانت عليه قبل أن يفاجئها زوج عمتها بذلك الطلب.
❈-❈-❈
في غرفة ليلى
جلس مصطفى بجوارها وسألها بعتاب
_ ايه ياليلى اللي خلاكي عملتي كده وجيتى لوحدك؟
ياستي على الأقل كنتي عرفيني يمكن كنت أتجننت أنا كمان وروحت معاكي.
لا تعرف ليلى بماذا تخبره، هو حقًا شقيقها ومنبع أسرارها لكن تعلم أيضًا بأنه لن يقبل بما حدث ولن يمر الأمر مرور الكرام وربما يتصدى لذلك الشخص ويدمر مستقبله.
رسمت ابتسامه لم تصل لعينيها وردت بهدوء
_ خفت لبابا يعرف زي المرة اللي فاتت فقلت افاجئهم أحسن واحطهم ادام الأمر الواقع
_ طيب والمحاضرات اللي سبتها دي؟
ساد الصمت قليلًا حتى تحدثت
_ تعرف أيه أكتر حاجه بندم عليها؟
ضيق عينيه متسائلًا لتجيبه بألم
_ اني معملتش كده من زمان
تنهدت بألم وأردفت
_للأسف ماما ضحكت علينا لما فهمتنا أنهم ظلموا بابا وأخدوا حقه، والحقيقة أنها العكس تمامًا.
عقد حاجبيه مندهشًا وتساءل
_ إزاي؟
قصة عليه كل ما حدث منذ أن وطئت قدماها داخل المنزل حتى تلك اللحظة، وكأن مصطفى أصيب بالصدمة مما سمعه الآن وقد اظهرت حقائق عجيبة لم يكن يتخيلها
_ إنتي بتقولي أيه ياليلى؟
ردت بتأكيد
_ للأسف دي الحقيقة ولحد النهارده بيكمل خيانته ليهم، وده خلاني أتمسك بيهم أكتر وأصر إني أفضل هنا
_ ودراستك؟!
ردت بلهجة لا تقبل نقاش
_ هنقل هنا في الجامعة ومش هرجع تاني
خفضت عينيها وهى تكمل
_ وفي حاجه بردوا، إن جاسر أتقدملي وأنا وافقت
انصدم مصطفى مما قالت لكنه تحدث برجاحة وهو يسألها
_ إزاي مش فاهم.
يعني إيه هتكملى هنا؟ وأيه اللي يخليكي ترتبطي بواحد لسه شيفاه من أسبوعين وأقل كمان
حاولت الثبات وألا تظهر التعاسة التي عرفت طريقها إلى قلبها وأجابت بصدق
_ يمكن جاسر باين عليه أنه شديد وعصبي بس صدقني النوع اللي زي ده بيداري حنانه وطيبة عشان مينجرحش زي ما أبوه أنجرح
لأن اللي شافه عمك محدش أبدًا يقدر يتحمله
عارض مصطفى حديثها
_ بس مش معنى كده إنك ترتبطي بيه، أنا شايف أن الجوازة دي متنفعش خالص ده غير طبعًا رأي ماما في الموضوع ده، مستحيل توافق
نعم محق في كل كلمة نطق بها لكن عليها أن ترضى بواقعها الذي فرضه القدر عليها لتقول بإصرار
_ أنا خلاص عرفتهم إني موافقة ومش هتراجع.
شعر مصطفى ان هناك سببًا آخر وراء ذلك لكنه لم يريد الضغط عليها الآن فحالتها لا تسمح بالأستفسار عن أى شئ.
❈-❈-❈
في غرفة أمجد
ظلت ليلى قابعة بجواره لا تستطيع مفارقته لحظة واحدة
تخشى إذا تركته تعود ولا تجده كما حدث اليوم
حتى عندما سمعت الآذان قررت الصلاة في الغرفة كي تظل قريبة منه.
انهت صلاتها وانتبهت على صوت همهمه تصدر منه
نهضت وأسرعت إليه بلهفة وشوق وهى تسأله
_ أمجد أنت سامعني؟
لم تجد منه ردًا سوى تلك الهمهمة الخافته
قامت بجس نبضه والنظر للمؤشر لتجد الحالة كما هى.
فتعاود سؤاله بلوعة
_ أمجد لو سمعني حرك إيديك
ولم يمضي ثانية واحدة حتى وجدت يده تتحرك ببطئ على الفراش
ابتسمت بسعادة كبيرة لكن ساعدتها تلاشت عندما طرق الباب ووجدت الممرضة تدلف قائله
_ دكتورة ليلى، اخوا حضرتك بره وعايزك ضروري
أومأت برأسها وهى تقول
_ طيب روحي قوليله إني جايه.
قامت بوضع بعض الأدوية داخل المحلول
همت بالذهاب لكن يده أمسكت يدها بضعف تمنعها من المغادرة، أو ربما تكون لمست رجاء بألا تتركه لتعود ابتسامتها مرة اخرى وهي تقول
_ متقلقش هرجع تاني
تراخت يده عنها وتخرج من الغرفة متجهه إلى مكتبها حيث ينتظرها حازم
وعندما رآها تحدث بجدية
_ يالا يا ليلى لأن القطر بقيله ساعة ويطلع
ردت ليلى بثقة
_ أنا كلمت بابا وعرفته إني مش هقدر انزل الأجازة دي
رد حازم باحتجاج
_ وعرفته السبب الحقيقي ولا أعرفه أنا؟
رد ليلى بهدوء
_ لأ ياحازم مقولتش ولو عايز تقول أنا مش همنعك، بس خليك واثق وقتها إني عمري ما هسامحك
زم حازم فمه بغيظ وشعر بأنه أصبح مكبل بسبب تهديدها له وقال بتبرم
_ ده تهديد ولا ايه مش فاهم.
تقدمت منه ليلى وقالت برباطة جأش
_ اطمن ياحازم أنت عارفني كويس وواثق إني عمري ما هعمل حاجه تغضب ربنا ولا تزعل بابا مني، بالنسبة لأمجد أنا فعلًا حبيته وهو كمان بس محدش من صرح للتاني بمشاعره، وعشان تكون عارف أنا مش هتنازل عن الحب ده لأى سبب من الأسباب، ومش هتخلى عنه وهفضل سند ليه لحد ما يقف على رجليه من تانى.
قربت منه أكثر لتردف بألم
_ أرجوك ياحازم خليك أنت كمان سند ليا لحد ما نلاقي المتبرع وصدقني وقتها هبعد مجبره لأن دوري إني أوقفه على رجليه من تانى، وبعدها مش هيكون في سبب لتواجدي معاه، وبالنسبه لخطواته هو اللي هيخطيها لوحده.
لم يستطيع حازم الوقف أمام ذلك العشق الذي أعترف به بكل وضوح وقال بمثابرة
_ حاضر ياليلى هسكت وهسيبك وهديكي ثقة أكبر بس لو رجعتي موجوعه مش هقدر أعملك حاجة
اومأت بعينيها ثم تركها وغادر
عادت ليلى إليه لتجده قد عاد لسباته تقدمت منه بشغف وجلست على المقعد بجواره وقالت بهيام
_ إن شاء الله مفيش حاجة هتقدر تبعدني عنك غير الموت، حتى الموت هفضل أحارب معاك لحد ما تتغلب عليه بإذن الله
❈-❈-❈
في منزل منصور
دلف منصور مكتبه بعد أن تأكد من نومها وقام بإخراج الملف من مكتبة وابتسم بتشفي وهو يرى امضتهم على أوراق التنازل
امسكت هاتفه وأتصل على المحامي الذي ما إن أجابه حتى تحدث بقوة
_ الصبح الأوراق هتكون عندك عايزك تخلص الأجراءات بأسرع وقت
_ تمام يافندم
أغلق الهاتف وإبتسامة نصر مرتسمة على فمه وهو يقول بتوعد
_ إن مـ رجعتكم للشحاته تاني مبقاش أنا منصور عمران.
❈-❈-❈
دلفت ساندي غرفة أخيها لتجده يغلق حقيبته ويستعد للذهاب فقالت بإمتعاض
_ بردوا هتسافر من غير ما تعرف البنت راحت فين؟
رد وائل بإستهزاء
_ هتكون راحت فين يعني، أكيد عند حد من قرايبها، بس المهم اول ما تشوفيها تكلميني فورًا.
ردت ساندي بقلق
_ أنا خايفة الموضوع ده يتعرف ووقتها مش هيرحمونا.
أجابها بثقة وهو يحمل حقيبته يستعد للذهاب
_ قُلتلك متقلقيش هترجع هترجع مـ عندهاش حل تاني.
يالا خلي بالك من نفسك وسلمي على عمتي.
_ الله يسلمك ياحبيبي.
خرج وائل وأغلقت هى الباب خلفه وعادت إلى الداخل تجلس على الاريكة وتمسك بهاتفها وابتسامة سعادة مرتسمة على وجهها عندما أجابها
_ حبيبة قلبي وحشتيني موت
ردت ساندي بدلال
_ لو كنت وحشتك بصحيح مكنتش فضلت المدة دي كلها متكلمنيش
_ مكنش ينفع طول مـ وائل هنا وخلاص وائل مشي وكده ولا كده انا فضيلك ياجميل
تحولته لهجته بخبث وهو يتابع
_ مش ناوية بقى تيجي عندي الشقة؟
ردت ساندي بجدية
_ لأ طبعًا انت عارف رأيي في الموضوع ده
ترجع مسرعًا
_ خلاص ياستي انا بقول هنبقى براحتنا وبعدين انتي هتروحي عند عمتك ومش هنعرف نتكلم براحتنا
ايدت ساندي رأيه وهى تقول بحيرة
_ عندك حق بس متقلقش انا هحاول أكلمك وانا في الجامعة
تظل تتحدث معه حتى شعرت بتأخر الوقت وقالت
_ أقفل بقى عشان أخرت آوى على عمتي.
_ ماشي ياحبيبتى بس لو اخرتي عليا ومعرفتيش تكلميني يبقى لازم نتقابل
_ هشوف الاول يالا باى
اغلقت الهاتف وقامت بتبديل ملابسها وخرجت هى الأخرى.
❈-❈-❈
في غرفة جمال
خرج من المرحاض ليجدها جالسة على الفراش ومازالت على وجومها منذ أن علمت بعدم مجيئ ليلى
تنهد بحيرة
ماذا يفعل أمام هذين الأثنين الذي يبقى مسلوب الإرادة أمامهم، هى ترجته أن يتركها لأجل عملها
وهى تعاقبه أشد عقاب على موافقته لها بتجاهله
وآااه من ذلك التجاهل الذي يجعله بسهولة يرضخ لكل ما تريد
ابتسم وهو يتقدم منها ليجلس بجوارها وقبل رأسها بحب وهو يقول
_ لساتك زعلانه؟
نظرت إليه بعتاب وهمت بالإبتعاد لكن نظرات العشق التي يرمقها بها جعلتها تظل مكانها وخاصةً ابتسامته التي تضئ ظلمتها وأردف قائلاً
_ إنتي خابرة زين إنك لما بتزعلي الدنيا كلها بضيق عليا
ردت وسيلة بعتاب
_ اضحك عليا زي عوايدك
ضحك جمال وهو يقربها منه ويأكد بحب
_ ولو مضحكتش عليكي انتي اضحك على مين؟
وبعدين إنتي بتسمي حبي ليك ده ضحك؟
ده عشج متملك من الجلب وخلاه مش شايف غيرك
وعشان إكده مش بجدر على زعلك واصل.
إزداد عتابها أكثر
_ وعشان إكده راضتها هى ومهمكش زعلي
هز جمال رأسه بتعب من الجدال معها في هذا الأمر وقال بجدية
_ ياوسيلة بنتك بقيت دكتورة ومهنتها هى اللي بتحكمها، بلاش نضغط عليها ونسيبها بحريتها.
تحدثت وسيلة بقلق
_ بس ياجمال البنت بجد وحشتني وجلبي جلجان عليها، ديمًا بحلم أنها مهمومة وفـ ضيق.
احتواها جمال بين ذراعيه وقال يطمئنها
_ متجلجيش، ليلى من يومها ميتخافش عليها
وهى طمنتني وجالت إن اليومين دول هتقضيهم في المستشفى وأني كلمت الدكتور عصام وهو واخد باله منيها، اطمني بجى وخليكي مع أبوها اللي زعلتيه دلوجت
ابتسمت له بحب لتضع رأسها على صدره العريض وقالت بولع
_ لا عشت ولا كنت عشان ازعل حبيب الجلب مني
بس غصب عني، ده من خوفي على بنتنا.
تحولت نظراته لمكر وسألها بولع
_ لساتك بتعشجيني كيف لول
بعدت رأسها عنه قليلًا كي تنظر إلى عينيه التي تهيم بها عشقًا وأجابت بعشق
_ وكيف محبكش وأنت مالك الجلب والروح، كل مدى حبك في جلبي بيزيد وبحس إنك كيف الهوا اللي بتنفسه لو أتمنع أموت.
_ بعد الشر عنيكي من الموت
قرب وجهه منها كي يقبل ثغرها الذي دائمًا يسعى للأرتواء منه حد الشبع لكنه لم يشبع يومًا ويظل دائمًا متلهف للإرتواء منه.
أما هى فمستسلمه لغزوه بكل ترحاب وكأنها تريد أيضًا الأرتواء من عشقه حتى التشبع.
❈-❈-❈
رفع أمجد جفنيه بصعوبة شديدة وقد شعر بثقل يجثم على صدره جعل تنفسه شديد الصعوبة
حرك يده كي يزيل جهاز التنفس لكن يد حانيه منعته من ذلك وصوتها الذي يبث الأطمئنان بداخله يمنعه من ذلك
وأعادت يده إلى موضعها
تمكن أخيرًا من رفع جفنه كي ينظر إليها ويرى وجهها الذي يعشقه
لكن التنفس أصبح أصعب بكثير، حاول التحدث لكن العائق يمنعه من ذلك
حرك عينيه بصعوبة تجاهها فيجد ابتسامتها التى تنير ظلمته مرتسمة على محياها
فتحدث بوهن
_ لسه معايا؟
اومأت برأسها وهى تقول بتأكيد
_ هفضل معاك العمر كله، بس انت قاوم.
ابتسم بحزن وهى يسألها
_ هو فين العمر ده؟
أجابته بأمل وهى تحثه على المقاومة
_ موجود وإن شاء الله هتلاقي المتبرع وهتعمل العملية وتبقى أحسن من الأول.
هز رأسه بنفي وأردف
_ انا بسمع الكلام ده بقالي اكتر من ست شهور فخلاص مبقاش بيديني أمل زي الأول
حاولت كبت عبراتها من النزول وقالت بروية
_ صدقني انا متباشرة وظني في الله خير وهنلاقي المتبرع بأقصى سرعة، وهتشوف.
إزدرأ ريقه بصعوبة وشعر بجفاف حاد في جوفه فشعرت هى بذلك وقامت بملئ الكوب ومساعدته على الارتواء
اكتفت برشفه قليلة وأعادت الكوب إلى موضعه وقالت
_ كفاية كده.
نظر إليها طويلًا ثم سألها
_ طلعتيلي مني، أنا كنت صابر وراضي بقدري جيتي إنتي ضيعتي الرضا ده وخلتيني أتمسك بالحياة اللي مش مكتوبالي
رغم الحزن بداخلها إنها تحدثت بمرح
_ كنت داخله أشوف الحرامي اللي دخل بيت عمران المنشاوي، ومش عارفه لحد النهارده أنا كنت داخله أعمله أيه؟
ابتسم أمجد واجاب بمزاح
_ كنتي داخله عشان تخطفي قلبي مش تنقذيه.
رغم الحياء الذي شعرت به جراء كلماته إلا إنها أجابت بصدق
_ بالعكس انا دخلت عشان تخطف أنت قلبي وتهد الجدار اللي بنيته حوالين قلبي بنظرة واحدة.
نظر إليها أمجد مطولًا وكأنه يعاتبها على ظهورها في حياته التي لا أمل منها وقال بكمد
_ الكلام لو سمعته في وضع غير اللي أنا فيه ده كان زماني أسعد واحد في الدنيا، بس للأسف بسمعه وأنا بتألم إني معنديش العمر اللي أقدر أسعدك فيه
أكدت بحب
_ خلي ظنك بالله خير، هو قال " أنا عند حسن ظن عبدي بي" وإن شاء الله هتخف وتبقى أحسن من الأول.
شعر بالتعب من التحدث
ولاحظت هى ذلك
فقالت بثبات
_ كفاية كلام لحد كده وأرتاح
_ متسبنيش
أومأت بحب
_ عمري مـ هسيبك.
اغمض عينيه وعاد لسباته وعادت هى لأحزانها.
يُتبع..