-->

رواية جديدة العذاب رجل لإيمي عبده - الفصل 20

 

  قراءة رواية العذاب رجل كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية العذاب رجل

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل العشرون



ظل ليث يستمع لكلمات فرح بهدوء ظاهرى وتكاد عظام كفه الأيمن أن تتحطم من ضغط قبضته عليها لما تعانيه لكن ثورته ستؤذيها أكثر لذا تحامل على نفسه حتى أنهت قصتها ونظرت له ببسمه منكسره لا تليق بها وهذا ما أدركه حينها هذه الفاتنه لا يناسبها الذل أبداً


- شوفت حكايه رخمه إزاى 


- عندك حق رخمه وملهاش طعم عشان كده متشغليش دماغك بيها ووعد منى الكابوس ده هيطير مع طلوع النهار


- تفتكر


- تقدرى تثقى فيا


- مش عارفه


- طب جربى ومش هتخسرى


- على قولك هيا كده كده خربانه


تنهد بضيق ونظر بعيداً كما تفعل وظلا صامتين لوقتٍ طويل حتى إنتشر الصقيع بالهواء فأمسك بيدها ودخلا إلى المطعم وحينها رأهما حسام التى لمعت عيناه وكأنه سقط على كنز فهاتف ميرا يحذرها من إهتمام ليث بفتاه تعمل نادله بالمطعم ولنقل أنها تعدت الجنون وظلت تصرخ وتحطم الأشياء حولها وتهدد بأنها ستفعل بتلك الفتاه الأفاعيل ولكن حسام هدئها بكلماته الخبيثه ووعده بتنظيم خطه ليتخلص بها من فرح وجاسر بنفس الوقت


 ❈-❈-❈


بينما خرج ليث وعاد بعد وقت قصير واخذ فرح مكتبه وجلست جامده كل ما تفكر به هل تحملت كل ما عانته بحياتها لتسقط مجدداً بين براثنهم السامه لتظل أسيرتهم 


أخرج من جيبه علبة دواء ومد يده بهدوء وحذر يمسك بنظارتها فأمسكت يده تمنعه لكنه أومأ ببسمه جعلتها تتركه 


صر أسنانه بغضب حاول إخفاؤه لحال وجهها: أنا هحطلك من الكريم ده هو كويس أوى وهيجيب نتيجه سريعه بس بالليل قبل ما تنامى إدهنى منه ماشى


أومأت له بصمت ولم تستطع أن ترفض عرضه لأنها لا تقوى على وضع هذا الدواء بيدها فأقل لمسه ستؤلمها وتجعلها تتراجع وكلما إقتربت يده تراجعت فأمسك براحة يده رأسها من الخلف يثبتها بعد أن فتح علبة الدواء وقد وضع القليل على إصبعه بدأ وبدأ يدهن إصابتها برقه أذهلتها ولم تشعر بالألم بل برعشه تسرى بأوردة قلبها وحين إنتهى فاجئها بقبله حانيه بجانب إصابتها جعلت تتورد خجلاً وتبتعد راكضه تختبأ بالمرحاض حتى هدأت وعادت لعملها لكن بحال أفضل 


 ❈-❈-❈


لقد كانت الليله السابقه كابوساً مزعجاً فقد تفاجأت الفتيات بوالد فرح ومعه شاب نظراته المقيته جعلتهن ترتجفن خوفاً ودون سبب مفهوم إنهال ضرباً على فرح فقط لأنه حين أخبرها أنه سيزوجها الأحمق الذى يرافقه أبدت إعتراض فإنفعل لأنه ظنها تفضل إختيار والدتها على إختياره فى حين لم تكن تعلم بالأمر من الأساس واليوم أتاها إتصال منه أرعبها لكنها صُعِقَت حين وجدته يعتذر لها ويؤكد لها أنه لن يتدخل فى إختياراتها من الآن فصاعداً تلاه إتصال من والدتها تفعل نفس الشئ ورغم ذهولها لكن صرخات شهد وهند المهللتان فرحاً جعلاها تصرخ معهما بحماس وحين وضعت رأسها لتنام تذكرت كلمات ليث ولسبب ما إبتسمت وهى تشعر أنه السبب لكنها لن تحادثه بالأمر وحينها تذكرت دوائه فمدت يدها إلى الطاوله بجوار الفراش ووضعت منه فتذكرت شعورها حين وضعه لها وتنهدت مع بسمه خجوله حاولت منحها من الخروج ثم أغمضت عيناها تتمنى أن ينسج عقلها أحلاماً ورديه عنه بنومها


 ❈-❈-❈


بينما إحتفلت هند وشهد بطريقتهما وكانت النتيجه سيئه بالصباح فقد كانت هند طيلة الوقت ترتعب من أى نفس بجوارها حتى حين ناداها عز فجأه صرخت بفزع 


- جرى إيه


- فزعتنى


- ليه داخل عليكى بساطور ثم أنا بقالى ساعه بنادى عليكى مبتردبش


- مسمعتكش من صوت الحلل والدوشه اللى حواليا ومحستش بيك وانت داخل


رفع حاجبه: هو فى ايه بالظبط


أجابته فرح التى أتت بأوانى أخرى لتجليها: فى ناس بتمشى ورا ناس وتندم


-مش فاهم


أشارت إلى هند بضيق ساخر: الهانم اللى بتخاف من خيالها مشيت ورا البقره التانيه وقعدوا ف البلكونه يتابعوا فيلم الرعب اللى القهوه جيباه لأ وشهد أول ما بتقعد قودام فيلم  يا تنهبل وتندمج مع الفيلم يا تروح ف النوم  معندهاش وسط وحظ هند هانم ان شهد كانت خلصانه فنامت ودى شوقتها القصه ف الاول فكملتها لقتها خايفه مش تقوم تتخمد لأ تقعد لوحدها تتنفض من الخوف والساقعه لحد ما الفيلم يخلص وأول ما خلص الفيلم بختها المقندل الكهربا قطعت ودى هات يا صريخ فزعتنا ف نص الليل وإحنا مبقيناش عارفين ندور على شمع ولا نشوف اللى بتصرخ دى بتصرخ ليه ولمت علينا الحته بحالها وهات يا تريقه وتهزيق من كل من كان 


إتسعت عيناه متفاجئاً مما تقصه عليه: كل ده من فيلم رعب


أجابته هند بسخط: آه يافندام زمانك محسسنى إنك ماشاء الله شجيع


نظر إلى هند بضيق: انتى هتسيحى


زوت فرح جانب فمها بسخريه: ما سيحت خلاص


إتسعت عيناه لكنها لم تبالى وتابعت بضحكه هازئه: أصلى حاولت أهديها فقولتلها عيب عليكى خليكى راجل تخيلى لو عز مكانك لقيتها بتقولى بلا نيله دا كان أغمى عليه دا بيخاف من خياله


-الله يكسفك


قضم شفته السفليه بغيظ ثم تمتم بسخط وهو ينظر إلى هند التى تنظر بعينيها بعيداً لكن فرح تذمرت بغيظ 


-مش مشكلتنا كسفتكم إنتو الإتنين المهم لو فضلت كده طول اليوم هنترفد من تحت راسها


- ليه 


- تخيل هيا أساسا بتهته فمبالك بقى لو حد عدى من جنبها ولا اتكلم فجأه ودى اتفزعت وصرخت ولا نطت من الخضه 


- فعلا دى مشكله


- آه عشان كده لازم تاخد لها النهارده أجازه 


إعترضت هند: مش عاوزه أروح


- خرجها يا عز عارفه اننا بنتاقل عليك بس مينفعش تقعد ف البيت مع الحيزبونه مرات أبو شهد هتطلع عينها وهى لوحدها اتفسحوا لحد ما ييجى معاد المرواح نروح كلنا سوا


إبتسم عز: من عينيا هيا بس تؤمر


تورد وجه هند فتأففت فرح بضيق وهتفت بهما: اخلصوا انا عندى الضغط مش وقت نحنحه


تبرعت شهد بأن تأتى بإذن الأجازه من جاسر وأسرعت إلى مكتبه قبل أن يعترض أحد لكن جواب جاسر لم يكن كما إعتقدت فقد بدا عليه الضيق


- جرى إيه هما كل يوم أجازه


- نعمل إيه البت عليها عفريت من إمبارح وخايفين لتصرع الزباين


رفع حاجبيه: عفريت؟!


- آه


- وعز بيه طبعا اللى هيعملها الزار اللى هيمشى العفريت من عندها


إتسعت عيناها بتفاجؤ: وعرفت ازاى؟!


تنهد بيأس: شهد


- افندم


- على شغلك


- والعفريت؟


إبتسم بطريقه مرعبه: هطلعه على جتتك لو مرجعتيش شغلك


فإبتلعت ريقها بخوف: يا لهوى لا


ثم ركضت إلى خارج مكتبه فتأفف بضيق: يخربيت غباء قلبى ملقاش إلا الهبله دى


أخبرت شهد البقيه بفشلها فى الأمر وبدت محبطه جدا وزادها إحباطاً كلمات عز الحمقاء


-وانا اللى فاكره هيوافق بمجرد ما تطلبى منه


وكزته هند بكوعها: ربنا يباركلى ف ذكائك


تذمر بألم: أى فى إيه


فأجابته شهد بسخريه مؤلمه: إشمعنى يعنى أنا مين اكون هه ولا حاجه 


لاحظ أحمد تجمعهم فإقترب وسمع صوتها الحزين ذاك الأحمق لم يستطع التقرب منها ومعرفة كل شيء عنها هو فقط يبعدها بغباء والأسوأ يريد إستجوابها عن حياتها التى لا تخصه بينما لم يفكر ولو للحظه هو بإطلاعها عن حياته أو حتى صارحها بما يعتري قلبه من مشاعر تجاهها 


تأففت فرح بضيق: بقولكم إيه بلاها صداع هند ركزى ف شغلك وخليك يا عز قريب منها لو سرحت إتكلم معاها خليها مشغوله بيك وبالشغل طول اليوم ومتفكريش ف الفيلم وأهو يوم وهيعدى مش احسن من القعده مع الحيزبونه اللى ف البيت


قضب عز جبينه: الحيزبونه؟!


-آه مرات أبو شهد


عقبت شهد بأسى: كفايه انها اويانا


- مهواش ببلاش


- ماشى بس احسن من عشه


- دى وليه عايزه الحرق حراميه واكلة حقك


- الله يسامحها بقى


- رينا ياخدها وتحصل أبوكى


تنهدت بألم: لأ إطمنى دى مأبده بلانى بيها ولبدت مش كفايه كان حشاش 


تنهدت الأخرى بضيق: آه كان حشاش وكان سايبها تمرمط فيكى بس عالاقل مكنوش بيضربوكى


- هه مش محبه كان بيخاف لأتعور ولا أمرض يضطر يودينى المستشفى ويكع


- كان جلده ونتن ودا اللى يأكد إنه مستحيل يكون كتبلها الشقه


تدخل عز: شقه ايه؟!


أوضحت له فرح :الشقه اللى ساكنين فيها أصلا بتاعة أبو شهد وبعد ما مات لقينا مراته بتقول إنه كتبهالها وكنا صغيرين ومحدش فينا له اللى يتصدرلها فلجأنا لشيخ الجامع راجل صالح والناس بتشكر فيه جه يكلمها قعدت تعيط وتقول إننا ظلمه وعايزين ناكل حقها وطلعتله عقد باصم عليه المرحوم واما قالها انه مش متسجل قعدت تلطم وتولول وتقوله العقد دا باصمه ومات طوالى الله يرحمه ملحقش يحمينى من الظلمه ولمت علينا الخلق قالها ياستى أنا بس طالب تأوى البنات إن شاء الله ف اوضه دول غلابه وفيهم إتنين أيتام جت تمثل تانى كل اللى واقفين وقفوا ف صفنا وقالولها إعملى لأخرتك قالتلهم أنا محلتيش حاجه اصرف عليهم منين دا حتى معاشه ميكفيش قولتلها أنا هشتغل واصرف ملكيش دعوه بأكلنا وعيشتنا وافقت وهيا هتطق وخرجنا كلنا اشتغلنا لقتنا جبنا قرش انصعرت وقالت انتو بتاخدوا ميه وكهربا زيى ادفعوا بقينا ندفع النص وهيا النص مع اننا مبنجيش إلا عالنوم قولنا ماشى ومع الوقت خلتنا ندفع أجره الاوضه ومكفهاش مبتبطلش تسم بدنا وسمعنا نصايحها المؤذيه


قضب جبينه متعجباً: نصايح إيه؟!


-هه قال إيه صعبانين عليها عشان شقيانين عاللقمه الحلال وممكن منتعبش أوى ونجيبلها ألوفات بالحرام 


تقزز وجهه بغضب: دى ست زباله 


فعقبت بسخريه: وليه تشتم الزباله دا الزباله انضف منها 


نظر نحو هند بقلق: على كده لو جه عريس مريش ماهتصدق ترميكم له


طمئنته بثقه: ولا ليها أى لازمه محدش فينا قاصر ولا هيا وصيه على حد فينا ثم الغنى دا هييجى على إيه الفلوس بتحب الفلوس مبتحبش الفقر


- ليه يافرح الحب ملوش كبير ولا بيهتم بالفقر ولا الغنا


- دا كلام انشا ممنوش فايده تخيل لو انت غنى مثلا كان اتقال على هند طمعانه فيك


ابتعد أحمد دون تدخل وتوجه إلى مكتب جاسر وظل يهذى بحديث فارغ وهو لا يعلم كيف يفاتحه بالأمر حتى مل جاسر


- أحمد إنجز وهات من الآخر 


- من الآخر بلاش تحقق مع شهد ليلة الذكريات


- اشمعنى!


- عشان مش من حقك بأى صفه هتسألها عن حياتها


- نعم ياخويا ما انت عارف بأى صفه 


- انا عارف وإنت لكن هى لأ


- مانا ملمحلها كذا مره


- المواضيع دى مفيهاش تلميحات يا تبقى صريح وتقولها لها واضحه وتحدد موقفك بالظبط يا تسكت انت مشتتها مهياش عرفالك بر ترسالك عليه وانت عمال تعك ثم تسألها عن حياتها ليه اذا كانت هى متعرفش حاجه عنك


تفاجئ جاسر بما يقوله أحمد فقد ظن أنه واضح وشهد قد أدركت مشاعره ولكنه تذكر أنها حتى الآن لم تزيل الرسميات بينهما ولازالت تعامله كمدير فقط لكنها لم تتعامل معه كحبيب لذا فمن الطبيعى ألا تخبره عن أى شئ بحياتها والتى يبدو أن أحمد علم بجزء منها ولهذا حاول تحذيره


  ❈-❈-❈


بينما كادت شروق أن تقتل حسام لأن المعلومات التى أتى بها لن تفيدها بشيء فهى تريد ما تستطيع إذلال شهد به لتبعدها عن سبيلها فأصبحت مهمة حسام التقصى عن شهد فى منطقة سكنها


 ❈-❈-❈


بعد عدة أيام أتى الصباح وقد تأخرت شهد قليلاً فسبقتها صديقتيها وزوجة أباها تغط فى نومٍ عميق وهى تقف على عتبة المنزل وجدت من يدفعها إلى الداخل بقوه كادت تسقطها على الأرض وإستدارت لتجده جارها بالطابق العلوى يدفع باب المنزل ليغلقه وعيناه تبرقان فإبتلعت ريقها بخوف


- إنت عايز إيه


- عايزك يا قمر 


صرخت بفزع: اطلع بره


فاشار لها بيده: بس انتى هتهللى ولا ايه خلينا كده ف الدرا حلوين


هددته برعب :لو مطلعتش من هنا هرقع بالصوت وألم عليك الحته بحالها


- هقولهم انتى اللى بعتالى واما لقيتى اللى هدفعه قليل قلبتى عليا


- قول اللى تقوله وربنا لو ما غورت ف غرقه تاخدك لافرج عليك خلقه


دارت حول الكرسى وحملته والشرر يتطاير من عينيها تهدده فإرتعد وتراجع حتى وصل الباب وحين وجدها مقدمه نحوه اسرع بفتح الباب والركض للأعلى حينها تفاجئ بزوجته التى إنفجرت به سباً وضرباً تتهمه بالخيانه ولكن شهد لم تبالى ولم تنتظر حتى تعلم ماذا سيحدث بل أغلقت الباب بحده وركضت مسرعه لكن الحشد الذى إجتمع ليروا سبب الصراخ منعها من المرور وزوجة جارها الأحمق تمسك برقبته وتريد قتله وتتهم شهد بالعبث معه فقد رأتها تركض هاربه


نظرت شهد حولها وعلمت أن لا أحد سيغيثها ولن يدافع عنها أحد فأغمضت عيناها للحظه فتذكرت وجه جاسر نعم هى مجرد عامله لكن يكفيها أن تراه وتتمتع برؤيته لكنها لو وصمت بعار كهذا لن يسمح لها بالعمل معه وستخسر حتى متعة رؤيته لذا فتحت عيناها تنظر لهذا الحقير وزوجته وتضحك بسخريه أخرست الزوجه والأفواه الهامسه من المشاهدين


-لهو العمى صابكوا للدرجه دى ولا الفضى خلاكم تتلككوا عالفضايح ملقتش إلا الأجرب ده  عشان أبصله ياشيخه اتنيلى الحاره كلها عارفه انه معفن وانتى قفشاه يجي ميت مره مع اشكال زباله من عينته روحى اعملى الفيلم ده ف حته تانيه ولو البتاع ده شوفت خياله بس بيهوب ناحيتى هسلخلك جلده من على عضمه


تعالت الهمسات حولها وهتفت احدى النساء بغضب: بقى ملقتيش الا شهد يا وليه ناقصه دا كلنا نحلف بيها وجوزك دا ايه اللى تبصله دا زينة رجالة الحته يتمنوا ضفرها 


تلاها صوت رجل كبير: البت طول عمرها دوغرى وبميت راجل جايه انتى تعيبى فيها 


- حرام عليكى دى عيله يتيمه


- لمى انتى جوزك الرمرام


حين وجد الزوج الوضيع زوجته تائهه بين كلمات الحاضرين تسلل هارباً بينما تحركت شهد بشموخ بينهم حتى غادرت إلى عملها لكنها وصلت متأخره ولم تخبر صديقتيها بما حدث فقد إنتهى 


لم ينتبه جاسر لتأخرها فقد كان لديه ما يشغله: إيه التهريج ده ازاى يعنى البطاطس مجتش


-المتعهد قال إن الأوردر اتغير 


قضب جبينه متعجباً: اتغير 


- أيوه


- طيب روح إنت


هاتف الشركه المختصه بتوريد الخضروات للمطعم سريعاً وهو يعترض بشده: ازاى تغيروا الاوردر،

مش انتو، يعنى ايه؟!


وإحنا من امتى بنلغى طلبية البطاطس


وبذكائك ده يعنى لو قللنا باقى الخصار دى كميه متكفيش وجبة عيله فمبالك بمطعم كامل


مين! إنت متأكد إن الإتصال من هنا بتقول ميييين

طيب من هنا وجاى اما كنتش أنا بنفسى اتصل بيك ومن تليفونى الخاص متغيرش أى حاجه ولو سمحت عاوز الطلبيه بسرعه


إيه! يعنى إيه؟!


أغلق الهاتف يشعر بالغضب ثم نادى بصوتٍ حاد: حسام


أتى راكضاً فالجميع وصله الخبر بثورة غضب جاسر 

- أيوه


- ابعتلى فرح فورا


سأله بخبث :ليه هيا ليها دعوه باللى حصل أنا كنت شاكك فيها خصوصا لما شوفتها إمبارح بتكلم واحد وطولت معاه وعرفت إنه من المنافسين أكيد مش صدفه


- ابعتهالى


- حاضر انا من الأول مكنتش مقتنع بتشغيلهم هنا دول مش وش مطاعم راقيه


- اخلص يا حسام


خرج حسام وأتى بفرح لكنه حاول أن يبدو هادئاً قدر الإمكان ليفهم سر فعلتها تلك


- حضرتك طلبتتى؟


- أيوه اتفضل إنت يا حسام


- بس أنا...


- حسام على شغلك

 

أومأ بضيق ثم غادر فنظر جاسر نحوها بغضب مكتوم: فى حد ضايقك هنا؟


-لأ


أجابته بهدوء رغم تعجبها لإستدعائه لها بوقتٍ كهذا كما أن نظرات حسام المتشفيه لم تريحها للبته 


- مبسوطه هنا


- أيوه


- اومال ليه عاوزانى اندم انى شغلتك هنا؟!


- ليه؟!


- انتى ليه لغيتى طلبية البطاطس؟


- ألغيها ازاى وأنا معرفش انتو بتجبوها منين؟!


قضب جبينه: يعنى إمبارح مكلمتيش حد من من منافسينا؟


-أنا معرفهمش عشان أكلمهم


صمت للحظه ثم سأل بإتجاه آخر: انتى فى بينك وبين حسام أى خلاف؟


-يعنى آه


لاحظت أنه ينظر لها منتظر التوضيح فتنهدت بإستسلام: أصله كان متجوز زيزي عرفى ولما عرفنا نصحناها تسيبه لأن الجواز العرفى ده ضحك عالدقون ولما واجهته بانت ندالته وسابو بعض وملقاش بديل لها بسهوله وحاول يرجعها رفضت وتقريبا عرف منها إن إحنا اللى نصحناها وافتكر إنى معجبه بيه وعاوزه أخده لنفسى لأن رقيه أساسا مبتكلموش وشهد تقريباً بتبقى هترجع كل ما بتشوفه لكن أنا بعامله على أد ما أقدر عادى أفعاله المقرفه وأخلاقه القذره متخصنيش أنا جايه هنا لأكل عيشى وبس ولو على موضوع زيزي فإحنا نصحناها  عشان هيا غلبانه زى حالاتنا ومنرضلهاش الأذى ولما جالى رفضته بشده فإستلمنى ف الرايحه والجايه حتى بعد ما لقاله صيده جديده حلف ليرمينى من هنا بس الموضوع ده من مده يعني مش جديد


- ومين الصيده الجديده؟


- زبونه أد أمه بتجى لوحدها شكلها معاها قرشين 


- امم طب أنا عاوزك إنتى وكل اللى بيشتغل هنا ف ظرف دقيقتين كلكم ف مكتبى


- حاضر


حين خرجت من مكتبه أمسك بهاتفه يتصل بليث فاجابه بصوتٍ نائم لكنه لم يبالى وأمره بجديه  


- اغسل وشك وفوق وتعالى


- لازم يعنى 


- ليث انا على أخري اخلص


- اوووف طيب جاي


تثائب مجدداً فهتف جاسر بحزم: حالا


- ماقولنا طيب 


إجتمع الجميع ولاحظ جاسر بوضوح نظرات حسام المتشفيه نحو فرح لكن لا وقت لعقابه ووقف أمام العاملين يخبرهم بالمشكله التى تواجههم فقد تغيرت طلبيتهم دون علمه من الكميه المطلوبه إلى كميه أقل بكثير لا تكفيهم مطلقاً كما تم إلغاء البطاطس التى هى تقريباً من الأساسيات التى يطلبوها دوماً 


-كلنا ف مركب واحده وأى أفكار أنا هسمعها


تقدمت فرح بهدوء تسأل: هيا البطاطس وباقى الخضار دى بتجبوها منين؟


عقب حسام بخبث: قال يعنى مش عارفه


-بس با حسام


ثم نظر إليها وأخبرها المكان كما أخبرها السعر فسألته مره أخرى: طب دى نوعها ايه؟


- بطاطس تصلح لأى إستخدام قلى سلق شوربه طبيخ العاديه 


- طب ما تجبوها من السوق دا حتى أوفر


تنهد بيأس فقد ظنها وجدت الحل: مفيش سوبر ماركت ممكن تمونا بكميه كبيره زى دى 


-أنا قصدى الأسواق العاديه فى واحد كبير أوى ف الطريق بنعدى عليه وإحنا جايين هنا


نهرها حسام بغضب: انتى اتهبلتى عاوزه مطعم فخم زى ده يشترى من السوق؟!


نظر إليه جاسر محذراً للمره الثانيه: حسام وفر أرائك لنفسك 


- بس..


- مبسش ها يا فرح سامعك


- احم بقول لو نأجر عربيه صغيره نجيب عليها البطاطس بعد ما ننقيها


- مفيش داعى لتأجير عربيات عربيتى أنا وليث كفايه


تحمست أكثر فقد أظهر موافقه مبدئيه حتى ولو لم يخبرها صراحةً: إحنا لو روحنا كلنا هنخلص بسرعه


- بس دى بيتجيلنا متقشره


- ما إحنا لما نرجع نغسلها ونقشرها


- كده هنتأخر عن معاد فتح المطعم اليومي ساعتين ويمكن تلاته


تدخل عز: مش احسن ما نقفل خالص


-طب حد فيكم عنده اعتراض عالفكره دى؟


اتسعت عينا حسام بسخط: انت هتنفذ الهبل ده؟!


- حسام لو عندك كلمه مفيده قولها معندكش اتكتم


- بس دى بتخرف!


- هو مش قالك اتكتم


صوته المنزعج صحب ضربه حاده بكتفه فى كتف حسام ثم توجه إلى جاسر: خير المطعم ولع


- لسه شويه عربيتك فيها بنزين


- يعنى مش أوى


- كده طيب


ثم نظر إلى فرح: ايوه يافرح فكرتك ممتازه انتى هتركبى مع المجموعه اللى هتركب مع ليث وتوريه السكه والباقى هيركب معايا ونمشى وراكم ولما نوصل هتفضلى معاه لحد ما يمون عربيته وترجعو


تفاجأت بترتيبه: مين، ليه وانا مالى؟!


- انتى اللى عارفه الطريق  هو لو سابنا ومشى مش هيعرف يرجع لوحده


- ليه صغير


- افندم


تدخل عز لانقاذها :انا بقول نلحقلنا كرسى قبل الزحمه يلا يا رقيه 


تورد وجهها وهى تشير لنفسها بخجل: انا؟


-آه وأهى فرصه اتعلم تنقية البطاطس صاحبك اصله وحدانى والامر مبيسلمش


أنكست راسها بخجل وأسرعت إلى الخارج فرفع عز ذراعيه مهللا: انا اختارت شريكتى مع نفسكو بقى


وتبع رقيه فتحمس الجميع وتبعوه بينما وجدت شهد نفسها شريكه لحسام ورغم ضيقها لكنها لم تستطع الاعتراض وتبعته إلى السياره وقبل أن تدخل السياره  وجدت زميل لهما يوقفهما


-روحى إنتى يا شهد مع مستر جاسر وأنا هبقى مع حسام


رغم تفاجؤها بالأمر لكنها أسرعت نحو جاسر تهرب قبل أن يغير الآخر رأيه


لم يحدثها جاسر بشيء فقط ارتدى نظارته الشمسيه وتحرك نحو السياره فتبعته بهدوء فى حين نظر حسام إلى زميله بضيق: واشمعنى شهد تروح معاه؟


- عشان أنا وهو مبنعرفش ننقى


- وهيا قضيه يعنى نقى السليمه اللى مفيهاش طينه كتير  وحجمها زى اللى كنا بنجيبها


- طب انت تعرف حجمها عشان كنت شغال ف المطبخ قبل ما تبقى جارسون لكن انا هعرف منين يلا ياعم مضيعش وقت


- طيب يا اخويا يلا


تبعه بضيق فقد كان يرغب بإستدراجها بالحديث لعله يجد ما تبحث عنه شروق


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة