رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 8 - 2
قراءة رواية بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بدون ضمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن
الجزء الثاني
❈-❈-❈
بعد يومين ، جاءت تسنيم إلى منزل فريدة ، وكانت مترددة في داخلها حتي لا يتم طردها من علي الباب وعدم الترحيب بها ، لكنها تفاجأت أنهم استقبلوها بترحيب عادي، لكنه كان جاف جدًا.. جلس عابد بجانب زوجته أمام المحاميه فيما كانت فريدة تقف خلف الستارة تراقب الوضع بقلق شديد ثم أضاف عابد بخشونة قوية
= يا استاذه أنا رجل غلبان وعايش لوحدي مع بناتي ومراتي، ما أذنبتش لما حبيت أستر علي بنتي في الحلال، هما مالهومش حد غيري، ومافيش اب مش هيخاف على بنته و أنا مش عايزاها تعيش مكسوره ومطاطيه راسها في الدنيا طول عمرها
رفعت حاجبها للأعلى في استنكارٍ كبير من موفقة الذي لا يمر مرور الكرام، فهو يريد تصليح الأمر لمن أخطاء بابنته و يتخطى هذا الموقف الجسيم، لترد هي بجدية
= بس ده مش مبرر يا أستاذ عابد، ما تخليش ضيق الحال وضغط الناس عليك يضيعلك بنتك، ياما ناس أفقر منك ومحافظين على ولادهم وبيحاولوا يخلوهم أحسن منهم.. صدقني انت بالطريقه دي بتخسر بنتك للابد
أجاب بعد تنهيدة بطيئة عكست فتور وسلبية الأوضاع بينهما الآن
= الكلام سهل، بس ساعة الجد هتلاقي الكل بيدور على مصلحته وبيقول يالا نفسي، وده اللي أنا عملته مع بناتي، دورت على اللي فيه الصالح ليهم، مش جريمة يعني لما اجوزها عشان استرها وأي واحد في مكاني وعنده نفس ظروفي هيعمل كده وأكتر!
اغتاظت تسنيم من سلبيته وطريقه تفكيره التي تسير غضبها أضعاف، نفخت قائلة له بحدةٍ طفيفة
= هو انت مين اللي قال لحضرتك ان الجواز ستره ياما ناس بتتجوز وبتتفضح، استاذ عابد أرجوك بص للموضوع من منظور تاني انت هتجوزها لعيل عنده ٢١ سنه فاشل ما لوش مستقبل غير انه يقف عل النواصي يعاكس البنات ويغتصبهم ! ده ولا لي شغل ولا نافع في تعليم!. يعني حتى كمان لو جينا نحسبها من المنظور التعليمي هنلاقي برده انك بتظلم فريدة غير فرق السن اللي بينهم فريدة اكبر منة بثلاث سنين وما شاء الله متعلمه وممرضه .. ليه بتعمل فيها كده .
ليهتف عليها بمنطقه الراسخ بداخله بسبب تأثير بيئته المتدنية عليه منذ الطفولة في ذلك المجتمع العقيد.
= وأنا هعمل إيه في المصايب اللي نازلة على راسي دي، والكلام اللي داير بين الخلق؟!! بعد ما بقيت حامل .. ده حتي خطيبها راح خطب غيرها من غير حتى ما يفسخ الخطوبه معانا الأول، ما خلاص بقى مستعر مننا وما بقيناش نسب مشرف لي.. انا لو ما جوزتهاش دلوقتي هتفضل جنبي طول العمر هي والعيل اللي في بطنها وما حدش هيقرب منها .. غير المشاكل اللي طايلاني انا ومراتي وبنتي التانيه.. دي حتى اختها جوزها اتخنقت معاها وفي بينهم مشاكل بسبب الموضوع ده واحتمال يطلقها
.....!!!!!
شهيقًا عميقًا حبسها لثوانٍ معدودة في صدره ليخمد به تلك الثورة المندلعة بداخله قبل أن يحررها بحرارة وهو يضيف
=أنا تعبت من القرف اللي مش بيخلص ده ،
لازم ده يحصل عشان بيوتنا ما تتخربش وهي كمان مستقبلها ما يضعش .
صاحت فيه بنبرتها المتهكمة باستياءٍ
= اه فعشان حضرتك تصلح مشاكلك انت والعيله تضحي ببنتك مش كده؟ هو بجد اللي ان انا بسمعه ده انت عارف يعني ايه تجوز بنتك لواحد اغتصبها في حاجه في الدنيا اصلا اسمها كده الله يخرب بيت اللي شار عليكم الشورى المهببه دي، طب حضرتك زي ما فكرت في مستقبلها دلوقتي من وجهه نظرك فكرت برده في مستقبلها هيكون ايه بعد الجواز من واحد فاشل زي ده؟ صدقني بنتك دي بعد الجواز لو ما جتلكش وهي خلصانه و متحطمه
ابقى مش بفهم وافتكر كلامي ده كويس .
ثم تطلعت فيهم بنظراتها داخل عينيهم لتجد نظرات عادية فاترة وخالية من العواطف، لتقول وقد فاض بها الكيل من الكلمات التي لا تنتهي
= ما تحاولوا تفكروا بعقل شويه، يا عالم ده واحد اغتصب.. اعتدى علي بنتكم يعني ما عندوش مبدأ حرام ولا غلط؟ مش فارق معاه يعمل علاقه مع واحده في الحرام ولا خايف من عقاب ربنا؟ ومش قدي مسؤوليه، اللي ذي ده لازم يتحسب مش نسيبه عشان يعمل اللي عمله مع بنات تانيه.. ونرجع لنفس الدوامه نلم الموضوع عشان خايفين من الفضيحه وكلام الناس .
أطبق والدها بقوة على شفتيه عاجز عن إيجاد المبرر لما قالته به من أذى لابنته، لتهز تسنيم رأسها بيأس متسائلة وهي لا تزال غارقة في صدمتها
= يعني برده ما فيش فايده مش خايفين على بنتكم بعد كل الكلام اللي انا قلته.
لوت خيرية ثغرها معترضة بطريقة غير ادبيه
= شرفتينا يا حضره المحامية ابقي كرري الزياره مره ثانيه قريب .
شعرت تسنيم بطريقتها الجافة معها بالحديث لتنهض تستعد للرحيل بخيبة أمل كبيرة، و عندما التفتت للرحيل وجدت بوجهها فريدة لم ترغب في النظر بعينيها لترى ذلك الانكسار جليًا فيهما فهي تعلم علم يقين بحالتها الان لكن غير قادرة على مساعدتها، بينما الأخري ابتلعت ريقها في جوفها بقلق علي مستقبلها وحياتها التي ستصبح في الضياع بسبب أسرتها لكن ليس بيدها حل!
حانت منها التفاتة صغيرة نحوها قرأت في عينيها الباكيتين الكثير، تألمت أن تجدها على تلك الحالة الهزيلة المنكسرة، أشاحت بوجهها بعيدًا عن عينيها المسلطة بالكامل عليها لتنسحب هي عائدة للداخل وهي مغلوبة على أمرها وشهقاتها المتحسرة تسبقها، تسمرت قدما تسنيم في مكانها وقد زاغت نظراتها الحائرة بالمنزل لم تعرف ماذا يجب ان تفعل بموقف مثل ذلك.. لكن لم تجد غير اختيار الرحيل .
لتخرج فريدة بعد رحيل تسنيم، وقبل أن تتحدث علق والدها بتوبخها بغلظةٍ علها تتوقف عن التفوه و التصرفات المستفزة من وجهة نظره
=من هنا ورايح ملكيش دعوة بالمحامية دي .. كفايه بقى تمشي من دماغك احنا لحد دلوقتي سايبينك تعملي اللي انتٍ عاوزاه ومش عاوزين نغصبك على حاجة لكن مش هنفضل كتير في الهم ده ومش فارقين معاكي
تعصبت أبنته من سلبيته التي دومًا تثور دمائها، وهنا انفلتت أعصابها فهدرت صارخة
= وأنا مش فارقة معاك، مش حاسس باللي أنا فيه؟ مش مهم عندك بنتك ولا اللي يحصلها لما تتجوز واحد بالاخلاق دي، المهم عندك الناس و الفضحية وبس! انا بقيت اصلا بالنسبه لك مجرد فضيحه عاوز تداريها عن الناس عشان جابتلكم العار !؟. كأن اللي حصل كأن برضايا
استشاطت نظرات ريهام التي كانت تتابع غضب فريدة بصبرٍ محدود، لتنهض و لكزتها بقسوةٍ في جانب ذراعها معنفة إياها
= طب كويس انك عارفه الناس بقيت تقول عليكي ايه بره واحنا مستحملين، انا بسببك جوزي هددني بالطلاق و ممكن كمان ياخد العيال مني.. ارتحتي لما خربتي حياتي معاكي وضيعتيني انا كمان .
دفعتها فريدة بقبضتيها بقوةٍ في صدرها صائحة بنبرتها الباكية
= انت بالذات تخرسي خالص انتٍ اللي عملتي في نفسك كده؟ مش انا ! من الاول عماله تتنازلي وتسكتي على اهانتك منه ومن أمه.. ما تجيش دلوقتي تشيليني مشاكلك .
تنفست بعمق وقد بدأت تشعر بضعفها ووحدتها بذلك المنزل والعالم كله ضدها
= مش عارفه ليه ما فكرتوش لما اتنزل عن القضيه كلام الناس كده بتاكدوا عليا.. كفايه بسببك اهو عاوزه تضيعي حقي انا كمان وتخليني جبانه وعايشة حياتي كلها ساكته زيك.
لتصيح ريهام ببرودٍ غير مكترثة لحنق أختها البادي على قسماتها
= لية هو أنا اللي قولتلك روحي اتاخري في شغلك لحد الساعة ١٢ بالليل وجيبلنا العار
شهقت ريهام مصدومة من كلماتها التي خرجت منها دون واعي لكنها صمتت ولم تصلح الوضع، بينما سكت والدها بملامح مبهوتة من تصريح أبنته الكبري بتلك الصورة الفجائية التي عرت الحقيقة المخزية.. وقد تقلص وجه خيرية بارتباك بقلق وهي تنظر إلى ابنتها ريهام بعتاب شديد .
رمشت فريدة بعينيها وارتجفت شفتيها بضعف حقًا لم يكن ينقصها إلا صراحتها القاسية وهي من جلبت إليهم العار، لينفضح كل شيء أمامها انهم لا يروها غير إلا وصمة عار بالنسبه لهم يريدون التخلص منها، فالجميع يحملها نتيجة ما حدث خطأها وهي السبب بمشاكلهم .!
❈-❈-❈
بعد مرور ساعة زفرت ريهام بإنزعاج عندما دلفت غرفة فريدة و وجدتها علي تلك الحالة البائسة ثم قطبت جبينها ، وأردفت بصرامة
= والله انتٍ اللي عامله في نفسك كده وتعبيها
عليكي بايه كل ده ريحي نفسك وطوعينا مره
واحد! قبل كده عناتنا كلنا ومشيتي بدماغك لما كنا مترددين نوافق على أسر وقلنا لك مش مرتاحين لي وانتٍ وقفتي بكل شجاعه و دفعتي عنه وقلتي! لا ده بيحبني وانا بحبه و هو ده اللي هيحافظ عليا.. واهو طلع اول واحد باعك في اول الطريق ولا سال فيك
رمقتها اختها بنظرة مطولة حانقة، تنحنحت ريهام مبررًا حديثها فتابعت بتلعثمٍ بسيط
=ما تزعليش مني على الكلمه اللي قلتها لك بره بس انتٍ برده اللي بقيتي تعصبي الواحد.. يا بنت هو احنا أغراب عنك ده احنا اهلك هنرميكي في النار بايدينا يعني طالما شايفين ان الموضوع غلط وما فيش امل فيه ده احنا اهلك وعاوزين الصالح ليكي
أبتسمت بتهكمٍ لتشير إليها استخفافها بحديثها وكان لا أهمية لما تعانيه في صمت من أوجاع نفسية تحطمها بل و تقتلها بشراسةٍ روحها لتردف ساخرة بقهر
= والصالح ليا بالنسبه ليكم انكم تجوزوني واحد اعتدى عليا وتضيعوا حقي؟ بس يا ريهام انتم مابقتوش عاوزين غير مصلحتكم بس وما حدش بيفكر فيا
لم تتحمل ريهام انفعال أختها مرة أخرى، لذا هتفت بقسوةٍ معنفة إياها
= احنا بندور على مصلحتنا كلنا يا فريده انتٍ لسه صغيره ومش فاهمه حاجه على راي امك وابوكي، احنا عايشين في زمان ما يعلم بيه الا ربنا.. الدنيا صعبه على اللي زيك فيها.. اه مظلومه ومعاكي الحق بس ما حدش بيحسبها كده بلاش اقول لك الناس بره بيقولوا عليكي ايه؟ وليه خطيبك سابك وبعد عنك بالطريقه دي ..
تصلب جسدها بالكامل وتخشبت في مكانها فور أن سمعت كلماتها فتلك هي المشكله الخوف من الفضيحة وحديث الناس اكثر من الخوف عليها، فهدرت بها منفعلة
= بيقولوا ايه؟ هو انتم كل حاجه حاطينها على دماغي انا، حتى لما ربنا وقعني في واحد ما عندوش دم وبعد عني وسابني وراح خطب غيري من غير ما حتى يفسخ الخطوبه معايا مطلعيني ان انا السبب.. وانا مالي بقي بدي كمان.
التصقت بها لتنهرها بابتسامةٍ لزجة وصوتها منخفض إلى حد ما كأنها خجلت من تلك الاقوال عليها
=وصلوا أنهم يقولوا ان اللي حصل كأن برضاكٍ و اسر بعد عنك عشان شايف ان خلاص ما بقيتيش بختمك وممكن اللي حصل غصب عنك تعملي برضاكٍ مع غيرة وهو مش هيعرف عشان كده سابك.. ده بس نبذه عن اللي بنسمعة بره وحاطين جزمه في بقنا وساكتين بلاش اقول لك الباقي .
انصدمت فريدة من رد اختها القاسي فإشتعلت حنقاً وهتفت بإهتياج حـاد
= اخرسي اتكتمي مش عايزه اسمع حاجه، انتٍ وهم مش بني ادمين... ان شاء الله ربنا ينتقم منهم على اللي بيقولوا عليا زور .. ايه سمعت الناس عندهم عادي كده عشان يتهموا الناس ظلم بالباطل من غير دليل؟ حسبي الله ونعم الوكيل ربنا يرد لهم اللي بيعملوا فيا .
لوت فمها في إستهجان ثم قالت بنبرة غير مبالية
= شفتي ما استحملتش مجرد كلمتين سمعتيهم مني ازاي؟؟ ما بالك بقى باقي الكلام واللي نحن مضطرين نسمعه لما بنخرج بره عرفتي ليه بقي ابوكي فكر يجوزك بالطريقه دي عشان يخرس لسان اي حد .. يا فريده الكلام مش طالع عليكي وبس بقى علينا احنا كمان عشان كده ما غلطناش لما قلنالك بيوتنا بتخرب معاكي بسبب حكايتك .. انتٍ الوحيده اللي بايدك تنقذي نفسك وتنقذينا معاكي .. اسمعي كلامنا بقى و وافقي على الجواز.
لم تعد تتحمل المزيد هي و الوقوف على قدميها، فإنهارت على السجاد أسفلها وضمت ركبتيها إلى صدرها ودفنت وجهها بين راحتي يدها.. وتعالى صوت بكاؤها المرير بصوت مختنق ومسموع
= يــا رب ارحــمــنــي .
❈-❈-❈
في منزل ليان السابق، صعد أيمن بخطوات متردده الى المنزل ثم طرق على الباب وانتظر دقيقه لتفتح والدتها التي أبتسمت علي الفور بترحيب، ليقول بصوت عميق
= مساء الخير
افسحت له الطريق ليدلف وهي تقول بصوت حنون
= مساء النور يا حبيبي كويس انك جيت بدري عشان تلحق تتغدى معانا، ليان بتحضر الغدا جوه في المطبخ وقربت تخلص تعالي اقعد معايا و أرتاح .
جلسوا الاثنين سواء بالصالة، بينما أخرجت زفيرًا يائسًا من صدرها وهي تتحدث بصوتها الضعيف
= ما جتش مناسبة اشكرك على الوقفه إللي وقفتها معانا يا ابني الايام اللي فاتت كثر خيرك، وأنا نويت استقر في مصر خلاص تعبت و زهقت من الغربه اللي ما استفدناش منها حاجه غير انها حرامتنا من أسعد اوقاتنا نقضيها مع بعض
أجاب أيمن من زاوية فمه بفتورٍ
= انا ما عملتش حاجه غير الواجب يا طنط، و أحسن حاجه هتعمليها أنك خلاص هتستقري هنا و كفايه غربه
في ذلك الاثناء كانت ليان انتهت من تحضير الطعام و وضعته علي السفرة، لتخرج حتى تخبر والدتها لتتفاجئ به قدوم أيمن هنا !. توترت ملامحها ثم أشاحت بوجهها بعيدًا عنه لتقول بعد تنهيدة مطولة وكأنها تستدعي الكلام على لسانها
= يلا انا خلاص جهزت الغداء اتفضلوا
لاحظ أيمن بانها تهرب بنظراتها منة اعتقد ذلك نتيجه كلماته التي حدثها به قبل خروجه السابق، نهض أيمن خلف حماته ليجلس علي
المقعد أمام زوجته التي توترت ملامحها دون مبرر !. رفعت والدتها حاجبها للأعلى متسائلة بتذكر وقد بدأت تضع الارز في صحن أيمن
= هو مين صحيح الشاب اللي جي يعزكي من يومين يا ليان وبيقول انه صديقك من أيام الجامعه، انا مش فاكراه هو كان اسمه ايه.
انصدمت ليان من سؤال والدتها فجأة ثم ردت بارتباكٍ وهي تعمدت الحفاظ على جمود تعابيرها
= هاه، اسمه آآ طارق ماكانش بينا صداقه ولا حاجه كان مجرد شاب تبع الدفعه بتاعتي بس ما كناش قريبين من بعض .
حدجها أيمن علي الفور بنظراته النارية التي تشع غضبًا مضاعفًا، فما يحدث فوق طاقة ويستفزة لأبعد الحدود، ويدفعة دفعًا نحو الجنون فما لم تكن أعصابه باردة و يستطع تحمل ذلك الوضع، بدأ عقلة على الفور يرسم الكثير من السيناريوهات حول ما فعله يا تري وهم بمفردهم الاثنين؟ رغم انه يعلم ان والدتها كانت بالمنزل معهم بالتاكيد.. لكن الشك تمكن منه ولم يتزحزح من حياتهما.
وضعت والدتها الصحن أمام أيمن وهي تضيف بكلماتها التي مازالت تشعل أيمن اكثر واكثر
= بس باين عليه ابن حلال كثر خيره، ده بيقول أن كان عنده سفر بس اصر ياجي الاول يعزيكي قبل ما يسافر ويعمل الواجب .
شعر أيمن بالغباء من نفسه فهو كان حزين عليها بسبب كلماته ومعاملته الجافة، وهي هنا تخطط الى مقابلات غراميه معه! ليقول بحدةٍ وقد أوشك على فقدان قدرته على التحكم في أعصابه
= معلش يا طنط بس بعد الغداء انا ناوي اروح بيتي خلاص وكفايه قاعده هنا.. وانتٍ يا ليان ناويه تيجي معايا ولا هتقعدي هنا عشان تستقبلي ضيوفك براحتك .
ضاق عيناه عليها، حتى استشعرت أنهما باتتا كجمرتين متقدتين على نيران مستعرة، تصلبت في مكانها وتوقفت عن الرمش بعينيها عندما شعرت بالتلميح من حديثه باهانتها مره ثانيه والشك الذي اصبح جزء من حياتهما، أخفضت رأسها بيأس ألم يكفي ما هي فيه؟ لا ينقصها ظهور طارق ليقلب حياتها اكثر، ثم ابتلعت ريقها بحذرٍ ولم تجد اجابة غير الموافقه على طلبة ولم تجادل
= لا جاية معاك يا أيمن.
❈-❈-❈
كان سالم يسير بين الطرقات بداخل المبنى بالشركه وأكمل سيره حتى وصل إلى غرفه
مكتب تسنيم ليجدها كانت تخفض راسها و تسندها أعلي المكتب بصمت، تردد في الدخول، و ضيق نظراته ليتأمل حالتها الفوضوية بفضول ثم اقترب منها أسبل عينيه ليتأملها ثواني، قبل أن ليقول بصوتٍ متصلب وهو ينظر إليها بقلق
= في ايه مالك قاعده كده ليه؟
ظلت تخفض راسها ولم ترغب في مطالعة عينيه ليرى ذلك الضعف ظاهر فيهما، ولم ترد علية! ليشعر بالغضب والغيظ وعندما كرر النداء لم تستجيب ايضا، لذلك لم يجد غير أن يقترب بنفسة ويرفع وجهها براحتيه مجبرًا إياها على النظر في حدقتيه، كز على أسنانه بقوة عندما لاحظ دموعها وقال بحذر
= ايه ده هو انتٍ بتعيطي؟ في ايه؟ إيه اللي حصل، حد اتعرضلك .
خشي هو أن تكون قد ارتكبت حماقة ما؟ لكنها رددت بتوجسٍ بين دموعها
= انا رحت بيت فريده وحاولت اتكلم مع اهلها عشان يشيلوا الأفكار اللي في دماغهم دي وما يخليهاش تتنازل عن حقها بس للاسف فشلت وهما شبه طردوني ..
توحشت نظراته من عنادها حينما علق عليها بغلظةٍ
= يعني برده ما سمعتيش كلامي وعملتي اللي في دماغك
تجاهلت حديثه، لتهتف بنبرة مقهوره بصوت ضعيف
= مش قادره اتخيل ان في اهل ممكن يعملوا في بنتهم كده؟ عارفه ان انا في مهنتي ياما شفت كتير وافظع من كده بس الوضع فظيع دول عاوزين يجوزوها اللي اعتدى عليها .. دول هم اللي مجرمين مش هو .!!
انتبه سالم بانه ما زال يضع يده فوق وجهها، ليبتعد سريعاً بتوتر و نفخ قائلاً بثقلٍ
= متهيالي قبل ما تحاسبي اهل فريده حاسبي المجتمع اللي وصلهم يفكروا في كده .. أنهم بايديهم يضيعوا حق بنتهم، حسبي المتهم الاساسي في الموضوع يا تسنيم لو عاوزه تحاسبي حد فعلا .
رفعت عينيها الدامعه له بحسرة ثم هزت رأسها لتقول بصوتها المبحوح
= معاك حق إحنا محتاجين نغير افكارنا نحن الاول قبل ما أحاسب غيري، منظرها وانا ماشيه بخيبة أمل بعد ما فشلت إني احاول مع أهلها انهم يتراجعوا عن اللي في دماغهم، كان صعب أوي كانها بتقول لي ما تسيبنيش اضيع والحقيني ما تتخليش عني زيهم.. بس انا ما كانش بايدي حاجه اعملها فعلا.. انا مش عارفه ازاي يفكروا في حاجه زي كده دي الواحده لما تتجوز واحد غصب عنها بيكون الوضع صعب عليها ما بالك تتجوز واحد قتل روحها وسابها تصارع في الحياه.. هي ليه بقت الناس تخاف اوي من الفضيحة وكلام الناس اكتر من خوفها من ربنا !.
ظهر انزعاج واضح على ملامحه عندما راى تساقط دموعها مره ثانيه، سمع تلك الآنة الخافتة منها فتأملها باهتمام شديد، وبدون أي حذرٍ مد يده ليمسح على بشرتها برفقٍ قائلاً لها باقتضاب
= أهدي يا تسنيم خلاص، و مهما تحاولي تتكلمي وتدخلي في صراع مع المجتمع مش هتوصلي لحاجه، للاسف الافكار دي عماله تتغذى يوم عن يوم في عقولنا ومش عاوزين نغيرها، خلاص انتٍ عملتي اللي عليكي عشان ترضي ضميرك ربنا بقى يتوليها
قطبت تسنيم جبينها وضاقت نظراتها نحوه بينما هو ابعد يديه سريعاً بحرج، فهي تحاول أن تفهم ما الذي يدور في رأسه بالضبط؟ فهو لم يشفق على تلك الضحيه ولو ثواني و اعتقدت انه مثلهم يبحث عن مصلحته، لذا اقتربت منه وهي تنهج لتردف بتهكم ساخراً
= هو حضرتك تسمحلي اقول لك ما عندكش قلب ولا رحمه من ساعه ما قلتلك وانت كل اللي نازل عليك ما لكيش دعوه وما تتدخليش بقول لك البنت استنجدت بيا وانت كل اللي فارق معاك سمعتك هنا في المكتب ؟؟. ما هي لو بنتك بعد الشر اللي كان حصل لها كده كان الوضع هيختلف ولا مين عالم ما انت في النهايه راجل و كنت هتعمل زي اهل فريده
تفاقم الحوار بينهما وتحول إلى شجارٍ غير محمودِ العواقب، لكنه سيطر على نفسه بصعوبة ليتحدث متعمدًا بتحذير شديد جادة ورسمية في نبرته
=عارفه الهبل اللي انتٍ قلتيه ده مش تستاهلي علية عقاب لا رفد، بس عشان انا عارف حالتك هعذرك بس ما يتكررش تاني وما تجيبيش سيره بنتي على لسانك و تفولي عليها بمصيبه زي كده؟ وبعدين انا مش هاممني سمعت الشركة ذي ما أنتٍ فاكره!! انا فعلا بحاول انصحك عشان مصلحتك.. بس طالما مش عايزه تسمعي النصيحه في داهيه اتفلقي انا مالي
رمقته بنظرة صارمة قبل أن تتحدث بلهجتها الجادة بتحدي رغم خفوت نبرتها
= شفت ما قدرتش تستحمل كلمتين على بنتك ازاي بمجرد كلمتين قلتهم، عرفت انا ليه بقى محروق دمي على واحده متاكده بنسبه 99% أن حياتها هضيع، فريدة مش اول واحده يضيعوا حقها بجوازها من الشخص اللي اعتدى عليها والنتيجه بتبقى معروفه في الآخر .
أطبق سالم على شفتيه كاظمًا حنقه مؤقتًا كي لا تستفزه ويطلق الوحش الكاسر الكائن بداخله فيثور عليها، عكست تعبيراته المشدودة ما يدور بداخله من غضب مستعير، استطاع تأججًا مع مرور الوقت ثم راقبها ببرودٍ تام وقال بخشونة
= انتٍ عاوزه ايه يا تسنيم تروحي لاهل البنت تاني عشان يطردوكي اتفضلي ما حدش حايشك ولا همنعك، بس صدقني مش هتوصلي لحاجه لان زي ما قلت لك ما لناش
حق، أصل هنمنعها باي صفه واحنا ملناش علاقه بيها .
نظرت بعينين متورمتين بصمت لحظات ثم قالت بإحباط
= مش عارفه اعمل ايه؟ بس في نفس الوقت مش عاوزه اسيبها كده !.
سحب نفسًا مطولاً بيأس منها، ثم استجمع جأشه ليرحل غير مبالٍ بها لكن قبل خروجه من مكتبها أستمع دقات هاتفها وهي تجيب عليه قائله بخفوت
= الو يا حبيبي! ايوه انا كنت اتصلت عشان اتطمن عليك من شوية، لا انا كويس ما تقلقش عليا المهم طمني انت كويس
كانت تتحدث مع شقيقها أيمن، لكن هو لم يعلم ذلك؟ ليقف مكانه وينظر اليها بطرف عينيه مراقبها متذكر انها ما زالت آنسه ولم تتزوج او مخطوبه الى شخص ما؟ فهي لم ترتدي اي محبس باصابعها، إذن مع من تتحدث و تلقبه بحبيبي! وعندما أنتبه إلي نفسه هز رأسه باستنكار يعنف نفسه بشده على اهتمامه بها.
❈-❈-❈
في منزل زكريا بداخل أحد الغرف والتي كانت حبيسة بها مهرة! تعالت صرخاتها المتحسرة وزاد عويلها، في حين ضربت بيدها علي اعلي الباب المغلق حتي يفتح لها، ظلت هكذا منذ ساعة وأكثر تستنجد بأحدهما فاليوم هو امتحانها الأول و تريد ان تخرج من هنا وتلحق للذهاب إلى المدرسه .
بينما في الخارج كأن يسمعها الجميع لكن لم يتجرأ أحد علي مساعدتها، خوفاً من غضب والدها.. وفي ذلك الوقت كانت حسناء مشغولة في ترتيب المنزل وتجهيزه الطعام بمفردها فكانت من قبل تساعدها مهرة وهي الآن حبيسة بالغرفة ولم تخرج منها، و الآخرين لم يأتي أحد منهما لمساعدتها، لذا صاحت عالياً
= ما تفزي يا بنتي انتٍ وهي يا اللي قاعدين جوه و تيجوا تساعدوني، أنا مش الخدامه اللي جابهالكم اخوكم .. قومي منك ليها شوفوا كوم الغسيل اللي جوا واغسلوه عقبال ما احضر الطفح اللي هتطفحوه النهارده
ثم مصمصت شفتيها قائلة بازدراءٍ
= بلا هم، أمتي هترحم بقى من الشقى بتاع كل يوم ... داهيه تاخدكم كلكم .
ضربت مهرة علي الباب بيدها بألم رغم ضعفها عن ذي قبل، وهي تتوسل ببكاءٍ أشد حرقة
= حد يفتح الباب عاوزه اخرج من هنا.. يابا رد عليا عندي امتحان ولازم اخرج دلوقتي .. انتم يا اللي بره ردوا عليا .
بينما في تلك الأثناء بداخل غرفه زكريا كأن يتململ فوق الفراش بانزعاج وهو يسمع صوت صراخ منذ الصباح، حاول ان يضع الوساده فوق راسه لعله ينام براحه ولا يستمع لها لكن صوت صراخها جعل النوم يرحل بلا عودة.. نهض من فوق الفراش بغضب ثم ذهب باتجاه غرفتها وفتحها، و علق عليها بزفيرٍ منزعج
= في ايه يا بنت عامله دوشه ليه على الصبح
و امتحان ايه اللي بتتكلمي عنه وانا مش قلت لك ان ما فيش خلاص خروج ولا تعليم.. ناويه تكسري كلمتي ولا ايه؟
تحركت مهرة وهي مسلوبة الإرادة نحو والدها لتقف قبالته بوهن رغم ذبول ملامحها ضغطت على نفسها وهي تهتف بصوت مبحوح اثر صراخها تتوسله
= اقسملك يا يابا إني مظلومة واخويا ومراته بيفتروا عليا! ابوس ايدك خليني اروح الامتحان النهارده وبعد كده اعمل اللي انت عاوزه فيا .
نظر لها بقسوة ولوي شفتيه الكبيرتين في سخرية ، وقال بسخط
= ومين هيصدقك؟ فكرك أنا هاعدي اللي عملتيه بالساهل، تبقي غلطانة يا روح أمك! واعملي حسابك رجلك مش هاتخطي من هنا إلا على بيت جوزك .. زاهر باشا .
لتنظر إليه بذهول رغم السحابة الكثيفة من العبرات التي تغلف مقلتيها، اكتست تعبيراتها بالصدمة، واجتاحها شعورًا عجيبًا بغضب فور أن أخبرها والدها بموافقته على ذلك الرجل بان يصبح زوجها ويحرمها من التعليم ايضا،
ثم ما لبثت أن تحولت صدمتها إلى انزعاجٍ غاضب، وصاحت بعنف كبير
= لا مش هيحصل على جثتي! اني اتجوز الراجل ده، كفايه ظلم وافتراء بقى ابنك هو اللي كداب ومراتة .. مش هتفضل طول عمرك تظلمني واسكت ولا راضي حتى تسمعني.. ده انت اما صدقت عاوز تجوزني لاي واحد عشان تخلص من همي وننقص واحد
لوت فمها للجانبين بمرارة ثم رمقته بنظرات أكثر سخطاً وهتفت عالياً فيه دون وعي
=واضربني زي ما انت عاوز بس برده مش هتجوز الراجل ده!! وهكمل تعليمي غصب عن اي حد مش هسيبك تتحكم فيا زي اخواتي ولا تضيع مستقبلي .. كفاية ظلم بقي .
برقت عينا زكريا بوهجٍ شرير وبصراخ حاد
هدر
= يا بنت الكلب بتعلي صوتك عليا وتبجحي فيا، ماشي انا هربيكٍ دلوقتي من اول وجديد مش عامله فيها شجاعه ومش خايفه اضربك وانا فعلا مش هضربك المره دي؟؟ بس هعمل حاجه تانية ؟؟.
تراجع للخلف في إتجاه مكتبها الصغير الذي كأن فوق منه كتب خاصةً بدراستها وامسك بأول كتاب وأشـار لها بعينيه الحادتين وهو يصيح فيها مزمجرة بتهديد
= مش الكتب دي اللي بسببها بتبجحي فيا وبتكلمي ولاد من ورانا ؟؟ انا هخلصك منها دلوقتي خالص !!.
إنتفضت هي مذعورة في مكانها مصدومة على إثر صوت تقطيع كتاب دراستها بعنف !! هربت الدماء من عروقها وشهقت مهرة صارخة من هول المفاجأة و ركضت تمنعة وهي تستنجد بأي أحد رغم أنها تعلم جيدا لم يساعدها أحدهما مهما حاولت، ثم صرخت تتوسله عله يرفق بها
= لا ابوس ايدك يابا ما تعملش كده .. لااااا حرام عليك سايبهم.. لااااا بلاش دول، عشان خاطري .....
لم تجد لصرخاتها المستغيثة أي صدى، و اغرورقت عيناها بالعبرات حتى بدت الرؤية مشوشة وهي تشاهد مستقبلها يضيع أمام عينيها.. استمر الأمر على ذلك الحال بين شد وجذب للحظات وفشلت مهرة محاولاتها في منع والدها من تمزيق الكتب.. لذا وقفت مكانها تشاهد الموقف في صمت مقهور .!
فلقد تأهب عقله ولم تستطيع أن توقفة حتي انتهي هو من تمزيق كل الكتب بغلٍ، أخفضت نظراتها لتحدق في هيئتها المزرية، و الكتب ممزقة بالأرض، و وجهها مليء بالكدمات والتورمات، ناهيك عن باقي جسدها الصارخ بألمه، و نتيجة كل ذلك ضرب والدها المبرح السابق؟ وكل ذلك حدث وهي لم ترتكب اي ذنب لتستحق ذلك العقاب القاسي، نظرت إلى الاوراق الممزقة بحسرة علي ضياع آخر بارقة أمل كانت متمسكة بها، رمقتها بنظرات أخيرة حزينة قبل أن تنطق بمرارة
=أنا عملت إيه لكل ده؟ انا ما ليش ذنب انا مظلومه.. حــرام عــلــيكــم
كانت حسناء بالخارج تقف علي عتبة باب الغرفة ملامحها هادئة للغاية، بل الأجدر أن يُقال مستمتعه بما يدور بالداخل، ثم همست لنفسها بابتسامة متشفية
= يالا في داهية .
تركته حسناء يفعل ما يريد دون ان تقترب وتمنعه من التمادي في أذية ابنته في غمرة غضبه الأعمى، بينما لم تتوقف مهرة عن البكاء المرير بعد تلك المذلة التي تتعرض لها، زحفت على مرفقيها لتصل إلى الكتب التي مزقها والدها كلها، امسكت بحسرة بالبقايا الممزقة للأوراق كلها الى اشلاء .
ثم اقتربت حسناء وتنحنحت بتوتر، ووضعت يدها على ذراع حماها ليتوقف عما يفعله و تصنعت الصدمه، ثم اردفت بإرتباك يشوبه القلق زائف
=يا مصيبتي ليه كده بس يا حمايا، ما كانش لي لزوم تعمل كده.. دي روحها في الكتب دي وعلى طول كانت وجعه دماغنا بيها .
سحب زكريا ذراعيه ليتملص من قبضتيها
بعنف ليتحرر منها، قبل أن يدير رأسه نحوها هاتف بتحذير شديد
= محدش يدخل في اللي بعمله فيها، بنتي وبربيها .. مش هستنى لما تحط شرفنا في الوحل! ولما يرجع جوزك أبقي عرفيه ان انا وافقت على جواز مهره من زاهر .
اعتلى ثغر حسناء إبتسامة شيطانية وهي تستمتع إلي كلماته الأخيرة وأنه وافق علي زواج مهرة اخيرا من زاهر، وبتلك الطريقة ستفتح لها ابواب الثري كما تظن! اعتدلت في وقفتها وهي تشاهد زكريا يغلق باب غرفه مهرة مجدداً كما كأن وتحرك بخطوات ثابتة وهي تتابعة بعينيها ثم قالت بنبرة انتصار ماكرة
= واخيرا هتتفتحلك طاقه القدر يا حسناء، وهيكون معايا فلوس كتير ملكي لوحدي .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية