رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 7 - 2
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل السابع
الجزء الثاني من الفصل
بعد قليل دلفت لغرفتها وتسطحت على فراشها تضم جسدها كالطفل وهي تبكي ..يارب أكون بعمل الصح ..سليم شخص كويس ومع الأيام هحبه أكيد
كانت الشمس قد هلت بشائرها وأيقظ الفجر نور ربه فتجلى صباح يوما جديد ..ليلة مرت على البعض بسعادة وحبور وعلى البعض الأخر بالحزن والألم
في شركة البنداري
دلفت للمصعد ونظرت به تمنت لو تراه ككل يوما ..ارتعش قلبها حينما فتح المصعد ووجدته واقفا بجوار آسر ويعطيه بعض المعلومات
رآها من بعيد تقترب منهما ..تحرك لمكتبه وهو يتحدث
- لما تخلصه ياآسر ابعته لسليم أو الباشمهندس معتز
وصلت حيث وقوفهما طالعته وأردفت
: صباح الخير ...أومأ برأسه وتحرك للداخل ..قام بخلع جاكتيه وثني أكمام قميصه كعادته
-" منى" هاتيلي قهوتي ..واتصلي بمعتز يجلي بآخر التطورات ...تماما أستاذ راكان،هكذا أجابته السكرتيرة
دلفت للداخل وتوقفت أمامه ..رفع نظره حينما شعر بوجودها فتسائل
- فيه حاجة ،لو جاية تسألي على سليم معرفش أتأخر ليه ..جلست بمقابلته وطالعته بعيونا أرهقها الحزن والألم بآن واحد
- ممكن نتكلم ؟! قالتها بهدوء ..أشاح بعينيه بعيدا عنها يحاول تمالك أعصابه بعدما وعد نفسه بأنه يتحمل ويواجه بأقصى مالديه
-" راكان " همست بها بشفتين مرتجفتين ..أطبق على جفنيه بألما وسحب نفسا عله يهدأ من نيران قلبه التي أشعلتها ولم تدر..كانت تطالعه بملامح هادئة ،تغيره وصمته ناهيك عن هروب عيناه ونظرة الحزن التي يحاول يتلاشاها ...هنا شعرت بأنها جنت عليهما
- كنت عايزة أعرف إيه المقابل لمساعدتك ليا
نهض وقام بإشعال تبغه ينفثه بهدوء على عكس نيرانه وتحدث وهو يواليها بظهره
- معرفش جاية تتكلمي في إيه ،وعلشان ترتاحي..أنا مدفعتش فلوس ،القضية مجرد تهديد وبس ،وكمان رسايله اللي حضرتك خبتيها دي اللي وصلته للي هو فيه فياريت تريحي نفسك ومتفكريش ،وبعدين إنتِ خطيبة أخويا دلوقتي
اقتربت منه وتحدثت
- كذاب ..إنت كداب ياحضرة وكيل النيابة ...توهجت عيناه وصاح بغضب
- مش معنى إنك خطيبة سليم تنسي نفسك
دلفت السكرتيرة
- الأجتماع جاهز يافندم ...أومأ برأسه وأشار بيديه على الخروج
بعد قليل بغرفة الأجتماعات وقفوا جميعا يتناقشون المشروع الجديد..كانت تقف بمقابلته اتجه بانظاره إلى سليم وتحدث
- خلاص شوف المهندسين المسؤلين عن التصميم وروحوا عينوا المكان كويس..حلوة الفكرة تكون في المنتجعات السياحية كلها
حرك سليم حاجبيه وتسائل
- يعني أنا اللي هدبس برضوا في السفرية دي
جلس وأجابه
- سليم دا شغلك أكتر واحد هيعرف المطلوب ،أنا مبفهمش ذيك ،غير طبعا ارتباطي بالشركة بعد كدا هيكون مش دايم
حدقت به بعينيها ،لأول مرة تراه بهذه العصبية والجدية في آن واحد ...نهض مستندا بذراعيه على الطاولة وهو يشير لبعض المخطوطات
- خد دي معاك وشوف دراستها هتعمل إيه ..ممكن نورسين تساعدك فيه لو حسيت الدنيا مش تمام
رفع بصره لليلى وتحدث
- لا أنا هاخد ليلى ،بلاش نورسين؛ وبعدين نورسين زي ماطلبت منها معدتش بتدوام زي الأول
حمحمت ليلى تنظر إلى راكان
- "آسفة" ياسليم مينفعش أسافر معاك ،أكيد بابا مش هيوافق ..اقترب يهمس لها بوجود آسر وراكان وهناك أثنين من المهندسين الآخرين وتحدث
- هكلم والدك وبعدين هتكوني معايا حبيبتي متخافيش ...كان بجوار سليم واستمع كلماته وكأن كلمة حبيبتي أخترقت قلبه ..ضغط على القلم الذي بكفيه ولم يشعر به إلا عندما تحدث آسر
- أستاذ راكان أيد حضرتك مجروحة ...هنا توجه سليم بنظراته وضيق عيناه
- نسيت أسألك ياراكان إيه اللي جرح أيدك امبارح كدا ..توجه بنظراته للموجودين
- مفيش حاجة ... الإجتماع خلص ،وسليم هيبلغكم بالجديد ..وزي ماقولت لكم شغلي هيكون محدود في الفترة دي ...دلف نوح ،وحمزة ،يونس في تلك الأثناء
- إيه الأجتماع خلص ولا أيه ..أشار بيديه لخروج المهندسين
وجلس بمكان رئيس الإدارة ودعاهم للجلوس ..أمسك سليم برسغ ليلى عندما توجهت للخارج
- ليلى إستني ..توقفت تنظر إليه وتسائلت
- فيه حاجة ولا إيه ..حمحم نوح عندما ينظر لراكان الذي يقاوم نيرانه الملتهبة التي تظهر بعينيه وايقاف إرتعاشة شفتيه ..محاولا السيطرة على نفسه فتحدث نوح :
- سليم ياله عندي شغل ،بعدين تكلم ليلى جذبها سليم وسحب كرسي للجلوس بجواره وابتسم بسعادة وهو يطالعها
- لا هي هتحضر معانا الأجتماع ،وبما إنها هتكون مراتي فعايزها تعرف كل حاجة عن الشركة
أستدار بجسده ينظر إليها وتحدث وهو يشير إليهم
- طبعا أنتِ عرفاهم كلهم ،توقف ينظر إلى حمزة وتحدث
- دا حمزة صاحب راكان برضو ،زيه زي نوح ويونس ،والتلاتة دول مابيفرقوش بعض يعني ممكن تقولي هم لبعض زي السمك والمية
توجهت بنظراتها لراكان مباشرة ..رأته يغلق عينيه وأنفاسه تعصف به من كثرة سحبه للهواء ثم اتجهت لسليم
- طيب أنا برضو مفهمتش بتحكي لي ليه ،دا اجتماع بينكم أنا داخلي إيه تقولي حاجة زي كدا ..تسلطت عيناه على وجهها الساطع متناسيا ما حوله فاردف بهدوء
- ماهم دول شركائي في الشركة ،وبما إنك هتكوني مراتي لازم تعرفي كل حاجة ..نهضت عندما استمعت إلى تنهيدة غاضبة ولم تكن سواه
- لا ياسليم أنا ماليش دعوة بشغل الإدارة ،أنا هنا مهندسة وهفضل كدا حتى بعد مانتجوز
- أقعدي ياليلى ..قالها نوح بهدوء وهو يطالع راكان
- بدل سليم عايز كدا أقعدي،ومتنسيش إنك هتكونِ مراته ،أنا بكرة مراتي هتنزل معايا وتعرف كل حاجة ، ..جحظت أعين راكان من كلمات نوح ..وكأن احد هوى بمطرقة فوق قلبه فتنهد بصوت مسموع
- لما أكون مراته يانوح ..قالتها ثم تحركت سريعا للخارج ،حاول راكان إستجماع شتات نفسه حينما علم بمغذى حديثه فتحدث
- مش عايز شغل حريم يانوح ماشي، دا مجلس إدارة شركة كبيرة مش مجلس إجتماعي ،مراتك في بيتك واوضة نومك ،مش ناقصني غير المجانين كمان
- ليه كدا ياراكان ..ليلى هتكون مراتي وبما أنا شريك يبقى المفروض تشارك..انفلتت أعصابه فصاح بغضب
- لما تكون مراتك وقتها ربنا يحلها ،لكن لسة وعايزها تشارك في أجتماع زي دا تبقى اتجننت
- راكان إهدى ...قالها يونس عندما وجدت الأمور خرجت عن سيطرة راكان
- أنا ميهمنيش حاجة من اللي بتقولها ياراكان ،دي هتكون مراتي ،غير انها حبيبتي وبدل أنا حطتها في المكانة دي يبقى لازم تكون عارفة كل حاجة ..راكان أنا بحبها علشان كدا هتجوزها ..دي خلاص معدش فيها لما تكون مراتك ،ومعنى إني وصلت لباباها وطلبت ايدها وهو رحب بطلبي ..يبقى خلاص بقت مسؤلة مني ومبقاش غير عقد الجواز قدام الناس وبس
أطبق على جفنيه عندما أصاب قلبه التمزق أحاسيس قوية كالأعصار الذي لم يخمد ابدا ..فنهض سريعا وتحدث
- كملوا الاجتماع انتوا أنا النهاردة مش تمام ..قالها متحركا للخارج توقف نوح خلفه سريعا وهو يشير بيده إلى سليم كي يهدأ
خرج سريعا متجها إلى المصعد ..ناده نوح
- راكان إستنى ..كانت تخرج من مكتبها صدفة فاصطدمت به وكادت تسقط لولا ذراعيه القويتين التي احتوت خصرها بقوة
رعش قلبها الذي واصابتها الصدمة فجعلتها صريعة حين تقابلت بعيناه وأصبحت بأحضانه أصابته دقات هادرة من قربها ودقاتها العنيفة التي ظهرت من خلال إتفاع صدرها وهبوطه بشكل ملحوظ ..وصل نوح إليهما ،لونت الصدمة تقاسيم وجهه وهو يراهم بتلك الحالة ..آلمه قلبه على صديقه وهو يتجول بنظراته عليها ..نعم يعلم تلك النظرات ..عاشق حد النخاع ،توصل لنظراته التي خرجت عن سيطرته حينما وجده يقربها لأحضانه متناسيا ماحوله ..ولكن صدمته الأقوى من نظرات ليلى ..هل هي تعشق صديقه ..نعم حالتها بل نظراتها توحي بالكثير ..همس راكان وتسائل:
- إنتِ كويسة ..هنا أفاق العقل فخرجت سريعا تحاول السيطرة على نفسها ..
أومأت برأسها عندما لم تستطع الحديث ولكن وجدت قطرات الدماء التي تتساقط من كفيه ،
بلهفة أمسكت كفيه وتحدثت بخوف ظهر بعيناها
- راكان ايدك بتنزف ..رفع بصره إليها تقابلت نظراته بليلها الدامس الذي غرق صريعا به
كانت هناك لهفة بصوتها وخوفها ناهيك عن تلامس أناملها الرقيقة لكفه...لامس الزعر المرتسم بعيناها ولم يتوقف الأمر على ذاك بل سحبت كفيه متجهة لغرفة مكتبها وسحبت إحدى المحارم تكتم دماء يديه وتضعها على جرحه ..كان يرسمها بعيناه ..كيف له أن يتحمل أن تكون لغيره وليس بشخص عاديا بل أخيه ..توأم روحه
❈-❈-❈
استند نوح على الجدار يراقبهما بصمت .،أوجعه صمت راكان الذي شطر قلبه ،ونظراته التي ترسم ملامحها عن قرب ..أطبق على جفنيه عندما شهقت وهي تضع كفيها على فمها بعدما فكت ضماده ورأت جرحه
-راكان إيه اللي عمل في أيدك كدا ،دي كانت عايزة خياطة ...إزاي تكون مهمل كدا
سحب كفيه بهدوء حينما تأزمت حالته بقربها ..حاول أن يقاتل بضراوة ألم قلبه ولكنه ضعف أمامها...كره نفسه كثيرا :
- بتعملي معايا كدا ليه ياليلى ..أنا مش قولت لك إبعدي عني ..جذبت كفيه وهي تحاول تضميد جراحه
-دفع كفيها غاضبا حد الألم الذي شعر به قلبه ..وبدا صارم متجهم الملامح ..عندما ضغط على آلام قلبه فتحدث
-إنتِ عارفة الست اللي تحب واحد وتروح تتخطب لواحد تاني بتكون إيه
صدمة تجلت على ملامحها وهي تهز رأسها وكأن الصاعقة التي تلقتها جعلتها غير متزنة فارتجفت شفتيها وحاولت لملمت شتات نفسها
- إيه اللي بتقوله دا ؟ هترجع تنفخ نفسك عليا وتعملي الطاووس المغرور اللي مموت العذارى بعجنهيته
دنى للحد الغير مسموح وهو يطالع عينيها فأردف
- علشان تعاقبيني رايحة تتجوزي أخويا ياليلى،ملقتيش غير سليم ..قالها وهو يجز على أسنانه ويضغط على كفيها حتى آلامها
- راكان صرخت بها عندما شعرت بتقطع أصابع يديها ..مازال على وضعه وكأن هناك شيئا تذكره لكلمات يونس
- إيه تنكري إن هزيتك ..أشار على قلبها وأكمل بعينان يملؤها الألم
- تنكري إن دا مااتهزش من قربي ...دارت الأرض حول قدميها وارتجفت شفتيها تحاول الحديث
- غرورك اللي مصورك كدا ..نظرت له والكبرياء يعتلي كل ذرة بكيانها عندما تذكرته مع نورسين فأجابته بعيون مشتعلة من الغيرة
- لا ياحضرة النايب إنت ولا هزيت فيا شعرة ،واللي زيك ميعجبنيش ...قهقه بصوتا مرتفع ورغم أن كلماتها نخرت قلبه وحولته لأشلاء متمزقه فاقترب بإبتسامة سخرية:
- غلطانة يالولا ...وعلى حين غرة وضع كفيه موضع نبض قلبها فجأة وتحدث :
- حطي إيدك هنا وإنتِ تعرفي إنك كذابة ..نفضت كفيه سريعا وتوقفت تصيح بغضب حينما شعرت بإنهزام قلبها أمامه فتحدثت
- غلطان ياحضرة النايب ..أنا وافقت على أخوك علشان حسيته أنه محترم ،مش كل ليلة في حضن ست ،دا اللي أقدر أمنله على روحي وحياتي
استندت بذراعيها أمامه على المكتب وتعمقت بمقلتيه
- سؤال واحد نفسي أفهمه، أزاي شخصية مرموقة زيك وعكاك ومقرف كدا ..نصب عوده واستدار إليها :
- لا دا شكلك مراقبة حياتي كويس، بصي ياليلى اللي بتعمليه دا غلط ..ابعدي عن سليم إنتِ كدا بتحطمينا إحنا التلاتة
هزة عنيفة أصابت جسدها من مغذى كلماته
تاهت نظراتها بكل إتجاه تهرب من عيناه فتسائلت
- تقصد إيه من كلامك دا ..هنا خلع كبريائه واتجه إليها وتعمق بالنظرات داخل مقلتيها
- يعني جوازك من سليم مش صح ،بلاش توجعيني وتوجعي قلبك ..ووعد هبعد عنك خالص ..انتابتها عاصفة من الضياع بين قلبها وعقلها فأجابته
- وإيه اللي يخليني أرفض سليم ياحضرة النايب ..هزها بعنف حينما وصل الغضب لذروته فصاح
- أنا إيه مش مكفيكِ ،لأخر مرة بقولك جوازك من سليم غلط ..انزلت يديه وهي تنظر إليه بسخرية
- وياترى غلط ليه ..وضعت إبهامها وبدأت تدور حوله وأردفت
- أيوة علشان متكنش مهزوم قدام نفسك ،وإن البنت اللي رفضتك هتكون لأخوك ..مش كدا ياحضرة النايب ...لم تكد تنهي حديثها فصرخ بها وهو يهزها
-" لا" علشان مكرهش أخويا ..لو سمحتِ متوصلنيش إني أكره أخويا ...كانت نظراته ثاقبة وهو يشدد على كل حرف يتفوه به أخترقت كلماته أعماق قلبها فاهتز جسدها وتسائلت وهي تنظر إليه
-تقصد إيه من كرهك لأخوك
تمنت لو يضمها ويعترف لها إعترافا تنتظره ..
اشتعل غضبه بصورة كبيرة واحتدت نظراته حتى شعر بإختناقه من تجاهلها لحديثه
- عايزة تفهميني بعد دا كله ومفهمتيش حاجة .
اغتاظت من حديثه وغروره فأردفت بقوة
- لا مش فاهمة ولا عايزة افهم ..جذبها بقوة من خصرها عندما فقد سيطرته من برودها المستفز ...هنا تدخل نوح
- راكان اتجننت اهدى ..دفعها بقوة وصرخ به
- حاولت يانوح وجابت اخري ..بنت خالتك بتعاقبني متعرفش أنها كدا بدمر أخويا
اقتربت ترمقه بغضب
- أنا معرفش قصده إيه، أنا وسليم بنحب بعض ماله دا..دفع نوح وهو يصيح بغضب ووصل وتوقف أمامها صارخا بوجهها
- لا والله بتحبي سليم ..تمام ياباشمهندسة...أفتكري إني جتلك وحذرتك
- خليه يبعد عني يانوح ..قالتها بقهر،دا واحد مريض عايز الكل تحت إشارته وبس ..ربت نوح على كتفها
- ممكن تهدي ياليلى ..راكان مايقصدش حاجة هو قصده أنه بيح..صرخ راكان بغضب وقاطع حديثه
- نوح اتجننت ..اللي ملكش فيه ماتتكلمش فيه،..أشار بسببابته وعيناه تحرقها ودلوقتي هتقولي
- ليه سليم ياليلى ...قاطعتهم نورسين
- راكي اتأخرت ليه ياله ...إستدار يرمق ليلى بنظرات نارية ولم يعر سيلين إهتمام وتسائل
- مستني جوابك ياباشمهندسة..دنت نورسين توزع نظراتها بينهم ،ثم حاوطت ذراعيه ترفع رأسها إليه حتى لامست شفتيها ذقنه وتسائلت
- مالكم حبيبي في إيه ؟
لم يجب نورسين وظل يطالع ليلى منتظر جوابها
- آخر مرة بسألك ؟ صدقيني بعدها هيكون مفيش طرق تجمعنا تاني ...دلوقتي ممكن طريق يجمعنا فيما بعد حتى لو بعد سنين ..أنما لو فضلتي بعنادك ...هضيعنا كلنا
اتجهت بنظراتها لأيدي نورسين التي تحاوطه ونظراتها ولمساته له ثم سحبت نفسا عميقا
- متشكرة لحضرتك على النصيحة ..وأتمنى أباركلك قريب ،مع إني اشك ،قالتها ثم تحركت للخارج وعبراتها تسابق خطواتها ...انزل أيدي نورسين يطالع نوح بصمت ثم تحرك مغادر
واستقل سيارته وبدأ يدور بها دون وجهه معينة كحال قلبه ...أما عندها جلست بجسدا هاوي على المقعد ..بعد تأكدها من حبه ،ولكن كيف لها أن تثق به بعدما استمعت لحديثه ورجائه
مساءا تحرك متجها لحفلة خطوبة نوح ...وجدها تجلس بجوار والدتها ووالدها ،اتجه إليهم ثم ألقى السلام عليهم وبعد السلام تحرك إلى حمزة الذي يجلس يطالعه بنظرات مبهمة ..وصل ثم جذب كرسي وهو يكاد يختنق
- معرفش نوح بيعمل إيه هو كمان ؟ تسائل بها راكان ...بيشعلل القلب ياحبيبي
قطب مابين جبينه متسائلا
- تقصد إيه ؟ أشار بعينيه على أسما التي تجلس بجوار ليلى وعلامات الحزن تخيم عليها
- أومال بقيت غبي كدا ليه ياحضرة النايب ..نوح بيعمل كدا علشان يضغط عليها ،بس شكل يحيى الكومي مزود العيار شوية ..وضع راكان ساعديه على المنضدة
- إنت مخبي عليا إيه ياحمزة . فعل مثلما فعل راكان ..وأردف
- هقولك بس متعرفش نوح ...أنا سمعت يحيى بيهدد أسما بأنها تبعد عنه ...جحظت أعين راكان وهو يهز رأسه رافضا حديث حمزة
أومأ بحمزة بعينيه وأردف
- طيب حياة ليلى عندك سمعته بيهددها ..رغم كلمات حمزة الساخرة إلا أنها أحيت روحه لبعض اللحظات فرفع أنظاره يتأملها بحب ..كانت تتحدث بإبتسامتها الجميلة لأسما مرة ولدرة مرة ..تمنى لو أصبح واحد منهما ..أطبق على جفنيه يعنف نفسه
- أتجننت ياراكان ..حتة بت خلتك مجنون بحبها ،دا اللي قبلها معملش كدا ،حدثه قلبه
- هي ليلى زي غيرها ..دي لمسة للقلب..وعازفة للروح ..استند بجسده على المقعد مغمض العينين وذهب بخياله لها وحدها
بفستان أبيض اللون يظهر منحانيتها بسخاء ..دلفت بأقدام حافية إليه ..وجدته مكبا على مكتبه بين قضايا ...دنت خطواتها بهدوء لم يلاحظه إلى أن وصلت إليه ثم طبعت قبلة بجانب شفتيه وأردفت بدلال تجذب كفيه
- كفاية بقى شغل إيه مابتزهقش ،توقف يضم خصرها ثم حملها ووضعها بخفة أمامه على المكتب
- إيه خلصتي شغلك ..مطت شفتيها كالأطفال وهي تعانق رقبته
- حتى لو مخلصتش بس إنت وحشتني ..ممكن حبيبي يسيب شغله شوية ويفضى لولته ..دنى واضعا جبينه فوق خاصتها وهو يحاوط خصرها
- حبيبك تحت أمر ليله ..أغلق الملف أمامه ،وقام بحملها وشفتيه تعزف لحن موسيقا من نوع خاص لم يكن لسواها وحدها ..فتح عيناه فجأة على صوت يونس الذي جذب مقعده بقوة مصدرا صوتا
- إنت نمت ياخويا وانت قاعد ..استدار ينظر بتيه حوله ،فتوقف فجأة وهو يحاول فك رابطة عنقه عندما وجدها تجلس بجوار سليم ويتهامسون ...أرتفعت دقات قلبه وارتجف جسده وتخطى سريعا بعيدا عن المكان الذي أصبح يطبق على عنقه ..كانت تراقبه خلسة ..شعر بأنين عندما وجدت خطواته الواهية ..تمنت لو تسرع إليه ..ولكن كلما تذكرت خيانته يحترق قلبها ..حاولت تناسيه واتجهت إلى سليم الذي كان يتحدث مع درة ونور
استمعت درة إلى رنين هاتفها فتحركت مستأذنة
- هرد على أروى يانور..أومأ برأسه تحركت وهي تضع يديها على أذنها من صوت الصخبات
حولها ..فجأة سقط الهاتف من يديها واصطدمت بأحدهما
-" آسف " قالها حمزة وهو ينزل بمستواه يتناول هاتفها..جذبته وتقابلت نظراتها به وأردفت
- متشكرة ..رآها نور الذي جن حينما وجدها تتحدث مع أحدهم ..اتجه إليها سريعا يجذبها بعنف
- كنت بتكلمي مين دا حد تعرفيه ...نزعت يديها بقوة وصاحت بغضب
- اتجننت ولا إيه ،دا واحد خبط فيا بالغلط وبيعتذر ..قالتها وتحركت إلى والدتها
عند نوح تحرك متجها يجلس بجوار ليلى وأسما وابتسم بسخرية
- مفيش مبروك ياأسما ،رفع سليم بصره إليه وأردف متسائلا
- إنت تعرف أسما يانوح ؟ اللي أعرفه إنها صاحبة ليلى
رمقته ليلى بسخرية وأردفت
- دا اقربلها مني ياسليم ،لكن الحياة بتغير النفوس...دنى يهمس إليها وتحدث بمغذى
- بلاش أنتِ يالولو ..دا حتى راكان طفشتيه من الحفلة ..ضيقت عيناها بنظرات استفهامية ولكنه توقف وخطى بعض الخطوات ...توقفت سريعا متجهة إليه
- مبروك يادكتور نوح ،ربنا يسعدك يانوح بجد قالتها أسما بوجع فتحركت من أمامه ..كور على قبضته ورفع نظره لوالده الذي أشار بعينيه لعودته لعروسته
باليوم التالي وخاصة بمكتبه
دلفت وتوقفت أمامه وتحدثت
- عايزة اتكلم معاك ..كان يتحدث بهاتفه
- ايوة رحلة لألمانيا ...لا ذهاب فقط ،ممكن مرجعش تاني ...قالها وهو يرمق التي تجلس أمامه ..أنهى حديثه وأمسك بعض الملفات وتحدث مرة أخرى بهاتفه
- تعالي على المكتب فيه ملف توديه النيابة ..
امتلأت عيناها بنيران الغضب فتحدثت
- راكان ممكن تسمعني ..تمنى لو يضع يديه فوق أذنيه ..أو يشعر بالصم حتى لا يسمع صوتها الذي يذلذل كيانه ويضعف..أستسلمت لصمته فاقتربت حتى لم يفصل بينهما سوى خطوة وتحدثت :
- من فترة..اتصلت وقولت عايزك في موضوع، وبعد كدا حصل مشكلة بابا ، وبعدين..توقفت ولم تعلم بماذا تكمل ..ظل كما هو ولم يتجه إليه ولكنه تحدث:
- لو خلصتي كلامك ممكن تروحي تشوفي شغلك ..صرخ قلبها متألما وصاحت بصوتا متقطع :
- لما تقولي كنت عايزني في إيه ..وليه نظرة الحزن اللي في عينك دي وليه زعلت لما سليم خطبني
- باااس صرخ بها واتجه ينظر بنظرات جحيمية
- روحي على شغلك وإياكِ تنسي حدودك معايا ...اقتربت أكثر وهنا أيقنت أنه يكن لها مشاعر فرفعت حاجبها وحدثته
- إيه لسة بتفكر تاخد دينك مني ،ولا زعلان علشان سليم سبقك بشكل محترم
دفعها بقوة حتى ارتطدم جسدها بالجدار
- مش مسمحولك تتمادى بالغلط..واحمدي ربنا لولا إنك بقيت خطيبة أخويا، كنت قطعت لسانك دا، بعد كدا تتكلمي معايا بإحترام وأدب ..والكلام بينا في حدود
ومتشليش التكليف ..ياااه ...هز رأسه ونظر إليها بمقت
-باشمهندسة ،ياخطيبة أخويا ...دنت وهي ترمقه بتحدي
- ايه محروق أوي علشان معرفتش تحقق رغبتك فيا ..وفيه واحدة وقفت تقولك ل لاوتكون لأخوك ...رفع كفيه للأعلى وكاد أن يصفعها ولكنه كور قبضة يديه بالأعلى يهز رأسه وتحرك خارجا ..ولكنه تسمر لدى الباب
-عمري في حياتي ماقابلت واحد منحط زيك ..ولا عمري كرهت أد ماكرهتك ...أطبق على جفنيه بقوة وأجابها وهو مواليها ظهره
- مفيش حاجة أقدر أقولها إنك للأسف دلوقتي تعني لأخويا ،ومينفعش أقلل من إحترامك..حبك أو كرهك صدقيني مش فارق معايا ...إستدار بجسده وتلاقت عيناه الحزينة بعيناها التي رسمت بها كبرياء أنثى طاغية
ثم أسبل جفنيه مبتعدا عن نظراتها التي أودته لرجل سُلبت رجولته وداست على كبريائه فأردف بصوتا جعله ثابتا
- خليكي دايما كرهاني ياليلى ...وكل مايحاول قلبك يستعطفني دوسي عليه بجذمتك ..بدل مااخليكِ تدفني نفسك بالحيا ...قالها ثم خرج صافعا الباب خلفه بقوة حتى اهتز جداره ...
ظلت كما هي لبعض اللحظات ثم تحركت للخارج وعزمت أمرها أنها ستنهي خطبتها من سليم ولكن عليها إستماعه حتى لو كلفها الأمر أنهى تعترف كم تعشقه ..خرجت تسأل عنه السكرتيرة
- فيه واحدة جاتله وسألت عليه وهو راح معاها المكتب ...قالتها منى السكرتيرة .. خطت بأقدام سريعة وهي عازمة إنها ستحارب من أجل حبها ...قبل قليل خرج من غرفة مكتبه بغضب جحيمي ولكنه اصطدم بأحدهما ..جحظت عيناه فهمس
- "حلا" طالعته بإشتياق ..واقتربت تلقي نفسها بين ذراعيه
- وحشتني أوي حبيبي..جذبها بعنف ودلف بها لغرفة الأجتماع
- بلاش شغل الراقاصين دا .. إيه اللي فكرك بيا بعد السنين دي ...دنت منه تطوق عنقه
- دي مقابلتك لحبيبتك بعد السنين دي كلها ..دنت تطبع قبلة سطحية على خديه ..رمقها بنظرات نارية
- بت هاتي من الأخر اصل ورحمة أمي ادفنك مكانك ...إيه اللي فكرك بيا وليه بتحسسيني اني ببكي على أطلالك . .
- سليم اللي اتصل بيا وخلاني أجي ..قالتها وهي تقترب تطبع قبلة على شفتيه...في تلك الأثناء فُتح الباب ودلفت ليلى وهي تتحدث
- راكان خلاص . ..ولكن تجمدت الحروف وتوقف دوران الأرض حولها وهي تشعر بتمزق كل أعضائها حينما وجدته يقبل أحداهن