-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 19 - 2

 

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل التاسع عشر

الجزء الثاني 


العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈

بعد يومين بكلية الهندسة، خرجت درة تبحث عن سيلين وجدتها تقف بجوار شخص ما 

وصلت إليها 

-سيلين ممكن لحظة، استدارت سيلين وهي تنظر لذاك الشخص 

-بعد إذنك يافريد...هز رأسه وتحدث

-طيب همشي وبكرة هنزوركم باي ...قالها ذاك الشاب متحركًا 

اتجهت إلى درة التي تقف بجوار البوابة الرئيسية

-فيه ايه يابنتي، مالك ؟! 

سحبتها متجه للكافتريا

-ليلى عاملة ايه، وراكان عمل معاها حاجة؟! 

ربتت سيلين على كفيها قائلة:

-والله يابنتي ليلى زي الفل، وفيكي تيجي معايا عشان تشوفيها كمان 

نهضت قائلة: 

-ياله هموت وأعرف إيه اللي حصل معها 

خرجت من البوابة بجوار سيلين قطع يونس طريقهما بسيارته 

-باشمهندسة درة اذيك...أومأت برأسها وأجابته

-الحمد لله يادكتور 

أشار على وصول حمزة قائلا:

-المتر وصل، شكله عاملك مفاجأة، اتجهت إلى سيلين قائلة

-طيب ياسيلي، هخلي حمزة يوصلني، وآه بكرة كتب كتابي انتِ اول واحدة تعرفي هستناكي ثم ترجلت من السيارة 

رمقتها سيلين قائلة

-مكنتش عايزة تطمني على اختك يابنتي..تحركت وهي تلوح بيديها

-حمزة هيوصلني، باي حبيبتي 

استقل يونس بجوارها وأردف هو ينظر أمامه

-أمشي بتبصيلي ليه كدا ليه؟! 

رفعت سبابتها أمام وجهه قائلة 

-انزل مش عايزة أتكلم معاك..اردف بحركة مسرحية

-يالهوي دكتور زي القمر كدا ينطرد من العربية، وصلت سارة وسلمى إليهما 

-وأنا بقول الجامعة منورة ليه؛ عشان دكتور يونس موجود عندنا يابشر، قالتها سلمى بإبتسامة 

ترجل من السيارة يوزع نظراته بينهما 

-إيه اللي مقعدكم لحد دلوقتي في الكلية، مش المفروض تكونوا خلصتوا من ساعتين...أردفت سارة سريعا 

-كنا مستنين سيلين عشان نروح، استمع يونس لزمور سيارة حمزة يلوح بيديه متحركًا أمامهم 

اتجهت سلمى إليه بنظرات حزينة، كانت سارة تراقب نظراتها الحزينة لحمزة فهمست إليها 

-اصبري وهخليه يرجعلك زاحف..رفعت سلمى عيناها قائلة 

-بجد ياسارة، ضمتها سارة بخبث وأجابتها 

-بجد ياقلبي، هي البت المعصعصة دي احسن منك ياعبيطة، دا بيفرسك مش أكتر انا شوفت نظراته عليكِ هتاكلك ياعبيطة 

ابتسمت سلمى وهي تنظر إلى يونس الذي يتحدث بهاتفه بجوار سيلين ..وصلت إليه 

-قولها أهي ياراكان ..امسكت الفون بعدما نقولها فونه 

-أيوة ياراكان...كان يجلس بمكتبه بالنيابة 

-سيلين اقعدي واسمعي يونس، وأنا معاكي في أي قرار لازم تسمعيه حبيبتي وشوفي أعذاره 

اجابته وهي تنظر إلى يونس

-مفيش بينا كلام حبيبي، خلاص انتهينا مفيش كلام يتقال وأنا لسة عند رأيى وفيه شخص هيكلمك النهاردة ..قالتها واغلقت الهاتف وتحركت بسيارتها بعدما ألقت الهاتف تنظر إلى سارة التي تقف بمقربة منه قائلة:

-لمي خطيبك ياسارة شكلك مش مكفياه، ثم تحركت سريعا بسيارتها 

انتفض يونس واخذ هاتفه وهرول إلى سيارته حتى يلحق بها تاركًا سلمى وسارة 

عقدت سارة ذراعيها تنظر إلى سلمى 

- شوفتي اخوكي عمل ايه، يعني إجازته النهاردة كانت عشان البت دي 

سحبتها سلمى متجهة إلى سيارتها 

-تعالي بس وهنشوف هنعمل ايه فيها 

مساء عاد راكان لقصره، دلف للداخل ولكنه تسمر بوقوفه وهو يستمع لحديث جده مع والده

-إحنا ممكن نعملها قضية إهمال وناخد منها الولد، دي ممكن نوديها ورا الشمس وعرفت ان ابوها بيودع مش مستحمل غسيل الكلى 

تحرك سريعا متجهًا للداخل هو يرمق جده بإذراء

-هي مين دي اللي عايز تعملها قضية، بقولك ايه ياتوفيق انا جبت آخري منك، وبحاول أتحمل وجودك عشان خاطر ابويا، اتجه بنظره لوالده 

-قولي هتفضل ساكت لحد إمتى، قولي هتسيبه لحد إمتى، لحد مايموت حد تاني 

اقترب وصرخ بصوت ذلذل المكان حتى وصل صوته لليلى الجالسة بغرفة إبنها 

-سليم لسة مكملش سنة، الدور على مين قولي، أنا مش هسكتلك تاني ياتوفيق باشا، واللي يقرب من مراتي وابن اخويا هدفنه حتى لو كان الحد دا انت 

تحرك بعض الخطوات ثم استدار بجسده قائلا

-شيل الولد اللي رميه قدام اختي ياتوفيق، متخلنيش اجبهولك في شوال 

نهض توفيق ووقف أمامه: 

-ابعد بنت الشوارع عن حفيدي، يونس لو مكتبش على سارة هدفن اللي بتقول عليها أختك دي، اللي بعدني عنها الفترة اللي فاتت موت سليم، ودلوقتي فوقت لها، يونس هيتجوز سارة ودا آخر كلام، وانت هتكتب على عاليا لما بنت عمتك ترجع من السفر ودا آخر كلام يابن أسعد 

قهقه راكان قهقهات مرتفعة على غير شخصيته وهو ينفض بدلة جدله قائلا: 

- بتهدد مين جدي العزيز، مين على مين رايح فين، قالها وتحرك وهو مازال يطلق ضحكاته قائلا:

-يونس يتجوز سارة وأنا مالي لا والجنان بيحكم عليا اتجوز عاليا 

توقفت سيلين أمامه ببكاء وتحدثت بصوت مرتفع:

-قول لجدي يشبع بحفيده، انا مش هتجوز أشباه رجال، سيلين يوم ماتتجوز هتتجوز واحد راجل زي أخوها 

سحبها راكان لأحضانه وارتفعت ضحكاته قائلا 

-سمعت ياتوفيق باشا، اشبع بحفيدك       

                   

بعد أسبوع وهو يبتعد عنها يراقبها من خلال شاشة حاسوبه...نهض متحركًا للأعلى  


دفع الباب ودلف للداخل، كانت تخرج من مرحاضها بثياب الحمام الخاصة(البورنص) تفاجأت بوجوده بالغرفة، زفرت بضيق، ولم تعريه إهتمام، ضمت ثيابهاو دلفت إلى غرفة الملابس؛ لترتدي شيئا مناسبًا، دلف خلفها 

استدارت غاضبة

-مين ادالك الحق تدخل كدا، دي اوضتي أنا، وياريت تحترم نفسك وتطلع برة عايزة أغير هدومي 

اقترب منها حتى حاوطها بذراعيه على الجدار، اختل توازنها من رائحته وشعرت بدوار قلبها وراسها في آن واحد

-متقربش مني، انا مش من جواريك، واوعى تفكر عقد الجواز دا بيربط بينا حاجة، أنا سمعت كلامك وقعدت هنا عشان احمي ابني وبس 

كانت ملامحه ثابتة جامدة على عكس دواخله التي اضطربت من رائحتها المسكرة لرئتيه، حتى أصبح مدمن

سحب نفسًا طويل وخرج من رئتيه متحررا من نيرانه المشتعلة، طالعها بنظرات ثاقبة فالتوى على ثغره إبتسامة ماكرة 

-انا جاي أساعدك، شايفك طول الليل سهرانه فقولت أساعدك في هدومك يعني ممكن تعتبريني زي جوزك 

ثورة حارقة اندلعت من عيناها وأشارت بيديها

-اطلع برة وإياك تقرب من الباب دا، قالتها  وصدرها يعلو ويهبط بطريقة ملفتة للأنظار 

حدجها بنظرات ثاقبة وهو يطالع هبوط وارتفاع صدرها؛  حتى انفتح جزء من البورنس وظهر معظم صدرها أمامه بإنتشاء 

دنى وهو يقترب منها ناسيا كل ماصار بينهما، ونزل برأسه لعنقها، فدفعته صارخة بوجهها 

-إياك تقرب مني تاني، إيه وصلت بيك البجاحة تقرب مني من غير إذني 

طالعها بنظراته التي أرعبتها مما جعلها تتراجع للخلف وبعينيه نيران جحيميه لو وصلت إليها لأحرقتها ..جذبها من خصرها بقوة، حتى ارتطدمت بصدره العريض، وضغط بقوة آلامتها فهمس بفحيح أفعى 

-انا مكنش ليا مزاج، فدلوقتي فتحتي نفسي اجهزي عشان هتنامي في جناحي، جذب خصلاتها يستنشقها ثم تحدث

-غيري الريحة دي محبتهاش،  بعد شوية هبعتلك الروايح اللي بحبها 

اتسعت عيناها متلألئة بالدموع ثم تحدثت كقطة شرسة:

-اعرف قبل ماتقرب مني هحرق جسمي دا،  أبعد عني انا هنا عشان ابني وبس 

جذبها من خصلاتها وهمس لها 

-لا يامدام وعشان جوزك، انتِ هنا عشان مزاجي وقت مايجيلي نفس..رجع بجسده خطوة يدقق النظر بها قائلا

-مش حرام تحرقيه من غير مااستمتع بيه   

لم تتحمل المزيد من قسوة كلماته إليها 

فخطت متجهة إليه ونظرت إليه بإزدراء

-بان على حقيقتك، هستنى من واحد نسونجي إيه، واحد مش شايف الستات غير سلعة في السرير وبس 

اطعنته بخنجر بارد غرزته، ابتلع كلماتها فحاوطها بذراعيه هامسًا أمام شفتيها حتى لامسها قائلا:

-  من اسبوع كنتِ بتموتِ في اللي مش عجبك وتتمني بس يقرب منك حتى لو بلمسة 

قالها وهو يلمس شفتيها بأنامله...دفعته بقوة، فقد كانت كلماته كزجاج يشحذ صدرها دون رحمة، فرفعت نظرها إليه وخط من الدموع بعينيها قائلة: 

-عادي مش جوزي، ماأنا قولت لسليم الله يرحمه كدا،  دنت وحاوطت عنقه ترفع نفسها حتى تصل لمستواه ونظرت لداخل عيناه 

-وكمان كان بينا أكتر من كدا، لما احس إنك تستاهل زي حبيبي سليم وقتها هقولك أكتر من اللي سمعته ياحضرة المستشار 

أشعلت كلماتها جحيم غضبه، والذي تجلى بعينيه وتحولت لإحمرار داكن وملامحه التي اكفهرت فباتت مرعبة، لم يشعر بنفسه وهو يجذبها من رباط البورنص الذي ترتديه؛ ليصبح جسدها مكشوفًا أمامه بالكامل قائلا بصوت كالذي مسه مسا جنونيًا 

-لا عايز أعرف دلوقتي مراتي كانت بتقول وبتعمل ايه، ياله اشجي جوزك وحبيبك يامحترمة 

ضمت ثيابها تصرخ بوجهه..إياك تقرب مني

دفعها بقوة على الفراش، انسدلت عبراتها بقوة 

حاوطها بذراعيه ونظر بجمود لمقلتيها 

-تفتكري من طبيعتي أقرب من واحدة غصب عنها، وخاصة أنها متهزنيش حتى، لا وعايزة تحرق جسمها، حاوط جسدها بذراعيه، ثم رفع نظره بسخرية ينظر لجسدها المكشوف أمامه


-واحدة بتقول لجوزها لو قربت هولع في نفسي، تفتكري دي ممكن يتقال عليها إيه، غير إنها واحدة مستعملة قبل كدا 

رفع نظره يرمقها بسخرية مشيرا إليها: 

مفيش ست قابلتها إلا واتمنت قربي  حتى  إنتِ..قبضة قوية اعتصرت قلبها حتى شعرت بنيران تكوي قلبها 

رمقها بملامح متهكمة، ثم اعتدل وتحرك للخارج ..جلست بمكانها بعد خروجه، وكأن جسدها شُل بالكامل، استمعت إلى رنين هاتفها، تحركت متجهة إليه 

-أيوة يادرة..أستمعت لبكائها 

-ليلى بابا تعبان قوي، أنا مش قادرة أتحمل آلامه كل مرة 

جلست متهاوية على فراشها، ودموعها مترقرقة بعيناها

-ليلى لازم بابا يزرع كلى..أنا فكرت نبيع البيت، بس البيت مش هيجيب سعر العملية حتى 

تنهدت بألمًا ثم تحدثت:

-هفكر يادرة يمكن آسر يدينا مبلغ ولا حاجة، قاطعتها درة قائلة

-حمزة قالي مستعد يسفره بره ويعمل العملية، نهضت ليلى متجهة لشرفتها حينما شعرت بإختناقها فأردفت

-لا بلاش، حمزة مهما كان لسة خطيبك، يومين واقولك  نعمل إيه، هجي بكرة وأشوف هنعمل ايه 

بعد شهرين دلف إلى جناحها وجدها تقوم بإرضاع إبنها..وضعت الولد سريعا ونظرت إليه بغضب : 

إيه تور هايج، نفسي أحس أنك محترم مرة واحدة

تحركت غاضبة إلى الباب 

-دا عاملينه عشان كدا، ثم طرقت على الباب 

حمل الولد يقبله

-امك دي مجنونة، محدش قالها الباب دا عشان يسد الهوا ومتبردش 

جذبت الولد من يديه تضمه 

-متحاولش تقرب من الولد تاني، هموتك لو حاولت تقرب منه 

احرقته تلك المرأة بعنفونها وجبروتها، حتى شعر بأنه عدوها وليس حبيبها 

أشارت بسبابتها للولد وهتفت 

-دا امير سليم البنداري اللي ليا الشرف كنت مراته وبقيت مستعملة ياحضرة النايب من واحد محترم مش واحد نسونجي كذاب مخادع 

أشعلت بجوفه عاصفة غضب هوجاء أوشكت ان تقضي عليه، فاقترب منها بعينان ارتسم بها الجنون وانفاسًا لاهثة جعلتها تتراجع للخلف 

-مبروك يامدام انا جاي أقولك النهاردة خطوبتي على نورسين، بما إنك ضرتها  فحبيت تعرفي مش أكتر، عشان مترجعيش تقولي خبيت عليا، ومتخافيش قريبًا هتسمعي أخبار حلوة وهجيب لأمير أميرة تشغل قلبه 

صاعقة أصابت قلبها حتى شعرت بسيقانها لم تحملنها فهوت على المقعد تهز رأسها رافضة حديثه بعدما دققت بمقلتيها لهيئته الجاذبة وبدلته وكأنه عريس يوم زفافه

تفشى الخوف بأوردتها من جموده،حتى صارت ترتجف وعبراتها تنهمر بغزارة على وجنتيها ..لو يعلم كم آلمها هذا الشعور والذي يعتبر كسكين باتر ينحر قلبها ببطئ شديد فأغمضت عيناه بقوة تحاول أخذ أنفاسها التي سلبها منها وتحدثت بصوتا متقطع 

- بس إنت كدا بتموتني ياراكان انا لحد دلوقتي كنت بكذب كل حاجة ..، بس كدا إنت بدوس على قلبي بدون رحمة. 

نفث تبغه الذي قام بإشعاله ، وكأنه لم يستمع إليها ولا يرى حالتها المزرية، بسبب ماقالته عن علاقاتها بسليم وجرح كبريائه، ورجولته، فلقد حولته لرجل وكأن قلبه خرج عن جسده وأصبح إحساسه بغيره إحساس معدوم لدى شخص دفعته الحياة دائما بغيبات الجب تجه بعيناه التي أظلمت كظلمات البحر وتحدث 

- إنتِ عندك حق، لازم تفضلي على ذكرى جوزك المحترم، إنما راكان دا حقير، ميستهلش الأميرة ليلى  

نهضت تقف أمامه تهمس بصوت متقطع 

-إنت اتجوزتني وقولت مش هتعمل حاجة تزعلني وزعلتني، ضحكت عليا 

مدت يديها تمسك كفيه 

-راكان متعملش فيا كدا، متخلنيش أكرهك لو سمحت.. أزال دموعها التي انسدلت عبر وجنتيها 



مفيش وقت للندم دلوقتي، للأسف وأحمدي ربنا أن لسة فيا عقل وواقف بكلمك بهدوء، إنت وجعتيني كتيير قوي ياليلى، لدرجة خليتني شخص بأذي اللي حواليا،   ...دنى منها ونظراتها الراجية إليه وبصعوبة كمم صراخ قلبه كأنه شخص آخر لأول مرة تراه فتحدث 

لازم نتعاقب على غلطنا، لازم نتحرم من بعض إنتِ دايما شايفاني أنسان وحش، وأنا دايما شايف أخويا فيكي، نصيبنا ولازم نرضى بيه و 

مفيش طريق هيجمعنا تاني ،الطرق افترقت وبأيدينا إحنا الأتنين، إنتِ هتفضلي هنا زي ماأنت 

حاولت سبل أغوار عقلها ولكنها لم تستطع، فوصلت تلكمه بصدره 

-انت ايه مش معقول يكون عندك قلب، أنا بكرهك سمعت انا بكرهك  

حاوطها بقوة حتى يسيطر على جنونها قائلا 

-اهدي ياليلى، انتِ كمان مبقتيش تعنيلي سمعتي ولا لا 

هزة عنيفة أصابت جسدها حتى شعرت بإنشطار قلبها فتراجعت للخلف تنظر إليه بذهول  وهو يتحدث

- تقدري تقولي كنتٍ عاملة زي جرعة الهيروين اللي المدمن كان بيعتبرها إنقاذه من الحياة ،لكن فاق بعد مااتعالج وبقى أكتر حاجة يكرها إن يسمع عن سيرته ويتمنى لو يحرق كل ماهو له علاقة بالمخدرات

❈-❈-❈ 

توسعت بؤبوتها مشدوهة وهي تهز رأسها رافضة ماتسمعه منه ..لم تستطع أن تصمت على سحق كبريائها فاستدارت له وضمت وجهه بين راحتيها ولم تشعر بنفسها إلا وهي ترفع نفسها وتقتنص قبلة من شفتيه ...لحظات لم يستوعب ماذا فعلت ولم تصمت على ذلك بل همست أمام شفتيه وهي تضع يديها على صدره موضع قلبه 

- إياك تفتكر إن دا ينبض لغيري ...رفعت أناملها ملمسة شفتيه ونظرت لمقلتيه 

- أنا مش غبية وعارفة أنت بتعمل كدا ردا لكرامتك ...كان يقاومها بشدة عندما شعر إنها بدأت تسيطر عليه مرة أخرى وتتسرب إلى داخله دون أن يشعر ..فرفعها من خصرها على حين غرة وهمس قائلا


-إنتِ ليلى مرات سليم المحترم، وممكن نقول وحبيبة قلبي ساعات اللي كل شوية مفيش غير الموسيقى اللي حفاظها بكرهك بكرهك، بس هي هتكون مراتي داخل حضني، اقترب حتى طبع قبلة سطحية على شفتيها  

لكمته بقوة ونزعت نفسها منه تمسح شفتيها بعنف 

- اطلع برة، مش عايزة أسمع صوتك ولا أشوفك قدامي 

وضع يديه بجيب بنطاله واستدار

-لو عايزة تيجي الحفلة معنديش مانع بس طبعا هتدخلي الحفلة على إنك أرملة سليم مش أكتر ، قالها وخرج سريعا

بعد ساعتين وهي جالسة بمكانها لا تشعر سوى بإحتراق قلبها، وتخيلها ابتسامته وقربه لتلك الشمطاء، 

دلفت زينب تنظر إليها بحزن وتذكرت منذ عدة ساعات بعدما دلف راكان إليها 

-ماما اجهزي عشان هنتحرك بعد ساعتين، نهضت  تقف أمامه

-لسة مُصر يابني تخطب البنت دي، أنا مش برتحلها، مالها ليلى ياحبيبي والله البنت زي الفل 

استدر وهو يطبق على جفنيه مكور قبضته 

-معلش ياماما ريحيني، أنا ريحتك قبل كدا، الدور عليكي تريحيني، بابا وافق واتكلمنا في الموضوع دا واقتنع، واتمنى انتِ كمان تقتنعي

أومأت برأسها وأردفت 

-هروح ياراكان، بس بشرط ليلى هتيجي معايا، جحظت عيناه بذهول 

-أكيد بتهزري ياماما، عايزة ليلى تحضر الخطوبة 

جلست وتحدثت 

-دا شرطي الوحيد...تحرك متجها للخارج قائلا 

-يبقى مفيش داعي لوجودك ياماما.. 

-تمام يابني، بس من حق مراتك تعرف ياراجل القانون، لو فعلا تعرف الحق .. 

تنهدت وهي تنظر لليلى التي تجلس بتظر بنقطة وهمية 

-راكان قالك راح يخطب، نهضت وتصنعت ترتيب الغرفة 

-ميهمنيش يخطب ولا يتجوز، أنا هنا عشان ابني وبس...نهضت زينب تقف أمامها ودققت النظر لمقلتيها

-طيب اسمعي اللي هقوله وافهميه كويس بدل عقلك مش عايز يشتغل ..راكان مجروح وينتقم منك، ماهو مفيش راجل يتحمل مراته تروح بيت الراجل اللي وقف قدامه وقال بيحبها 

تنهدت ثم سحبتها وأجلستها 

- بصي ياليلى أنا خسرت واحد ومش ناوية أخسر التاني، من الآخر كدا عايزة أقولك توفيق بيلف عشان يتمم الجوازة دي بأسرع وقت، وأنا بقولك ان لو الجوازة دي تمت مش هتخسري جوزك بس لا هتخسري ابنك، لازم تدافعي على ابنك قبل جوزك ، متخليش حتة البت دي تفوز عليكي، وتاخد جوزك وابنك وانتِ واقفة تتفرجي، ليلى اللي أسمعت عنها قوية مش ضعيفة..وبراحتك في الأول والآخر 

أشار على حقيبة على الفراش

-دا فستان بعت جبته واتمنى يطلع مظبوط، اجهزي عشان تروحي تباركي لخطيبة جوزك وعينك في عينها وتفهميها إنك الأقوى 

دنت منها ورفعت ذقنها تنظر لعيناها 

-راكان بيحبك، وشوفي الراجل لما بيحب بيغير ونار الغيرة بتولع في قلبه، يارب تكوني فهمتي انتِ  ساكنة روحه ومهما يعمل ويداري ميقدرش يخبي ، مجرد كلمة منك هتهدي ناره اللي بأيدك ولعتيها، ياريت يابنتي متخليش شيطانك يسيطر عليكِ، أنا معرفش ليه بيعمل كدا، بس اللي متأكدة منه وراه حاجة 

-ليلى خدي حقك وانت راسك مرفوعة مش محبوسة بين أربع حيطان، عايزة أعرفك إنك أقوى حتى من راكان؛ متنسيش انك ام حفيد البندارية .. تحركت حتى وصلت لدى الباب واستدارت 

-اجهزي عايزة أشوف الباشمهدسة ليلى راكان البنداري هتعمل إيه في الحفلة الديكور دي،،قالتها زينب وخرجت

ظلت لعدة دقائق ثم نهضت سريعا ورفعت الهاتف :

-أسما فين نوح ..أجابتها أسما 

-راكان جه أخده ومش من شوية 

-طيب اسمعيني كويس ونفذي اللي هقوله 

بعد قليل وصلت للمكان الذي يقام به الحفل، بصحبة زينب وأسما وسيلين،  كان حفلا ضيقا سوى من بعض الأشخاص المقربون للعائلتين، ترجلت زينب اولا وبجوارها أسما وليلى نظرت بإبتسامة لليلى قائلة 

-أنا كنت حالفة مااحضر الحفلة دي 

ابتسمت لها وتحدثت

-انا بحبك قوي ياماما زينب، ربنا يخليكِ ليا، ربتت على ظهرها تنظر لفستانها، وأردفت

-هتدخلي دلوقتي وراسك مرفوعة قدام الكل، وعايزة تعملي اللي اتفقنا عليه مش هو بيقولك مش بيحب المستعملين، خليه يلف حوالين نفسه 

ابتسمت أسما قائله: 

-كفاية عليكِ ماما زينب ياليلى، وامشي وراها وهتتاكدي ان حضرة المستشار بيحبك ياهبلة، موضوع نورسين دا ردا لكرامته مش أكتر 

اتجهت زينب لأسما قائلة:

- وانت كمان ياهبلة خليتهم يلعبوا بيكِ الكرة بعد الحفلة لينا قاعدة مع بعض..امشوا قال مهندسين دا انتوا اخركم قفص طماطم تعملوه صلصة..ضحكوا على كلمات زينب ثم تحركوا

تحركت زينب بجوار سيلين واشارت بيديها لليلى 

-يالة ادخلي وخليكي قوية مفيش حاجة تهزك


دلفت الحفل بجوار أسما بفستانها الإسود ، وحجابها الأبيض الذي أظهر جمالها بسخاء، كان يقف بجوار جاسر يتحدث معه في بعض الأمور 

قطع تركيزه همهمات حوله، استدار خلفه حتى يرى لمن هذه الأنظار، وإذ به يتجمد بوقوفه، كور قبضته، ثم التفت إلى نوح الذي تحرك سريعًا نحوهم،  تحركت هي بإتجاه ولم تستمع لتحذيرات نوح حتى وصلت ووقفت بجواره مبتسمة 

-مساء الخير..قالتها وهي توجه نظراتها إلى جاسر ويونس، متجاهلة صدمته بوجودها

بسط يونس يديه وهو يطلق ضحكة من شفتيه ثم غمز إلى راكان: 

-مساء الجمال ياسيدة الحفل والقصر كله..معاكي يونس البنداري، خمسة وتلاتين سنة، عازب،  دكتور ستات محترم خبرة سبع سنين،  قيصري وطبيعي  وكمان تأخير إنجاب، 

ابتسمت على كلماته، ثم تحدثت بعدما شعرت بنيران تحرق وجنتيها

-تشرفنا يادكتور

قطب حاجبيه متسائلا :

-إنما الجميل معرفناش هو مين..اتجهت إلى راكان الذي بدأ ينفث سيجاره بغضب فتحدثت

-دي ابن عمك يجاوبك عليها، معرفش ممكن تقول فراشة حرة 

جذب يونس جاسر الصامت وتوقف أمامها عندما استمع للموسيقى:

ممكن الجميلة تسمحلي بالرقصة دي

  يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية