رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 19 - 1
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل التاسع عشر
الجزء الأول
❈-❈-❈
وعدتكِ أن لا احبكِ
ثم أمام القرار الكبير جبنت
وعدتكِ أن لا أعود ..... وعدتُ
وان لا أموت اشتياقا .... ومتُ
وعدت مرارا
وقررت أن أستقيل مرارا
ولا أتذكر أني .... استقلت
وعدت بأشياء اكبر مني
فماذا غدا ستقول الجرائد عني
أكيدا ستكتب إني
جننت
أكيدا ستكتب إني
انتحرت
وعدتكِ أن لا أكون ضعيفاً
وكنت
وان لا أقول بعينيكِ شعراً
وقلت
وعدت بالا وألا و ألا
وحين اكتشفت غبائي
ضحكت
وعدتكِ أن لا أبالي بشعرك
حين يمر أمامي
وحين تدفق كالليل فوق السماء
❈-❈-❈
جذب أسر ودفعه ثم نظر إليها نظرات جحيمية إيه معندكيش قهوة سادة يامدام
هزة عنيفة أصابت جسدها حينما وجدته همست
-راكان!! اقترب منها بخطوات سلحفية، وهو يضع يديه ب جيب بنطاله، حتى وقف أمامها مباشرة، ثم جذبها بقوة جعلتها تصطدم بصدره
ثم إستدار إلى آسر وهو يحاوط خصرها ويضغط عليه بقوة آلامتها
- دقيقة لو لقيتك قدامي هرميك من هنا،معلش ياباشمهندس، بنت عمك نسيت تقولي وهي رايحة تغير جو، وتبعد عن البيت شوية عشان تاخد قرارها الجديد نسيت تقولي إنها هتروح عندك، مكنتش متوقع هلاقيك هنا، فكرتك حرامي...اتجه بنظرات نارية إليها
-متوقعتش ان مراتي حبيبتي تكون في بيت راجل غريب، رفع أنامله يلمس وجنتيها
-مش كدا ياحبي..حاولت الخروج من تحت قبضته، ثم اتجهت إلى آسر ولم تعريه إهتمام
-آسر إنت كويس؟!
خرجت أسما بجسد واهن يرتعش فهمست
-ليلى فيه إيه؟!..تسمرت بوقفتها
-راكان!! جذب راكان ليلى وهمس بصوتًا كفحيح أفعى:
-هتقربي منه هوريكِ أيام سودة، ثم إسدار إلى آسر، وإنت مش قولت مش عايز أشوف وشك، استمعوا لصوت إرتطدام خلفهم ..استدارت ليلى سريعا تصرخ بصوت هز جدران المنزل
اتجه راكان ثم حملها ووضعها على الأريكة وحاول إيفاقتها، تحركت ليلى سريعا تجذب قنينة من العطر وحاولت ايفاقتها.
فتحت عيناها تنظر حولها ودموعها تنسدل على خديها
-نوح ..فين نوح !! هو معاك مش كدا!!
ضمتها ليلى تمسد على خصلاتها
-إهدي ياأسما، نوح مش هنا..
زفر بغضب ثم تحدث
-خمس دقايق والاقيكي تحت.. توقفت وهي تعتدل من جلوس أسما، ثم نهضت عقدت ذراعيها وهي ترمقه بإذراء:
-مين بقى اللي هيعمل كدا!! أنا مش هروح معاك في مكان
ضغط على رسغها وهمس إليها:
-انا لسة بكلمك بعقل متخلنيش أفقد أعصابي عليكِ، نظر إلى ساعته
-عدى دقيقتين ..ظلت واقفة ولم تعريه إهتمام، أشاحت بعينيها بعيدا عنه، تحاول تمالك أعصابها، دلف للداخل وحمل الولد وخرج به
توقفت أمامه تنظر للولد الذي بيديه
-انت واخد الولد فين..توهجت عيناه قائلا بتحدي واضح ولهجة صارمة:
-واخد الولد بيته، انتِ مش عايزة تيجي خليكِ، أهم حاجة عندي الولد وبس
قالها ووجه عبارة عن لوحة من الألم والغضب، متجهم الملامح، تحرك بثبات أمامها متجاهلا ألامه الذي برعت فيه حتى أصبحت نقطة دامية بقلبه
شعرت بصاعقة كهربائية أصابت قلبها الممزق فوصلت إليه كالإعصار
-ابني انت مجنون عايز تاخده مني، دا اللي كنت بتخططله،أبعد عن ابني
جذب الولد بعنف حتى صدح بكائه بأرجاء المكان:
-الولد هيعيش معايا عجبك ولا مش عجبك اشربي من البحر، انتِ متهمنيش
انزلقت عبراتها على بكاء طفلها
-هات الولد ياراكان، الولد عايزني، ضم الولد وتحرك، صرخت بصوتها انت واحد اناني ياراكان، أنا بكرهك وعمري ماهسامحك، ياريتني موت ولا وافقت ارتبط بشخص ألعوباني ذيك
استقرت كلماتها في منتصف صدره الذي ضاق فجأة حتى أوشك على الاختناق ضم الولد يبعده عن يديها، فقد نجحت وبجدارة بإخراج شياطين الجحيم بداخله:
-هنتحاسب، والله لأحاسبك ياليلى..قالها وهو يخرج بالطفل في وسط صرخاتها
اتجهت بثيابها سريعًا خلفه وهي تصيح عليه
-راكان متاخدش الولد، وحياتي ياراكان، هبطت سريعا حتى كادت أن تسقط من فوق درجات السلم انزلق حجابها ودموعها تغرق وجهها
شعرت بإنهيارها حينما وصلت للطابق الأرضي تبحث بنظراتها عنه او عن سيارته ولكنه لم يكن موجود
جلست تبكي بنشيج وتنظر حولها بتيه وهي تهمس
- ابني اخد ابني، بكت وبكت حتى خارات قواها وسقطت مغشيًا عليها ..وصلت أسما بإرهاقًا تبحث عنها بعيناها، شهقة خرجت من فمها حينما وجدتها بتلك الحالة...أسرعت إليها
-ليلى، صرخت بها وهي تحاول إيفاقتها، نظرت حولها بدموعها تبحث عن أحدهم لكي يساعدها
اخرجت هاتفها بيد مرتعشة وبحثت عن رقمه
- كان يجلس بالسيارة وقلبه يتمزق ألمًا عليها، وعبراتها التي نزلت على صدره كنيران مشتعلة
أطبق على جفنيه بقوة آلامته، ايقظه صوت رنين هاتفه، نظر إليه وجدها أسما، أغلقه ولم يرد عليها، مرة واثنان حتى فتحه صارخًا
-عايزة إيه متحاوليش، غلطوا انتوا الاتنين ولازم تدفعوا تمن غلطكم، والله لأدفعها تمن اللي عملته غالي، قوليلها . .قطع حديثه وهي تصرخ بالهاتف
-ليلى..ليلى اغمى عليها، ليلى معرفش أعمل ايه، اروح فين، ليلى..استمع لصوت أحد الأشخاص بجوارها:
-مالها ياآنسة واقعة كدا ليه، ألقت أسما هاتفها وهي ترجو التي أمامها
-لو سمحتِ ممكن تساعديني، هي مبتردش عليا
❈-❈-❈
رعشة أصابت قلبه، حتى فقد النطق من صراخ أسما بإسمها..لحظات مرت عليه كالدهر مردفًا لسائقه، أرجع للمكان اللي كنا فيه
اتجه السائق مستديرًا مرة أخرى، نظر للطريق أمامه، وكأنه شعر بطوله حتى انقطع تنفسه، ونيران الذنب تحرق أحشاؤه تجاهها، نيران فقط داخل صدره، لو خرجت لأحرقت العالم، تمنى لو يمتلك جناحين حتى يصل إليها ويطمئن روحه عليها
وصل أمام المبنى ولكنها لم تكن موجودة، استمع لبكاء الطفل الذي لم ينقطع
-انتوا فين ياأسما؟! تسائل بها راكان بشفتين مرتجفتين ..أجابته وهي بسيارة الإجرة
-رايحين المستشفى، ليلى مابتفقش
تحركت السيارة وهو مازال يحادثها وبكاء الطفل الذي لم ينقطع وكأنه شعر بوالدته، وصل بعد قليل، حمل الطفل ودلف للداخل يبحث عنهما، وصل للغرفة التي يتم بها الكشف مثلما قالت له أسما
وجدها متسطحة على الفراش، والطبيبة تقوم بفحصها ..رفعت نظرتها الطبية وتحدثت بعملية
-هبوط حادة في الدورة الدموية، وقلة غذا غير الأرق والإجهاد اللي واضح عليها
اقترب منها بعدما أعطى الطفل لأسما، ثم ثنى جسده وحملها، صاحت الطبيبة صارخة
-حضرتك دي لازم يتعلقلها محاليل فورًا
تحرك دون حديث، وهو يوجه نظراته لأسما بالتحرك...تحركت أسما خلفه بالطفل حتى وصلت لخارج المشفى، وجدت نوح وحمزة بالخارج
أسرع نوح إليها يجذبها بعنف صارخًا بها
-اركبي حسابنا بعدين، تلقف الطفل وهي تبتعد وتهز رأسها
-مش هروح معاك في حتة، سمعتني، أعطى الطفل إلى راكان الذي جلس بالخلف بجوار ليلى وهو يحاوطها بذراع، وحمل الطفل بالذراع الآخر
تحركت السيارة وهو يضمهما بذراعيه، نظر لخصلاتها المتمردة بلونها الذي يشبه ظلام الليل
اكتسح الحزن ملامحه وسقط قناع القوة عن وجهه متنهدًا بألمًا يمزق روحه
وضع ذقنه على رأسها التي بأحضانه
-معرفش ليه دايما الحظ معاكسنا ياليلى، تفتكري ربنا بيجازيني على حبي ليكِ
لامست أنامله وجهها وهو يرسمها بعينيه، ملامح وجهها الذي ابدع الخالق بها، ثغرها المرسوم كنعقود عنب، ووجهها رغم شحوبه إلا أن به سحر خاص يجذب اعتى الرجال، منحنياتها المفعمة بالأنوثة، وخصرها المنحوت بأنوثيتها كقيثارة رائعة، ناهيك عن عيناها التي تسحره بجاذبيتها، لامست انامله وجنتيها التي تشبه التفاح الناضج، لم يشعر بنفسه وهو يميل بشفتيه يطبع قبلة عليها هامسا لها
-عايز أعاقبك وقلبي مش قادر، قوليلي أعاقبك إزاي بعد ماعيشتيني أسوأ ساعات في حياتي
مازال ينظر إليها وإلى عيناها المنغلقة
-كرهت الحب اللي بيضعفني دا، عمري ماكنت ضعيف كدا، لازم تتعاقبي ياليلى مستحيل أسيبك من غير مااشفي غليلي ووجع قلبي منك
ضمها يستنشق رائحتها بتلذذ وأكمل
-كان لازم أعاقبك أصلا من الأول، من وقت مااتنازلتي عن حبي وروحتِ اتجوزتي أخويا، لو عاقبتك وقتها مكنتيش غلطي تاني، بس الصبر حلو، لولا متأكد من حبك ليا كنت خليتك تتمني الموت، أنا هعاقبك بطريقة قلب راكان، ماهو اللي يحب ميستحملش يشوف حبيبه بيتوجع وأنا مش بس بحبك، همس بجوار أذنها..أنا بعشقك مولاتي، وعلى قد عشقي على قد عقابي، لازم تتحملي ياليالي القلب
وصل بعد قليل إلى القصر، توجهت زينب إلى السيارة سريعا، تهرول بخطواتها ناحية السيارة كطفلة تبلغ من العمر عشر سنوات، نظرت بداخل السيارة تبحث عن حفيدها
-أمير فين أمير ياراكان...فتح باب السيارة، وتناولت الطفل تضمه بقلب أمٌ فقدت قرة عينيها "ياحبيبي يابني، كدا تبعد عن نَاناَ ياأمير"
نظرت للتي مغشيا عليها حينما حملها راكان ودلف بها للداخل، وجد الجميع ينتظرونه بالداخل، اتجه توفيق صائحا بغضب
-البت دي جبتها ليه؟! البت دي لازم تترمي في مذبلة برة
-توفيق باشا..صرخ بها راكان، استدار بجسده وهو يحملها
-شكلك نسيت اللي بتتكلم عنها دي بتكون مرات راكان البنداري، اللي بس ينظرلها مجرد نظرة مش تمام أمحيه من على وش الدنيا، حتى لو كان إنت، فابعد عن مراتي
وزع نظراته على الجميع ثم اتجه بنظره إليها
-اللي أنا شايلها دي مراتي، عارفين يعني إيه مراتي، أنا المسؤل بس عليها والولد من يوم ماسليم مات بقى ابني، أي حد عنده كلمة يوفرها لنفسه...قالها ثم صعد بها بعض الدرجات
مراتك اللي هربت منك بعد كتب الكتاب بساعتين ياحضرة النايب، طيب قول الكلام دا لحد تاني
توقف وكأن كلماته ضغطت فوق جرحه المتقيح، فانفلتت أعصابه وصاح بصوت جهوري
- كلمة كمان وهنسى إنك جدي، سكت ابوك يابابا انا مليش خُلق، فهمه ان دي مرات راكان مش سليم
وصل لجناحها ووضعها على الفراش كقطع من إحدى الجواهر النادرة، مسد على خصلاتها ثم أمال وطبع قبلة على جبينها
-لازم نتعاقب إحنا الأتنين، إحنا غلطنا وعقابنا الوحيد اللي يوجع نبعد عن بعض
وضع جبينه فوق جبينها
-بعدك عني أكتر عقاب ليا، شوفتي حبيب بيعاقب نفسه زي كدا، عايزك تتأكدي من حبي ليكِ، نورسين دي متهزش فيا شعرة، عارف ان اللي سمعتيه صعب بس غصب عني حبيبي
دلفت سيلين بالطبيبة، ونظرت للتي تتسطح على الفراش بعينًا حزينة:
-الدكتورة جت ياآبيه، نهض من جوارها وتحرك حينما دلفت والدته بالطفل
تحرك بجوار والدته، فأمسكت كفيه
-أنا عارفة ان ليلى مش كلمتك، زي ماأنا عارفة ان فيه حاجة كبيرة حصلت خلتها تعمل كدا، رفعت نظرها وتلاقت بنظراته:
-عملت إيه ياراكان خليت مراتك الكل يشمت فيها، اوعى تفتكر أمك عبيطة عشان تصدق مسرحيتك دي
صمت لثواني يقاوم صرخة عبأت صدره، حاول السيطرة على نفسه حتى لا يغضب والدته
-ماما لو سمحتِ، بلاش تدخلي في علاقتي مع ليلى، اللي بينا هيكون زي ماهو بلاش تحطي في دماغك أكتر من كدا، واعملي حسابك بعد سنوية سليم هتروحي معايا عشان نتمم خطوبتي على نورسين، قالها وتحرك
❈-❈-❈
بمزرعة نوح.. حملها وهي تصرخ وتلكمه بصدره
-ابعد عني أنا مش هقعد معاك ولا لحظة ياخاين..انزلها بهدوء وهو يحاوطها، ودفعها بقوة إلى داخل الغرفة
تراجعت للخلف وهو يقترب منها حتى اصطدمت بالحائط
-عايز مني ايه يادكتور هو أنا مش قولتلك انتهينا، إحنا انتهيا يابن الكومي
جذبها بقوة وحاصرها من خصرها بقوة
-دا لما ياخدو عزاي ياحبي، انتِ من يوم ماجيتي على وش الدنيا وانتِ ملك لنوح الكومي، يعني هتعملي عبيطة هعمل مجنون وهطلع عين اللي خلفوا ابوكي هنا، سمعتي يابشمهندسة ولا لا، واجهزي الليلة دخلتنا، ماهو مفيش راجل عاقل يفضل مستني على مراته المدة دي كلها قبل مايدخل عليها
دفعته بقوة حتى تحررت منه:
-دا في أحلامك ان شاءالله يابن الكومي، احلم واتغطى كويس ، انت موت يوم ماخنتني وجيت بكل بجاحة تبص في عيني وتاخدني في حضنك وهي ريحتها فيك، وأنا الهبلة العبيطة اللي صدقت كلامك...اقتربت منه حتى اختلطت أنفاسهما ونظرت لمقلتيه
-أنا بكرهك يانوح، وأعرف اليوم اللي هتلمسني فيه هتكون قتلني؛ لأنك متستهلش
دفعها حتى سقطت على الفراش خلفها وحاوطها بذراعيه
-مين اللي وصلنا لكدا مش إنتِ، مش إنتِ السبب اللي خلاني اروح اتجوز واحدة عديمة الشرف زي دي، مش إنتِ اللي اجبرتيني اسمع كلام ابويا عشان مايجيش يهد حياتنا، كنتِ منتظرة مني ايه، وأنا بين الست اللي بعشقها وبين طلبات ابويا اللي شرط يااطلقك ويااكمل جوازي من مراتي التانية، إيه ياآنسة نسيتي يحيى الكومي ممكن يعمل فيكِ ايه، كان لازم
أعمل كدا عشان تفضلي في حضني عشان متحرمش منك، وشرطي الوحيد أعمل فرح والناس كلها تعرف إنك مراتي
شعرت بتمزق بقلبها من كلماته، فهمست له
-يعني قربت منها يانوح، يعني قدرت تقرب من واحدة تانية غير أسما
انسدلت عبرة عبر وجنتيه ودفن رأسه بصدرها
-غصب عني صدقيني، والله ماشفت غيرك، هي مرة واحدة، كان لازم احافظ على جوازنا، كان لازم ...قاطعته بشهقات مرتفعة
اعتدل بعيدا عنها، يعلم ما فعله خطأ، بدا وكأن قلبه يضخ نيران إلى اوردته من صوت بكائها وشهقاتها
جذبها حتى اعتدلت جالسة، وضمها لأحضانه
-أسما وحياتي بطلي عياط، بتموتيني وحياة نوح عندك بلاش توجعي قلبي أكتر ماهو موجوع
وضعت رأسها بأحضانه وتحدثت بصوتها الباكي -تقدر توقف وجع قلبي، تقدر تشفيه يانوح، ياريتني موت ولا سمعت ولا شفتك كدا
ضمها بقوة لأحضانه كأنها ستهرب منه
-بعد الشر عنك ياقلب نوح، أخرجها يحتضن وجهها بين راحتيه:
-أسما انا بتنفس حبك، مقدرش أبعد عنك، وعد مني عمري ماهعمل حاجة تزعلك تاني
أشاحت بعينيها بعيدا عنه، أدار وجهها إليه ينظر لمقلتيه، ثم بدأ يرتشف دموعها وهو يتحدث
-سامحي حبيبك، نوح مايقدرش يعيش لحظة واحدة وإنتِ بعيدة عنه
ارتجفت شفتيها وهمست:
-ابعد عني خليني أشفي جراح قلبي الأول يانوح، وبعدها أقرر هقدر أكمل معاك ولا لا
تنهد بحرقة شديدة ثم وضع جبينه فوق جبينها وأردف:
-هشفيلك قلبك ياحبيبتي، هلملم جراحك ياأسما وإنتِ في حضني، رفع نظر لعيناها
-متبعديش عن حضن نوح ياأسما، أزالت عبراتها وتحركت متجهة لخرانتها
-لو بتحبني ابعد عني لازم ألملم بقايا روحي اللي باقية بعد ما حرقتني يانوح، لو سمحت بلاش تخليني اوصل لطريقة توجعنا إحنا الاتنين
صعق من حديثها فنهض مقتربًا منها ثم حاوطها بذراعيه
-هتقدري تبعدي عني ياأسما..اطبقت على جفنيها حتى لا تضعف من نظراته، ولا رائحته التي تسربت لدواخلها فنزعت نفسها مبتعدة عنه
ووالته بظهرها:
-انت دلوقتي قدامي الراجل الخاين اللي استباح حبي بدون رحمة، اللي كذب عليا
استدارت تنظر إليه:
-مش شايفاك قدامي غير واحد راجل مخادع وكداب وخاين، فلو سمحت احترم قراري
تحرك سريعا خارج من الغرفة بخطى متعثرة متجهًا إلى حظيرة الأحصنة ليتمطى حصانه ويتحرك به سريعا وسط الحقول ...أما هي جلست بشرفتها ونظراتها تراقب تحركه، جلست تضم ركبيتها إلى صدرها وذكريات ذاك اليوم الأليم
فلاش باك
دلفت لمرحاضها وتجهزت بعد وصول العاملة المسؤلة عن تجهيزها لحفل الزفاف، انتهت من تجميلها بعدما وضعت اللمسات التجميلية الرائعة حتى أصبحت كأميرة، اتجهت مرتدية فستان زفافها لتكمل زينتها وتصبح الملكة المتوجة المنتظرة فارس أحلامها ليهبط بها إلى حفل الزفاف
تناولت هاتفها وقامت باتخاذ عدة صور وأرسلتها إلى ليلى ثم رفعت هاتفها
كانت ليلى تتجهز للتوجه لحفل زفافها
-عروستنا الجميلة إيه الحلى دا كله، خايفة على نوح الليلة، براحة ياقلبي هتغرقي الراجل
أطلقت ضحكة قائلة
-حلوة بجد ياليلى..أجابتها ليلى
-قولي ملكة ياحبي، بجد طالعة قمرين، متنزليش لما اوصل، أنا بجهز أهو، مستنية راكان بس بيخلص شوية شغل
-وانتِ كمان ألف مبروك كنتي زي القمر النهاردة، نوح بعتلي صورك
استندت ليلى برأسها على المقعد وأجابتها وهي تنظر لنفسها بالمرآة
-أنا مكنتش حلوة بفستاني ولا مكياجي، أنا كنت مرتاحة ياأسما، مجرد لما تكوني في حضن حبيبك دي أكبر سعادة لأي ست، شعور الأمان والراحة دا أهم من كنوز الدنيا كلها
نهضت وهي ترتدي حجابها وأكملت
-لأول مرة أحس بكياني النهاردة، أنا بحب راكان قوي ياأسما، ابتسمت وأكملت
-وهو كمان طلع بيحبني قوي، بس إزاي ياهانم تروحي تحكيله كل حاجة
ابتسمت أسما وأجابتها:
-هو جالي وعملي كمين والصراحة شوفت حبه في عينيه ياليلى، راكان فعلا بيحبك، ربنا يبعد عنكم عقارب العيلة دي وخصوصا فرح دي
ابتسمت ليلى وأجابتها:
-خليها تقرب منه كدا، عايزة أقولك راكان جميل قوي في حبه وحنين قوي ياأسما، لما اخدني في حضنه كنت حاسة بأمانه بيحاوطني من الدنيا كلها
-واو لا دا فيها أحضان اوعي يابت تكوني وقعتي من أول حضن وخطف قبلته المجنونة
وضعت ليلى إبهامها على شفتيها وتذكرت حينما اقترب منها ولامست شفتيه ثغرها لولا وصول سيلين...اطبقت على جفنيها متنهدة بعشقه فهمست
-ياريت ياختي، ملحقناش
قهقهت أسما عليها مردفة:
-يالهوي الحب ولع في الدرة، دا انتِ حالتك بقت خطر، خايفة اسيبكم مع بعض ساعة، لا لازم أتدخل
ضحكت ليلى قائلة:
-خليكِ إنتِ بخوفك ياهبلة فيه واحدة عاقلة تفضل متجوزة أكتر من سبع شهور ومتخليش جوزها يقرب منها، يابنتي أنا خايفة يكون عندكم عيب خلقي
قهقهت أسما وهي ترتدي الإكسسورات الخاصة بها قائلة:
-لا متخافيش ياختي، دا من اسبوع كان هيغتصبني، لولا ستر ربنا، تذكرت شيئا ثم أردفت
-نوح وقتها مكنش طبيعي حسيت فيه حاجة غلط، فكرني باليوم إياه، كان عامل زي المجنون...تنهدت بألما قائلة
-أنا خايفة ياليلى، كان لازم أتأكد ان حياتنا هتكون مستقرة، ملقيش نفسي حامل ولوحدي في نص الطريق، معرفش اللي عملته صح ولا غلط لكن كان لازم أشوف هينفع نقدر نكمل ولا
اجابتها ليلى:
-حبيبتي أهم حاجة نوح بيحبك، سيبك من كل حاجة وافتكري انه ممكن يهد الدنيا كلها عشانك وبس، هقفل دلوقتي عشان أشوف راكان جهز ولا لا
-طيب حبيبتي وانت كمان انسي كل حاجة وعيشي لحبيبك وبس، راكان بيحبك حافظي عليه
وقفت أمام المرآة لتنظر لطلتها الأخيرة، استمعت لإشعار رسالة، أمسكت هاتفها وفتحت الرسالة..هوت على المقعد خلفها وهي تنظر لصورة زوجها وهو بأحضان أخرى ولم تكن سوى زوجته التي تدعى راندا، صور جعلت قلبها ينزف بقسوة، وضعت كفيها على صدرها عندما شعرت بإنسحاب تنفسها، ثم استمعت لرسالة أخرى
-أكيد عارفة ومتأكدة ان دا حبيبك وجوزي، حبيبك قالتها بضحكات مشمئزة
-شوفتي إنك مجرد محطة إعجاب فقط، وأهو دلوقتي معايا، وفي حضني أنا، ومنتظرين بيبي، دي هدية فرحك ياعروسة كان نفسي أحضر وأباركلك بس البيبي تعبني ونوح قالي بلاش الحركة عشان ابننا يجي بالسلامة، أصله هيموت ويشوف ابنه قالتها بضحكات صاخبة
لحظات بل دقائق وهي تجلس بفستان زفافها، ثم نهضت سريعا وقامت بنزعه سريعا وتحركت مغادرة المزرعة بالكامل، وجدت يحيى يترجل من سيارته بخارج المزرعة توقف أمامها وابتسم بسخرية
-إيه العروسة رايحة تشتري حاجة ولا إيه، تسمرت بوقفتها وجسدها يرتعش
اقترب ينظر إليها بإذراء ومقت وتحدثت بجفاء
- انا سبته يلعب معاكي شوية، كنت عارف انه هيزهق ويروح للي تقدره وتشيل اسمه، وزي ماشفتي أهو زي مااتوقعت
لم يرحم حالتها فاقترب حتى لم يفصل بينهما سوى خطوة وتحدث بفحيح
-اعتبرتك بنتي، بس طلعتي شيطانة وبصيتي لفوق انتِ أخرك تكوني خدامة لابني، بصي على قدك يابنت العشري
رمقته بإحتقار ثم رفعت سبابتها أمامه
-اشبع بابنك، ولا إنت ولا عيلتك كلها تهموني، وحياة كسرة قلبي لأخد حقي منكم
قالتها وتحركت مستقلة سيارة أجرة ورفعت هاتفها وتحدثت :
-ليلى أنا سبت الفرح ومستحيل أرجع تاني ابن خالتك طلع كذاب وخاين أنا بكرهه
على الجانب الآخر كانت تبكي وأجابتها
-أنا رايحة بيت بابا ياأسما، أنا هربت من راكان، ومعرفش بابا هيعمل ايه ممكن يموت فيها
ترجلت من السيارة أمام منزل والدها وأردفت
-تعالي لعندي ياأسما مش مركزة في كلامك، وجدت آسر متجها لمنزل والدها...
خرجت أسما من شرودها على دخول العاملة
-باشمهندسة فيه واحدة برة بتقول مرات الدكتور نوح
ابتسمت بسخرية وهزت رأسها
-روحي ياسيدة وأنا هخرجلها
❈-❈-❈
في قصر البنداري
بعد قليل كان يجلس ينظر إليها من خلال الكاميرا، بعدما قامت الطبيبة بالكشف عليها، توجهت إليه بعدما أخبر العاملة بمقابلتها
- المدام كويسة، هي ضعيفة من قلة الغذا، أنا علقت محاليل، كل تمن ساعات هيتعلقلها محلول، وكمان كتبتلها شوية فيتامينات
أشار بيديه فخرجت الطبيبة بمساعدة العاملة
ظل يراقبها من خلال جهازه المحمول
رجع بجسده يمسح على وجهه بغضب، قاطعه رنين هاتفه
-أيوة ياجاسر، وصلت لمكان أمجد
زفر جاسر على الجانب الآخر قائلا
-لا لسة، أنا متصل عشان حاجة تانية، زي ماتوقعت حاولوا ينزلوا خبر هروب مدام ليلى، بس عز ابن عمي اتعامل ووقف اي خبر مرتبط، وفيه دلوقتي رقابة كاملة منه على الأجهزة
تنهد راكان وهو يكور قبضته حتى ابيضت فأردف:
-جاسر مش عايز أي هوا يعدي عليك، أتصرف وهاتلي أمجد الكلب دا
-راكان أنا فرحي بعد أقل من شهر، يعني هكون مشغول الأيام دي
-تمام ياجاسر أنا هتصرف، ابعتلي عز ابن عمك على النيابة محتاجه في حاجة مهمة
بعد إغلاقه رجع مرة أخرى لمعذبة قلبه واستمع لهمسها، كانت والدته تجلس بجوارها، فتحت جفونها بتثاقل وهي تتمتم بإسمه
-راكان، ابني..اتجهت تمسد على خصلاتها
-ليلى حبيبتي حاسة بإيه يابنتي، فتحت عيناها تنظر حولها
-فين راكان، ابني هو أخد ابني، عايز يحرمني منه، ضمتها زينب لأحضانها تربت على ظهرها
-ابنك في اوضته هجبهولك حبيبتي اهدي
بكت بنشيج وهي تتحدث من بين بكائها
-عايز يحرمني من ابني، عايزني اتنازل عنه، رفعت نظرها بعيناها الباكية وامسكت كف زينب
تقبله
-وحياة رحمة سليم ياماما زينب متخلهوش يحرمني من ابني، هو بيحبك وهيسمع كلامك.
ضمتها زينب تربت على ظهرها
-اهدي حبيبتي محدش يقدر ياخد ابنك منك يابنتي...هزت رأسها كالمجنونة تمسح عبراتها بكفيها حتى نزعت المحلول وانسدلت دمائها
-لا هو كذاب بيضحك عليكوا، انتوا مخدوعين فيه، أنا عرفت انه عايز ياخد ابني، عايز ينتقم مني مفكرني أنا السبب في موت سليم والله انا مكنتش اعرف انه عمل حادثة
بكت زينب على بكائها تمسد على خصلاتها
-حبيبتي اهدي مفيش حد هيقربلك، وأنا هقف إلى راكان لو قرب منك
تراجعت تضم ركبتيها إلى صدرها تهز رأسها
-لا دا محدش بيقدر عليه، ضحك عليا لحد مااتجوزني، عشان يعرف يتحكم فيا وياخد الولد، لا هو طلع ذبالة قوي
صعق من حديثها المؤذي لقلبه، ارتجفت اوصاله من الخوف على حالتها، ابتلع ريقه بصعوبة محاولا إخفاء زعره حينما وجد الدم ينسدل من كفيها..ظل ينظر إليها وإلى ملامحها التي بهتت بالكامل
-ماما زينب لو بتحبيني زي مابتقولي خليه يطلقني ويسبني أمشي بالولد من هنا
نظرت إليها زينب بحزن قائلة:
-وتحرميني من حفيدي ياليلى، يرضيكي يابنتي تحرميني من ريحة سليم
شهقات مرتفعة وهي تهز رأسها رافضة
-مش هقدر أعيش معاه في مكان واحد، دا واحد خاين، أنا مكرهتش قده بحياتي كلها ..قالتها بشفتين مرتعشتين
تنهد بألمًا واضعًا رأسه بين كفيه ينظر بعتاب على صورتها بشاشته وأغروقت عيناه بالدموع قائلا بصوت يملئه الألم:
-دا حبك ليا ياليلى، من موقف مسحتيني وبتوجع فيا، لسة عايزة ايه كل مرة بتدبحي فيا، رفع أنامله يلمس صورتها
-حسابك تقل قوي ياقلب راكان، وكل ماحبي بيزيد كل ماعقابنا بالبعد بيزيد، أغلطي واعملي اللي تعمليه، بس مش هنولهم اللي عايزينه، هيجي وقتنا ونشفي بعض
بعد فترة صعد لغرفتها دفع الباب وهو يرمقها بإذدراء ثم نظر لوالدته
-ممنوع تطلع من أوضتها من غير إذني، الولد يجي لها بمواعيد رضاعته، ماينمش هنا
نهضت سريعا وهجمت عليه تلكمه بصدره ورفعت كفيها تمزق وجهه بأظافرها
-انت مين عشان تتحكم فيا، مفكر نفسك إيه
جذبها بقوة حتى اصطدم ظهرها بصدره وهمس بأذنيها
-أنا قدرك ونصيبك الحلو، لكزته بكوعها ببطنه متألما
-انت أحقر إنسان قابلته في حياتي، نهضت زينب عندما تحولت نظرات إبنها لهيبًا من النيران
-ابعد عنها ياراكان
اتجه بنظره لوالدته قائلا:
-سبيني مع مراتي شوية ياماما لو سمحتِ
صاحت زينب بغضب قائلة
-انا بقولك سيب ليلى ياراكان، إيه ياحضرة النايب مش هتسمع كلام امك
بصعوبه حاول السيطرة على نفسه وتحدث
-وأنا بقولك سبيني مع مراتي ياماما لو سمحتِ، نظرت زينب لليلى المنكمشة بأحضانه ولنظرات أبنها النارية، فاقتربت تجذبه
-حبيبي سيبها وأنا هقعد معاها..
ماما صاح بها بغضب وتحدث:
-قولت سبيني مع مراتي ياإما هاخدها مكان تاني وأحاسبها ...هزت ليلى رأسها عندما وجدت نظرات زينب المشتتة بينهما
-متسبنيش معاه لو سمحتِ، نظرت لأبنها فطالعها بجمود
-إيه خايفة عليها مني، هو أنا في نظرك حقير زي ماهي قالت
هزت زينب رأسها
-لا ياحبيبي، انت سيدي الرجالة كلهم، بس سبها ياابني، عشان خاطر امك
ابتعد بنظراته عنها وتحدث :
-خاطرك في قلبي ياست الكل، بس عايز اقعد مع مراتي شوية إيه مش من حقي، ربتت على كتفه ثم نظرت لليلى وأردفت
-وحياتي عندك براحة عليها قالتها وتحركت للخارج
مازال محاوطها بذراعيه، ارتجف جسدها وهي بأحضانه، نزل برأسه يهمس إليها
-اشجي جوزك وعرفيه يامحترمة إزاي تهربي منه وترجعي تقولي عليه حقير ..لمس خديها بشفتيها وهو يهمس بجوار اذنيها
-عرفي حبيبك الحقير إزاي لجأتي لراجل من شهر كان جاي يوقف قدامي بكل بجاحة ويقول أنا بحب حبيبتك وعايز أتجوزها، قولي لجوزك يامحترمة إزاي تهربي منه وتروحي تقعدي في شقة واحد غريب ليلة
كاملة وهو هنا زي المجنون بعد ماعرف بهروب أمجد
صاعقة شلت حركتها وهي بأحضانه بعدما علمت بهروب أمجد، رفعت رأسها إليه وتحدثت بصوت متقطع
-أمجد هرب، يعني هو برة السجن دلوقتي
نظر لعيناها وشعور مقيت يجعل دقاته تتقاذف بين ضلوعه في حرب طاحنة تهلك أنفاسه من قربها المؤذي لقلبه ورائحتها التي غيبت عقله للحظات مطبقًا على جفنيه لينعم بصوتها الدافئ رغم بكائها ونفورها منه، فتح عيناه حينما استمع لهمسها
-أمجد ممكن يقتلك ويخطف ابني صح
هنا توقفت عقارب الساعة وهو يرى ذعرها عليه حينما استدارت بجسدها إليه، ثم تذكرت مااستمعت إليه
-انت عايز مني ايه، يعني اتجوزتني عشان تحميني من أمجد، ولا عشان إيه
تركها بغتة بشكل عنيف كهجومها الضاري منذ لحظات عليه ثم تراجع بخطوة للخلف يضع كفيه بجيب بنطاله وقام بإشعال سيجاره
- اتجوزتك عشان احمي ابن اخويا، ماهو مش معقول أسيبك تاخديه وتمشي من البيت دا وتجبيله جوز ام يتحكم فيه
إزداد الغضب بداخلها حتى تشكلت غصة مريرة جعلتها عاجزة عن التنفس فهوت ساقطة على المقعد
-يعني كلامك ليا كان كله كدب
جلس واضع ساق فوق الأخرى وتحدث
-انا مكذبتش عليكِ، انت كنتِ عارفة ان نورسين خطيبتي وقولتلك الكلام دا، أما لو قصدك ليه قولتلك سبتها فدا عشان اضمن موافقتك، مش بيقولوا الخدعة في الحب والحرب
ارتسم تعبير مندهش ممزوج بالغضب فهمست
-حب وحرب، رفعت نظرها لمقلتيه ترمقه بإحتقار:
-فين الحب دا، انت دبحتني..نصب عوده واقترب يحاوط مقعدها
-ماهو إنتِ دبحتيني قبل كدا، نسيتي عملتي ايه، رغم إنك عرفتي بحبي روحتي بكل جبروت كملتي جوازك بأخويا
اتجه بنظره لفراشها وسرت النيران بداخل صدره حتى شعر بها تحرق احشاؤه فتلونت حدقتاه باللون الأحمر وهو يشير على الفراش
-هنا كنتِ بتنامي في حضنه، ووراكي بحيطة أنا كنت بموت من الألم
هنا دقاته كانت بتنبض بحبك وكلامه المعسول وأنا وراكي دقاتي بتنبض بنار بتكوي قلبي وأنا بتخيلكوا مع بعض
ضغط على فكها بقوة وأردف كالمجنون
-قولتليه بتحبيه مش كدا، انسدلت عبرة وهو يكمل بماشطر قلبه
-قولتيله زي ماقولتلي كدا، ردي يامدام، اتوجعتي زي مااتوجعت، أنا كان قلبي بينزف وانت بتستمعي بحب أخويا
نظر لعيناها التي توسعت من كلماته ببكائها وشفتيها المرتجفة بالخوف، فأنقض يقبلها بعنف حتى ادمى شفتيها، ثم تركها وهو يأخذ أنفاسه بصعوبه، فرفعها بقوة حتى نهضت وأصبحت بأحضانه ولم تقو على الحديث كأن الذي أمامها شخص لا تعرفه، رفعت أناملها تمسح الدماء من شفتيها
دنى ينظر لتورمها فرمقها بنظرات جحيميه، ووضع إبهامه يتحسس شفتيها بقسوة:
-إيه بتوجعك، ولا مش متحملة ألمسك، متخافيش مبحبش المستعمل، أنا كنت بحاول اذيل آثار سليم من عليها، عشان وقت مايجيلي مزاج مايكونش عليها حاجة من أثاره
أظلمت عيناه وارتسم بها نظرة جوفاء قاسية
-عايزة نتحاسب، ماشي يامدام، هنتاحسب وكل واحد هياخد حقه، بس متنسيش حسابي هيكون صعب يارب تتحمليه.. ودلوقتي عايزة تعيشي بأمان مع ابنك اياكِ، ثم إياكِ تخطي خطوة واحدة بدون علمي، بلاش أقولك أعدائي في كل مكان حتى في البيت دا، ياريت تكوني عاقلة وتحافظي على نفسك وابنك قالها وخرج