-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 18


قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل الثامن عشر



قمة العشق هو أن تقضي الليل وأنت تبكي، وتموت قهرا على غيابه وتتوعد بنسيانه وحين تجتمع عينك بعينيه تنسى كل شيئ، وتبتسم فالعشق ماء الحياه، وهو روح من النيران ليطفئ لهيبها المشتعل

❈-❈-❈ 


قبل ولادة ليلى بساعة 

وصل المشفى وهو يضمها لأحضانه، ترجل سريعًا من السيارة وهو يحملها متجهًا بها للداخل، كان يونس ينتظره 

دلفت للداخل، وهو يضم كفيها بإحتواء، أمال بجسده يضم وجهها 

-"ليلى" سمعاني، عايزك تدخلي الأوضة دي وانتٍ متأكدة من حبي ليكِ، المهم إنتِ عندي

ليلى أتأكدي أنا بحبك  

أغروقت عيناها بالدموع ولم تقو على الحديث

وضعت كفيها على أحشائها وانسدلت عبراتها وهي تطالعه فقط، رضع كفيه فوق كفيهاوشعر بضعف الدنيا من آلامها، ليته يستطع أن يمتص آلامها بدلا عنها 

احتوى وجهها وهمس بصوتًا حاول أن يكون متزنًا

-هتقومي بالسلامة حبيبي، ليلى أنا عرفت كل حاجة، لازم تقوميلي بالسلامة    

ضغطت على كفيه وهمست بآلامها

-راكان أنا خايفة، عايزة ماما، رسم إبتسامة وهو يحاوطها بنظراته

- أنا مش  مكفيكِ، لسة طفلة وعايزة ماما 

آآهة ...خرجت من بين شفتيها ودموعها تجري كالشلال على وجنتيها  

أطبق جفنيه وبركان عشقه وخوفه عليها زلزل كيانه فاردف بصوتًا هامس: 

-حبيبتي يونس معاكي جوا، متخافيش أنا هستناكي هنا

رفعت عيناها وتقابلت نظراتهما وجدت الرعب على عيناه فتحدثت بصوت مفعم بالبكاء: 

-سامحني لو سمحت ممكن مخرجش عايشة...دفعت الممرضة الفراش

فأردف بجوارها 

-ان شاءالله هتقومي بالسلامة، امال بجسده ثم طبع قبلة على جبينها 

-ليلى أنا هستناكي، تحرك الفراش ويديهما متشابكتين حتى وصل لغرفة العمليات فانزلق كفيها وانسحب الفراش للداخل، ونظراتها متعلقة به، حتى شعر بإنسحاب أنفاسه 

فجلس بالخارج وبجواره سيلين تربت على ظهره ببكاء:

-ليلى هتقوم بالسلامة مش كدا، ضمها لأحضانه 

-إن شاء الله حبيبتي، ادعيلها ياسلين، انتِ قلبك نضيف ربنا هيتقبل منك 

وضعت رأسها بأحضانه تبكي 

-انا خايفة عليها قوي ياراكان، أخرجها يزيل دموعها 

-سيلي حبيبتي انا محتاج اللي يقويني، بلاش تعيطي، اتصلي بمامت ليلى وعرفيها، 

وصل يونس الذي تجهز لدلوفه للداخل، هب واقفا ينظر إليه

-هتكون كويسة يايونس مش كدا، هي مش لسة بدري على ولادتها 

ربت يونس على ظهره

-راكان أنا كشفت عليها، لازم عملية عشان دي ولادة قيصيرية، هي كويسة أن شاءالله، الولد مقلوب ابن المؤذية دا 

امسكه راكان من تلابيبه

-دا وقت هزار يابني آدم، انزل يديه وهو يرمق التي تجلس تبكي فأردف 

-فيه ستات كتيرة بتولد في التامن، متخافش ان شاءالله هتقوم بالسلامة وتتجوزوا ياسيدي، اللي يشوفك دلوقي، مايقولش من كام يوم عامل دراكولا 

استدار إليه عندما وجد نورسين متجهة إليهما، فهمس إلى يونس 

-مش عايز نورسين تعرف حاجة، وكمان ممنوع حد يدخلها، بلاش أقولك واكدلك 

-حياتها في خطر هي والولد أومأ برأسه ودلف للداخل 

-إيه ياراكان صحيح ليلى هتولد 

جلس ورسم على وجهه الجمود قائلا 

-ايوة أخيرا ابن سليم هيجي، وهاخد حقه وحقي 

ضيقت عيناها متسائلة 

-تقصد إيه ياراكان...رفع نظره إليها 

-أمشي دلوقتي مش عايزك تكوني هنا، وأنا كدا كدا همشي مستني حد من أهلها 

دنت تحاوط عنقه وهمست أمام شفتيه

-ايه الشو اللي عملته عند البيسين دا 

ضيق عيناه متجاهلا حديثها 

-عملت إيه مش واخد بالي..جلست بجوار سيلين تطالعه قائلة

-أحضانك ليها، مش دي اللي عايز تنتقم منها 

جذبها من رسغها وتحرك بعيدًا عن أخته

-اتجننتي بتقولي إيه قدام سيلين، وبعدين إنت جاية ليه، ياله أمشي من هنا، وإياكِ تجي من غير أذن 

وضعت رأسها على صدره

-حبيبي أنا آسفه متزعلش، أنا همشي واستناك تيجي نسهر مع بعض زي زمان 

جذب خصرها بقوة حتى اختلطت أنفاسهما ثم همس بجانب اذنها 

-الليلة لازم ابارك للمدام اللي فرقت بيني وبين أخويا، وكانت السبب في موته، أمشي دلوقتي وبعدين نتكلم 

تحركت بعدما طبعت قبلة على وجنتيه، وصل توفيق يرمقهما بسخرية 

-في المستشفى، هو انت مش فارق معاك مستشفى ولا غيره 

-أمشي ياروحي وبعدين نتكلم، قالها راكان وهو يرمق توفيق 

تحركت وهي تلوح بيديها قائلة 

-هستناك ياحبيبي، سلام 

نظر توفيق إلى غرفة العمليات 

-إيه أخبار حفيدي، وليه بتولد دلوقتي 

جلس متكأ بظهره على المقعد، ولم يجيبه فيكفي مايشعر به من خوفًا ..أطبق على جفنيه عندما وصل الجميع وهم ينتظرون خروج حفيدهم، سوى زينب التي لم تعلم بولادة ليلى بأمر من راكان 

نهض وهو يتحرك ذهابًا وإيابًا، لا يعلم ماذا عليه فعله في وسط ذاك الحشد، تمنى لو دفع ذاك الباب ودلف، لم يتيح إليه الفرصة للتفكير فدلف عندما وجد الجميع منشغل 

دلف بهدوء يبحث بعيناه قابله يونس بعدما انتهى، نظر إليه بذهول

-راكان بتعمل ايه هنا؟! 

-ليلى عاملة ايه يايونس، وتأخرت ليه؟! 

جذبه متحركًا للخارج من بابًا آخر 

-هي كويسة والممرضة اخدت البيبي، عشان نطمن عليه عند دكتور الأطفال، ونشوفه محتاج حضانة ولا لأ ، متقلقش عليها 

توقف ممسكًا كفيه 

-يونس مش مخبي عليا حاجة مش كدا، سحبه يونس متجهًا لغرفتها ..وجدها تخرج على فراش المشفى لا حول لها ولا قوة، أسرع خلفها 

-هتفوق إمتى، نظر لساعته وتحدث

-عشر دقايق متخافش، هي كويسة وكله تمام 

-مش عايز حد يعرف إنها فاقت، ممكن سيلين بس عشان كانت خايفة عليها، اومأ برأسه وتحرك يونس للخارج 

دلف لغرفتها وجدها مازالت نائمة، جلس بجوارها ممسكًا كفيها ثم رفعه يطبع قبلة عليه 

بعد قليل وصلت الممرضة تحمل الطفل بجوارها يونس وسيلين..أسرعت سيلين إليه

-مبروك ياراكان، ابن سليم 

حمل الطفل ينظر إليه، رجفة أصابت جسده، وشعور متناقض أستحوز عليه، لا يعلم ماذا يشعر، أهو سعيدًا أم حزينا، لا يشعر بشيئا سوى أن ذكرى أخيه أمامه، همس إلى نفسه 

-أيعقل أن أكرهه، ظل يطالع الطفل للحظات، انسدلت عبرة غائرة على وجنتيها، هنا شعر بجمود جسده وعيناه معا، فهز رأسه رافضًا أحاسيسه قائلا لنفسه

-دا إبن اخويا، هو مالوش ذنب دا هيكون أغلى من حياتي، مش اللي فرقنا ابدا، فراقنا كان قدر ومكتوب 

رفع الطفل ثم طبع قبلة على جبينه قائلا

-ربنا يبارك فيك، أنا معرفش ايه المفروض أعمله، كل اللي أعرفه وحاسس بيه إنك غالي قوي حبيبي 

ضمه لأحضانه واغمض عيناه كأنه يشم به رائحة أخيه الغائبة 

كان يونس يراقب حالته، شعر بالحزن عليه، نعم شعور مقيت لعاشق أن يرى ابن حبيبته من رجل آخر، ولكن هنا سيطر حب الأخوة على حب القلب 

اقترب يونس يربت على ظهره متسائلا

-راكان حاسس بإيه 

رفع نظره بتيه مردفًا 

-لو قولتلك كان نفسي سليم يكون موجود دلوقتي وهو اللي يضم ابنه هتصدقني 

اقتربت منهما سيلين تبكي على كلمات راكان ودموعه التي انزلقت رغمًا عنه، أكمل راكان وهو يطالع الطفل

-سليم كان ابني قبل مايكون أخويا، وعمري مافكرت اخطف سعادته ابدا، والله يايونس عمري مااتمنيت له غير انه يكون سعيد مع البنت اللي بحبها 

حاول يونس تغيير الكلام حينما شعر بتخبط راكان وحزنه الذي ظهر على ملامحه فأردف

-الولد دا شبهي ...ضحكت سيلين من بين بكائها وأجابته

-شبه مين هو إحنا ناقصين رخامة وتلزيق 

مسد راكان على خصلات الطفل، ثم أردف مبتسمًا 

-بس ياحمار الولد شبه عمه، اطلق يونس ضحكة مرتفعة 

-ايوة هتقولي، واخد منك الرخامة ولد رزل من وقت مانزل من بطن أمه مش مبطل عياط

رفع نظره للممرضة وهو يضم كفيه

-الولد كويس...أومأت الممرضة برأسها قائلة

-كويس زي الفل 

استمع لهمس ليلى ...تحرك متجهًا إليها بإبتسامة جذابة خرجت من شفتيه وهو ينظر لعيناها المنغلقة وهي تهمس 

-ابني..جلس بجوارها ونزل بجسده إليها يهمس إليها

-انا موجود هنا، افتحي عيونك حبيبي عشان أشوف بيهم جمال الدنيا 

سحب يونس كف سيلين وخرج 

فتحت ليلى جفنها بتثاقل وجدته قريبًا لوجهها همست

-ابني فين ابني، هو كويس

❈-❈-❈ 


رفع الولد إليها وابتسم عندما شعر بإحساس عميق وشعورا من نوع خاص، شعور اخترق قلبه وتمنى لو يضمها إلى صدره، ناهيك عن هزة قلبه التي اجتاحت كيانه، فظل ينظر إليها وكأنه غريب عن بلده لأعوام متتالية، واجتاحه الإشتياق واللهفة 

وضع الولد بأحضانها هامسا لها 

-عقبال لما تجيب ابننا، واللي متأكد منه هتكون بنت زي القمر شبه أمها 

برقت عيناها ثم أغلقتها بألمًا، فهمس لها مرة أخرى:

-تفتكري هسامح في حقي ياحبيبي، تؤتؤ ياقلبي، إستني عليا أسبوعين وشوفي حبيبك هيعمل إيه، مش أنا حبيبك برضو، واللي بحب حد قوي، بسمع انه بيحب يجيب منه ولاد كتير أنا مش عايز غير خمسة ستة بس، ولو أكتر معنديش مانع، قالها وهو يغمز لها بطرف عينيه

توقف مجرى الدم بعروقها تنظر إليه بصدمة، فسحبت نظرها بعيدًا عن إختراق نظراته

-راكان ابعد، شكلك شارب حاجة ولا إيه 

أدار وجهها بأنامله

-ابعد ياليلى، أكتر من كدا بعد، 

استدارت بوجهها بالجانب الآخر

أدارها مرة أخرى يلمس وجنتيها وينظر لملامحها الشاحبه، فأردف بصوتًا مبحوح من كثرة مشاعره التي سيطرت عليه: 

- بتبعدي عيونك عني ليه طيب، مش إحنا اتصفينا...رفع كفيها يطبع قبلة عليه 

سحبت كفيها سريعًا 

-إنت اتجننت  قوم مينفعش تقعد جنبي كدا 

حاوطها بذراعيه وابتسامة بجاذبية وهو يتطلع عليها بإنبهار لعيناها التي تشبه ظلام الليل وهي تسحره بها ...ثم أردف بنبرة رجل عاشق حتى النخاع 

- النهاردة الجمعة، هسيبك جمعتين بس ياليالي، وبعد كدا هتكوني في حضني   

كست الحمرة وجنتيها مما زاد من سحرها فلم يشعر بنفسه وهو ينزل حتى يلتقط شفتيها 

صرخت به بصوتًا متألم، رافعة كفيها لتمنعه حتى شعرت بآلاما تخترق جسدها بالكامل 

تراجع خطوة للخلف وهو يشير بيديه، ثم تحمحم كي يجلي صوته الذي تأثر من قربها

-خلاص اهدي يخربيتك هتفضحينا، وهتصحي السحلية اللي جنبك 

-آآه بطني مش قادرة، دنى منها 

-آسف مكنش قصدي، قالها وهو يجذب كفيها

اجبلك يونس يشوفك 

وضعت يديها موضع جرحها 

-بطني بتوجعني قوي، خرج سريعًا متجها إلى يونس، دلف الجميع بعدما علموا بإفاقتها 

بعد عدة ساعات ذهب الجميع لمنازلهم سوى توفيق، نظر راكان إليه بإستفهام 

-هو حضرتك مروحتش ليه؟! 

ابتسم بسخرية قائلا:

-مستني اخد حفيدي، البنت اللي جوا دي مش ضامنها، ثم استرسل بنبرة حزينة وعينان منكسرة 

-نفسي أخده في حضني ياراكان، ممكن تجيبه يابني عايز اشم ريحة سليم، بكى لأول مرة قائلا:

-حبيبي وحشني قوي، وحياة ابوك عندك تجيبه أشوفه وخده تاني، كل ماادخل لعنده يقولوا نايم 

دقق النظر إليه فأشار بيديه:

-تعالى ياجدو شوفه جوا، ليلى نايمة اصلا، بس أقول لوالدتها إنك هتدخل 

أومأ برأسه موافقا، ثم دلف للداخل بعد طرقه على باب الغرفة، وجدها استيقظت ومازالت تتألم وتحاول الوقوف بمساعدة والدتها وأختها وسيلين، رفعت نظرها إليه 

توجه إليها، وهو ينظر إلى درة وسيلين، خدوا البيبي برة لجدو يشوفه، مينفعش يدخل وهي كدا 

ابتسمت سلين واردفت

-اومال انت بتدخل ليه، حاوط خصرها حتى تتحرك بمساعدته يدقق النظر داخل عيناها،واسترسل بعينان تهيم عشقها

-ليلى في حكم مراتي..حاولت الأبتعاد عنه فأردفت:

-راكان مينفعش كدا لو سمحت إحنا لسة متجوزناش، هزت والدتها رأسها 

-ايوة يابني اللي بتعمله غلط، لسة مفيش عقد بينكم، لو سمحت يابني بلاش تغضبوا ربنا 

تأفف بجذع وهو يردف:

-هو أنا عملت حاجة، أنا بساعدها عشان تمشي، بدل ماتوقع ..تحركت بعض الخطوات معه، ثم جلست تلتقط أنفاسها بتعبًا 

تحركت والدتها للرد على آسر، جلس بجوارها يعدل من وضعية حجابها ووضع خصلاتها المتمردة بداخله 

-كدا كويس، وضعت رأسها على كتفه حينما شعرت بآلام جسدها وهمست 

-عايزة أنام مش قادرة اقعد ولا أمشي 

حاول إخفاء إبتسامة قدر المستطاع على إرهاقها حتى لم تشعر بوضع رأسها على كتفها، فرفع ذراعيه يحاوط خصرها 

- نامي حبيبي صدري حنين متسع للحبايب كلها

اعتدلت حينما استمعت لكلماته، ونظرت بذهول إلى صدره فرمقته بنظرة جحيمية 

-صدر مين اللي يتسع الحبايب، طيب كويس انك فتحت الموضوع دا ياحضرة المستشار 

-ليلى المحجوب مش هتتجوز واحد خاطب، ولا حتى  مجرد نظرة لأي ست، ودا شرطي ياأما كدا ياإما كل واحد يلتزم حدود  نفسه 

مش ليلى المحجوب اللي جوزها كل شوية في حضن ست، سامعني، قالتها والكبرياء يعتلي كل ذرة بها 

جذب رأسها حتى اختلطت انفاسهما وهي تضغط على آلامها واردف

-اسمعي ياليلى يابنت المحجوب، أنا مباخدش أمر من حد، حتى لو كنتٍ إنتِ، 

رفع كفيه يضع خصلة متمردة خرجت من حجابها خلف أذنيها 

-أنا آه بحبك،  لكن دا مايدلكيش الحق إنك تتمادى..دفعته بارهاق

-تبقى مجنون ياحضرة المستشار، دا أنا ادوس على قلبي وعليك شخصيًا، أوعى تفكرني ضعيفة عشان بحبك، لا ياحبيبي، ساعات الحب بيتحول لحاجات تانية لما الست تشوف الراجل اللي بتحبه بيأذي قلبها 

رجفة قوية مرت بسائر جسده من اعترافها بحبه لأول مرة دغدغت مشاعره فكان لكلماتها أثرا على قلبه حتى شعر بدقاته العنيفة تخترق صدره 

ابتعد بجسده يطالع نظراتها وشفتيها وهي تتحدث بغضب، رغم أثار الألم عليها، إلا أنها أنثى طاغية الكبرياء تود أن تحطمه بكبريائها 

صمتت عندما وجدت نظراته الموجهه إليها 

-فيه ايه بتبصلي كدا ليه زي مايكون عايز ترسمني

دنى يحاوطها بذرعيه قائلا بصوته الرجولي

-قولتي لا ياحبيبي هدوس عليك مش كدا 

ضيقت عيناها مستفهمة 

-شغل الشرطة دا مبحبوش، قول عايز ايه انا تعبت وعايزة أنام 

أشار بعينيه قائلا

-عيدي اللي قولتيه كدا...دب الجنون بملامحها، فصاحت باسم والدتها

-ماما تعالي ساعديني عايزة ارتاح، ثم أكملت هامسة

-شكل حضرة النايب متقل في الشرب، ولا اتجنن معرفش 

دنى حتى اخترق قانون المسافات بينهم جاذبا رأسها محاولا الثبات بصعوبة حتى لا يقبلها، فهمس بجوار شفتيها 

-شارب من حبك كتير ياروحي، فخلينا بعقلي ياست المهندسة، بدل مااقلب جنان حق وحقيقي، حاوطها بنظراته الثاقبة فاكمل حديثه

-هنتجوز ياليلى وفي أقرب وقت، بلاش تخليني ابعت اجيب المأذون دلوقتي ومالكيش دعوة بعلاقتي 

تولد الألم بداخلها متحدًا مع غضبها الذي تحول إلى غيرة جنونية على رجل لا تشعر بدقات قلبها سوى معه فقط 

لملمت بعثرة مشاعرها التي بعثرها بقربه ونظراته فتحدثت كقطة شرسة متناسية آلامها

-طيب عايزة أعرف هتتجوزني إزاي 

جلس عندما فقد سيطرته، فلقد شلت أعضائه

من حركاتها الجنونية، ود لو يعانقها حتى يسحق عظامها، نظر لشفتيها التي تشبه حبة الكريز الناضجة وتمنى تذوقها، مسح على وجهه ولم يتحدث 

حرب النظرات كانت المعذرة عن شعور كلا منهما، فتعالت الأنفاس بدقات القلوب، قطع صمتهم هو قائلا

-ليلى مفيش حاجة بيني وبين نورسين ابدًا، وخليكي واثقة في حبيبك، قالها وهو يدقق النظر بعيناها 

انكمشت ملامحها بتعبير ساخر مع نظراتها المتهكمة

-دي واحدة السبب في كل حاجة، جت وقفت بكل برود وقالت إنها حامل منك، في الوقت اللي كنت رايحة لعندك عشان اقولك على تهديد امجد، حطمت كل حاجة، وضعت يديها على قلبها

-حطمت قلبي ياحضرة النايب، وانت عملت إيه ولا حاجة 

ثنى جسده وقام بحملها فجأة، صرخت به 

-تعالي نامي وارتاحي ياليلى وبعد كدا نتكلم، بس عايز أقولك انتِ السبب في كل حاجة مش نورسين ولا غيرها 

دثرها بالغطاء وتعمق بنظراته التي تعانقها، حتى أشعرتها برجفة قوية تضرب عمودها الفقري حينما اقترب من وجهها ومازالت ذراعيه تحاصرها قائلا

-لازم ننسى الماضي ونفتح حياة جديدة، وصدقيني لو اتحاسبنا هتطلعي مديونة بكتير، قبل مااقفل على الموضوع دا فيه حاجة لازم تتأكدي منها 

-أنا بحبك انتِ وبس، نورسين مفيش حاجة بينا غير شغل وبس      

قاطعهم صوت الطفل الذي دلفت به سيلين 

-خدي يالولا رضعي الولد، آه صحيح هتسموا إيه؟! 

حمحم راكان حتى يتجلى بإخراج صوته متزنا ثم استدار إلى اخته وحمله متجها إليها 

-هسميه أمير إن شاء الله، عشان يكون أمير لعيلة البنداري 

كانت تطالعه بنظرات صامتة، حقا هو اعترف لها بحبه، أغمض عيناها تتذكر حديثه معها عند المسبح، وأثناء دخولها لغرفة العمليات، والآن

نعم تعشقه بكل كيانها، ولكن كيف لها تصمت أمام جبروته مع الأخريات، تنهدت بألما تطبق على جفنيه، تتمنى حياة هادئة مع طفلها، فتحت عيناها عندما استمعت حديثه

-إيه رأيك في أسم أمير

❈-❈-❈ 


رفعت نظراتها إليه ودققت النظر به عندما قالت:

-بس سليم كان عايز يسميه على أسمك، رفع نظره إليها بسخرية 

-لا مستحيل اسميه راكان، قالها بوجع ثم أكمل 

-خلاص هو أمير، عندك إعتراض ولا إيه 

-حلو أمير ياليلى...قالتها درة ثم نظرت لأختها

-ماما روحت ياليلى عشان بابا تعبان وآسر كلمها، معلش حبيبتي انا معاكي 

-بابا وحشني قوي يادرة، حبيبي لسة تعبان 

اومأت درة برأسها