-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 21 - 1

 

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل العشرون

الجزء الأول


فعشقُ القلب مثلُ الروحِ لا يفنى

وعشق العين لا يبقى وإن دامَ

فأما العين كم ترقى لفاتنةٍ

واما القلب يوفى العهد إبراما

وما بالي وأني عشقتُ لا أدري

وكان العشقُ لي ماضٍ وأوهاما

وذابَ القلبُ والأرواحُ قد ذابت

فقال الناسُ كان الحبُ إجراما

فقلتُ الحقَ لو حبي هو جُرمي

فإن القلبّ بالإجرام قد هامَ..

 

--

باي  يامدام هستنى المرة الجاية بفارغ الصبر ومتخافيش هعرف قيمتك.. قالها وهو يمشط نظراته على جسدها بوقاحة ثم رفع نظره لوجهها الذي اصبح كالاموات

هنا شعرت بألم هائل يجتاح قلبها قبل جسدها... قبضة قوية اعتصرت قلبها وهو ينظر لها بتلك النظرات

أمتلأت عيناها بنيران الغضب... نظرت له بذهول فتحركت إليه سريعا كالفهد المفترس ثم قامت برفع يديها لتصفعه

- اتجننتي!! مفكرة نفسك مين، دا حتى لسة مشتري ليلة بعشرين مليون..

تساقطت دموعها بغزارة وهي تهمهم بكلمات كفاقدة الحياة بعدما كانت تشعر منذ قليل بسعادة الكون وهي بأحضان حبيبها

- بكرهك... قام بإشعال تبغه ونفثه بوجهها مكملا حديثها

-ومكهرتيش في حياتك قدي، غيره لو خلصتي كلامك،  ممكن تسبيني أغير هدومي، أما بقى لو عايزة نكمل حاجة تانية معنديش مانع 

تراجعت للخلف وهي تهز رأسها ودموعها تغرق وجنتيها، قلبها بدأ يصفعها دون رحمة حينما استمعت لكلماته التي حطمت قلبها وجعلته فتات مبعثرة، دارت الأرض تحت قدميها وشعرت بتوقف تنفسها، فاستدارت دون حديث 

 

تحركت بحركات واهنة ضعيفة كفاقد الحياة

نظر إلى شحوب وجهها الذي تحول لشحوب الموتي بعدما كان يضج بسعادة عيناها بأحضانه، كان يقاتل بضراوة ألم قاتل بأنحاء صدره، تحرك خطوة خلفها، ولكنه تذكر حديثها المهين لرجولته، فتراجع ثم أغلق الباب بعنف حتى اهتزت جدرانه

زفر باختناق واتجه لشرفة غرفته

اما عنها... اتجهت سريعا إلى غرفتها دون هدواة خرجت كطائر ذبيح... ارتعاش بجسدها بالكامل... تتمنى الموت كلما تذكرت صفعاته لها بكلماته الدامية،  كيف لها أن تعشق رجل بجبروته

ارتدت ملابسها سريعا بعدما قامت بتمزيق قميصه بأبشع الطرق وإحراقه بالمكواه التي توضع بركن الغرفة.. وضعت حجابها دون اعتداله وخرجت سريعا من ذلك المنزل الذي شهد بأسوء ليلة تمر بها

وقف في الشرفة ينفث دخان سيجاره كلما تذكر دموعها... كأن قلبه يكتوي ألما ووجعا... يود لو يذهب إليها ويضمها بكل قوة حتى يشبع روحيهما

أغمض عيناه عندما تذكر لحظاتهم الحميمية.. ابتسم بخفوت عندما تذكر همسها باسمه.. فتح عيناه فجأه عندما استمع لخطوات حذائها ذو الكعب العالي... وجدها تخرج من المنزل متجه بين الأشجار في الغابة وهي تبكي بنشيج تتحرك كإنسان فاقد للحياة تكاد أن تقف على رجليها

خطت بعض الأمتار أمام عيناه... نزل سريعا متجها إليها يبحث بعيناه عليها... دلف الى الغابة خلفها وهو يصيح باسمها.. يكاد يموت خوف عليها... شعر باختناق روحه عندما لم يجدها... هزة أصابت جسده وتمنى بعدها الموت لا محالة من افتقدها

ظل يسير خلف أثار اقدامها التي اتضحت بأنها قامت بخلع حذائها...

هنا هدأ روعه عندما استمع لشهقاتها وجلوسها بعدما تمزق فستانها من الأشجار وجرح كتفها

اقترب اليها بهدوء.. احس بوخزة مؤلمة شقت صدره لنصفين:

ليلى أردف بها بعدما وقف بمقابلة جلوسها

نظرت إليه بأعين تغشاها الدموع... أعين منتفخة ابكت بكل ماتحمل من الالم على مااشعرها به

انحنى بكل أنفاسه الحارة التي ألهبت كيانه واختنقت روحه عندما شعر بفقدانها

ضمها بكل مايملك من قوة وتسائل

- انتِ كويسة... ورغم ماأصابها إلا إنها شعرت بالأمان بأحضانه... سكنت للحظات

وبدأت تبكي مرة اخرى

- ليه!! ليه تعمل فيا كدا.. ليه تموتني كدا

رفعت عيناها الباكية

- لية بتكرهني أوي كدا!! ضم وجهها وأردف :

- اشش.. اسكتي.. متعرفيش حاجة... مجنونة انتِ أكرهك إيه.. انسدلت دمعة خائنة بعدما نعتته بكره لها

اقترب ضامما ثغرها  الذي أدمنه، حيث جعله كجرعة هيروين تريح أعصابه..وضع جبينه فوق خاصتها وأردف بصوتًا مبحوح:

- ياريتني اقدر اكرهك.. صدقيني لو ربنا بيحبني عايزه يكرهني فيكي

- بس أنا بكرهك ياراكان، على رغم من كلماتها التي ذبحته إلا أنه قام بحملها بعدما تساقطت الأمطار بغزارة

- عارف إنك بتكرهيني.. يابختك

حملها متجها للمنزل... وهي ترتعش بين يديه وتتمتم  ببعض الكلمات التي تسبه بها ضمها لحضنه

- راضي بكل اللي تقوليه.. وضعها على الاريكة وقام بإشعال المدفأة مرة آخرى بعدما وجدها ترتعش من برودة الجو... اتجه للغرفة يحضر لها شيئا ترتديه... ولكنه ذُهل من وجود قميصه المحترق والممزق... أخرج قميصا اخر  .. ونزل سريعا مع بعض الأغطية وقام بخلع ملابسها بالكامل التي تمتلأ بمياه الامطار.. وألبسها قميصه

كانت يديه تتحرك بعشق على وجهها وشفتيها المتورمة وهو يردف:

- لو انتِ بتكرهيني أنا بعشقك... مقدرتش اكرهك حاولت بس مقدرتش، قالها وهو يضمها لأحضانه؛ بعدما وجد جسدها يرتعش بالكامل

رفعت يديها على وجنتيه

- أنا كدابة!! متصدقش كلامي، كانت حرارتها ارتفعت... بدأ يقوم بعمل كمادات باردة لخفض حرارة جسدها الذي يرتعش بين يديه

همهمت بين اليقظة والنوم

- بحبك اكتر واحد في الدنيا دي.. حتى أكتر من نفسي وضعت رأسها في حضنه ومازالت تهذي ببعض الكلمات

عايزاك تحبني زي مابحبك وبس... على رغم كلماتها التي أروت قلبه... إلا انه تذكر شرطها 

مسد على شعرها الأسود المبتل الذي يشبه سواد الليل، يضاهيه بحر عيناها الأسود  اللامع، وبشرة حليبية يزينها خدان شهيان وثغر كنعقود عنب، دنى ملتقطًا ثغرها في قبلة شغوفة، وهو يسحقها بأحضانه، عندما قالت:

-راكان متزعلش مني، عارفة اني وجعتك كتير،أنا محتاجة الفلوس عشان بابا، وكمان قولت عشان اوجعك زي مابوجعني، ايوة  إنت السبب، إنت اللي خلتني مجنونة بالغيرة، رفعت كفيها وتشابكت أصابعهم، ونظرت لعيناه

-قولي أعمل في غيرتي  دي، أعمل إيه وانت بتقولي حاجة وبتعمل حاجة، كسرتلي قلبي وروحت خطبت واحدة، وأنا مراتك، ضحكت عليا وفهمتني إنك بتحبني، وانت بتنتقم مني، طيب اديني عقل يخليني اسامحك

دققت في ملامح وجهه:

-راكان اثبتلي مرة واحدة إنك فعلا بتحبني

احتضن وجهها الذي ارتفعت حرارته واقترب منها

-راكان بيعشق ليلى، صدقيني فيه حاجات مينفعش احكيها؛ خليكي واثقة أني بعشقك، بعشقك لدرجة قلبي بيوجعني لما بتبعدي عني، شوفي بقالنا كام شهر والوضع بيسئ بينا، ليلى أنا بحبك والله مش كلام

بدأت تملس على خديه:

-راكان أنا سقعانة غطيني، جذب غطاء آخر عندما وجد جسدها يرتعش، حملها متجها للفراش حتى تنعم بالدف،  تسطح بجوارها وهو يضمها بكل قوة؛ قلبه يفعل به ما لا يتحمله عقل

بعد فترة ذهبت بنومها من شدة حرارتها، قام بوضع كمادات على جبينها كي تنخفض حرارتها، ضامما اياها لاحضانه

اخذ شهيقا عميقا ثم زفره ببطئ، بعدما شعر بصراع بين قلبه وعقله، ويتذكر حديثها منذ قليل

كان عقله وقلبه مشتتين بين شقى الرحى

حبيبته وعشقه بين يديه بكيانها وكينونتها ابتسامة شقت ثغره حينما تذكر غيرتها، وتذكره مافعلته معه، بعدما اصبحت ملكه ..

ربت على خصلاتها وهو يستمع همهماتها

-"آسفة متزعلش مني" ..تسطح بجوارها وبمخيلته لحظاتهم الأخيرة وحديثها عن غيرتها، تمنى لو تحدثت بتلك الكلمات وهي بين أحضانه ، هو يعلم إنها لا تشعر بما تتفوه به بسبب إرتفاع حرارتها..

بسط أنامله يتحسس شفتيها، نزولا إلى عنقها حتى نزل إلى مقدمة صدرها، دقق النظر بشفتيها المجروحة وعلاماته التي ظهرت أثارها بوضوح على عنقها، ظل يتلمسها بإبهامه مبتسمًا

 

.هل هيا الآن أصبحت ملكه ؛ولكن صرخ عقله بالأبتعاد عنها، نهض  للشرفة ينظر لغزارة الأمطار التي تحاوط المكان.. لا يعلم ايبتسم على قدره الذي جعلها ملكه ام يحزن لما تفعله بقلبه

استدار متجها لها ليرى إذا كانت حرارتها انخفضت ام مازالت مرتفعة

جلس ينظر لوجهها البرئ، لمس وجنتيها بأنامله

وتحدث قائلا:

-تعرفي ياليلى، أنا حبيت قبل كدا، أنا حكتلك مرة، بس متوجعتش قوي كدا مع إني اكتشفت الخيانة،

قلبي مادقش كدا معاها ياليلى، إنتِ غير، حتى لما بتجرحي فيا بسامحك من مجرد ضحكة او لمسة،   اقترب يستنشق أنفاسهاالعطرة

-أنا أتجوزت كتير منكرش، اول لقاء بينا مكنتش حاسس باللي حسيته معاكي.. اتكأ على كف يديه وظل يمسد على خديها

- أول مرة أحس إني ملكت الكون وانتِ في حضني وبتهمسي باسمي، مع اني مش أول راجل في حياتك بس حسيت بسعادة الدنيا

وضع رأسه بجوارها ومازال يستنشق انفاسها مغمضا عيناه

- مفيش ست قدرت تعمل اللي إنتٍ عملتيه في ليلة واحدة، ظل ينظر لها وأكمل

-لا ياريت ليلة دي مجرد دقايق، عملتي فيا ايه قالها جاذبا إياها الى صدره

رفعت كفيها على خصلاته وهمست له

-"بحبك ياراكان". ..هنا نسي كل شيئا وفقد سيطرته وتذكر شيئا واحدًا مالكة قلبه وروحه بين يديه، فسحبها مرة آخرى ليتوج بها عشقه ويغرد لها بأعذب ألحان الحب...تاهت معه وهي لا تشعر بشيئا كأنها بحلم بعيد المنال

 

--

بعد عنها بعد فترة وهو يجذبها لصدره، مقبلا رأسها حينما شعر بإنخفاض حرارتها

 

- آسف ياليلى، وضع جبينه فوق جبينه وهي بين اليقظة والحلم وتحدث مبتسمًا:

-بسرق لحظات حلوة بينا، معرفش حياتنا هتكون إزاي بعد كدا، بس فعلا إنت وجعتيني لدرجة معنتش قادر أسامحك

لازم أعالج نفسي من إدمان حبك، لازم أفوق عشان مضعفش تاني، لازم عقاب يخليكي تعرفي بعد كدا قيمة الحب اللي بينا، اللي شفعلك عندي هو حبك ليا اللي متأكد منه، وعارف ومتأكد سبب طلبك للفلوس

تنهد ساحبا بعض الهواء إلى رئتيه ثم زفره قائلا

-غبية ياحبيبي متعرفيش انا عملت حساب كل حاجة، وبجهز لعملية باباكي في ألمانيا..تذكر حديث حمزة منذ أسبوع عندما كان عنده بالمكتب

-مالك ياحمزة؟! تسائل بها راكان

مسح على وجهه وهو يدلكه قائلا:

-الأستاذ عاصم حالته متأخرة وميؤس منها، حاولت مع درة اسفره ويعمل ذرع كلى بس هي رافضة

أشعل راكان تبغه وتحدث:

-ابعتلي التحاليل وكل حاجة وأنا هكلم دكتور في ألمانيا ونرتب معاه، انت ليه بتتكلم مع درة أصلا، أنا انشغلت بالي حواليا ونسيته فعلا، بس متخافش خلال شهر بالكتير هيكون عامل العملية

نهض وهو يشير إليه

-من بكرة أهتم بالموضوع دا شخصيا، مش عايز أظهر في الصورة عشان ليلى لو عرفت ممكن تموت ابوها ولا تشوفني بساعده

توقف حمزة أمامه قائلا:

-طيب هتعمل كدا إزاي، وهم رافضين مساعدة حد

تحرك خارجا وهو يردف

-أعمل اللي بقوله ومالكش دعوة، أنا هتصرف مع التنينة بتاعتي وقتها، ضحك حمزة قائلا:

-عسل ياراكي لما بيكون مزاجك عالي

توقف ييسبه قائلا

-هو فين المزاج دا، أيام اترحمت عليها من يوم ماحبيت، انا كان مالي ومال الحب ماكنت عايش بالطول والعرض ..تحرك حمزة حتى وقف أمامه

-كبرنا ياراكان، ولازم نعمل عيلة هنفضل لحد إمتى

أطلق راكان ضحكة من بين شفتيه

-أنا هكون عيلة أنا وليلى، دا إحنا أخرنا نلعب مصارعة

قهقه حمزة عليه ..خرج من شروده وهو يستمع لهمهاتها بنومها

 

بعد ساعات استيقظت على شدة آلام بجسدها... وجدت نفسها مكبلة بذراعيه

رفعت رأسها فكان قريبا من وجهها.. مما جعلها تشعر بملامسة شفتيه لوجهها، رفعت يديه بهدوء، نظرت لنفسها فكانت عارية تمامًا تحت الغطاء

حاولت ان تتذكر ماصار بينهما، ولكن لم تتذكر سوى مقطتفات

نزلت بساقينها بهدوء جاذبة قميصه من جوارها وارتدته سريعا، متجه للأسفل تبحث عن ملابسها، وجدت فستانها مبتل وملاقاه على الأرض

ارتدته سريعا ثم قامت بارتداء قميصه فوقه و خرجت متجه لسيارته بعدما وجدت مفاتيحه بجوار فستانها

ركبت السيارة وقادتها سريعا وهي تبكي بنشيج كلما تذكرت ماصار لها ليلة الامس

انفاسها تعلو وتهبط من شدة بكائها

في بيت المزرعة بعد قليل

قام بفتح عيناه بعد  ما روادت جفونه اشعة الشمس، بحث بعينيه عليها ولكنه لم يجدها،  اتجه للأسفل ظنا منه أنها بالمطبخ

ظل يجوب المنزل من أعلى لاسفل يميناً ويساراً يبحث عنها بقلبه قبل عيناه؛ يتمنى أن يكذب حدثه ويجدها بزاويه من زوايا المنزل ...

جن جنونه بعدما تيقن بعدم وجودها؛ ظل يرغى ويزبد ويعنف حاله

-:ما بك يا رجل وماذا فعلت بك هذه الفتاه وأى تعويذه ألقتها عليك وعلى قلبك المسكين

من متى وتفعل أحداهما هذا بك

تذكر من أنت وعد إلى رشدك انت من لا تستطيع أى امرأه رفضك وكم منهن ينتظرن إشاره إصبعك لتأتيك ركضاً ؛تذكر..وتذكر.. وتذكر... لكى تستطع أن تجابه هذا الحب الذى ينهش فى قلبك كمرض لعين ليس له دواء ولا طبيب....

أغمض عيناه وخانته ذكرياته للحظاتهم سويا وكيف اشعرته بالكمال وكيف كانت بين يديه وقد شعر بقلبها ينبض بإسمه من هذه بالله عليك ؟

هذه التى منذ كتبتها على أسمك وقد اغنتك عن صنف حواء ولم تستطع ولو مجرد لمس فتاه بعدها ؛ منذ متى وأنت ضعيف لهذه الدرجه لأى أجل ستتوسل منها الحب ... فق واستفق وأعلم أنها مجرد ساحره وألقت لعنتها على قلبك وعليك محاربة هذا الخصم لتحرر قلبك من فخ عيناها التى لطالما كـُنت أسير ليله وغريق بحره الذى يسحبك إلى قاع المحيط الدامس ....لكن لا وألف لا من الآن ستقابل شخصاً آخر شخصاً لم تعهده ولم تتوقعه فى أحلامها...

--

بفعلتها هذه اشعلت جيوش الغضب بجوفه... قبض على يديه حتى ينفث غضبه وبدأ يسبها بأفظع السباب

عند ليلى قبل قليل

قادت سيارته بسرعه كبيره غير مسيطره على نفسها ولا على تفكيرها...تفكيرها الذى كلما تذكرت كلماته الطاعنه لكرامتها وكبريائها أدمت قلبها ومزقت روحها

هل هذا هو الشخص الذى أول من دق له قلبها

هل هذا الذى لطالما تمنت أن تكون من نصيبه... هل هذا الذى لم تعرف روحها طعم الأمان غير بجانبه ...هل خدعها قلبها للمره التى لا تعرف عددها؛ هل كل ما شعرت به وهيا بداخل أحضانه مجرد أوهام..هل حركه لها رغبته بجسدها فقط!!!

لكن لماذا شعرت بعكس هذا ؟ لماذا شعرت أنه توأم روحها وأنه المكمل لكيانها كيف شعرت أنها امتلكت العالم بما فيه...وكم تمنت ان تتوقف حياتهم عند هذه النقطه..وهي زوجته حبيبته متيمته فقط وللابد...

عادت الافكار تداهمها وتتذكر خطوبته من تلك  الفتاه الصفراء كما نعتتها دائماً وكيف اطعن  كبريائها فلقد  تعذبت من رؤيتهم سويا؛ ولطالما تمنت الموت على أن لا تشعر بهذا الألم الذى يدمى قلبها..ولا تعلم كيف تداويه!!

توقفت فجأة وتذكرت كيف دفنت حبها له سابقاً عندما تزوجت بأخيه وكيف عاشت واقنعت نفسها أنها بخير وبدونه ...نعم فكرت بحياتها وزواجها الأول الذي حاولت به فتح صفحه جديده من حياتها لكي تنساه ؛ لكن الحياه كالعاده خزلتها ولم يكتمل حلمها ولم تعيش فرحتها، رغم عشق سليم لها، و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وتنقلب حياتها رأسا على عقب وتتدخل افعى سامه تسمم لهم حياتهم وتنزع استقرار أسرتها التى جاهدت لانجاحها دائماً ؛ ويتركها زوجها فى مهب الريح وسط أُناس غريبين عنها وأُناس يحاولون انتزاع اخر فرحه فى حياتها؛ طفلها وزهرة حياتها التى كانت دائما على اتم استعداد بالتضحية بكل ما تمتلك مقابل النظره فى وجهه ورؤية ابتسامته التى تمحى وتطيب جروح قلبها التى دائما ما تتركها لها الحياه لكى تذكرها أنها ليس لها نصيب من الفرح في هذه الحياه، بعدما خذلها متيم روحها

مهلا ليلى انتى لستِ بالضعيفه ولا الساذجة ؛لن يستطيع أحد أن يتمكن منكِ ؛ ولن أسمح لأحد بانتزاع اخر وأهم اسباب فرحى فى هذه الحياه ؛ ابتسمت باستخفاف تتذكر ما مر بخيالها وهى بأحضانه وكيف شعرت أنها متيمة روحه، ولكن للاسف نزلت من غيمتها الورديه على صخرة الواقع المرير وتناثرت أحلامها كلوح بلور مكسور.. عندما نعتها بفتاة ليل،اخبرت نفسها:

- هذا من تمنيتى أن تكونى ملكه ومليكته إنضم الى باقى من يحاولون انتزاع سعادتى وللاسف جاهد كثيرا لقتل روحك بكلماته  التى سحقت روحك تحت قطار كلماته اللاذعه ...وبقى قلبى يدمى ويرقص كطائر غدر به صاحبه على حين غره.

إذا من الآن لن اتنازل ولن استسلم لمحاولاتهم فى هدم روحى وكيانى..أنا أقوى من الجميع ولنرى الغلبه لمن لطالما كان الله نصير المظلومين وحامى الضعفاء...ليلى انتِ قويه بإيمانك بالله ...وكلى ثقه يا نفسى العزيزه أن الله لن يخذلنى..

وصلت لمنزلها ودلفت سريعا لغرفتها متجه لمرحاضها لتذيل  أثار ليلتها معه، جلست داخل المرحاض وشهقاتها بالأرتفاع حينما تذكرت حديثه المهين لها، نعم جعلها كفتاة ليل

ولكن كفى ليلى عليكِ أن تأخذي حقك من الجميع وأولهم ذاك الذي اعتبرتيه آمانك وماهو إلا دماركي

ظلت تفرك بجسدها بقوة حتى جرحت عنقها من أثاره التي باتت واضحة، مر قرابة الساعة وهي بالمرحاضة بعدما جلست لوقت بالمياه الدافئة تستعيد حيويتها وهدوئها الذي فقدتهم

خرجت بعد إرتدائها ثيابها الخاصة، جلست امام المرآة تنظر لنفسها، وشفتيها المتورمة وأثاره التي مازالت عالقة، انسدلت عبراتها وهي تهمس لنفسها

-مش قادرة أتحمل كل اللي بيحصل معايا، أنا في نظره فتاة ليل، لدرجة دي ياراكان، دا حبك ليا، طاحت كل مايوضع  أمامها وبكت بحرقة

-أنا مراتك ياغبي مش بنت من بنات الليل، ظلت تصرخ بها إلى أن انهارت قواها فجلست على الأرضية تضم ركبتيها وتضع رأسها عليهما

دفع الباب ودخل كالثور الهائج، وصل أمامها ثم جلس على عقبيه يجز على شفتيه متحدثًا من بين أسنانه

-قوليلي هفضل متحمل واحدة ذيك لحد إمتى، لحد إمتى وأنا هفضل اسامحك واديلك أعذار

جذبها من خصلاته ولم  يعريه حالتها المنهارة

فتحدث وهو يهمس بصوتًا كفحيح أفعى

-شغل الحنية معدش ينفع معاكِ، أنا هربيكِ وأعلمك الأدب...نهض وهو يرفعها من خصلاتها

-الأوضة دي معنتيش هتدخليها، نومك هيكون جنبي وعلى سريري..دنى وهمس لها

-وفي حضني متنسيش إنك مراتي، وبعد اقل من شهر الأوضة دي هتجهز لمراتي التانية

تجاهلت حديثه فهي تعلم، فنظرت له بعينين هالكتين وقلب فتته الوجع قائلة

-طلقني ياحضرة المستشار، إنت مش خد اللي اتجوزتني عشانه، انتقمت وكسرتني، معدش فيه حاجة بينا

جذبها وخرج بها متجها لجناحه، متجاهلا كلماتها التي أشعلت فتيل نيرانه، ثم دفعها بقوة على فراشه وحاوطها بجسده ينظر لجروحها التي بدت أمامه بوضوح

جحظت عيناه مما فعلته، تمنى ما فهمه لم يكن صحيح، رفع عيناه لمقلتيها متسائلا بلسان ثقيل وقلب ينتفض بذعر مما وصل إليه

-مين عمل فيكِ كدا، قالها وهو يتلمس عنقها وفتحة صدرها بأنامله

دفعت كفيه بعيدًا عنها، ونظرت له والكبرياء يعتلي كل ذرة بعيناها قائلة بنبرة مهينة له

-كنت بشيل أثار واحد مكرهتش قده في حياتي

أطلقت قذيفتها التي اخترقت جسده، ولم يشعر سوى وكأن أحدهم طرقة بسياجا حديدا من لهيب جهنم ..لحظات مرت عليه وهو يناظرها فقط، لا يعلم ماذا عليه فعله، لقد جنت ، لولا علمه بحبها له لشطر رأسها عن جسدها،

ظل يراقب نظراتها التي تهرب من محاصرته

فلقد اطاحت به وبقلبه دون رحمة..أمال بشفتيه ملتقطا ثغرها بقبلة قوية حتى سلب أنفاسها متلذذا بدموعها وهي تحاول الفكاك من حصاره، حاولت التملص من قبضته ولكنها أشعلت بجوفه عاصفة غضب هوجاء جعلته يفترسها كحيوان مفترس

فصل قبلته العنيفة وهو ينظر لعيناها الباكية

وابتسم بسخرية عليها وصدرها يعلو ويهبط لأتخاذ أنفاسها، رفع انامله بعدما حرر ذراعها يلمس شفتيها التي تورمت قائلا :

-امسحي ياحبيبي ياله، عشان اعملك غيرها، أمال وكأنه سيقبلها مرة أخرى ولكنه خدعها حينما ابتعدت برأسها عنه فأطلق ضحكة مشمئزة

-هستنى من واحدة إيه، وهي بتقول لجوزها هبيعلك ليلة..اعتدل يجذبها من كفيها ثم جذب عنقها إليه قائلا بجانب اذنها:

-واحدة رخصت نفسها بعد ماكانت أقصى احلامي أضمها لحضني بس، دلوقتي بقيت أشمئز من لمسها..قالها وهو يدفعها بقوة ثم نهض وهو يشير للغرفة 

 

- هتنقلي هنا، دا مش حبا فيكِ، ابدا دا عشان اعذبك كل ماتشوفيني نايم جنبك كدا وتفتكري إنك رخصتي نفسك قدامي

قاطعت حديثه عندما هبت متجهة إليه تلكمه

-أنا مش رخيصة، انت لو مهتم كنت عرفت عملت كدا ليه، انت مفيش حاجة بتشغلك غير إنك تجري ورا دي وورا دي بس مراتك آخر إهتمامتك

حاوط جسدها وجذبها حتى اصطدم ظهرها بصدره وهو يهمس بجوار اذنها

-ايوة فعلا إنتِ مين عشان اهتم وافكر فيكي، انت هنا مربية لأمير وبس، وممكن نقول حاجات تانية

نزعت نفسها بعدما ركلته بقوة وصاحت غاضبة وبدأت تحطم كل مايقابلها

-هطلقني ياراكان، سمعتني وحياة ربنا لتطلقني وتخليني أمشي من البيت دا

تراجع للخلف بعدما جن جنونها وبدأت تلقي كل مايقابلها عليه حتى هشمت المرآة بقنينة عطره وهي تصرخ

-طلقني، أنا بكرهك..وصلت زينب وسيلين على صراخها، طرقت على الغرفة

-راكان افتح الباب، اتجه راكان سريعا وأغلق الباب بالمفتاح قائلا:

-ماما محدش يدخل بيني وبين مراتي، هرولت إليه سريعا

-هي مين دي اللي مراتك، أنا مش مرات حد، انت هطلقني..دفعته متجه لباب الغرفة تفتحه

جذبها بعنف

-رايحة فين مش شايفة نفسك عاملة إزاي، دفعته تصرخ

-ماما زينب خلي ابنك يطلقني، وصل أسعد إليهم

-افتح الباب ياراكان..جلس راكان ووضع رأسه بين كفيه دون حديث فلقد تطورت الأوضاع بينهما

نظرت حولها بالغرفة وجدت سلاحه موضوع على الكومود، أسرعت وخطفته ثم وجهته له

-طلقني ولا أقتلك؟!..جحظت عيناه وهي توجه عليه السلاح، وكأن أحدهم هوى بمطرقة حديدية  فوق قلبه الذي اجتاحه ألم هائل فأنهار عالمه وأصبح كجسد موتى

--

لحظات بل دقائق مرت عليه، وهو يطالع عيناها الذائغة  وعبراتها المتحجرة بعينيها ويديها المرتعشة الممسكة بالسلاح وتتحدث بصوت متقطع

-طلقني ياراكان، ارمي عليا يمين الطلاق، وإلا

نهض متجها إليها بخطوات متمهلة ونظراته تحاوطها، تراجعت للخلف وهي تتحدث

-ارجع ياراكان هموتك، لو مش طلقتني هموتك

ارجع...استمع لطرقات على باب الغرفة من والده

-راكان افتح الباب خرج ليلى يابني

ظل كما هو وتحدث

-إيه يابابا هو ينفع حد يدخل على اتنين متجوزين كدا..هزت ليلى رأسها عندما استمعت لأسعد

-يالة يازينب سبيهم يحلو مشاكلهم مع بعض

انسدلت عبراتها بعدما انقطع أملها بعد تحرك أسعد وزينب

-طلقني ياراكان، إحنا مبنخدش من بعض غير أننا بنوجع بعض، هنفضل لحد ماحد فينا يموت التاني، لو سمحت طلقني واوعدك مش هحرمك من أمير، وكل يوم هجيبه لماما زينب

كأنه لم يستمع إليه، كل مايشعر به نيران تحرقه بالكامل

-عايزة تموتيني ياليلى، موتيني، أنا مستني على الأقل هموت وأنا مرتاح

هزت رأسها رافضة حديثها وصرخت به

-طلقني ياراكان لو سمحت..تنهد بحزن ينظر إليها

-هترتاحي لما أطلقك ياليلى..اومأت بدموعها المنسدلة على خديها

-أيوة هرتاح، لما ابعد عن وجعك هرتاح على الأقل مش هنام وأنا موجوعة وأنا عارفة ان جوزي مع واحدة تانية

أطبق على جفنيه متنهدا:

-ليلى مفيش حاجة من دي..صرخت كالمجنونة

-كذاب، انت واحد مشفتش منه غير الخيانة والكذب

زفر بغضب واقترب خطوة اخرى، ولكنه تسمر بوقوفه وتصنم جسده بالكامل وشعر بإنسحاب أنفاسه حينما وجهت السلاح لصدرها

-خلاص هيرحك مني واموت نفسي عشان ارتاح من قلبي الخاين اللي بيشفعلك كل مرة، عشان ارتاح من وجع قلبي وهو شايفك وانت في حضن واحدة تانية، بكت بشهقات

-انا بكرهك وبكره نفسي ياراكان، فلازم أرتاح من الألم دا

أشار بيديه

-طيب خلاص ياليلى، اهدي هعملك الي انتِ عايزاه، رفعت نظرها إليه وجدت ذعره عليها ولهفته ..اطبقت على جفنيها لا تعلم لماذا يفعل بها ذلك وهو يحبها، نعم شعرت بخوفه عليها أكثر من خوفه على نفسه، استمعت لحديثه الهادئ

-ليلى عايزة تموتي كافرة، ينفع بعد دا كله تقابلي ربنا كافرة..هاتي المسدس ياليلى وأتاكدي مفيش أغلى منك في حياتي

زاغت انظارها وهي تهز رأسها رافضة ماتسمعه

-كداب، انت بتضحك عليا، أنا هريحك مش انت عملت دا كله عشان امير، خلاص خده وطلقني

صدمة بدت على وجهه من حديثها، حتى شعر بعدم قدرته على الوقوف

-لدرجة دي كرهاني عشان كدا عايزة تتنازلي عن الولد لتتخلصي مني، لدرجة دي ياليلى

شهقات مرتفعة حتى فقدت إتزانها فسقط السلاح من يديها، وجثت على الأرض وهي تبكي بنشيج تهز رأسها رافضة حديثها له

-قلبي وجعني قوي، أنا حاسة اني بموت

نهض سريعا متجها إليها وجثى بجوارها يضمها لأحضانه

-أشش اهدي حبيبتي..هعملك الي إنتِ عايزاه

ضم مأزرها عليها عندما انكشف جسدها أمامه

-حاضر هطلقك ياليلى، قومي روحي اوضتك وانسي أي حاجة حصلت بينا

قالها ثم نهض متحركا لمرحاضه..دلف للداخل وقف أمام المرآة ينظر لهيئته بعدما شعر ببرودة جسده كلما تذكر محاولة قتلها لنفسها أو قتله ..أطبق على جفنيه متألما وهمس لنفسه

-كدا خلصت خلاص، إحنا مااخدناش غير الوجع من بعض

رفع كفيه يمسح بهما رأسه ممرًا أصابعه بين خصلاته ، سحب نفسًا عميق داخل رئتيه ثم زفره على مهلًا بيأس مما وصل إليه

خرج ولم يجدها، اتجه للخارج سريعًا، ثم استقل سيارته، حينما فشلت والدته بوقوفه

اتجهت زينب إلى غرفته التي حُطم معظمها من قبل ليلى، بحثت عن ليلى ولم تجدها، اتجهت متحركة لغرفتها

قبل قليل اتجهت ليلى بجسد واهن تكاد تحملها سيقانها ودموعها تنذرف بغزارة، دلفت لغرفة ثيابها وخرجت فستان رقيق باللون الأبيض به بعض الفراشات باللون السماوي

جلست تقوم بتمشيط خصلاتها، دلفت زينب بعد طرقات على باب الغرفة، دلفت وجلست بجوارها تمسد على خصلاتها، شعرت بالحزن عليها عندما وجدت أثار إبنها على شفتيها المتورمة وعنقها

حمحمت زينب وتحدثت بصوت متحشرج

-ليلى!! راكان عمل فيكي إيه ياحبيبتي، ورجعتوا إمتى

استدارت تضم كفيها وتحدثت بصوتها المتحشرج من كثرة البكاء

-ماما زينب ..أنا وراكان مفيش بينا غير الوجع والحزن، كل مابنتقابل مع بعض بنوجع بعض، هو بيدوس عليا، وأنا مش برحمه، وآخرها النهاردة دوسنا  بالقوي لحد مارفعت السلاح وكنت يااقتله ياأقتل نفسي

ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة بالغة تحاول التحدث لكنها فقدت النطق..لحظات مرت عليها وهي تشعر بغصة تؤلمها من كلمات ليلى، سحبت نفسًا ثم تحدثت

-إيه الي حصل وصلكم لكدا يابنتي..رفعت ذقنها ونظرت لمقلتيها

-ليلى هو إنت مبتحبيش راكان..زاغت ابصارها بكل مكان مبتعدة عن نظرات زينب

ملست زينب على وجنتيها وازالت دموعها قائلة

-بصي ياليلى، أنا عارفة ومتأكدة من حب ابني ليكِ، فلو إنتِ بتحبيه لازم غصب عنك تحافظي على جوزك، أنا عارفة إنك معذورة، جوزك مات ولسة مكملتيش غير شهرين معاه، وكمان فجأة لقيتي نفسك مرتبطة براكان، والشخصيتين مختلفين

ربت على كفيها وأكملت

-عايزة أقولك سليم الله يرحمه اهدى منه، لكن راكان مفيش في حنيته، قربي منه وخديه في حضنك، صدقيني هتلاقي واحد غير دا خالص

نهضت وهي تتنهد بحزنًا قائلة:

-متبقيش عليه انتِ والزمن، كفاية الكل بيحارب فيه وعنده قرايب عقارب، قالتها ثم تحركت للخارج

 

--

عند حمزة

كان يقف أمام كلية درة ينتظرها، بخطوات هادئة وخجولة وصلت إليه تبسمت ووقفت أمامه

-حمدلله على السلامه..دقق بملامحها الجميلة

واردف بصوتًا  يسمع

-الله يسلمك..وحشتيني..هربت من أنظاره وتحدثت بصوت متقطع

-إيه مش هنمشي ولا إيه، نظرت حولها وتسائلت :

-هو كريم مجاش معاك ولا إيه؟!

فتح باب السيارة قائلا:

-لا مجاش، وأنا أستأذنت من والدك

تنهدت مقتربة منه ثم أردفت

-بس دا مينفعش أركب معاك ياحمزة، آه إنت خطيبي بس برضو مش جوزي..وكل مرة كريم بيكون معاك فدلوقتي هو مش معاك

اقترب خطوة واحتضنت نظراته عيناها قائلا

-حبيبتي إنتِ مش واثقة فيا ولا إيه

مطت شفتيها زافرة ثم تحدثت:

-مش موضوع ثقة قد ماهو الصح

درة إنتِ خطيبتي غير هنكتب كتابنا قريب يعني المفروض أكتر واحد بيخاف عليكي، مش عايز أقول من وقت ماطلبتك من والدك وإنت في حكم مراتي

تسارعت نبضاتها من كلمته .. فتحركت للسيارة حينما فقدت النطق

استقل بجوارها، ثم اتجه بنظره إليها وإلى التفاح الشهي الذي ظهر بوجنتيها بعد شعورها بالخجل، أطبق على جفنيه حينما تخيلها وهي بأحضانه يتذوق هذا التفاح الذي يضج بالإحمرار

قاطعت تأمله بها..فهمست بصوتًا يكاد يخرج عندما وجدت نظراته لأول مرة إليها

-مش هنمشي..تنهد بعشقها الذي أروى قلبه بعدما تصحر فترة، وتحدث مبتسمًا

-لو عاليا عايز أفضل كدا أتأمل جوهرتي الغالية

إستدرات للجهة الأخرى ودقاتها بالإرتفاع ..

درة ..نطق بها حمزة بصوته المتحشرج من جمالها الآخذ لقلبه

أطبقت على جفنيها تحاول السيطرة على نفسها من رجفة قلبها وهو ينطق إسمها بصورة جعلت قلبها كفراشة رقيقة

التفت تناظره بعيناها الساحرة، وآه على دفاعاته التي شعر بإنهيارها من نظرة عيناها الجميلة، فتحدث بخفوت:

-أنا اتكلمت مع والدك لازم نكتب كتابنا قبل عمليته، إنتِ عندك حق مينفعش ابدا نكون لوحدنا انا مضمنش نفسي عيل ورجع في كلامه

ارتسمت إبتسامة على شفتيها

-لا أنا مش ناوية اتجوز عيل..قهقه عليها بصوته الرجولي الذي جعلها تنظر إليه لأول مرة تدقق في ملامحه الجذابة، وضحكته التي جعلت قلبها كالفراشة تطير بمعدتها من فرط السعادة، أن هذا الرجل سيكون رجلها الأول

تحرك بالسيارة محمحما عندما وجد نظرات الإعجاب التي ظهرت على ملامحها وهي تناظره، فأردف

-لا كدا لازم اطير


تابع قراءة الفصل