-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 32 - 2 - الأحد 29/10/2023

 

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل الثاني والثلاثون

الجزء الثاني


العودة للصفحة السابقة

تم النشر الأحد

29/10/2023

❈-❈-❈




باليوم التالي 

  

  ..كانت تجلس بالغرفة تلاعب ابنها وهي تضع كـ ــفيها على أحشا ئها 

-يارب ارزقني المرادي ببنت ومتكنش شبه حزمبول ابوها، ابتسمت بخفة تتذكر ملامح وجهه هامسة لنفسها 

-مجنونة انا عشان أرفض بنت قمر زي ابوها، اغمضت عيناها مبتسمة

-يارب تطلع شبه عشان تجنن الولاد زي ماابوها جنن امها ..قاطعها دلوف درة وهي تفرك بكـ ــفيها 

-لولو حبيبة قلبي عاملة ايه..ضيقت ليلى عيناها متسائلة 

-مالك يادرة محتاجة حاجة، دخلتك دي وراها حاجة، طلب مثلا 

جلست بجوارها على الفر اش مردفة: 

-أنا نسيت شوية حاجات هنا، ولازم تروح الشقة عشان بكرة يوم طويل التجهيز، وبعد بكرة هنسافر عشان الفرح هيكون في بلد حمزة، ومن هناك هنسافر برة  و..، وضعت كفيها أمامها 

-بااس كفاية دي كلها طلبات، عايزة ايه اعملهولك 

سحبت كـ ــفيها واتجهت لغرفتها :

-الشنطة دي تروح شقتي، وكمان تظبطي هدومي ال في الشنطة ال هناك، وكمان فيه شوية حاجات عايزة تتحط في مكانها يعني ساعتين بالكتر وهتكوني هنا، وعلى فكرة مرات عمك جت برة وعاملة انشودة في ابنها وشامة ريحة انه جاي، وطبعا التنين لو عرف هتبقى مجزرة و ، 

-بااااس الله يخربيت صر عتيني، وفصلتي الليلة واحنا لسة في اولها، حاضر هروح اتزفت واعملك كل حاجة، بس وحياة حمزة لو رجعت ولقيت زفت آسر هنا لاولع فيكي إنت وحمزة 

اقتربت درة وهي تطلق ضحكات صاخبة قائلة 

-على الرغم معرفش ليه بتحلفي بحياة جوزي، الأولى تحلفي بحياة طليقك او ابنك، بس مش علينا، روحي يالا عشان التخطيط مايضعش 

ضيقت عيناها متسائلة تخطيط ايه يابت، استدارت وامسكت علبة المكياج 

-ايه رأيك في اللون دا حلو..دفعتها ليلى وخرجت قائلة

-هروح اجهز نفسي، وانتِ جهزي الحاجة، أمسكت درة كفيها 

-ألبسي الفستان الأخضر يالولو، شكله حلو عليكِ، ضيقت ليلى عيناها 

-انا رايحة فرح، دا أنا رايحة أودي شوية حاجات..سحبتها متجهة لخزانة ملابسها 

-يابنتي انتِ رايحة مكان جديد وفيه ناس تحـ ــسي انهم اورجانك كدا، يعني لو حد قابلك ..تركتها 

-أمشي يادرة من وشي، أنا ماليش مزاج اصلا لحاجة 


بعد قليل دلفت ليلى إلى منزل اختها، وضعت بعض ثيابها التي احضرتها، وانهت بعض الأشياء..دلفت لمرحاضها وقامت باغتسال وجهها بالماء البارد بعدما شعرت بالدوران وألمًا بمعدتها.. وضعت كفيها على أحشا ئها مبتسمة

-هتطلع شقي زي بابا، لسة في الأول وبتعمل فيا كدا..اغمضت عيناها وهي تشعر بنسمة هواء محملة برائحته..استدارت تنظر للوراء وجدته خلفها كالحُلم ابتسمت لا تعلم أتحلم أم أنه حقا خلفها ..أخرجها من شرودها عندما همس بجوار اذنها:    

-وحشتيني لدرجة الموت..احتـ ــضن وجهها يضع جبـ ــينه فوق خاصتها يسحب نفسًا مختلطًا بأنفاسها

-مش قادر، جتلك راكع ورافع الراية البيضة وبقولك مش قادر أعيش من غيرك 

رفعت كفيها تحتـ ــضن وجهه حتى تتأكد من وجوده بذاك الوقت وذاك المكان الذي لا يربطهما.. انحبس النفس بصـ ــدرها وتسارعت نبضاتها هامسة له 

-را..كان، أنا مش بحلم مش كدا، قالتها وعبراتها كزخات المطر  تغسل وجنتيها 

نزل برأسه يقبل وجنتيها مزيلا دموعها، حتى وصل لشفتيها يقبلها بلـ ــهفة واشتياق، كمحروم من لذة الخمر..بل قبلات وكأن القبلات ستنتهي من كوكب الأرض رفعت ذرا عيها تعانقه وتبادله جنون عشقه..حتى انقطعت انفاسهما ،ففصل قبلاته المحمومة

وهو يسحبها من كفيها 

-تعالي نروح بيتنا، البغل بيقولي إياك تدنس بيتي..توقفت تتذكر ماصار منذ لحظات 

-هاجي معاك ازاي، مينفعش 

حملها يضمها لصدره حتى يشبع روحه المفقودة 

-ينفع ومليون، ولو سمعت صوتك وحياة حبي ليك لأدخل اوضة نومهم دلوقتي

هزت ساقيها تصرخ: 

نزلني ياراكان، مالبستش حجابي

انزلها بهدوء وهرول يجذب حجابها يضعها بعشوائية على رأسها ثم اتجه بها لسيارته سريعا 

وصل إلى منزله، ترجلت من السيارة واتجهت معه لداخل المنزل الذي زينه وأصبح منتظرا عروسه، رفعت نظرها إليه 

-انت ال عملت كدا..نزل بجبينه على خاصتها 

-نفسي أعملك فرح اوي، وإن شاء الله ناوي اعملك احسن فرح، اقتربت منه تتقلص المسافة بين جسديهما، ثم وضعت رأسها على صدره وأناملها تتسلل لتفك ازرار قميصه 

-انا كنت حالفة لو جتلي زاحف مش هرجعلك، ودلوقتي مش قادرة ابعد عنك تفتكر دا اسمه ايه

رفعها من خـ ــصرها ينظر بعمق عيناها هامسًا أمام شفتيها 

-اسمه عذاب عشق يامولاتي، فأنتِ العشق المعذب،    

رفعت نفسها تطبع قبلة على وجنتيه 

-وانت معذب روحي معذبي، دنت من أذنيه ثم همست له عندي خبر هيجننك.. أمسكت كفيه تضعها على أحشائها 

-حبيبي هيجلنا بيبي، شبه باباه


حامل ..أردف بها بقلبًا مرتعش وعيونًا لامعة بالعبرات، أصابته قشعـ ــريرة تختلج كيانه وتملكته عاطفة قوية وهو ينتظر ردها بشق الأنفس عله أخطأ بسماعه 

أومأت رأسها وعبراتها تنزرف بغزارة على وجنتيها، وانفرجت شفتيها بإبتسامة..ثم حاوطت خصره تضم نفسها بأحضانه 

-هتكون أجمل بابي في الدنيا كلها..

ارتجفت أوصاله جميعا من كلماتها، فأخرجها يحتضن وجنتيها وتلاقت أعينهما يتعانق فيها نبض كليهما فهمس لها 

- مش بحلم مش كدا..رفعت كفيها واحتضنت وجهه 

-"آسفة، حقيقي آسفة على كل حاجة"

جذبها لأحضانه يشد على عظامها بذراعيه يعتـ ــصرها وقلبه يقفز بين ضلوعه..

-أنا اللي آسف على كل كلمة وجع وجعتك بيها 

لكمته بصدره بقوة قائلة 

-لا ياحبيبي لسة هحاسبك على اللي شوفته في المكتب متخافش..اطلق ضحكات مرتفعة وهو يحملها متجها بها للأعلى، ولكنه توقف عندما استمع إلى أحدهما يصرخ به، استدار لمصدر الصوت وجده بهاء، لحظات واستمع لطلقات نارية تحاوط المنزل بالكامل ..ارتجفت اوصاله وهو ينظر لزوجته التي وضعت كفيها على اذنها تصرخ عندما اخترقت رصاصة من النافذة الزجاجية

    

اسرع راكان يحاوطها بجـ ــسده، متحركًا بها للخلف حتى اختفى بركن أحد الغرف، حاوط وجهها 

-ليلى حبيبتي لازم تخرجي من البيت دا، بصي انا هطلع لبهاء برة، وانت أمشي من الباب الخارجي، متبصيش وراكي، لازم تتحركي، دول اعدادهم كتير، ياله لازم تمشي، ضمها لأحضانه قائلا 

-بحبك حب يُدّرس مولاتي، ثم طبع قبلة عميقة على جبينها

هزت رأسها رافضة وانسدلت عبراتها تسيح على وجنتيها بغزارة

-مش هسيبك متحاولش..سحبها خارجا يها عندما اشتدت أصوات الطلقات النارية 

-ياله حبيبي لازم اعرف مين دول، وجودك هيربطني، لازم تهربي 

أمسكت كفيه تحتـ ــضنه ثم رفعته تقبله

-مش هسيبك ياراكان، متحاولش 

احتضن وجهها وتحدث بغضب:

-لو مخرجتيش دلوقتي هزعل منك، وعمري ماأسامحك، ياله ياليلى ممكن تكوني السبب في موتي دلوقتي 

شهقت بصوت مرتفع وطوقت عنقه تخبأ محياها في حناياه، وتتحدث من بين شهقاتها 

-مش هقدر ياحبيبي والله ماهقدر اسيبك هنا وامشي، أخرجها بعنف يدفعها للخارج بغضب عندما استمع لتكسير النافذة الزجاجية 

-أمشي برة، قالها ودفع بها للخارج مغلقا باب المنزل بعد تأكده من فراغ الجانب الخلفي بالكامل من وجود المجرمين، سوى التابعين لأمنه وأشار له

-خرج المدام من هنا حالا 

اتجه للخارج بدلوف احد الخارجين عن القانون الملثم وهو يشير بسلاحه اتجاهه

- اي حركة منك هموتك، لم يتوان له الوقت حتى يصل لسلاحه، فأشار له بكفيه

-انت مين وعايز ايه..دلف آخر مردفا

-إحنا مش هنضرك عايزين الورق ال معاك 

تراجع راكان للخلف حتى يصل لسلاحه ولكن المسافة بعيدة بعض الشي، لمحه احد الأفراد 

فأسرع إلى السلاح وأخذه 

-ودلوقتي هعد لتلاتة لو مطلعتش بالورق هموتك..استمع إلى جلبة بالخارج، تحرك بعضهم، وتحدث

-الشرطة وصلت، هاتوه لازم نمشي، قالها وتحرك..اتجه الرجل إليه ولكن تفوق وراكان عليه وابرحه ضربا خاطفًا سلاحه ينظر للرجل الأخر

-لو اتحركت هموته، أطلق الرجل طلقته عليه قائلا:

-انا ال هريحك منه، ودلوقتي اي حركة هتموت ونزل السلاح ال في ايدك، امسكه رجلا من الخلف، متجهًا به للخارج، ولكن طلقة خرجت من سلاح بهاء ادت إلى مصرعه، في حين تشاجر راكان مع الآخرين، ولكن الغلبة كانت للخارجين عن القانون، وحدث تشابك عنيف بين الشرطة التي سقط الكثير من رجالها وأصبح الوضع مأسويًا، دقائق والصراع بين الأثنين، حتى انقض أحدهم على راكان ووضع سلاحه برأسه ينظر إلى جاسر وبهاء 

حركة منكم هموته، ودلوقتي الورق فين قبل مااموتك..

عند ليلى جلست تحتضن نفسها بالخارج بالظلام ودموعها تحرق وجنتيها خوفًا عليها، ظلت لبعض الوقت وسماعها لطلقات الرصاص جعلت جسدها ينتفض، فبكت بصوت مرتفع تتمتم بإسمه 

-راكان، ثم نهضت متجهة للداخل بحذر وضعت كفيها على شفتيها وهي ترى احد الأشخاص الذين عينهم راكان لحمايتهامصاب بطلق نار، أسرعت إليه تساعده، متسائلة بشهقاتها 

-فين راكان؟! أشار للخارج، ورفع كفيه بسلاحه إليها قائلا 

-احمي نفسك، لازم تطلعي من هنا، أمسكت السلاح بكفيها المرتعش تخطو للداخل، والرجل محاولا منعها، ولكنها تحركت تبحث عنه توقفت عندما وجدت أحدهم يضع السلاح برأسه، ويتحدث إليهم، نظرت بهدوء كان جاسر بمقابلتها لمحها فأطبق على جفنيه حتى لا يراه ذاك الرجل فتحدث بمغذى وهو يشير لها كأنه يكلم الرجل 

-انا لو مكانك هقتله، متخافش موته عشان تنقذ ال بتحبهم، ضيق الرجل عيناه 

-متخفش هموته عشان ننقذ ال بيأكلونا عيش، وضعت كفيها على صدرها تسحب نفسًا طويلا، ثم اعتدلت وهي تتجه بالسلاح الذي بيديها المرتعشة وهي تضغط حتى استقرت الطلقة بظهر الرجل الذي يواليها بظهره فسقط على الأرض، في حين أطلق جاسر وبهاء بنفس التوقيت على الآخرين فتخلصوا من الجميع 

سقط السلاح من كفيها وهي تضع كفيها على اذنها وتصرخ 

-أنا قتلته، أنا قتلته، ظلت ترددها بصراخ وهستريا، حتى جذبها راكان يحاوطها بذراعها يضمها بقوة لأحضانه 

حبيبتي برافو عليكِ..ارتجف جسدها وسقط السلاح من يديها 

-انا قتلته ..أنا قتلت شخص 

جذبها لأحضانه يشد على عظامها حتى شعرت بآلام عظامها من قوة ضغطه ..إشش اهدي خلاص، كله عدى..ظلت ترتجف وتتمتم بكلمات هسترية إلى أن هوت بين ذراعيه 

❈-❈-❈ 


حملها متجها للأعلى متحدثا لبهاء:

-شوف حد ينضف المكان يابهاء كله، جاسر خد المصابين لحد مااجيلك بكرة ونشوف هنتصرف إزاي ثم صعد بجسد منتفض على حبيبته، متجهًا بها للأعلى وضعها على الفراش بهدوء وكأنها أغلى مايملك 

-حبيبتي افتحي عيونك ياقلبي خلاص كله عدى، جلب إحدى عطورها وحاول افاقتها حتى فتحت عيناها، تهمس له

-راكان  انت كويس، جذبها لأحضانه فهي مثلجه لروحه الحارقة، تمر على قلبه لتسكن بين ثناياه

-ليلة قلبي احنا كويسين حبيبي ممكن تهدي، كدا بتوجعي قلبي ..تحدثت بصوت مبحوح من البكاء 

-انا قتلت واحد ياراكان، موته ووقع زي الفرخة 

أخرجها من احضانه 

-حبيبتي انتِ مقتلتيش شيخ، دا مجرم وكان هيموتنا، يعني لو مش موتيه كان زمانه موتني، شكل الفكرة عجبتك وكنتِ عايزة تتخلصي مني مش كدا يالولة..قالها وهو يضع جبينه فوق خاصتها يتلمس وجنتيها 

وضعت سبابتها على شفتيه مردفة بحزن

-اسكت ياراكان ممكن ماتتكلمش خالص، مش عايزة أسمع صوتك، عشان قفلت الباب في وشي

وضع رأسه بحنايا عنقها يستنشق رائحتها كمدمن يستنشق جرعته بملأ أنفه مع مداعبته لعنقها

-كنت هموت لو حصلك حاجة، بتكتفيني ياليلى، امانك أهم من حياتي نفسها، ليه رجعتي، نفسي تسمعي كلامي مرة واحدة

اغمضت عيناها ذاهبة بنومها وهي تهمس 

-كنت هموت لو حصلك حاجة 

عند نوح بعد خروج والده، اتجه إلى أسما 

-أسما عندي عمليه هتأخر خمس ساعات، لو عايزة أوصلك عند ليلى ودرة تعالي 

هزت رأسها رافضة 

-لا أنا تعبانة وعايزة انام، وكدا كدا الفرح بكرة، روح خلص عمليتك وارجع بالسلامة 

جلس بمقابلتها 

-حبيبي لسة زعلانة مني، لا تعلم لماذا آلمها قلبها فرفعت رأسها تهزها رافضة

-مش زعلانة منك حبيبي، روح شوف شغلك ومتتأخرش عليا..أمال بجسده يقطف من شهد ثغرها حتى فصل قبلته وهما يأخذا أنفاسهما بصعوبة وصدرها يعلو يهبط 

-هرجعلك بسرعة، اوعي تنامي..ابتسم ثغرها وهي تهز رأسها خجلا 

امال يطبع قبلة على جبينها مودعا إياها ثم اتجه للخارج سريعا، وضعت كفيها على أحشائها 

-حبايب مامي جه الوقت ال بابي يعرف بوجودكم، ياله عشان نعمل حفلة لبابا لما يرجع   

عند راكان وليلى بعد عدة ساعات، استيقظت متألمة تضع يديها على بطنها وتشعر بألمًا بمعدتها، هبت من فوق فراشها متجهة لمرحاضها تقوم بإخراج مافي معدتها، كان يعمل على حاسوبه بالشرفة، اتجه عندما استمع إلى تأوهاتها، ضمها من الخلف يساعدها على تقيئها

رفعت كفيها وهي تتحدث بألمًا 

-ابعد ياراكان لو سمحت..ادمى قلبه على حالتها المتألمة، فنحنى يجلس بمستواها يمسح على خصلاتها ويقوم بتعبئة كفيه بالماء يمسح على وجهها وفمها 

-ليلى خدي نفس براحة، وشك اتغير كدا ليه..أرجعت رأسها على صدره قائلة 

-جسمي بيرتعش مش قادرة، ضمها لأحضانه وحملها متجها بها للخارج، وضعها على الفراش، واتجه للأسفل يحضر لها بعض الأطعمة 

-لولة قومي حبيبي كلي حاجة بسيطة عشان معدتك ماتوجعكيش..وضعت رأسها على كتفه

-ماليش نفس، وضع بعض الخبز بالجبن الأبيض

-دي حاجات خفيفة ومغذية مفهاش حاجة، ياله عشان خاطر راكان 

فتحت فمها بإرهاق تلوك الخبز متألمة 

-ليلى لازم تاكلي حتى لو حاجة بسيطة، انتِ مش شايفة نفسك بقيتي إزاي   

احتضنت وجهه مبتسمة 

-هو أنا قولتلك قبل كدا بحبك..دنى يسحب نفسًا مختلطًا بعطر أنفاسها ناظر لليل عيناها قائلا

-عمرك ماقولتيها، أكتر حاجة بتقوليها بكرهك

لامست وجنتيه وانشق ثغرها مبتسما رغم أنها إبتسامة موجعة إلا أنها اسعدته فأردفت : 

-عشان انا مش بحبك بس أنا بعشقك، إنت اول دقة لقلبي..فاض الحب من عينيه حتى ارتسم على ملامحه، فانحنى يطبع قبلة على كفيها، فلقد تاهت الكلمات التي تعبر لها عن مدى عشقه، مما جعله  يهمس لها 

-هظلم حبي ليكِ ياليلى، مفيش وصف في اللغة توصفلك أنا بكون حاسس بأيه من مجرد قربك بس، أمسك كفيها يضعه موضع نبضه وحاوطها بنظراته العاشقة 

-دا أتألم كتير اوي قبل ماأعرفك، وحتى بعد ماحبيتك، ال أقدر اقوله لكِ مولاتي 

"انكِ العشق المدفون بأعماق  قلبي، وعقلي وروحي، أنتِ الحياة ونبضها" 

طوقت عنقه مقتربة منه فجذبها يضمها بقوة ود ليفرمها بداخله يحطم عظامها، ساد صمتا عميق متخمًا بالأشتياق،  لم يسمعا سوى انفاسهما التي ظهرت بنيران عشقهما، قربها إليه حتى لم يعد يفصل بينهما انش واحد، تعثرت الكلمات على شفتيه عندما وجدها مغمضة العينين وصدرها الذي يعلو ويهبط بطريقة ملفتة، داعب بانفه وجهها قائلا بأنفاسًا لاهثة 

-انتِ عشقي وحبي وليلي وكل حياتي 

بدأ يوزع قبلاته فوق وجهها وكفيه يعبث بجسدها، توقف بأنفاسًا حارقة من نيران عشقه التي عصفت بقلبه مما جعل تنفسه ثقيلا ولم يعد يتحمل بعدها أكثر من ذاك فلامس وجنتيها ناظرا بعمق ليلها الدامس 

-مولاتي وجنة عشقي لقد اشتقت إليك اشتياق لا يوصفه لسانًا ولا عقلا بل يوصفه نبض قلبي تحت يداكي..وضعت رأسها بصدره هامسة له 

-وحشتني حبيبي أوي، ابتلع حروفها بجوفه وأخذ ينهل من عسلها المصفى،ويعزف بنبض قلبه سيمفونية عشقه لها و يقتنص من ثغرها عشقه الضاري بقبلاته التي سحبت انفاسهما لفترة كادت أن تزهق ارواحهما، ليسحبها لجنته التي لم تكن لسواها وحدها      

❈-❈-❈ 


بعد عدة ساعات من جنة العشق التي حاوطتهما دقات قلوبهما، ونيران عشقهما 

أشرقت الشمس وانعكس ضوئها الساطع يداعب عيناه فرك شعره، شعر بثقل رأسها على صدره، رفع كفيه يزيح خصلاتها من على وجهها لامس وجنتيها مع إبتسامة وهو يجذبها لتتوسد ذراعيه، ظل يرسمها بعينيه كفنان مبدع..دنى يلمس شفتيها عندما فقد سيطرته، شعرت بأنفاسه الساخنة على صفحة وجهها، فتحت عيناها بتمهل، مردفة بصوتًا مفعم بالنوم 

-صباح الخير، قالتها مقتربة تدفن رأسها بعنقه 

وضع كفيه على أحشائها 

-صباح الخير حبيبي وحبيبة بابي، عايز أسجل أجمل لحظة في حياتي، تعرفي أنا ومامي من زمان أوي مافرحناش زي النهاردة 

فتحت جفونها بتثاقل ورفعت كفيها على وجنتيه

-طول ماانا في حضنك دا أجمل صباح ياحبيب ليلى..انحنى يقطف قبلته الصباحية قائلا بغمزة من طرف عيناه

-دي عشان بنتي القمر ال امها من امبارح عمال تقول بنت بس

دفعته وهي تضحك بهدوء   

-طيب ممكن تبعد عايزة أنام كمان شوية..ولما اصحى هنشوف موضوع البنت دي، ضغط بذراعه مطوق خصرها يهمس بجوار اذنها 

-هو أنا جيت جنبك، أنا بعيد، بس انتِ ال بتتحرشي فيا على فكرة، وبتدعيني للرزيلة 

لكمته بصدره 

-راكان احترم نفسك، أنا منمتش غير ساعتين بس..انفرجت شفتيه بإبتسامة وهو يداعب وجهها بأنفه 

- وحد قالك متناميش

تعلقت بعيناه مردفة بصوتها الذي زلزل كيانه 

-مقدرتش أنام وحبيبي وحشني اوي، كان رافع حصاره عليا، حتى فقدت الأمل في السعادة 

داعبها وهو يسحب نفسا قائلا 

-عشان تحرمي تبعدي عني تاني، رفعت كفيها على وجنتيه وتعمقت بعيناه 

-أول مرة أحس بالأمان وأحس إنك ملكي لوحدي امبارح، كل مرة كنت بكون خايفة تكون مع ..صمتت تطالعه بصمت للحظات وهو يطالعها بألمًا ظهر على وجهه فتحدثت وهي تلامس وجنتيه بأصبعها 

-متزعلش مني ارجوك، أنا بحبك أوي ياراكان، تعانقت اعينهما بتعانق نبض قلبهما ..مسحت رأسها بصدره كقطة أليفة وهي تكمل من جرح قلبها العميق 

-حبك وصلني لعشق حد الوجع، وأنا بشوف نورسين بتقرب منك، دا صعب أوي مهما تقنعني أنها مهمة عشان شغلك، بس أنا ست ونار الغيرة بتولع فيا، عايزاك لنفسي، حبيبي يبقى حبيبي ال ميوجعنيش 

جذبها لأحضانه يشد على عظامها  وقلبه يدق كطبول حرب يتحسس جسدها بكفيه، شهق شهقة خفيضة باسمها خرجت من رئتيه خفيضة ولكنها وصلت إليها بصوته المبحوح الدافئ

-ليلى عايزك تتأكدي أنا محبتش قبل كدا زي ماحبيتك، ولا ضعفت واتقهرت إلا معاك ودا ان دل يدل على عشق كبير اوي ..سحب نفسا وزفره بهدوء يلاطف بسخونته عنقها قائلا 

-هزتي عرشي بجد، ومش عيب أقولك إنك الوحيدة ال قدرت تخليني اتنازل عن كرامتي عشان مقدرتش أعيش بعيد عنك، حياتي بعيد عنك مالهاش طعم، يعني زي الإنسان الآلي 

ارتجفت أوصالها من كلماتها، وارتجفت شفتيها هامسه له 

-وانا كمان بحبك اوي، واتنازلت عشان قلبي بحاجات كتيرة، الحياة كانت معاندني اوي ياراكان من اول مادخلت الجامعة وحياتي اتقلبت، فضلت سنين بحارب لوحدي مكنتش بعتمد على حد لحد ماجيت عندك وقوتي اتلاشت واتنازلت عن ليلى بكامل شخصيتها، ماتمنتش غير أن أعيش حياة هادية وجميلة معاك ونجب ولاد ونربيهم كويس، مع ان دا كان حلم بعيد اوي بس اتحقق ورغم انه اتحقق خايفة اصحى على كابوس 

سحب نفسًا طويلًا يعبأ صدره المجروح وأخرجه على مهل 

-كنتِ بتفتكريني وانتِ مع سليم ياليلى..تلألأ الدمع بعيناها ورفعت كفيها الذي ارتعش فجأة من قوة سؤاله 

-راكان أنا مش خاينة لدرجة دي، امالت رأسها للأسفل كطائر ذبيح واخرجت صرخة من جوفها ان دلت تدل على مدى قوة أوجاعها بتلك الفترة، رفع ذقنها يتعمق بنظراته داخل عيناها مردفًا 

-أنا متأكد إنك مش خاينة، تفتكري أنا ممكن أحبك الحب دا كله لو شكيت انك خونتي 

رفعت اهدابها التي انطفأت فجأة بعدما كانت تلمع من السعادة منذ قليل فتحدثت 

-أنا حاولت اعامل ربنا في علاقتنا، زي أي اتنين بيتجوزوا جواز صالونات، أنا حاولت افهمه اني مش هقدر احبه، بس هو أصر على جوازنا، أنا جيت قبل فرحنا بكام يوم وطلبت منه نفترق، كنت ضايعة ورغم كدا مكنتش قادرة أشيلك من قلبي، بس سليم رفض وقالي انه بيحبني اوي، ولو سبته ممكن يخسر ثقته بنفسه، قالي هيحاول معايا، وفعلا حاول معايا بس مقدرتش، والله ياراكان ماقدرت، حتى يوم دخلتنا، بكت بشهقات وهي تتذكر ذاك اليوم الذي يعتبر أجمل الأيام للفتيات، رفعت نظرها إليه وتعلقت عيناها بعيناه 

-هربت منه، بس هو مسمحش يعدي الليلة وقالي حقي، دخلت الحمام منهارة اكلم أسما، صرخت فيا وقالتلي إنك مقضيها في حضن واحدة

ضمت نفسها لأحضانه وارتفع صوت نحيبها

-موت وقتها ياراكان، حسيت وقتها اني رخيصة اوي، طلعت لسليم وأنا بحارب قلبي وحلفت امسحك بكل قوة من قلبي وأدوس عليك، وحصل بعدها 

ضغط على خصرها بقوة وهو يطبق على جفنيه متألمًا 

-إنسي الفترة دي كلها، احتوى وجهها بين كفيه يرسم ملامحها الجميلة بعينيه ثم فجأة جذبها لأحضانه ينثر قبلاته بقسوة وهو يتمتم من بين قبلاته 

-إنتِ ملكي أنا، ظل يقبلها بقسوة آلمتها حتى شعر بطعم الدماء مختلط بعبراتها بجوفه، تركته يفعل بها مايحلو له بدموعها المنسدلة حتى انسحبت انفاسهما ففصل قبلته يضع جبينه فوق خاصتها إنسي ياليلى مش عايز افتكر بتمنى لو أفقد الذاكرة عشان انسى انك كنتِ مرات اخويا، 

-بحاول أنسى إن فيه حد تاني ااههه صرخ بها حتى هب واقفًا متجهًا للمرحاض، جلست تحتضن نفسها وتبكي بصمت "هيفضل معلم في حياتي طول عمري، عمرك ماهتنسى ياراكان، استمعت لتحطيم الأشياء بالداخل، اطبقت على جفنيها وتراجعت بجسها للفراش كأنها فقدت الشعور بما يصير حولها، دقائق معدودة حتى خرج من المرحاض، توقف أمامها ينظر إليها بوجعًا حتى شعر بأنكسار ضلوعه من حالته، جلس أمامها وكأن الهواء انسحب من رئتيه، والألم الذي اجتاح كيانه يشعر به يجفف الدماء من عروقه عندما وجد تورم شفتيها وادماتها وبعض عنقها، رفع كفيه يتلمس شفتيها 

-آسف محستش بنفسي، آسف بجد..تحدثت بألم يفتت عظامه 

-مفيش حد بيتمنى الوجع لنفسه، بس أنا جبته لنفسي، طريقتك وتفكيري للأسف هي ال دمرتنا، لو كل واحد فينا اتنازل مكنش وصلنا لكدا، بس الحمد لله على كل حال، يمكن كان فيه حاجة هتحصل كبيرة لو كنا اتقابلنا من أول مرة

تبعته بمقلتين دامعتين 

-انا آسفة كمان ياراكان، وبتمنى نتعلم من أغلاطنا، كفاية ال خسرناه قبل كدا ..أمسكت كفيه ووضعته على أحشائه

-فيه هنا بذرة حبنا مش عايزة اخسرها، عايزين نربيها مع بعض 

ثنى ظهره وقام بحملها متجهًا للمرحاض 

-هنربيها ياحبيبي ومش بس كدا، ونجيب كمان أخ وأخت، شوفتي أنا ديمقراطي إزاي حبيبي 

ابتسمت له متسائلة 

-واخدني على فين..همس بجوار اذنها 

-نفسي أخد شاور مع مراتي ايه عيب ولا حرام..وضعت رأسها بحنايا عنقه 

-طيب لو قولتلك عايزة أنام اهم حاجة..توقف قبل دلوفه للمرحاض 

-لما ناخد شاور، يبقى نامي لحد ميعاد الفرح، شكلك مش عاجبني اصلا 

وضعت رأسها على صدره 

-ممكن انام منك في البانيو على فكرة..قهقه عليها وغمز بعينيه 

-طيب ما دا هيكون احسن حاجة

بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية 

خرجت تتنقل كالفراشة بين شوارعها في ذاك الخريف، حيث الجو الممطر ونزول بعض الثلوج الخفيفة، اتجهت لصديقتها التي تعرفت عليها منذ مجيئها 

-هاي رزان، اعذريني صديقتي لقد تأخرت عليكِ  بعض الوقت 

عانقتها رزان قائلة 

-لا بأس صديقتي لقد وصلت للتو..تحركت وهي تعانق ذراعيها ويتجهون لأحد المقاهي فتحدثت بإبانة

-صديقتي ستتزوج اليوم بالقاهرة، وددت لواحضرت حفلة زفافها، لقد حزنت كثيرًا 

ربتت صديقتها على ظهرها 

-لا تحزني صديقتي، فربما بالوقت القريب ستتقابلون وتقومين بتهنأتها 

بعدت سيلين بنظراتها حزينة 

-ليت ينفع ذلك، فأنا موجوعة حتى لم يعد لدي شعور بالآلام، كفى عن ذاك الحزن وأخبريني

-ماذا سنفعل اليوم؟!

سحبتها متجهة لأحدى الأماكن، ولكن توقفت سيارة أمامهما وقامت بجذبهما داخلها 

عند ليلى وراكان 

خرجت من مرحاضها وهي ترتدي ثيابها الخاصة، اتجه لغرفة ثيابها، واحضر لها بعض الثياب وقام بمساعدتها، ثم دثرها لتغفو بسلام 

أمسكت كفيه تقبله هامسة بين النوم واليقظة

-"بحبك"   كان لواقع كلمتها سحر خاص، فكلما اردفت بها كأنه لأول مرة يستمع إليها 

مسد على خصلاتها بحنان ثم امال يدمغها بقبلة طويلة هامسا لها

-وانا بعشقك، قاطعهما صوت هاتفه، امسكه وجده نوح، فخرج بهدوء بعدما أطفأ الإضاءة 

-عايز ايه ياحلوف؟! توقف وكأن أنفاسه سحبت منه دون رحمة وهو يستمع إلى أسما تبكي 

-نوح فيه حد هجم عليه وضربه جامد واحنا في المستشفى..هوى الهاتف من يديه يهمس بإسمه"نوح"



بعد شهر تقريبا 

جلست تضع الطعام أمام ابنها 

-ميرو مامي عايزة الأكل دا كله يخلص عشان ميرو يروح يلعب مع بابي لما يخلص 

صفق بيديه وهو يقوم بفتح فمه، قاطعهما دلوف العاملة 

-مدام ليلى فيه واحدة برة عايزة تقابل حضرتك ..اعتدلت تنظر للعاملة 

-مين دي أنا اعرفها..فركت الخادمة كفيها تنظر إلى زينب قائلة 

-معرفش حضرتك تعرفيها ولا لا، بس زينب هانم تعرفها ..

ضيقت زينب عيناها متسائلة:

-مين دي يانعيمة ال اعرفها وعايزة ليلى..دلفت حلا وهي تمسك بكفيها طفلا يبلغ من العمر اكثر سنة ونصف  

-أنا ياماما زينب، ازي حضرتك..نهضت ليلى تنظر إليها بأعين جاحظة وقلبا ينتفض ألمًا بخروج راكان من مكتبه وهو ينادي عليها 

-ليلى اجهزي اتأخرنا... ولكنه قطع كلماته عندما وجد حلا أمامه، استدارت إليه 

-عامل ايه ياراكان..قطب جبينه مردفا 

-حلا!! ايه ال فكرك بيا ..أشارت على ابنها 

-سليم هو ال فكرني بيك، ابنك أولى بيك   


 يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة