-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 32 - 1 - الأحد 29/10/2023

 


قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل الثاني والثلاثون

الجزء الأول


تم النشر الأحد

29/10/2023



قالوا لي انسي هواك

انسي دموعك معه

كيف لي انسي

كيف لي انسي من ادمنته

هل يمكن ان يشفي مدمن

من ادمانه 

هل  ممكن انسي من دق له قلبي 

كيف انسي 

وهو يجري في دمي

كيف اشفي

من دقات سكنت القلب

كيف اشفي

من قلب هو قلبي

كيف اشفي

من ادماني

وهو يجري في دمائي

هل يوجد من شفي من الادمان

في الحب  

هل من طبيب يشفيني من من احب

لاوالله هذا ادمان ليس له مثيل

لانه ليس له دواء

ودوائه في عدم الابراء

من ادمانه 

❈-❈-❈ 


بمنزل عاصم المحجوب وخاصة قبل الحناء بأسبوعًا ..استيقظت ليلى على ألمًا اسفل بطنها، وشعرت بالتقيؤ..أسرعت إلى مرحاضها، وظلت تتقيأ حتى خارت قواها وجلست على أرضية الحمام.. دلفت درة تبحث عنها وجدتها تخرج من المرحاض بجسدًا منهك، والعرق يغزو على جبينها..جلست على مخدعها وجسدها يرتعش..ملست درة على خصلاتها وأرجعت بعضها المتمرد 

-حبيبتي مالك؟! ليه جسمك عرقان ومتلج كدا

جذبت منشفة ورقية تمسح بها عرقها الذي ظهر على وجهها وعنقها مردفة بصوتًا منهك:

-شكلي اخدت برد من المكيف..هشرب حاجة سخنة واروق دلوقتي 

قامت درة بإعدال فراشها

-طيب حبيبتي ارتاحي وانا هعملك مشروب كويس..أومأت برأسها تربت على ذراعها

-حبيبتي هتعبك معلش 

وضعت درة قبلة على جبينها وتحدثت: 

-تعب ايه يامجنونة، نسيتي كنتِ بتعملي أيه معايا وانا في الثانوي 

فردت جسدها وابتسمت لها قائلة: 

-مفيش بين الأخوات جمايل ياعبيطة..قهقهت درة وخرجت وهي تمازحها 

-لا عندي لازم يكون جمايل وطلب كمان 

وضعت كفيها على أحشائها مبتسمة 

-يارب ماتوجعنيش عليه المرادي، اللهم اجعله لي قرة عين، وارزقني اياه سالمًا معافي يارب العالمين..اطبقت على جفنيها متألمة 

-ياترى هتعمل إيه ياراكان لما تعرف، بس تفتكر اقولك دلوقتي عشان ترجعني بس عشانه، لا مش أنا ال ارجع لجوزي عشان الولد 

تنهدت متوجعة عندما تذكرت آخر لقاء بينهما قبل مجيئها عند والدها، بعد خروجها من مكتبه في ذاك اليوم الذي رأته مع نورسين، خرجت إلى زينب 

-ماما زينب فرح درة بعد اسبوعين، وماما محتاجني معاها الأيام الجاية،فهضطر اروح اقعد عندهم، طبعا حضرتك عارفة زعل بابا ومقاطعته ليا بسبب اني رفضت اروح اقعد عنده 

ربتت زينب على كفيها قائلة: 

-باباكي عنده حق متزعليش منه، وأنا لو منه مكلمكيش..اغمضت ليلى عيناها متنهدة بحزن

-طيب ياماما دا لو أنا لسة بنت، دلوقتي أنا كنت متجوزة ومعايا طفل، غير شغلي، يعني اسست حياة، ومش هنكر حق بابا، بس كفاية عليه مسؤلية لحد كدا، هو هيرجع يقولي مينفعش تنزلي تشتغلي المجتمع مش هيرحمك انتٍ كنتِ ارملة، وبعدين مطلقة والعيب ومش العيب وبكدا هنتعب بعض، غير طبعا ابنك الديكتاتوري ال هيرفض الفكرة اصلا، سحبت نفسًا طويلا خرج من رئتيها متحررًا من نيران حزنها وآلمها على حياتها

راقبتها زينب بتعمق ثم تحدثت 

-انا عارفة راكان ديكتاتوري، زي ماأنا عارفة إنك شعنونة وهبلة ومحكمتيش عقلك، يابت دا بيقولوا ان كيدهن عظيم، معرفتيش تعملي زي فرح ال راجعة بولد وتقولي خدي حفيدك بكل بجاحة، وانتِ الهبلة ماشاء الله معرفتيش حتى تخلي جوزك في حضنك ومفيش غير ابنك طلقني ومش عايزني وكرامتي 

اتسعت عيناها متلألأة بالدموع وهي تشير لنفسها

-أنا فعلا هبلة عشان رخصت نفسي وحبيت راجل كل شوية في حضن ست، أنا فعلا هبلة ياماما ورغم ال عمله روحت لحد عنده وقولت له انا آسفة وتعالى نرجع لبعض، انسدلت عبرة على وجنتيها إزالتها بكفها المرتعش وهي تنظر إلى زينب 

-احنا تعبنا بعض كتير، والأفضل إننا نبعد عن بعض، وقبل ماتقولي حاجة دا مكنش قراري، وبدل هو حكم بكدا يبقى دا الصح، وأنا رافضة تماما ارجعله تاني 

وقف خلفها وحاوط مقعدها بذراعيه بعدما خرج من مكتبه واستمع لحديثهما، دنى بجوار اذنها 

-وأنا لو عايز ارجعك دلوقتي هرجعك يامدام

دفعته بقوة حتى انزلق ذراعه من المقعد واصطدم متأوها

-يابنت المجنونة، انتِ غبية..استدارت له بجسدها 

-بص يااسمك معرفش مختروعينه من ايه، انا ال اقرر حياتي بعد كدا، يعني لا إنت ولا غيرك، وبدل مانت كل شوية في حضن عورسين زفت دي روح شوف مين ال كان عايز يخطف امير، قولت عليا قبل كدا غبية ومبفهمش وازاي اخدت دكتوراه في الهندسة، مع ان التعايش في الحياة مالهوش علاقة بالشهادات، إنما أنت ماشاء الله في حكم شغلك وكل مصيبة بتقابل مصيبة وحضرتك محلك سر، من يوم ماسليم مات الله يرحمه لحد اسبوع لما امنك اخترق ودخلوا بيتك في وسط امنك وكاميراتك وبرضو كانوا هيخطفوا ابني..نهضت تقف بمحاذته 

-روح لم فشلك وبعد كدا احكم على حياتك الشخصية.. اقتربت تنظر بداخل عيناه بنظراتها النارية وتحدثت بثبات 

-انا مش هرجعلك ياراكان حتى لو إنت عايز كدا، أنا مش الوايتنج بتاعتك وقت ماتحب ووقت ماتغضب، تحركت بشموخ إلى أن وصلت أمامه ولم يفصل بينهما انش واحدا وأكملت 

-روحتلك وانت بكل جبروت قولت لا، أنا بقى بقولك لا ومليون لا 

جز على شفتيه ثم اتجه لوالدته التي تشير بعينها بالهدوء، فجذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره هامسًا 

-هو أنا قولتلك تعالي نرجع عشان تتنفخي كدا

اشتعل غضبها واحتدت نظراتها واختنقت أنفاسها من حديثه الذي ادمى قلبها، فثارت روح الأنثى بداخلها وحاولت التملص من قبضته القوية ولكنها فشلت فتنهدت قائلة

-انت بقيت ماضي واندفن، وحياتي انا هأسسها بعيد عنك

حاوطها بذراعيها حتى رفعها من خصرها لتصبح بمستواه هامسًا 

-مالكيش حياة بعيدة عني يالولة..لكمته بقوة، وزينب تكتم ضحكاتها عليهما 

اتجهت ليلى بنظراتها إليه، كانت تمارس أقصى درجات ضبط النفس كي لا تلكمه بقبضتها في وجهه وتحطيم فكه، ورغم ذلك رسمت إبتسامة وأردفت  

-دا في قانون ابو جلمبو سلملي عليه تمام، خليك فاكر قولت إيه..دنت منه حتى اختلطت انفاسهما قائلة

-بكرة تيجي راكع ورافع الراية البيضا وانا مش هعبرك..قالتها وهي تضغط بحذائها ذو الكعب العالي على قدمه، تحمل الألم حتى أحمر وجهه وأصبح عبارة عن كتلة نارية وهو يحاول أن يسحب قدمه من تحت حذائها وهي تتصنع الإسناد عليه مردفة 

-معلش دوخت شوية، ماهو إنت زي جوزي طول ماانا في شهور العدة، قالتها بإستخفاف، ثم تحركت بعد لحظات بعدما اتجهت لوالدته 

-أمير أمانة عندك ياماما زينب، ولو تعبك عرفيني وهبعت درة او ابن عمي ياخده 

-ياخدك ربنا ياختي، قالها وهو يجلس يجذب الولد من بين ذراع والدته

استدارت متحركة، هياخدنا كلنا متخافش، بس مترجعش تعيط..قالتها وهي ترمقه بنظراتها المتألمة، ثم استدارت متحركة للخارج دون حديث ولكنها توقفت قبل خروجها عندما صاح بصوته المرتفع

-مش مسمحولك تغلطي طلقتي الجميلة، اي غلط لو بسيط مش هرحمك..تراجعت بعض الخطوات وهي تنظر إلى زينب قائلة: 

-عرفي ابن حضرتك ياماما زينب مبقاش له سلطة عليا، وهو لسة قايل بلسانه ال بيحدف عنب دا انا طلقيته، يطلع ينزل أنا طليقته، ولو جالي زاحف كدا عشان ارجعله مستحيل، وبالمناسبة أنا بدور على بيت تاني، عشان وقت ماتخلص شهور عدتي مفيش رابط هيكون بينا، غير أمير ودا هيكون بالاتفاق مع حضرتك..تمام ياحضرة المستشار 

هب من مكانه متجهًا إليها، نهضت زينب عندما وجدت نظرات ابنها التي لا تبشر بالخير، وحاولت إيقافه 

-راكان حبيبي ممكن تهدى، ليلى عندها حق..دفع المقعد حتى سقط واتجه إليها 

-سمعيني كدا كنتِ بتقولي إيه!! 

دنت منه وهي تغرز عيناها بعينيه قائلة بصوتًا متمهل 

-بقول هطلع من جزيرة علي بابا والأربعين حرامي، باي باي ياطليقي 

قالتها وتحركت للخارج بشموخ أنثى متجبرة ذات كبرياء، وصلت لسيارتها تضع كفيها على صدرها قائلة بصوت مكتوم متألم

-ايه الراجل المتجبر دا، مش قادرة حتى ادعي عليه تنهدت 


استمعت إلى صياحه: 

-شوفتي ال زعلانة عليها أهي  رمتني بنت المحجوب، جلست زينب تضم الولد الذي ارتفع صياحه من صراخ عمه 

-اتجننت خوفت الولد، وبعدين هي مغلطتش، انت لسة عايز منها إيه 

❈-❈-❈ 


خرجت من شرودها عندما جلبت لها درة المشروب..دلفت إليها قائلة

-عملتلك مشروب سحري إنما ايه هيخليكي تجري للصبح..ابتسمت ليلى بتهكم 

-لسة مشروب الأعشاب دا، حرام عليكي يابنتي 

امسكته وبدأت ترتشف منه إلا أنه أثار معدتها، وبدأت معدتها تؤلمها هنهضت سريعًا تتقيأ بألما 

وقفت درة قاطبة جبينها متسائلة:

-ليلى مالك حبيبتي..اقتربت متسائلة 

-معدتك بتوجعك لدرجة دي، طيب الأعشاب ممكن تهديها..رفعت كفيها أمامها، ونهضت تضم أحشائها وهي تهز رأسها 

-بطني وجعاني، شكل البرد شديد، هنام شوية وأقوم كويسة..دثرتها درة بغطاء خفيف، ثم أغلقت الإضاءة وخرجت ..اغلقت عيناه متألمة 

-آه مش قادرة اتنفس..همست بها لنفسها وهي تضع يديها تمسد اسفل بطنها، ثم تنهدت وانسدلت دمعة عبر وجنتيها 

- راكان محتاجك اوي، تعالى بس ضمني ووعد هنسى كل حاجة، قالتها وهي تبكي بصمت من شدة آلامها التي تشعر بها، شعرت بأن الغرفة تدور بها مما جعلها تغلق عيناها تهرب من قوة انسحابها لتلك السحابة السوداء 

بمزرعة نوح

جلست تسجل بعض الأعمال التي ترتبط بأعمالها، قاطعها دلوف يحيى إلى مكتب نوح :

-فين نوح ياأسما، ليه مبيردش على التليفونات!!

نهضت أسما متجه إليه قاطبة جبينها 

-اهلا دكتور يحيى، نوح معرفش خرج من ساعة تقريبا ولسة مرجعش.

جلس على الأريكة يمسح على وجهه بألمًا يفتك بجسده فتحدث :

-اتصلي عليه خليه يجيلي ضروري يابنتي، قالها وهو يفك رابطة عنقه

اقتربت منه أسما وهي تسأله 

-حضرتك كويس، اجبلك مية..أومئ برأسه عندما فقد الحديث..فأسرعت تجلب له بعض المياه 

-اتفضل اشرب يادكتور، رفع كفيه المرتجف حتى يأخذ الكوب ولكنه سقط منه وتغير وجهه وأصبح شاحبا كشحوب الموتى..أتجهت تجلس على عقبيها أمامه وقامت بفتح زر قميصه 

-حاول تاخد نفس بهدوء، اتنفس بهدوء لو سمحت..أمسكت هاتفها وقامت بالرنين على زوجها 

-نوح تعالى بسرعة على البيت الدكتور يحيى هنا وشكله تعبان، قالتها وقامت بالاتجاه إليه 

أمسك كفيها وتحدث بصوتا متألمًا

-اقعدي ياأسما انا كويس، ربنا يبارك فيكِ يابنتي..ربتت على كفيه ونظرت إليه

-حضرتك كويس، حاسس بإيه، أنا هتصل بدكتور حضرتك لازم نطمن..هز رأسه بالنفي 

-أنا كويس عايز نوح بس، ظلت تدلك في كفيه 

-هيجي إن شاء الله مش هيتأخر عليك

وصل نوح بعد قليل، أسرع متجهًا إلى والده، نهضت أسما من مكانها فجثى نوح أمامه 

-بابا مالك ياحبيبي إيه ال حصل؟!

رسم والده إبتسامة على شفتيه بعدما وجد لهفة ابنه عليه، وهو يهز رأسه قائلا

-أنا كويس ياحبيبي، كنت عايز اتكلم معاك شوية، شكل السكر علي شوية

قام نوح بقياس الضغط والسكر 

-ايه دا يايحيى باشا السكر عالي جدا، وكمان ضغطك، ارحم نفسك شوية يابابا من الضغط دا، والله الدنيا ماتستاهل كل ال بتعمله 

-أنا هعمله سلطة فواكه، وعصير فريش من غير سكر، بلاش القهوة دي 

ابتسم لها نوح وهو يغمز بطرف عينيه، رفعت حاجبها بسخرية فاقتربت تهمس له 

-انا بعمل للدكتور يحيى مش ابنه، قالتها وخرجت سريعا من أمامه..ظل ينظر لخروجها وهو يزفر بغضب حتى لاحظه والده، استدار لوالده 

-مالك يابابا، وايه فكرك بيا ..أشار له بالجلوس 

جلس نوح بمقابلته 

-آخر مرة كلمت مراتك امتى؟!

ضيق عيناه متسائلا:

-سلامة نظرك يادكتور، مراتي لسة داخلة حالا

مسح يحيى على وجهه وهو يعتدل: 

-قصدي راندا..اشتعلت عيناه كجمرتين من اللهب الحارق وصاح بغضب

-وبعدهالك كل ماأقول إنك اقتنعت ترجع تحرق دمي تاني، اسمع يادكتور انا مش متجوز غير واحدة بس وهي أسما، وعلى فكرة سليلة الحسب والنسب هدخلها السجن قريب وإياك توقف قدامي، الست دي عاملتها بما يرضي الله بس هي ال طلعت حقيرة، حضرتك متعرفش حاجة يادكتور 

نهض يحيى وملامحه يكسوها الحزن امسكه من كتفه وتنهد بحرقة شديدة 

-فيه حاجة لازم تعرفها وتتأكد منها انت كمان 

توقف يطالع والده منتظر حديثه، حمحم يحيى يسحب نفسا مطولا ثم تحدث: 

-انا عملت تحليل DNA للبيبي هي هتولد خلال اسبوعين دا كان آخر كلام للدكتور معايا، صمت لبعض اللحظات يسحب نفسا ويزفره بهدوء ثم أردف وهو يطالع ابنه

-خليت حد موثوق منه يعمل للبيبي تحليل عشان شوفتها مرة قاعدة مع شاب بطريقة معجبتنيش، من حقي اطمن يابني على أن كان حفيدي ولا لا 

جلس نوح يمسح على وجهه بعنف حتى كاد أن يمزق جلده مردفًا 

-مش صح يادكتور ال عملته، مش صح ابدا، ومش معنى انها تكلم شاب يبقى نرميها بالمحصنات ومهما كنت واثق مكنش ينفع تعمل حاجة من ال عملتها، هي بكرة تولد وكنت هعرف الولد ابني ولا لا، بلاش تحط ثقتك في حد

تنهد ورفع بصره لوالده

-راندا طماعة بس مش من النوع انها تبيع نفسها وشرفها، أنا عارفها كويس، هي بتحب الفلوس اه، بس مش عديمة شرف، إحنا لينا بنات يادكتور بلاش نطعن بشرف حد، أنا اه طلقتها قبل ماتحمل، بس دا مايخلهاش تخون، بدليل كانت عندي من فترة وبتهددني بصور أسما عشان ارجعها، يعني لو هي ماشية زي ماحضرتك عايز تفهمني، مكنتش جاتلي مش كدا ولا إيه يادكتور 

❈-❈-❈


بمشفى يونس البنداري

خرج من غرفة العمليات متجهًا لمكتبه يستمع لسكرتيرة مكتبه

-فيه عملية الساعة سبعة يادكتور، وكمان عندنا اربع حالات طبيعي، وكمان..توقف يرمقها بنظرات تحذيرية

-ايه يابنتي، ناقص تقوليلى ستات مصر كلهم حوامل والطلق مابيجيش غير هنا..اسكتي، كفاية كدا، ابعتي للدكتور محمود، ودكتورة امل، هو مفيش غيري في المخروبة دي..قالها وتحرك وهو يتمتم 

-يخربيتك غبية، وبيقول عليا دكتور فاشل، هو فين يجي يشوف طوابير العيش اتنقلت عندي هنا بس على شكل بلونات..دلف لمكتبه وجد سارة تجلس بإنتظاره   

دلف منهكًا اتجه بنظره إليها فتحدث ساخرًا 

-دا ايه السما ال بتحدف نسوان من كل مكان، ابتسم متهكمًا بعدما وجد نظرات الحزن بعيناها 

-آسف كوين سارة السما بتحدف بنات، ايه ال فكرك بيا بعد خمسيت سنة مقاطعة، ماكنت مرتاح الكام شهر دول 

آهة ملتاعة بنبرة مرتعشة وعينياها مترقرقة بدموع قائلة: 

-كان نفسي يكون ليا أخ يفهمني الصح من الغلط، تعرف أنا بكره سيلين وسلمى اختك ليه؛ عشان لما بيغلطوا بتعاقبوهم، منكرش اني السبب في انحراف سلمى لبعض الوقت، لولا تدخلك كانت زمانها زي، بس هي لحقت نفسها، آه تربيتنا من أمهات بيشتركوا بصفة الطمع بس الفرق إنك حاميتها ووقفت لها حتى مهمكش جدك وضربتها ومنعتها من الكلية، أنا جاية ابرئها النهاردة 

تركت عبراتها تغسل وجهها كما يغسل المطر قلوب البشر..اتجهت تقف بمقابلته تستند بظهرها على المكتب

-انا ال بعت الرسايل لحمزة، سلمى مالهاش دعوة، وأنا ال بعت الصور لخطيبته، كنت عايزة انتقم من درة وابعدها عن حمزة عشان نور ابن خالتي، وكنت عايزة اخلي سلمى نسخة مني بتجري ورا واحد مرتبط وبيحب خطيبته عشان نظرة الاحتقار ال بشوفها بعيونك ليا 

اطبقت على جفنيها وانسدلت عبراتها بغزارة مكملة حديثها 

-أنا السبب في ال حصل لليلى وسليم، روحت قولت لسليم ان ليلى بتحب راكان، شهقة خرجت منها وهي تضع كفيها على فمها،وأكملت بقلبًا يتمزق 

- سمعتك وانت بتكلم راكان وهو بيقولك مش قادر يتحمل يشوفها في البيت بعد ماعرف حملها، بس وحياة ربنا مكنش قصدي ابدا انه يموت، أنا قولت كدا وهو راح لها زي المجنون وبعدها عمل حادثة حتى معرفش هو قالها ايه 

نزلت كلماتها عليه كالصاعقة، حتى شعر بإنسحاب الأكسجين من الغرفة، نصب عوده بهدوء مميت واقترب منها وعقله يرسم الكثير من السيناريوهات حتى كادت أن تفتك به..دنى منها وجسدها يرتجف من البكاء 

-قولتي ايه، انت قولتي لسليم ان ليلى بتحب راكان، يعني سليم مات وهو وهو..قالها بتقطع ولم يشعر بنفسه إلا وهو يجذبها من خصلاتها ويدفعها بقوة بالجدار حتى سقطت على الأرض وشهقاتها بالأرتفاع 

ثار كالمجنون بالغرفة وبدأ يركل كل مايقابله حتى لكم المكتب فانشطر الزجاج متهشما وهو يصيح بصوت غاضب

-آه ياحقيرة، اتجه إليها وامسكها يجرها 

-إمتى الكلام دا يابت، يعني قبل مايموت بكتير 

هزت رأسها وهي تبكي بصوت مرتفع 

-يوم ماعمل حادثة الصبح انا ..أنا كنت مضايقة من راكان عشان اهاني فحبيت انتقم منه لقيت سليم راجع من برة كان سهران..قالتها بلسان ثقيل تذكرت ذاك اليوم 

-سليم ايه دا ياسلوم بقيت تسهر برة، بس أنا لو مكانك مكنتش قعدت معاهم في مكان واحد وخصوصا بعد ماعرفت ندالتهم 

ضيق سليم عيناه متسائلا:

-هم مين دول، أنا كنت سهران مع واحد صاحبي ونمت في مكاني محستش بنفسي..مطت شفتيها واقتربت منه 

-يعني مش زعلان عشان عرفت ان اخوك ومراتك على علاقة ببعض..صفعة قوية على وجهها من هول مااستمع إليه 

-اخرصي، اتجننتي يامتخلفة، شاربة ايه على الصبح، اقتربت فرح تضم اختها وثارت بوجهه 

-القلم دا مش المفروض سارة ال تاخده، القلم دا المفروض مراتك المحترمة ال عاملة فيها شريفة..شعر كمن تلقى ضربة موجعة بخنجر مسموم ف

تسارعت نبضاته وكأن كلماتها كسكين على عنقه، فجذبها بعنف يتحدث بصوتًا كفحيح أفعى 

-اخرصي ياجذمة، مفكرة مراتي قذرة ذيك، اوعي تفكري اني مفتكرتش ليلتنا وانتِ بتسحبيني لاوضتك، أنا افتكرت كل حاجة، افتكرت قذارتك يابنت عمي، وانت بتخلعيني هدومي..أطبق على عنقها وتحولت عيناه للون الأحمر 

-شربتيني ايه يومها خلاني أفقد نفسي واتعامل معاكي كدا ياقذرة..دفعته سارة صارخة وهي تصيح به 

-محدش عمل فيك حاجة، انت ال عرفت خيانة مراتك، فحبيت تردلها القلم، روح ربي مراتك ياباشمهندس، وبعدين تعالى حاسبنا، مراتك ال عايزة تربية، قالتها بطريقة تجعل الشيطان يتعاطف معها 

تراجع بخطواته للخلف وهو يبصق عليهم، قرفت من نفسي بسبب  بنات زيكم، إزاي انتوا بالقذارة دي، قالها وتحرك سريعا، تحرك كطائر ذبيح مكبل الأرجل مقطوع العنق عندما شعر بصدمته التي تخطت الحدود، فصاح يركل كل مايقابله..ابتسمت فرح وهي تردف

-انت ملكي أنا وبس ياسليم ثم اتجهت تقف بمقابلة سارة تجذبها 

-ايه الكلام ال سمعته دا يابت، ليلى وراكان، نهارك اسود، ملقتيش غير راكان وتتبلي عليه..ابتعدت بنظراتها عن اختها وتصنعت المفاجأة 

-معرفش إزاي قولت كدا، بس حبيت افش غليلي لما لقيتهم بيشتموا فيكي، مقدرتش يافرح، فقولت اي كلام وخلاص 

ضربت فرح على وجهها 

-يخربيتك ياسارة، دا ممكن يروح يقول لراكان ويحصل مجزرة بينهم، أنا فكرت الكلام حقيقي فقولت ارد عليه، يارب مايروحش يقوله، عارفة لو راكان عرف هتكون اخرتنا ياحلوفة 

خرجت سارة من ذكرياتها تنظر إلى يونس المتجمد بوقفته 

-انا مقولتش لحد، حتى فرح وماما معرفوش حاجة والله، ورغم تأكيدي من حب أبيه راكان لليلى مردتش اتكلم والله انا مكنش قصدي سليم يعرف، معرفش ايه اللي خلاني اقوله مع اني ماشفتش حاجة وحشة من ليلى 

بقلبًا يحمل كثيرا من الألم، وعيون تنفجر من الاشتعال ونبضه يتسارع حتى شعر بإنسحابه فاقترب ونزل يجلس على عقبيه بمقابلتها 

-وليه جاية تعرفيني بعد أكتر من سنتين، ليه جاية ياقذرة على رأي سليم تحكي لي 

أمسكت كفيه وهي تبكي 

-عايزاك تسامحني، أنا معملتش حاجة في الليلة اياها، إحنا بس أنا أتصورنا، مش اكتر، قالتها بتقطع وصوت غير مفهوم، وهقولك إزاي وصلت لسيلين ..ابتلعت ريقها الجاف وتحدثت بإبانة

-ماما كانت عارفة مين ال خطفها، وكانت عارفة مكانهم، بس من مين معرفش، هي قالت لازم سيلين ترجع وتكون مقتنعة إنك ويونس على علاقة مع بعض، كفاية ليلى اخدت نص الورث، مش هتخلي سيلين تاخد الباقي 

هوى على مقعده وهو يضع رأسه بين راحتيه

-ياربي أعمل ايه هو فيه ناس كدا، كنا عايشين مع تعابين، ارجع خصلاته يمسكها بعنف 

-أعمل إيه لراكان ولا أعمل ايه، دا لو عرف هيموتها، شعوره هيكون ايه لما يعرف ان اخوه مات ومفكره خاين، ظل يمسح على وجهه بعنف قائلا 

-ياربي عليك ياراكان بعد دا كله وتطلع في عشقك خاين لأخوك، كدا كتير عليك يابن عمي   

رفع بصره إليها ينظر بغموض ثم أردف 

-قومي تعالي، ولو عايزة اسامحك هتعملي زي ماهقولك ..وإياكِ حد يعرف تاني 

❈-❈-❈


عند راكان بمكتبه بالنيابة، كان يراجع بعض النقاط الهامة في القضية، دلف إليه حمزة، جلس أمامه  

-عرفت ان نور بيروح لعايدة ليه..اعتدل يستمع إليه بتركيز 

-عايزين يضغطوا عليك بالولد، يعني لو ماكتبتش على فرح قال ايه هيتجوزها نور وطبعا أنت تدخل زي ماعملت مع ليلى وتقولهم ان ابن اخوك أولى ببيت ابوه 

مط شفتيه للأمام وهز رأسه متسائلا 

-يعني عايزين يساوموني، صمت وأكمل 

-عرفت إزاي الكلام دا؟! 

وضع أمامه هاتف ورفع كفيه 

-افتحه، وانت تعرف..فتح الهاتف واستمع إلى حديث عايدة 

-يعني هنعمل خطوبة فشنك كدا يانور متخافش، أنا بعد مافكرت في سارة لقيت فرح احسن عشان فرح معاها الولد وخصوصا بعد ماراكان عمل التحليل واتأكد 

مسح نور على ذقنه ورفع بصره قائلا:

-وليه دا كله ماتطلبوا حق الولد ياخالتوا، معتقدش ان راكان هيظلمه، وخصوصا إنه ابن سليم واخد كل حاجة، يعني لو مش عايز مكنش اتجوز ليلى وكتب كل حاجة 

رجعت عايدة بجسدها وتحدثت غاضبة

-هيديلوا ايه غير شوية فتافيت، سليم كتب كل حاجة للزفتة ليلى، غير حقه في جدته وجده، دا أنا سألت جلال بيقولي ليلى تعادل راكان في الشركة، أنا مش عايزة فتافيت لابن بنتي، عايزاه يكون له حق زيه زي ابنه التاني 

اقترب نور يهمس إليها 

-هو الولد فعلا ابن سليم ولا حضرتك ادخلتي في التحليل

ضحكت بتهكم ورفعت يديها: 

-تفتكر واحد زي راكان البنداري يتلعب عليه، دا تعبان، غير عمل التحليل في كل معامل مصر، ريح نفسك الولد ابن سليم متخافش، بنتي الغبية كانت بتموت فيه، ودلوقتي جاية تقولي مش عايزة حاجة، أنا اهم حاجة عندي كانت سليم، الفلوس متهمنيش، ولا التانية ال معرفش مالها بقت كلها شعارات وتقولي متستنوش مني حاجة اساعدكم بيها وكل شوية تقولي دمرنا حياة ولاد عمي عشان شوية فلوس 

انتهى التسجيل..رفع راكان رأسه إلى حمزة 

-الست دي طلعت أخطر مما اتوقعت، وحاسس انها هتعمل حاجة كبيرة بس معرفش ايه هي، ال تنجح تخلي سليم يعمل علاقة كاملة مع بنتها وهو متجوز وبيحب مراته يبقى لازم نخاف منها.. لازم ادخل جوا دماغها السم دي واعرف ناوية على ايه، المهم سيبك من عايدة وبلاويها وقولي آسر بيروح عند حماك، ويالا لم الدور واعمل الفرح لازم تخليه بعيد كدا 

قهقه حمزة يغمز بطرف عينيه 

-لولة وحشتك، طب ماكنت تتلم من الأول لازم تعمل فيها عنترة بن شداد 

رجع بجسده يتكأ على المقعد قائلا 

-لازم من دا ياحمزة، ليلى بتيجي عندي وبتضعف، ممكن تدوس عليا عشان الكل، لازم نعرف قيمة بعض لما نبعد، مش هخبي عليك انا هموت وأشوفها دلوقتي، من وقت ماراحت بيت ابوها وحاسس انها بعيدة عني بقالها كتير اوي 

ربت حمزة على كفه وتحدث:

-راكان ال بتعمله مش صح، خلي بالك ياصاحبي للبعد يخليها تجفى عليك، وخصوصا أنا شايفها قافلة على نفسها طول الوقت 

اومأ برأسه وتحدث:

-قريب إن شاءالله، وشكرا على تدخلك في موضوع عاصم كمان، معرفش ليه كان مُصر انها تقعد معاه 

نهض حمزة وطالعه 

-بس هو سكت لبعد الفرح عشان اقنعته انها لسة بشهور العدة، وقت ماتخلص شهور العدة مش هيسبها، الأستاذ عاصم مش هو ال يسيب بنته تعيش لوحدها، فياريت تشوف هتعمل إيه 

أومأ برأسه واجابه 

-ربنا يسهل، المهم انت عدي على جاسر واديله التليفون دا، وخليه يراقب نور من بعيد، عشان مش مرتحله 

توقف فجأة واستدار إليه قائلا

-ولا أنا،  وشاكك انه هو ورا الراجل ال كان بيراقب عشان رقمه كان متسيف، بس ابن الذكية ماسح كل التسجيلات ال عليه 

-متخافش أنا طلبت من الشركة كل الاتصالات المتعلقة بالراجل دا..توقف حمزة لدى الباب قائلا 

-هستناك بكرة في حفلة العذوبية وهشوفلك عروسة جديدة متخافش ..ألقاه راكان بالقلم 

-أمشي ياحيوان..قهقه حمزة قائلا

-الله يرحم، فينك يانوح كنت مظبطنا..قالها وهو يتحرك للخارج    

   

ليلة حفل الحنة التي تقام بمنزل عاصم، ارتدت ليلى فستان باللون الأحمر وتركت خصلاتها تنسدل على ظهرها باعتبار أن الحفل خاص بالسيدات، بينما ارتدت درة فستانها باللون الوردي، ووضعت بعض اللمسات التجميلية الخفيفة على وجهها حتى ظهرت بطلة تبهر الموجودين، قامت الفتيات بفتح بعض الأغاني الشعبية التي تراقصن عليها، كانت ليلى تجلس بجوار اختها تنظر بهاتفها تتمنى لو أنه يهاتفها حتى لو خطأ، لم يمر دقائق وإذ بها تستمع لوالدتها 

-راكان برة جايب أمير بيقول مش مبطل عياط وعايزك، معرفش إزاي جالك قلب سايبة الولد كل يوم والتاني هناك، هبت سريعا متجهة للخارج اوقفتها والدتها 

-ايه هتخرجي كدا، فستانك ضيق، وكمان شعرك، متنسيش انه بقى طليقك يامدام ليلى 

جذبت وشاحها ووضعته بعشوائية وتحركت للخارج ودقاتها تتقاذف بين أضلعها حتى اجزمت لو أحدهم توقف بجوارها لأستمع لدقاتها..وصلت إليه كان يواليها بظهره وهو يحمل أمير ويتحدث بهاتفه، إبتسامة شقت ثغرها من مجرد وجوده أمامها بهذه الهيبة، تمنت لو ألقت نفسها بأحضانه، ولكن كيف لقلب الأنثى ان تغفر لرجل أهان أنوثتها، دنت حتى أصبحت خلفه مباشرة تسحب كم من رائحته التي أقسمت حينها أنها أعادت روحها المفقودة

..استدار إليها بعدما شعر بوجودها، تجمد جسده، وتوقف لسانه عن الحديث، حتى أغلق هاتفه دون أن يشعر، اسبوعًا كاملا لا يراها، اسبوعًا كاملا اقسم أنه لم يرى به شمس بل توقفت حياته بالكامل، كانت كاميراته التي زرعها بكل أركان منزلها تجعله صابرا لفراقهما، ولكن منذ بداية ذاك الأسبوع وجافه النوم، بل تركته روحه وفارقت 

ارتجفت شفتيها وهي تطالعه بإشتياقًا ورغم ذلك سيطرت على نفسها قائلة

-هو عيط ولا إيه، دا لسة ماشي الصبح..كان يدقق النظر بملامح وجهها الذي به بعض الشحوب تمنى لو جذبها وأروى روحه المفقودة بقربها، ود لو يقص لها ان حياته أصبحت صحراء قاحلة، وجحيم مستعيرة، فالفراق أصبح نيران تلتهم أحشائه، دنى منها همس لها 

-انتِ مبتكليش ولا إيه وشك أصفر ليه، جذبت أمير وهي تعانقه وتقبله ثم اجابته بهدوء مبتعدة بمرمى بصرها عنه

-لا محرومة، عندك اكل تبعتهولي، ورغم سعادتها الداخلية من حفظه لكل تفصيلة بها إلا أنها اجابته بتلك الطريقة التي جعلته يجذبها بقوة إليه ليضعها بجوار شقه الأيسر تحديدًا موضع نبضه قائلا لها 

-هنا وجع بسببك مش عارف اتنفس منه، رفعت بصرها إليه فكانت قريبة منه حتى اختلطت انفاسهما فاجابته 

-مش اكتر مني، أنا كدا مرتاحة خليك بعيد عني،

تعلقت عيناه بعيناها وتحدث 

-يعني هتفضلي على طول في بيت بابا حاولت استجماع نفسها وتوترها من قربه  ابتلعت ريقها بصعوبه حينما حاوطها بذراعيه وانفاسه تضرب بشرتها حتى احمرت وجنتيها، فتزلزل كيانها دفعته ببطئ رغم تمنيها بعدم تركه 

-أيوة وأنا قولتلك قبل كدا، ياريت تمشي عشان محدش يسوء الظن بنا 

دنى حتى قطع قانون المسافات بينهما واختلطت انفاسهما 

-انتِ تقولي إل عايزاه وأنا أعمل ال عايزاه، وال عايزه حالا حاجات كتير، قالها وهو يرفع اصبعه لوجنتيها يلامسها، توردت وجنتيها وشعرت بحرارتها   

فابتسم عليها قائلًا:

-ايه قلبتي طمطاية ليه كدا، مكنتش أعرف أن الخدود دي هتحلو كدا، دي عايزة تتاكل على فكرة، وأنا موجود

دفعته بقوة وأشارت بسبابتها 

-ابعد عني ياراكان انا مش هرجعلك تاني، قطب جبينه يسحب نفسًا من تبغه وينفثه بوجهها 

-هو إنتِ على طول بتحلمي كدا، هو أنا قولتلك هرجعك.. جذبت ابنها الذي توقف يوزع نظراته بينهما وضربت أقدامها بالأرض 

-معرفش ايه ال جابك، كنت مرتاحة منك، ياله من غير مطرود

استدار للمصعد دون حديث آخر بعدما فقد السيطرة على نفسه