رواية جديدة عسل مالح الجزء الثالث لأسماء عبد الهادي - الفصل 18-1 الأربعاء 22/11/2023
قراءة رواية عسل مالح الجزء الثالث كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عسل مالح 3
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء عبد الهادي
الفصل الثامن عشر
1
تم النشر بتاريخ الأربعاء
22/11/2023
دلفت غرفتها لتجدها تبكي بحسرة
فتقتربت منها واضعة يدها على كتفها وتقول بتأنيب
ممكن اعرف انتي بتعيطي ليه دلوقتي مش انتي اللي عملتي كدا في نفسك يا نادين، عز اتحدى ابوه واتحدى الكل وخرج عن عاداتهم وتقاليدهم علشانك وفي الاخر طلعتي وقولتي مش هتجوزك؟؟
بكت نادين بحرقة يعني عايزاني كنت اعمل ايه ها ، سمر انا لسه ع زمة راجل ومش اي راجل دا حمزة وقف معايا كتير واتفهم موقفي مكانش ينفع اصغره قدام الكل كدا كان لازم اعمله حساب حتى لو جوازنا مش حقيقي اتمنى تفهميني، عز متهور وباللي عمله كان هيخسر اخوه وأبوه للأبد مكانش هينفع اجاريه في اللي عمله، فكرك يعني اني مكنتش فرحانة ومبسوطة باللي بيقوله انا كنت هموت من الفرحة ان فيه حد بيحبني الحب دا كله ومستعد يضحي بالعالم كله علشاني انتي عارفة يعني ايه حد يبيع الدنيا كلها علشان يفوز بيكي ، دي عندي كبيرة اوي يا سمر، عز كل يوم بيثبتلي انه بيحبني بجد وان اللي زيه مينفعش اخسره، بس هو ميستاهلش زاحدة زيي والله ميستاهلش انا عايزة ليه واحدة مش مريضة واحدة تقدر تبادله نفس المشاعر ونفس الجنان ونفس الحب انما انا لو اتجوزنا هيتعب معايا يا سمر انا قدامي رحلة الله اعلم هتطول ولا ايه انا في دوامة وحيرة ما بين قلبي وعقلي علشان كدا اتصرفت زي ما شوفتي، عقلي قالي كدا لكن قلبي بيتقطع مش متخيلة انه هيتجوز غيري بالغصب، عز هيتجوز عندا فيا، هيموت قلبه علشان حاسس اني خذلته قدام الكل، عز لو اتجوز بالطريقة دي يبقى انتهى يا سمر انتهى
تنهدت سمر وشعرت بالأسى حيال صديقتها وما يحدث معها فقالت
لا مش هينفع نسكت على الوضع دا لازم نلاقي حل لازم مش هينفع تبعدوا عن بعض بعد الحب دا مش هينفع
جلست نادين باستسلام تام ودموعها لا تتوقف
الظاهر اننا مش مكتوبين لبعض يا سمر، ملناش نصيب مع بعض، كل لما نحاول نقرب في حاجة بتفرقنا حاجة بتمنعنا وكأنها انذار اننا عمرنا ما كان نصيبنا مع بعض
رددت سمر بإصرار حتى لا تستسلم صديقتها
اوعي تستسلمي مش مهم البدايات كانت ايه المهم النهاية وانا متأكدة ان ربنا هيجبرك في النهاية صدقيني ربنا كبير اوي وانتوا حبكوا صادق وعفيف عمركم ما اتجاوزتم حدكم أبدا كل ذنبكم ان الظروف مسمحتش لكن مش معنى دا انك تستسلمي يا نادين
نادين بأسى
اعمل ايه ها قوليلي اعمل ايه فكرك سهل عليا عز يتجوز واحدة غيري معتقدش اني هقدر اتحملها، دلوقتي بس حسيت بنوارة وممكن كمان موصلتش لاحساسها بالكامل لاني لسه متجوزتش انما هي متجوزة حمزة وعاشقاه بقالها سنين يا ترى بتحس بإيه دلوقتي وانا معاها في بيت واحد انا مجرمة يا سمر عملت فعل شنيع فيها من غير ما اقصد انا طلعت انانية اوي وانا مش واخدة بالي انا استاهل فعلا كل اللي بيجرالي انا مبقاش ينفع افضل هنا اكتر لازم ابعد يا سمر جايز الكل يرتاح ويمكن عز يلاقي سعادته اللي مكانش متوقعها مع زهرة، صحيح هتألم شوية بس معلش اهو ألم هضيفه ع ألمي الجسدي وربنا هيهون مش كدا يا سمر هتخطاه صح!!
لم تستطع سمر تحمل كلمات صديقتها ورؤية قلبها يتحطم بهذا الشكل فانفجرت ف البكاء هي الاخرى وضمت صديقتها لحضنها واخذت تبكي معها ولا تدري كيف تخفف عنها
استمعت لهذا الحديث فاطمة التي جاءت لتجلس معهن لم تستطع التحمل هي الأخرى فانكبت باكية على حال نادين واخيها
وبعد فترة من وقوفها ع الباب بالخارج تبكي حتى مسحت دمعاتها بكم قميصها وقالت
لاه أني مش هينفع اسكت ع اكده، مش هيبقى أني واخوي اللي نتغصب على الچواز وبالطريقة داااي، أخوي مش هينفع اشوفه بيتألم اكده، كفاية القهرة اللي أني فيها مش هخلي أخوي يدوق اللي بدوقه اني لازمن اتصرف
قالتها وانطلقت إلى غرفتها لتضع جلبابها عليها وحجاب رأسها وانطلقت في طريقها مغادرة الدار باتجاه المندرة
رآها أخيها حمزة تخرج من الدار فقال بحدة
فاطمة تعالي اهنه يا بت رايحة فين أكده ومين سمحلك تعتبي برات الدار
ارتبكت فاطمة وقالت
اا اني اسفة يا خوي بالله عليك ما تقول لأمي بس اني لازم أروح المندرة حالا وهعاود طوالي
تمعن في النظر إلى اخته يتفرس معالم وجهها ليقول بريبة
هتروحي لزهرة تقوليلها ايه يا فاطمة
ارتبكت فاطمة واخفضت رأسها وقالت بتلعثم
اا هروح اشوفها اذا كانت محتاچة حاچة يا خوي
هتف حمزة ساخرا
عليا أني بردك يا بت، ديه انتي مبقتيش تطيقي سيرتها من اصله قال هروح اشوفها محتاجة حاچة ولا لاه، هتتسلى بعقلي اياك
لتهتف فاطمة بحنق
اها اديك قولتها مبطقهاش ازاي يعني بعد اللي عملته هسمح انها تكون مرت أخوي، ازاي انتم موافقين ع اكده عايزين تحموها احموها بأي طريقة لكن ابعدوها عنا ابعدوها عن الدار وباللأخص ابعدوها عن عز
أخذ حمزة نفس عميق واقترب من اخته مادا يده تجاهها
تعالي يا بت اهنه، والله وكبرتي وطلعلك السان عتحاسبينا على اللي عنعمله وتعارضيه كماني
خافت فاطمة وابتعدت خطوتين للوراء
ااا اني اسفة يا خوي وربنا ما اقصد اعارضكم ع حاچة اا اني بس كك كنت ااا
اغمض حمزة اعينه برهة ومن ثم اقترب منها واضعا يده على كتفها
فانكمشت ف نفسها بخوف ظنا منها انه سيهم بضربها
ليهتف حمزة بحنق
مالك يا بت خايفة مني اكده كني هضربك لاه متخافيش مهمدش يدي عليكي أني مش عز هضربك عمال ع بطال تعالي اهنه في حضن اخوكي
لتتشبث هي في جلباب اخيها وتقول امنع الجوازة داي يا حمزة بالله عليك انت عارف اللي فيها وعز اخوك ااا
بترت كلمتها حرجا من أخيها فنادين ما زالت على ذمته
ليقول حمزة بعدما تنهد بانزعاج مما يحدث
متخافيشي عز اخوكي راسه ناشفة ومهواش اللي عيتستسلم بسهولة أكده واكيد هيتصرف ويعرف يلاقي حل من المشكلة داي
فاطمة بأسى
كيف ديه يا خوي وهو العند راكب دماغه وعيتچوز زهرة بالعند
حمزة بتسلية
وماله خليه يتچوزها ويعاند على نفسيه قبل الكل، سيبيه يعرف نتيجة قراراته المتسربعة داي والله الواد ديه تعبني معاه بقلة عقله ديه، ومعايزكيش انتي كماني تتصرفي تصرفات طايشة زييه فاهماني يا بت ابوي
قالها وهو يشدد من احتضانها
ليسمع لنبرة متبرمة على الوضع الحالي
يا سلام أني عمالة أدور عليك في كل حتة قوم ألاقيك واقف اهنه عمال تحبلي في أختك
لتهتف فاطمة بغية مناغشة نوارة فهي تحبها
واه وميحبش في اخته ليه عاد ها ديه حتى اني فاكهة الدار كلياته يا بت يا نواره صح ولا ايه يا حمزة
انفجر حمزة ضاحكا على كلمات اخته وعلى نار الغيرة التي تشب من انف زوجته
لكنه سكت عندما رأى ملامح الغصب تتجسد على وجه نواره وهي تهم بالانسحاب مبتعدة عنهم
ليترك اخته ويركض نحو نوارة سريعا
استني اهنه يا بت راحة فين خدي اكده
لهتف نوارة بحنق
بعد عني يا حمزة اروح موطرح ما اروح ملكش صالح بيا
أمسكها من ذراعها كي يجبرها على التوقف وسماع قوله
كيف اكده مليش صالح انتي ناسية أني مين ولا ايه
نوارة بحنق
لاه مناسياشي لكن الظاهر انت اللي ناسي اني مين وانك متچوز من اساسه
فتح حمزة فمه وقال
واه ناسي وكيف أنسى حتة من قلبي ساكنة چواته متبتة كماني
نوارة بتبرم
لاه ما هو واضح فعلا، بأمارة ... اسكت يا حمزة خليني ساكتة وكاتمة غيظي في قلبي اسكت
ضمها حمزة لصدره وهو يقول
سلامة قلبك من الغيظ يا ست الستات كلياتهم ، كنك يا بت عنديكي شك في حبي ليكي ولا ايه
نوارة بعتاب لطيف
نوارة خلاص راحت عليها والقطر فاتها وداس عليها بالقوي كماني وانت اللي سايق القطر بذات نفسيك
حمزة بمزاح
يااه اني طلعت قاسي اوي اكده لااه مكنتش اعرف ديه، طب نعاقبه ازاي ديه على عملته العفشة داي قوليلي انتي والعقاب اللي يلد عليكي أني اموافق بيه
هنا تنحنحت فاطمة وقالت بمزاح
يا داي العيبة كبير البلد عينتظر عقابه من مرته يا ناس
طالعها كل من نوارة وحمزة بغضب
فانفجرت هي ضاحكة وهي تمشي للداخل مبتعدة عنهم
ليقول حمزة مدعيا الغضب
بقا اكده يا فاطمة طب اني منيش راچع عنيكي
لتركض فاطمة مسرعا للداخل
الحقي يا نوارة چوزك هاچ عليا الحقي عاقبيه ابسرعة
ضحك حمزة
ماشي يا فاطمة بس لما اطولك الفكرة اني مهقدرش أجيلك واهمل الجميل ديه زعلان مني اكده
لتهتف نوارة وهي تحاول الابتعاد عنه
لاه روحلها وفوتني كيف ما بقيت تعمل روح، اني رايحة اطمن على عيالي حبايب قلبي
كشر حمزة بوجهه ودود
طب واني منيش حبيب قلبك اني كمان ولا ايه
نوارة وهي تهم بالابتعاد عنه بدلع متعمد
معرفاشي بقا شوف انت
ليسحبها اليه مرة اخرى وهو يقول
معارفاشي اومال مين اللي يعرف يا بت خدي اهنه
نوارة وهي تحاول ان تنسل من بين يديه
بعد عني يا حمزة العيال لازمن اطمن عليهم
حمزة بحب
واني لازمن اطمن ان حبيبتي مهياش زعلانة مني وهتتفهم عليا
نوارة
لاه زعلانة ومهتفهمشي واصل بعد اكده
ابتسم حمزة وهتف بحب
يا بوي ع الحب والغيرة اللي عيشعوا من وشها يا ناس هو فيه اكده يا بختك يا واد يا حمزة علشان نوارة اتحبك الحب ديه كلياته
لتهتف نوارة بأعين دامعة
ايوة وجزاة حبي انك تاچي على قلبي مش اكده
امسك حمزة يدها وقبلها بحنان وحب
والله ما اقصد يا لبة قلبي اني فكرتك هتتفهمي موقفي مكنتش اعرف انك هتتوچعي اكده سامحيني بس تعرفي اني فرحان علشان شوفت حبك ليا واتأكدت منيه كماني وجيه دوري اني اثبتلك حبي أني كماني
قالها وأخرج من جيب سترته علبة قطيفة مربعة الشكل
كنت ناوي اعطيهالك فوق في اوضتنا بس الظاهر ديه وقتها دلوك، تعرفي ست الدار لو شافتنا مهترحمناشي من كلامها انتي عارفاها بقولك ايه تعالي نطلع ع اوضتنا ونتفافهموا براحتنا ولا عاچبك چوزك امه تبستفه قدام الخلق
لم تستطع نوارة كتم ابتسامتها وضحكاتها فضحكت وهي تقول
هيكون شكلك مسخرة اوي وربنا خالتي ما هتسيبك ولا هتسبيني ديه كلامها شديد جوي
حمزة بمكر
طب همي ابسرعة قبل ما تشوفنا همي
وسحبها من يدها كالطفلة الصغيرة رغما عنها صاعدا بها الى غرفتهم
❈-❈-❈
شعرت بالاختناق فقررت النزول للمنحل الخاص بعز عسى أن ينجلي ما بها من هم ولو قليلا
وقفت شاردة تسترجع كل شريط حياتها مؤخرا
وبعدها تنهدت بأسى لتجده أمامها يقول وهو لا ينظر نحوها
غريبة مش اكده قريب هيكون منحل بس مفيهوشي عسل، عسله عيهجره ويسيب مكانه وأصله والمكان اللي عيلد عليه لمچرد العند وركبان الدماغ
اندهشت نادين لوجوده أمامها في هذا الوقت فقلبها لا يتحمل المزيد
لتسمعه يقول بمرارة شعرتها في طيات حديثه رغم جهاده في اخفاءها والتظاهر والقوة والتبلد
خلاص بكرة هتچوز زهرة مش هتقوليلي مبرووك
أغمضت هي أعينها هنيهه في محاولة أن توليه ظهرها حتى لا تفضحها اعينها وقالت
مبروك يا عز ربنا يسعدك، انا بتمنالك من قلبي كل خير
أجابها عز وهو العاشق الولهان وعينه مسلطة على المنحل امامه
وأني قلبي مهيتمناش غيرك يا نادين
ارتبكت نادين وارتعشت اوصالها وانسحبت سريعا من المكان لتفر من كلماته
لتسمعه يقول بصوت عالي وصل اليها
ماشي يا نادين افضلي أهربي مني اكده لطول العمر ،طب ايه قولك بقا اني هتچوز زهرة بحق وحقيقي وافتكري انك اللي چنيتي على قلبي بإرادتك.
قالها وطرق بحدة بقبضة يده على عمود من الخشب معلق عليه بعض النباتات الخضراء