رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 38 - 2 السبت 18/11/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثامن والثلاثون
2
تم النشر السبت
18/11/2023
هب فزعا كالملدوغ، وغصة تحكمت من مجرى تنفسه فهمس بتقطع
-بتقولي ايه، اتجه للخارج سريعا دون حديث..أسرعت درة خلفه ولم يستمع لصوت نوح الذي يناديه، وصل إلى سيارته
-حمزة ايه ال حصل؟!..نظر إليها بتيه وكأنه اصيب بصاعقة فتحدث
-يونس انضرب بالنار، لازم اروح المستشفى بسرعة، راكان في ألمانيا
استقل سيارته وقاد السيارة بسرعة جنونية وهو يتمتم
-ايه ال بيحصل دا، أمسك هاتفه ليحادث راكان ولكن هاتفه مغلق
بقصر البنداري..كانت تجلس تعقص خصيلاتها بقلمها، وهي تدرس بعض موادها الصعبة، أمسكت هاتفها تنظر إليه بملل، فمنذ الأمس لم يرسل إليها شيئا
تراجعت على المقعد تحتسي مشروبًا دافئًا، استمعت لطرقات على باب الغرفة
-ادخل، دلفت سارة وهي تدخل رأسها
-ممكن ادخل ولا ارجع..زفرت بحنق وتحدثت هازئة
-لا ولو قولتلك لا يعني مش هتدخلي، ادخلي ياباردة مااشوف اخرتها ايه إنتِ ودكتور الستات بتاعك
قهقهت سارة تجذب مقعدا وهي تحدق بها
-يابت بلاش شغل لا بحبه ولا بقدر على بعده..وضعت سيلين كوبها ورمقتها ساخرة
-عايزة ايه ياسارة، ماهو ماتحوليش تفهميني انك بقيتي كويسة، ولا كمان بتشجعيني عشان ارجع ليونس الا هو حبيبك
جذبت سارة القلم من خصلاتها الناعمة فانسدل على ظهرها حتى تمرد على وجهها
طالعتها سارة بإعجاب فتحدثت
-يونس يستاهل واحدة في جمالك ياسيلين، انت جميلة فعلا، ومش بس شكلك، لا كمان قلبك ابيض، عشان كدا هو يستاهلك
يونس جميل قوي وحنين ياسيلين، واكيد انت تعرفي دا اكتر مني
نهضت متجهة للشرفة تعقد ذراعيها وتتوجه بنظراتها للحديقة، متنهدة بحزن والما معا
-انا مش عايزة الجمال والحنان ياسارة، قد مامحتاجة الحماية والثقة، ياترى يونس هيقدر يخليني اثق فيه، بعد ال عمله ولا لا
استدارت وطالعتها بهدوء رغم النيران المتقدة
قائلة
❈-❈-❈
-لو كنتي ترضي ان جوزك وحبيبك يخليكي محطة في حياته، أنا ميرضنيش
تحركت حتى وصلت إليها
-كله إلا الخيانة ياسارة، ويونس خاني مرتين، مرة معاكي ومرة مع غيرك
توقفت سارة تهز رأسها وترقرق الدمع بعيناها نادمة على قدمته يداها قائلة
-يونس مخنكيش معايا صدقيني، أنا ال عملت دا كله..جلست بمقابلتها
-مش قصدي دا ابدا، قصدي أنه وافق الارتباط بيكي وهو بيحبني، تقدري تقولي ان دا في نظري مجرد خيانة، مجرد انه يوافق على حاجة ويدوس عليا فدا خيانة ليا ..قاطعهما صوت زينب التي تحدثت بصوت مرتفع
-مين ال ضربه بالنار يااسعد، طيب ياله مش هنروحله
هبطت سريعا درجات السلم ظنا انه راكان، هرولت إلى والدتها تبكي
-ماما راكان حصله إيه...اتجهت بنظراتها الحزينة
- دا يونس حد ضربه بالنار...شهقت واضعة كفيها فوق فمها متراجعة للخلف بحدقتين متسعتين، وهي تهز رأسها رافضة حديث والدتها، فتحدثت بتقطع
-يو..نس، يو..نس، انضرب بالنار، قالتها وعبراتها تجري كالسيل على وجنتيها..اقتربت والدتها تضمها لأحضانها
-اهدي حبيبتي احنا هنروح دلوقتي ونشوف ايه ال حصل..صرخت بإسمه صرخة اقتلعت القلوب، وانتفضت تهرول سريعا بثيابها المنزلية، اتجاه سيارتها وهي تبكي بشهقات مرتفعة
-يونس، آه ، آه ..قالتها وهي تقود سيارتها متجهة للمشفى بسرعة جنونية
بألمانيا بشقة بيجاد التي تأجرها
وضعها على الفراش يغرز نظراته بليلها، يحاوطها بجسده
-كنتي بتقولي ايه برة، سمعيني كدا، شعرت بقشعريرة لذيذة دبت بسائر جسدها تأثرا بلمس أنفاسه لبشرة عنقها وهو يهمس لها بجوار آذانها
ارتجفت شفتيها وتعمقت بنظراته ترسمه بإشتياق قائلة
-لو شايف ال عملته صح وهعديه يبقى بتحلم، مستحيل أسامحك بعد ال شوفته
اتسعت حدقتيه متصنعا ذهوله
-ليه كنت عملت ايه، عشان كنت خالع القميص، اومال لو شفتي..رفعت ابهامها على شفتيه، وانسدلت عبراتها بقوة اذهلته
-لو محستش بوجعي يبقى مالوش لازمة العتاب..
شعر بانياب حادة تنهش قلبه بنيران مشتعلة، وهو يرى دموعها..أزال عبراتها بابهامه وهو يزفر بحزن، ثم انحنى يطبع قبلة على جبينها
-ماتوجعيش قلبي حبيبي، وحياتك عندي مقربت منها ولا حتى خلتها تلمسني
لكزته بصدره وصرخت به
-هو باللمس ياحضرة النايب بس، إنت خلعت قدامها، عايز اكتر من كدا ايه
مازال محاوطها بذراعيه، دنى حتى لامس ثغرها يداعب وجهها بأنفه
-ليلى ..همس بها ثم اكمل
-انت شايفة ممكن أخونك حبيبي، ليه متعرفيش انك هزتي عرش البنداري ولا إيه.. رفعت نظرها وتقابلت بشمسه قائلة
-قلبي وجعني اوي ياراكان، جوايا نار مش قادرة اطفيها.. تألم لقهرها منه، رفع كفيه يمسد على خصلاتها وأمسك بعضها يضعها خلف اذنها متحدثا
-آسف ياحبيب عمري، وعد مش هوجعك تاني، خلي عندك ثقة فيا
رفع ذقنها يلامس وجنتيها بإبهامه
-ليلى أنا مش شايف غيرك، إنت ملكتيني، متخليش شيطانك يأثر عليكي
انحنى يقبل موضع نبض قلبها قائلا
-آسف لقلب حبيبي ال اتوجع بسببي، كرر فعلته مرة آخرى ..ارتفع نبضها فأصبح كالطبول، شعر بها من خلال هبوط وارتفاع صدرها..احتضن وجهها ودنى يبتلع عبراتها التي وخزت قلبه مردفا بآسف وقلبا متمزق
-آسف..رفعت كفيها تمشط بها خصلاته، تطالعه بإشتياق، تقابلت نظراتهما المتلهفة، هو بأسفه وهي باشتيقاهها الذي حاولت اخفائة، جذبها لأحضانها يعصرها بين ذراعيها وآهة خفيضة خرجت من جوفه، ان دلت تدل على آلام روحه
تمسحت بصدره تستنشق رائحته بإشتياق ولهفة هامسة له
-تعبانة اوي ياراكان، محبتش غيرك، بحبك معذبي..أطبق على جفنيه يتلذذ كلماتها التي اخترقت جدران قلبه، ليخرجها متلهفا وهو يحتضن وجهها يقبل كل إنش بها قائلا
-روح وحياة وكل حاجة حلوة لمعذبك، قالها وهو يقتنص من ثغرها الذي يشبة حبة الفراولة، ظل يختمر من سكر شفتيها ، إلى أن صعد بها لترانيم عشقه بجنته الخالدة لروحها ومغذي قلبها الضعيف
بعد فترة كانت تتوسد ذراعيه تتلمس باناملها ملامح وجهه، اغمض عينيه منتشيًا يستمتع قربها بروحه ورائحتها المسكرة تعبأ رئتيه وكل عشق الدنيا يتزاحم داخل قلبه
دنى يهمس أمام شفتيها :
-تعرفي منمتش من يوم ماحضنك فارقني، بقيت زي الطفل ال محتاج حضن أمه عشان يستكين وينام، رفرفت بأهدابها الكثيفة تحاول السيطرة على ارتعاشة دواخلها
-انا مصدقتش انك تعمل فيا كدا، قلبي قالي مستحيل حبيبك يوجعك كدا، لو قبل كام شهر كنت ممكن ادوس على قلبي، بس بعد ال حسيته معاك، مستحيل تخدعني، لامست بكفيها صدره موضع نبضه وتعلقت نظراتها بشمسه
- الشفايف بتكدب، وساعات العقل كتير العقل بيكدب عليك، بس دا مستحيل يكدب..قالتها وهي تشير لنبض قلبه