-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 39 - 1 الإثنين 20/11/2023

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل التاسع والثلاثون

1

تم النشر السبت

20/11/2023



افتقدك كثير  ..

لو كُنت قريب و وضعت يدك  ..

على قلّبيِ لهدأت الحروب  ..

‏لو كُنت قريب و عانقتني  لـ تلاشت ..

الرغبة بالموت  ..

‏لو كُنت قريب و مسحت دمعي  ..

لأزهرت عيناي من جديد  ..

‏لكنك تقف بعيدًأ ‏و أقدام المسافة ..

ثابتة لاتتحرك  ..

و لسانُ قلّبي أخرسته غُصته ..

‏ليس لأنك أضعتني في الزحام ..

‏و ليس لأن قلّبي أحرقته الشمس  ..

وهو ينتظر ..

بل لأنّي عجزت  أنّ أكون ظلك  ..

عجزتُ أنّ أكون بالقُرب منك  ..

إنّ غيابك ينهش  ما تبقى مني ..

أنا حقاً أفتقدُك جِداً و غيابك  ..

هذا يجعلّ ساعاتي  في أشدّ ثُقلها ..

و كأن حجرًا ثقيلًا  وضع فوق قلّبي .. 


❈-❈-❈


قبل حفل الزفاف بعدة اسابيع ..بمركز الشرطة 



توقفت حلا أمامه وتحدثت بنبرة شيطانية 

-ايوة انت السبب في موت اخوك، بدور على ال قتله وانت وعشقيتك السبب

صفعة قوية على وجهها، أدى إلى سقوطها، حتى شعرت بتخدر وجنتيها، وضعت كفيها على وجنتيها واطلقت ضحكة صاخبة، تعاليمه بنظرة متهكمة

-ايه ياحضرة المستشار وجعتك بكلامي تنكر انك كنت على علاقة بمرات اخوك 

امسكها من عنقها وكادت روحها تخرج منها..دفعه جاسر بقوة

-هتموتها ياراكان، دي واحدة متستهلش انك توسخ  ايدك بدمها القذر

ركلها بقوة في بطنها

-خدوها من قدامي هموتها ياجاسر الذبالة دي

توقفت وهي تأن وجعا من ركلاته فهتفت 

-هفضحك ياوكيل النيابة، وكل اسرار جدك الذبالة عندي، والله لافضحكم ياعيلة البنداري


جلس يمسح على وجهه بعنف، كاد أن يقتلع جلده،

شعوره بالاختناق يعيق خروج زفراته الشاهقة، يريد تحطيم كل مايقابله، صدره عبارة عن فوهة بركانية أوشكت على الانفجار


جلس جاسر بجواره 

-راكان اقعد وفكر بهدوء، الدنيا بتتعقد، دا تخطيط مش مجرد كلام وبس 

نهض وهو يحطم كل ما يقابله 

- شياطين..دول شياطين، جلس بعد فترة يحاول السيطرة على أعصابه التي لفتت منه بالكامل 

-دا مش حل انك تثور وتحطم كدا، فيه اهم من ال قالته..قالها حمزة 


تورمت غصة بحلقه لدرجة اخنقته، فلم يعد لديه القدرة على التنفس، ازدرد ريقه بصعوبة بالغة، قائلا بصوت مرتجف

-عايزيني أخرج من هنا على ليلى، عشان يعرفوا مكانها، دا قصدهم، عارفين هي نقطة ضعفي ياحمزة

اشتعلت نظراته بشكل مخيف، وتحدث بصوتًا كالرعد

-عايز اعرف النفس ال بيتنفسوه، الورق دلوقتي على مكتب النائب العام، عايز اشوف أشكالهم بعدها ..قالها وهو يشير بسبابته لجاسر

-قبل يوم الجلسة النفس ياجاسر عايز اعرفه، في كل مكان ارمي جنودك، متثقش في حد، القضية دي بتعتي انا والله ماهرتاح إلا كلهم يكونوا على حبل المشنقة


توقف جاسر أمامه

-هيخنوقك كتير ياحضرة المستشار، خلي بالك من عيلتك ، متوقعش أنه هيقرب من المقربين زي يونس وحمزة، الموضوع هيدخل في حتة تاتية، بما أنهم عرفوا بمشاركة بيجاد، وطبعا بيجاد حماه مين جواد الالفي،ال أساس المشكلة، يعني احنا دلوقتي في جحر التعابين بالفعل، قدامك اتنين 

آنسة سيلين ومدام ليلى، دا ظني، ويارب ظني يخوني المرادي


هز رأسه موافقه الرأي

- دا اكبر شك عندي، لازم احط الكل موضع الشكوك...طيب نورسين ياراكان ناوي تعمل معاها ايه

تحرك للخارج وكادت خطوايها تسابق نبضاته، اسرع حمزة خلفه صارخا

-راكان استنى، ممكن تهدى عشان نعرف نفكر

استقل سيارته دون حديث

توقف حمزة يوضع يديه بخصره

- دا ايه المرار دا يخربيت دي قضية ياأخي

تحرك  متجها إلى المشفى التي بها يونس 


عند راكان

ظل يسير بالشوارع دون هدى، يكاد عقله يخرج من رأسه، حتى شعر بتحطيمه 

استمع لرنين هاتفه الخاص، أطبق على جفنيه ساحبا نفسا طويلا يزفره بهدوء ثم فتح هاتفه

-حبيبي وحشتني..قالتها ليلى بابتسامة 

بدأت أنفاسه في الاضطراب وخفقاته تتسارع في سباق حتى تمنى أن يراها أمامه..قام بصف سيارته على جانب الطريق وقام بتوقفها متراجعا بظهره للخلف..استمع اليها مرة أخرى

-راكان..انت معايا، يونس مش بقى كويس

عاملة ايه ياليلى..نهضت ليلى من مخدعها، تجذب مأزرها وترتديه متجهة للخارج 

-مالك ياراكان، صوتك ماله

بدأت نبضاته في التسارع، كور قبضته محاولا السيطرة على نفسه 

-انا كويس، يمكن مضايق عشان مشيت وانتِ زعلانة مني، عايزك تعذريني ياليلى، انا مضغوط

بترت حديثه متسائلة بخوف يشق صدرها

-مالك ياراكان، ليه بتتكلم كدا

ساد صمتا مختنقا بل ثقيلا على قلبه، بين الإنكار والاستنكار، وبدأ عقله يؤخزه

-هل تُرى أخيه مات بسببه..استمع لبكائها على الجانب الآخر متحدثة بصوتها المفعم بالبكاء

-انت مخبي عليا ايه ياراكان 

-مفيش حاجة ياليلى، انا كويس بس مضايق عشان يونس، وكمان نوح.. لم تدعه يكمل حديثه فقاطعته 

-حبيبي متزعلش نفسك أن شاءالله أزمة وتعدي  

حبس أنفاسه داخل صدره ضاغطا على كل عصب

أن شاءالله حبيبتي ، لازم اقفل دلوقتي


استمع  لصوت هاتفه مرة أخرى

-ايوة يانور.. جلس بجوار سارة

-حبيبي انت فين، جيت المستشفى مش موجود

قام بتشغيل السيارة متجها للمشفى ثم أجابها

-كنت بشوف حلا؛ وراجع حالا..خليكي عندك متمشيش محتاجك...قالها غالقا هاتفه 

- هعرف ناوين على ايه ياشوية ذبالة 


وصل بعد قليل إلى المشفى .تسائل عن عمه خالد، إجابته 

-روح هو وطنط فريال..أستاذ حمزة ونوح جوا

اومأ براسه، نهضت نورسين تحتضنه ثم طبعت قبلة على وجنتيه 

-وحشتني قوي، كدا تغيب يومين بعيد عني

جلس يرجع خصلاته للخلف، زافرا بغضب

-مقولتيش ليه امجد خرج من السجن..رفعت حاجبها متسائلة

-وانا اعرف منين، أنا ماليش علاقة بأمجد ..ضغطت على شفتيها بأسنانها ثم تحدثت 

-بقولك وحشتني تقولي امجد

نصب عوده متحركا اتجاه الغرفة، أسرعت خلفه وامسكت ذراعه تجذبه

-استنى كنت عايزة اسألك عن حاجة..توقف، اشتعلت نظراته ينظر لكفيها الذي يتلاعب بزر قميصه تفتحه

-ايدك يانور، مليون مرة اقولك مبحبش الحركات الزبالة دي..قولي عايزة ايه بسرعة، خلقي ضيق ومش متحمل حد يكلمني

توقفت متلاصقة بجسده ودنت من شفتيه بإغراء

-وحشتني ياراكان، مش كفاية فسحة اسكندرية باظت بسبب الست ليلى..

تراجع بجسده ينظر لسارة التي تراقبهم  فتحدث

-انا مش ههدى إلا لما الاقيها، لازم اعرف هي حامل فعلا زي ماحلا قالتلي ولا لا

صاعقة نزلت فوق رأسها حتى توقفت بجسد مرتجف

-ليلى حامل تاني من مين ياراكان؟!

ارجع خصلاتها خلف أذنها ودنى يهمس منها

-مني، تفتكري حد ممكن يقرب منها غيري، نسيتي قولتلك ايه

تراجعت مصدومة من حديثه

-اكيد بتفرسني مش كدا..لم تتحرك عضلة من وجهه واستمر على نفس طريقته هامسا لها

- ايه نسيتي ليلتنا مع بعض ولا إيه، بس اهي هربت بابني 

هزت راسها رافضة حديثه

-ازاي قربت منها انت قولت هتاخد كل حاجة وبعد كدا ترميها، مش دا كلامك ليا

جذبها من خصرها يضغط بقوة آلامتها ناظر لمقلتيها

-انتِ تعرفي عني كدا برضوا، يبقى بين أيدي واحدة زي ليلى، إل روادتني احلامي مقضيش ليلة معاها وبرضاها، طب أول مرة كانت غصب، المرادي جبتها برضاها، تفتكري افوت فرصة زي دي

لكمته صائحة 

-بس دا مكنش اتفاقنا ياراكان..انت قولت هتضحك عليها وترجعها لعصمتك لحد ما تحقق  انتقامك


ارتفعت ضحكاته متجاهلا نظراتها المشتعلة 

رمقته بغضب 

-يعني قضيت معاها ليلة، وانا ال بتحايل عليك

جذب خصلة من خصلاتها يلفها حول إصبعه، ثم رمقها 

-طب دي مراتي ياروحي، والصراحة يانور كنت هموت وأشوف انهيارها كدا، ماهو حبيبك برضوا مش أي حد كدا ولا ايه

حاولت السيطرة على انفاعلاتها أمامه، سحبت نفسا وزفرته، رغم نيران صدرها 

-خلاص ياراكان، احسن أنها اختفت، عشان وقتها ممكن اموتها صدقني

التوت زواية فمه بشبه ابتسامة عابثة فتحدث بمغذى

-طبعا ياحبي لازم تغيري، وخصوصا انك بتحبيني، ومفيش راجل تاني في حياتك، وكمان البنت بتكون بتغير قوي على حبيبها، فأنا هاخد كلامك دا غيرة مش تهديد، عشان محدش يقدر يقرب من حاجة تخص راكان البنداري مش كدا ولا ايه ياحبي..

ابتلعت ريقها بصعوبة ثم تسائلت

-هو فرحنا امتى، لازم اعرف قبلها بفترة عشان اجهز نفسي للفرح

ابتسم بسخرية قائلا

-طبعا طبعا، لازمك عملية لازم تعمليها، هو أنتِ هتتجوزي أي حد برضو..دا حبيبك الستات كلها تتمناه، بس هو اختارك أنتِ، معرفش ليه متجوزناش من زمان مع انك كنتِ بتحاولي تغريني


عقد لسانها ولم تعد تعرف ما قصده، ارتجفت شفتيها متسائلة بتقطع

-تقصد ايه بالعملية دي، هو انا هعمل عملية ايه قبل فرحي

دنى يهمس بجوار أذنها حتى لافحت أنفاسه النارية جانب وجهها قائلا

-عملية تجميل طبعا، نورسين النمساوي لازم تكون اجمل عروسة في العالم العربي، هي هتتجوز برضو اوسم راجل مش كدا ولا ايه

استدارت بعيون مهتزة إليه ورسمت ابتسامة

-طبعا حبيبي لازم اجهز مادا قصدي، عشان كدا بسأل...تحرك يومأ برأسه ثم أشار بإصبعه

-اسبوعين بس يانور، وهنعمل الفرح ...توقف بعد عدة خطوات مستديرا بجسده إليها

-ووعد من راكان البندراي لاعملك فرح الكل يتكلم عنه، وعمرك ماهتنسيه في حياتك

ابتسمت بزهو، واسرعت تلقي نفسها باحضانه

-انا بحبك قوي قوي ياراكان

التوت زواية فمه بابتسامة وتحدث

-عارف دي شوفي حاجة تانية، ولا اقولك اتعلمي حاجة جديدة تنفعك في ليلة دخلتنا ياحبي

نظر لعيناها مباشرة وقذف قذيفته

-بحب الرقص الشرقي قوي، ايه رايك تتعلميلي الرقص، هنحتاجه قدام

قالها وهو يتحرك سريعا ..توقفت بجسدا كادت تتنفس بعدما شعرت أنفاسها تسحب منها من مغذى حديثه..ورغم ذلك ألقت كل ذاك وابتسمت بنشوة قائلة

-وقتها وعد هنسيك اسمك ياراكان، مش بالرقص بس..قالتها وتحركت خارجة من المشفى، أمسكت هاتفها 


تابع قراءة الفصل