-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 40 - 1 السبت 25/11/2023

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل الأربعون

1

تم النشر السبت

25/11/2023



كل العالم مــوتى إلا أنت

كل الناس غرباء إلا أنت

لا أرى إلا أنت.. أنت فقط

أنت أراك دولتى...وأهلى.. وناسى..وعالمى

أنت شمسى وقمرى

أنت ليلى وصبحى ومسائى

أنت هوائى.. أنت مائى


وصلت إلى ان توقفت بينهما نزعت أيديهما بشراسة، وطالعتها بكبرياء انثى طاغية

-ازاي تلمسي حاجة مش بتعتك، دي عندي اسمها اغتصاب، اللفظ تقيل على لساني بس فيه ناس بجحة، ثم استدارت تاركة التي توقفت وعيناها تحولت لكتلة نارية، تعانقت نظراتها بنظراته المنتظرة ردة فعلها، توقفت أمامه تعانقه بنظرات الاشتياق، رغم حزنها الكامن بقلبها، بلمس انثى غيرها حتى لو تمثيل ..دنت بجرؤة لم تتعودها تحاوط عنقه 

-آسفة معذبي اتأخرت عليك..كانت شهية لعيناه، تمنى لو اختفى العالم من حوله ولم يظل سواهما، لما لا وهي التي استوطنت ثنايا روحه، وكأن الروح اختلطت بالجسد فرفعها من خصرها قائلا بابتسامة عذبة شقت ثغره 

-روح وقلب معذبك..همست بجوار أذنيه

-راكان نزلني الكل بيبص علينا..وضع جبينه فوق جبينها هامسا

-خلي العالم كله يعرف مولاتي هزت عرشي، هو أنا بعمل حاجة غلط

لمعت عيناها وتناست مايدور حولهما ،فرفعت كفيها تحاوط وجنتيه قائلة 

-بحبك..أطبق على جفنيه، وقلبه يعزف معزوفته الموسيقية فكفى لقد توقفت عقارب الساعة وتوقف دوران الأرض عن الحركة حولهما، فاقترب هامسا لها 

-وانا بعشقك..بُترت نورسين لحظتهما عندما جذبت ليلى تطالع راكان بنظرات لو تقتل لوقع صريع قائلة

-ايه ال بيحصل دا، دي ايه ال جابها، وايه المشهد الرائع دا 

اتسعت حدقت ليلى متصنعة وهي تقترب منها

-المفروض السؤال دا انا ال أساله، ايه يا ..اه اسمك عورسين  مش كدا

برقت عيناها وتوقف مجرى الدم بعروقها عندما وجدت راكان يحاوط خصر ليلى طابعا قبلة فوق رأسها مبتسمًا، ثم رفع رأسه إليها

-صوتك يابت اعرفي بتكلمي مين،تحرك إلى أن توقف أمامها أنتِ ال اضطردتيني  لكدا، قولتلك مفيش فرح وأنتِ اصريتي، رفع كفيه يشير على القاعة والمدعوين 

-بصي حواليكي كدا، تفتكري انا هعزم ناس نضيفة كدا الا لفرحي  إلا ال بجد، فرح بحضرله من سنتين تقريبا، بس بيقولوا كل تأخيرة وفيها خيرة


حاوط ليلى بجسده يحميها خلف ظهره واقترب منها وتحولت نظراته من البرئ المسالم إلى شخص جبروت،عندما جذبها من رسغها 

-بصي حواليكي كدا وشوفي المعازيم دي هتيجي فرح لواحدة ذبالة زيك، اقترب النمساوي وزوجته ، وأشارللبودي جارد اليه 

-انت اتجننت ولا ايه، لا فوق واعرف انت واقف وبتتكلم عن مين..استدار بجسده بهدوء، حتى تقابلت نظراتهما، نظرات راكان المنتقمة، بنظرات النمساوي المهتزة

ثم سحب نورسين يدفعها بقوة حتى تعثرت بفستانها وسقطت أمام والدها 

-براحة على نفسك، متتنفخش  كدا، واعرف مقامك انت واقف قدام راكان البندراي، مش واحد شغال عندك، انا ماليش في الفضايح، بس لما يبقى ناس بالقذارة ال زي اشكالكم يبقى تستاهلوا


وصل حمزة ويونس اليها، رمقهما بنظرة فهما مايطلبه..همس حمزة لليلى يسحبها بعيدا

-مدام ليلى تعالي معايا..هزت رأسها رافضة ، كان كفيها باردا برود الموتى

امسك يونس كفيها ينظر بساعته 

-لو سمحتي بلاش توترك دا، لازم تروحي مع حمزة ماتخافيش على راكان، القاعة كلها شرطة، بصي كدا وشوفي، أقل واحد فيهم رتبته ايه، مع اني مش بفهم في المياشين دي بس شكله عسكري ولا ايه .رفعت نظرها ليونس وترقرق الدمع بعيناها متسائلة

-هيؤذوه مش كدا..شوف حاوطوه اهو، لا مش همشي


سحبها حمزة بعيدا يشير بيديه إلى درة وسيلين

-خدوها على فوق، ثم أشار لأحد السؤلين عن حمايتها

-وفروا الحماية الكاملة المدام..اتجهت ليلى نظراتها الى راكان الذي يحاوطه النمساوي ببودي جارديه، وقاسم الذي توقف ينظر إليه بكره

تراجعت خطوة وانسابت عبراتها 

امسكها حمزة بقوة

-مدام ليلى لو سمحتي انت كدا هتضعفيه، شوية وكل حاجة هتكون تمام 

شعرت بألما يتسرب لقلبها، ولكن نظراته المخيفة وهو يجذب نورسين ويدفعها على الأرضية ..أطبقت على جفنيه متحركة بساقين هلامين ودقات قلبها تكاد تتوقف عن النبض

اما راكان الذي وقف أمام النمساوي وهتف غاضبا

-بنتك المحترمة دخلت بيتي بتهددني انا بمراتي ، لو عايز تسمع معنديش مشكلة، سمع الباشا يابني،يمكن يحترم نفسه

فتحت إحدى الشاشات الكبيرة وبها نورسين تقف أمامه 

-ممكن احصرك عليها، وعلى ابنك،وعملية ربط تتحرم ياعيني تجيب بيبي لحبيب القلب..اتجه بنظره لنورسين ثم نزل لمستواه

-بجحة قوي، بتهدديني ، لا ومش مرة واحدة، مرات كتيرة، ال بعده يابني

فيديو وهي تجلس بجوار امجد بتلك الفيلا 

-ليلى هتكون معاه في اسكندرية لازم تختطفها وهو عندي، عايزاك تنتقم منها بأبشع طريقة ياامجد، 

نفس امجد سيجاره وهو ينظر لها بخبث

-تقصدي بأيه ياروحي ابشع طريقة، جلست تضع ساقا فوق الأخرى وتطلق ضحكات صاخبة 

-اغتصاب ياامجد، هو فيه احسن من كدا، وانا عارفة انك هتموت عليها

قطع المشهد بعد وقوف امجد وجذبها اليه، ثم نظر راكان للحضور 

-آسف ياجماعة، أصل المحترمة مش نضيفة، فعذرا على المشهد، بلاش منه، أشار مرة أخرى ال بعده 

جلس راكان يتذكر مافعلته 

فلاش باك قبل أسبوع

دلفت تصرخ وتقوم بتحطيم كل مايقابلها

-الحقيرة طلعت حامل بجد، لسة عارفة من داليا، لا ومش بس كدا،  لا والهانم زعلانة عشان عايز يتجوزني، والله لاموتك ياليلى، 

ممكن تهدي وتفهميني ايه ال حصل، ماكنتي عارفة انها حامل 

نظرت لوالدها ووجهها عبارة عن كتلة نارية من الشر

-مكنتش مصدقة، فكرته بيضحك عليا، حتى لما امجد طلب من حلا تقوله كدا، كان مجرد كلام عشان نعرف مكانها فين، بس طلعت حامل بجد، طلع بيستغفلنا كلنا، انا كنت عارفة أنه بيحبها، محدش صدقني، الذبالة ضحك عليا 


اقتربت من والدها 

-هو بيخطط لايه يابابا، تفتكر يكون عرف اني انا السبب في اجهاضها مع عايدة، ولا يكون عرف اني اشتركت مع امجد في موت سليم 

امسكها والدها من أكتافها

-حبيبتي راكان مش الشخص ال ممكن يعرف حاجة زي دي ويسكت، ولا يقعد معاكي، دا كان موتك، وبعدين امجد كان مسجون، يعني مستحيل يصدق دي

نظرت نظرة شيطانية قائلة

-يبقى لازم ليلى تحصل جوزها، ، عارفة أنه هيخاف على البيبي عشان كدا لازم امجد يخطف ليلى، انا روحت وهددته 


-مينفعش..قالها قاسم الذي دلف اليهما، وزع نظراته بينهما ووصل حتى جلس 

-امجد مينفعش يقرب منها، اكيد متراقب كويس، وأكيد راكان عامل حراسة مشددة عليها، قاطعهم رنين هاتف نورسين 

-ايوة يابنتي..اجابتها الأخرى

-نورسين ليلى وراكان اتخانقوا مع بعض من اسبوع ورفعت قضية طلاق عليه، وجه زي المجنون وضربها وحبسها في اوضة، وقالها هخليكي زي الكلبة لحد ماتولدي، وهاخد منك الولاد، استني هسمعك كلامهم انا سجلته

ابتسمت بزهو قائلة

-ابعتي الريكورد بسرعة، وصل إليها بسرعة

-دي تاني مرة ترفعي عليا قضية طلاق، المرة ال فاتت سامحتك عشان بحبك، بس المرادي اتخطيت الحدود، هتفضلي محبوسة هنا زي الكلبة لحد ماتولدي وهاخد منك العيال، وربي لاعلمك الادب، لاخليكي خدامة ليهم، ومش بس كدا هتجوز نورسين، دا انا رفضت اتجوزها عشانك، وانتي تروحي ترفعي قضية طلاق، استني وشوفي يامدام هعمل فيكي ايه

صرخت ليلى به بقهر

-هموتك ياراكان سمعتني، قرب على ولادي وانا ادفنك في مكانك، انا بكرهك من يوم مااتجوزتك وحياتي اتحولت للجحيم ، مش كفاية مستحملة قذارة علاقاتك مع القذرة ال ذيك 

صفعة قوية على وجهها ثم دفعها بقوة على الأرض ، مغلقا عليها الباب 

-لما تطلعي من قبرك دا يبقى اتكلمي، ضربت على باب الغرفة تصرخ به

-افتح الباب..انتهى التسجيل الذي ارسلته لها داليا 

جلست تتنهد بهدوء

-اخيرا كنت خايفة يلغي الفرح انا عارفة أنه مابيجيش بالتهديد بس تجربة، وجدت اسمه ينير على شاشة هاتفها 

-ايوة حبيبي..أجابها 

-حضري نفسك على الفرح ..ابتمست ترفع كفيها بسعادة

-راكان انت زعلان..أجابها باختصار

-عايز عروستي تكون احسن عروسة، قالها واغلق الهاتف ..رفعت نظرها لوالدها 

-سمعت يابابي..ضحك النمساوي

-قولتلك مش هيقدر ياحبيبتي..ارجع الشربيني بظهره للخلف

-معرفش فرحانين على ايه، احنا مشكلتنا اكبر من الفرح، توفيق لسة ممتش، والممرضة اخبارها انقطعت، وكمان الراجل معرفش يجيب الورق، لقى شوية اوراق عن وصية سليم وتوفيق وغيره، فين الورق ال اخده من جواد الالفي، انت عارف الورق دا ممكن يوصلنا لحبل المشنقة، غير صحابنا ال برة ممكن يصفونا

تحركت نورسين تجلس أمامه مباشرة 

-عمو اصبر بس اتجوزه الاول وبعدها كل حاجة هتكون تمام، المهم لازم تساعدني تخلص من ليلى وال في بطنها، زي ماتخلصنا من سليم، وال قبله 


دلف امجد يحاوط إحدى الفتيات وهي تضحك ضحكات رقيعة 

-متجمعين ياترى خير..قالها امجد 

اقتربت نورسين ترمقه بتهكم

-ايه ياامجد انا لسة متجوزتش، ضحك امجد بسخرية، مقتربا يضم ثغرها ثم دفعها 

-كفاية عليكي كدا يانوري اجهزي لحضرة المستشار ، ولا هتتجوزوا ازاي

قالها غامزا

اقترب والده يجذب الفتاه التي بيديه

-امشي دلوقتي، ثم طالع ابنه

-فوق من الزفت ال انت بتشربه دا، مش شايف اخوك ال اصغر منك بقى ازاي، وانت مش مبطل شرب وقرف 


قهقه على والده، جالسا يرفع أقدامه فوق المكتب،. جاذبا نورسين حتى جلست فوق ساقيه، يداعب عنقها بانامله

-مالكم يانور، هم زعلانين عشان هتسبيني ولا ايه..استدارت تغرز نظراته به قائلة 

-راكان حبس حبيبتك ياروحي، ايه رأيك، ناوي يعذبها، وفرحنا هيتعمل في ميعاده 

هب فزعا ينظر لوالده

-حبسها فين، وليه يحبسها، جلس والده بمقابلة النمساوي الذي دلف بعدما خرج للرد على هاتفه

-ابعد عن البنت دي، وركز في شغلك، لازم ندخل الشحنة من غير مالبوليس يشم خبر


لم يعري لوالده اهتمام وأمسك نورسين بقوة من رسغها

-حبسها فين اكيد تعرفي، ماهو ال قالك كدا عارف مكانها 

مطت شفتيها تنظر لقاسم الذي يرمقها بغضب

-نورسين أنتِ هتتجوزي، مالكيش دعوة

اقتربت تدنو منه وعيناها كالنار

-لازم انتقم ياعمو، البت دي ناطحتني ياعمو، ولازم انتقم منها، وكمان راكان لعب بيا، لازم يعرفوا بعد كدا مايوقفوش قدامنا 

جذبها امجد بقوة 

-ليلى فين يانورسين، وليه الكلب دا حابسها

همست له، مشي قدام باباك وانا هقولك بعدين 


تحرك مغادر بعدما استمع لقولها

-معرفش ياامجد..تحركت خلفه 

-لازم اروح على البيت، واستعد لفرحي


بعد قليل وصل شريكهم الثالث

نهض قاسم بعد وصول شريكهم  الأجنبي ..أشار لهم بالجلوس متسائلا


-ايه اخر الاخبار..اجابه الشربيني

-الشحنة هندخلها يوم الفرح، بما أن ابن الالفي هيكون في الفرح، يبقى دا الوقت المناسب


هز رأسه يشير للصور المعلقة

-عملتوا ايه في دول ..اجابه

-بنحاول نقرب منه، النمساوي هيناسبه قريب

والورق ..تسائل بها 

مسح الشربيني على وجهه ينظر للنمساوي

-لازم يموت يانمساوي، ويوم الفرح احسن حاجة، طبعا بنتك غبية ومش فاهمة حاجة، لازم تدخل راجلنا الفيلا وهو هيتصرف


ضيق عيناه متسائلا

-انت عارف نتيجة دا ايه، دا ممكن نروح في داهية، وبعدين احنا منعرفش مكان الورق فين 


-انا عندي اقتراح تاني 

- نخطف مراته بما انها حامل، حتى لو مش خايف عليها هيخاف على ال في بطنها 


توقف ذاك الأجنبي ينفث تبغه قائلا

-دا حلو، بس لازم تخطيط كويس، مش عايز غلطة، ولا غلطة أصل رقابيكم تكون التمن، قالها وتحرك 


باليوم التالي، تجلس نورسين بأحضان أمجد 

عرفت هتخطفها ازاي ياامجد، داليا هدخلك، بعد ماتنوم الحرس، وانت هتدخل تخدرها وتطلع بيها، وانا هلهيه الليلة دي، مش هخليه يقرب على تليفونه، وبابي باعت ناس يخطفوا سيلين بس مبتخرجكش إلا قليل، ويونس لازق فيها بالبودي جارد بعد خناقة الجامعة والولد ال هددها دا، قال ايه خايف عليها، بسمع كمان بيحضر معاها السكاشن المهمه

-خلاص، بكرة هيكون اخر يوم له مع ليلى، وحياتك عندي لأخليه يندم 

لامست صدره بوقاحة تتحدث بغنج 

-ميجو حبيبي مش هتقرب منه، إلا لما اقولك، انت بس اخفي ليلى بدل مااموتها، انا بخدمك وانت اخدمني


انتهى الفيديو، وهو يطالعها بغضب جحيمي، ثم توقف يشير على الشاشة

-تحبي اكمل، ولا عارفة الباقي..استدار ينظر للحضور 

-شياطين، أشار بإصبعه عليهم 

-دول شياطين، عايزين يخطفوا مراتي، عشان 

تسمرت نورسين بمكانها محاولة إدراك ما سقط  كالصاعقة على مسامعها