رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 40 - 2 السبت 25/11/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الأربعون
2
تم النشر السبت
25/11/2023
تراجعت للخلف تهرب من نظراته التي تحولت إلى جحيمية كأنه يريد الانقضاض عليها وزهق روحها، اقترب كالمجنون الذي فقد عقله يجذبها من طرحة زفافها صرخت عندما شعرت بتمزق خصلاتها ، فلقد فاق الألم حدود الوصف حتى شعر بأن روحه كادت أن تفارقه عندما تخيل نجاح تخطيطهم
تحول جسده لكتلة نارية لتخيله اغتصابها
حاولت النهوض وهي تصيح
-والله ماكان قصدي ياراكان..جذبها يجرها كالحيوان حتى وصل إلى أحد الضباط
-ارميها في اذبل زنزانة عندك لحد ماافضلها..انكمش والدها الذي وصل إليه إحدى الضباط، صرخت والضابط يسحبها
-هموتك ياليلى وحياة ربنا لأقتله واقتلك
أشار الضابط
-خدها بعيد بدل مااموتها
-رايح فين ياباشا انت مقبوض عليك، أما قاسم الذي توقف بجبروته
-بدل مفيش أمر من النيابة بالتسجيل ولا يهمك يانمساوي
ارتفعت ضحكات راكان كالمختل عقليا، فاستدار إليه وهو يتحرك ببطء حتى شعر قاسم كأنه يتحرك فوق قلبه ويضغط بقوة، فحركاته وضحكاته بتلك الطريقة ماهي إلا النهاية
دنى راكان يضع يديه بجيب بنطاله وهو يمط شفتيه
-قولتلي..أشار بكفيه بعدما رفعها يغرزها بخصلاته
-ايوة انت صح، ههههه، ظل يقهقه بها،تصدق مكنتش واخد بالي، ازاي مارحتش النيابة وشوفت وكيل نيابة يسمحلي، دنى حتى لم يفصلهما سوى خطوة واحدة
- معلش اصلي وكيل نيابة غبي، نسيت وظيفتي وبقيت ابيع كرنب، دفعه بقوة اذهلته
-فكر في نفسك ياحضرة الافندي، شوف هطلع نفسك ازاي انت وابنك المغتصب،
جحظت أعين قاسم مذهولا من اتهاماته القاسية
-فريقك بالكامل اتمسك ياباشا وهو بيسلم المخدرات، انت مفكرنا اغبياء، بس حلوة الفكرة، انك تحطها مكان البن
معلم يامعلمي
اهتز جسد قاسم وتحدث بتقطع
- انا لازم اقدم فيك بلاغ، انت عشان وكيل نيابة ترمي الناس بالباطل
اشار لأحدى الضباط مشمئزا
-خدهم يابني، شوف جاسرقبض على ابنه ولا لا
انا اهو ياباشا، جيت على السيرة
ابتسم راكان يرمقه بدهاء
-شكل حضرة الضابط أدى مهمته على كل دقة وإتقان
أشار ناهرا قاسم الذي صاح غاضبا
صوتك متنساش نفسك، انت متهم،
-قوله ياحضرة الضابط تهمه ايه
استدار جاسر يرمقه شزرا قائلا
-ولا حاجة..تجارة مخدرات وسلاح بس، إنما ابنك المغتصب ال حاول يخطف بنت عمي، واختي كمان، شوفت جبروت اكتر من مشرفنا ياشربيني..أشار جاسر
خده يابني، ربت على كتف راكان
-كله تم ياباشا، ويحيى الكومي، قدم بلاغات وجابلنا اعترافات واثبتات كلها في الجون، غير ورق الباشا الكبير، يعني اعدام أن شاءالله..
ابتسم له ابتسامة لم تصل لعينيه
-بالتوفيق ياحضرة الضابط ، برافو عليك ، وسلامي لجواد باشا، تحرك جاسر قائلا
-بما أن فيه فرح فليه عيلة الألفي متحضرش الزفة الأسطورية دي، نص ساعة وهكون عندك
اومأ له ثم وزع نظراته للجميع
-بعتذر للحضور، الحفلة هتبدأ بعد شوية، واسف مرة تانية دي كانت مجرد تدابير أمنية، وشكرا لتفهمكم الموقف، قالها وتحرك
بالأعلى قبل قليل
سحبتها درة متجهة بها للغرفة التي ستجهز بها، خلفهما يونس وحمزة، زفر يونس بضيق
-حالتها مش مطمنة خالص، انخفاض ضغطها دا مش حلو، ربنا يستر ويعدي الليلة على خير
ربت حمزة على كتفه
-راكان بس يخلص ويطلع وقتها هيهديها..أوما يبحث عن سيلين التي طلب منها عدم الابتعاد عن ناظريه، وجدها بآخر الممر تتحدث بهاتفها
وصل إليها بعدما دلفت ليلى وحمزة لداخل الغرفة
-حبيبي بتكلمي مين، استدارت بعدما أنهت مكالمته
-بطمن ماما أصلها كانت خايفة اوي، وزعلانة من راكان، فكنت بحكيلها عشان تيجي مع بهاء
مسد على خصلاتها يجذبها لأحضانه
-حبيبي ماتيجي نعمل فرحنا مع راكان
تعبت من البعد..رفعت بحر عيناها تطالعه بعشق
-اكيد بتهزر مش كدا، مفكر الفرح دا هيصة وخلاص مفيش فستان وتجهيزات ياحضرة الدكتور
دنى يهمس أمام شفتيها
-زي ايه حبي احنا في الخدمة، يعني ال محتاجه اساعدك فيه عادي
حاوطت عنقه تنظر لداخل عيناه
-انت مجرم اوي حبيبي وعشان اجرامك دا مش هقولك
قهقه عليها وحاوط خصرها ونزل لمستواها هامسا لها
-بحبك ياطفلتي..وضعت رأسها بأحضانه ..تعانقت نظراتهما لم يجد كلمات تعبر مايجيش بصدره واكتفى بطبع قبلة مطولة يدمغ بها خصلاتها، كأنه يخرج بها ما يكوي قلبه من ابتعادها
بالداخل جلست بجسد مرتعش وحال لسانها الذي يهمس باسمه
-"راكان"ظلت ترددها بجسد منتفض خائفا عليه، بدأت أنفاسها في الاضطراب وخفقاتها تتسارع بسباق شديد..جلست درة أمامها بعدما أزالت حجابها تحتضن وجهها بعد خروج حمزة
-ليلى حبيبتي راكان كويس، وشوية وهتلاقيه طالع، بصي وراكي كدا وشوفي هو جايبلك ايه، ياله حبيبتي اجهزي زمان جوزك طالع عشان ياخدك، النهاردة فرحك على حبيبك،ايه مش كنتي بتتمني يوم زي دا
هزت رأسها رافضة
-مش عايزة حاجة، عايزاه يكون جنبي وبس، خلي حمزة يتصل بيه، مش عايزة فرح، انا عايزاه هو، توقفت ولكن لم تقو على الوقوف، وكأن حركتها شلت، فهوت ساقطة على الأريكة
بكت بشهقات، وضعت كفيها المرتعش على وجهها
-هيقتلوه يادرة، هو قالي كدا وحلفلي لازم يقتله ويحصرني عليه..رفعت عيناها الباكية لأختها
-هموت لو حصله حاجة، انا بحبه اوي يادرة، مقدرش ابعد عنه، مستعد اتخلى عن كل حاجة، لو طلبوا كل فلوسي ياخدوها، بس ميحرمونيش منه
مسدت اختها على خصلاتها
-حبيبتي جوزك مش ضعيف عشان يقربوا منه، صدقيني هو عارف بيعمل ايه
قبل قليل توقف أمام جاسر قبل خروجه
-رقابة مشددة ياجاسر، مش عايزهم مع بعض، وكمان هات عايدة معاهم قبل ماتهرب
انا اسبوع اجازة، خليهم لحد ماارجع، بس يارب ماارجع القيهم ماتوا زي حلا
تحرك جاسر بعدما تحدث
-تمام ياباشا علم وينفذ، خلي بالك من نفسك ومن مراتك، ومبروك مقدما ، شوية وراجعلك
❈-❈-❈
صعد للأعلى متجها لغرفتها، كان يعلم بما تشعر به الآن وجد حمزة ويونس بالخارج بجوارهم سيلين، وزع نظراته عليهما
-كله تمام..توقف حمزة قائلا
-نوح جايلك في الطريق وزعلان عشان خبيت عليه، استعد له
تركهم دون حديثا متجها للغرفة فحاله لا يسمح بالحديث، يريد الاطمئنان عليها فقط ويضمها ليشبع روحه
توقف أمام الباب وهو يستمع لحديثها
لحظات كفيله ليلملم شتات نفسه، تحرك بهدوء بعدما افتعل صوت الباب، نهضت درة تنظر للداخل، اتجهت للباب عندما وجدته يدلف، رفعت ليلى عيناها حينما استنشقت رائحته
-ليلى..همس بها، هبت من مكانها تلقي نفسها باحضانه وشهقاتها بالأرتفاع
-راكان ..ضمها بقوة يحاوطها بذراعه ثم امال برأسه يلتقط ثغرها بقبلة أعادت إلى روحها الجزء الحزين، اهتزت بين ذراعيه
رفعها متجها للأريكة، واجلسها بأحضانه، يمسد على خصلاتها
-اهدي حبيبة راكان، خلاص كله خلص، وانا معاكي اهو
رفعت كفيها تلمس وجنتيه
-حبيبي انت كويس، اتقبض عليهم مش كدا ، امجد ..كررت اسمه
أطبق على جفنيه كلما تذكر حديثه فهمس لها
-ليلى أنتِ مش واثقة في جوزك، وضعت رأسها بأحضانه
-بثق فيك بس خايفة، من وقت ماشفته في البيت وانا مرعوبة، مشفتش كان بيبصلي ازاي، ضغط على خصرها
-ليلى انسي، ووعد المرة دي انتهى كابوسه للابد، ياله قومي اجهزي، مش عايزة تفرحيني يعني الليلة دي، لازم تنسي كل حاجة وتفتكري حاجة واحدة بس
-انا بقالي خمس سنين من أول ما شوفتك ونفسي الليلة دي تكون غير، ماتمنتش غير انك تكوني مراتي قدام الدنيا كلها
رفع ذقنها وإزال عبراتها بابهامه
-ليلى عارف أننا متجوزين، بس الفرحة فرحة، بلاش وحياتك تزعليني خليها ذكرى حلوة بينا
ابتسمت له بعيونها الدامعه، وتحدثت بصوتها المفعم بالبكاء
-حبيبي انت ياراكان، اوعدك مش هخيب ظنك ابدا بعد كدا، وان شاء الله نعيش مع بعض حياة حلوة ونربي اولادنا مع بعض
امال يدمغ خصلاتها بقبلة مطولة، يبث بها حنانه إليها قائلا
-ربنا يباركلي فيكي ياحبيبة قلبي
حاوطت خصره بذراعيها
-بحبك معذبي..أطبق على جفنيه وآهة من جوفه
-ومعذبك مش عايز غيرك من الدنيا كلها..ياله قومي استعدي، عايز اشوف مولاتي اجمل عروسة وهتعمل ايه لمعذبها
نهضت تفرك كفيها تنظر لفستان الزفاف
-لازم ألبس الفستان دا، ماهو الفستان دا حلو .نصب عوده وتوقف بمحاذتها
-لا ياحبيبي دا فستان فرحك، إنما ال لابساه دا فستان دخول اميرتي للقاعة لتبهر عيوني وتخطف قلبي ، وتقدم عرضها الممتع
استمع لطرقات على الباب
دلفت اسما ترمقه بحزن
-يعني تعملوا عليا تمثيلية انتوا الاتنين، زعلانة منكم وانتي بالذات يامهندسة
طوق أكتافها يضحك على حديث اسما
-لا ياباشمهندسة ، ليلى مالهاش دعوة انا المسؤل، واجبرتها متعرفش حد، حتى سيلين معرفتش غيرمن دقايق، متزعليش مننا، كله الا زعلك ، كان لازم مسبش حاجة للظروف
استمع لرنين هاتفه، فأشار إليها
-الميكب ارتست برة ياليلى، اجهزي الناس هتزهق تحت..قالها وتحرك يرد على هاتفه
-ايوة ياجاسر. خير
-راكان شركيهم الأجنبي دا عامل قلق ومش مبطل زعيق عايز يتصل بالسفارة بتعته
-خليه يخبط دماغه في الحيطة، بقولك يلا مش عايز قلق، انا عريس يافاشل، قالها وضحكاته بالأرتفاع
قابله نوح وهو يرمقه شزرا متجاهله وتحرك لجهة يونس وحمزة
امسكه من ذراعيه
-نوح مش وقتك خالص، لازم تعذرني، دكتور يحيى عارف كل حاجة
مرت قرابة الساعة؛ حتى انتهت ليلى من تجهيزها، دلفت والدتها إليها
-حبيبتي الف مبروك، ربنا يسعدك..ضمتها والدتها تمسح دموعها
-ليه الدموع دي يابنتي، مكنتش عايزة فرح ياماما، دلوقتي يقولوا عليا ايه، كل شوية تعمل فرح، وتلبس فستان
سحبتها والدتها واجلستها تنظر إليها مبتسمة
-ليلى حبيبتي هوانتِ شرطي على جوزك، هو عايز يفرح ويفرحك معاه، وبعدين لو مشينا ورا كلام الناس مش هتعيشي يابنتي ياله امسحي دموعك، وظبطي مكياجك هو تحت وزمانه طالع ينفع تنزلي بالشكل دا، ويقولوا ايه العروسة الوحشة دي
بترت اسما حديثها مردفة
-مين دي ال وحشة بس ياطنط، دا ليلى قمر والي مش عجبه يخبط دماغه في الحيطة حتى لو كان راكان نفسه
رفعت نظر ترمق اسما بتحذير
-بقالك اسبوع وتولدي لمي نفسك، قهقه الجميع عليها، لحظات واستمعوا لصوت طرقات على باب الغرفة
خرجت درة وسيلين وتبقت اسما ووالدتها، دلف للداخل بهيئته الرجولية التي خطفت قلبها، فلقد قام بتغيير بدلته الرمادية وارتدى تلك البيضاء التي لأول مرة يرتدي ذاك اللون
تحركت اسما تجذب سمية للخارج عندما توقف ينظر إليها ..نزلت بانظارها للأسفل تفرك كفيها خجلا من نظراته التي تخترقها
خطى بخطواته السلحفية؛حتى وصل أمامها يرسمها بشمسه ثم دنى يهمس لها
احببتك وكانك كل نساء الكون
احببتك. وكانك شمس شتاء
وليله مطر. دافئه
احببتك وقضي الامر
الليلة حكمت عليكِ بمؤبد عشقي
فعشقي لكِ اجباري
رفع قاضي الهوى وحكم بما يهوى به قلبي
رفعت ثم رفعت ثم رفعت الجلسة مولاتي..دنى إلى أن وصل ليعزف لقلبها قبل قلبه معزوفته الموسيقية على كرزيتها التي مهما يرتوي منها يظل ظمآن
تغلغلت روحها بابتسامة مغرمة بمجرد مااستمعت لكلاماته
راكان..اردفت بها بصوتها الأنثوي الهادئ
حاوط خصرها ودقات قلبه تكاد تخرج من قفصه الصدري، كأنه لأول مرة يستمع لحن اسمه منها، دنى يهمس أمام شفتيها مستمتعا بجمال ليلها هامس
-روحه مولاتي
تلعثمت وحاولت بلع ريقها من قربه المهلك ونظراته المخترقة لدوافعها
حاولت الابتعاد من حصاره؛ ولكنه اشتد باحتضانه لها مطوق خصرها بالكامل حتى أختفت بأحضانه كاملا
آهة خرجت من أعماقه بلهيب عشقها قائلا
-رغم انك مراتي من سنتين الا انا حاسس لأول مرة نتقابل
خرجت من أحضانه قائلة
-اول مرة أشوفك لابس بدلة بيضا
ملس بإبهامه على كرزتها واردف بصوته المبحوح بعشقها الدفين
-عشان أول مرة اتجوز، لازم كل حاجة تكون مختلفة، كل حاجة لازم اعملها لأول مرة
ارتجفت شفتيها فهمست
-بس ..بس انا اتجوزت قبل كدا..وضع إبهامه ليوقفها عن الحديث
-دا محصلش، انا بس ال اقول انك اتجوزتي قبل كدا ولا لا، انا ومحدش تاني سمعتي، كانك فقدتي الذاكرة واتولدتي يوم ما سكيت ملكيتك عليا، من يوم مابقيتي ليلى راكان البنداري
زي ماانا اتولدت من يوم مادا اعترفلي بحبه، أشار بها على قلبها
رفرفت بأهدابها تحاول السيطرة على ارتعاشة دواخلها فهمست
-ماانا فعلا اتولدت من يوم مااخدتني في حضنك، مش فاكرة غيره، رفعت ليلها ونظرت لشمسه اللامع بابتسامة قائلة
مش فاكرة غير حب معذبي لمولاته
لف خصرها بذراعه مطبق الجفنين وصدره يعلو ويهبط قائلا بنفس ثقيل
-ومعذبك بيعشق مولاته
حبيبي هنتأخر، والصراحة عايزة اهرب منك مش قادرة اقف
ابتسم يملس على وجنتيها،ثم وضع رأسه بحجابها يملأ رئتيه برائحتها العبقة، اهتزت بأحضانه وتلاشت ساقيها حتى فقد قدرتها على الصمود، فرفعها من خصرها
-احنا هننزل دلوقتي بس استعدي يامدام راكان البنداري قضي الأمر
وضعت رأسها على كتفه
-والله هقع منك بقولك اهو، قهقه عليها وهو يكور ذراعيه لتطوقه، وتتبطئ به
رفعت فستانها وتحركت معه، وسعادة الدنيا تحتل كيانها..همس لها
-الفستان دا عاملته مخصوص لأجمل ست في الكون، نظرت إليه بإنبها
-شكله غالي اوي حبيبي تسلم ايدك
-الكون كله ميغلاش على ملكة قلبي، تسلملي عيونك ياحبي
ضغطت على ذراعه مبتسمة
-هقع منك على فكرة
رفع ذقنها وتحدث بصوته المبحوح بمشاعره
-اقعي بس وانا اشيلك برموش عيوني..استدارت للجهة الأخرى
-كدا كتير على قلب مولاتي
تحرك لخارج الغرفة، وجد يونس وسيلين، اقتربت سيلين تطوق عنقه وانسابت دموعها
-الف مبروك ياحبيبي، اخيرا شوفتك عريس ياراكان، ضمها يربت على ظهرها
-ربنا يبارك فيكي ياقلبي، عقبال فرحك يااجمل عروسة، قبلت ليلى على خديها
-الله اكبر على الجمال، لا راكان يخطفك على طول قاطعها يونس عندما
اقترب واحتضنه
-مبروك ياراكان، كان نفسي اقولك بالرفاء والبنين بس انت ماشاء داخل فرحك بعيل، يعني كان ممكن تستنى لحد ماالمدام تولد وابنك يحضر فرحكم
لكزه بصدره، ثم دفعه بعيدا
-امشي يلآ، بارد ولازم لسانك المتبري منك
وقف أمام عاصم أمامه ينظر لابنته، ثم توجه اليه، فتحدث راكان
-انا هنزل هستناكم تحت ..قالها وهو يطمئنها بعينيه
وصل إلى بهو كبير يربط القاعة بمكان تواجدها وانتظر هبوطها
طوقت ذراع والدها بعدما اطبع قبلة على جبينها
-السعادة دايما لحياتك ياروح ابوكي، ابتسمت له
-ربنا يخليك ليا يابابا
هبطت للأسفل والمشهد حولها يبهر العيون، الإضاءة خافتة حولها والراقصين حولها منتشرين على الجانبين كحبات ألماس بالبستهم البيضاء ودخان سحابة الزفاف حولها ..نزلت كأميرة لأميرها ليخطفها من بين الحضور، كان بحلته الأنيقة يحمل باقة ورود من حديقة فؤاده ونبضات قلبه التي أصبحت صاخبة كحال الموسيقى العازف حوله ..واقفا فقط ليرسمها كريشة فنان ليحيى ذكرياته دائما، انطلقت الذغاريد مع وصولها إليه
دنى يستلمها من والدها الذي ضمه بمحبة
-الف مبروك، بالرفاء والبنين وربنا يجعل حياتكم كلها سعادة
كانت نظراته تعانقها، فأجاب والدها
-اللهم آمين، دنى يطبع قبلة على جبينها قائلا
-الف مبروك مولاتي..الف مبروك يالي لي..اهتزت بالكامل كأنها لأول مرة ستكون عروس
رفع كفيه، وتعانقت الأيدي كما تعانقت القلوب متشابكة
هبط الى الاسفل مع العزف الملكي، للزفاف الأسطوري الذي قام بالاشراف عليه بنفسه، حتى دعوات الزفاف
اتسعت ابتسامته وهو يراه كما خُطط له،
وصل إلى المكان المخصص للرقص
أحاط خصرها بذراع وبالاخر امسك كفها ووضعه ليستقر عند موضع قلبه ..خفتت الإضاءة من حولهما سوى من نقطة وقوفهما،
❈-❈-❈
تحرك على اللحن الموسيقي العاشق لهما
ده من اول دقيقة لحبك قلبي مال عرفتي بميت طريقة تغيري حال بحال
بتوه بين الحقيقة يا عمري والخيال
أنا عايزاك تفضل جنبي سندي وفارس أحلامي
قلبي في قربك متطمن خليك دايما ادامي
ده انا قبل ما بنطق كلمة بتكمل ليا كلامي
ده وجـودك بيكملني خليتي حياتي حياة
إحساسي بحبك خدني وانا هفضل ماشـي وراه
حضنك يا حبيبتي لا يمكن لو ثانية أعيش بـراه
فيه واحدة تمللي في ضهرك و في ضعفـــك هتقويك
تؤمرها حبيبي وأمرك هتقول شبيك لبيك
جنبك ولآخرعمرك هتعيش علشان ترضيك
بغير من عيني وأنا شايفك وده اللي وصلت ليه
لو أسمع اسمي بشفايفك بقولك كرريه
وعمري ما هقدر أوصفلك بحبك قد إيه
ارسمني في ليلك نجمة، ضيها يلمع في العين…
إرسمني في ليلك نجمة ضيها يلمع في العين
إكتبني في عمرك كلمة يحكوها الناس بعدين
انا نفسي اعيش فوق عمري يا حبيبي معاك عمرين
لو تطلبي مني عينيا لو تطلبي عمري كمان
هديكي سنيني الجيا وهكون راضي وفرحان
انتي اللي وجودك جنبي حسسني ان انا انسان
ده من اول دقيقة لحبك قلبي مال عرفت بميت طريقة أغير حال بحال
بتوه بين الحقيقة يا عمري والخيال
كانت تتحرك مع اللحن وتعانق عيناها عينيه، وكأنها تردد الأغنية بلسانها له
دنى يهمس لها بعدما شعر من نظراتها همسها
-وانا بقولك نفس الكلام حبيبي..انتهت الرقصة متجهين لتقطيع كعكة الزفاف التي كانت لاتقل روعة عن جمال الحفل