رواية جديدة عسل مالح الجزء الثالث لأسماء عبد الهادي - الفصل 19-1 السبت 25/11/2023
قراءة رواية عسل مالح الجزء الثالث كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عسل مالح 3
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء عبد الهادي
الفصل التاسع عشر
1
تم النشر بتاريخ السبت
25/11/2023
ذهب بها الى منزله وهو في قمه سعادته.. الفرحه تكاد تقفز من عينيه ينظر لها بفرحة كطفل صغير فاز بالشيء الذي طالما يحلم به اخيرا
اما هي فكانت نظراتها بارده لا حياة فيها
تتحلى بالصمت ويكسوها جفاء مميت
تقدم راضي امامها ليفتح الباب وقال بصوت يعرف من يسمعه بانه الفرحة لا تسعه
ادخلي برجلك اليمين يا عروسه ربنا يجعلها قدم خير علينا وسعادة لينا يا رب
ولما دخلت فاطمه ظلت تجوب باعينها انحاء المكان
فقال راضي مبتسما
البيت مش قد اكده اني عارف بس متاكد انك هتكوني مبسوطه فيه انا غيرت كتير فيه وعملته بحب ليكي انتي وابس والحاچة اللي عتتعمل ابحب بيكون ليها طعم وشكل تاني .تعالي هفرچيكي الدار كلياتها علشان تكوني عارفاها وواخدة عليها
تقدم منها واحاطها بيده وهو يقول بسعادة لا متناهية
يا ابويا يا ولاد على الفرحة والهنا اللي اني فيها ...انا مش مصدق حالي ان خلاص حوريتي بقت ملكي وجاري وفي داري كمان ديه حلم جميل معايزش افوق منيه واصل ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي مبرووك عليا وجود أجمل وارق عروسة في داري لاه في قلبي كمان
تقدم معها كي تسير معه لكنه وجدها متسمرة مكانها لا تتحرك فقال
في ايه مالك معايزاكشي تمشي ليه مكسوفة أياك طب اشيلك كيف ما بيعملوا!!
لتهتف فاطمة بجدية
اا راضي أني كنت عايزة اتحدت معاك في كلمتين
راضي ببسمة وهو يمسك يدها ويشدد من احضتنان كفه لكفها
هنتحدتوا وهنتسايروا الليل بطوله يا حبيبتي انتي دلوك مرتي خلاص لكن خليني هعرفك ع الدار علشان بعدها نصلي ركعتين لله نبدأ بيهم حياتنا مع بعض
لم تجد فاطمة بد من أن تسير معه إلى أن عرفها ع انحاء منزله بالكامل وجدت اثاثه متواضع لكنه مريح لا يبعث النفور
بعدها قال راضي
يلا ادخلي غيري خلجاتك وفستانك ديه واتوضى علشان نصلي واكون إمامك وشيخك ومحراب قلبك كماني
وجدها تقف محلها لا تتحرك
فقال وهو يمسح شعره بيده
واه ع الكسوف اللي بزيادة ديه يا ناس، أني ممتعودشي على اكده ابدا بس وماله عروسك واتدلعي ابراحتك يا ست البنات، ها تحبي أچي اساعدك في سوستة الفستان اللي معارفش عتلبسوه كيف ديه
لتهتف فاطمة بجدية لكي تنهي الأمر برمته
راضي ممكن تسمعني بقا
راضي بقلق
واه لا دي الموضوع شكله واعر على اكده مالك يا فاطمة اني سامعك
هتفت فاطمة بحدة خفيفة
اسمع يا راضي اللي عتفكر فيه ديه انساه أنت عارف احنا اتچوزنا كيف وبأي طريقة
راضي بهدوء
اتچوزنا ع سنة الله ورسوله وقدام الخلق وعملنا الفرح وكنتي أحلى عروسة كيف البدر في ليلة تمامه وبالطريقة اللي الناس كلياتها عتتچوز بيها
فاطمة
لاه يا راضي انت عارف قصدي منيح.. انت عارف سبب جوازنا في الأصل كان ايه
راضي
سيبك من السبب يا بت الناس حاولي تنسيه المهم اننا اتجوزنا حقيقي وانتي بقيتي مرتي اللي عيتمناها قلبي
فاطمة بحنق
بس اني لاه يا راضي، أني اتغصبت على الچوازة داي أني مكنتش رايداك ولا رايدة أتچوز من أصله
راضي
ايوة عارف لكن أني رايدك يا بت الناس وعحبك ومتأكد اني هقدر اسعدك واخليكي تحبيني كماني بس اصبري عليا
لتهتف فاطمة بحنق
لاه يا راضي أني مهحبش اتچوز بالطريقة داي، مهحبش اكون مغصوبة على حاچة أني مراديهاش
راضي
واني مش هغصبك على حاچة يا بت الناس الطيبين أني مهعملش حاچة غير برضاكي صدقيني
فاطمة
واني معايزاشي يا راضي معايزاشي انا وافقت ع الفرح ديه علشان خاطر أهلي ..ابوي وخواتي وبكفايهم فضايح في البلد مرضتش اصغر منيهم ووافقت اعدي الليلة لكن لحد اهنه وكفاية أني مهكملشي في المسرحية داي اكتر من اكده
تعكر مزاج راضي وتغير لون وجهه
ليقول قصدك ايه يا فاطمة
فاطمة
قصدي اني مش هكون زوجة غير للراجل اللي قلبي يختاره مهواش اللي يتفرض عليا بالقهر
ليهتف راضي بغضب ضخر جليا على ملامحه
ايوة واللي قلبك يهواه ديه عامل كيف علشان نفصلهولك على مزاچك يا بت الحچ عيسى ها.. طبعا مهتوافقيش على الراچل اللي يده طول الليل والنهار متعاصة چِلة واللي عيفلح في الارض في عز الضهرية لحد ما الشمس كلت چتتة مش اكده، معيزاشي الراچل اللي لابس چلابية معبية شقا وتعب من عرق اجبينه بالحلال ،معايزاش الراچل اللي شهادته على قده وعايزة واحد من أهل البندر يده متعاصة بالعسل ناعمة كيف الحريم مش اكده هو ديه طلبك يا بت الحچ عيسى !!
فتحت فاطمة فمها لكنها لم تستطع الكلام
ليكمل راضي حديثه منزعجا غاضبا
رسالتك وصلت يا بت الناس الطيبين واني ومهمن كنت هموت عليكي وهحبك لكن أبدا مهيرضنيش أغصبك على حاچة متلدش عليكي ، صحيح انتي قولتيلها قبل سابق لكني كنت فاكر اني هعرف اغير رايك ديه وان كلامك ديه دلخ بنات وهيروح الحاله لكن مادامك مصرة على رايك ومرايداش الراچل اللي اتچوزك وبدك تتچوزي غيره تختاريه كيف الفستان على زوقك اوماله حقك بردك ..راضي مين ديه الأجير عند ابوكي اللي هتبصي ليه ولا هترضي بيه زوچ ليكي لاه فعلا امعاكي حق مهواش لايق عليكي أني عقلي كان فين ديه يوم ما فكرت إني افرح بحاچة زي داي على حساب فرحتك ورضاكي انتي
احست فاطمة بالوجع في طيات حديثة فهمت لتتحدث لتبين له وجهة نظرها اكثر وانها لا تقصد الاساءة لكنها سبقها وقال
شوفي يا بت الناس أني منيش ظالم ولا راچل مستبد علشان اجبرك على حاجة معيزاهاشي، ولا حتى هتنهز الفرصة واعمل اللي يلد عليا ..لكن للأسف مهينفعش اطلقك دلوك عشان سمعتك وسمعة عيلتك والحچ عيسى اللي چماليه مغرقاني هو واخواته، انتي هتفضلي اهنه ف داري وعلى زمتي قيمة شهرين تلاتة وبعد اكده نتطلق كيف ما بدك ونقول اننا متفقناش وخرچنا بالمعروف، ومن اللحظة داي انتي كنك زي الغريبة بالظبط لا ليكي حقوق ولا عليكي ايتها واچبات لكن بس هتقومي بشغل الدار باللي تقدري عليه علشان يكون اسمنا ظاهريا قدام أهلي وأهلك اننا متچوزين وكل حاچة تمام وطبيعي وكمان لان أني مهعرفش اعمل لقمة لحالي اصلب بيها طولي ومعينفعش اروح لامي ولا لاختي اقولها حداكم لقمة اكلها واللي المفروض ان مرتي ف الدار تعملهالي، بس متخافيش مهكونشي ضيف تقيل ع قلبك ولا هتحسي بوچودي من اساسه اللي هتعمليه هاكل منيه والبلغة في تمي كماني
قالها بكل عصبية استشعرتها في حديثه
وبعدها قال وهو يحاول التماسك بعد كسرها لقلبه
أني هدخل الأوضة الكبيرة داي الي عاملها خصيصا لمرتي اوبس اللي تدخلها وبم انك مش هتكوني اكده فعنديكي اوضة البت اختي نضيفة وشرحة تقدري تقعدي فيها كيف ما يلد عليكي
قالها راضي ثم انتفض سريعا متوجها إلى غرفته وأغلق الباب خلفه بكل عصبية
لتتنهد هي براحة لحديثه بأنه لن يتخذها زوجة له لكن كان في طيات حديثه شىء ما جعلها تشعر بالمرارة والعلقم الذي يقف في الحلق، رغم ارتياحها لانها حصلت ع ما تريد الا أنها استاءت لنظرة البؤس في عينيه وفي نبرة حديثه
فأخذت نفسا عميقا
معلهش جايز ايكون زعلان لانه فهمني غلط بس بعدين افهمه اكتر بوجهة نظري المهم أني عملت اللي أني عايزاه ومهيكونش من اللحظة مفروض علي