-->

رواية جديدة عسل مالح الجزء الثالث لأسماء عبد الهادي - الفصل 16- 1 الخميس 9/11/2023

 

قراءة رواية عسل مالح الجزء الثالث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





قراءة رواية عسل مالح 3

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء عبد الهادي


الفصل السادس عشر

تم النشر بتاريخ

الخميس 9/11/2023

1


هب الحج عيسى واقفا بغضب وهو يقبض بقوة على عصاته الخشبية المصنوعة من الزان الأصلي

ايه الكلام اللي عتقوله ديه يا واد يا عبد السميع انت انچتيت اياك

 

هتف عبد السميع بحذر وخوف من غضب الحج عيسى اكثر فقال

اا أني مليش ذنب يا حاچ ديه الكلام المنتشر بينات أهل البلد كلياتها وأني حبيت اوصلهولك قبل الغريب علشان يكون عنديك علم وتعرف تتصرف يا حاچ

 

الحج عيسى بأعين تشتعل غضبا

روح شيعلي ولدي حمزة بسرعة يالا هم

 

عبد السميع

فوريرة يا حاچ فوريرة

تنهد الحچ عيسى بصوت مسموع وجلس وهو يزفر بحنق

ااه منك يا عز يا ولدي ااه

 

وما هي إلا دقائق حتى وصل حمزة لمكان أبيه وهو ينهج بقوة

السلام عليكم خير يا ابوي الواد عبد السميع قالي انك عايزني في التو واللحظة ففوتت كل اللي ف يدي وچيت طوالي

الحج عيسى ببعض الهدوء

اقعد يا ولدي خد نفسك انت كت فين دلوك

جلس حمزة في مقابلة أبيه وقال

كنت مع العمال فى المصنع كان فيه مشكلة اكده وبنحلها

 

الحچ عيسى وخلصتها ولا لسه يا ولدي

حمزة خلصت يا بوي متقلقش وكل شىء تمام

الحج عيسى

باين من هدوءك يا ولدي انت معتسمعش الكلام الداير بينات أهل البلد!

حمزة كلام إيه ديه يا بوي، لاه أني مسمعتش حاچة ما انت عارف كنت برات البلد خير يا ابوي قلقتني استر يا ستير

 

زفر الحج عيسى بحنق وقال

أني معارفشي إزاي ديه حوصل والكلام خرج لبرات الدار أو حتى خرج  منبيناتنا احنا بس... ديه حتى أمك متعرفش بيه، أوم اتفاجىء بالكلام داير بينات الخلق في البلد كلياتها وعلى لسان كل واحد اشوية يلوك فيه كيف ما يلد عليه، هو احنا كنا لسه خلصنا من أول مشكلة علشان تاچي داي!

 

حمزة ابتلع ريقه وقال بقلق

يا بوي رسيني على الحوار الكلام اللي عتقوله ديه واعر اوي

 

الحج عيسى قبض مرة أخرى ع عصاته بحدة

الكلام داير بينات أهل البلد أن عز عيعشق مرة أخوه ومتفق امعاها أنها تتطلق علشان يتچوزها هو

 

هب حمزة واقفا مكانه وكأنما صرعه أحدهم وقال بغضب

واه!!! كيف ديه والكلام ديه وصل للناس ازاي، داي واقعة مربربة اوي يا بوي

 

الحج عيسى بهم

اتصرف يا حمزة، نادين بت عمك أحمد المرشدي مهياش حمل مصايب زي داي ، هي فيها اللي مكفيها يا ولداه

 

حمزة ببعض الهدوء الظاهري

هيتحل يا بوي هيتحل متقلقشي

 

الحج عيسى أني هسيب الموضوع ديه عليك انت لانه يخصك وهخرچ نفسي منيه وراضي باللي عتحكم بيه

 

اومأ حمزة برأسه لأبيه وتركته وانطلق مغادرا كالليث يبحث عن أخيه

--

كان يجلس مع راضي يشرب العسل بنهم وهو متكئا على الوسادة باستمتاع

ياااه تعرف يا واد يا راضي أني اتوحشت العسل ديه كتير جوي .. كني

مدقتهوش بقالي سنين يامه ، بس تعرف يا واد العسل المرة دي طعمه ألذ مليون مرة من قبل سابق، متعرفش ليه يا واد

 

هتف راضي بسخرية

من المحن الزيادة يا واد عمي أخد بالك انت يا ممحون ، جوم ياض فز شوف وراك ايه بدل ما انت جاعد اكده لا شغلة ولا مشغلة ولا حتى عتروح چامعتك، جوم فز أني منيش فاضيلك أني واحد داخل على چواز چواز ومهواش أي چواز والسلام، داي چواز من لبة القلب ومهجته كلياتها

 

رفع عز حاجبه وقال ساخرا

ايوة ايوة دلوك أني الممحون مهواش انت مش اكده، ديه انت ناقص تچيب مكرفون وتذيع في البلد كلياتها يا حزين

 

راضي ببسمة واسعة انفرجت لها شفتيه

وماله أزيع ف البلد كلياتها، وهنعملو وليمة ونشيع للناس من كل حدب وصوب كمان، ديه مش أي عروسة يا عالم داي اللي خطفت قلبي وروحي وكياني كمان، ديه أني بعد الدقايق والثواني والفيمتو ثانية كمان لليوم اللي هتكون فيه في داري ومتوچة على عرش قلبي

 

اسند عز رأسه ع يده ونظر لراضي ببسمة بلهاء

وايه كمان يا خوي قول قول اشجيني دا انت طلعت بحر ملوش قرار واني اللي كنت فاكرك طويل وأهبل

 

انزعج راضي من حديثه فكشر عن أنيابه وقال وهو يدفشه بحذاءه

أني طويل واه‍بل يا بو انت قوم غور يالا جاتك نيلة في ملافظك اللي زي وشك

انخرط عز في الضحك وهو يتفادى حذاء راضي الموجه اليه وقال

يعني ينفع اكده تضرب أخو مرتك بالبلغة هي حصلت ياض

 

راضي بحنق

وانسلها ع دماغك كمان ان ما كان عاجبك، وربنا انت ما عنديك دم قاعد تحبلي على نفسيك وسايب المصيبة اللي انت فيها ولا انت عاتل هم ليها

 

عز بلا مبالاة

ربنا ما يچيب مصايب ان شاء الله سيبني بس اكده اتمتع بالعسل ابتاعي يابوووي على طعامته

 

جلس راضي جواره وقال بجدية

وعتعمل ايه ف حديت ابوك وچوازك من زهرة

 

عز لاااه ديه كلام مفروغ منيه، لو انطربقت السما على الارض مهتچوزهاشي، أني مهتچوزشي غير نادين اوبس

 

هنا ظهر حمزة بطلته الطاغية في ذلك التوقيت وأعينه تضخ شرارا وهو يصيح في أخيه

عز قوم فز اهنه قدامي

 

استغرب كل من راضي وعز الغضب البادي على وجهه

فتكلم عز في مكانه

مالك يا واد ابوي عتطلع دخان من اودانك ليه

 

أقترب منه حمزة وسحبه من ياقة قميصة ليوقفه عنوة وهو يقول بحدة

أني مش قلتلك قوم فز قدامي!

 

عز بانزعاج

چرى ايه يا حمزة بتمسكني اكده كيف اللي عامل عاملة ليه

 

قابله حمزة بلكمة قوية لعبر له عن مدى استياءه من تصرفاته وقال

يعني منتاش عارف عملت ايه يا بو انت

 

هنا شهق راضي من فعلة حمزة وهب واقفا

واه يا حمزة عتضرب أخوك ليه حوصل ايه لكل ديه

 

وضع عز يده على فكه بألم وقال بهدوء

أني هتغافل عن اللي عملته امعاي ديه يا حمزة علشان شايفك الغضب عاميك بس فهمني أني عملت ايه خلاك بالشكل ديه

 رد عليه حمزة بلكمة أخرى أشد قوة

عارف انها مرتي ولساتها على ذمتي ومستحل اسمها وسيرتها على لسانك تنطقه كل هبابة من غير خشى ولا استحية

 

هنا فهم راضي ما الذي يتحدث عنه حمزة فوضع يده على راسه بهم يا بوي صحيت الوحش الغائر اللي في اخوك يا عز

 

ليهتف عز بلا مبالاة

مهياش مرتك يا حمزة يا خوي وانت عارف اكده قبل أي حد كماني، وأن چوازكم ديه كان غلطة وإنها في الاول وفي الأخر هتكون ليا أني

 

أمسكه حمزة من تلابيب ملابسه مرة أخرى وهذه المرة ظل يشبعه ضربا

وهتكررها تاني يا عز مفيش فايدة فيك، لحد ما السيرة بقت على كل لسان انت إيه يا أخي مفيش حد عارف يلمك

 

حاول راضي ابعاد حمزة عن أخيه عز الذي بدا وكأنه هو الأخر في وضع الاستعداد للهجوم والاشتعال هو الآخر


تابع قراءة الفصل