رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 17 - 1 الخميس 9/11/2023
قراءة رواية كله بالحلال
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كله بالحلال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل السابع عشر
الجزء الأول
تاريخ النشر الخميس
9/11/2023
- خطيبها!
همس بها بعدم تصديق ينقل بأبصاره نحوها بتساؤل، جعلها تنهض على الفور تهتف بالاخر مستنكرة:
- ايه اللي بتقوله ده يا بني أدم؟ هو انت اتجننت ولا أيه يا سامح؟
قابل ثورتها الاَخير بهدوء المستفز، قاصد إهانة الاخر:
- انا برضوا اللي اتجننت؟ ولا انتي اللي مش عايزة تقولي الحقيقة قدام جلف زي ده، يكونش خايفة على مشاعره؟
برقت عينيها بغضب شديد، حتى صاحت به مستهجنة أمام صمت ممدوح الذي تريث مؤقتًا عن رد الإهانة:
- الله يخرب بيتك؟ هو انت هتلبسني خطوبتك بالعافية؟ ما تفوق لنفسك يا بني، انت اخرك ابن خالتي، وازيد من كدة مفيش
- لا يا قلبي انا فايق لنفسي قوي، ومش بالعافية هي يا حبيبتي، عشان انا واخد الموافقة من مامتك وانتي الاَن في حكم خطيبتي بالفعل، على ما تخلصي سنتك في الجامعة ونعمل حفلة رسمي.
كان يتحدث بثقة أثارت حنق ممدوح الذي نهض يؤازرها بعد أن وضحت الأمور جيدًا أمامه:
- استني استني، يعني انت جاي هنا تفف قصادي وتفتح صدرك بالقوي، على واحدة فارض نفسك عليها، وتقول خطيبتي، ودا عشان بس واخد وعد من والدتها اللي هي خالتك، ما تعقل يا بني كلامك.
- انا برضوا اللي اعقل كلامي يا حيوان؟ انت تمشي من هنا دلوقتي بدل ما اوديك في داهية ولا اخرب بيتك، انا لحد دلوقتي مراعي اصلي الطيب في التعامل مع واطي زيك .
- واطي زيي.
غمغم بها يستوعب كم الإهانات والسباب الذي تلقاه من هذا البائس الذي أمامه، يكبح قبضته بصعوبة على ان تمتمد لتطحن فكه بضربة قوية.
- شوف بقى انا انسان محترم، وعلى الرغم من قلة أدبك دي برضوا، انا همسك نفسي عن ضربك، مش عشانك، دا بس عشانها هي ، ياللا بينا يا ليلى .
قال الأخيرة مخاطبًا اياها، سمعت منه وما ان همت لتطاوعه، حتى وجدت هذه الجلف يقبض على كفها ساخطًا:.
- انتي رايحة فين يا زفتة انتي؟ هتمشي معاه وتسبيني؟ وغلاوة خالتو لو اتحركتي سنتي واحد بس لاكون معرفك الأدب ، تعالي هنا.
الا هنا وانفلت الزمام ، لم يتحمل ممدوح جذبها امامه بهذا العنف، ليفقد النسبة المتبقية من تحكمه، ويهجم مدافعًا عنها:
- شيل ايدك عنها لاقطعهالك.
- طب وريني بقى هتقطعها ازاي ؟
خلاص يبقى انت اللي طلبت بقى.
❈-❈-❈
دلف لداخل المقهى، وجالت عينيه في البحث عنها سريعًا، قبل ان يعرف وجهته، ويتقدم نحوها بعنفوانه، وهذه الجاذبية الفطرية، في اجتذاب الأنظار نحوه، جاذبية قد تدفعها ان تخر راكعة أمامه، تطالبه راجية ألا ينساق خلف والدته ويشطر قلبها نصفين، قلبها الذي ينبض من أجله، يخفق الضربات المناجية بإسمه، هذا النداء الذي يتغافل قلبه الأعمى عن سماعه:
- هاي ازيك .
صدرت منه بغضب لاح جليًا يعتلي تعابيره وهو يتخذ مقعده مقابلا لها، قابلته هي بهدوء تتمسك به واجهة لها:
- هاي يا عزيز، أهلا بيك .
- اهلا بيك!
تمتم بها ليميل بجذعه أعلى الطاولة نحوها مردفًا بغيظ:
- اممم ، من البداية كدة داخلين ع المعاملة برسمية، جميل أوي يا بسمة التلميح المباشر ده عن سبب قفلتلك مني، انا كمان عايز ادخل في الموضوع مباشرةً، واعرفك باللي حصل، لعل وعسى تفهمي وتقدري الوضع اللي انا فيه .
- ليلى عرفتني كل حاجة.
- عرفتك ايه؟
- عرفتني ان انت اتفاجأت بعملة مامتك، وانك زعقت معاها بعد ما انتهت الليلة، وكانت خناقة لرب السما.
تلقى كلماتها يردد برضا، وقد اعجبه فعل شقيقته:
- جمييل اوي ده، يعني يا حلوة انتي كدة حطيني إيدك على صلب الورطة اللي انا لقيت نفسي فيها، اينعم البنت كنت موافق عليها قبل سابق واتقدمتلها، بس دا كان الاول، قبل ما اتعرف عليكي، يعني مشكلة اتخلقت من مفيش انا ايه ذنبي بقى؟ عشان تقلبي وشك مني، وتقفلي مخك في انك تسمعيني وتفهمي.....
- سمعتك وفهمت.
رددت بها تقاطعه، ثم سحبت شهيقًا مطولا، لتخرجه بزفير بعدها ، ثم تضيف:
- زي ما قولتلك كدة، انا دلوقتي حاسة بيك ومقدرة حجم الورطة التي انت فيها، خطوبة مش على مزاجك ، رغم انك كنت موافق على صاحبتها في الاول، يعني حددت فيها مواصفات عجبتك، وكنت راضي عنها، دا كان قبل ما تعرفني طبعًا زي ما نوهت، بس اللي حاصل دلوقتي بقى ايه؟
طالعها باستفهام أجابت عنها سريعًا:
- دلوقتي هي بقت خطيبتك يا عزيز، قدام اهلك وقدام الناس اللي وقفت في الحفلة وشهدت بكدة، انما انا، دوري ايه في حياتك؟
رد بانفعال متأثرًا بكلمات شقيقته السابقة:
- هو انتي هتعملي زي الزفتة صاحبتك وتسألي نفس السؤال؟ بلاش تمشي ورا كلامها يا بسمة، انا وانتي قربنا من بعض الفترة اللي فاتت، هي متعرفش اللي ما بينا
- وانا همسك في الاَخيرة يا عزيز واسألك ع اللي ما بينا ، عشان عارفة كويس اوي انك مش محدد له اسم ، قربنا من بعض صحيح، بس انت نفسك مش محدد مشاعرك من ناحيتي.
اجفل بردها حتى ارتدت رأسه للخلف، يطالعها باضطراب زادها إصرارًا لتتابع:
- أيوة يا عزيز، ما تستغربش من جرأتي لما اقولك اني فاهماك يمكن أكتر من نفسك، انتي طير حر، بتتنقل من عش لعش من غير خساير، لا بتدفع من احساسك ولا بتتأثر بعد انتهاء اي علاقة ما بينك وبين اي واحدة اتعلقت بيك، او ربما حبيتك كمان.
وافقت على اختيار الست الوالد وقررت تمشي ورا عقلك، جيت انا وقفت في سكتك، يمكن اعجبت بيا، بمكن حاجة تانية، بس في النهاية انت دلوقتي واقف فين، انت دلوقتي واقف على ارض رانيا خطيبتك ، وانا واحدة ممكن تعديها زي ما اعديت كل اللي فات .
زفر بخرج دفعة كثيفة من هواء تشبع بسخطه، فخرج رده بانفعال:
- انتي فعلا دماغك زي العبيطة اختي، هو انا لو عايز اعديكي زي ما انتي فاهمة، وبانية فكرتك، تفتكري كنت هلف وادور حواليكي كدة، اعمل الخطط عشان اقابلك وافهمك وضعي، بسمة انتي تهميني، ويهمني اوي انك تحسي بيا بجد مش كلام، انا فعلا وافقت برانيا في البداية بس دلوقتي شايفها غريبة عني، مش قابل فكرة ارتباطي بيها.
- مش يمكن تكون مش قابل فكرة ارتباطك من الأساس.
- نعم !
ردت تجيبه بجدية، تنبع من ذكائها الحاد:
- أيوة يا عزيز زي ما بقولك كدة، من الجايز تكون رافض دلوقتي لما لقيت الأمر دخل في الجد.
سألها قاطبًا يريد كشف أغوارها:
- يعني ايه؟ وضحي أكتر .
سمعت منه واشتدت تقاسيمها لتردف حاسمة الجدال معه:
- انت اللي هتعرف تجاوب على اسئلتلك يا عزيز، فكر مع نفسك وشوف سبب رفضك لرانيا في الوقت الحالي ليه؟ ولو انا السبب زي انت ما بتقول، يبقى تحدد انا السبب ليه؟ وبرضوا انت بنفسك عليك تحدد دوري في حياتك، عشان لو كنت حاططنني في نفس خانة اللي قبلي، ف انا اهو بحلك من اي شيء ، وانت كالعادة خرجت مش خسران حاجة، وانا بقى كفاية عليا كدة .
انتهت من كلماتها، ثم نهضت تستل حقيبتها والهاتف، قبل ان تستأذن منه وتتركه محله، في ألافكار المتطاحنة برأسه، وقد ايقن بالفعل ان عليه أن يقرر.
دوى صوت الهاتف فجأة يخرجه من شروده، فتناول يجيب المتصلة والتي كانت والدته؛
- الوو...... أيوة يا ماما.
- الوو يا عزيز ، تعالي اللحق يا بني احنا في مصيبة