رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 17 - 2 الخميس 9/11/2023
قراءة رواية كله بالحلال
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كله بالحلال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل السابع عشر
الجزء الثاني
تاريخ النشر الخميس
9/11/2023
- اتفضلي ...... ادخلي يا مقصوفة الرقبة.
دفعتها بعنف امامها، وهي تدلف خلفها لداخل المنزل، بعد عودتهم من الخارج، حتى علق عزيز متأفافًا بسأم:
- ما خلاص يا ماما، سبيها بقى.
نهرته بغضب متعاظم:
- لا يا قلب يا ماما ما خلصناش، انا كنت ماسكة نفسي بالعافية عن ضربها، دي لازمها تربية من أول وجديد.
خرج صوت ليلى باحتجاج وأعتراض:
- لا يا ماما انا متربية، ومتربية كويس اوي كمان، لا بروح افرض نفسي على الناس، ولا بتعالى على خلق الله واقلل منهم .
هدرت تتقدم نحوها وتزجرها بعنف:
- وكمان ليكي عين تلقحي على ابن خالتك؟ انتي يا بت شيلتي برقع الحبا وبقى وشك مكشوف كمان، دا بدل ما تتلمي في نفسك وتنزلي عينك في الأرض مننا، بعد اللي حصل، بتخرجي مع شباب أغراب يا حيوانة، ولساكي واقفة في وشي بتبجحي.
- ممدوح هيتقدملي يا ماما، يعني مش بيلعب بيا ، ولا فارض نفسه عليا زي الحيلة ابن اختك ، اللي بيقول اني خطيبته، بأنه حق يقول كدة؟
صعقت منار برد الفعل الغير متوقع من ابنتها، حتى التفت لشقيقها الذي وقف متخصرًا يشاهد ما يحدث ، لتنتقل بصياحها نحوه:
- شايف اختك يا عزيز باشا؟ شايف البجاحة وقلة الأدب وقاعد ساكت؟ طبعًا وانت هتتعصب ليه؟ ما هي المحروسة بتقلدك، بتقلدك في الخروج والصرمحة، يا عزيز ياللي مقطع السمكة وديلها.
خرج عن صمته يفاجئها بقوله:
- مفيش داعي تفكريني بتاريخي يا ماما، عشان انا عارف كويس اوي بأخطائي ، اما عن ليلى، فدي مكدبتش ، ممدوح فعلا انسان محترم، وانا بنفسي عارف بأخلاقه، يعني عريس كويس....
- عريس ميييين؟
صرخت بها تقاطعه بهياج، وعقلها لا يستوعب ما تلفظ به:
- لدرجادي كنتوا بتستغفلوني، انت واختك بتغطوا على بعض وتخططوا لحياتكم من ورا ضهري، قال وانا اللي قاعدة مستغربة هدوئك في القسم، ولا معاملتك باحترام للولد قليل الأدب ده؟ انتوا أكيد ناوين على موتي، تصرفاتكم العجيبة والغير مسؤلة، مالهاش عندي غير تفسير واحد، وهي انكم بتتحدوني، هو انا مامتكم ولا عدوتكم.
زفر الاثنان بصمت ظل للحظات، وقد تشبعت الأجواء بتوتر ملحوظ، ونارية المواجهة بينهما وبين والدتهما، تجبرهما على التريث قليلًا لامتصاص غضبها، حتى خاطبها عزيز بنبرة أخف حدة:
- مفيش ام في الدنيا عدوة ولادها، ولا كمان في ولاد عايزين موت امهم، انتي شايفة المصلحة بنظرتك، واحنا شايفينها في ناحية تانية خالص، محدش فينا طبعا قاصد يتحداكي.
اهتزت في وقفتها لتلعب على هذا الجزء الضعيف بهما ، وهو العاطفة، لتسقط بثقلها على المقعد من خلفها، تتمتم بصوت ضعيف، ونبرة على باكية:
- لا يا عزيز، انتوا بتعملوا اللي أكتر من التحدي، اختك تطلع مع شاب غريب يتخانق مع ابن خالتها ويوصل الأمر للقسم، وانت اللي معبرتش بنت الناس من ساعة ما اعلنا خطوبتك عليها، لدرجة ان والدتها بتتصل وتسألني عن سبب التأخير في زيارتهم، وانا اتحجج لها بقصص فارغة، قصدك ايه كمان من وراها دي؟ عايز تصغرني صح؟ هو دا اللي انت عايزه يا عزيز؟
سمع منها الأخير وقد فاض به، ليستدير عنها يمسح بكفيه على شعر رأسه، جاذبًا الخصلات بقوة حتى كاد ان يقتلعهم، مزمجرًا بصوت مكتوم، يكبح نفسه عن التلفظ أمامها بقول غير مسؤل، فهي من وضعته بهذه الورطة، والاَن تزيد عليه بضغطها .
- يعني سكت اهو، ايه يا عزيز؟ مش ناوي تريح مامتك بقى وتعقل كدة؟ دا كلام كبار يا بني، مش قصة وسمعة بنت انت ممكن تكسر بخاطرها، لو فضلت على عنادك ده معايا .
- يووووه.
صرخ بها ليدفع احد المقاعد أمامه، ويخرج تاركًا المنزل لها، على الفور.
تطلعت في اثره بأنفاس لاهثة، قبل ان تلتف نحو ابنتها التي انكمشت على نفسها، تهتف بها بتوعد مع تذكرها ما حدث:
- بقى بتكسفي ابن خالتك قدام الظابط، وتقولي ان هو اللي اتعدى عليكم واتسبب في الخناقة؟ ماشي يا ليلى، حسابك هيبقى عسير عليها دي
❈-❈-❈
ركضت اليه فور ان دلف لداخل المنزل تهبط الدرج بخطوات مسرعة حتى استقبلته سائلة بقلق:
- ايه اللي حصل يا ممدوح؟ ليلى قالت ان انتوا في القسم وبعدها قفلت الفون ومردتش تاني، هو دا بجد.
رد متمتمًا بوجه مكفهر يطمئنها:
- مفيش حاجة اطمني، مشكلة بسيطة وانحلت. .
- هي ايه اللي مشكلة بسيطة وتدخلكم القسم كمان، انتي شكلك مبهدل ولا اكنك خارج من خناقة، ما تتكلم يا ممدوح.
سمع منها الاخير ليتخذ مقعده جالسًا، قبل أن يخبرها بسأم:.
- انا فعلا اتخانقت يا بسمة، وضربت وانضربت، ورغم ان الوضع ده مقبلوش، لكن بقى مكانش ينفع غير كدة، بني ادم مستفز، مينفعش معاه غير المعاملة دي
- بني أدم مين؟
- واحد زفت، طب، علينا فجأة يقول انها خطيبته.
- معقول سامح؟
- ايه ده؟ انتي تعرفيه؟
سائلها قاطبًا باستغراب لم يقل عنها، وقد تأكدت من تخمينها، لتردف بالعديد من الأسئلة بعدها بلهفة:
- لا متقولش، يعني انتي دلوقتي جاية من خناقتك مع سامح فعلا؟ طب عملت ايه معاه؟ شلفطته في وشه؟ ولا دتلوا لوكامية في معدته؟ يارب تكون شلفطته، يارب تكون بهدلته يا ممدوح.
لاح على ثغره ابتسامة رغم حنقه، ليردف سائلًا:
- يا نهار ابيض، هو لدرجادي صاحبنا ده عنده جماهيرية طاغية ومحبوب؟
بلهفة ارتسمت جليًا على ملامحها، استجابت تشاركه السخرية:
- إلا محبوب؟ دا يستاهل الجايزة الأولى في المحبة والتواضع، ياريتني كنت قاعدة معاكم وشوفت ضربه بنفسي، ابن حلال ويستاهل.
تبسم يردد خلفها
- هو فعلا ابن حلال ويستاهل، بس دا بيقول انه خطيبها، وماسك في الكلمة ولا اكنها حقيقى، دا رغم انكار ليلى المستمر، انا كنت قربت اصدق .
عقبت على قوله بثقة:
- كدب والله كدب، دا انسان سمج وغتت، ليلى عمرها ما حبته، انسان مغرور، بيبص للبشر بتعالي، معتمد على شهرة باباه وفلوسه، انما هو بني ادم فاشل، ولا عمره يستحق واحدة بقلب ليلى ولا جمالها.
ابتلع القصة بحلقه، ليردف بضجر:
- انا اتخنقت منه اوي يا بسمة منه، وكمان لما شوفت معاملة والدتها للزفت ده، وهي بتحاول تراضيه باي شكل، عرفت ليه هو فارد قلوعه على ليلى، وبيعاملها ولا اكنه يمتلكها بالفعل، كان نفسي اكمل عليه في القسم وبعدها يحصل اللي يحصل، لولا بس تدخل
اخوها،، ومعاملته ليا بتفهم، ساعتها مقدرتش غير اني اقدره باني امنع نفسي عن الزفت ده،
سألته بتردد رغم معرفتها بالجواب
- انت قصدك عزيز؟
- أيوة يا ستي عزيز، يعني هي ليها غيره، انا قايم استحمي عشان اريح شوية.
نهض فجأة وما هم ان يتحرك خطوتين حتى استدرك عائدًا سائلا لها:
- هو بايا فين؟ رجع من شغله ولا لسة؟
وقبل ان تجيبه، وصله الجواب من الجهة الأخرى، بعد ان فتح باب المكتب على مصراعيه:
- انا هنا يا باشا، ورجعت بقالي يجي من ساعتين اخلص كام حاجة ع التليفون، انما انت ايه اللي مبهدلك كدة؟
تجاهل السؤال، ليخيره مباشرة وبدون ترتيب:
- انا عايز اتجوز يا بابا ، ممكن تروح معايا نخطب ليلى؟
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..