-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 20 - 4 - الإثنين 6/11/2023

 

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 

الفصل العشرون

الجزء الرابع


تم النشر يوم الإثنين

6/11/2023


العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈



شعر عابد برجفة قوية تضرب جسده بعد سماعه لتلك الاعترافات المثيرة وفهم ما الذي تحاول قوله! ابنته تكشف عن معاناتها التي ما زالت تعاني منها وهو كان السبب بجزء كبير منها، هي تحت وطأة ضغوط مهلكة للأعصاب وتجاهد للبقاء قوية صلبة وصلدة أمام الجميع، كذلك كانت الظروف والأوضاع لم تختلف تمامًا عندما كانت تحت طوعه ومعه، ففي الحالتين كانت تعاصر وتعايش تجارب لا علاقة لها بالأخرى، لذلك من المتوقع نفس النتائج.


ارتجفت فريدة نبرتها وزاد ترقرق العبرات في مقلتيها حتى بدت على وشك البكاء مرة أخرى وهي تقول


= أنا وحشني ابويا اللي كان بيشيلني فوق كتفه ويطبطب على كتفي لما اخاف من اي حاجه و يقربني لحضنه ويقولي ما تخافيش انا جانبك! وحشني ابويا إللي كنت لما اتضايق من ضغط الامتحانات ياخذني من ايدي ويفرجني علي البحر ويبصلي ويقول لي ارمي حمولك هنا وما تشيليش الهم وكل حاجه هتعدي طول ما احنا مع بعض وبخير، وحشني و هو بيهزر معايا ويضحكني وياخدني ناكلوا سوا .. وحشني حتى وهو بيزعقـلي لسبب هو خايف عليا منه.. مش لما احتجتله وانا مذبوحه ذبحني اكتر ! 


انفجرت خيرية باكية بألم بالخارج، بينما أخفضت نبرتها متابعه بتنهيدة تحمل الكثير


= في اللي قدامي حد ما اعرفوش من زمان أوي واتغير أوي لدرجه أنه اذاني مع اللي اذوني ! هو مش مفروض برده الاب هو اللي بيحامي مش بياذي ؟ طب لما يؤذيني هو يبقى ايه؟؟ اكيد مش ابويا صح؟ 


سقطت دموع عابد بحسرة شديدة وشعر بالندم الذي لم يفيد بشيء بينما لم يختلف الأمر كثيراً عن خيرية وريهام وهم يقفون بالخارج ويسمعون الحوار الدائر ويبكون على الاطلال، الموقف كان صعب للغاية حقا وهم متاثرين و يشاهدون ما يحدث بصمت ولا يستطيعون التدخل .


سحبت نفسًا مطولاً لفظته ببطء وهي تجيبه بصعوبة بالغة


= ربنا يشفيك ويسامحك ! ويزرع في قلبي النسيان عشان أقدر أسامح .


باحت فريدة بما تكنه في صدرها مزيحة تلك الأثقال عنها فقد فاض بها الكيل، وامتلأت روحها على الأخير حتى خبت قواها و استسلمت وإحساسها بالاختناق والضيق...  أرادت ذلك منذ البداية كي لا يتحول إلى عبء كاسح لها فمع الاسف الشديد هم عائلتها .. و بالنهايه تظل جملة " الجروح من الأهل لا تشفى " هي الأصدق على الإطلاق.


خرجت تركض من منزلها بخطوات سريعة إياها كالشاردة على الدرج، لم تستطيع أن تشفع لهم؟ ولم تستطيع نسيان الماضي؟ لم تشعر بالعطف تجاههم؟ أدركت بعد تلك الفترة أنها لن تستطيع فعلها! الأمر صعب حقا أنهم زجوا بها في متاعب لا حصر لها بسبب خوفهم الغير منتهي من أقوال الآخرين، هبطت الدرج وهي تبكي بحسرة على حياتها اعتقدت هي المواجهة المباشرة مع عائلتها ستكون لصالحهم وسوف تنسى لكن الأمر جاء بنتيجه عكسيه تماما، عليهم أن يعترفون بأخطائهم أولاً و يتم محاسبة الجميع على أفعالهم ضدها. 


رآها بدر وهي واجمة يعكس وجهها الكثير، و دموعها المتساقطه ملحوظه علي وجهها الشاحب ليفهم سريعاً بأن المواجهه مع أسرتها كانت غير جيدة، كفكفت دمعاتها سريعًا قبل أن تراها الأعين الفضولية المدققة بأوجه المارة، تنفست بعمق لتضبط مشاعرها الثائرة، وهي تقول برجاء


= بدر خلينا نمشي مش قادره، والله ما قادره ولا عاوزه احس الاحساس ده تاني .. خلينا نمشي من هنا كل حاجه حواليا بتفكرني بكل حاجه حصلت من تاني وقد ايه ظلموني .. خذني من هنا عشان خاطري.


شعر بالشفقة عليها من حالتها تلك لكن لم يظهر ذلك مانعة لاحراجها، ابتسم لها ماسحًا على كتفها، وعابثًا بوجهه مرددًا بحنو


= طب حاضر أهدي وهعمل لك اللي انتٍ عاوزاه يلا بينا .


بينما في الاعلي بداخل الشرفه كان يراقب أسر حديثهما العابر دون أن يفهم شئ عله يعرف ما الذي أصاب فريدة لتبدو على تلك الحالة الحزينة، هو كان حبها الاول ويشعر بها وبحزنها الملموس، لكن لم يستطع الاقتراب منها الآن! فلم تعد متاحه له ولا لغيره، ولا الإفصاح له عما يجيش في صدرها فأخذ تلك المهمة زوجها الذي لم يتأخر عنها، واهتم بها على الفور، وبعدها اخذها ورحل .


شعر أسر بألم شديد وهو يراها مع غيره أمام عينيه وهو احق بذلك الاقتراب منه الآن عنه، لكن هو من يتسبب بذلك الالام الى نفسه أصبحت لغيره وهذا أمر واقع!! و يجب ان يتوقف عن مراقبتها بالسر ويرى حياته افضل! فحتى اذا كانت غير متزوجة فلم تعود إليه أيضا .


وفي ذلك الأثناء خرجت ريهام من البناية وهي كانت تركض فوق الدرج وظلت تبحث بعينيها عن فريده و رأتها ترحل مع شخص ما؟وخمنت بالتأكيد هذا زوجها وصارت خلفهما بخطوات بطيئه دون أن تلاحظ ذلك الأخري.


❈-❈-❈


تمر الأيام تقترب قلوب وتنفر قلوب، البعض يحظى بسعادته والبعض الآخر يصر على شقاء روحه، لا تبرح غرفتها منذ ذلك اليوم، ظلت فيها بعد حديثها عن الطلاق وهو أراد أن يكسب وقت و وعدها بوعد لم يستطيع فعله، وجدها هنا معه وتسامحه مقابل ان تعتذر السيده ناهد وهي لديها يقين بانها لم توافق بذلك.. طالما الجميع مزال يصر بأن ليلى الملاك الطاهر الذي لا يخطئ .


فهل ينتظر منها المحاربة أكثر لأجله ولا تتركه ولا تشتكي أو تعترض حتي؟؟. 


كانت تسنيم تناجي ربها الصبر وزوال الغمة.. فالحزن بلغ في نفسها الذروة، وتتمنى الصمود حتى تكتسب نفسها مرة أخرى! بهذا العالم الذي غاصت فيه بإرادتها.. رافضة الحياة.. يبثها اشواق وحزن بالساعات كما تتذكر بلمحات جمعتهما سابقا.. تغذي عقلها بذكريات ومعلومات كثيرة.. هو على يقين أنها ستسمع رأيه كالعاده!.. ياذيها وهي تتقبل منه بصدر رحب، تعلم بانه خطأها من البدايه لانها تقبلت كل ذلك ولم تبعد عنه.


أسندت رأسها للوراء مسبلا جفنيها باسترخاء، عل الصداع يهجرها، والأحداث الماضية تتدفق إلى ذهنها تباعًا.. كانت مستعدة تتحمل وتنتظر الكثير معه مقابل الأمان! لكنها وجدت كل شيء معه إلا الامان! الذي دفعها إلى حرمان  نفسها من الامومه حتى لا تتزايد خسارتها أضعاف، لكنها حقا كانت ترغب في طفل تسعى إليه للنجاح والتحمل! بالاضافه الى عمرها الذي بدأ يفقد فرصها في ذلك .


كم حزنت لما حدث وتمنت لنفسها السلام، كما أصرت علي رأيها فهذة المرة غير حقا والسبب لم يعد لديها طاقه ولا أمل في تلك العلاقه، ندمها وحزنها هذا بالاساس لأنها وافقت علي كل ذلك دون اعتراض..!


و فجاه استمعت الى صوت زوجها بالخارج وهو يتحدث بصوت عالي في الهاتف مع أحد! نهضت تسنيم بقلق لتقف خلف الباب تراقب وجهه الغاضب وهو يتحدث بالهاتف قائلاً


= مدام ناهد انتٍ مستوعبه انا بقول لك ايه؟؟  بقول لك لو ما اعتذرتيش لتسنيم بيتي هيتخرب وانتٍ تقولي لي اعمل لك ايه ومش فارق معاكي.. وبعدين ما تنسيش ان انتٍ كمان غلطتي في حقها .


ابتسمت بسخرية مريرة عندما علمت مع من يتحدث وما الذي كان يفعله، تابع هادرًا بشراسة وقد استشاطت نظراته


= عارف كل ده من غير ما تقولي بس تسنيم مستحيل تاذي ليلى وانا متأكد من كده، وحتى لو ده حصل هي اكيد غصب عنها وما كانتش تقصد انها تاذيها وهي هتعمل ليه كده اصلا فيها.. يعني ده اخر كلام عندك مش هتعتذري


أغلق الهاتف بحده وهي تحركت للداخل الى مكانها، بينما تقدم هو للداخل وقف أمامها متردد ثم أغمض سالم عينيه بحزن كبير وهو يقول


= تسنيم انا نازل رايح الشغل هسبق انا وانتٍ براحتك سلام.


فهمت انه يهرب.. لم يجد مبرر حتى للتحدث.. قد أضاع آخر فرصه.. وقد ذهب وتركها دون هدف محدد في علاقتهم!!  


وقفت تنظر إلى نفسها في المرأة لتحدق في وجهها وضعت يدها على وجنتيها تتحسس بشرتها فقد تجنبت في الأونة الأخيرة التحديق في هيئتها بعد تأثيرات الحاله النفسيه التي بدأت في ضغط تتعرض لها، و اليوم هي بشدة أرادت التحديق في قسمات وجهها الذابلة، حتى ترى نفسها ما الذي وصلت اليه بسبب هذه العلاقه وصمتها، أغمضت جفنيها تبكي بمرارة في صمت وضعت يدها المرتعشة أعلى وجنتيها لتنزع دموعها التي بات رفيقها لا تفارقها أبدًا، ثم أردفت بصوت ضعيف


= كده خلاص يا تسنيم اتقفلت كل البيبان... و لازم أمشي على الاقل همشي وانا متاكده ان انا استنزفت كل فرصي وما حستش احساس الذنب زيهم في يوم .


أضافت بصوت مقهور ساخراً نوعا ما


= ده اذا كان حد اصلا حاسس انه غلط ناحيتي؟ كفايه ضعف بقى وقله قيمه .


أخفضت رأسها بأسي فقد انتهى حلمها الوردي بصورة بشعة، وبات الأمر حقيقة واضح للعيان، لا مكان لها في حياته، لم تتحمل فكره تقبل خسارتها بعد كل تلك التنازلات والامال! 


امسكت قنينة العطر وألقتها عبر هذه الصورة

التي ترفض أن تكون عليها وترفض رؤيتها أيضاً، صدي صوت التكسير في الغرفه و تطايرت القطع الزجاجية بأنحاء الغرفة.. وكانها ارادت بالفعل ذلك ان تكثر ضعفها وقله حيلتها، وبعد ذلك تحركت متجاهله تلك الفوضى لتبدأ في تحضير حقيبتها تستعد للرحيل من هنا بلا عوده .


أخذت هاتفها تتصل علي عزه صديقتها و السكرتيره الخاصه بسالم، تعلقت أنظارها على ما بيديها ثم أردفت بفتور


= ازيك يا عزه عامله ايه، معلش هتعبك معايا أنا في طريقي لي الشركه عاوزه اديكي جواب  توصليه لسالم، عشان مش هقدر اطلع. 


أجابتها الأخري بابتسامة ودودة


= يا سلام على الرومانسيه ماشي حاضر بس يا ترى في ايه الجواب ده .. كلام غرام وحب من اللي بينكم ولا ايه؟ 


شعرت بحالة الحزن الشديدة المسيطرة عليها بعد أن بدأت تفقد كل شيء، فاعتصر قلبها آلمًا وهي ترد بإيجاز متصلب


= في استقالتي . 


❈-❈-❈


مرت عدة أيام سريعة أن أنتهي الوقت المتبقي و أخذ أيمن زوجتة إلي الساحل الشمالي ليقضي معها أجمل ليالي العشق و الغرام، كما وعدها! و رغم انشغال أيمن بالأعمال في المدينة الساحلية إلا أنه خصص لها وقتًا ليمضيه معها ليحظى بأوقات طيبة، حيث تعلم الدرس بالفعل وبدأ يضع زوجته في المقام الاول .


استأجر منزلاً واسعًا بالقرب من الشاطئ كانوا أوقات الطعام يظلوا بالمنزل وبعد الظهيرة ليتسامروا ويستعيدوا ذكرياتهم سوا، لقد غلف لحظاتهم السعادة والهناء ليقضون أسعد أيامهم .


وفي يوم قرر أيمن اصطحاب زوجته سويًا في وقت مبكر من الصباح كي يتجنبا الزحام و الأعين المتلصصة، كانت في قمة سعادتها معه، ظل الاثنان يلهوان وسط الأمواج ويتقاذفان المياه على بعضهما البعض بمرح واضح، حتي بدأت تشعر ليان بدوار شديد يصيب رأسها دون مقدمات، لكنها تجاهلته وتحملت حتي لا تثير قلق زوجها وبررت الأمر بسبب المجهود الزائد ربما لا أكثر .


انقض اليوم سريعاً حتى جاء الليل واقترح أيمن على زوجته بأن يتناولون الغداء بالخارج اليوم كتغيير وهي وفاقته! و بالمساء وقفت ليان أمام الخزانة في حيرة تمسك بثوب و تضعه عليها ثم تهز رأسها بالرفض ثم تعلق الثوب في مكانه داخل الخزانة مرة أخري، ظلت هكذا وقت حتى وقع اختيارها على ثواب مناسب لليله، ارتدت ثيابها ذات اللون البني متأملة هيئة جسدها مع حجابها بإبتسامة هادئة .


ثم خرجت لتسأل زوجها عن هيئتها هاتفه بصوت متلهف 


= شكلي حلو


هز رأسه بنعم دون النظر إليها وقال بهدوء


= آه 


نظرت ليان إليه نظرة غيظ وسألته ببلاهة


= انت بتاخدني على قد عقلي، ده أنت حتي مبصتش عليا عرفت إزاي ؟ 


رفع رأسه إليها وفاجئها بجذبها بين ذراعيه

و رد بنبرة حالمة تنضح بفيض من العشق كغيث يهطل علي صحراء قاحلة فجعلها مروج خضراء تُسر الناظرين إليها


= لاني متاكد انه نفس الجواب ! فمن غير ما ابص ليكي بشوفك حلوة


حاولت ليان أن تخفي انبهارها العميق بتلك الكلمات الرائعة، وبوسامة شريك حياتها وعشق عمرها وهي تظهر ابتسامة خجولة على شفتيها، ثم قالت بصوت مرتبك


= ماشي خلاص كسفتني، هروح بقي ألحق اكمل لبس عشان ما أتأخرش و تزعل مني عشان ضيعتلك الحجز على الفاضي . 


ظل ينظر إليها لثوان ثم أجاب مبتسم بمكر بينما ذهب ليغلق باب الغرفة بالمفتاح و قال لها


= طب ايه رايك نيجي نعتذر وما نروحش 


انتصبت في وقفتها، ونظرت له متسائلة بعدم تصديق


= بتهزر أكيد أفتح الباب، مش بعد ما حجزت و كمان دي اول مره ناكل بره من ساعه ما جينا . 


عاد عانقها وبغموضٍ جاوبها وهو يومئ بإشارة من طرف عينه


= و أنا مش بهزر، أنتِ وحشاني أوي. 


سألته بتوتر و دقات قلبها تخفق بقوة عندما رأت بريق العشق في عينيه


= بتعمل ايه يا مجنون! طب وحجز المطعم 

وهدومي إللي لبستها.. انا كان فاضل لي الجزمه بس خلاص .


تحركت شفتاه لتلمس جانب عنقها، ثم قضم أذنها وهو يهمس لها بعبوس زائف


= يعني همك علي حجز المطعم وهدومك و مش همك جوزك حبيبك المشتاق ليكِ! وبعدين ما تخافيش مش هاخرك بس ركزي انتٍ معايا الأول! 


أربكتها طريقة نطقته المفعمة بالحرارة، رفرفت بعينيها متسائلة في عدم فهم


= أركز في إيه. 


ليلامسها بحنوٍ جعل كامل بدنها ينتفض و يتلبك في توترٍ خجل اخفضت رأسها حرجًا منه، كم كانت قادرة على إثارته بحيائها الدائم! راقب ردات فعلها بانتشاءٍ، ثم ابتسم قائلاً بنظراته التي امتلأت بالرغبة


= هقولك دلوقت. 


غازلها بمعسول الكلام، والمُدعم بالمداعبات اللطيفة لتتجاوب سريعًا معه برغبةٍ ظاهرة عليها، تحت تأثير ما يغرقها به.


بعد مرور وقت بداخل المطعم أخرج من جيبه علبة مخملية و قام بفتحها ليظهر منها خاتم تتوسطه ماسة وابتسم قائلا 


= كان نفسي أشتريهولك قبل ما نسافر بس مكنتش ظروفي متظبطة، و الحمدلله من يوم ما بقيتي مراتي تاني وجيتي معايا السفريه دي وانتٍ وشك حلو عليا و ربنا رزقني من وسع. 


رفرفت بعينيها بالانبهار البادي عليها، وأجابت بتلهفٍ


= حبيبي ربنا يخليك ليا، بس أنت مش مخليني محتاجة حاجة أبداً، و الخاتم ده شكله غالي أوي. 


أردف قائلاً شدد عليها بلهجة من يقرر، لا من يخير


= أنا لو بأيدي، أجيب لك نجمة من السما مش هتاخر، الغالي أتعمل علشانك. 


إستمر الاثنين في الحديث الودي حتى شعرت ليان مجدداً بنفس دوران الصباح لكن هذه المره مع إنهاك غير مبرر يخدر خلايا جسدها، ضعفت قدرتها على التحمل ومالت فجاه بجسدها بالكرسي للخلف فانهارت فجأة و كادت أن تسقط، نظر لها زوجها بهلع و أسرع ناحيتها محاولاً الإمساك بها قبل أن تسقط أرضا صائحًا بفزع


= ليان! في ايه؟


ضاقت حدقتاها وهي تحملق فيه بتشوش و رغم ذلك ظهرت بين شفتيها ابتسامة مطمئنة، لتقول له بعدها 


= مش عارفة مالي، تعبانة أوي جايز عملت مجهود زياده .


أبتلع ريقه وهو يحملق فيها بتوجسٍ قلق،  ليقول لها بعدها عن توتر


= طب تعالي إحنا هنرجع


بينما كانت العيون تتصوب عليهم بالمطعم بقلق وفضول حتى أقترب مساعد بالمحل يقترح مساعدته لكن أيمن رفض بهدوء، و ساعدها على النهوض لكنها شعرت بالدوران يزيد اكثر، وهتفت بصعوبة بالغة


= مش قادرة، دماغي بتلف جامد!


لم ينتظر أكثر من ذلك، انحنى قليلاً بجذعه وحملها مكملاً سيره نحو خارج المحل، ليتفاجا بها فقدت الوعي بين ذراعه .


أبتلع ريقه بخوف شديد حينما رأها على تلك الحالة، وسار بخطى سريعة نحوه أي سيارة تاكسي وهو يهتف بتوجس


= من فضلك وصلنا اي مستشفى بسرعه.. مراتي تعبانه أوي ومش عارف مالها .


بعد مرور وقت كان أيمن يلج إلى غرفة أحد الأطباء بزوجته، واقترب من الفراش ليسندها برفق عليه ثم اعتدل في وقفته ممررًا أنظاره عليها، والطبيبه بدأت تفحصها من تلك حالة الدوار وإغماء متعاقب، وبعد دقائق تنفس أيمن الصعداء براحه عندما بدأت تفتح زوجته عينيها ببطء وحينها اعتدلت الطبيبة المختصة وهي تبتسم باتساع وقالت


= مبروك المدام حامل! 


أنتبه أيمن إلي كلماتها وظل ينظر إليها لثواني ثم تلاشت مخاوفه ضد زوجته، ليحل محلها صدمه كبيره لم يتوقعها أبدا . 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة