-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 20 - 3 - الإثنين 6/11/2023


قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 

الفصل العشرون

الجزء الثالث


تم النشر يوم الإثنين

6/11/2023


العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈




لقد مرت عدة أشهر زادت فيها العلاقه بين مهرة ورسلان قوة وزادت أيضا حالتها النفسيه الى الأفضل كثيراً بمساعده أسرتها بذلك و جلستها مع الطبيبة، وها اليوم كأن الجميع يستعد للخروج لمقابله السيدة سيرين خاله  رسلان شقيقه والدته المتوفيه، لتهرول مهرة وتنتقى ما سترتديه بحثت عن شئ أنيق ومريح فى نفس الوقت لترتدى فى النهاية بنطالا واسعاً من اللون الأسود مع قميصا مريحا باللون البرتقالي بدرجة مريحة جدا وهادئة وارتدت حجابا مختلط الالوان وأخيراً انتعلت حذاء رياضيا ليسهل حركتها وتصبح أكثر راحة .


انتهت اخيرا وبدأت تضع حافظة نقودها وهاتفها بحقيبة يدها، وهي تهبط الدرج بخطوات بطيئة حتي لا تتعثر لتسمع فجاه صوت أمامها هاتفا 


= أوووه ما هذا الجمال كله ؟


ألتفتت مهرة حين اخترق صوت رسلان أذناها

أزاح نظارته السوداء عن عيناه ينظر الى مهرة 

وإلي ما كانت ترتديه، لكنها بعبوس مصطنع تحدثت قائله 


= لكن هذا لم يكن سوى انعكاس وجهي على

نظارتيك للأسف .


ظهرت ابتسامة هادئة من رسلان و تحدث وهو يقهقه غامزًا 


= تعجبني نرجسيتك أيتها القزمه 


أدارت رأسها نحوها بابتسامتها الصافية وهي ترد برفق 


= وانت لا تعجبني ايها النخل البشري.. هيا بنا فنحن تأخرنا بالفعل علي العم سراج وامي فهم ينتظرون بالخارج أسرع .


اسرع رسلان ينظر لها بحدة علي لقبها لكنه اخفى ذلك سريعا حتى لا تاخذها عليه و ترددها طول الوقت مثل ما هو يناديها بالقزمه طوال الوقت .


مرت ساعه وقد وصل الجميع وتعرف على بعضهم البعض وعلى السيده نسرين وكانت بينهم سيلين فهي صديقة للعائلة، وعلى الجانب الآخر كان يجلس سراج ويترجم بعض الأحاديث الدائرة لزوجته بينما ملت مهرة من الاحاديث الروتينية لتنهض للخارج، ظلت تسير قليلا بداخل تلك الباخره.


تحت نظرات سيلين المغتاظه منها دون سبب واضح أو مبرر أصبحت تبغضها، لكن ربما بسبب تقربها من صديقها الوحيد رسلان! مالت السيدة سيرين برأسها نحوها قليلا وهي تهمس بصوت منخفض


= سيلين بما انك صديقه مقربه للعائله! ما رايك في السيده وفاء زوجه سراج وابنتها هل هم جيدين بالفعل ام لا .


قطبت جبينها مدعية التركيز وهي تقول بعبوس مصطنع


= صراحه لا اعرف كيف اخبرك سيده سيرين، لكن يجب ان تعرفي ذلك حتى لا تتخدعي انت الاخرى مثل رسلان بها .


نظرت سيرين إلي وفاء شزرًا بشك، قبل أن تقول بغضب واضح على محياها


= قولي لي يا سيلين ماذا يحدث، قولي لي وسأصدقك.. منذ البداية لم أرتاح لتلك السيدة، وهذا ابن أختي الوحيدة التي ماتت وعينتني ولي أمره، لذلك يجب أن أحميه و احافظ على مصالحه من أي خطر.


ظهرت أمارات الاشمئزاز على قسماتها، ورددت في تأفف صريح


= لم أتعامل مع تلك المرأة زوجة السيد سراج، ولكني كنت أقصد بكلامي تلك الابنة الصغيرة. في الفترة السابقة بدأت تتقرب هي ورسلان بطريقة واضحة ومريبة للغاية، ولم يكن يعرف نواياها الخبيثة.. وأنا بصراحة أشك في أنها تتقرب منه حتى تنال منه كما فعلت والدتها. مع والده بالضبط.


زاد تلاقى حاجبى سيرين تفكر بحديثها بشكل جدي، بينما كانت سيلين تراقب تحرك رسلان خلف مهره كعادته، لماذا هي دونًا عن غيرها يلتصق بها وكأن مغناطيسًا بها؟ و أردفت بصوت متجهم


= انظري بنفسك كيف يحوم خلفها طوال الوقت، واهتمامه الغير مفهوم بها .


عند مهرة نظرت حولها لتتأكد من خلو المكان إلا بها في هبطت للجزء السفلي من الباخرة و قررت ان تستنشق الهواء بمفردها وأخرجت الهاتف وبدأت تلتقط إليها عده صور ليظهر فجاه بالصورة رسلان معها وهو يفعل اشكال مضحكه، ضحكت مهرة بشده عليه وهي تعلق


= يا إلهي ما الذي تفعله لقد التقطت كاميره الهاتف صوره اليك مضحكه جداً، انسي أن احذفها مطلقاً .


هتف رسلان بمرح وهو يدنو من مهره


= اخيرا وجدتك تفعلي شيء غير الدراسه أيتها القزمه! لما كل هذه الصور هل تخططين ان تصبحي فوتوغرافيه بيوم .


ألتفتت مهرة ناحيته وانزلت الهاتف وهي تقول بصوت باهت


= تعلم انني حتى الآن لم احدد هدفي .


سلط أنظاره عليها، وهتف متسائلاً بتعجب


= حقا، اذن ماذا ستفعلي بعد ان تنتهي من الثانويه! ماذا ستحظي بعد كل هذه الدراسه 


فسرت له مقصدها، بنوعٍ من الحماس


=صراحة لم افكر بشكل جدي في شيء محدد حتي الآن، لكن اريد ان ألتحق بشيء استطيع من خلاله مساعده الاخرين! لقد رأيت في حياتي حالات صعبة للغاية لأشخاص ذوي ظروف مختلفة. أتمنى أن يعرف الجميع عنهم، ويعرف مدى مظلومتهم، وهناك أشخاص لا يرحمون..


لمحة من الألم غلفت نبرته وهو يقول مباشرة


= وانتٍ كنتي من ضمن هذه القائمه ؟.


إجابته بمنتهى البساطه دون تردد او تفكير، فا رسلان هو الشخص الوحيد الذي تجد الحديث بأريحية معه وهي تثق بأنه لم يسألها عن الماضي، وذلك يجعلها تتودد معه دون قلق


= نعم أنا ايضا كذلك لكن انا وجدت فرصه للتخطي لكن غيري لم يجد، اريد ان اصل الى أحلامي واحققها وبنفس الوقت اساعد غيري.. امي كانت تريدني ان ادخل الطب لكني اشعر انه لا يناسبني 


ابتسم بسعادة فها هي فى يوم واحد شاركته ذكرياتها وأحلامها ايضا ليقول بحنان 


= ستصلين لكل أحلامك . أنا أثق بكٍ .


ثم أضاف هو بمرح


= أتعلمين أيتها القزمه مهنة الطب لا تناسبك بتاتا، فكري بشيء اخر بالفعل يناسبك أكثر.


لتبدأ تضحك علي كلماته وهى تسرد عن مواقفها المخجلة والتى كان معظمها في عامها الأول بالمدرسة وهو يضحك معها .


ارتكزت نظرات مهرة على المياه المُضاءة من الخارج، ثم هتفت في إعجابٍ بائن أيضًا في نبرتها


= هذا المكان ذو تصميم لطيف للغاية.


هز رأسه يؤكد على حديثها وعقب عليها


= نعم، لكن في النهار يبدو أجمل..


بعد فتره تركها وذهب رسلان وهي ظلت مكانها لفترة لتحني جذعها العلوي علي حافة الباخرة وتمد يدها نحو المياه الجارية، ظلت فترة هكذا وهي تبتسم مستمتعة بسعادة ثم نهضت لتخطو مسرعة وهي تلتفت للعودة مدخل المطعم ليوقفها صوت حازم قائله


= احذرى .


توقفت خطواتها لتكتشف أنها كانت على وشك الاصطدام به السيدة سيرين ابتسمت براحة و

توترت فهى المخطئة حقا وحاولت الاعتذار 


=عذرا إنه خطأى .


طالعتها بنظرات مزعوجة قبل أن تتحدث بحده


= هل انتٍ مندفعة هكذا دائما ؟


ضبطت حجابها بيدها تشعر بالتوتر وردت تقول ضاحكة بخفه


= اعتقد أنى كذلك، اعتذر مره ثانيه .


أعطتها نظرة فوقية منحتها إليها قبل أن تقول ازدرائها لها


= إلي أين كنتي ستذهبين؟ الجميع ليس متفرغ لاجلك طوال الوقت


واشارت نحو سيلين و رسلان الذي كان يتابع الموقف وهو يتمنى ان تعتاد خالتو سيرين 

علي مهرة


= أرأيتِ! لا أحد مُتفرغ لكِ... حتى الأجواء لدينا ليس مناسبًا لكٍ


تحولت ابتسامة مهره لنظرة غاضبة وهي تنهرها


= لا افهم ما الذي تقصديه 


الكل ظن انها تتحدث معها وترحب بها وستبدأ

بينهم صداقه.. اجادة السيدة نسرين رسم ابتسامه واسعه فوق شفتيها حتى هي فرحت بقربها وبأبتسامتها الودوده اعتقدت سيصبحوا عائله واحده ولكن كان خلف تلك الابتسامه قناعاً آخر ظهر مع عقرب لسانها


= أرى أن الأم وابنتها لا يضيعون الفرصه بالركض خلف الرجال .


انصدمت مهرة من كلماتها الوقاحة، بينما

رمقتها سيلين التي تقدمت منهما، ونظرت لها بنظرات أكثر سخطًا وهي تقول


= وكيف لا تفعل؟ ألم تقضى ليلة معه بمفردكم 


تسمرت قدمى مهرة بالأرض لتصيح بلا تعمد 


= هل أنتٍ مجنونه؟ ما هذا الهراء الذي تتحدثي عنه؟ أنا ورسلان فقط، بيننا صداقة أو أخوة، وليس ما تفكري فيه.. وإذا كنتي أنتٍ وتلك السيدة تتحدثان بهذه الطريقة لأنه يقترب مني، فانتم تفهمون الامور بشكل خاطئ  .


دنت منها سيلين لتحدق في عينيها بنظرات مريبة، ثم حركت رأسها للجانب قائلة بتسلية وهي تبتسم لها بعد أن كتفت ساعديها


= هل تريدني أن أفهم أنك لم تقتربي من رسلان لتكتسبي الثروة والسلطة مثل والدتك، وأن الليلة التي قضيتماها وبقيتما معًا، أنتما الاثنان في منزل واحد، لم يحدث شيء بينكما، أو لم تستغلي الفرصة لصالحك؟  


رفعت عينها ناحيتها متسائلة بصوت واهن


= من أين لكٍ بهذا الحديث؟ كيف عرفتي اننا كنا تلك الليله معًا بمفردنا .


كزت سيلين على أسنانها كاظمة غيظها في نفسها، فكرت للحظة في أن تستفزها، فهتفت بنزق مظهرة ابتسامة متشفية


= من رسلان نفسه، ماذا هل ظننتي أنه وقع في حبك بالفعل وكان يقترب منك بقصد الإعجاب؟ لا، لقد كان يقترب منك بقصد الشفقة، لكنه لم يعرف نواياكٍ الدنيئة تجاهه.


اسرعت تكمل الأخري علي قتلها بلا رحمة و

احتقنت مقلتي السيدة سيرين على الأخير، وهدرت بغل


= الإنسان العادي الذي لديه كرامة يريد الحفاظ عليها سيقبل النهج برفضه ويقطع شوطا طويلا، ولكن ليس مع أمثالك؟ تعتقدي أنك مميزه جدًا وتستحقي كل شيء ولا تهتمي بالأساليب التي تستخدميها للفوز. أنتٍ مريض وتريدي أن تقضي على حياة شخص قد أعطاكٍ فرصًا لم يتم تعويضها، لكن بالتاكيد ستستغلي ذلك بطريقه غير صحيحه .


امتعضت الأخري ملامحها لتمسك كتفها وهي تدمدم باستهجانٍ


= مدللة فاشلة لا تصلح لشئ، اعتقد انها بالاساس تفعل ذلك بقصد حتى تسير اهتمام رسلان


أغاظها هجومها الغير مبرر عليها، بالإضافة إلى تعامل السيدة سيرين معها بخشونة غير مقبولة، فأزاحت يدها بعيد عنها هاتفة باحتجاج


= الفاشلين ليس سواء امثالك، ولا أسمح لأحد أن يتحدث معي بهذه الطريقة مهما كان! لست مطالبًا بتبرير موقفي لأي شخص، ما يدور في ذهني، سواء كان جيدًا أو سيئًا، لأنني ببساطة لا أهتم بأي شخص وكيف يفكر فيه.


سارت مهرة وعقلها مشتت، أحقا ما سمعت صحيح! تغيرت ملامحها بألم وهي تفكر بحديثهما هل بالفعل كان رسلان يقترب منها بنيه التلاعب؟ و كان يفعل كل ذلك حتى يخدعها، هي وثقت به وبدأت تتعامل معه وكأنه فرد من أفراد عائلتها وأصبح قريب منها بالفعل!. وإذا فكرت بحديث تلك سيلين بأنها تكذب وتخدعها؟ فمن أين كانت تعرف تلك المعلومات وذلك اليوم الذي قضوا مع بعضهم البعض.. فهي تحدثت مع السيد سراج من قبل وحذراته ان لا يخبر والدتها حتى لا تنزعج.... وهو وافقها على الفور! وذلك يعني ان الحديث ذلك لم يخرج خارج اطاره .


بهت لونها وجن قلبها الذى اخذ يدق بعنف قبل أن تتباطئ دقاته لتقترب من الرحيل لكنها وجدت رسلان أمامها يبتسم بهدوء وكانه لم يفعل شيء؟ شعرت بعينها تلمع بالدموع وهو يحاول ان يتحدث معها لكن لم تجب بحرف بل سارت لتتخطاه دون أن تنظر إليه حتى،فلو ظلت أمامه دقيقة أخرى لفقدت وعيها.. أو تثور عليه وهنا سيتضح ضعفها.. سارت بلا هدى ..فقط تبتعد عنه.


اقترب رسلان منهما وهو يقول بقلق


= ما بها ؟ تبدو شاحبة للغاية .


رمقته صديقته بنظرات حادة ، وصاحت متذمرة


= رسلان انت تبالغ باهتمامك بهذه الفتاه هي مدلله جدا واشعر انها تفعل بعض تلك الامور حتى تسير تعاطفك معها . 


رمقها بنظرات مزدرية قبل أن يتحدث بجدية


= هي ليست مدلله سيلين، او ربما لكن لست أكثر مما ينبغى... لكن حقا يليق بها الدلال !! لكنها حتما ليست فاشلة، الفاشل هو الإنسان الذى يرضى بوضعه السيء دون الإصلاح هذه قناعتي الشخصية .


قطبت سيرين جبينها باستغراب من دافعه، وتعقدت تعبيراتها نوعًا ما قائلة بحذر


= ما الذي بينك وبين هذه الفتاه رسلان احترس منها ولا تتقرب منها كثيراً، نحن لا نعرف نيتها حتى الان ولا من اين جاءت وماذا كانت تفعل من قبل .


نظر لهم الاثنين رسلان بانزعاج، فهو يعلم أن قدوم سيرين دومًا يحمل المصائب لانها كانت تريد ان يظل معها ويترك والده! لانها لم تحب السيد سراج بيوم ودائما كان بينهما خلافات، لذا رد باقتضاب غامض


= العمة سيرين، حبا في الله لا تبدي، أولا ليس بيني وبين مهرة شيء. نحن أصدقاء فقط... ثانياً لا أسمح لأحد أن يتكلم عنها بهذه الطريقة السيئة، وهذا الحديث موجه لكِ أيضاً يا سيلين.


زاد غضب الاثنين والشكوك اكثر، وتجاهل أمرهم منصرفًا من أمامهما و اسرع في خطواته تاركًا المكان ليبحث عن مهرة .


❈-❈-❈


انتظر بدر تحت أسفل بنايه فريدة القديمة وهي اكملت صعود الى الاعلى نحو منزل أسرتها تاركه زوجها بالاسفل، حيث رفض الصعود معها ليترك مساحه كافيه لهم يتحدثون بأريحية أكثر دون التدخل فما لا يخصه، طرقت فريدة الباب وانتظرت دقيقه حتى فتحت إليها خيرية التي اتسعت عيناها بعدم تصديق وهي تقول بفرحه عارمة


= فريده حبيبتي أخيرا جيتي والله قلت لابوكي كده انتٍ مش هتنسينا .. مش هتقسي على اهلك .


استقبلتها والدتها وأختها بالابتسامات والعبرات الفرحة، وأسرعت أمها تحضنها باشتياق كبير و بدموع الفرح لكن فريده لم تضمها هي الاخرى وظلت جامده! وذلك الرد جعل ريهام تتراجع الى الخلف بإحباط كبير عندما تقدمت خطوه تريد ضمها، ابتعدت خيرية عنها بحزن شديد ثم لاحظت ريهام نظراتها الحائرة وهي تبحث عن شيء ما حولها، لتقول بإبتسامة هادئة


= بابا جوه يا فريده تعبان اوي ادخلي شوفي 


نظرت فريدة حولها بنظرات مليئة بالألم و الإحباط فبدأت انفاسها تضيق نوعاً ما وهي تطلع حولها وبدأت تتذكر كل شيء حدث معها بذلك المنزل! كل أيامها التعيسه عاشتها هنا و الحزينة أيضا لقد عانت الويل هنا، تابعت سيرها البطيئة كاتمة كم المشاعر الغاضبة المشحونة بداخلها بصعوبة بالغة، ما أزعجها وجعل همومها تطبق على صدرها تسلل الذكريات إلى حياتها من جديد لتصبح جزءًا من يومها رغمًا عنها، لا تستطيع الإنكار! تحركت فريدة بخطوات مهزوزه الى غرفه والدها الراقد فوق الفراش بلا حول ولا قوه .! 


للحظة تساءلت هل ذلك نفسه الشخص الذي طردها من ذلك المنزل غاضب منها، فحتي العطف نحوه لم يتسلل لقلبها أبدا.. وهنا أدركت أنها وصلت إلى مرحلة صعبه جداً .

انتبهت لصوته فأفاقت من سرحانها المؤقت و عابد يقول بصوت شبه متحشرج


= واقفة كدة ليه يا فريده ؟ مش هتيجي تحضني ابوكي وتشوفيه في اخر أيامه قبل ما يودع فراش الموت ! وحشتك مش كده ؟ 


اقتربت منه فريدة أكثر لتتفرس في ملامح وجهه الذابل، أخرجت من صدرها تنهيدة تحمل الكثير من الأثقال التي تكتم على روحها، ذهلت حينما رأت العبرات تخونها وتنساب برقة على وجنتيها دون اراده، وضعت يدها على صدغها تتحسسه بألم لا تفهم اهي دموع اشتياق أم حزن! اخذت فريدة تطلع بقلق الى وجهه الذى كان يكسوه الحزن والالم هامسة بصوت مرتجف


= وحشتني فعلا.. وحشتني اوي من لحظه حصل اللي حصل و ضعت بعدها، وحشتني لما اتعرضت للاغتصاب على ايد حيوان ما يستاهلش الرحمه عشان ما رحمنيش.. و وحشتيني لما جوزتني بايدك لنفس الشخص اللي ذبحني بدم بارد! وحشتني لما جاتلك عشان اتحمى فيك منه وأنا خايفه اوي و بجري لحضنك علشان تحسسني بالأمان.. بس انت استقبلتني بقسوة شديدة اوي وما صعبتش عليك 


وجدت نفسها فجاه رغم عنها تعاتب إياه! لا تعرف أهذا صحيح أم لأ لكنها شعرت بذلك وفعلت، وهو رد بصوت شبه مختنق


= بس انا الايام دي كنت قاعد ليل نهار في البيت جانبك حتى لما كنتي بتباتي عند عمك كنت قريب منك ؟ يبقي وحشتك ازاي


ترقرقت العبرات في مقلتيها، فأزاحتهم سريعًا بأناملها مرددة بانكسار


= بس مش هو دة أبويا اللي انا اعرفه.. مش نفس الشخص اللي قدامي هو اللي كان بيوحشني !