رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 4 - 1 - الخميس 30/11/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الرابع
1
تم النشر بتاريخ الخميس
❈-❈-❈
في غرفة المكتب
دلفت آسيا الغرفة بوجه حانق لتجد كامل جالسًا على مكتبه بشرود، تقدمت منه لتقول باحتدام
_ هتفضل ساكت إكدة لحد النچايمة ما ياخدوا خبر ويفضحونا في النجع كله
زفر كامل بضيق من تدخلها في الأمر وكيف لا وقد جاءتها فرصتها للخلاص منها فتحدث بثبوت
_ متخافيش محدش منيهم هيعرف حاچة عن الموضوع
ازداد حنقها وتقدمت منه أكثر كي تبث سمومها بعقله
_ ولما ياچوا الليلة هتقولهم ايه؟
عاد بظهره للوراء قائلًا بحزم
_ ملكيش صالح بالموضوع ده اني خابر هعمل ايه
نظرت إليه باستهزاء والحقد يشتعل بداخلها بغضًا لتلك الفتاة
_ طيب قولى هتعمل ايه يمكن اقدر اساعدك.
ابتسم بسخرية لينهض من مقعده ليواجهها متهكماً
_ تساعديني في ايه؟ نخلصوا منيها مثلاً؟
تقابلت النظرات التي لم تعد تستطيع إخفاء مدى بغضهم لبعضهم البعض لتغمغم هي من بين اسنانها
_ لو كان ينفع كنت عمالتها من زمان، بس تهديدك ليا منعني بس أقسمت من وقتها إن نهايتها هتكون على يدي.
وأخيراً چاتني الفرصة لما ازوچها للنچايمي وينتقمولي منيها
ضيق كامل عينيه بشك وسألها باحتدام
_ وايه الثقة اللي بتتحدتي بيها دي، وكأنك خابره هما هيعملوا أيه بالظبط
تراجعت كي لا بشك بأمرها وقالت بثبوت
_ تفتكر خليل هيعاقبنا بكسرت ابنه إزاي غير أنه يكسرك انت كمان ببنتك
دارت الكلمات بعقل كامل لكن ماذا بوسعه سوى ذلك الحل
فتلك العائلة معروفة في نجع التل بأكمله لا ترحم ولن يشفعوا لابنته مهما فعلت، فهو حقًا يزجها في الجحيم بيديه وعلمت هي بذلك فدنت منه لتقول بتشفي
_ مش قلتلك هنتقملك من اللي خطفتك مني حتى لو بعد حين؟
تقابلت النظرات على نفس النهج، عيون تتوعد بالانتقام وأخرى تتوعد بالرد عليه.
انهت كلمتها وهي توليه ظهرها وتخرج من المكتب وابتسامة شامته على شفتيها
تعلم جيدًا بأنها لن تستطيع الفرار فليس لها مأوى يحميها
ستعود وستكمل هي انتقامها منها بأي حال..
❈-❈-❈
اندهشت ليلى من سؤاله وتحدثت بمصابرة
_ رايحة المستشفى ايه الغريب فيها؟!
نهض بدوره ليقف أمامها قائلاً برفض
_ لأ مش هتروحي، الشهور الاولى دي على الأقل
قطبت ليلى جبينها بدهشة وسألته بعدم استيعاب
_ انت عايز تخليني اسيب شغلي و تقعدني في البيت؟
نفى قائلًا
_ انا مقولتش كدة، كل الحكاية اني عايزك ترتاحي الفترة دي لحد ما نطمن على الحمل وبعدها تكملي عادي.
لا لن تستطيع موافقته تلك المرة، سترفض مهما كلفها الأمر
_ انت بتقول ايه ياأمجد، مينفعش طبعًا اللي انت بتقوله ده.
عقد حاجبيه متسائلًا بحدة
_ ايه اللي مينفعش فيه؟! انا مش بطلب منك تسيبي شغلك كل اللي بطلبه تاخدي اجازة الشهور الاولى دي مش اكتر
لم تعد تتحمل الجدال معه وخاصةً علمها بأنه لن يتنازل مهما حدث، فإذا عاندت فهو اشد منها عناد فقالت بلين وهي تدن منه لتقول بمصابرة
_ أمجد انت عارف كويس إني مستحيل أعمل حاجة تضر ابننا وانا هاخد بالي من نفسي كويس ولو حسيت بأي تعب انا بنفسي اللي هقدم على طلب الاجازة
تبسمت في وجهه رغم غيظها منه ووضعت يديها حول عنقه لتقول بهدوء
_ ها خلاص ولا لسة مُصر على عنادك؟
زفر بضيق ولم يجيب عليها هي اصبحت لا تهتم بشئ سوى عملها واصبح هو شيئًا مهمشًا
كانت عيناها ترجوه مما اكد له بأنه لم يعد يعني لها شئ
نزع ذراعيها من حول عنقه وتحدث باحتدام وهو يدلف المرحاض صافقًا الباب خلفه بعنف
_ اعملي اللي يعجبك، انا خلاص عرفت مكانتي
❈-❈-❈
انتهت سمر من مراجعة الأوراق المتعلقة بالشركة لتشعر بالتعب والخمول
فقد ارهقت نفسها بالعمل تلك الفترة كي تساعده في عودتها كما كانت
تشعر احيانًا بأنها اخطأت في العودة إليه لكن ماذا تفعل وقد حجز البنك على منزل والدها
فلاش باك
جلست في بهو المنزل وهي تمسك وثيقة الإخلاء بين يديها، تلعن ذلك الحظ الذي اوقعها معه
ماذا ستفعل الآن وهي بلا مأوى
وبلا مال، حتى اولادها كلٍ منهم في واديه
الآن فقط شعرت بفضاحة فعلتها وقسوتها عليهم
لكنهم لم يشعروا بوحدتها تلك بوجود ابن مثل جمال معهم، لكن هي تلقت تلك الصدمة وهي قابعة في ذلك المنزل وحيدة بلا سند
انتبهت على صوت الباب، فبتسمت بسخرية فلابد أن يكون المحضر الذي سيشرف على إخلاء المنزل
ولكن صدمتها كانت أشد وهي ترى منصور يقف أمامها بكل هدوء وكأن ما تمر به لا ينتمي إليه بصلة
أما هو فرغم جموده إلا إنه مازال يحمل لها بعض المشاعر بداخله، لكنه لن يشفع لها فعلتها على أي حال
فتحدث بجمود
_ ازيك ياسمر
ابتسمت سمر بتهكم وهي تدلف للداخل
_ ايه جاي تشمت فيا؟ بس مظنش الحال من بعضه
دلف خلفها مغلقًا الباب وراءه وتقدم منها ليجلسوا على المقعد وسألته بجمود
_ خير؟
شعر بالضيق من تهكمها لكن عليه الصبر كي يصل لمراده فقال بهدوء
_ أنا محتاجك معايا
قطبت جبينها بدهشة وسألته بعدم فهم
_ معاك؟ معاك فين؟
شرح لها بالمختصر ما دار بينه وبين أخيه
مما جعلها تندهش من مدى أصالة ذلك الرجل
فسألته
_ وايه المطلوب مني؟
_ اننا نرجع لبعض والشركة دي نوقفها على رجليها من تاني وتبقى اقوى من الأول، لازم جمال يعرف ان الفلوس اللي دفعها دي مجرد دين والشركة دي بتاعتي انا وبس
انا اللي وقفتها على رجلها وانا اللي تعبت فيها
المبلغ اللي دفعه انا بمجهودي هرجعه له واسترد شركتي من تاني.
ابتسمت بسخرية، حقًا لن يتغير مازال كما هو ناكر المعروف
كيف اثق بك وانت لا تؤتمن
_ قلتي ايه ؟
كان سؤاله بسيط وكأنه موقن من الإجابة، وكيف ترفض وهي ليس أمامها حل أخر
_ تفتكر إن قدامى حل تانى؟ انت محتاج خبرتي وانا محتاجك مأوى فغصب عني لازم أوافق
بس عايزة اقولك كلمتين مهمين
الغدر ديمًا نهايته صعبة، وانت بنفسك جربته
جمال عمل بأصله معاك للنهاية ياريت انت كمان تبطل غدر
نهض منصور من مقعده والغضب يحتل ملامحه القاسية وقال بانفعال
_ ده حقي اللي ابويا منعني منه، حقي في الأرض اللي زادت وبقيت اضعاف مضاعفة
اقل ما فيها إن الفلوس اللي ادفعت دي تكون من نصيبي أنا، وأنا مكتفي بيها رغم إنها اقل بكتير من حقي
_ انت بتكرر الغلط من تاني، والمرة دي انا مستحيل اشارك فيه
نفي اتهامها
_ ده مش غلط، الغلط انهم يتمتعوا بالخير ده كله وانا امر بالظروف دي
_ وهما مروا بيها قبلك وانت كنت عايش حياتك عادي ولا همك، ليه مستكتر عليهم اللي الخير اللي عايشين فيه
اشاح بوجهه بعيدًا عنها فتتابع
_صدقني يامنصور انت لو خسرت المرة دي مش هتلاقي حيط تتسند عليها وأولهم ولادك
لم يفهم ولن يفهم ولا يريد، كل ما يشغل فكره الآن هو النجاح والوصول كي يثبت لهم أنه الأقوى، فغمغم بتعند
_ ميخصكيش، انا عايز اعرف دلوقت هتقفي معايا ولا لأ
وكيف ترفض وهي بأشد الحاجة إليه الآن
وافقت على مضد، فليس بيدها شئ سوى الرضوخ له
_ معاك إني اوقف الشركة على رجلها من تاني غير كدة لأ.