-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 23 - 1 - الخميس 9/11/2023

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الثالث والعشرون

الجزء الأول

تم النشر يوم الخميس

9/11/2023


(فرحة لم تكتمل)



فور ما استمع إلى حديثها تنحنح بخشونة ثم إزدردا ريقه بصعوبة بعد أن جف حلقه وهتف بتلعثم: فرحة أنتي عارفة أنا بحبك قد إيه بس كمان أنتي عارفة أني مش هقدر اتجوز دلوقتي خصوصا ان أختي هتتجوز والتانية لسه في ثانوية عامة يعني مسئولياتي لسه فاضل لها كتير اوي على ما تخلص ومن واجبي أني أجهزهم واجوزهم الأول وبعدين أفكر في نفسي.


اجتاحتها موجة من الحزن وخيبة الأمل فللمرة الثانية يتخلى عنها بسهولة تعلم أنه محق وإنه ليس لديه المال كي يتزوجها لكن كم يحزنها أنه لم يحاول فعل شيء من أجلها.

يا الله! لماذا هو أناني لهذه الدرجة دائما يضعها في آخر حساباته.

دمعت عينيها لكنها سرعان ما أزالتها بأصابعها المرتعشة وغمغمت بإصرار: تمام يا حسام من النهاردة امسح رقمي من عندك ويا ريت ما تتصلش عليا تاني أيا كان السبب وأنا آسفة أني كنت هغلط وحسيب خطيبي الراجل المحترم اللي تقبلني بقرفي وقلة زوقي وعجرفتي معاه عشان واحد ما يستاهلش زيك.


لم تنتظر سماع أي كلمة منه وأغلقت الهاتف في وجهه ثم ألقته بعيدا ودفنت رأسها في وسادتها وهي تنتحب بقوة على حبها لرجل لا يستحقها ولم يأت من ورائه سوى المتاعب.


❈-❈-❈


صدمة شلت جميع حواسها مما استمعت إليه للتو وهي تتساءل بداخلها

هل ما استمعت إليه صحيح أم مجرد تخيلات أهو طلب منها الزواج أم حاجتها له هي من دفعتها لتخيل ذلك.


وأثناء حديثها مع نفسها اتسعت حدقتاها في دهشة عندما استمعت إلى صوته على الطرف الآخر: أروى هانم أنتي سمعاني؟


تنحنحت كي تجلي حنجرتها واومأت له وكأنه يراها ثم هتفت بنعومة: أيوة أيوة سمعاك بس يعني مش غريبة أنك تطلب مني طلب زي ده بالسرعة دي.


  زفر بقوة ثم أجابها بثقة مماثلة: والله يا أروى اللي أعرفه إن أنا وأنتي ناضجين كفاية يعني مش عيال مراهقة والمفروض اننا نبقى عارفين عايزين إيه كويس أوي وواثقين في قراراتنا كمان وأوعي تفتكري إني مش واخد بالي من اهتمامك بيا أنا ملاحظ كويس أوي زي ما قلت لك ما أنا مش صغير برضو.


اغتاظت من غروره ذاك لكنها اعترفت في قرارة نفسها بأنه ليس بساذج أو غبي بل رجل بما تحمل الكلمة من معنى لطالما أعجبها منذ الوهلة الأولى التي رأته فيها برفقة صديقتها


وعلى ذكر صديقتها ابتسمت باتساع أنها ستأخذه منها وبكل سهولة والأهم من ذلك أنه بمحض إرادته.


أجفلت على صوته الحانق: هنفضل في صمت كده كتير؟


أجابته بدلال: وإيه المشكلة يعني لما تستناني أنا أروى صفوان برضو.


حاولت أن ترد عليه بكلمات مماثلة كي يعرف بأن لا يستخف بها أبدا هي الأخرى

فابتسم على طريقتها ثم أردف: طيب قلتي إيه برضو؟


أجابت وهي تتثاءب: هرد عليك بكرة لما تعزمني على الفطار في المكتب.

❈-❈-❈


استيقظت من نومها وهي تشعر بألم شديد يضرب جـ سدها فهي قضت ليلتها تفترش الأرضية الصلبة ونامت وهي تبكي بقوة.

تحاملت على نفسها واستقامت وهي على يقين بأن كل ما فعلته وخططت له مع والدته لن يجني ثماره فأدهم عاشق حتى النخاع لزوجة أخيه الراحل وعليها أن تتقبل ذلك كي لا يتركها نهائيا

هي راضية بما يمنحه لها من مشاعر واهتمام فليس من المعقول أن تبتعد عنه بعدما فعلت المستحيل للحصول عليه

لكنها سرعان ما نهرت ذاتها على تلك الأفكار المتخاذلة التي وصلت إلى عقلها فمنذ متى وهي بهذا الضعف لطالما كانت قوية مثابرة فتاة أحلام جميع الرجال والتي بدورها لم تعرهم أي اهتمام

فقط تعلقت بمن لا يستحقها وهو الشخص الخطأ

وكأن قلوبنا تتمرد علينا بمحض إرادتنا

انسابت عبراتها قهرا فهي تتخيل أدهم برفقة فريدة الآن وعن مدى السعادة التي يشعران بها سويا.

أطلقت صرخة عالية تنم على غضبها وحزنها ثم اتجهت إلى المرحاض عازمة على أخذ حمام دافئ يريح أعصابها وجسـ دها وكذلك روحها المنكسرة.



الصفحة التالية