-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 23 - 2 الخميس 9/11/2023

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الثالث والعشرون

الجزء الثاني

تم النشر يوم الخميس

9/11/2023

العودة للصفحة السابقة


قفزت مفزوعة من فـ راشها عندما استمعت إلى صوت صرخات عالية تأتي بالقرب من أذنها لكنها سرعان ما تنهدت بارتياح عندما أبصرت عشق تقف بعيدا عن الفـ راش وهي تضحك على منظرها بقوة

مما جعلها تزفر بحنق ثم دنت منها وأمسكتها من ملابسها كالمجـ رمين هاتفا بمرح: بقى كده  حتة عيلة زيك تعلم على شمس طيب وديني ما أنا سيباكي يا عشق.


ضحكت عشق بقوة ثم راحت تحرر نفسها من يدي شمس الحانقة وهي تصفق بحماس: أثلك كنتي نامية وبتسخري عسان كده صحيتك بدري وقلت كفاية دوسة لحد كده.


اغتاظت شمس من حديثها عنها فوضعت كلتا يديها في خصـ رها مغمغمة بعبوس طفولي: على فكرة بقى أنا ما بشخرش وأنتي مفترية يا عشق.


أخرجت عشق لسانها وهتفت بإصرار: لا بتسخري والله بتسخري وأنا هقول لبابي أنك بتسخري.


ابتسمت شمس ببلاه ثم حاولت تدارك الموقف كي لا تفضحها تلك الصغيرة عند والدها ودنت منها ثم انحنت على عقبيها أمامها وراحت تهتف برجاء: أوعي تقولي لبابي حاجة يا عشق عيب وأنا هعمل لك اللي أنتؤ عيزاه.


تطلعت إليها تلك الصغير بتفحص ثم سألتها باهتمام: بجد هتعملي لي اللي أنا عيزاه؟


أومأت لها شمس بالموافقة

فتابعت الطفلة: خلي بابي يودينا الملاهي وكمان يخليني أشوف مامي.


زفرت شمس بقلة حيلة ثم قرصت وجنتها بلطف مغمغمة باستسلام: حاضر يودينا الملاهي ويخليكي تشوف مامي بس توعديني أنك مش هتقولي له إن أنا بشخر ماشي؟


أومأت لها تلك الصغيرة.

فرمقتها شمس بشك وهي تدعو الله أن لا تفـ ضح أمرها تلك المشاكسة عند والدها.


❈-❈-❈


في الفندق

فتحت عينيها بتكاسل شديد ثم نظرت إلى جوارها فابتسمت بحنان عندما أبصرت أدهم يغط في سبات عميق

تأملت وجهه الجميل وراحة تتلمس ملامحه برقة وابتسامة عزبة تزين شـ فتيها فلقد كان معها حنونا إلى أقصى الحدود مراعيا وكأنها تتزوج لأول مرة

كما أنها لأول مرة تشعر بأنها امرأة لم يبخل عليها أدهم في إغداقها بمشاعره التي جعلتها تشعر وكأنها الأنثى الوحيدة على وجه الأرض

تنهدت بحرارة عندما تذكرت ليلتها الأولى معه بكل تفاصيلها لقد شعرت وهي بين يديه بشعور لم تجربه من قبل شعور بالأمان والراحة

والغريب في ذلك بأنها كانت تطالبه بالمزيد وكأنها تريده أكثر مما يريدها هو مما جعله يبثها عشقه وهيامه بها طوال الليل حتى أنهما لم يناما سوى عند بزوغ الفجر.

سحبت يدها برفق كي لا تزعجه ثم استقامت جالسة عازمة على أخذ حماما دافئ وبعدها ستوقظه كي يتناولان الفطور سويا فهي تتضور جوعا

لكن قبل أن تتحرك من مكانها شعرت بيد أدهم تجذبها إليه وهو يهمس بصوت أجش من أثر النوم: على فين يا ديدة بدري كده أمال لو مش نايمين الصبح.


ابتسمت بخجل وأجابته بدلال: عايزة آخد دوش أنا جعانة جدا.


نظر إليها برغـ بة شديدة جعلتها ترتبك وتحاول الفكاك من أثره

إلا أنه لم يسمح وهتف وهو يعتـ ليها: أنا كمان جعان أوي خليني آكل أنا الأول وبعدين يحلها ربنا.


غمغمت باعتراض إلا أنه ابتلع اعتراضها بداخله في قبـ لة محمومة ممتلئة بالشغف والعشق جعلها تذوب معه في عالمهما الذي لا يعرفه سواهما.


❈-❈-❈


وصلت إلى الشركة في وقت مبكر قاصدة مكتبه فلقد توصلت بعد سراعها مع عقلها وقلبها بأن تعطي فرصة وتحاول إصلاح ما أفسدته معه.

ولكن قبل أن تضع يدها على مقبض الباب تجمدت في مكانها عندما استمعت إلى صوت قهقهات أروى وكذلك يوسف شعرت بالدم يغلي في أوردتها وراحت أفكار سوداوية تدور في عقلها.

فكرت بأن تقتحم الغرفة وتحـ طم رأسهما معا ومن ثم تخدش وجوههما بأظافرها وتسـ بهما بأفظع الألفاظ

وفي خضم تلك الأفكار قررت أن تلملم ما بقي من كرامتها والعودة إلى مكتبها كي لا يراها أحد.

لكن سرعان ما فغرة فاهها بعدم تصديق عندما استمعت إلى صوت يوسف يقول: اديني أهو فطرت يا ستي زي ما طلبتي ممكن اسمع ردك بقى؟


اصطنعت عدم الفهم وسألته بهدوء: ردي على إيه بالظبط ممكن توضح لي؟


ابتسم بمكر فهو يعرفها جيدا فغمغم بجدية: لا أنتي عارفة كويس أنا قصدي على إيه بس عموما يعني لو حابة تسمعيها تاني أنا ما عنديش مشكلة أنا كنت طالب أيدك وأنتي قلتي لي هرد عليك بكرة فياريت...


قاطعته بسرعة: أنا موافقة يا يوسف.


وعلى الجانب الآخر شعرت بدلو بارد يقـ زف فوق رأسها مما جعل أسنانها تصتك في بعضها البعض ورجفة جسـ دها صارت واضحة للعيان ودموعها إنسابت كالشلال فوق وجنتيها.

فاستدارت ببطء متجهة إلى مكتبها وهي تجر أذيال الخيبة خلفها فما استمعت إليه منهما للتو كفيلا بأن يحـ رق روحها وقلبها.


❈-❈-❈


بفخر شديد وقفت تتطلع إليه وهو يرتدي حذائه عازما على الذهاب إلى أول يوم في الجامعة

فهتفت بتضرع: ربنا يوفقك يا محمد يا ابن بطني ويفتحها في وشك يا ولا قول آمين.


غمغم من خلفها: آمين يا ست الكل أنا عايزك تدعي لي كده عشان كلية الطب دي صعبة جدا هم ومذاكرة وبتاع ويا ريت تقولي للحاج يشخلل جيبه عشان المحاضرات والساندوتشات والموزز  قصدي يعني والجسس ما هو أكيد هعمل...


ابتلع باقي حديثه عندما شعر بصفعة قوية تهبط على مؤخرات رأسه

فمسد ببلاها مكان الصفعة وهو يقول: تسلم أيدك يا سيد المعلمين ألحق أطير أنا بقى قبل ما الحاج يعمل قفاية خريطة.


استعد للركض لكن صوته الحازم أوقفه فأخرج من جيب سرواله مائتين جنيه ومدها إليه هاتفا بجدية: نسيت الفلوس يا جبان.


التقطها محمد من يده مغمغم: من يد مت نعدمها يا عم الشباب.


قطب الحاج رشيدي حاجبيه هاتفا بعدم تصديق: والله أنا ما عارف أنت دكتور ولا صبي ميكانيكي يله يلا غور من وشي واوعى تفتكر إن أنت هتيجي من الكلية تريح لا يا حبيبي أنت هتيجي من الكلية تساعدني في الفرن ما هو أنا ما خلفتش وكبرت عشان اتمرمط لوحدي مفهوم؟


أومأ له محمد بالموافقة ثم دلف خارجا وسط نظرات والديه الفخورة به.

فهتفت الحاجة زينب بعتاب: براحة عليه يا حاج رشيدي ده الواد محمد غلبان.


أومأ لها بالموافقة وأجاب بحزم: أنا عارف أنه غليان بس لازم يعرف ان عيني هتبقى عليه دايما

والرغم أني مربيه كويس بس رايح مجتمع جديد عليه خالص عشان كده حبيت أنبهه.


أومأت له بتفهم مغمغمت بابتسامة: ربنا ما يحرمنا منك أبدا يا حاج ويخليك لينا ويجعل حسك في الدنيا ويومي قبل يومك قادر يا كريم.


قاطعها: إيه اللي أنت بتقولبه ده ربنا يديكي الصحة يا أم يوسف ده أنتي نوارة البيت اللي بتنور حياتنا احنا من غيرك ولا حاجة.


أشرق وجهها بابتسامة رائعة ثم دنت منه واحتـ ضنته وهي تحمد الله لأنه منحها ذلك الرجل المحب الذي لطالما شعرت في صحبته بالأمان والحنان والراحة التي يفتقدها بعض الناس في ذلك الوقت وهذه الأيام.


❈-❈-❈


اصطحبته إلى الحضانة التي قدمت له فيها حديثا ثم ودعته وانصرفت عائدة إلى منزلها وهي تشعر بألم عميق يجتاحها تاركة يونس يواجه حياة جديدة عليه خاصة بعد فقدان والدته الحبيبة.


جلس في المقعد بجوار فتاة صغيرة والتي سألته سؤالا لا يناسب عمرها الذي تجاوز الأربع سنوات: مالك زعلان كده ليه؟


رمقها بعدائية مبالغ فيها ولم يعقب

مما جعلها تغتاظ منه وكررت سؤالها لكن بصيغة أخرى: هو أنت في حد ضربك مامتك يعني أو باباك؟


راح للمرة الثانية يرمقها بغضب ولم يعقب

مما جعلها تغتاظ منه أكثر فهزته بكفها الصغير مما جعل يونس يشعر بالغضب فأمسك كفها بقوة ثم جزبها من خصلاتها مما جعل الطفلة تصرخ بقوة

فانتبهت إليهما المعلمة التي ركدت باتجاههما تخلص خصلات الصغيرة من يونس ثم صرخت في وجهه هاتفة بعدم تصديق: أنت يا ابني إيه قلة الأدب دي ازاي تمد أيدك على زميلتك مش عيب؟


هز رأسه نفيا ببرود شديد ثم غمغم بهدوء وكأنه لم يفعل شيء: لا مش عيب هي اللي قليلة الأدب وهي اللي مدت الأول.


قطبت المعلمة حاجبيها بدهشة من حديث ذلك الصبي الذي لم يتجاوز عمره الخمس أعوام فحاولت احتواء الموقف ودنت منه تمسد فوق خصلاته الفحمية الحريرية بهدوء لكنها سرعان ما أطلقت شهقة عالية عندها دفعها يونس وهو يصرخ في وجهها: أنا عايز أروح مش عايز اقعد هنا.


حاولت تهدئته إلا أنها لم تفلح فغمغمت باستسلام وهي تندفع للخارج: حاضر هكلم خالتك تيجي تاخدك.


❈-❈-❈


عند منتصف النهار ولج القصر وهو يحتـ ضن كفها بين راحة يده وابتسامة عذبة تشق وجهه الجميل وكذلك هي مما جعله يشعر بالانتشاء والراحة التي لم يشعر بها من قبل.


دنا منها وهمس في أذنها بكلمات جعلت وجنتيها تشتعل من شدة الإحراج فوكزته بمرفقها في بطنه هامسة بعدم تصديق: أنت قليل الأدب يا أدهم معقول عمري ما كنت أتصور أنك كده.


همس في أذنها مرة آخرى مما جعل جسـ دها يرتعش جراء تلك الحركة: أمال أنتي كنتي مفكراني إيه ده أنا قليل الأدب خالص خالص.


اتسعت ابتسامتها على حديثه الموحي ذاك فحاولت الذهاب إلى غرفة ابنتها كي تطمئن عليها إلا أن أدهم لم يسمح لها بالتحرك خطوة واحدة وأدارها لتصبح قبالته مباشرة ودنا منها ملتقطا شفـ تيها بخاصته

أما عن فريدة فحاولت الفكاك من قبضته والاعتراض إلا أنه لم يسمح لها مما جعلها تتنهد باستسلام وتبادله قبـ لته المجنونة

لكن سرعان ما ابتعدا عن بعضهما عندما جاء صوت مرام الحانق: أنتم بتعملوا إيه؟


تشبثت فريدة بذراع أدهم بينما أدهم هتف بتلعثم: بنعمل إيه يعني اللي أنتي شفتيه.


تطاير الشرر من مقلتيه عندما أبصرت وضعهما فألقت بكلماتها كالقنبلة الموقوتة في وجهيهما: كويس إن أنت جيت أصل أنا كنت هكلمك عشان عايزة أقول لك على حاجة مهمة أوي.


رمقها أدهم باستفهام.

فتابعت وهي تنظر إلى عينين فريدة مباشرة: أنا حامل يا أدهم

..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة