رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 33 - 1 - الخميس 30/11/2023
قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب لا ترحم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الثالث والثلاثون
1
تتم النشر يوم الخميس
30/11/2023
نهضت جميلة سريعًا عن الفراش؛ دفعت باب المرحاض بسرعة قبل أن تحتل الأرضة مخرج كل ما بمعدتها
ثلاثه أشهر كانت المده التي قضتها تحاول أعادة بناء ذاتها؛ لكن الأمر يؤل دائمًا بالفشل.
لم تسطتيع أصلاح ما أفسده معتصم؛ وكان حملها يزيد من الحمل عليها.
هناك أشخاص يحاولوا مرارًا وتكرارًا بدون حدوث حمل؛ وهي منذ أول مره خرجت بطفل في رحمها.
تنهدت وتبعد التذمر عنها وهي تنهض للاستحمام والتجهز.
طرقات خفيفه علي الباب كانت تصدر من فتحيه قبل أن يصلها صوتها الهادئ
_ يلا يا جميله متطوليش عشان الشغل يا حبيبتي
_حاضر يا ماما
هتفت بهدوء قبل أن تسرع لتنهي أستعدادها؛ كانت تعمل بمقهى محلي بعيد عن مسكنهم قليلًا؛ نادله ومحاسبة؛ كان المقهى يفتقر لاشياء كثيرة وحينما وافقت دون قبلوا بها ...كانوا بحاجه لبعضهم.
خرجت من المرحاض وقد أنهت تجهيزها تمامًا؛ جلست جوار فتحية لتناول الافطار؛ بداءت فتحية الحديث
_عزت ونوران هيجوا انهاردة
_وانا لسه برضو شايفه ان عزت ميجيش هنا؛ افرضي راح قالهم على مكنا؟
أخبرتها بصراحة عن سبب رفضها؛ لا يمكنها الوثوق بعزت بتلك السهوله؟
تنهدت فتحية بملل
_انا واثقة فيه يا جميلة خلاص، أنتِ قررتي هنعمل أيه؛ أكيد مش مفكرة أننا هنهرب بابنك ونخفيه عن أبوه؟
نظرت للطعام بشرود وهي تحرك يدها علي بروز بطنها؛ هي بأواخر شهرها الثالث حيث أقترب الوقت لتعرف نوع الجنين.
بالفعل فكرت بالهرب رفقه الطفل لكن شئ بقلبها رفض؛ ربما خوفها أن يكبر الجنين دون والد؛ ان يصبح دون سند يقوي قلبه وظهره؛ وربما خوفها من حرمانيه الأمر؛ حتى الان تتحجج بالكثير من الاشياء؛ رغم علمها أن كتم حملها هو ذنب ستحمله علي كتفها...
هزتها فتحية لتستفيق من شرودها؛ امسكت كفها برقة وهي تهمس بحب
_ربنا هيسترها يا جميلة وكل حاجه هتبقى كويسه؛ متفكريش كتير يا حبيبتي
تنهدت بهدوء قبل أن تنهض للذهاب لعملها.
❈-❈-❈
تململت انسام بالفراش وهي تشعر بشئ ناعم يدغدغ وجهها؛ بنعاس رفعت كفها تحك وجهها حيث كان يتحرك.
لم يمر ثوان حتى أستبدلت الدغدغات بقبلات رطبه صغيرة وهمس رجولي رقيق
_ انسام.. نسومتي؛ يلا يا حبيبتي صباح الخير
رمشت تدلك عينها وتفتحهم بخفه لتبصر غريب الجاسم بنصفه العلوي عليها؛ ابتسمت بنعاس
_ صباح الخير هي الساعة بقت كام!
_ الساعه داخله علي ١٢ الضهر
جلست سريعًا وهي تلتفت حولها بتوتر
_ يانهار ابيض يا غريب وانتَ سايبني كل دا من غير ما تفوقني حتى؟
ابتسم غريب ولم يعلق علي كلماتها؛ انخفض بجزعه ناحية بطنها يقبلها برقة وهو يهمس بحب
_ حبيب بابا عامل ايه انهاردة! اصحي بقا عشان نلحق ناكل الا بابا مات من الجوع
ابتسمت انسام برقه ورفعت كفها تعبث بخصلاته وشعور الدفئ يملئ صدرها بدغدغه رقيقة.
اصبحت تحمل طفلها بالشهر الثاني له.. تغير غريب كثيرًا؛ أصبح يغدقها دلال ومحبه كبيره من قبل حملها؛ وبطريقه غريبه مثلة بدد كل مشاعرها السيئه ناحيته وعوضها بأطمئنان ومحبه.
أبتسم غريب يقترب يقبلها بنهم
_ بقولك ايه بلاش نفطر انهاردة
ضحكت بقوة تدفعه من كتفه بعيدًا عنها
_ لاء ويلا بقا عشان نلحق نجهز الغدى انا وماما
نهضت تسبقة لتبديل ثيابها بينما جلس يراقبها بابتسامه؛ تزداد وسعًا حينما يرى بروز بطنها الرقيق... حسنًا ليس برقيق فكما سمع انتفاخها أكبر بكثير من حمل في الشهر الثاني.
❈-❈-❈
هبط عزت ونوران من سياره الأجرة؛ التف عزت ينظر حوله مستغربًا المنطقه التي هبطا بها.
_ ممكن تفهميني احنا فين يا نوران؟
نظرت له نوران بابتسامه صغيره
_ لما نطلع هفهمك كل حاجه يا حبيبي؛ يلا بس عشان منتأخرش
جذبت يده متحركه لأحدى البنايات؛ بعد دقائق كانوا يطرقون علي الباب.
اتسعت عينه بصدمه وهو يرى فتحية تستقبلهم بأبتسامه واسعة
- نورتوا يا ولاد؛ وحشتوني اوي اوي
ضمتها نوران بحراره؛ لم تلتقي بهما منذ ثلاثه أشهر وكل ما بينهم كان مكالمات هاتفية؛ رحبت بعزت ثم قادتهما لغرفة المعيشة الصغيرة.
كان عزت ينظر لهما بأستغراب وصدمه؛ ابتسمت نوران برقة وهي تخبرة بجديه
_ دلوقتي بقا انا هفهمك كل حاجه.
❈-❈-❈
بالمكتب كان معتصم منكبًا فوق الاوراق؛ لحيته برزت بشكل بسيط عينه محلقة بسواد يدل علي سهره ونظراته أصابها البرود.
كان يطالع الاوراق مركزًا بحرف تلو الاخر؛ يحاول قدر أستطاعتة كبح أفكاره بعيدًا عنها وعن ذلك الماضي القريب.
أغلق الملف يسب ذاته؛ العمل بينما المكتب فارغ كانت فكرك سيئة؛ بدون الفوضي والأصوات المرتفعه وعبث غريب يجد ذاته عاجزًا عن صرف أفكارة بعيدًا.
ثلاثة أشهر.. دون دقيقة أقل أو أكثر؛ هكذا كان يعتقد أنها رحلت.
بذلك اليوم حينما تركها لدى والدتها؛ يمكنه حساب أنها رحلت مبكرًا... بمجرد دلوفها للمنزل قد تكون بكت أو لا؛ ستجمع الثياب سريعًا بينما تقص علي والدتها ما حدث؛ سوف تسبة بغضب وتتوعد بالانتقام منه؛ ستحمل الحقائق كرجل جسور لا ينهزم وتهبط من المنزل كلص سرق أغلي ما يمتلكونه؛ وهذه كانت الحقيقة.. هي سرقت قلبة وهربت ببراعة.
يكاد يجن من التفكير بدرجه الألم الذي شعرت به؛ كلمات رسالتها لم تختفي من أمام عينة؛ شعر بالألم من مجرد كلمات سوداء علي ورقه بيضاء؛ بينما في الوقع كانت كل كلمه تلخص دغدغه مؤلمه في صدرها؛ عباره عن شعور ينحر العنق وبمحاولات مستميته وصعبه حولته لكلمات كانت بالنظر ركيكه فارغه.. لكن له كانت مليئه بالألم والخيبات .
صفع سطح الطاوله وهو ينهض بغضب؛ يكره التفكير بالماضي بخيبته أمامها.
حمل أشيائه تاركًا المكتب فارغ.
❈-❈-❈
كانت الاجواء النهارية قد أنقضت؛ تحولت السماء لرمادي فاتح.. تدل علي اقتراب المساء.
جلست جميلة مع نوران وعزت؛ عينها كانت ترمقه من حين لأخر بتشكيك و وجودة أمامها الأن يثير الريبه والشك بداخلها.. وتضاعفت شكوكها من نظراته غير المصدقه التي لم تزال عن وجهه.
أبتسم عزت غامزًا بخفه لنوران
_ يلا احنا لازم نمشي
نظرت له فتحيه ثم لابنتها وهي تخبرهم بجديه
_ ليه دا لسه بدري.. دا يا دوبك المغرب أذن؟
ابتسمت نوران تقف مقلدة زوجها
_برضو يا ماما يا دوبك كدا نخلص كام مشوار ونروح؛ هنجيلكم تاني بأذن الله
_ الي تحبوه يا بنتي
ودعوا بعضهم بهدوء وعناقات دافئة ؛ بمجرد أنغلاق الباب كانت جميلة تخبر والدتها بجدية
_ عزت هيقولهم علي مكنا
تنهدت فتحيه بضيق
_ ميصحش كدا يا جميلة كل شويه شك في جوز اختك! دا الراجل لسه ماشي هيقول ايه بس!
تنهدت جميلة رافعه كتفيها بقله حيلة
_ بكرا تقولي جميلة معاها حق
لم تجبها فتحيه وباشرت بترتيب مجلسهم وساعدتها جميلة في صمت.
❈-❈-❈
طرقات خافته علي الباب اجتذبت غريب ليفتحها؛ ابتسم بخفه ونطق بسخريه مازحة
_ لا لسه بدري تعبتوا نفسكم ليه!
ضحكت نوران بهدوء واجابه عزت بسخريه
_ خوفت اجي بدري عن كدا تموتوا من حلاوتي
دفعه غريب محاولًا أغلاق الباب
_ خلاص كمل جميلك وامشي
ضحك عزت دافعًا الباب وهو يضم غريب بمزاح
_ وانا اقدر برضو دا انتَ بالذات نفسي اقتلك.
ضحك غريب وتركتهم نوران متحركة للداخل.
جلسوا بعد تحيات هادئة؛ كان يمكن للجميع ملاحظة إنهيار معتصم الذي يحاول كبحه.
كان الوقت يمر متوترًا وكان هناك حمل يزداد ثقلًا، منذ هرب جميلة والكارثه التي حلت عليهم.. من فضيحه نور وانهيار عبير؛ حرص محمد أن يتجمعوا بمنزله كل اسبوع في جلسه ودية.
تنهد محمد والتف ناحيه ومعتصم الذي يحرك قدمه بسرعة وانتظام
_ في ايه يا معتصم! مالك مش علي بعضك ليه؟
اجابه الاخر بتهكم وسخرية_ لا ابدًا مراتي هربانه بس
حل الصمت بترقب؛ تنفس محمد مسيطرًا علي مشاعرة
_ مراتك هربانه من تلت شهور مش...
قاطعه معتصم وهو ينهض بغضب
_ كويس انك فاكر دا
_ ولد أتكلم كويس مع ابوك!
تدخلت هناء بضيق والتف ناحيتها معتصم بحزن وغضب
_ انا بتكلم مع بابا كويس.. بس واضح انكم نسيتوا اني ابنكم؛ أني بتعزب ومراتي بعيده عني يا ماما.. كل طريق ليها مسدود ومش عارف ارجعها ازاي