-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 24 - 2 السبت 18/11/2023

  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري


الفصل الرابع والعشرون 

الجزء الثاني

تم النشر يوم السبت

18/11/2023

تحركوا جميعا بعد أن انتهى عامل المقبرة من إعادة كل شيئ لما كان عليه والتفت فارس يسأل عمر:

-كده هتحتاجوا حاجه تاني؟


نفى عمر وهو يربت على كتفه:

-روح ارتاح شويه يا فارس أنت شكلك تعبان أوي وأنا هفضل مع داوود في المعمل لحد النتيجه ما تظهر.


وافقه وتحرك بخطا بطئية صوب سيارته ولم يستطع حتى أن ينحنى ليفتح لنفسه الباب ففتحه له سائقه وفور أن جلس أرخى ربطة عنقه وفتح زر قميصه المحكم على عنقه وأمسك هاتفه متصلا بابن عمه ليتحدث معه بعد كل ما مر به بسبب تهوره فوجده يجيبه بصوت حزين:

-ايوه يا فارس.


علم من نبرته بالطبع وجود خطب فأخرج ضحكة سخرية وهو يسأله:

-مااالك؟ اشجيني وقولي هببت ايه تاني؟


لمعت عين مازن وهو يجيبه:

-قولت لچنى وبابا وماما على كل حاجه.


انتبه فارس وانزعج من تسرعه وتصرفه من رأسه:

-أنت يا بني ايه اللي جرالك؟ كنت عاقل وبتتصرف صح في الأزمات اللي زي دي...


قاطعه مازن وهو يصرخ به بعصبية:

- لا أنا ولا أنت ولا أي حد طبيعي مر بكل الأزمات دي قبل كده عشان تقولي كنت بتتصرف بعقل، أنا خلاص مبقاش فيا عقل ولو أنت لسه فيك فسبنالك أنت الحل.


حاول فارس أن يحتويه تلك المرة وهو يشعر بألمه ووجعه فسأله:

-طيب رد فعل چنى كان ايه؟


لم يهتم إن يعرف رأي مراد أو دينا لعلمه انهما لا يبحثان سوى عن سعادة ابنائهما فأجابه وهو يتحرك خارجا للحديقة الملحقة بمنزل والده ليشتم الهواء العليل وليختلي بنفسه قليلا:

-عيطت شويه وبعدها اتقبلت الموضوع لما قولت لها فرصة نعمل شهر عسل من جديد بعد كتب كتابنا.


هز فارس رأسه عدة مرات متتالية وتكلم آمرا:

-سيب شادي يا مازن، أنا هعرف اربيه صح ﻷن زي ما أنت قولت أنا كنت عامل فعلا حساب لزعل ياسمين بس خلاص هي نفسها شايفاه يستاهل الحرق، بس لازم تسيبه عشان أعرف أعلم عليه صح.


لم يرفض أمره ولكنه سأله:

-هو أنت لسه بره في الوقت المتأخر ده؟


أومأ وهو يوضح له:

-كان ورايا مشوار مهم، المهم دلوقتي خرج شادي عشانه أنا اتفقت مع الحاج سيد على كذا حاجه بس الصبر طيب.

❈-❈-❈

انتهى من قصه لها لما حدث ونظر بشاشة هاتفه بعد أن أرسل له عمر نتيجة تطابق عينة الحمض النووي لماهر الفهد وتأكد من نسبه فتحرك وجلس على الأريكة المجاورة لفراشه وجلست هي بجواره تستند على كتفه وسألته:

-لو لسه ناوي تسأل فريدة هانم أو تنتقم منها على تصرفاتها معاك فأعرف اني مش معاك في اللي في دماغك يا فارس.


اعتدلت بجسدها وركزت بصرها أمامه وهي توضح:

-كفايه علينا لحد كده، ابعدها عننا وبس، ابعدها عنك وعن ولادنا وبس من غير لا انتقام ولا حوارات تاني عشان أنا تعبت وعايزة اعيش حياتي معاك ومع ولادنا من غير مشاكل ابوس ايدك.


ربت على كتفها وابتسم يسألها وقد قرر تغيير مجرى الحديث:

-وريني ناويه تلبسي ايه في حفلة عيد ميلاد بنت عمر الباشا.


ابتسمت وتحركت صوب غرفة ملابسها وأخرجت فستان رقيق وغير متكلف فأومأ وهو يتفحصه بعناية وبسمته مرتسمة على وجهه وسحبه من راحتها ملقيا به على ذراع الأريكة ودلف هو لداخل غرفة ملابسها وأخرج غيره ذو أكمام ومحتشم بعض الشيئ وهو يؤكد:

-اتفقنا إن كل الهري اللي على الشماعات ده مش هيتلبس تاني مش كده؟


رفعت حاجبها وسألته:

-أرميهم يعني؟


اقترب منها واحتضنها وهو يؤكد:

-ﻷ طبعا، البسيهم في البيت وأنا هنزل معاكي تعلمي شوبنج واصرفي ميهمكيش وبلو بلاك وفريساتشي.


قلد صوت الممثل المصري محمد هنيدي وهو يتحدث فضحكت على استخدامه الدائم لمقاطع الأفلام ووافقته وسألت:

-هنجيب ايه هديه لبنت عمر وخديجة؟


زم شفتيه بحيرة فرمشت بعينيها وهي تتعلق بذراعه:

-طيب ايه رأيك لو ننزل سوا نعمل الشوبنج ونشتري بالمره الهدية؟


وافقها دون نقاش وتحرك لداخل المرحاض وهو ينهي حديثه:

-هصلي الجمعه على ما تجهزي وياريت تسيبي الولاد مع داده لحد ما نرجع.


دلف المرحاض وهو يتذمر:

-مكانش وقته خالص بوسي تاخد أجازه انهاردة.


لم تهتم بتذمره وخرجت فتقابلت مع مربية صغيريها وهي تستعد لنزول الدرج فتفاجئت أنها لم تغادر بعد وسألتها:

-لسه ممشتيش؟


أجابتها وهي تبتلع ريقها:

-كنت مستنيه الأوبر.


جعدت ياسمين حاجبيها وهي تسألها متعجبة:

-وليه مخلتيش حد من السواقين يوصلك يا بنتي؟ ما العربيات والسواقين بره كتير.


لم تجد رد مناسب ولكنها تحججت:

-اتحرجت بصراحه، وعموما خلاص كابتن أوبر وصل تحت.


ودعتها وخرجت وفور أن صعدت للسيارة أخبرته وجهتها فتحرك بها للعنوان الصحيح فنزلت سريعا وصعدت الدرج بلهفة وطرقت الباب ففتحت حسناء تنظر لها وهي تسألها:

-مين؟


ابتلعت ريقها وهي تخبرها:

-شادي موجود يا طنط؟


أومأت وابتعدت عن الباب لتدلف الأخرى وهي تشير لها:

-جوه يا بنتي الدكتور لسه خارج من عنده.


تبعتها للداخل واستمعت لتذمرها:

-منهم لله اللي كانوا السبب في أذتيه.


دلفت غرفته فوجدته مستلقيا على الفراش ومعالم الضرب المبرح محفورة على وجهه وجسده فصرخت تناديه:

-شااادي.


فتح عينه واعتدل بجسده ناظرا لها باتساع حدقتيه ونطق اسمها:

-بوسي! ايه اللي جابك؟


ردت وهي تجلس بجواره على الفراش:

-مقدرتش امنع نفسي لما عرفت باللي حصل وأول ما عرفت انهم سابوك اخد اذن وجيت.


ابتسمت حسناء وهي تسأله:

-مش تعرفني يا بني!


لم تمهله الفرصة هو للرد وأجابت عنه:

-أنا بوسي يا طنط، خطيبته او اللي هبقى خطيبته إن شاء الله.

الصفحة السابقة          الصفحة التالية