رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 37 - 2 الأحد 12/11/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل السابع والثلاثون
الجزء الثاني
تم النشر الأحد
12/11/2023
❈-❈-❈
بمشفى الكومي بعد يومين دلف يحيى الكومي لتلك المنكمشة بعد أخذها من راكان إجباريا
جلس على المقعد ينادي على أحد آمنه
-فكوها وهاتولها اكل، فعل الرجل مثلما طلب منه، بعد قليل كانت تجلس أمامه بجسد ينتفض رعبًا وعيناه الحارقة تحرقها، أشار بيديه وتحدث بصوته الفظ الغليظ
-تعالي هنا يابت..اتجهت إليه بساقين كالهلام؛ حتى توقفت تحتضن جسدها من برودة الجو
وضع ساقًا فوق الأخرى، يدخن سيجاره
-كنتِ حاطة ايه في الحقنة ومين طلب منك تعملي كدا..نكرت حديثه وهي تهز رأسها
-معملتش حاجة، نصب عوده مقتربًا منها يجذبها من خصلاتها ثم لكمها بقوة بالجدار حتى أطلقت صرخة
-هقول، هقول، ال طلب قاسم الشربيني والحقنة كان فيه مركب يدمر أعصاب المخ بالكامل...لم يشعر بنفسه إلا وهو يلكمها بقوة حتى نزفت رأسها، ثم اتجه إلى رجله قائلا
-البت دي عايزك تقطع صوابع ايديها كلها علشان تفكر مليون مرة إزاي تأذي الناس، وبعد كدا ارميها في مذبلة، اتجه بنظره إليها قائلا
-آياكي اشوفك واسمع انك قولتي حاجة لحد..أسرعت تتشبس بركبته
-والله ياباشا ماهعمل كدا تاني، متخلهمش يعملوا فيا حاجة، ركلها بقوة، ونزل بجسده يمسكها من خصلاتها
-كنتي عايزة تموتي ابني ياكلبة، احمدي ربنا اني هسيبك عايشة، بس عايشة ميتة، علشان يبقى تلعبي مع يحيى الكومي حلو
خرج متجها لمكتبه متصلا بمدير أعماله
-عايزك في مكتبي بعد خمس دقايق، جلس وهو يتحدث بهاتفه بعصبية
-قدامك يوم ومسمعش عن واحد اسمه قاسم الشربين، عايزك تمسحه من السوق، عشان بعد كدا يفكر إزاي يقرب ويأذي ابني الحقير، كل مايملك يكون في الأرض، وعايزك تبعتله ناس يربوا ابنه، بس مش ابنه الصايع دا، لا دا الولد ال عند امه بتاع الطب، مشفش فيه حتى سليمة، بس إياك تموته، مش علشان الحقير لا علشان الولد يستاهل انه يعيش لأمه، بس لازم ابكي الشربيني عليه لأنه بيموت في ابنه دا
بمزرعة نوح
حاول أن يعتدل ولكنه، لم يستطع ضغط بكفه على الفراش بقوة يطبق على جفنيه وأنفاسه تحرق مايقترب منه، طاح بيديه على الكومود حتى أسقط ماعليها صارخًا
-مش معقول، فيه حاجة غلط..هرولت أسما التي كانت تعد له طعامه، اتجهت تقف أمامه وتحاول تهدأ من روعه ممسكه كفيه الذي بدأ ينزف
-نوح حبيبي ايه اللي حصل ايدك بتنزف كدا ليه
نظر إليها بغضب
-رجلي فيها إيه؟! أنآ نصي ال تحت دا مش قادر احركه خالص ليه، ومتقوليش اعصاب، بلاش تسغبيني عشان مزعلكيش
كانت تمارس أقصى درجات ضبط النفس حتى لا تبكي أمامه وتضعف، فاقتربت منه وقامت بإعتدال وسادته قائلة بنبرة هادئة متزنة
-احنا منعرفش ايه ال في رجلك، وحضرتك دكتور وعارف أن الحاجات دي بتظهر من الإشاعات وبما ان الدكتور يحيى رافض يعمل أي إشاعات هنا، فأنا معرفش غير أن حبيبي ربنا بيختبر قوة صبره وايمانه
رفعت اهدابها المنطفئتين وارتعش قلبها تطالعه -انا كل ال فكرت فيه إنك تكون قدامي، اسمع صوتك واشوفك بخير، ميهمنيش رجلك ولا حتى دراعك، جلست بمقابلته تحتضن كفيه بين راحتيها، وانهارت قواها الواهنة واسترسلت
-أهم حاجة تكون قدامي وبس، دي أكبر أمنية اتمنتها لما شوفت حالتك، ..سحبت كفيه تضعها على أحشائها وأكملت بصوت متحشرج بالبكاء
-مش عايزة غير إننا نربي ولادنا مع بعض، حتى لو هتفضل على الكرسي، ميهمنيش ال يهمني انك موجود وعايش، دا في حد ذاته أكبر نعمة ليا
أصعب شعور قد يمر على الأنسان هو شعوره بالعجز أمام من يحبه، نهضت للتحرك، جذبها إليه يحاطها بين ذراعيه طابعا قبلة على رأسها
-آسف حبيبتي اتعصبت عليكي، خايف من ال بفكر فيه ياأسما، خايف مقدرش أقف تاني وقتها اتمنى الموت ولا أكون عاجز
رفعت رأسها تنظر لمقلتيه والدموع تترقرق في عينيها وأردفت
-صدقيني يانوح أهم حاجة انك تكون قدام عيوني وبتكلمني كدا، ميهمنيش الباقي، أنا واثقة في ربنا مستحيل يوجع قلبي عليك، وعارفة إنك هتقوم تمشي تاني، بس عايز صبر وقوة تحمل
لمست وجهه تنظر لعيناه
-أهم حاجة انك عايش وبس، وبعد كدا كله سهل، انت مشفتش نفسك كنت عامل إزاي، أنا كنت فاقدة الأمل إنك تفتح عيونك تاني..سحبت كفيها على رأسه المضمدة بالشاش
-بص لنفسك وإحمد ربنا إنك معافى، يمكن دا اختبار لربنا عشان نفوق من غفلتنا
عصرها بأحضانه، وآهة من جوفه كأنفاسه الحارقة
-آه ياأسما مش هتحمل حبيبتي العجز صدقيني مش هتحمل، ضغطت على خصره واجهشت بالبكاء
-ان شاءالله هتقوم تاني، نوح أنا كنت هموت عليك، كنت مستعدة اضحي بحياتي كلها، واشوفك بتناديني باسمي بس، دا كان أقصى أمانيا، تقولي رجلك، مستعدة افضل طول حياتي تحت رجلك وانت كدا ولا أتحرم منك يوم واحد حبيبي، أنا ماليش غيرك يانوح، إنت كل حياتي، تخيل لو حصلك حاجة هيكون لازمته ايه إني أعيش
ابتلع جمرات حزنه، معنفًا نفسه على ما قاله لها، واخرجها يحتضن وجهها، يوزع نظراته على وجهها الذي بهتت ملامحه، فدنى يلتقط ثغرها بقبلة جامحة شغوفة يبث فيها آسفة واعتذاره
بقصر البنداري
دلف أسعد لوالده ينظر للممرضة التي تنشغل بهاتفها متسائلا
-بابا عامل إيه النهاردة مفيش تحسن خالص
اتجهت إليه مرتبكة
-لا يافندم زي ماهو..تحرك حتى وصل لفراشه يجلس أمامه، سحب نفسا وزفره بحزن من حالته
-عامل ايه ياحبيبي، ليه الاستسلام دا يابابا، عندي ليك مفاجأة حلوة، استناني دقيقة وراجعلك
تحرك حتى وصل إلى جناح سيلين الذي انقله راكان بالخلف بعيدًا عن توفيق، وطلب منها الا تقترب منه مهما حدث
كانت تتسطح بظهرها على الفراش تنزل ساقيها للأسفل تنظر بسقف الغرفة وهي تتذكر سقوط ليلى بسبب كلماتها الجارحة، ورفض راكان لها
تذكرت بعدما تركت المزرعة واستقلت سيارتها، كانت تقود السيارة بسرعة جنونية تبكي
-انا السبب، بقيت وحشة ليه كدا، ضربت على المقود بقوة حتى الامها كفيها
-ليه ياسيلين تعملي كدا، ليه توجعيها كدا، وانت عارفة اد ايه هي عانت مع أخوكي، صمتت للحظات متذكرة حديثها المؤذي لراكان الذي أيقنت انه سيحاسبها عليه أشد الحساب، هي تعلمه جيدا، لم يتهاون بما جرحته به، رأت ذلك بنظراته الحزينة، عندما صفعته بقوة بكلماتها انها لا تنتمي له، اطبقت على جفنيها، وارتفع بكائها
-آسف ياراكان مكنش قصدي، والله ماكان قصدي، أمسكت هاتفها سريعا بيد مرتعشة وقامت الأتصال به سريعا
كان يقف بالمطبخ يقوم بتحضير وجبة لزوجته استمع لرنين هاتفه، نظر به، امسكه سريعا واجابها ظنا منه قد يكون أصابها مكروه
-سيلي حبيبتي إيه اللي حصل؟! قالها بقلبًا منتفض بقلب أب وليس اخ أصابه رعبا بأن يكون أصابها شيئا
ارتفعت شهقاتها عندما استمعت للهفته وخوفه عليها، وضع مابيده وارتفعت دقاته بعنف متسائلا بهدوء حذر
-سيلين حبيبتي اهدي واحكيلي ايه ال حصل، مسحت دموعها وهمست
-انا آسفة متزعلش مني، لو سمحت متزعلش مني انا بحبك اوي، انت اغلى واحد عندي في الدنيا دي
تنهد بارتياح عندما علم ماأصابها فتحدث بهدوء
-روحي ياسيلين، وبكرة نتكلم، دلوقتي مش فاضي، أتى ليغلق هاتفه استمع لهمسها
-ابيه راكان وحياتي ما تزعل مني، وحياة ليلى عندك، أنا عارفة اد ايه إنك بتحبها، حتى بتحبها أكتر مني مش كدا ياآبيه
توسعت عيناه ذهولا مما قالته فاردف بهدوء، رغم ضجيجه الداخلي
-اقفلي ياسيلين عشان مزعلكيش، وافتكري لو ليلى روحي فأنتِ قلبي، قالها وأغلق هاتفه متجها للأعلى، أما هي نظرت حولها بحزن مما استمعت له
-أهي تعنيله الكثير، فلماذا فعلت به ذلك..