-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 37 - 3 الأحد 12/11/2023

  


قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل السابع والثلاثون

الجزء الثالث


تم النشر الأحد

12/11/2023

❈-❈-❈


وجدت سيارة يونس تعرقل طريقها، ترجل منها سريعا متجهًا إليها يجذبها من السيارة بقوة 

-انتِ عايزة توصلي لأيه، إيه صرخ بها قائلا 

-تهورك وغضبك كان ممكن تخلي مرات اخوكي تخسر ابنها، هتفضلي عيلة لحد إمتى

لكزها بصدرها وثارت جيوش غضبه وهو يضرب على صدره بقوة 

-غضبانة مني يبقى الكلام ليا، ادبحي فيا زي ماانتِ عايزة، هدأ قليلا ينظر لعيناها المنتفخة بالبكاء 

-إنما تجرحي ودوسي على ناس بريئة، فدا لا ومليون لا ياسيلي هانم..جذبها لسيارته بعدما أغلق سيارتها متصلا بأحد أمن القصر، ثم توجه يستقل السيارة بجوارها قائلا 

-لازم نتكلم وبعد كدا اعملي ال انتِ عايزاه، كانت تجلس بجواره كإنسان آلي فاقدة شغف الحياة، رجعت بجسدها للمقعد مستسلمة له، فقد انهك عقلها وقلبها بما يكفي 

وصل بعد قليل لشقته، ترجل متجها إليها يجذبها بعنف صاعدا للأعلى، وصل لباب شقته ودفعها بقوة للداخل يركل بابه بقدمه 

دفعها حتى سقطت على الأريكة يدور حول نفسه ويرجعه خصلاته بعنف كاد أن يقتلعها من جذورها صارخًا 

-دلوقتي راكان مش اخوكي، دلوقتي بقى حقير وقذر، ليه كان عملك ايه، هو فيه واحد ويتحمل ال هو اتحمله معاكي ومن غيرك، بقى راحة تعصي ليلى عليه، وتقولي الكلام ال محدش يتحمله، 

اقتربت يحاوطها بذراعيه قائلا 

-اه اتجوزت عليكي، افهمي اتجوزت عليكي، يعني ايه الكلمة دي، يعني من عشر سنين وأكتر لما الطفلة كبرت نسبتها لنفسي، وقولت هي وبس، هي وبعدها العالم يحترق، عارف غلط لما سمعت لجدي وروحت خطبت سارة، بس دا مش عشان محبتكيش لا دا عشان فكرتك ضحكتي عليا مش نسب ابدا، دا وجع هنا 

أشار على قلبه، وهتف بصوت متقطع من كثرة آلامه 

-تصدقي بالله دا غبي انه فكر في واحدة ذيك، بس أعمل ايه قوليلي معرفتش احب غيرك ياغبية، ارجعي بالذاكرة كدا لخمس سنين ورا وافتكري اني رحتلك وقولتلك عايز اتجوز، وقتها قولتي ايه 

مسحت دموعها وهزت رأسها 

-متقنعنيش بكلام فاضي يايونس، علشان ال يحب ميخونش.. جلس على عقبيه أمامها واضعا جبينه فوق خاصتها 

-سيلين انا مخنتكيش، أنا حاولت انساكي، ومقدرتش، أنا مظلمتش حد ولا طلبت انها تنزل الحمل لان الحمل جه غلطة ومكنتش حاسس بنفسي كنت شارب كتير، مقربتش منها وأنا في وعي، وبعدها حصل حمل ومعرفتش الا لما افترقنا بكام شهر، متوقعتش وقتها انها تكون حامل، مجتليش إلا وهي بتنزف ووقتها كان لازم الجنين ينزل عشان مشوه، قولتلها دا هيموت لما يتولد لانه جسمه كان ناقص، خلتها تنزله عشان عارف النتيجة بعدها، والاشاعات تأكد كلامي، فهماني 

رفعت نظرها وانسدلت دموعها قائلة بشفتين مرتجفتين 

-كنت بتعاقبني يايونس، روحت اتجوزت عشان تعاقبني..عصرها بين أحضانه يطبق على جفنيه بألم روحه قائلًا 

-كنت بعاقب نفسي صدقيني، كنت عايز ادوس على قلبي ال مش قادر يدق غير لطفلة..أعمل ايه وقتها وأنا شايفك ان يونس مش على بالك 

لكمته بصدره تدفعه وهي تزيل دموعها بقسوة

-وانت كنت جيت وقولتلي تعالي عشان نتجوز، كنت قولتلي بتحبني، كل ال قولته انك عايز تكون أسرة وسبتني ومشيت

ضم وجهها يضغط عليه بعنف وتحدث بنبرة فظة وعيناه تشتعل بنيران تحرق جفنيه

-ليه مكنتيش حاسة ولا بتستعبطي، كنتي شايفني بعمل مع حد تاني كدا غيرك

اه قولتلك ارجعي كدا ليوم عيد ميلادك العشرين افتكري قولتلك ايه وقتها 

انسدلت دموعها بغزارة تهز رأسها رافضة حديثه 

-قولت إيه وقتها، أنا عمري مانسيت كلمة قولتهالي، كل كلمة قولتها حفظها بقلبي قبل عقلي، لأنك كنت اهم شخص في حياتي، لو بس كنت صارحتني مكناش وصلنا لكدا 

ذهل من حديثها وتراجع للخلف يدور حول نفسه كالمجنون صارخًا بها 

-عايزة ايه اكتر من اني اقولك مش بحس بالحياة الا وانتِ جنبي وجوا حضني، افتكري ياهانم وقتها أنا بوستك، هو فيه واحد هيبوس واحدة الا لما يكون بيحبها

نهضت واتجهت حتى توقفت أمامه 

-ووقتها اعتذرتلي وقولتلي آسف وسبتني ومشيت، كنت متخيل اقولك ايه وقتها 

لا يايونس متمشيش انا بحبك، قول كنت عايزني أمسك فيك، ماتبررش يايونس خيانتك 

اومأ برأسه واتجه للأريكة يجلس عليها، يمسح على وجهه ثم رفع نظره إليها 

-عايزة ايه ياسيلين، عايزاني ابعد عنك حقيقي، قالها وصمت لبعض اللحظات ينتظر ردها بلهفة 

اتجهت تجلس بجواره 

-انت فعلا ردتني، طب ازاي ..مسح على وجهه قائلا 

-انتِ عاملة توكيل ليا ياسيلين بعد ماراكان وافق على جوازنا، إيه نسيتي..طالعته بصمت منتظرة حديثه 

-بتبصي ليه، أيوة اتجوزتك بيه، وراكان وليك زي المرة ال فاتت، مقدرتش ابعد عنك، مقدرتش تكوني ملك لغيري، بس لو عايزة اطلقك معنديش مانع بس المرادي وعد مش ههضايق ولا أقرب منك، وهتنازل عن التوكيل 

نهضت تعقد ذراعيها وتنظر من الشرفة 

-سبني وقت اقدر استعيد قلبي ال انت حطمته، بس عايزة اكدلك حاجة يابن عمي، لو إنت بتتوجع سنتي انا بتوجع مليون سنتي يعني متجبش اللوم عليا 

اتجه إليها يحتضنها من الخلف واضعا ذقنه فوق كتفها يهمس لها 

-غلطانة ياروحي، أنا جوايا نار تحرق الدنيا كلها، بس هتحمل عشانك ياسيلين، مع انك غلطي وودوستي بافترا بس مش مهم المهم تكوني في حضني في الأخر، قالها وهو يطبع قبلة مطولة على وجنتيها 

اغمضت عيناها عندما فقدت سيطرتها على رعشة قلبها من قربه المهلك، فهمست بتقطع 

-يونس ابعد لو سمحت متضغطش عليا، أدار جسدها إليه قائلا 

-سيلين أنا بحبك، بلاش نعذب بعض واحنا بنحب بعض، لو عندي شك انك مش بتحبيني كنت سبتك، ماهو مش معقول اقبل على نفسي اتجوز واحدة مبتحبنيش 

هزت رأسها متراجعة 

-سبني شوية وبعد كدا اقولك هنعمل ايه..سحبها من كفيها خارجا من باب منزله 

-تعالي نروح عشان مغلطش معاكي وترجعي تلوميني ...

باك..

خرجت من شرودها على طرقات على باب غرفتها، دلف والدها بعد السماح له..نهضت عندما وجدته واسرعت تلقي نفسها بأحضانه تبكي بصوت مرتفع 

-بابا أنا زعلت راكان مني وقولتله كلام قاسي أوي.. ضمها لأحضانه يربت على ظهرها

-اهدي واحكيلي ايه ال حصل..خرجت من أحضانه وقصت له ماصار 

جلس وأجلسها بجواره يضمها من اكتافها 

-راكان مش هيزعل منك، دا بيحبك أكتر من روحه، وبعد كدا حاولي متغضبيش تاني وترفعي صوتك تاني 

نهض يسحبها خلفه

-تعالي معايا ومش عايز إعتراض زي المرة ال فاتت، لازم تشوفي جدك، انسي ال عمله وافتكري حاجة واحدة 



الصفحة السابقة           الصفحة التالية