رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 2 - 1 الأحد 26/11/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثاني
1
تم النشر بتاريخ الأحد
26/11/2023
انتفض قلبه بخوف وهو يسرع بالذهاب إليها وعقله يرفض تصديق أن تكون هي
فإذا كانت حقًا هي، فأين كانت؟
ومن فعل بها ذلك؟
لم يترك مكان إلا وبحث عنها فيه
ظل يتسأل والخوف يفعم قلبه
يتمنى أن تكون هي إذا كانت على قيد الحياة، وإن فارقتها يكفي أن يملي عينيه منها قبل ذهابها إلى الآخرة.
ظل على تلك الحالة حتى وصل إلى وجهته وأوقف السيارة وترجل منها مسرعًا إلى ذلك المكان فوجد بعضًا من رجاله محاوطًا إياها
فأزاحهم من أمامه ودنى منها يرفع الغطاء عن وجهها بروية وقلبه ينبض بعنف حتى اجزم ان الجميع قد سمعها
ارتعشت يده عندما ظهرت أمامه خصلاتها والتي تؤكد بأنها حلم فيغمض عينيه بألم لا يستطيع التكملة لكنه تحلى بالشجاعة ليكمل رفع الغطاء بريبة فيتنفس بأريحية وهو يغمض عينيه ويتمتم بكلمات غير مفهومة، فرغم أن الوحل لم يظهر ملامحها جيدًا إلا إنه أيقن بأنها ليست حلم.
نعم ليست هي فإن أخطأ نظره فلن يخطأ قلبه
نظر إلى رجاله يسألهم
_ مين دي؟
أجاب أحدهم
_ منعرفش يابيه احنا اتفاجئنا بيها واحنا چايبين العمال
نظر إلى مكان أصابتها فوجدها في الكتف الأيمن
دنى منها اكثر ليميل عليها ويضع يده على عنقها يتحسس نبضها ليجده ينبض بضعف فقال بأمر
_ خدوها للبيت الكبير بسرعة وشيعوا للدكتور عادل من غير ما حد يعرف لحد ما نشوف حكايتها ايه؟
لا يعرف لما شعر بالضيق عندما قاموا الرجال بحملها ووضعوها في السيارة، شعور غريب بداخله يحسه على منعهم من ذلك ويحملها هو لكن قضي الأمر
وانطلقوا بها إلى المنزل الكبير وذهب هو خلفهم وهو يتساءل من هي؟ وماذا تفعل بأرضه؟
وصلوا إلى المنزل وترجلوا من السيارة ليحملها أحدهم إلى داخل الملحق ويضعها على الفراش
دخل مهران خلفهم ونظر إلى هيئتها التي غلفها الطين من كل جانب وتحدث بأمر
_ ابعتوا لسامية وأم حسين ياچوا ينضفوها قبل الدكتور ما ياچي
انهى حديثه وخرج من الغرفة مندهشًا من أمرها
او بمعنى آخر أمره هو معها.
ما قصتها؟ ومن فعل بها ذلك؟
ولما ظهرت في ذلك الوقت وكأنه أختير بعناية
❈-❈-❈
أستيقظت ليلى صباحًا وهى تشعر بدوار حاد
فتحت عينيها بتثاقل لتجد أمجد يستلقي بجوارها يغط في النوم
تذكرت ما حدث بينهم أمس وكيف كان شديد القسوة معها جعلها تسقط مغشيًا عليها
هي تعذره وتعلم جيدًا أنها تمادت في التقصير معه لكن هو يعلم من قبل أن مهنتها حقًا متعبة وهي لن تستطيع التأخر عن واجبها
وكأنه شعر باستيقاظها إذا فتح عينيه ليقع نظره على محياها الذي يعشقه فتبسم بعشق وهو يقول
_ صباح الورد
رغم اندهاشها من تقلبه إلا إنها كعادتها معه تطوي صفحت أمس في الصباح الذي يليه
وابتسمت هي أيضًا لتتناسى كعادتها كل شئ بابتسامة واحدة منه وردت بحب
_ صباح النور.
تحسس وجنتيها وهو يسألها بلهجة دافئة
_ عامله ايه دلوقت؟
أومأت له بروية
_ الحمد لله احسن.
غمغم باعتذار وهو يبعد خصلتها ويضعها خلف أذنها
_ أنا اسف إن كنت زعلتك، بس صدقيني كان غصب عني و …..
قاطعته ليلى بأن وضعت يدها على فمه وقالت هي باعتذار
_ انا اللي بعتذر منك مش انت.
تنهدت بتعب وتابعت
_صدقني ياأمجد بيبقى غصب عني وبحاول على اد ماقدر اني اوفق بين بيتي وشغلي بس حقيقي غصب عني
أومأ لها بتفاهم فيكفي تلك الفرحة التي ستعم بيتهم الآن فسألها بمكر
_ بس غريبة مسألتيش أيه اللي حصل امبارح؟
قطبت جبينها بعدم فهم وتحدثت بريبة
_ عادي ياحبيبي ده كان ارهاق مش أكثر
تناول هاتفه من فوق المنضدة بجواره ثم فتحه وتقدم منها أكثر كي ترى بعينيها النتيجة
لحظات لم تستوعب فيها ما تراه بعينيها فتنظر إليه بخشية بأن تكون خاصة لشخص آخر ليومأ لها مؤكدًا
_ لما تعبتي امبارح دكتور عصام بعت دكتورة زميلتك وسحبت عينه وبعتتها المعمل، وعايزاكي تعدي عليها عشان تطمن اكتر.
كانت تنظر إليه بسعادة غامرة لم تختبرها يومًا
سعادة من نوع آخر بمذاق آخر وكأن الدنيا أصبحت بين يديها
كانت نظراتها تسأله وتطلب منه أن يؤكد لها وقد كان لها ما أراردت إذا أكد لها بعينيه التي تحتويها بحب جعلها تعاود إلى حضنه مرة أخرى وهي تقول بسعادة
_ مبروك ياحبيبي.
ضحك أمجد بسعادة مماثلة
_ الله يبارك فيكي ياقلبي
ابعدها عنه قليلًا كي يقول بثبوت
_ تعالي بقى نعرف بابا لأن الخبر ده هيفرحه اوي
أومأت له بسعادة لكن قالت بتردد
_ طيب ما نستنى نتأكد الأول من الدكتورة؟
_ هو ايه اللي ممكن يأكد لنا أكتر من التحليل.
نهضت من جواره وهي تقول بفرحة
_ خلاص هغير هدومي ونروح نفرحه معنا
❈-❈-❈
وقف أمام الغرفة ينتظر خروج الطبيب الذي بعث إليه بسرية تامة حتى لا يعرف أحد بالأمر
فما حدث أمر غريب لم يحدث من قبل في البلدة
عليها ان يتحرى و يعرف من هذه وما قصتها
خرج الطبيب بعد لحظات بوجه عابث فتقدم منه مهران يسأله بثبات
_ خير؟
هز الطبيب رأسه بنفي
_ مش خير أبدًا البنت لازم تروح المستشفى حالًا
زفر مهران بضيق وتحدث برفض
_ مينفعش وانا قلتلك الكلام ده قبل ما تاچي.
نظر الطبيب خلفه مشيرًا إليها
_ البنت لو استمرت هنا هتموت
نزفت كتير ومحتاجة نقل دم وامكنيات كتير مش متاحة هنا.
نظر مهران إليها من فتحت الباب وهي مستلقية على الفراش بسكون تام ثم تحدث بجدية
_ قلتلك مينفعش تخرچ بره المكان ده، ممكن اللي عملوا فيها أكدة يشوفوها ويكرروها تاني، عايز تنقذ حياتها ولا تسيبهلهم يخلصوا عليها تاني، هنا مهما كان آمان
وإن كان على الدم أو أي حاچة تحتاچها هتكون موچودة في ظرف دقايق.
هز الطبيب رأسه بيأس منه ثم دلف للداخل وأخذ عينة من دمـ.ـها ودون الأشياء التي يريدها وخرج إليه
_ العينه دي هتروح المعمل حالًا عشان نعرف نوع الفصيلة واللي على أساسها هنحتاج الدم
والورقة دي فيها كل الحاجات اللي مطلوبة؛ ده إن قدرت تجيبها
اخذ مهران الورقة بهدوء ونادى على أحد رجاله الذي أسرع إليه وهو يقول بطواعية
_ نعم چنابك
أعطاه الورقة وهو يقول بأمر
_ الحاچات اللي مكتوبة في الورقة دي تكون قدامي في ظرف دقايق والعينه دي تروح بيها المعمل
نظر إلى الطبيب وسأله
_ بتاخد وقت كتير؟
نفى قائلًا
_ لأ النتيجة بتظر في خلال دقيقة بس ده لو انا موجود مع الدكتور….
قاطع مهران حديثه
_ خبر الدكتور انها تخص مهران الهوارى.
أومأ الرجل
_ دقايق يابيه وهكون عندك.
اسرع الرجل بالخروج وعاد الطبيب إليها كي يفعل ما بوسعه لتطهير الجرح ووقف النزيف حتى عودتهم
جلس مهران على المقعد ليجري اتصالًا بأحد رجاله كي يتحرى عن الأمر في القرى المجاورة
عاد الرجل بكل الاشياء التي طلبها الطبيب مما جعله يندهش من وصولهم إليه بتلك السرعة لكن لا يهم الاهم من كل ذلك هو إنقاذ تلك الفتاة
نظر إلى نتيجة التحليل ليزم فمه بضيق فسأله مهران
_ خير إن شاء الله.
_ للأسف نوع الفصيلة دي صعب أوي تلاقيه.
عقد حاجبيه متسائلًا
_ ليه؟
رد الطبيب بضجر
_ فصيلتها o- يعني مش هتقدر تستقبل من أي فصيلة تانية إلا بنفس النوع.
حاول مهران التحكم في إنفعاله وقال بثبوت
_ أنا نفس الفصيلة اتفضل خد الكمية اللي محتاچها.
اندهش الطبيب حتى انه شك في الأمر بسبب اهتمامه بها فقال برفض
_ مينفعش لازم انت كمان تعمل تحليل عشان اتأكد إنك معندكش أي مشاكل.
زفر مهران بضجر من ذلك الطبيب الذي جعله يفكر في قتلـ.ـله والخلاص منه فقال بمصابرة
_ متقلقش اني زين والحمد لله.
هز كتفيه باستسلام
_ خلاص اتفضل معايا
دلف مهران الغرفة ليقع نظره عليها بعد أن قاموا بتنظيفها لتظهر تلك الملامح الهادئة التي تشبه كثيرًا ملامح والدته
دق قلبه بعنف وهو يدقق النظر أكثر في ملامحها وذلك الوجه الملائكي الذي يخطف الأنفاس.
استلقى بطواعية كما أمره الطبيب ومازالت نظراته مصوبةً عليها تلك العينين التي رغم أغلاقها إلا إنها تحمل سحرًا غريبًا يجذب من يراها، أبعد نظره عنها بصعوبة ونظر لسقف الغرفة وهو ويفكر في حلم
هل هي أيضًا وجدت من ينقذها ويعتني بها؟
عاد بنظره إليها
هل أيضًا وجدت من يخبئها ويحميها كما يفعل هو؟
أم لم يكن القدر منصفًا لها تلك المرة أيضًا وتركها لموتٍ أزهق روحه هو.
حلم التي تركته يقاسي عذاب الروح؛ والتي تحمله إثمًا لم يعد يستطيع حمله
اعتذر وجثى أمام قبرها يطلب منها العفو لكن ما من مجيب
وكيف تجيب من عاشت تحت سطوته وتجبره عليها
ولم تسلم منه يومًا
وقد كان الموت أرحم لها منه
انتهى الطبيب وطلب منه الخروج كي يقوم بدوره فيجلس هو في الخارج ينتظر من ستعيد إليه الروح بعودتها
ستخف من وطئت ذلك الحمل الذي اثقل كاهله وجعله ينزوي بعيدًا عن من حوله يعاني وحدة قاتـ.ـله لم يعد يستطيع تحملها