-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 2 - 2 الأحد 26/11/2023

  

قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثاني

2

تم النشر بتاريخ الأحد

26/11/2023




على مائدة الافطار جلس الجميع يترأسهم عمران 

الذي لاحظ الوجوم على وجه سارة 

فسألها بهدوء

_ مالك يابنتي مسهمه أكده ليه؟


نظر إلى جاسر وتابع

_ ولا الولد ده مضايقك؟


نظر إليها جاسر وتحدث بغيظ

_ عاجبك كدة تسمعينا الكلام على الصبح؟


ضحكت سارة مما اثار غيظه منها أكثر وغمغم متوعدًا

_ حظك أني هفضل برة طول النهار بس لما أرجعلك.


تحدث جمال بحنو

_ محدش يقدر يزعلها وهي خابره اكدة زين.


نظرت إليهم بامتنان ولمحاولتهم إرضائها كي لا تشعر بشئ مما يدور بداخلهم تجاه أبيها

فقالت بامتنان

_ عارفه ياعمي.


تطرقت في المزاح وهي تنظر إلى جاسر بغيظ

_ بس في ناس كدة بتتوعد من تحت لتحت.


مدت قدمها كي تضغط على قدمه أسفل الطاولة بحدة جعلته يكتم انفاسه لكن عينيه توعدت بالكثير 

فقالت جليلة وهي تنظر لجاسر بحب

_ جاسر مفيش منيه في الدنيا كلها بس انتو اللي بتاچو عليه.


سعد جاسر باطراءها له وقال بغزل مرح لجليلة

_ والنبي انت اللي مفيش منيك في البيت ده ياحاچة جليلة.


وكز سارة بذراعه وهو يقول بحنق

_ سامعة الكلام؟


نظرت إليه شزرًا وهمت بالحديث لكنها سمعت صوت طفلتها تبكي فنهضت من مقعدها كي تذهب إليها لكن وسيلة منعتها

_ خليكي انتي كملي فطارك وانا هچيبها انا خلصت الحمد لله.


اومأت سارة وعادت تتناول إفطارها وما إن خرجت وسيلة بالطفلة حتى أسرع إليها حازم ومعتز لاستقبالها 

تحدث جمال بسعادة

_ نسيت اقولكم مصطفى ربنا رزقه بمالك، مراته ولدت امبارح بالليل.


أشرق وجه سارة بسعادة غامرة وقالت ببهجة

_ ايه ده بجد؟ يعني انا بقيت عمتو؟


نظر جاسر إلى فرحتها وقال 

_ اللي خلاكي بقيتي أم مش هيخليكي عمتو.


تقدمت منهم وسيلة بعد أن تركت الصغيرة مع أعمامها وقالت بحبور

_ وانا عندي فرحة زيها.


انتبه الجميع إليها لتتابع هي

_ ليلى لسه مكلماني من شوية وبتقول انها حامل.


انشرحت صدورهم بفرحة عارمة لتلك الأخبار السعيدة وقالت سارة بسرور

_ يعني انا هبقى عمته وخالتو كمان 

صحح لها جاسر 

_ تقصدي مرات خالو مش عمته.


غمغمت بحنق 

_ ايه مرات خالو دي، خالتو احسن.


أراد حازم اشعال غيظها أكثر وقال بمكر

_ والله انا شايف ان مرات خالو افضل من يقولك ياطنط.

اتسعت عينيها بصدمة كبيرة ونظرت إلى حازم لتقول بحنق

_ أنا طنط؟! ماشي ياحازم.


عادت إلى مقعدها لتقول بتوعد

_ كنت ناوية اكلم عمو وجدو النهاردة وأقنعهم انك تكتب كتابك على زينة الاسبوع الجاي بس خلاص جبته لنفسك

حمحم حازم بإحراج وقال بابتسامة ماكرة وهو يدنو منها ليجلس بجوارها

_  لأ طبعًا لا عاش ولا كان اللي يقول عليك طنط ياقمر انت، تصدقي بالله اللي يشوفك يقول عليكي أختي الصغيرة.


نظر إلى سيلا وتابع بمغزى

_ صح يا سيلا.


ضحك الجميع على مزاحهم الذي لم يكفوا عنه فتحدث جاسر بجدية

_ ايه رأيك ياجدي نزود فرحتنا ونكلم جدي عاصم على كتب الكتاب؟


أيد حازم بشدة

_ ياريت والله لأن البنت دي علمتني الادب مش راضية تكلمني في التليفون حتى، بتقول نصبر لما نكتب الكتاب الأول 

أيد جاسر تصرفها

_ أحسن خليها تعلمك الأدب.


نهض عمران من مقعده وتحدث بتفاهم

_ اللي تشفوه، واني هكلم عاصم النهاردة ونحددوا الميعاد

اصبحت الفرحة اضعاف وأضعاف ولم يعلموا شيئًا عن ذلك المجهول الذي يخبئه لهم القدر.


❈-❈-❈


خرج الطبيب بعد وقت طويل وهو يشعر بالارهاق 

وقد ظل مهران قابعًا على المقعد في صالة الملحق ينتظر خروجة وما أن رآه حتى نهض وتقدم منه ليسأله بثبات

_ خير يادكتور 

تنهد الطبيب بتعب وتحدث بثبات 

_ الحمد لله العملية نجحت طلعت الرصاصة والحالة مستقرة

انا علقتلها محاليل وهسيب الممرضة معاها 

ولو فيه أي حاجة اتصل عليا فورًا.


_ يعني مفيش أي خطورة عليها؟


نفى الطبيب والذي ظهر عليه الإرهاق حقًا

_ الرصاصة كانت سطحية ومتركتش ضرر بس المشكلة كانت في الدم اللي فقدته والحمد لله قدرنا نعوضه.


شكره مهران وأمر أحد رجاله بتوصيله للمشفى وصعد هو إلى غرفته..


عاد إلى تلك الغرفة وعادت معه ذكريات من الماضي لا ترحم

سار بخطوات داخلها وكل خطوة لها ألف ذكرى أليمة معه، ولم يخطو داخلها خطوة واحدة نحو السعادة 

السعادة؟!

 تساءل مستفسرًا

عن اي سعادة يتحدث؟

هو لم يختبر السعادة يومًا ولهذا لم يسعى وراءها مطلقًا

منذ نشأته وهو يعاني من قسوة حارقة متعللين بقول

" لكي تصبح رجلًا" 

نعم أصبح رجلًا لكن رجلًا بلا قلب 

وقف أمام النافذة التي شهدت على عذاب والدته في حديقة المنزل يتذكر آخر مرةٍ عندما جاء أخيها كي ينقذها من براثينهم لكن كان للقدر رأيٌ أخر

إذ سقطوا في محيط الغدر الذي كان هدفه الإيقاع بهم

وقد كان له ما أراد.

لم تتحمل والدته القسوة التي عذبوا بها أخيها وهم يقومونا بتقيده في تلك الشجرة العتيقة بجوار نافذته وقاموا بجلده دون شفقة أو رحمة

مازال يسمع صوت أنينه وهو يحاول بصعوبة بالغة كتمها كي لا يرى نظرات التشفي في عين والده.

أما والدته فقامت بوداعه لتتركه في غيابت الجب وترحل هي بلا عودة

رحلت وتركته لمن سقاه القسوة حتى جعلها جزء لا يتجزء من حياته

قضى على براءته وصنع منه مثالًا للبغض والأنانية وأول من طالتها قسوته هي تلك البريئة التي عانت كما عان هو 

لكن هي وجدت من زرع النقاء بداخلها وتمحي بحنانها قسوتهم الغادرة

أما هو فلم يجد سوى ذلك الجد الذي ضغط عليه كي يصنع منه سالم آخر

فانتهى كل شئ وأصبح وحيدًا لا يبالي بشئٍ سوى أن تسامحه وتغفر له ما بدر منه بحقها..


❈-❈-❈


فرحة عارمة ملئت قلب صابر عندما أخبره أمجد بحمل زوجته، لم يصدق أذنه للحظات كما لم يصدق حتى الآن بأن إبنه الذي فقد فيه الأمل يومًا

تزوج وسيصبح أبًا

نظر إلى ليلى بامتنان فهي سبب رئيسي لتلك السعادة التي افعمت قلبهم وقال بسعادة

_ ألف مبروك ياليلى يتربى في عزكم إن شاء الله


ردت ليلى بابتسامة عريضة

_ وفي عزك ياعمي إن شاء الله


جلسوا جميعًا بفرحة ملئت قلوبهم وتحدث صابر ببهجة

_ بالمناسبة السعيدة دي انا هطلع اعمل عمره، انا كنت ناوي الموضوع ده من فترة بس كنت مستني اطمن عليكم.


أومأ أمجد بتفاهم

_ إن شاء الله مع إني عايز اطلع معاك بس نخليها بعدين ونطلع كلنا مع بعض.


اومأ صابر 

_ إن شاء الله أهم حاجة تاخد بالك منها كويس ومن أكلها، وخصوصاً أن شكلها اتعودت على أكل المستشفى وعايزاني أكون زيها.


ضيقت ليلى عينيها بشك وسألته

_ كلامك مش مريحني شكلك كدة كنت بتاكل حاجات غير اللي بسمحلك بيها؟


ضحك صابر وقال بخبث

_ ياريت بس أم سيد مش مطوعاني 

دنت ام سيد لتضع المشروبات على الطاولة وغمغمت بغيظ

_ قوليلو ياست ليلى لإني سمعته من فترة بيكلم كريم بيه صاحبه وبيتفقوا على أكلة تقيلة في الحسين.


شهقت ليلى بعدم استيعاب وسألته 

_ أكل تقيل وفي الشارع كمان ياعمي؟


نظر إليها صابر متوعدًا لها ثم تحدث بنفي

_ انتي هتصدقي الست الخرفانة دي، احنا كنا رايحين نحضر حلقة ذكر.


ساله أمجد بشك 

_ حلقة ذكر ولا حلة كوارث


_ هي فين المعدة اللي تتحمل بس ياابني، هي ام سيد اللي سمعت غلط.


هزت ام سيد كتفيها بحيرة متمتمة

_ يمكن.


ثم عادت إلى المطبخ.

نظرت إليه ليلى بتحذير 

_ عمي الكولسترول الفترة اللي فاتت دي نزل بأعجوبة ياريت تلتزم بالتعليمات اللي قلتلك عليها.


ضرب صابر بيده على ساقه وغمغم بخفوت لأمجد

_ كان لازم دكتورة يعني؟


_ النصيب ياحاج.


تابع قراءة الفصل