-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 19 - 3 - الثلاثاء 7/11/2023

 

  قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل التاسع عشر

الجزء الثالث

تم النشر يوم الثلاثاء

7/11/2023

عودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈


- غازي بيه.

تمتمت بالأسم متفاجأة، بحضوره امامها مباشرةً، بعد فتحها لباب الاستراحة، كي ترى من الطارق، تعلم انه سافر الامس وسوف يغيب عددا من الايام كما علمت من روح.....


على خاطرها استدركت بقلق هذه الهيئة المتجهمة منه ، وهو يخاطبها بجمود متحمحمًا في البداية بخشونه:


- معلش يا نادية ممكن تدخلي تندهيلي روح؟

ابتلعت تتراجع بارتباك تجيبه بتلعثم:

- ااا ماشي بس... ادخل طيب جابلها جوا ، دا بيتك ومطرحك،  


- لا كتر خيرك ، انا جاي من السفر تعبان، ياريت تبلغيها تحصلني ع البيت. 


قالها والتف مغادرًا، دون ان يعطيها اي فرصة للنقاش،  تراجعت تغلق الباب، لتعود الى الداخل،  فتفاجأت بها،  تقف في وسط الصالة، بوجه شاحب وكأنها ترتجف، وقد تأكد لها انها علمت بعودته الاَن



❈-❈-❈


- ايوة يا غازي، كنت طالبني في ايه؟ حمد الله ع السلامة الأول.

وقفت امامه تردف بها بلهجة تبدو عادية، وبعيدة تمامًا عما يكتنفها من الداخل، من خوف وقلق تعاظم، مع رؤيتها لهذه الهيئة الغريبة عنها، وهذه النظرة الغامصة التي يرمقها بها، فقد كان جالسًا في غرفة  المكتب والتي لا يدخلها الا في النادر اثناء انشغاله بعمل ضروري، او كما يحدث الاَن، حينما يريد الاختلاء بأحد ما بعيد عن الجميع. 


- اجعدي يا روح.

نطق بها بزفرة خشنة ليتكتف بذراعيه، وكأنه يلجم نفسه عن الانفعال، 


جسرت نفسها لتجلس على الكرسي المقابل له، تبادره الحديث، حتى تقصر عليه المسافة، وقد اتخذت قرارها في المواجهة.

- جعدت انا اهو جدامك يا غازي، جول اللي انت عايز تجولوا ، جول ع اللي خلاك تنزل مخصوص من مصر.


برقت عينيه فجأة بوميض خطر، يحدجها به، رغم صمته المهيب، قبل أن يقطعه بقوله:

- يعني الصور حجيجية يا روح؟


سؤاله المباشر رغم هدوئه، ولكنه كان حادًا بقوته، حتى أنها لم تقوى على مواجهة عيناه، في الرد شاعرة بالخزي منه:


- أيوة يا غازي، بس يعلم الله ان دي كانت اول مرة يلمس فيها ايدي، وبصراحة دا كان رد عفوي مني ومنه، بعد انتظار سنين، دوجت فيها مر الصبر في بعده، وهو شاف الويل في غربة جطعت من عمره لاجل ما يحوش اللي يجدر يتقدملي بيه،....


رفعت عينيها اليه برجاء مستطردة:

- انا بعترفلك وبقولك على كل اللي حصل، انا جلبي مال لعمر من زمان، ودا اللي كان مانعني ما  اوافج بأي حد، حتى لما وافجت بعارف ولد عمي، رغم ان فيه كل الصفات اللي تتمناها اي بنت، بس سلطان العشج، كان اجوي، مجدرتش اكمل وانا فكري وعجلي وجلبي مع حد تاني .


توقفت تطالع تأثير كلماتها عليه، وقد تجمد امامها كالتمثال، لا يدري ماذا يفعل معها،  هل يستجيب لنداء يده، التي تتحرق الاَن لتمتد نحوها وتلطم وجهها بالصفعات المتعددة، كرد فعل طبيعي لرجل شرقي، يختفظ بأعراف القبيلة التي ما زالت متمسكة بالعادات المتوارثة جيل بعد جيل؟ اما يرق قلبه لاعترافها الصريح بعشق تلظى هو بنيرانه، وعلم بقسوته،  ولكنها استغفلته!


- بتضحكي عليا وتجولي اخته شافتني وانتي جاية من مجابلته يا روح.

صعقت بتعقيبه تحاول بصعوبة ابتلاع ريقها الذي جف، أمام اشتعال عينيه بشراشة تعلمها جيدًا، وهو يتابع:


- العباية والطرحة اللي في الصورة، هما نفسيهم، اللي كنتي لابساهم، ساعة ما وجفتيني جبل ما اسافر ، عشان تطلبي مني ميعاد لاجل ما اجابله؟


ارتد جذعها للخلف هذه المرة، يعلو تعابيرها هلع واضح،  

رغم كل محاولاتها في اظهار الثبات، ولكن سطوة شقيقها، من هذا الذي يمكنه مواجهتها؟ ومع ذلك،  هي لن تحيد عن الصدق معه،


أومأت تجيبه بهز رأسها، إلى هنا وقد فلت الزمام ، لم يدري بنفسه، الا وكفه الكبرى تقبض على مرفقها بعنف بهدر بغضب مكبوت:


- بتستغلي ثقتي فيكي يا روح،  وتستغفليني، اخوكي غازي كبير ناسه والبلد كلها تستغفليه، جالك جلب تضحكي على اخوكي اللي مكبرك على راس الكل يا روح؟


- غصب عني يا غازي،  كان بإيدي ايه بس؟ 

صرخت بها بوجهه، لتتابع بانهيار:

- اللي بين وبين عمر حب عفيف ، بس محدش بيعترف بيه هنا، لو كنت صارحتك باللي في جلبي،  لا يمكن كنت هترضى تتبعني في الصبر على رجوعه، مفيش بنت هتجدر تبلغ اخوها بميعاد مجابلتها مع اللي بتحبه......


- بس يا روح، متخلتيش امد يدي عليكي.

قطعت متفاجئة بكفه التي ارتفعت امامها، بتهديد صريح، جعلها تطالعه بصدمه مرددة:


- عايز تضربني يا غازي؟ دا انا روح حبيبتك، انا شجيجة روحك يا غازي. 


- كنتي .

هدر يدفعها عنه، لينهض مغمغمًا باختناق:

- بتتكلمي بوش مكشوف، انا مهمها كنت بحبك،  لكن برضوا راجل ودمي حامي، كلامك تجيل على واحد زيي، بلاها من الجرأة في الوجت ده، انا على اخري، ما تجدري بجى.


اطرقت رأسها بحرح، وقد أصاب شقيقها الحقيقية، يجدر بها الا تتمادى في استغلال كرمه، وقد التمسته بطبيعتها منه، حنى دون أن يخبرها صراحة، حتى وهو يدعي غير ذلك .


- إنت جيت يا غازي؟

صدر الصوت الغليظ من خارج الغرفة، قبل ان يدفع بابها، يدلف صائحًا بالاثنان:


- وكمان مجتمع بيها في أوضة المكتب ولا اكنها عملت نصيبة، ولا لسة يدك ما طاوعتكش، انا عمها وكفيل اني اربيها من اول وجديد، لسة يا بت جاعدة مكانك وماجومتيش؟


بصيحته الاخيرة كاد ان يهجم عليها، لولا تصدر شقيقها، يمنع عنه تقدمه، بفظاظه غير مباليًا:

- اجف مكانك يا عمي،  لو انا يدي تجلت عن ضرب اختي، فهي متشلتش عن الدفاع عنها .


وكأن الجنون أصابه، وصار الشرر يتطابر من عينيه معنفًا ابن شقيقه بكلام قاسي، جزاء رد فعله المتريث مع شقيقته:


- وكمان ليك عين تجل أدبك وتدافع عنها الحيا، اللي بتجابل الرجالة برا البيت والناس تصوروها ع التلفونات. 


صاح بدوره غازي يزجره بغضب:

- امسك خشمك يا عمي، وراعي اني مطول بالي عليك، مش بت كامل الدهشان اللي يتجال عليها كدة، لو حد غيرك كنت دفنته مطراحه. 


- تدفن عمك، طب كنت استرجل وربي اختك .

- عميييي.

زمجر بها كأسد جريح في كرامته، يكبح بصعوبة نفسه عن الفتك بهذا الرجل سليط اللسان، ويدعي عمه.


دلفت فتنة على اصوات الشجار، لتقف حاجزًا بين ابيها وزوجها كحمامة سلام ، تحاول فض الشجار بينهما؛


- صلوا على النبي يا جماعة، ايه اللي حصل بس؟ دا باين شيطان دخل ما بينكم، ابعد عن جوزب يا بوي ، دا  جاي من السفر تعبان اساسًا، وانتي يا غازي، اخزي الشيطان،  انت عارف عمك عصبي، بيطلع يطلع وينزل على مفيش 


تراجع غازي، بغضب عاصف، يبتعد بخطره عن محيط هذا الرجل، والذي لم يكف عن الغمغمة بالكلمات الحانقة والغير مفهومة، مع ابنته التي كانت تحاول امتصاص غضبه بهدوء استعجب، له زوجها،  والذي استدار عنها، ليلتف نحو شقيقته،  التي التصق ظهرها بالحائط بزعر، ذكره وقت وفاة والدهما، حينما أصبحت فجأة يتيمة الأبوين، ضمها اليه وقت اذن يبث داخلها بعض الاطمئنان بقوله، انه اصبح لها بمثابة الاثنين، ابيها وولدتها، فكان دائما لها السند والأمان، لكن الاَن، كيف يفعلها، وقد وضعته بموقف لا يحسد عليه، كيف يضمها اليه، وقلبه يحمل جرحًا في كرامته؟ كيف له الاَن ان يسكت هذه الأصوات القبيحة والتي وجدت فرصتها اليوم بما حدث.


قطع الشرود منتبهًا على نداء ابنته الكبرى والتي كانت تهتف به:

- ابوي ابوي، جدي يامن وولده عارف جم برا وبيسألوا عليك،  وجدتي فاطتة كمان جالتلي اندهلك يا جد سعيد  .


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة