-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 21 - 4 الثلاثاء 14/11/2023

  

      قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الواحد والعشرون

4

تم النشر يوم الثلاثاء

14/11/2023




- بالشفا ان شاء الله يا جدة. 

تمتمت بها، بعد أن ناولت المرأة أقراصها، لتنهض وترفعه محله على الكمود المجاور لفراشها، فرددت فاطمة من خلفها:


- يهنيكي ويرضى عنك يارب، تعبتك معايا يا بتي، هي البيت روح راحت فين؟

اقتربت لتشد الغطاء عليها، ترد بابتسامة عذبة:

- تعبك راحة يا جدة، دا برضك كلام تجوليه؟ ع العموم روح مش هتعوج ان شاء الله،  هي بس راحت لواحدة صاحبتها في مشوار صغير كدة.


بشك استبد بعا عقبت فاطمة تسألها:

- ويعني هي لما تجوم من رجدتها تطلع على صاحبتها على طول، طب تنزل تطل على جدتها الأول، خلاص حتمت يعني، اما بت جليلة أصل صح.


تبسمت نادية تجاري المرأة وجهة نظرها:

- أيوة يا جدة هي فعلا جليلة أصل، عابزاكي لما تاجي تشدي عليها البت مضروبة الدم دي، هي محتاجة شوية جرص، عشان تبطل دلع ورجدة ع الفاضي. 


تبسمت فاطمة لمناكفتها، وقد أسعدها هذا الوجه الجديد منها، فقد اعتادت عليهم اخيرًا، ونفضت قليلًا حزنها عن الراحل زوجها، لتنخرط في الحياة العادية معهم، وتصبح جزءًا من يومهم،


- انتي كمان بابينك مضروبة دم، بس سهتانة ومن تحت لتحت، صح ولا لاه يا بت جليلة؟

ضحكت تردد لها:

- صح يا جدة، كل اللي تجوليه انتي صح 


ظلت معها لنصف ساعة أخرى ، تتبادل معها المزاح والحكايات القديمة التي تقصها فاطمة كعادتها في كل جلسة، حتى غليها النعاس بجوارها، لتنهض مقررة الذهاب ، بعد ان اعادت على تدثيرها مرة أخرى، بأن شدت عليها الغطاء جيدًا ، حتى اذا انتهت، خرجت على الفور تبحث عن صغيرها الذي غافلها في لحظة وخرج من الغرفة 


- معتز، واد يا معتز. 

شهقت فجأة ترتد للخلف مجفلة، حينما اصطدمت بجدار ضخم اثناء خروجها من الغرفة بعدم تركيز، وقد كان بالصدفة هو في طريقه للدخول إلى جدته،


تمتمت له باعتذار:

- معلش، مخدتش بالي .

تحمحم بحرج شديد يردف بخشونة ردا لها:

- مفبش داعي للأسف، محصلش حاجة أصلا، بس انا والله ما اعرف ان جدتي معاها حد جوه..


حاولت رفع عينيها اليه كي تزيل عنه الحرج، بأن تخاطبه بلهجة عادية، حتى يمر الأمر، ولكنها  تفاجأت بهيئته، وقد كان مرتديًا ملابسه البيته، على غير الصورة التي تراها به دائمًا، بنطول قطني مريح يعلوه فانلة سوداء بدون أكمام التصقت بصدره العضلي الضخم ، لتغزو السخونة وجنتيها، مقررة الذهاب والتخلي عن كل ما كانت تهذي به داخلها منذ قليل:


- ااه انا كنت ماشية اساسًا، عن اذنك.

قالتها تتخطاه، لتردف بالنداء مرة أخرى على ابنها:

- واد يا معتز، انت يا زفت.


- انا شايف معتز بيهزر مع بسيوني برا البيت .

اومأت برأسها كرد له، دون ان ترفع عيناها اليه،  ولكنه اوقفها هاتفًا مرة أخرى، ولكن هذه المرة بحزم:


-  انتي هتطلعي كدة بشعرك؟

انتبهت ترفع كفها لأعلى فتفاجأت بخلو رأسها من أي غطاء،  لتشهق بخجل متزايد:

- يا مري، التحجيبة نسيتها جوا......

قالتها لتعود سريعًا نحو الغرفة الذي ما زال هو واقفًا على مدخلها ، لتمر من جواره حتى ظن انها سوف تصطدم به مرة أخرى، قبل أن تدلف وتغطي بطرحتها كي تخفي شعرها، ثم عادت الكرة للمرة الثالثة، وهو مازال متمسمرًا محله ، تمر من جواره، تغمره برائحتها كالطيف،  لتخرج نهائيًا، ويستند هو بظهره على الجدار من خلفه تعب، شاعرًا بأقدامه على وشك الارتخاء،  ليطلق زفرة ساخنة، مغمغمًا:


- يا وجعتك يا غازي، هو انا كنت ناجص؟


❈-❈-❈


تأثير المفاجأة الاولي مر به كالصاعقة الذي اهتزت لها جميع أعضاء جسده، وحواسه، قبل ان يستدرك اخيرا لحقيقة الوضع، فضاقت عينيه بنظرة علمتها جيدًا، لترد معقبة بجراة:


- انا مش جاية اطلبك في ستر، وانا ستري من عند ربنا، عشان انا عفيفة وتوبي ابيض، بس برضك مش هخبي عليك،  ممكن اصبر وهيجلي احسن فرص وانت متأكد منها دي، بس انا عايزة اختصر واسرع في اجرب وجت،  عشان اجفل أي خشم يتجرأ عليا ، وفي النهاية الأمر ليك، لو مجبلتش تمام .


افتر  فاهه بابتسامة ساخرة ازعجتها ليرد بضحكات متقطعة:

، يعني عايزة تفهميني انك بتعملي اللي عليكي معايا، خلاص راحت فرصتك مع حبيب الجلب، فدلوك مش مهم البديل، يكون زي ما يكون، عارف او غيره ، كله واحد في نظرك. 


- انا مجولتش كدة.

- انتي جولتي اللي أكتر من كدة.

رد مستنكرًا نفيها، ليستطرد بحدة:

- طب لو فرضنا اني جبلت بالعرض الكريم بتاعك، تفتكري هجبل مرتي، ان يبجي جلبها وعجلها مع حد تاني،  انا مينفعش معايا غير مرة كاملة،.


-  ومن جال ان هجصر في حجك؟

قالتها لتردف موضحة:

- انا جبل ما اجيلك، كنت عارفة ومقررة زين اللي ناوية عليه، واهم حاجة عندي، هو اللي جولت عليه دلوك، ان اكون لك مرة كاملة، دا حجك عليا .


طالعها بصمت وملامح مغلفة لا تُظهر ما يدور برأسه فتابعت هي:


- اجدر ازيد في ضغطي على اخويا  وساعتها هيجبل يجوزني اللي انا عايزاه ، بحج السنين اللي صبرتها، ويحصل اللي يحصل بجى ، مدام أهم حاجة نفسي.


 بس انا دلوك بجولك لاه يا عارف، مش هعملها، كرامة اخويا اهم عندي من أي حاجة، انه يرفع راسه جدام التخين، اغلى عندي من حياتي نفسها، ها يا عارف جولت ايه؟


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة