-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 20 السبت 11/11/2023

       قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل العشرون

تم النشر يوم السبت

11/11/2023


3



ظل عارف محتفظًا بصمته، وترك لوالده الرد :

- ملكش دعوة يا سعيد، ليها اخ هو اللي يحاسبها، واخوها مش عامل نفسه كبير، لأنه بالفعل هو كبير يا سعيد، ولا انت لس مش معترف برضوا؟

 

سمع منه ليزداد حنقًا، ويشيح بوجهه عنهما، مغمغمًا بعدم رضا:

- هو دا اللي انتوا فالحين فيه؟ رط ورغي ع الفاضي، مكبرين عيل صغير عليكم، منفعش حتى في تربية اخته، تستاهلوا الجرس والفضايح بسببها.

 

- السلام عليكم يا جماعة.

القى التحية بصوته القوي، ليلفت انظار الجميع نحوه، بعد ان دلف فجأة اليهم، ردد معظمهم التحية ردًا له، ليعم الهدوء بالصمت تقديرا له، دار يأعينه يوزع نظراته على كل فرد منهم حتى انتبه لصغيرته التي كانت جالسة بحجر والدتها.

 

- شروق، تعالي يا بابا .

على الفور نزلت من حجر والدتها متوجهه نحوه بطاعة، رفعها اليه يقبلها مداعبًا ببعض الكلمات :

- سهرانة ليه لجد دلوك؟ مش بكرة وراكي مدرسة؟

هتروحي تنامي أو تلعبي مع خواتك في اوضتهم، عشان عيب تجعدي وتسمعي كلام الكبار

أومأت بهز رأسها ليعتبرها موافقة، ثم التف نحو رجله:

 

- بسيوني،  خد البرنسيسة دي ووديها لأوضتها.

رفعها الرجل اليه وخرج بها، ليأخذ هو فرصته كاملة الاَن مع انصات الجميع،  وقبل ان يبدأ ، تكلم ناجي ساخرًا:

 

- خبر ايه يا واد عمي، جمعنا كدة بربطه المعلم،  ليكون هتوزع علينا التركة من جديد؟

علقت فتنة والتي كالعادة كانت جالسة جواره، بمزاح الواثق من نتيجة أفعاله:

- وه يا ناجي، تفكيرك كله غير في الأرض والفلوس، ما تصبر يا عم، واد عمك اكيد مجمعنا لحاجة مهمة، ولا ايه يا كبير؟

 

تبسم عدد من الإفراد لها اما هو وقد استشعر بنبرة السخرية في لهجتها ، فقد تماسك ليببادلها ابتسامة صفراء مرددًا:

 

- اهي جالتلك اهي حرمنا المصون، اصبر عشان تعرف بالحاجة المهمة،

تدخل سعيد بفظاظة ليست غريبة عنه:

- بس ياريت يكون بسرعة وتختصر بجى ، انا معطل مصالحي بجالي كذا ساعة دلوك.....

 

- مش هاخرك يا عمي .

هتف يقطع استرساله، قبل ان يعود للجميع مخاطبًا،

- طب عشان ندخل في الموضوع على طول.

توقف قليلًا يستجمع شجاعته، وقد وجد الصعوبة في لفظ الكلمات الثقيلة على لسانه في هذا الموقف المهيب.

 

- بصراحة كدة انا جمعت عدد الافراد اللي وصلهم الصور من الرقم الغريب ع التلفون.

 

صدرت الهمهات وتوجهت النظرات نحو صاحبة الصور ، والتي انكمشت على نفسها بحرج منهم، ترمق شقيقها باستجداء، ان يرحمها من حكم تنتظره، بادلها بنظرة مطمئنة تعرفها عنه ، قبل ان يعود إلى البقية، وقد صدر صوت عمه سعيد ساخرًا:

 

- نفهم من كدة يا واد اخوي،  ان انت مجمعنا عشان نعرف حجيجة الصورة؟ ولا ناوي تأدب صاحبة الصورة؟

 

عض على نواجزه يكبح نفسه عن رد قوي ، وقد اكتفى برد عمه يامن الذي انتقل اليه الغضب هو الأخر مثل ابنه:

- سعيييد، سيبه يكمل كلامه يا واد ابوي، واسمع زي البجية، الله يرضى عنك.

- اديني سكت.

دمدم بها بغيظ، ليذعن لطلب شقيقه، ويستمع بسخط داخله، فجاء رد غازي له:

 

- لا وانت الصادج يا عمي، انا مجمعكم عشان اكشف صاحب العملة نفسها، جليل الأصل اللي يدور على فضيحة لبت عمه، يسلط ناس معروفة بجلة حياها،  ويديها ارقام العيلة عشان تبعت وتنشر، من غير تجدير ان اللي تعمل كدة، ممكن تنشرها في باجي البلد كلها.

 

- ايه اللي انت بتجوله دا يا غازي؟

هتف بها ناجي متسائلًا، بجوار شقيقته والتي شحب وجهها، وقد ذهب عنه العبث.

التف اليه يقابل عينيها المتربصة ليهتف مجيبًا له:

- دلوك تعرف كل حاجة يا باشا، أدخلي يا بت.

 

دلفت على النداء يسحبها احد الرجال، لتلفت انظار الجميع إليها ، وقد على صوت الهمهمات المتسائلة، من معظمهم، فتابع يجيب التساؤل، بأبصار ارتكزت على زوجته والتي اعتلى الفزع ملامحها،  ليتأكد هو من صدق رواية هذه المراة والتي وقفت مطأطأة رأسها بخزي،  ولم ترفعها سوى بعد ندائه القوي:

 

- ارفعي راسك يا نفيسة وجولي على كل اللي حصل، بس جبل كل شيء،.

رفع سبابته امام الجميع ملوحًا بتهديد:

- الكلام اللي هيتجال دلوك، ولا كلمة منه هتطلغ برانا، احنا عيلة في بعض، والبت دي عارفة نفسها لو نضجت بحرف، تاني يوم لسانها هيبجى برا خشمها،  عشان تخرص للأبد ، وانتوا كل واحد فيكم هيدني تلفونه، عشان امسح الصور بنفسي.

 

علت اصوات الاحتجاج، ولكن عارف قطعها بفطنته:

- كمل يا غازي، احنا كلنا موافجين، ولا ايه يا جماعة.

لم يقوى أحد على الاعنراض، فتبسم هو بانتشاء وعينه لم تفارقها، وقد تبدلت تعابيرها الاَن لأخرى مرتابة، تحدج المرأة بتهديد، فهدر حازمًا لها:

 

تمام جوي، اتكلمي يا نفيسة.

 

--

 

بجوار النافذة كانت تقف خلف الستار، تراقب بقلق، تشعر أن هناك أمر ما خلف هذا الاجتماع، في هذا الوقت من المساء، وحدسها يخبرها بيقين تام، ان ما يحدث له صلة ما بروح، وتقرير مصيرها،  بعد هذه المصيبة التي حلت فوق رأسها، 

 

تنهدت بأسى لحال الفتاة رقيقة القلب الطيبة، والتي تعلقت بها في الفترة الأخيرة، بعد مجيئها هنا وسكنها في هذا المسكن، وقد حظيت منها بمعاملة طيبة وكأنها من أهل المنزل، أو كأنها شقيقتها بالفعل.

 

تتمنى من الله أن يمر الأمر على خير، وأن تنال ما ترغب به، رغم يقينها باستحالة حدوثه الاَن،

 

- واجفة عندك ورا الشباك بتعملي ايه؟

هتفت بالسؤال جليلة بعدما عادت من الخارج، وزيارتها اليومية لمتابعة احوال منزلها هناك .

 

تطلعت نادية اليها بإشفاق تقول:

- تعباكي ياما في الروحة والجية، مشندلة ما بين هنا وبين بيتنا هناك .

 

تبسمت جليلة بعزوبة ترد بمزاح:

- يا خيتي وانا من امتى كنت مرتاحة يعني؟ وهي اللي تخلف البنتة تشوف الراحة واصل، ادعيلي بس ربنا يشدني وافضل ناصبة طولي معاكي انتي واخواتك على طول.

 

- يارب ياما، يديكي الصحة وما تحتاجي لحد فينا ابدًا.

 

تمتمت جليلة تأمم خلفها، قبل ان تعود لنفس السؤال.

- اللهم آمين يارب، مجولتيش بجى، واجفة عندك بتعملي ايه؟

 

بتصف ابتسامة ردت تجيبها بمغزى وكأنها تخاطب نفسها:

- بتفرج ع الدنيا ياما، بشوفها واخدانا على فين؟ وهي  بتوطحنا من موجة عالية لتانية واطية، لواحدة عالية تانية، وبعديها العكس وهكذا.

 

قطبت جليلة تعقب بعدم فهم، قبل ان تُحرك قدميها وتذهب للداخل:

- وه، انتي هتتكلمي بالالغاز، امك فاهمة الكلام العادي عشان تفهم غيره يا محروسة؟ امام عجايب دي يا ولاد

 

تبسمت تتابع انصرافها نحو غرفتها ، ثم عادت للنظر الى خارج النافذة، تتابع بخقوت:

- ربنا يعدلها بجى، ويعديها على خير.


تابع قراءة الفصل

j