-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 3 - 1 - الثلاثاء 28/11/2023

  

قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثالث

1

تم النشر بتاريخ الثلاثاء

28/11/2023



وقف يرتعد أمام سيده الذي أخذ يهدر به بغير رحمة وكأن شياطين الدنيا تلتف من حوله

ومن يلومه وقد أوشكت حياته على الانتهاء بفعلتها 

_ يعني ايه مش لقيها اني قلتلك تقلب عليها الدنيا وتچيبها حية أو ميته

ارتعد الرجل أكثر وظهر عليه الإرتباك ولما لا وقد أصابها بدون قصد فأخفى الأمر حتى لا يسخط عليه سيده فقال بخوف

_ معرفش يابيه أني دورت عليها في كل مكان وملقتش آثر ليها.


دلف كامل الغرفة ليجد ابنه يعنف الرجل بغضب

فتقدم منه ليسأله بحنق

_ برضه لمقتهاش؟

كان الرجل يخفض بصره بخوف شديد وزاد ارتباكه أكثر عندما سأله سيده ليرد بخوف

_ اني دورت عليها في الغيطان زي ما أمرتني بس ملهاش أثر

حتى دخلت أرض مهران الهواري وبرضه ملقتهاش


نظر حسين لأبيه بغضب وقال بانفعال

_ كله من دلعك ليها اديها جابتلنا العار ودلوقت النچايمة ياكلونا أكل

تنهد كامل بيأس وجلس على مقعده يفكر في حل لتلك المعضلة

وما الحل الآن بعد أن هربت ابنته التي ارادوا تقديمها قربنًا لحل ذلك الثأر

لو علموا الحقيقة ستتفاقم المشكلة ولن يستطيع الوقفوف أمامهم.

تقدم منه حسين بعد ان صرف الرجل وسأله بحدة

_ ما تقول ياحاچ هنعمل ايه في الورطة اللي وقعنا فيها دي؟

هز كامل رأسه بيأس فهو يعلم ولده جيدًا لن يهدئ له بال حتى ينهي ذلك الأمر

فرد بثبات 

_ نزوچه مرح

اتسعت عينيه بصدمة من ذلك الخبر الذي جعل الغضب يزداد بداخله وسأله بعدم استيعاب

_ مرح مين؟ تقصد بنت عمي؟ وخطيبتي؟!


أومأ كمال بصمت ليهدر به حسين رافضًا لتلك المهزلة واستدار بظهره قائلاً برفض

_ مستحيل، مرح دي تخصني أني، ومش هقبل تحت أي ظرف انها تكون لغيري

نهض كامل بغضب مماثل وصاح به

_ خلاص شوفلنا حل تاني

تحرك حسين في الغرفة وهو يبحث عن حل جذري كي ينتشلهم من مصيبتهم دون أن يمسهم ضُر

لكن كيف السبيل إليه وقد خذلتهم بأنانيتها ولاذت بالفرار لتوصمهم جميعًا بالعار

هي حقًا عارًا عليهم منذ ولادتها، ابنة الخادمة التي أغوت أبيه وجعلته يتزوجها خفيه لكن يشاء القدر ويظهر كل شئ حينما حملت وظهر حملها واضحًا للعيان

لتعيد هي الكرة وتهرب بفعلتها

نظر إلى كامل وتحدث باحتدام

_ انت اللي بلتنا بيها وانت اللي لازم تحلها، المشكلة دي لازمن مطلعش منيها خسران.

تنهد كامل بحيرة وهو يفكر في حل أخر لكن لم يجد سوى ذلك الحل الذي يرفضه ابنه

هو يعلم ابنة أخيه جيدًا لن تستطيع الوقوف أمامه والرفض حتى لو قاموا بـ.ـذبحها

عكس تلك المتمردة التي وصمتهم بعار لن يمحيه سوى الد.م.

نهض من مقعده ناظرًا لأبنه بحدة وهو يغمغم بغضب 

_ المشكلة دي انت اللي عملتها وانت اللي لازمن تخرج حالك منيها، أني مش مستعد اقف قدام النچايمة بجبروتهم وخصوصًا إن الحق ليهم، انت اللي كملت التار اللي مصدقنا ووقفناه وانت اللي لازمن تتنازل


تقدم منه وهو يشير بسبابته باحتدام

_ يا بروحك؛ يا بـ مرح بنت عمك

ارتبك حسين الذي كان يتظاهر بالقوة منذ قليل ووضع يده على عنقه بحركة تلقائية منه وتمتم بتسويف

_ بس انا مكنتش قاصد اللي حُصل هي چات قضاء وقدر

ابتسم كامل بتهكم وهو يعود لمقعده قائلاً بسخرية

_ الكلام ده ميمشيش معاي لإني خابرك زين

انت كنت قاصد تستفزه عشان يغلط فيك وتتخانقوا ورسمتها صح

بس إن خال على النچايمة ميخيلش عليا واصل

ازدرد لعابه بخوف وتقدم من والده ليغمغم بريبة

_ خلاص حاول تشوف حل تاني

صاح به كامل رافضًا لأنانيته

_ مفيش حل تالت لأنك لو رفضت قول علينا يارحمن يارحيم، ومتنساش إنهم حددوا الميعاد النهاردة يعني مفيش وقت.

❈-❈-❈


كانت تجاهد لتفتح عينيها وكأن شيئًا يجثم عليها فتجاهد أكثر لفتحها 

كانت تستمع لأصوات لم تستطع تمييزها 

فلم تصمد كثيرًا وغابت في دائرتها المظلمة غير مرحبةً بتلك الحياة القاسية أهلها


❈-❈-❈


وقف ينظر إلى الاوراق الذي بعثتها الشركة عن طريق ((الفاكس))

ولم يكلف اخيه من وقته ثواني معدودة يخبره عن وصول الاوراق واكتفى بأن أمر مديرة المكتب بمهاتفته.

جلس على المقعد بيأس من اخيه الذي لم ولن يتغير مهما فعلوا معه.

تذكر يوم زفاف ابنته عندما طلب منه اخذ ارثه ووالدهم مازال على قيد الحياة…..

تذكر بعدها عذابه وهو يرى اخيه يسقط دون ان يمد له يد العون فأسرع إلى والده….


عودة للماضي….


دلف جمال غرفة والده عندما سمح له بالولوج 

كان والده جالسًا على مقعده شاردًا كعادته منذ أن تلقى تلك الصدمة من ولده

تقدم منه ليجلس بجواره وتحدث بتعاطف

_ هتفضل حابس نفسك أكدة ياحاچ.


لم يرفع بصره إليه وظل واجمًا لعلمه ما يود ابنه التحدث بشأنه

يعلم جمال بأن والده سيرفض ما يود التحدث به

لكن عليهم ذلك كي لا يتركوه في محنته.

_ اني رايد اتحدت معاك في موضوع منصور أخوي وعايزك تفهمني زين.


رفع عمران نظره إليه مندهشًا من ولده الذي يحمل لأخيها حنان الدنيا رغم تخليه عنه في كل ظروفه

كان ينتظر منه أن يرفض كما فعلها هو من قبل لكن موقفه هذا يجعله يشعر بأنه اخطأ في تربيته الجيدة لجمال، أم هذا طبع كلاهما لا شأن له بالتربية، اخذ نفس عميق وتحدث بقوة 

_ عايزني أفهم أيه ياجمال؟


اخفض جمال عينيه بألم وغمغم بخفوت

_ تفهم إنه مهما كان أخوي ومش هقدر أسيبه 


ضرب عمران بعصاه الأرض وتحدث بانفعال 

_ وانا مش عايز افهم غير حاجة واحدة إن اخوك چاي يورثني واني لساتني عايش على وش الدنيا؟!

أفهم أنه غاب عنينا تمانية وعشرين سنة مفكرش حتى يتطمن علينا ومجاش إلا عشان يحضر فرح بنته زيه زي الغريب؟


نظر إلى ابنه وقال متهكمًا

_اوعى تفتكر إنك لما تقف چانبه المرة دي هيكتفي ولا هيقول وقفوا چاري وسندوني، بالعكس هيحس انه حق مكتسب وكل ما يقع كل ما يطمع اكتر 


يعلم جمال كل ذلك علم اليقين لكنه لن يستطيع التخلي عنه مهما بدر منه

_ بس اني مقدرش أشوف اخوي بيقع واني قادر اساعده واقف اتفرچ، ده مهما كان اخوي وعمر الدم ما يبقى ماية.


يعلم ابنه جيدًا لن يصمد تحت اي مسمى، مما جعله يستسلم قائلاً

_ مادام مصر يبقى اسمعني زين…….


باك



عاد من ذكرياته على ولوج وسيلة الغرفة بابتسامتها التي تخصها له وحده 

_انت لسة اهنه؟ انا قلت إنك مشيت مع عمي عند أبوي عشان تتفقوا على ميعاد كتب الكتاب.


نهض جمال ليتقدم من تلك الحبيبة التي كلما وقع بصره عليها كلما زاد العشق بداخله

فتحدث بهدوء وهو يقربها منه

_ كنت مستني أخلص الأوراق دي وبعدين نمشي

مع إني مش عارف الولد ده متسربع إكدة ليه؟


ضحكت وسيلة وقالت بمغزي

_ هو يعني هيچيبه من برة! ولا انت نسيت؟


رفع حاجبيه متسائلًا

_ نسيت ايه؟ انتي تعرفي عني إكدة؟


هزت رأسها بتأكيد 

_ ايوة عارفة أول ما قالوا نقرا الفاتحة قلتلهم لا خليه كتب كتاب أحسن


_ بس احنا زمانا غير زمانهم لا كان تليفونات ولا اى حاجة من الحاچات دي

إنما أني كانت بتطلع روحي عشان اطلع في عينيكي الطلة دي واسمع صوتك اللي بنام احلم بيه.


ضحكت وسيلة وقالت بتعاطف 

_ وهو برضك نفس حالتك البنت مطلعة عينه وعشان إكدة مستعجل


تنهد بتعب وقال باستسلام

_ خلاص اللي يشوفه، مصطفى ابن عمه راجع كمان يومين وعلى آخر الاسبوع نكتب الكتاب

طرق الباب وسمعوا صوت حازم يستعجله

_ اطلعي ياوسيلة الله يرضى عليكي جدي مستني بقاله ساعة.


هز جمال رأسه بيأس منه ثم غمغم بوعيد

_ عجبك كدة؟ بس ماشي لما ارجعله بس.


تابع قراءة الفصل