رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل الأول الجمعة 24/11/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
تم النشر بتاريخ
الجمعة
24/11/2023
الفصل الأول
1
أخذت تتنقل
بعسر من شجرة لأخرى ومن جدار لآخر حتى استطاعت الخروج من محيط المنزل بأكمله
تنفست الصعداء
وهي تضع يدها على قلبها تحاول تنظيم أنفاسها قبل أن تبدأ رحلة الفرار
وأسرعت بالهرب بكل ما أُوتيت من عزم و قوة
زادت من
سرعتها وهي تركض وتركض بلا هدف وقد أفعم الخوف
قلبها عندما سمعت صوت سيارات تنطلق مما جعلها تسلك طريقًا نائيًا لا تعرف
له نهاية
لكن يبدو أنهم
علموا بهروبها إذ كلف فريقًا منهم بالبحث عنها في الأراضي المحيطة.
سيعثرون عليها
لا محالة
الظلام حالك
والرؤية كلما توغلت في الأراضي كلما أصبحت أكثر صعوبة
أخذت تتعثر في
ركضها، تسقط وتنهض بإصرار
صوت عواء
الذئاب يرهبها
لكن ذئابهم هم
ترهبها أكثر فلم تعد تبالي
لكن سطعت
حولها إضاءة مصابيح سيارة تعلم هوية صاحبها
مما جعلها
تسرع بالاقتراب من المجرى المائي لتسقط بجسدها داخله فيغلفها الطين من كل جانب مما
ساعدها على الأختفاء
اهتزت أوصالها
عندما توقفت السيارة وترجل منها صاحبها وقال بغضب
_ اه لو تقع في
يدي هخلص عليها في وقتها.
توعده جعلها
تسقط رأسها داخل المياة بفزع وكأنه علم بذلك إذا ظل لحظات يدقق النظر في المكان
وقد ساعده إضاءة السيارة على البحث جيدًا
ولم يتخيل
أنها تقبع في الوحل أسفل قدمه تحبس أنفاسها داخلها..
شهقة عالية
خرجت منها عندما غادروا المكان و عادوا إلى السيارة وابتعدوا بها.
كانت تجاهد
وهي تحاول تنظيم أنفاسها حتى تواصل الزحف في ذلك المجرى فهو الطريق الوحيد الآمن
لها الآن
لحظات مريرة
مرت عليها وهي تزحف داخله
لم ترتعب من
الجرذان التي تصادفها والتي لم تخش من شئٍ مثل خشيتها منها. لكن الآن هناك خوف
أكبر جعلها لا تبالي بما يصادفها
توقفت عندما
هدأت الأصوات من الطريق فأيقنت أنهم ملوا من البحث وعادوا إلى منازلهم بعد أن
يأسوا من العثور عليها فى المنطقة.
أخذت ترتعد من
شدة البرودة والوحل الذي خلفها زاد من ارتجافها
سارت تبحث عن
مياة نظيفة كي تنظف به وجهها حتى تستطيع الرؤية جيدًا
لكن الظلام
دامس ولن تجد صنبورًا للمياة إلا على الطريق ولن تجازف بالذهاب إليه
ستواصل الركض
حتى تبعد عن تلك البلدة الظالمة.
أخذت تركض لكن
برودة الجو والوحل الذي التصق بها يعوق خطواتها فلم تعد تستطيع المواصلة حتى
تفاجئت به أمامها……
❈-❈-❈
وقفت تنظر
إليه بسعادة وهو يداعب طفلتهما التي لم يتعدى عمرها الأربعة أشهر بسعادة غامرة
حبيبها الذي
أسر قلبها الذي تعلم أبجدية العشق على يده.
عصبى و سريع الغضب لا تنكر ذلك وأحيانًا
يدفعها لحد الجنون، لكنها ستظل عاشقةً له مهما فعل
لمح نظراتها
العاشقة له مما جعله يشير لها بالتقدم وهو يفتح ذراعه الآخر لها
تقدمت منه
لتجلس على الفراش بجوارهما يحوطها بذراعه ويقبل جبينها بعشق لا ينتهى وقال بوله
_ آخرتي تحت كده
ليه؟ أنا وسيلا كنا خلاص هنام.
داعبت ابنتها
التي ارتاحت على صدر والدها بأمان لتغمض عينيها بنعاس وقالت
_ كنت مع ماما
وسيلة وتيتا والوقت أخدنا.
نهض ليضع
ابنته في فراشها ثم عاد إليها عندما لمح نظرت حزن في عينيها والتي لم تتقن إخفاءها
جيدًا فهو أكثر من يعلم بما يدور بخلدها الآن
استلقى على
الفراش وجذبها لحضنه وهو يضع رأسها على كتفه
وقال بتعاطف
_ لو مش عايزة
تتكلمي مش هضغط عليكي.
اختبئت بحضنه
أكثر وكأنها تحتمي به من العالم أجمع وقالت بألم
_ مش عايزة
اتكلم دلوقت خليني جوه حضنك شوية.
لم يبخل عليها
يومًا بمشاعره بل كان يغدقها بها ويذيقها فنون العشق بألحانه
لم يسألها
لأنه يعلم الإجابة جيدًا، ومن غيره ذلك المتحجر الذي لم يفكر حتى بمهاتفة ابنته
والاطمئنان عليها.
لحظات صمت مرت
عليهما وهي تتشبث به كالغريق
حتى سمعت صوته
يسألها بحنان
_ ايه اللي حصل؟
تنهدت بضيق ثم
تحدثت بخفوت
_ مش عارفه إن
كنت هتفهمني ولا لأ
قبل رأسها مرة
أخرى وهو يقول بحب
_ جربي.
تحدثت بشرود
وهي تشدد على يده التي تحتوى يدها بحنان
_ تعرف إني
بحسدكم على عمي ومرات عمي أوي
كل مـ أشوف
اهتمامه بيكم وخاصةً بـ ليلى وأقارن بينه وبين بابا اللي من وقت اللي حصل مـ فكرش
حتى يطمن عليا بالفون، حتى في ولادة سيلا جاه زيه زي أي غريب ومشي تاني
تنهدت بألم
وهي تتذكر تلك اللحظة
_ حتى ماما من
وقت ما رجعت له وهي انشغلت عني بعد ما كانت بتكلمني كل يوم.
رأف جاسر
بحالتها وزاد بغضه لذلك الرجل الذي لن يتغير مهما حدث ولا يبالي سوى بجشعه وتحدث
بتعاطف
_ انتي عارفة
كويس الظروف اللي مروا بيها الفترة اللي فاتت وده خلاهم ينشغلوا عنك.
لم تقتنع
بحديثه ولا حتى هو فتابع قائلًا بمزاح
_ وبعدين انا
راضي ذمتك انتي شايفة جمال ووسيلة بيقصروا معاكي في حاجة، دا أنا لما بتخانق معاكي
بوطي صوتي ليسمعوني خوف منهم.
بالطبع لا وهي
تعلم ذلك جيدًا لكن مهما فعلا فلن يملأ الفراغ الذي يتركه الوالدان، ابتعدت عنه
قليلًا كي تنظر إليه
_ جاسر انت مش
فاهمني
أكد لها
_ لأ فاهمك كويس
أوي وعارف انتي عايزة تفهميني ايه، بس انتي لازم ترضي عشان متتعبيش، ابوكي مش
هيتغير دي طبيعته والمفروض تكوني تأقلمتي على كده.
هزت راسها
بنفي وهي تنظر إليه بألم
_ اللي مضايقني
أكتر إن رغم كل اللي حصل بس زي ما هو متغيرش
أبعدها عنه
قليلًا كي ينظر إليها ثم رفع وجهها إليه وتمتم بحب كي يمحي تلك النظرات التي تؤلمه
_ أنا مش عايزك
تفكري أو تشغلي نفسك بأي حاجة طول ما انتي في حضني، انسي وانا هعوضك عن كل حاجة.
نهاية حديثهم
دائمًا ما ينتهي بالصمت، لتكون لغة العيون والقلوب هي السائدة بينهم
ولحظات عشق
تعيشها بين أحضانه التي لم يبخل عليها بها
بل منذ عودتها
وهو يغدقها بمشاعره الجياشة التي خصها بها وحدها
❈-❈-❈
ظل أمجد
قابعًا في غرفته ينتظر عودتها من المشفى
حتى مل من
الانتظار
عاد يهاتفها
لكنها لم تجب مما يؤكد بأنها مازالت داخل غرفة العمليات
لم يعد يستطيع
تحمل المزيد وهي تتمادى بلا حدود
إلى متى سيظل
على تلك الحالة من التحمل.
أوقات كثيرة
كان ينهي عمله سريعًا كي يعود إليها وينعم بأحضانها الساجية
لكن تفاجئه
بذهابها إلى المشفى للضرورة القصوى فلم يستطع معنها ويظل منتظرها ساعات وتصل
أحيانًا حد المبيت.
لم يعد يستطيع
التحمل أكثر من ذلك، اليوم سيضع حدًا لكل ذلك.
ساعة أخرى مرت
عليه حتى وجدها تدلف الغرفة بتعب وإرهاق بالغين
فهذا حالهما
الآن، تأخير ثم عودة مرهقة
_ السلام عليكم.
حاول بصعوبة
بالغة الهدوء لكن كيف ذلك وقد وصل به الأمر حد الاختناق فرد عليها بحنق
_ وعليكم
السلام، ممكن أعرف حضرتك أخرتي كده ليه؟
وضعت حقيبتها
على المقعد ونزعت حذائها لتتركه بأهمال
ثم تقدمت منه
لتجلس بجواره وتقول بتسويف
_ أمجد أنا
راجعة تعبانه ومش حمل جدال.
نهض أمجد من
فراشه وقد انتهى ثباته لعدم اهتمامها بالتوضيح له أو حتى كلمة اعتذار وصاح بها
بغضب
_ جدال؟! يعني عايزاني اتحمل كل ده واسكت متكلمش؟! ليه فاكراني ايه؟