-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 47 -1 - الإثنين 25/12/2023

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الفصل السابع والأربعون

1

تم النشر الإثنين

25/12/2023


العتاب:

كنتُ أنتظرُ تلك اللحظةَ التي ينتهي فيها الخلافُ بـ جملة "علاقتنا وبقاؤنا معًا أهمُ من أي خِلاف بيننا" بينما كنتَ تجاهدُ أنتَ لتُثبت أنني الطرف المُذنِب، كنتُ أعاتبكَ بـ قلبي ولم أنتظر منك إلَّا اللين، وكنتَ تُعاتبني بـ عقلك ولم تنتظر مني إلَّا الهزيمةَ أمامك....


#ليلى_البنداري




قبل ساعتين من اختطاف الطفل

اقتربت من فراش صغيرها، حملته بين ذراعيها 

-حبيب مامي زعلان ليه، انت جعان..وضع الطفل أصابعه بفمه وبكى بصوته الطفولي 

ضمته إلى صدرها وبدأت تتمتم له بعذوبة صوتها، ثم جلست اطعمه..غفى بعد رضاعته، وضعته بمهده وظلت تشدو له بصوتها الناعم 

وصل وتوقف لدى الباب يستمع لصوتها المبهج لروحه 

شعرت بوجوده، ولكنها ظلت كما هي، خطى إلى أن وصل إليها وجلس بجوارها ينظر لطفله، لأول مرة يدخل غرفته، بعد شهر من ولادته 

وضع كفه على خصلاته الناعمة التي تشبه والدته كثيرا

-حبيب بابي مزعل مامي ليه

ثم انحنى يطبع قبلة على جبينه

رفعت نظرها مذهولة من وجوده، ارتجف جسدها عندما اقترب وحاوطها بذراعيه 

-وحشتيني مولاتي..رفعت يديها تمررها على وجهه وهي تناظره بأعين مشوشة بدموعها المتحجرة فهمست بصوتا مختلطا بالبكاء

-راكان...امسك كفيها وطبع قبلة مطولة عليه، ثم عانقها بنظراته 

-روح راكان مولاته...قالها ثم جذبها يعتصرها بأحضانه 

-آسف حبيبي..ليلى أنا اتذكرت كل حاجة..خرجت من أحضانه وعبراتها انسابت بغزارة تبتسم من بين دموعها هامسة

"الحمد لله.. الحمد لله"كررتها عدة مرات، ثم توقفت فجأة تطالعه بتساؤل 

-امتى، اتذكرت امتى؟!

احتضن كفيها بين راحتيه، ورفع بصره إليها 

-يوم ولادتك..جحظت عيناها تسحب كفها من بين راحتيه، ثم سألته بعدم فهم 

-قصدك شهر، فاكر عذابي من شهر ورغم كدا سبتني أتألم واتعذب ..شهر ياراكان، هونت عليك وانت شايفني بموت من بعدك وانت واقف كدا 

تراجعت بجسدها بعيدا عنه، وكلامها شقه صدرها، حتى شعرت بعدم قدرتها على الحركة 

اتجه إليها وحاوطها بأحضانه

-حبيبي اهدي..رفعت نظرها وهمست 

-اهدى..بتقولي اهدي، ارتفعت دقاتها كلما تذكرت يوم ولادتها 

-أنا كنت بموت ومكنتش محتاجة غير حضنك، رفعت كفيه تضعها على وجنتيها وأردفت بصوت مبحبوح بالبكاء

-كنت محتاجة دي تربط على قلبي، كنت محتاجة همسة منك تقولي انا جنبك حبيبتي ، بس انت عملت ايه 

نهضت كعصفور مكسور،  الجناح ظلت للحظات تطالعه بأنين قلبها ثم توقفت تدور حول نفسها كالمجنونة وهي تشعر بفوهة بركانية بصدرها ستنفجر وتحرقها كاملة 

نهض وتوقف أمامها لحظة وهي ترمقه بغضب وخذلان بنفس وقت، حتى توقفت جميع حواسه حتى عجز لسانه عن صياغة الحروف ..حاوطها بذراعيه ونظراته إليها نظرات متألمة على حالتها 

أشارت بكفيها له بالبعد 

-لا ياحضرة المستشار مفكرني هسامحك زي كل مرة ، المرة دي وجعتني اوي، لا تعلم أي جرم ارتكبته ليحرقها بتلك الطريقة


دنت تنظر إلى عيناه مباشرة 

-أنا كنت بين الحياة والموت وانت هنا، قافل على نفسك ومحاولتش حتى تيجي لي وتطمن عليا، محاولتش تضحك عليا حتى لو بكلمة وتقولي ليلى اتمسكي عشان ابننا..تراجعت إلى فراش ابنها 

-دا اتولد وملقاش أبوه جنبه يحضنه ولا يسميه، دا ذنبه ايه، قولي ياحضرة المستشار ازاي جالك قلب ترتاح وانا بموت هنا ..وصلت إليه وبدأت تلكمه بصدره 

-قولي ياحضرة المستشار بأي حق جاي تقولي الولد دا ابنك، ايه دليلك لدا 

تعمقت بعيناه والامتعاض باد على ملامحها 

-اياك تقرب مني ياراكان، اياك سمعتني، وخليك عايش في دور الأهبل ال فاقد الذاكرة 

دنت ورفعت نفسها تهمس بجوار أذنه 

-ليلى ماتت لما سبتها بتنزف في المستشفى، روح دور عليها هناك 

صمتا مريبا مشحونا بأنفاسهما المرتفعة ونيران صدرهما التي شقت بسبب ما قالته وما فعله 

اتجه إليها ثم 

جذبها بقوة يحاوط خصرها بقوة  واضعا رأسه بخصلاتها 

-غصب عني حبيبي..ارتعش جسدها بالكامل من همسه وانفاسه التي بدأت تضرب عنقها

همست بتقطع عندما فقدت سيطرتها 

-ابعد لو سمحت..اغمض عيناه يهز رأسه وظل كما هو وتحدث:

-ليلى أنا كنت بموت اوعي تفكري بعدك عني كنت قادر اتحمله، انا محستش بالحياة إلا لما رجعتي البيت..رفع نظره واحتضن وجهها: 

-أنا روحتلك المستشفى مرتين، قبل ماتولدي وبعد مااولدتي بيوم، مكنش المفروض احسس حد اني اتذكرت 

انزلت كفيه وتراجعت تزيل دموعها ثم هزت رأسها:

-عايزة اقعد لوحدي لو سمحت..بتر حديثهما عندما دلفت والدته ..وزعت نظراته بينهما ثم نظرت الى ذراع ابنها الذي يضم ليلى

-راكان بتعمل ايه هنا، اول مرة تدخل هنا ..اتجهت ليلى بنظرها إليها بعدما ابتعدت  حصاره

-معلش ياماما أصل حضرة المستشار بيمشي وهو نايم ودخل الاوضة بالغلط 

-ليلى..قالها وهو يجز على أسنانه..ثم سحبها للخارج 

-تعالي لازم نتكلم..اتجهت والدته تنظر بغموض

-انت اتذكرت ياراكان، قطع حديثهما


 صوت انفجار سيارة بالاسفل..اتجه إلى النافذة ينظر بالخارج..صاحت والدته باسم زوجها 

-ابوك تحت يابني...

اتجه مغادرا إليه، ولكنه توقف لدى باب الغرفة 

-ماما خليكي مع ليلى، رفع بصره إليها 

-متخرجيش شوية وهرجع، ثم هرول إلى الأسفل 

ظلت تذهب إيابا وذاهبا بالغرفة لبعض الدقائق 

هزت رأسها وتحركت :

-لا لازم انزل اطمن عليه، مش هقدر استنى هنا ومعرفش عنه حاجة تحت 

تحركت سريعا للأسفل وخلفها زينب عندما استمعوا الى طلقات نارية..هرولت تبحث عنه في الأرجاء..وجدته متجها بسلاحه لأحد امنه 

-شوف في ايه ومين ال ضرب الحارس، اتحركو..اتجه إلى والده 

-بابا حضرتك كويس..أوما اسعد واجابه 

-العربية ولعت ليه يابني..ازاي وهي جديدة، تجمع الجميع بحديقة القصر ..

-راكان انت كويس..قالتها ليلى بلهفة وهي تنظر إلى أنحاء جسده 

ضمها وهو يومئ برأسه 

-كويس حبيبتي، خليكوا هنا هشوف الحارس مات ولا ايه..أمسكت كفيه وتلألأ الدمع بعيناها..قلبي وجعني خد بالك من نفسك..طبع قبلة على جبينها وربت على كتفها ينظر إلى والدته وسيلين التي وصلت بجوار سارة، ادخلوا جوا، لما اشوف ازاي قدروا يدخلوا القصر، قالها وتحرك متجها إلى غرفة أمنه

-ليلى هو راكان رجعتله الذاكرة...تسائلت بها سيلين..كانت عيناها تراقب تحركه في كل الأنحاء ، قلبها يؤلمها بشدة..تحركت متجهة إليه..امسكتها سيلين 

-حبيبتي اهدي هو في وسط امنه، وقدامنا اهو 

-قلبي وجعني ياسيلين، حاسة فيه حاجة هتحصل

جذبتها سيلين متجهة للداخل

-متخافيش حبيبتي انا عارفة إنك معذورة بعد ال حصل ، بس مقولتيش راكان راجعتله الذاكرة 

أطبقت على جفنيها ثم نظرت إليه وهو يتحدث مع أحد الرجال

-لسة معرفني دلوقتي بعد تلات شهور شوفت فيهم وجع سنين

ضمتها سيلين بعدما انذرفت عبراتها وتربت على ظهرها 

-حبيبتي عارفة والله انك اتحملتي كتير، أزالت عبراتها وتحركت قائلة 

-أنا تعبانة هروح اغير الفستان دا وارتاح ..قالتها بعدما وجدته متجها إليهم مع والده وهو يتحدث بهاتفه

صعدت للأعلى ثم اتجهت إلى غرفتها وقامت بتغيير ثيابها، جلست أمام المرآة تتذكر حديثه منذ دقائق..استمعت إلى ضرب نار مرة أخرى بالخارج، خرجت متجهة إلى الخارج بعدما استمعت الى صوت بكاء طفلها ..نظرت إلى غرفته وجدت بابها مفتوحا واحدًا ما يقفز من النافذة..رعشة قوية أصابت جسدها كصاعقة كهربائية مما جعلها تسرع إلى الأسفل بقدميها الحافيتين وخصلاتها التي تمردت على وجهها، ناهيك عن ثيابها المنزلية، أسرعت حتى وصلت إلى مخرج القصر وهي تبحث بعينها وجدته يقفز من فوق السور في وقت يتبادل به الجميع ضرب النيران مع مجهولين بالخارج..هرولت للخارج حتى وصلت البوابة الرئيسية وهي تصرخ باسم ابنها مرة واسم زوجها مرة.. دقائق وتوقف ضرب النيران..وصلت إلى الخارج بدلوف يونس بسيارته الذي نظر بصدمة إلى حالتها الهسترية من صراخاتها المجنونة وثيابها ماهي إلى منامة شفافة..ترجل من سيارته سريعا حتى لم يغلقها واتجه خلفها يناديها، صرخت وصرخت عندما وجدت الرجل يحمل طفلها ويتستقل السيارة

-راكاااااان..صرخة شقت بها سماء المكان بليله الساكن..استمع الى صراخها، وكأن أجهزة جسده توقفت عن العمل يحاول أن يفهم مابها..اتجه بنظره الى البوابة وجد يونس يتجه للخارج وينادي باسمها..لونت الصدمة تقاسيم وجهه، لحظات كانت كفيلة بتصنم جسده عندما رآها من بعيدا وهي تسرع كالمجنونة..اسرع خلفها ودقات قلبه تخترق صدره 

توقفت السيارة عندما اقتربت منها وهي تشير بيديها ..قائلةابني 

ظهر بوضوح وهو يصرخ باسمها واسم رئيس حرسه حتى هرولت السيارة مغادرة المكان سريعا..بكت بصراخ وهي تسرع خلفها حتى أنهكت وجثت ساقطة على ركبتيها تتمتم بصوت متقطع 

-ابني خطفوا ابني..وصل يونس إليها، خلع جاكتيه يضع على أكتافها محاولا مساعدتها على الوقوف

-مدام ليلى، قومي هنعرف مين دول..نظرات إلى مكان السيارة 

-ابني ..ابني ..خطفوا ابني، وصل راكان إليها يهمس باسمها :

-ليلى ..بكت بصوت مرتفع عندما استمعت إلى صوته، ولم تقو على النظر إليه، ظلت كما هي بجسدها الذي تسربت البرودة إلى اعضائه، ولم تشعر بشيئا سوى صورة ذاك المجرم وهو يحمل ابنها ويشير عليها بأن تأتي 

-يونس ايه ال حصل ؟!تسائل بها بلسان ثقيل وهو يخطو ببطئ كأنه يتحرك على سيف مدبب بعدما رأى حالة ليلى

هز رأسه بعدم معرفة، ولكنه توقع خطف الولد..وصل راكان إليها،

-ليلى ..قالها عندما حاوطها للوقوف ..ايه ال حصل حبيبتي

هنا فاقت من صدمتها ونهضت تلكمه بصدره بكل ماوتيت من قوة 

-ابعد مالكش دعوة، انت السبب، انت السبب، الولد دا مالكش فيه حاجة، دا ابني انا، انا لوحدي ال اتحملت العذاب فيه، مالكش تسأل في اي حاجة

ارتجفت أوصاله وابتلع ريقه بصعوبة محاولا ابعاد مافهمه

 

حاوطها بذراعيه ينظر ليونس وانسابت دمعة من عينيه عندما 

تلاشت قوتها وهي تهمس باسم ابنها 

-ابني عايزة ابني ياراكان، خطفوا الولد ..ابني، قالتها وغمامة سوداء تحاوطها حتى سقطت مغشيا عليها بين ذراعيه