رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 44 -2 - السبت 16/12/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الرابع والأربعون
2
تم النشر السبت
16/12/2023
انقلبت السيارة رأسا على عقب وسقطت لاسفل الجبل
صرخة شقت سماء المكان من ليلى وهي ترى انقلاب السيارة
وفجأة استمعوا الى انفجار السيارة بالأسفل
هرول حمزة يصرخ بجنون، هو لم يرى انقلاب السيارة بسبب انحدار الطريق، كل مارآه واستمع إليه انفجارها
تحركت بخطوات مرتعشة ودموع تمزق وجنتيها، ساقين هلامتين وتصلب جسدها وكأن خنجرا يدق بمنتصف صدرها تراجعت للخلف تهز رأسها وتردد بخوف والما بآن واحد
-لا مستحيل يكون جوا العربية، لا العربية انفجرت وراكان خرج منها
وصل إليها حمزة الذي واتجه سريعا إلى أخر الممر وضع يديه على رأسه وجثى على ركبتيه ودموعه ابلغ عن أي وصفا مما رآه
هوت على الأرضية وهي تهز رأسها كالمجنونة، دا كابوس
لا كابوس وهفوق..راكان مكنش في العربية، راكان مكنش في العربية
اتجهت إلى حمزة بعينان متألمة
-حمزة قوم شوف راكان فين، حمزة قوم هاتلي راكان،تحركت بخطوات أقرب الى الركض لتهبط إليه وانفاسها تصارع الموت داخل صدرها، ودمعاتها تلاحق بعضها تلو الأخرى
وصل جاسر إليهما بجواره يونس الذي تصنم بوقفته، ينظر إلى ركض ليلى وبكائها
وكأنها فقدت عقلها..استدارت تشير إلى يونس عندما فقدت الحركة، وشعرت بآلام تنخر عظامها
-يونس راكان تحت، انزل شوفه بسرعة
-يونس..قالتها بصراخ
بقولك انزل شوف ابن عمك،هو عايش
توقف حمزة اخيرا، متجها اليها يجذبها ليخرجها حتى لا تسقط
-ليلى اهدي أنتِ حامل، عشان ابنك..قالها ببكاء
رفع يونس نظره إلى حمزة وتسائل بتقطع
-حم..زة فين راكان ..أطبق على جفنيه بقوة
-العربية انفجرت وهو جواها
دفعته ليلى بصراخ، واتجهت سريعا الى الأسفل
-انا جوزي عايش..سامعين راكان عايش..قالتها وهي تهبط بهدوء إلى الأسفل، في الوقت الذي وصل جاسر قبلها للأسفل ...بينما يونس شعر بتوقف نبضه، وكان أحدا قام بضربه بسيخا حديدا بصدره
وشعر بأن الأرض تحت أقدامه فوهة بركانية وهو يهز رأسه رافضا حديثه
قفز بخفة سريعا اتجاه جاسر
وصل جاسر إلى السيارة التي تحطمت مع فريقه
اتجه أحد الشرطيين
-مفيش حد في العربية ياباشا..هنا طاقة نور فتحت للجميع..أشار بيديه على الأشجار التي تصف بجانب الطريق
-دا كويس، ممكن يكون نط من العربية بعد ماعرف أنها مش سليمة، دور فوق وتحت اكيد هو هنا
خارت ليلى ولم تشعر بنفسها فجثت على الأرضية وهي تصرخ باسمه..اتجه حمزه يساعدها على الوقوف
-ليلى لو سمحتي بلاش تعملي كدا، اهدي لو سمحتي راكان مكنش في العربية ممكن تهدي
انهمرت عبراتها ممزوجة بنزيف روحها التي اشتهت الموت قبل أن تسمع خبر موته
وضعت كفيها بشهقة وهي ترتجف من فكرة موته، الفكرة نفسها تذهب روحها
استمع جاسر إلى أحد الشرطيين
-لقيناه ياباشا..اسرع يونس وحمزة اتجاه سريعا، بقلوبا تنزف دما ،تصنم جسد يونس وانسابت دموعه بقوة يصرخ بصوت جهوري من حالته التي وجد عليها ..هوى بجسده يضمه إلى أحضانه وصرخت شقت الكون بأكمله وهو يصرخ ويصرخ بصوته الجهوري يضرب على شقه الأيسر
-لا راكان..مستحيل..انتحب بحرقة وهو يضمه عندما شعر بفقدان حياته
دفعه حمزة بقوة:
-اخرص ياحيوان، اتجننت ولا ايه ...وسع كدا بدل ماتشوفه، خلاص حكمت عليه
ورغم قالها بصوت غاضب إلا أن داخله ينهار، فمن يراه يجزم بموته
كانت تجلس بعيدا بجسدا خاوي وكأنها فقدت الحياة،تضم احشائها تحاول السيطرة على التنفس وشريط حياتهما يمر أمام ناظريها ..دموع فقط تسقط من هذا الجسد الذي فقد الحياة، عيناها خاوية، أصبح جسدها متجمدا وبارداً كبرود الموتى عندما صرخ يونس
❈-❈-❈
قام جاسر بمهاتفة الاسعاف، وهو يأمر شرطيه بالوصول إلى ذاك المنزل للقبض على نورسين بعد إغلاق حمزة عليهما
جلس يونس بمقابلته، وبدأ على وجهه الحزن الشديد وعبراته كالوديان لم يرفع بصره عن ذاك الجسد الذي من يراه يقسم أنه فقد الحياة
نظراته ضائعة معذبة، وقلبه ينتفض بذعر يتمنى أن يكون كابوسا حتى يفيق بما صار له
أوقفه جاسر بغضب
-يونس انت دكتور، حاول تشفع لوظيفتك يادكتور، انسى دا ابن عمك، دا مريض، قوم وشوف شغلك
كأنه لم يستمع اليه، عيناه الخاوية على جسد راكان المسجى على الأرض..تذكر حديثه منذ قليل
-يونس وصيتك ليلى وولادي، هنا فاق من صدمته واتجه بنظره الى ليلى الجالسة، التي شعر بأنها لم تشعر بمن حولها
أشاح بوجهه عنها و
نهض بتكاسل، بل حزن شطر قلبه و جسده بأكمله..وصل إليه بألما ..أطلق تنهيدة مرتعشة من عمق حزنه والمه ..ورفع يديه المرتجفة على وجهه ودموع عيناه تكوي وجنتيه..رفع كفيه يضمه بحنان يمسح على وجهه ويزيل الدماء المنبثقة من رأسه ..انخفض يطبع قبلة على جبينه
"ويسألونك عن الروح قل هي من أمر ربي" صدمة جارفة مع ابتسامة عندما شعر بنبضه وتحدث
-راكان ..انت عايش ياحبيبي
اتجه سريعا ونزع قميصه وحاول تضميد جراحه، وهو يبتسم، لم يقل الأمر عند حمزة، الذي فعل مثله، وحاولوا منع نزيفه ..ضغط يونس على صدره عندما شعر بتوقف نبضه
لازم تتمسك بالدنيا عشان مراتك ال هتموت عليك وولادك، ياله ياراكان انت قوي..جلس حمزة يساعده وهو يحاول إنعاش قلبه مرة أخرى
رفع بصره لحمزة
-عايش ياحمزة ..راكان عايش يلا
قالها عندما شعر بنبضه تحت أنامله
رفع نظره إلى ليلى علها تفيق
-عايش..عايش، ظل يكررها لعدة مرات، ثم اتجه لجاسر الذي وصل إليهم بالمسعفين
-براحة اكيد فيه كسور، حمله المسعفين بهدوء، نهض
متجها الى ليلى الحاضرة الغاىبة بعيناها المتحجرة بالدموع وجسدها البارد برود الموتى
جلس بجوارها وأدار وجهها
-مدام ليلى ..أنتِ معايا، قومي ياله، راكان لسة عايش
كأن اسمه ارجعها لأرض الواقع، رفعت بصرها بأهدابها المرتعشة
-عايش..قالتها بخفوت..وصل حمزة
وحاوط ذراعيها
-قومي ياليلى، جوزك عايش.
أسندها يايونس معايا قالها حمزة وهو يحاول ايقافها
تحرك إليها بخطوات سلحفية وتوقف بمحاذاة حمزة
لا يعلم كيف سيتخلص من هذا الوخز الذي يرافق أنفاسه من حالتها، وحديثه الأخير
سحبها بمساعدة حمزة متجهين إلى السيارة، كانت تتحرك كورقة خريف تبعثرت ورقاتها في مهب الريح، لم ترى سواه وحده، حديثه احضانه، كلماته الهامسة لها
استقلت السيارة بجوار حمزة، ينظر اليها بقلبًا منفطر، رفع نظره الى يونس وأشار بيديه للقيادة
-ابتلع غصته المتورمه قائلا بتنهيدة عميقة
-ليلى لازم تفوقي عشان ابنك ال في بطنك، راكان هيفوق إن شاء الله
وضعت رأسها على زجاج السيارة بتعابير تقطر حزنا تضع كفيها على احشائها وتتذكر حديثه