رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 44 -3 - السبت 16/12/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الرابع والأربعون
3
تم النشر السبت
16/12/2023
فلاش باك
دلف إلى جناحهما وجدها تخرج من المرحاض بجسد منهك..جلست أمام المرآة
جذب المقعد وجلس بمقابلتها، احتضن كفيها
-حبيبتي تعبانة..وضعت رأسها على كتفه..لا كويسة، اتعودت خلاص ياراكان، لازم اول كام شهر يكون إرهاق وتعب كدا
ملس على وجنتيها وابتسم
-لازم تتشاقي يالولا، وتجيبي ولاد تاني..اعتدلت ترمقه بغضب
-نعم هو انا ال بجيب العيال لوحدي..قهقه عليها بصوته الرجولي
-انا مالي، انا مؤدب ماليش دعوة ..لكزته بكتفه
-بس ياراكان هزعل منك بجد
حاورها بعيونه الشمسية، ثم عانقها بدفء حنانه وهو يمسد على خصلاتها
-أنا أسعد راجل في الدنيا، ربنا ما يحرمني منك حبيبي
حاوطته بذراعيها تستنشق رائحته الرجولية الخلابة لرئتيها
-وأنا اسعد ست على وجه الأرض،عشان متجوزة احسن راجل في الدنيا
اخرجها من أحضانها واحتضن كرزيتها حتى يخمد بركانه الثائر بعشقها ..فصل قبلته واضعا جبينه فوق خاصتها
-أنا محظوظ اوي ياليلى، وسعيد عشان لتاني مرة هكون أب، رفع ذقنها وعانق ليلها الدامس هامس لها
-فرحتيني واسعدتيني حبيبتي رغم انك خبيتي عليا في الأول
رفعت كفيها على وجنتيه ونظرت لداخل مقلتيه
-بجد ياراكان انت مبسوط عشان هيجلينا ولد تاني
طبع قبلة مطولة على كفيها واه خفيضة خرجت من بين شفتيه
-انا متمنتش غير كدا اصلا ياليلى، طول عمري وأنا نفسي اجيب ولاد كتير من الست ال بعشقها، بس كدا كفاية يالولا عشان صحتك ياقلبي
رفع ذقنها وأشار إلى بطنها
-دا ابننا التالت مش التاني، وان شاءالله يجي بصحة كويسة، والحمدلله عليه، مش عايز تعب، ولا خوف عليكي
انسابت عبراتها على وجنتيها وارتجفت شفتيها قائلة
-أنا بحبك اوي ياراكان، اوعى تبعد عني مهما صار، هموت لو بعدت، هزت رأسها وكثرت عبراتها التي أصبحت كالمطر
سحبها بقوة لأحضانه يعصرها وهزة عنيفة أصابت قلبه من بكائها
-معرفش انا مالي بجد، دايما عندي احساس وحش ياراكان اني هفقدك أو أننا هنبعد عن بعض
أحس ببرودة تتسرب لجسده، وتصلب كفوفه على خصلاتها
اخرجها ينظر لمقلتيها قائلا بصوت جعله متزنا
-ليلى ايه ايمانك الضعيف دا، يعني بعد ال حصل دا كله، تفتكري ممكن ابعد عنك، دي وساوس ياحبيبتي، وممكن يكون من الحمل
دنى ينظر لشفتيها المرتجفة التي تدعوه لتقبيلها وغمز بعينيه
-عايزة تحرميني من الفراولة يالولة، تفتكري هلاقي فروالة طبيعي زي ال عندك
مط شفتيه وتحدث
-منكرش دوقت فراولة كتير، بس الصراحة مش زي الفراولة الطبيعي دي، قالها وهو يملس على شفتيها
لكمته بصدرة بقوة حتى سقط خلفه على الأريكة
-والله العظيم أنت بارد ورخم، تحولت إلى الجنون، واتجهت إليه تلكمه بقوة
-طب خد يبتاع الفراولة، والله لاحرمك منها وروح شوف الفراولة يابتاع الستات ياقليل الادب
ظلت تلكمه وهو يقهقه بصوته المرتفع
-يابنتي اهدي، والله بهزر..أمسكت الوسادة ووضعتها على وشه
-وريني بقى يابتاع الفراولة هتشوف الفراولة ازاي، هخلعلك عينك الحلوة دي
ارتفعت ضحكاته، حتى زلزلت كيانها،وضعف قلبها المسكين، فجأة جذبها محاوطها بذراعه وانقلب الحال
حاوطها بذراعيه يتعمق بنظراته إليها وابتسامة واسعة شقت ثغره وانارت وجهه
-أنا اصلا مش بشوف غيرك ياحبيبة راكان..دنى يداعب وجهها بأنفه
-اعمى عن الكل ومش شايف غيرك ياليلة حياتي وعمري كله
رفعت كفيها تمشط خصلاته
-وأنا بقيت مجنونة راكان البنداري..غمز بطرف عينيه وأشار بها
-عشان بيدوق الفراولة صح مش كدا..ركلته بأقدامها وصرخت
-والله عايز تنضرب ياراكان، جذبها حتى أصبحت على ساقيه ومازالت ضحكاته تملأ المكان
-تنينة تنينة فعلا زي مالولد يونس قال..وضعت رأسها بأحضانه وحاوطت جسده
-ماهو لازم التنين يكون له تنينة ياروحي، يعني التنين هيتجوز حمامة
ضحك بصخب على كلماتها، لكزته بصدره
-راكان بطل ضحك، معرفش مالك النهاردة مش عارفة ايه ال مخلي شفايفك مش على بعضها
داعب وجهها بأنامله وابتسم بعدما سيطر على ضحكاته
طب ينفع شفايفي تكون على بعضها ولولة حياتي جنبي بالبورنص دا..قالها عندما جذبها من رباط البورنص
أمسكت الرباط بقوة وهزت رأسها
-راكان، وسع بقى،والله مااعرف مالك اتجننت ولا ايه
جذب رأسها ونظر لكرزيتها يتحسسها بأنامله
-وجودك حبيبي هو ال مفرحني، يعني بعد ماهكون اب للمرة التالتة، عايزاني ازعل
ضغطت على أصبعه بأسنانها
-هتلعب هزعلك بقولك اهو،
أطلق ضحكة مرة أخرى
-ياعضاضة، كدا ..وضعت رأسها على كتفه وأردفت وكأنها لم تفعل شيئا
-راكان نفسك في ولد مش كدا
حاوط خصرها بذراعيه قائلا
-ال ربنا يجيبه ياليلى مش هعترض، اخ ، أو اخت للولاد نعمة ..رفع ذقنها وتحدث
ربنا ما يحرمني منك، ويكمل حملك على خير، حافظي على نفسك ياليلى، لو تعبتي بلاش تروحي الشغل، سيلين ودرة هناك، وكمان انا متابع
حاوطت عنقه ووضعت رأسها بعنقه تستنشق رائحته، مثلما يستنشق النحل الزهور
جذبها يحاوطها بذراعيه
-ريحتي حلوة حبيبي..اومأت برأسها
-اوي ..أوي ياراكان، تعرف بقيت كل شوية اروح لبرفانك واقعد اشم فيه، بس رغم كدا بحب اشمه عليك، بحس اني عايشة
اخرجها ونهض متجها إلى غرفة الملابس..وضع أمامها ملابسها
-قومي عشان اساعدك ووصلك للشغل في طريقي، وهعدي عليكي وانا راجع، بس متنسيش كلامي لو هتتعبي بلاش الشغل ياليلى، عشان مضطرش اخد قرار يزعلك
توقفت أمامه وتسائلت بحيرة
-ياترى خايف عليا، ولا خايف على ابنك
نظر إليها بذهول ثم اقترب
-لا دا أنتِ شكلك اتجننتي، هو انتِ ايه وال في بطنك ايه، حاوط وجهها
-ليلى أنتِ عندي اهم في المقام الاول، بس دا ميمنعش اني اخاف على ال في بطنك برضو، انتو الاتنين مهمين عندي، ولاسيما أنتِ عندي أهم، متنسيش أننا فقدنا ولد قبل كدا..أخرج تنهيدة ثم رفع ذقنها
-عشان خاطري حافظي على نفسك اولا، ثم على ابننا، وخليكي دايما فاكرة حبيبتي انكم اغلى من روحي، ولو حصلكم حاجة مش هعرف اعيش، دنى يطبع قبلة على جبينها
-حياة ليلى هي حياة راكان، افتكري أن نبضنا مرتبط ببعض..تمسحت بصدره كقطة أليفة وحاوطت خصره
-طب ساعدني عشان اغير..حملها بخفها وهو يطلق ضحكات
-مش لما ادوق الفراولة، يعني تشميني ببلاش، لا فيد واستفيد ياحبيبي
❈-❈-❈
خرجت من شرودها وذكرياتها عندما توقفت السيارة وصوت حمزة الذي شعرت وكأنه بعيدا..بسط يديه إليها
-ليلى ياله، تعالي ندخل عشان نشوف راكان
اومأت برأسها وتحجر جفنيها الذي شعرت بصحروايته من كثرة البكاء
انزلت أقدامها بهدوء وحاوطت جنينها بيديها تحاول الوقوف، ولكن كأن أعضائها شلت ولم تقو على الوقوف..أمسكت بكف حمزة عندما شعر بها، وحاوط جسدها بذراعيه، تحركت تستند عليه وكأنها طفلا يتعلم السير..اسرع يونس بجذب مقعد متحرك لتجلس عليه..هزت رأسها رافضة وهمست بتقطع
-عايزة اوصل لعنده وأنا واقفة على رجلي، مش عايزة اكون ضعيفة..قالتها ببكاء
أطبق يونس على جفنيه متألما وانسابت عبرة عبر وجنتيه ألما وهو يطالع حمزة الذي تجمد جسده عندما هوت من بين يديه تبكي بنشيج مرير
-قولي ياحمزة ازاي هكون قوية من بعده، حد يطمن روحي ويقولي ازاي الواحد يقدر يعيش بجسد من غير قلب وروح ..وصل نوح بجوار أسما بعدما أخبره جاسر بما صار
تجمد نوح بمكانه من حالة ليلى وهو يهز رأسه رافضا فكرة فقدانه..وصلت أسما إليها مهرولة وهي تضع كفيها على فمها من الصدمة والذهول
احتضنتها بقوة تمسد على ظهرها، كيف تطمئنها وتحتوي وجعها احتضنت وجعها وحاولت الثبات أمامها
-حبيبتي ايه ال حصل، وايه ال عمل فيكي كدا ..رفعت نظرها إلى حمزة الذي انهار كليا يجلس بجوارها يضمها من أكتافها ..ابتلع غصة منعت تنفسه وشعر باختناقه
-ليلى لو سمحتي بلاش تعملي فينا كدا، جوزك لسة عايش، تعالي نطلعله
اخترق مسامع نوح ..جوزك لسة عايش، وصل إليها بخطوة يدفع حمزة بعيدا عنها
احتضن وجهها ينظر إلى مقلتيها وجفنيها الذي تورم من كثرة البكاء
-ليلى ايه ال حصل؟! ..قاعدة كدا ليه حبيبتي
أمسكت رسغيه ورفعت بصرها إليه..تشير بعيناها للمستشفى
-جابوه هنا وبيقولوا عايش، بس قلبي بيوجعني يانوح، قولي وطمن روحي،عارفة انك مش هتكدب عليا، قولي أن راكان..توقف لسانها ولم تعد تعلم بماذا تتفوه..ألقت نفسها بأحضان تلكمه بظهره بشهقاتها
-جوزي بيموت يانوح، راكان هيسبني..استقرت كلماتها في منتصف صدره الذي ضاق حتى أوشك على الاختناق، وقام بأغماض عينيه يمنع عبراته فنهض وهو يهز رأسه غاضبا من حديثها قائلا
-قومي ياليلى مش وقت ضعف، بدل جوزك عايش، لازم تكوني قوية، ايه الضعف ال عندك دا..وزع نظراته يبحث عن يونس متسائلا
-فين يونس!!..أشارت أسما
-طلع فوق، قومي ياليلى ياله عشان نشوف راكان حبيبتي ،
حاوطتها اسما بمحاذاة نوح وهي تهز رأسها