رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 45 -1 - الثلاثاء 19/12/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الخامس والأربعون
1
تم النشر الثلاثاء
19/12/2023
لا لقاءات بيننا
لكن أنا و أنت نعرف أن بيننا هذا الشعور
كلما ضاقت بنا الحياة أو اتسعت
ركض كل منا لروح الأخر ليجد بها
حضن يضمه دون لقاء....
نحكى ... نضحك ... و ربما نبكي احيانا
نطمئن قلوبنا ... نضمد جروحَنا
نعيش كل شعور لم تسمح به الحياة و لا الظروف
وبمعنى أدق نحيا داخل حروفنا
❈-❈-❈
ظهرت ملامحها بوضوح امامه، فتسائل
-إنتِ مين؟!
تصنم جسدها وشعرت بانسحاب الأرض تحت قدميها، وكأن كلماته سقطت فوق قلبها قبل عقلها كنيزك ..دنت منه بوجهها تحتضن وجهه ثم انحنت تطبع قبلة على جبينه، محاولة السيطرة على رجفة قلبها بما أخبرها به عقلها
-حمدالله على سلامتك ياحبيبي
نظر بأعين زائغة متعبة، وحاول أن يتحدث، ولكن بتر حديثه يونس عندما اتجه بخطوات سلحفية يقف بجوار ليلة المتصنمة بوقفتها
-حمدالله على السلامة ياحبيبي، قالها يونس بلسان مرتعش، عندما وجد نظراته الزائغة المشتتة
أطبق على جفنيه متألما، وصل الطبيب، بينما توقف حمزة ونوح ينظرون لبعضهم بصدمة مع ذهول
اتجه الطبيب إلى الجميع قائلا:
-ممكن الكل يخرج برة..ظل يونس يحدقه بنظرات ثابتة، فتحدث ونظراته إليه
-لازم اعرف حالته، متنساش قبل ماأكون دكتور فهو ابن عمي
اتجه الطبيب يفحصه قائلا بابتسامة
-حمدالله على السلامة ياراكان!!
ظل يطبق على جفنيه، وشعر بألما يفتك رأسه
-ايه ال حصل، مش فاكر حاجة..هنا كور يونس قبضته وجذب ليلى المنكمشة بجواره
-مدام ليلى لو سمحتي..رفعت انظارها التائهة إليه تهز رأسها
-ايه ال بيحصل يادكتور؟!
امسك يونس كفيه وقام بالكشف عليه والطبيب يفحص مؤشراته
-نبضاته قلبه ضعيفة ليه؟!
نظر الطبيب في كشفه ورفع بصره إليه
-عادي، ايه يايونس اومال لو مش دكتور، دا خارج من الموت، هز رأسه رافضا حديثه
-حتى لو..رفع ذراعه متألما
-دماغي...قالها بخفوت..
-راكان ..قالها يونس بهدوء حتى يلتفت إليه
ظل يغمض عيناه متألما...وصرخ بصوتا ضعيف
-راسي اه..دقائق والطبيب ينظر إلى حالته
-راكان..سامعني!! تسائل بها الطبيب
دقائق مرت عليهم كالدهر وهو يضع رأسه التي تضمد بين كفيه المجروحين وصرخاته المتعالية، تم حقنه بمسكن ، ثم تنهد ناظر إلى يونس بعدما ارتخت اعضائه
-دا طبيعي متخافش، لازم يقعد شوية على المسكنات لحد مايرجع لطبيعته
-معرفنيش..قالتها ليلى ببكاء
حمحم الطبيب وتحدث بعملية
-مدام ليلى، احنا لسة منقدرش نقيم الحالة، لازم يفوق، ونعمل تصوير، وان شاءالله خير
تحرك يونس بجوار الطبيب للخارج
جلست بجواره،عندما خارت قواها، وشعرت بأنهيارها
مسدت على خصلاته بحب، ووضعت رأسها بجانب أنفاسه، بعدما ازال الطبيب جميع الأجهزة الموصولة به
جذبت كفيه المجروح، وطبعت قبلة عميقة
-هموت لو حصلك حاجة..احتضنت كفه، تضعها تحت رأسها كالوسادة، ورفعت كفيها تضعها على وجهه.
-دلوقتي مش عايزة حاجة، المهم انك رجعتلي، وصوتك هيملى حياتي، وعيونك هتنور دنيتي..قالتها ثم ذهبت بنوم عميق
باليوم التالي بعدما نقل إلى غرفة عادية
دلفت بعد خروج حمزة يرافق الطبيب، وجدته مازال غافيا
ابتسمت بحب على نومه الهادئ..جذبت مقعد وجلست بجواره، دلف يونس برفقة سيلين وزينب
-عامل ايه ماصحيش!!
سحبت نفسا واتجهت بأنظارها إليه:
-كل مايصحى،الدكتور بيديله مهدئ، يعتبر مافقش عشر دقايق على بعض
اومأ برأسه وتحرك متجها إليه لقياس الضغط والنبض
-احسن من الأول..الحمد لله همست بها ليلى
تحركت زينب تجلس بجواره على الفراش، انحنت تطبع قبلة على جبينه
-روح قلب ماما ياحبيبي، ربنا ما يحرمني منك يارب
ربتت سيلين على ظهرها
-يارب ياماما يارب
ظلو لفترة ثم نهض يونس
-ياله حبيبي عشان نسيبه نرتاح، نهضت زينب إلى ليلى
-حبيبتي أنتِ منمتيش من امبارح، تعالي ارتاحي وشوفي العيال، وبعد كدا ارجعي
هزت رأسها رافضة وهي تنظر إليه
-لا ياماما، أنا عارفة انك مش هتقصري مع الولاد، وكمان هما متعلقين بقمر وطول الوقت عندهم
نهضت وتوقفت أمامها:
-مش هرتاح إلا لما يفوق من الألم دا، ويرجع لينا ياماما
ربتت على ظهرها وتحدثت قائلة
-حاولي تريحي على السرير ال هنا جنبه، متنسيش انك حامل
تحرك يونس قائلا:
-هوصلهم تحت وارجعلك ..اومأت وجلست بجواره، حتى غفت من ارهاقها
بعد عدة ساعات فتح جفنيه متألما، وجدها غافية بجواره، سحب كفيه بهدوء، شعرت به فتحت عيناها سريعا
-حبيبي محتاج حاجة، حاسس بأيه؟!
اغمض عيناه، وهناك أصوات تقاوم عقله، وشعور بآلام قوية بأنحاء جسده، صور أمامه لأصدقائه، صور زفافها مع سليم، صور بمزرعة نوح
ضربت دماغه بقوة، احتضن رأسه يغمض عيناه
دلف يونس بعد ضغطه على زر الاستدعاء
-صحي..اومأت برأسها ، دنى منه متسائلا:
-عامل ايه ياراكان، حاسس بأيه ؟!
دماغي هتنفجر يايونس..جحظت عيناه ينظر إلى ليلى فأشار بكفيه
-حاسس بحاجة غير الصداع ياراكان
هز رأسه رافضا ثم أشار على ساقه
ايه ال حصل لرجلي انا مش فاكر حاجة
-جلس بمقابلته وتحدث بهدوء
-راكان مش فاكرة الحادثة
حرك رأسه بتألم وضغط على شفتيه الباهتتين بضعف ثم وزع نظراته عليهم ثم
رفع بصره لليلى الصامتة وتسائل
-فين سليم؟!
استفهام مؤلم خرج من بين شفتيه..
أطبقت على جفنيها بألم من سؤاله الذي اخترق ثنايا قلبها الذي احترق ألما ..ثم نهضت متحركة للخارج سريعا ودموعها تفترش أمام ..كم هو مؤلم شعورها الآن..لقد فقد زوجها ذاكرته الخاصة بها
جلست بالخارج واجهشت بالبكاء تهز رأسها رافضة مايحدث ..دلف الطبيب إليه بعد استدعاء يونس،
بعد فحصه إلى راكان، خرج برفقة نوح
-عنده فقدان جزئ للذاكرة، يعني فيه مدة معينة وهي الفترة ال قال عليها، اخر حاجة فاكرها لما كان رايح لك
طب والعمل، دا ممكن ياخد وقت
ربت الطبيب على كتفه وتحدث
❈-❈-❈
-نوح انت دكتور وعارف الحاجات دي مالهاش وقت، ممكن بعد ساعة يفتكر، ممكن شهر، ممكن سنة، الله اعلم ، بس احنا عملنا اكس راي، وكله تمام .. الحمد لله ، بس محتاجين صبر وشوية وقت، وكمان حاولوا تتكلموا معه على حياته الإيجابية
اومأ نوح متفهما، وتحرك بعد مغادرة الطبيب إلى الجالسة بروح محترقة، جلس بجوارها
كم هو مؤلم عندما تعجز عن مواساة شخص عزيز في فقد شخصا عزيز، وهنا ليس عزيز فقط ولكن فقدت روحها وقلبها عندما نسي اهم فترة بحياته
ربت نوح على كتفها
-ليلى متزعليش إن شاء الله هيفتكر كل حاجة، دا أهم وقت راكان محتاجك فيه
استخرطت بالبكاء وأخذت تتنفس بشكل هستيري
-عايزين اقوى ازاي يانوح وهو مش فاكر اهم حاجة ، قولي ازاي هتعامل معاه
حاول أن يهدأها عندما انهارت أكثر بالبكاء
وضعت كفيها على وجهها تنهدت بحزن تحاول السيطرة على البكاء
-لازم يفتكر، لازم اعمل حاجة، شهر في غيبوبة، وشهر على المسكنات، هستنى لأمتى لحد مااولد ويقولي الولد دا ابن مين، هيقابل ولاده ازاي، وازاي هفهمهم في سنهم دا أنه مش فاكرهم ..قالتها ونهضت متحركة اليه..قابلها يونس توقف أمامها
-مدام ليلى فيه حاجة لازم تعرفيها
-راكان مش فاكر أنه اتجوزك، هو كل ال فاكره انك متجوزة اخوه
ارتجف جسدها وانسابت عبراتها
-يعني لسة ميعرفش أن سليم مات..اومأ يونس ونظر للأسفل حزنا
شهقت واضعة كفيها فوق فمها متراجعة والصدمة تخترق روحها تهذي بكلمات غير مفهومة، فرفعت نظراتها المشتتة
-يعني اصعب فترة لينا احنا الاتنين ..وصل حمزة إليهما يوزع نظراته عليهما
-مالكم واقفين كدا ليه؟!
-راكان مش فاكر حاجة غير يوم فرح سليم وهو رايح لنوح
قطب جبينه وضيق عيناه متسائلا:
-يعني ايه مش فاهم؟!
يعني فقدان جزئي للذاكرة يايونس
تركتهم ليلى ودلفت للداخل بهدوء تضع كفيها على صدرها الذي أعلن عصيانه بالنبض العنيف
دلفت بخطواتها الضعيفة المتهالكة نحوه، كان يستند بظهره على الوسادة مطبق على جفنيه
شعر بوجود أحد بالغرفة، ولكنه لم يفتح عيناه، وظل على حالته ..انعقد لسانها وتاهت الكلمات ولم يكن لديها القدرة للتحدث ، لا تعلم بماذا ستتحدث، وهي الآن عدوته، ترى هل سيفعل بها كمثل تلك الفترة
وصلت إليه وطافت بعيناها على ملامحه الباهتة، فهمست بشفتين مرتجفتين:
-راكان..فتح عيناه سريعا عندما استمع إلى صوتها
دقق النظر إليها فهز رأسه دون حديث ..دنت منه عندما وجدت نظراته الهادئة إليها
جلست بجواره ورفعت كفيها على وجهه، لقد اشتاقت إلى النظر إلى شمسه التي انطفأ بريقها بسبب غيبوبته
تعانقت بعينيه فهمست عندما وجدت صمته
-حاسس بأيه..انزل كفيها من فوق وجهه، وأجابها:
-كويس الحمد لله ، فين سليم ليه مجاش لحد دلوقتي..بتر حديثهما أسعد الذي دلف بلهفة اب فقد عزيزه وبجواره خالد وجلال اخويه
-حبيبي عامل ايه؟!
ابتسم إلى والده ثم تحدث بهدوء:
-الحمد لله يابابا..رفع بصره وتسائل
-فين سليم، كل ماأسأل حد مايجوبش
شهقة ملتاعة خرجت من والده، ثم انسابت دمعة عبر وجنتيه
-حبيبي اخوك الله يرحمه، قابل وجه كريم من سبع سنين، ثم رفع نظره الى ليلى واسترسل بإبانة
-وليلى انت اتجوزتها بعد موته، وعندكم ولاد دلوقتي
رفع نظراته إليها فكانت نظراته خاوية كالصحراء القالحة ، شعر بجحيم مستعر كأن هناك نار موقدة أشعلت بصدره، لما لا وهو يشعر بوحشة فراق أخيه كحيوان بري يلتهم لحمه وعظمه دون رحمة ..نظر إليها وصورتهما وأخيه يقبلها
تسطح على الفراش دون حديث وهناك بعض الذكريات التي بدأت تضرب عقله دون رحمة، فاطبق على جفنيه متحدثا
-بابا تعبان وعايز ارتاح، ممكن الكل يسبني ارتاح
نهض اسعد يمسد على خصلاته، ثم انحنى يطبع قبلة حانية وتحدث متسائلا
-حبيبي حاسس بأيه ؟!
وضع كفيه على جبينه واجابه
-صداع يابابا، صداع بيجي فجأة صعب
ربت على كتفه وتحدث
-انت خرجت من الموت بأعجوبة حبيبي، وان شاءالله مع الوقت الصداع هيروح بالعلاج
رسم ابتسامة واطبق على جفنيه مدعيا النوم
اقترب خالد وتحدث
-حمد الله على سلامتك يااسد، ياله عشان ترجع لنا بسرعة
-ان شاءالله ياعمي
خرج الجميع سواها، جذبت مقعد وجلست بجواره، رفعت كفيها ومسدت على خصلاته اعتقادا أنه ذهب بالنوم
انحبس النفس بصدره ولا يعلم لماذا، عندما لمسته، دفع كفيها بغضب
-أنا قولت عايز ارتاح ايه مابتسمعيش
كتمت صرخة مصعوقة جاشت بصدرها، وتراجعت بكفيها قائلة بتقطع
-مينفعش اسيبك لوحدك
غرز نظراته النارية بعمق عيناها مردفا
-ليه طفل وعايز الرضعة، امشي من وشي مش عايز حد في الاوضة
انهارت حصونها، وتراجعت للخلف، وترقرق الدمع بعيناهاا ، حجزت عبراتها التي جرحت جفنيها بقسوة من انانتها المتوجعة بخناجر مغروز بصدرها ..استدارت بهدوء للخروج ولكن تسمرت بوقوفها عندما أردف
-معرفش اتجوزنا ازاي، وايه ال حصل، بس ال متأكد منه انك السبب في موت سليم
انتفض جسدها، وكادت أن تختنق من اتهامه التي مزق روحها
سحبت نفسا طويلا تعبأ به صدرها المجروح واخرجته على مهل ثم اتجهت ووقفت بالقرب منه
-ياريت متتكلمش في حاجة عشان مترجعش تندم بعد كدا
ابتسم بسخرية ونظر إلى بطنها
-دا المدام حامل كمان، لدرجة دي استحوزتي عليا وحملتي، ولا يمكن حملتي من ورايا، دا لو كان ابني اصلا
هنا فاق الألم قلبها حتى شعرت بتفتتيه، واقسمت أنه احرق روحها بالبطئ حتى تمنت من بارئها أخذ روحها ..أطبقت على جفنيها وانسابت عبراتها التي تمردت رغما عنها، ورغم ذلك
❈-❈-❈
انحنت بجسدها ودنت حتى اختلطت انفاسهما، تمنت حينها ان يضمها لتشبع روحها الغائبة عنها بقربه، فهمست له
-هتندم ياراكان، انا عذراك عشان الحادثة مأثرة عليك، ارجوك بلاش تجرحني بالكلام
مش عايزة منك غير اني اكون جنبك وبس..انسابت دموعها كزخات المطر، فرفعت كفيه ووضعتها على شقها الأيسر المتألم
-لازم اكون قريبة منك عشان دا، بلاش تموتني حبيبي لو سمحت، ووعد مني بعد ماتفتكر كل حاجة لو طلبت مني امشي، أو حتى طلقتني مش هلومك وقتها
رجفة اصابته من دموعها وحديثها الذي أدمى قلبه، ورغم ذلك سحب كفيه وأشار بعينيه إلى الباب
-اطلعي برة، وشوفي الدكتور عايز افك الجبس دا عشان ارجع بيتي
اعتدلت وتنهيدة طويلة متعبة خرجت من بين شفتيها، ثم اومأت برأسها وتحركت دون حديث
بمنزل حمزة ودرة
جلست تطعم سيف ورضوى ابنائهما ..كان شاردا بجلوسه، أنهى أطفالها طعامهم ثم نهضت متجه إليه
-حبيبي مالك؟!
استدار معتدلا بجلسته يضم كفيها بين راحتيه
-مفيش ياقلبي، قلقان بس عشان راكان، قطبت جبينها متسائلة
-انا لسة قافلة مع ليلى وبتقولي اتحسن كتير، وكمان هيفك الجبس من رجله النهاردة
تراجع بجسده للخلف واغلق عيناه
-راكان مش فاكر حاجة من يوم فرح سليم يادرة، ذاكراته مش مساعده
اومأت برأسها
-أيوة ياحمزة مادا انا عرفاه، وطبيعي بعد الحادثة دي، والحمد لله أنه مفقدش الذاكرة خالص، بس اشمعنى الوقت دا كله
كور قبضته واجابها بهدوء
-نصيبه الحلو أنه ميفتكرش اجمل ايامه، رفع بصره إلى درة
-تعرفي انا مشفتش راكان سعيد إلا بعد جوازه من ليلى، حتى وهم متخانقين، كنت بشوف لمعة السعادة بعيونه، والسعادة دي كبرت بعد ماخلف كيان، وانتِ عارفة الباقي
تنهدت درة بحزن وأردفت:
-وليلى ياحبيبتي تعبت اوي، ازاي هتقدر تواجه تاني وهي حامل كمان
سحب نفسا وزفره
-خايف من كدا، خايف راكان يأذيها ويرجع يندم ندم عمره
هزت رأسها رافضة حديثه
-لا مستحيل ، لا راكان بيحبها، مستحيل يأذي ابنه
مسح على وجهه واضعا كفيه على وجهه:
-دا لو فاكر أنها بتحبه ، يونس لسة مكلمني بيقولي، قالها انت السبب في موت سليم
شهقة خرجت من فمها تهز رأسها رافضة مايحدث
ربنا يعين ليلى على ال جاي
بفيلا مهجورة على طريق اسماعيلية الصحراوي
كان يجلس يتجرع من الخمر الذي حرمه الله وهو يمسك صورتها ويتحسسها بيديه ..استمع الى رنين هاتفه
-ايوة يامسعد
-أمجد راكان فاق من الغيبوبة، بس فقد الذاكرة، الاخبار دي لسة واصلة لي من المستشفى حالا
اتجه للنافذة وبدأ يتجرع من الكحول مايذهب العقل، ثم تحدث
-كويس اوي، خلي عينك عليه، وأي تطورات جديدة عرفني
ألقى نفسه فوق الأريكة وأمسك هاتفه
-ليلى، ليلى، خلاص هانت ياروحي، لو مش الحقيرة اتصرفت من دماغها كنتي زمانك في أحضاني دلوقتي
قام بمهاتفة عايدة
-مدام عايدة اخبارك
زفرت بغضب
-راكان ممتش ياامجد، ودا مكنش اتفاقنا، لازم يموت
تجرع كأسه مرة واحدة واجابها:
-ليلى تيجي لعندي، وبعد كدا هخلصلك عليه، المهم ليلى ياعايدة
تأففت بضجر وأردفت
-امجد ليلى حامل دلوقتي وفي شهرها السابع، يعني انسى تقرب منها، عندي خطة بس مش هتنفع إلا لما تولد، واه الشرطة عينها علينا اوي بلاش تقرب من عيلة البنداري، عاملين حصار بعد حادثة زفت راكان
-تمام ياعايدة هانم، اي جديد عرفيني، ومتنسيش، الرقم دا متكلميش حد منه غيري
سلام..قالها أمجد واغلق هاتفه ثم ألقاه وذهب بنومه