رواية جديدة كما يحلو لها لبتول طه - الفصل 74 - 6 الأحد 17/12/2023
رواية كما يحلو لها
الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه
رواية جديدة كما يحلو لها
تنشر حصريًا على المدونة قبل أي منصة أخرى
من قصص وروايات
الكاتبة بتول طه
النسخة العامية
الأحد 17/12/2023
الفصل الرابع والسبعون
6
تفقدته وهي ما زالت تستغرب تصرفه ولكنه مُحق،
والدتها دائمًا تخلد للنوم مبكرًا للغاية والطريق وحده سيلتهم قرابة ساعة كاملة، كانت
فقط تود قضائها معه في الطريق بدلًا من أن تكون بمفردها، ولكن ربما أيضًا يريد أن
يتحدث مع "عنود" بمفرديهما.. بعد لحظة واحدة كانت بالفعل تقتنع بكلماته!
-
أوك، بس متتأخرش وحاول تيجي على الغدا..
تركتهما معًا وغادرت ليشعر أنه يود قتل نفسه،
القليل من الأيام معها كما يحلو لها في كل شيء جعلها تلقائيًا تفعل كل ما يريده
دون رفض، ليته فعل كل هذا من البداية، تبًا لعقله المريض!
بمجرد أن رآها تدخل السيارة التي تحركت بعد
ثانيتان نظر نحو "عنود" التي نطقت بكل أمرٍ صحيح، هو يتفق معها بكل ما
قالته، ولهذا عليه استغلال هذا لصالحه، أو بمعنى أدق، لصالح القضية!
كل ما سيقنعها به ألا تنطق بحرف عن رؤيتهما
سويًا كزوج وزوجة، وعسى ذلك فهو لا يريد شيئًا منها، وإن لم تقتنع عاطفتها، فسيلجأ
للتهديد، ولن يتردد في فعل ذلك من أجل "روان"!
❈-❈-❈
عودة للوقت الحالي..
ضيق عينيه نحوها بنظرة ذات مغزى وصمم على
موقفه ليخبرها بعد تصديق:
-
يا روري!! يعني أنتِ مقولتيلوش حاجة ومفيش
حاجة حصلت وفجأة كده شكله اتضايق من نفسه؟
اكتفت بهزة من رأسها بالموافقة وردت بعدم
اكتراث:
-
روح اسأله لو مش مصدقني.
همهم بالنفي وأخبرها متسائلًا:
-
لا وعلى إيه ملوش لازمة، المهم أنتِ ناوية
تعملي إيه بعد كده؟
ضيقت ما بين حاجبيها وهي تتفقده باستغراب
واجابته مستفسرة:
-
اعمل إيه في إيه؟
تفحصها وهي ترتشف من كوبها الورقي وهو لا يظن
أنها بهذا الغباء الذي تدعيه وأخبرها:
-
يعني الـ bad boy لما
بقى good boy مش نافع.. واللي good boy من الأول برضو مش نافع! أنتِ فعلًا مرتاحة
كده ومش هترجعي ليحيي ولا عمر!
أطلقت زفرة ضاحكة بسخرية وأخبرته:
-
أنا كفاية عليا الـ boy اللي عايزة اطمن عليه الصبح، والـ boy اللي فرحه كمان شهرين ومن حقي بقا افرح بيك،
وخلاص على كده.. شطبنا خلاص..
-
مش ممكن تكوني محتاجة وقت تفكري؟
تفقدته بحزن وأومأت بالنفي لتتنهد مخبرة
إياه:
-
بسام أنا فكرت وعارفة، أنا مبقتش تايهة زي
الأول ولا أنا بنت صغيرة مش عارفة هي بتعمل إيه، زي ما قولتلك يوم ما قضينا مع بعض
اليوم كله، يحيي راجل كويس بس مش شبهي، مش زيي، مش قادر يفهمني واللي أولوية
بالنسبالي مش أولوية ليه هو! عشان بجد أحس إني مبسوطة معاه لازم يتغير بشكل كبير..
وده كده ظلم ليه هو نفسه.. وعمر أنا هافضل مشاعري ليه معقدة، بحبه وبكرهه وزعلانة
منه ومبسوطة باللي عمله في نفس الوقت.. ده غير إنه بابا ريان اللي شبهه في كل
حاجة. اللي أنا محتاجاه دلوقتي بعد السنين دي كلها، إني اتبسط.. مش لازم راجل يعني
عشان أكون سعيدة!
الكلمات تبدو منطقية، نظريًا جيدة، ولكن أخته
ذات النظرة الحالمة تجاه الحياة التي يعرفها جيدًا منذ سنوات، لا يظن أنها قد تفعل
حقًا هذا وقبل أن يرد على ما قالته دخلت "مايا" وهي تنظر نحو
"روان" بارتياب وسألتها بنبرتها الهاكمة المعتادة:
-
عملتي إيه في الغلبان اللي برا ده خلتيه يقلب
وشه؟
أطلقت زفرة ساخرة وهي تقلب عيناها وقالت بهجومية
نوعًا ما:
-
أنا معملتش حاجة، مقولتش حاجة ولا نطقت حرف
واحد، لو أنتو الاتنين مش مصدقني فمش مهم! أنا مش هافضل طول عمري أبرر تصرفاتي!
تناولت نفس عميق بعدما وزعت نظراتها بين
كلاهما وتابعت في النهاية وهي تقصد الرد على "مايا" بكلماتها:
-
وعمر مش غلبان!
تدخل "بسام" قبل أن يحدث جدال بين
كلتاهما وقال مقترحًا:
-
ما تسيبكم بقا من الحوار اللي مبيخلصش ده، وعارف
إن الوقت مش أحسن حاجة، بس إيه رأيك يا روري بعد ما تطمني على ريان أنا ورُبى
هنروح dance class عشان الفرح وكده، وأنتِ كمان
يا مايا، ما تيجوا معانا؟ هنتبسط ومودكم هيتغير وهنبقى سوا!
همهمت "روان" بتفكير لوهلة ثم
أخبرته:
-
اطمن على روني الأول ونروح سوا أنا معنديش
مُشكلة.
نظر كلاهما نحو "مايا" لتجيبهما
قائلة:
-
أنا الفترة الجاية الشغل ممكن يزيد شوية
عليا، بس خليني اظبطها وأقولكم.
صعد رنين هاتف "بسام" ليتفقد من
المتصل ليُخبر كلتاهما:
-
بقولكم، دي رُبى وهنتكلم شوية في كام حاجة وهنطول،
هنزل اكلمها من العربية، روري لو احتاجتي حاجة كلميني هطلع على طول.
أومأت له بالتفهم وأخبرت كلًا منهما منبهة:
-
مش هفكركم تاني محدش يجيب سيرة لعمر إني أنا
ويحيي اتطلقنا.
-
أنا مقولتلوش حاجة، ولا هقوله، أنا نازل.
اجابها "بسام" ثم غادر واتجه
للداخل لتتحدث "مايا" باستفسار ونبرة بعيدة عن استفزاز هجومية
"روان" المعهودة:
-
على فكرة أنا كمان مجبتلوش سيرة وهو كمان مش
عايز يعرف عنك اخبار وبيتجنب الموضوع، وعمر قالي إني هيأجل السفر وهيستنى في
المستشفى مع ريان، هو قالك حاجة؟
أطلقت تأتأة دالة على النفي واجابتها على
مضض:
-
كل اللي قاله معاد طيارته كان المفروض ناقص
عليه ساعتين.. عمومًا يقعد أو لأ مش هيفرق وجوده من عدمه!
تفقدتها بلوم كما عاتبتها قائلة:
-
روان أنا مبقولكيش ارجعي لعمر ولا ابقي طبيعية
معاه بس كفاية سلخ فيه بقا.
انزعجت مما سمعته واشمأزت ملامحها وهي تكرر
كلمتها بسخرية مخبرة إياها:
-
سلخ!! عارفة السلخ اللي بتقولي عليه، هو قعد
يرغي كده من شوية وأنا مقولتلوش كلمة، ومش هتكلم معاه ولا عايزة أتكلم عنه، وأنا
أكتر من أي حد مستنية اليوم اللي هاصحى فيه وأتأكد إنه بعيد عني وعن كل الناس اللي
حواليا.. يبعد بقا ويسبني أنا وريان ويختفي من حياتي، أول مرة بجد أندم أوي كده
إني مسمعتش كلامه لما كان مصمم ميشوفش ريان ولا يتعامل معاه، فعلًا يا ريتني سمعت
كلامه.
بررت مقصدها معقبة بالمزيد من الكلمات:
-
يا روان ده أبو ابنك، ازاي مش هيفرق وجوده من
عدمه، يعني ريان لما يصحى بكرة الصبح مش هيكون مبسوط وباباه ومامته حواليه؟
قلبت عيناها وهي تلعن بداخلها لتقول بتهكم:
-
خلاص، هروح اطبطب عليه واقوله good job إن بعد سنين بقا عندك دم وهتقعد مع ابنك في
المستشفى وعملت حاجة طبيعية أي أب مكانك كان هيعملها.
تريثت لبرهة ثم أكملت بجدية:
-
هو ليه دلوقتي الكل بيدافع عنه عشان عمل حاجة
صح المفروض تتعمل، ليه الطبيعي؛ لما الـ badboy
على رأي بسام، بيعمله مستنيني اصقفله، هو أنتِ مش شايفة إنك بتبالغي وبتتكلمي كأني
مشوفتش منه أي حاجة وحشة؟
- روان، لما نلاقي حد بيعمل حاجة صح المفروض نشجعه عشان يطلع منه الأحسن، وعلى فكرة بقا، أنا من بين كل الناس لما قربت منك كنت شايفة إنك هبلة وعبيطة إنك كنتي عايزة القضية متكملش، هو آه صاحبي بس لما عرفت كل حاجة أنتِ قولتيهالي وهو اعترف بيها؛ مع إني يعني لغاية النهاردة معرفش كل تفاصيل علاقتكم، إلا إني قولتلك إن الصح موضوع القضية ده.