رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 21 - 1 الخميس 21/12/20234
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل الواحد والعشرون
1
تم النشر يوم الخميس
21/12/20234
❈-❈-❈
ركب جواد سيارته بعقل مشتت شارد لا يعلم كيف جعله يسير بتلك السهولة، لكن ما علمه جعله مشتت لا يعلم ماذا يفعل بعد معرفته الحقيقة؟! هل خدعته ببراءتها وحبه لها الذي جعله يفقد صوابه ولا يرى الحقيقة؟! هل ما يراه منها ستار تخفي خلفه حقيقتها الكاذبة بمهارة؟!
عاد بذاكرته متذكرًا كل كلمة تفوه بها محسن، متذكر تلك الكلمات التي حُفرت في عقله عنها.
وقف محسن يكشف عن هويته الحقيقية ببرود ومكر مقررًا تنفيذ خطته إلى نهايتها
:- أنا محسن كنت صاحب عصام الله يرحمه مش زي ما قالتلك هي كدبت عليك عشان تخبي الحقيقة..
لم يفهم جواد حديثه عن أي حقيقة يتحدث ذلك؟! ولماذا كذبت رنيم عليه عندما أخبرته أنه صديق شقيقها، هتف متسائلًا بخشونة حادة ولهجة حازمة
:- حقيقة ايه اللي تخبيها؟
تغلب على خوفه أمامه ملتقط أنفاسه بصعداء واستكمل خطته مجيبًا عليه بخبث
:- أن هي اللي قتلت عصام الهواري، مرات حضرتك يا باشا هي اللي قتلاه.
هب جواد بعصبية مقتربًا منه وأمسكه من أطراف قميصه صائحًا به بحدة غاضبة ليتوقف عن تلك الثرثرة الكاذبة
:- اخرس خالص وبلاش جنان اللي بتقوله دة قسما بالله اوديك في داهية.
لكمه في وجهه بقوة جعلت الدماء تسيل من أنفه واستكمل حديثه بحدة وغضب أكبر متوعدًا له
:- فوق لنفسك يلا شكلك نسيت أنت فين ولو مش عاوز تطلع من هنا عيد كلامك دة تاني.
ضغط فوق شفتيه الرفيعة بغضب وتحدث مغمغمًا باستفزاز وبرود وهو يضحك على غير المتوقع
:- لو كدة يا باشا يبقى مش هنطلع من هنا أنا والمدام، بس أنا ضامن خروجي عشان معملتش حاجة لكن هي بقى اللي عملت، هي خططت ونفذت كل حاجة.
لكمه مرة أخرى بحدة وصاح به بنبرة جنونية غاضبة
:- متجيبش سيرتها على لسانك وقتها والله ماهتشوف نور الشمس تاني من اللي هيحصل فيك..
حاول محسن أن يسيطر على حديثه لينفذ ما يريده، وأجابه بتعقل
:- ياباشا طب اسمع اللي عندي اسمعني الأول وبعدها ابقى احكم.
اومأ برأسه أمامًا سامحًا له بالتحدث فانتهز محسن تلك الفرصة التي آتت إليه، وتحدث بمكر
:- بص ياباشا أنا كان ليا فلوس عند عصام عشان بينا شغل وهو كان واكلها عليا جيت مرة اروحله البيت شوفت المدام عرفتها أنا مين وعاوز ايه راحت قالتلي اسيبني من فلوسي دول شوية فكة واركز معاها هي في مصلحة أحلى والمصلحة دي قتل عصام عشان تورث وترتاح كمان لانها مش بتحبه.
استمع جواد إلى حديثه بعدم تصديق مغمغمًا بعصبية حادة بعدما برزت عروقه بغضب وتحولت ملامحه أصبحت تزداد حدة كان الشرر يتطاير من عينيه المصوبة نحوه يود قتله ليتوقف عن ذلك الحديث
:- هو انا المفروض اصدق واحد زيك ليه شايفني عيل ماتفوق لنفسك والكلام دة ميتكررش بينك وبين نفسك حتى تنساه خالص.
ضحك باستفزاز وارتسم فوق شفتيه ابتسامة ساخرة ثم أجابه بجدية متبجحًا
:- أنا مبقولش اي كلام أنا معايا دليل على كلامي وهوريهولك عشان تصدق اللي بقوله وتعرف مين اللي قتل عصام بيه الهواري.
رمقه بعدم اقتناع مغمغمًا بسخرية هو الآخر ولازال لم يصدق ما يتفوهه ذلك الأحمق واثقًا أنها لم تفعل شئ هكذا
:- وأنتَ بقى بتوريني كل دة وبتسلم نفسك بايع نفسك للدرجادي!! دة فيها إعدام
طالعه بعينيه الماكرة وغمغم مسرعًا بخبث للدفاع عن ذاته بعدما قد أخرج له بعض الأوراق
:- لا ياباشا أنا بعرفك انها اتفقت معايا بس، لكن أنا منفذتش هي بقى اللي جابت الناس دول وعملت الحوار دة كله عشان تبعد الشك عنها بعد كدة أنا في الوقت دة كنت تعبان محجوز في المستشفى واهو الورق اللي يثبت كدة
وضع الأوراق أمامه مبستمًا بانتصار مقررًا الإنتقام لفعلتها وعدم إهتمامها به ظنًا منها انه لن يستطع أن يتخذ تلك الخطوة لكنه فعلها ونفذ كل ما بها بتفكير شيطاني ماكر لتصبح أمامه هي القاتلة المتسببة في كل ذلك..
بدأ جواد يتطلع في الأوراق متأكدًا من صحة حديثه لكنه حاول أن يثق بها نافيًا ظنونه التي دارت داخله بعد استماعه لحديثه، غمغم بخشونة وجدية تامة ولازال عقله يرفض تصديقه
:- اللي بتقدمه دة ملوش علاقة برنيم وكلامك دة تنساه نهائي احسنلك..
غمغم كلمته الأخيرة بوعيد حاد مزمجرًا بغضب.
ظل يعبث في هاتفه لبضع دقائق وسرعان ما صدح صوت رنيم المسجل وهي تقول بنبرة حادة صائحة به بغضب
"أنا هبعتلك المكان اللي قال عليه دة تيجي تعمل اللي قولتلك عليه اقتله بقى عاوزة اخلص ولا أنت مش عاوز تاخد الفلوس، هديك قولتلك كل اللي عاوزه بس عصام يموت"
فتح مكالمة أخرى دارت بينهما فمنذُ أن اتفقت معه وأخبرته بما تريد كان يسجل جميع المهاتفات التي تمت مبتسمًا بمكر منتصر بعدما تطلع نحو ملامح وجه جواد التي تحولت تمامًا إلى الغضب والصدمة أحمرت عينيه بضراوة مستمع لصوتها الغاضب وإصرارها الشديد على التنفيذ مسرعًا للتخلص منه
" احنا اتفاقنا واضح مفيش فلوس من غير بعد موت عصام لما اورث ابقى اديلك غير كدة ملكش حاجة عندي عصام لازم يموت وياريت تنفذ بسرعة محتاجة أخلص بسرعة مش قادرة استحمل "
ظل جواد في حالة من الصمت تحت تأثير صدمته مما استمع إليه كان سيكذبه لكنه يعلم جيدًا أنه مسجل بصوتها وكذبها عليه في أمر ذلك الشخص وتوترها الدائم عندما تستمع إلى رنين هاتفها أكد له كل ذلك..
حاول أن يتماسك وجذبه بغضب مغمغمًا بحدة
:- أنت جاي عاوز ايه عاوز تفهمني أنك موافق تتسجن ماهو حتى لو الكلام طالع منها أنت كمان مشترك فيه.
انتهز الفرصة وشرح له الأمر بمكر وهو يطالعه باستفزاز منتصر عليه نافيًا حديثه
:- مشترك في ايه يا باشا لا مش كدة أنا كنت في المستشفى محجوز هي اللي لما لقتني اتأخرت عليها اتفقت مع غيري اصل الناس دلوقتي تعمل اي حاجة عشان الفلوس.
ضرب فوق سطح مكتبه بعنف وصاح يسأله بغضب حاد يعميه
:- وأنت عاوز ايه بقى مرة واحدة ضميرك صحي وجاي تبلغ عنها.
أجابه بطمع وخبث شاعرا بالفرحة لنجاح خطته التي تسير مثلما خطط لها
:- لا أنا ضميري بيرتاح بمبلغ حلو وانسى الموضوع كله وأسلمك التسجيلات تعمل فيها زي ماتحب يا باشا الحوار كله هيبقى برة عني.
وضع ورقة صغيرة مدون بها رقمه فوق المكتب وغمغم بخبث منتهزًا حالة جواد السيئة والتي لازالت الصدمة تؤثر عليه
:- دة رقمي كلمني ياباشا لو هنتفق على الفلوس ولا نشوف حد تاني يدفع؟!
لم ينتظر رد جواد بل سار نحو الخارج بخطوات واسعة ليهرب من ذلك المكان الذي آتى إليه بعد تفكير كبير لكن قادته مطامعه لاستغلال الأمر حتى يحصل على المال بعد تراجعها معه، التقط أنفاسه بصعداء وارتياح مقررًا الأنتظار حتى يرد عليه..
عاد جواد بذاكرته وجد ذاته أمام المنزل لا يعلم كيف وصل لكنه يشعر بالضيق بعد علمه للذي تخفيه غمغم بغضب موبخًا ذاته
:- غبي ازاي اسيب الواد دة يمشي!!
أغمض عينيه بضعف شاعرًا بالعجز والحزن لا يعلم ماذا يجب عليه يفعل؟! خاصة أنه تاكد أنها صاحبة الصوت وحديث محسن صادق، برزت عروقه بغضب ملتقط أنفاسه بصوت مرتفع وترجل من سيارته بخطوات غاضبة وجسد متشنج مسيطر على ذاته بصعوبة ليخفي الأمر عن الجميع.
يشعر بالتشتت هناك شئ بداخله يخبره أنها لم تفعلها لكن الحقيقة تثبت له غير ذلك؟! كيف يستطع الإبتعاد عنها بعدما بنى احلامه السعيدة معها، كيف سيجبر قلبه على الإبتعاد عن مَن أحب؟! قرر إخفاء الأمر عن الجميع حتى يتأكد ويعلم ماذا سيفعل؟ اطلق تنهيدة حارة حارقة لقلبه، وسار متوجه نحو الداخل..