-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 21 - 2 الخميس 21/12/20234

  قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الواحد والعشرون

2

تم النشر يوم الخميس


21/12/20234

❈-❈-❈

في نفس الوقت كانت رنيم في الغرفة تجلس بجانب جليلة بعد ذهاب الطبيب، بدأت تسعتيد وعيها وتعود للواقع، ابتسمت جليلة ما أن رأتها وغمغمت بسعادة محتضة إياها 


:- مبروك يا حبيبة قلبي يتربى في عزك أنتيِ وجواد.


لم تفهم رنيم ماتعنيه فحديثها يعني أمر واحد، حركت رأسها نافية بعدم تصديق لتلك الفكرة التي آتت داخل عقلها، فهذه الفكرة بالنسبة لها مستحيلة زجرت ذاتها بعنف وسألتها بنبرة خافتة مجهدة 


:- قصدك إيه يا طنط هو في إيه؟ 


اجابتها مبتسمة بسعادة مشددة من احتضانها 


:- مبروك ياحبيبتي الحمل ربنا يكملك بخير.


رمقتها بذهول ولازالت لم تصدق حديثها بالطبع هُناك أمر خاطئ، سألتها مرة أخرى بنبرة متلعثمة بعدم تصديق وهي تحت تأثير الصدمة مما استمعت إليه 


:- ا... أنتي متأكدة يـ.. ياطنط من اللي حضرتك بتقوليه يـ... يعني أنا حـ....حــامــل؟! 


كانت تسألها بصدمة هل هي حقًا ستصبح أم مرة أخرى لطفلها هي وجواد؟! كيف يحدث ذلك وهي غير قادرة على الإنجاب مرة أخرى بعد فقدان طفلها؟ 


هل ستكون مسؤولة عنه حقًا تحمله داخل احشائها من جديد؟! تشعر بمشاعر جديدة بداخلها مشاعر قد انتهت بفقدان طفلها الأول المرتبط بذكريات سيئة تكرهها، ستعود لها مشاعرها من جديد بطفلها منه، هي ستكون أُمًا لابنها هي وجواد، الحلم التي تمنته وكان مستحيلًا يتحقق الآن.. 


وضعت يدها تمررها فوق بطنها بسعادة وحنان ولازالت غير مصدقة، دموعها تسيل فوق وجنتيها بسعادة من بين ابتسامتها التي زينت وجهها وقد نست كل شئ بسبب ذلك الخبر. 


كانت مديحة تقف تطالعها بحقد شاعرة بالغضب من حملها الذي سيصعب عليها هي وابنتها الأمر كيف ستجعله يتركها بعد حملها لابنه، وكيف ستقنع فاروق بتنفيذ الأمر وهي تحمل حفيده الذي يتمناه... 


اطلقت تنهيدة غاضبة وهي تقف ترمقها بنظرات حادة تخترقها بغضب تنهدت بصوت مرتفع وسارت نحو الخارج بصحبة أروى التي لم تقل عنها غضبًا  وتلعنها بداخلها متوعدة بغضب.. 


وصل جواد الغرفة وهو لازال غاضب توقف أمام الغرفة ملتقط أنفاسه بصعداء ثم ولج الغرفة بوجه مكهفر غاضب، تفاجأ بوالدته التي احتضنته بسعادة مهللة بفرحة لتهنئه


:- الف مبروك ياحبيبي يتربى في عزك. 


لم يفهم مقصد حديثها وقبل أن يسألها استمع الى رنيم التي تمتمت بسعادة ضاحكة 


:- جواد أنا حـامـل هتبقى أب ياحبيبي وأنا كمان هبقى ماما بجد.


قطب جبينه بصدمة وظل كما هو لم يبدى رد فعله بل أجاب على والدته بجدية


:- الله يبارك فيكي ياماما. 


احتضنته بسعادة وسارت نحو الخارج مردفة بحنان


:- شكلك تعبان هسيبك ترتاح شوية مبروك ياحبايبي ربنا يكمل على خير يارب. 


سارت نحو الخارج تاركة إياه يقف يطالعها بنظرات حادة فطالعته بتعجب وتمتمت متسائلة بتوتر


:- في حاجة يا جواد أنت مش فرحان؟ 


كانت لا تفهم سبب غضبه ونظراته المصوبة نحوها التي لم تنجح في تفسيرها فعادت سؤالها مرة أخرى بنبرة متلعثمة خائفة


:-  جواد في ايه مالك أنت مش فرحان أن انا حامل؟ 


طالعها باستهزاء وغمغم بتهكم ساخرًا 


:- هي دي كمان كانت كدبة جديدة من ضمن كدبك.


قطبت جبينها بذهول متعجبة بعدما تأكدت أن هناك شئ ما حدث معه لكنها توقعت رد فعل آخر غير ذلك حزنت بسبب ردوده المباغتة الغير متوقعة لكنها حاولت أن تهدأ لأجله وتمتمت بهدوء


:- جـواد أنت بتقول ايه ياحبيبي مش فاهمة أنا بقولك أن حامل في ايه مالك حصل حاجة معاك في الشغل. 


غمغم بقسوة وعينيه معلقة نحوها بحدة والشرر يتطاير من عينيه بغضب متذكرًا فعلتها وكذبها عليه


:- مش مهم تفهمي كدة كدة الحمل دة هينزل


ظلت عدة لحظات ترمقه بصدمة وعدم تصديق تكذب أذنيها وقد شحب وجهها بخوف وتمتمت متسائلة بدهشة


:- جــ... جـواد أنت بتقول ايه؟!! 


كرر حديثه مرة أخرى بنبرة تزداد حدة وقسوة غير مبالي لحالتها الضعيفة التي أمامه


:- زي ماسمعتي الحمل دة هينزل مش عاوزه.. 


بدأت تجتمع بعض الذكريات المؤلمة داخل عقلها ولازالت تحت تأثير الصدمة مما استمعت إليه لكنها حاولت السيطرة على ذاتها قليلًا وتمتمت معترضة بحزن باكية


:- بــ... بس أنا عاوزاه ياجواد دة ابننا مش هنزله. 


صاح أمامها بحدة غاضبة ولازال يرمقها بنظرات مشتعلة بالغضب لا يصدق أنها استطاعت خداعه بتلك الطيبة التي تظهرها أمامه كيف نجحت وفعلتها لازال لا يعلم كيف فعلتها


:- أنا مباخدش رأيك ولا طلبته عشان تقوليه الحمل دة هينزل ومش بمزاجك.


رمقته بذهول مستنكرة ماتفوه به، لا تعلم منذُ متى وهو قاسٍ معها هكذا لأول مرة تراه يحدثها بتلك الطريقة الحادة لكنها أجابته متعجبة بدهشة


:- أنت بتقول ايه هو ايه اللي مش بمزاجي أنا امه ياجـواد أنا اللي حامل فيه!! 


ابتعد بعينيه عن نظراتها وأردف بإصرار وبرود دون أن يعطي حديثها اهتمام كأنه لم يستمع إلى ما تردفه


:- بكرة هنروح لدكتور ينزله يا رنيم خلاص أنا مش عاوز منك عيال.


حديثه كان كالخنجر الذي غُرز في قلبها بقسوة، وضعت يدها فوق بطنها بحماية خوفًا من أن يفعلها عنوة عنها كما حدث من قبل، لن تدعه يفعل ذلك هذا مستحيل!! ستحمي طفلها تلك المرة وتتمسك به إن كلفها الأمر حياتها ستتنازل عنها لكن عنه هو مستحيل، خشيت بضراوة عندما رأت إصراره وجديته في تنفيذ ما يقوله.. 


مَن أمامها هو نسخة من عصام ليس جواد التي أحبته بالطبع مستحيل، هو يثبت لها تلك المرة أنه ابن لتلك العائلة القاسية هو جـواد الهـواري ابن العائلة القاسية التي سلبتها روحها وأنفاسها، يود قتل ابنها مرة أخرى كما حدث معها من قبل!... 


بدأت بعض الذكريات السيئة تداهم عقلها متغلبة عليه ترتجف برعب وكأنها تعيشها الآن، ترى هيئة عصام التي تحولت، تشعر بضرباته المبرحة التي سُددت لها بقوة قاتلة، تستمع إلى سبه لها لتمسكها بطفلها، كانت تبكي بضراوة وكأنها تعيش تلك اللحظة الآن، تبكي وتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة، جسدها يرتجف بخوف....لم تريد شئ الآن سوى طفلها فقط.. 


لم يستطع جواد أن يمنع ذاته من الإقتراب منها بعدما رأى حالتها التي تسوء لكن قبل أن يحتضنها أو يفعل شئ، ارتفعت صرخاتها المرتعبة بخوف تعترض اقترابه تلك المرة، تعترض على حدوث شئ كانت تتمناه


:- لـ.... لأ لأااا مش هسيبك تقتله تاني، أنت زيه ويهم كلهم أنا كنت غلط.... بس مش هسيب ابني يموت ابعد عني عاوز تموته زي ماهو عمل أنا بكرهك وبكرهكم كلكم بكره العيلة دي كلها بس برضو لـ.... لأ ابني محدش هيقرب منه المرة دي مش هسمح أني اخسره ابدا.


شعر بالشفقة تجاهها متعجبًا حديثها الملئ بالألغاز لكنه فهم منه شئ واحد أنها فقدت طفلها الأول بالإجبار عنوة عنها لذا تخشى من تكرارها مرة أخرى، حاول أن يغمغم بهدوء لتهدأ قليلًا


:- طب اهدي خلاص مش هعمل حاجة ولا هيحصل حاجة اهدي بس.


لم تستمع إلى حديثه عقلها فقط يعيد لها تلك الذكري المؤلمة التي توقف انفاسها تمامًا، عادت حديثها بإصرار ولكن نبرة تزداد ضعف ودموعها تسيل فوق وجنتيها بقهر وحزن مميت تستوقفه وتمنعه من الإقتراب منها 


:- لـ... لا خليك بعيد ابعد عني أنا وابني، محدش هيعمله حاجة المرة دي لا محدش هيقدر.


وضعت يديها فوق بطنها متمسكة بثيابها بحماية ولازالت تبكي، لم يستطع أن يتحدث بعد رؤيته لحالتها اومأ براسه أمامًا مبتعدًا عنها وهو يحلل كل كلمة تفوهت بها أمامه مقررًا البحث خلف حديثها لعله يصل إلى حقيقة أخرى تختلف عند الحقيقة السوداء التي توصل إليها، كان يتطلع نحو حالتها بحزن يمنع ذاته بصعوبة من الأقتراب منها وتهدئتها حتى لا يجعل حالتها تسوء.. 



الصفحة التالية