-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 21 - 3 الخميس 21/12/20234

  قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الواحد والعشرون

3

تم النشر يوم الخميس


21/12/20234

داخل الغرفة الخاصة بأروى كانت تجلس بصحبة مديحة تشعر أنها ستنفجر من الغضب المتواجد داخلها مستنكرة خبر حمل رنيم الذي جعلها تشعر بغضب عارم كاد يفتك بها مستشعرة صعوبة وصولها لجواد بوجود طفل يربط بينه وبين تلك الحية المتخفية التي تدعى رنيم وتود قتلها. 


صاحت بغضب لوالدتها التي لم تقل عنها غضب


:- ازاي يا ماما!! ازاي الحيوانة دي حامل مش هي مش بتخلف ايه اللي جد؟! 


رفعت كتفيها إلى أعلى ببرود والدماء تغلى بداخلها هي الأخرى وأجابتها بغضب حاد 


:- مش عارفة ازاي حملت دة عصام بنفسي كان مأكدلي انها مش بتخلف ايه اللي حصل انتي عارفة دة معناه ايه لينا؟! 


اومأت رأسها أمامًا وأجابت والدتها بنيران مشتعلة بداخلها بعدما شعرت بفشل جميع مخططاتها القادمة بعد ذلك الخبر الذي باغت الجميع 


:- مفيش طلاق للبت دي وجواد هيتمسك بيها اكتر دة متمسك وهي مبتخلفش امال لما تجيبله ابنه هيعمل ايه كل حاجة باظت بسببها بوظت كل حاجة بحملها دة احنا لازم نتصرف مش هنقعد نتفرج عليها وهي بتاخد الحاجة اللي عاوزاها. 


صمتت لوهلة ملتقطة أنفاسها بغضب وغمغمت بغرور غاضب


:- أنا اللي المفروض ابقى مرات جواد مش هي كل حاجة باظت كدة بسببها.. 


صاحت مديحة بها بحدة أخرستها مقررة عدم الأستسلام هي تمتلك المفاتيح بأكملها تتلاعب بها بمكرها وخداعها إذا غُلق باب أمامها ستدلف من باب آخر بحيلة أخرى لتتحكم في النهاية بجميع الأمور 


:- اسكتي خالص مفيش حاجة هتقف ولا هتبوظ أنا هتصرف... هتصرف وهرجع كل حاجة زي ماهي بلاش كلامك دة في مليون طريقة نتصرف بيها وموضوع جواد بقى أصعب بس مش مستحيل لازم عشان نعمل كل حاجة في العيلة تتجوزي جواد دي هتحصل لو فيها إيه.. 


كانت تتحدث بغضب والشرر يتطاير من عينيها وهي تفكر فيما ستفعل لتفتح طريق جديد تسير فيه وتصل من خلاله إلى أطماعها التي تزداد صعوبة..


لم تفهم أروى ما تقصده والدتها كانت تطالعها بعدم فهم تنتظرها لتشرح حتى تفهم فسألتها بعدم فهم


:- يعني ايه ياماما هنعمل ايه ولا هنتصرف ازاي انتي في حاجة معينة في دماغك؟! 


أجابتها مؤكدة حديثها بخبث وغضب يتطاير من عينيها التي تحولت 


:- هتعرفي يا أروى هتعرفي أنا هعمل ايه وازاي هحل الموضوع من تاني أنا بس عاوزكي تتفرجي على اللي هعمله، الأول بس اعرف البت دي حملت ازاي وحامل ولا لأ وهتشوفي خطة جديدة هتلفههم حوالين نفسهم.. 


عقبت على حديثها بشر أكبر وغضب يزداد وإصرار لتنفيذ ماتريده


:- الظاهر أن جه الوقت اللي مخبياه يظهر عشان العيلة دي تتربى.. 


ظلت أروى كما هي تطالعها بعدم فهم وإندهاش لكنها تثق في والدتها وتعلم أنها ستفعل شئ يقلب أحوال المنزل رأسًا على عقب حتى تنال ثأرها وتنفذ ما تريده، هي بالطبع تعلم تفكير والدتها، بدأت تلتقط أنفاسها بصعداء وهدوء منتظرة ما ستفعله والدتها.. 


❈-❈-❈


في الصباح... 


استيقظ جواد على صوت دقات هادئة فوق الباب، شعر بالدهشة من الأمر الذي جدّ فهو اعتاد ألا أحد يأتي إليهما  صباحًا نهض بجدية وسار مقتربًا نحو الباب تفاجأ بوالدته مبتسمة تحمل بعض أنواع الطعام الشهي وغمغمت بحنان


:- خد ياحبيبي دول عشان رنيم تفطر هي مش بتحب تنزل تحت اكلها كويس ياجواد هي ضعيفة لوحدها. 


تناولها عنها ورد عليها بهدوء مبتسم لحنان والدته وإهتمامها بجميع الأمور 


:- حاضر يا أمي تسلم ايدك ياحبيبي تعبتي نفسك هصحيها أهو.. 


تمتمت بسعادة ونبرة مهللة بالفرح بعد تحقيق ما كانت تتمناه دومًا وتتمناه أي أم حنونة مثلها


:- دة أنا نفسي اتعبلك يا حبيبي أنت وابنك واهو جاتلي الفرصة المهم خلي بالك منها ومتزعلهاش أنا هنزل عشان الحق اجهز حاجات ابوك.


همهم بحنان يرد عليها وتوجه نحو الداخل لينفذ ما قالته والدته والإعتناء بها لحالتها الضعيفة وقف أمامها يطالعها بنظرات عاشقة وهي نائمة كالملاك البرئ تسلبه صوابه لا يصدق أنها تستطع فعل أمر هكذا، هي نقية، ذات قلب طيب، حنونة لم تستطع أن تفعلها لكن كيف وجميع الأدلة ضدها، هو تأكد من كل شئ أخبره به ذلك الشخص أمس، يصدق قلبه ومشاعره أم يصدق الأدلة والحقيقة التي توصل إليها!؟..


يعلم أن مايفعله خطأ بشدة لكنه لم يستطع كيف يبعدها عنه بعدما التقى بها بصعوبة عليه أن يتحدث معها ليحسم الأمر بدأ يهزها برفق متمتمًا باسمها بحنان 


:- رنـيـم يلا يا رنـيـم اصحي عشان تاكلي عشان الحمل. 


بعد عدة محاولات استيقظت بوجه شاحب حزين لكن حالتها كانت أهدى وأفضل، أغلقت عينيها بضعف مبتعدة عنه متحاشية النظر نحوه أشار نحو الطعام مغمغمًا بجدية


:- يلا عشان  تاكلي عشان الحمل. 


استنكرت اهتمامه بها وبطفلها قطبت جبينها متعجبة وسألته بعدم فهم ونبرتها يملأها العتاب واللوم، الحزن والخذلان، الوجع والقهر من قسوته


:- أنت مهتم بيه كدة ليه مش قولت مش عاوزه في ايه بقى دلوقتي


نبرتها آلمت قلبه وجعلته يشعر بالحزن، لكنه حاول السيطرة على ذاته قليلًا وأجابها بهدوء وتعقل


:- انتي قولتي عاوزاه وطول ماهو لسة موجود احنا لازم نهتم بيه طبعا. 


لم تقتنع  بحديثه ولازالت تشعر بالريبة وعدم الأرتياح بعدما رأت إصراره أمس على قتله تمتمت بخوف ونبرة متلعثمة متوترة


:- أنت حـ.... حاططلي حاجة فيه صح عشان تموته زي ماقولت.. 


وبخها بحدة لما تتفوه به مغمغمًا بجدبة تامة 


:- لا طبعا انتي بتقولي إيه أنا هعمل كدة ازاي كلي يا رنيم يلا. 


رمقته بعدم تصديق خاصة بعد رؤيتها لإصراره أمس على إجهاض الطفل دون الأهتمام لموافقتها فلما لا؟! لما لم يفعلها بحيلة ليخدعها أغمضت عينيها محركة رأسها نافية ولازالت متمسكة برفضها لتناول ذلك الطعام.. 


تنهد بضيق وازدادت ملامحه غضبًا وبدأ يتناول أمامها من جميع أنواع الطعام ليجعلها تتأكد من سلامته معقبًا بضيق 


:- اهو يا رنيم مفيهوش حاجة كلي. 


بدأت تتناول الطعام بعدم شهية لكنها تفعلها لأجل الحفاظ على سلامة طفلها القادم التي مقررة أن تفعل المستحيل لأجله ستحارب الجميع وهو أولهم لن تجعل ما حدث ماضيًا يتكرر مرة أخرى..

الصفحة التالية