رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 21 - 4 الخميس 21/12/20234
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل الواحد والعشرون
4
تم النشر يوم الخميس
21/12/20234
لاحظت نظراته نحوها فتطلعت نحوه بعدم فهم لأول مرة تفشل عن فهم نظراته، لا تعلم لماذا تغير فجأة دون أن تفعل شئ، توقفت عن الطعام ملتقطة أنفاسها بصعداء لتحث ذاتها على التحدث وغمغمت بتوتر
:- جـواد أنت ليه مش عاوز الطفل؟! ليه عاوزنا ننزله!!
أجابها بسخرية وتهكم مرير والحزن يبدو بوضوح في نبرته وعينيه مثبتة نحوها
:- مش أحسن ما يجي يلاقي أمه محبوسة..
شعرت بالخوف من حديثه وحركت رأسها نافية عدة مرات وظلت نظراتها تدور حوله بعدم فهم فتابع حديثه يوضح لها مؤكدًا ما يريده وما فهمته
:- ايوة ينزل احسن ما يجي يلاقي امه محبوسة عشان قتلت جوزها... مش أنتي السبب في موته برضو.
رمقته بتوتر متعجبة حديثه المباغت والذي كان على عكس ما توقعت، احتلت الصدمة ملامحها علمت أن محسن بالطبع هو مَن أخبره بذلك الحديث كما يهددها دومًا بالطبع هو مَن أخبره لا أحد سواه يعلم ذلك الأمر الوخيم والقرار السريع الخاطئ التي اتخذته بدافع أمومتها وحبها لطفلها التي حُرمت منه، لكنه كيف اعترف على ذاته كانت تنظر له فقط وهي صامته..
لا يعلم لماذا ازداد غضبه بصمتها الذي يؤكد ما يقوله صاح بها غاضبًا بأعين حادة ولأول مرة تختفي نظرات العشق من عينيه المشتعلة بغضب حاد
:- ما تتكلمي هتفضلي ساكتة كدة كتير قولي ليه عملتي كدة قتلتيه ليه؟!
كانت ستخبره بالحقيقة لكنها خشيت على طفلها من أن يحدث له شئ، التقطت أنفاسها بتوتر وتمتمت بنبرة متلعثمة كاذبة
:- لـ...لأ يا جواد أنا معملتش كدة.. أنا مقتلتوش ولا عاوزة كدة اللي قالك عليا كدة بيكدب.
علم أنها كاذبة فقد يبدو ذلك من نبرتها فتحدث بمكر وعينيه مثبتة عليها
:- عشان كدة كدبتي وقولتي أن محسن صاحب أخوكي مش اللي اتفقتي معاه على قتل عصام لو كل دة كدب ليه ادتيله فلوس.
انهارت باكية بحزن وخوف وجسدها يرتعش بضعف وتمتمت بنبرة متلعثمة برعب
:- ا... أنا معملتش كدة مش أنا اللي قتلته كل اللي بتقوله دة كدب.
ضغط عليها لتخبره بالحقيقة فغمغم بحدة مشددة
:- لا مش كدب دي الحقيقة انتي اللي بتنكري فاكرة أن دة في مصلحتك قولي الحقيقة انتي السبب في موته... انتي اللي اتفقتي على كدة.
أغمضت عينيها بضراوة وبكت بعنف ولازالت تحرك رأسها نافية بضعف مغمغمة بنبرة مهزوزة خافتة
:- لـ... لأ لأ يا جواد مش أنا السبب بيكدب والله كلهم بيكدبوا أنا مــ... معملتش حاجة.
نهضت هاربة من أمامه متوجهة نحو المرحاض بحزن وانهارت باكية في الداخل بضعف تضم جسدها مرتعشة بخوف لا تعلم ماذا سيحدث لها؟! وضعت يدها فوق بطنها تمررها بحنان وحزن يقطع أنياط قلبها المتألم..
وقف في الخارج يتطلع نحو أثرها بحزن يعلم أنها كاذبة تخفي عنه الحقيقة لكنه يعلم أنها لن تستطع أن تفعل شئ هكذا دون سبب قوى يدفعها لفعله يجب عليه أن يكشف الحقيقة كاملة ليستطع تحديد القاتل الحقيقي، هل حقًا هي مَن فعلتها أم لا؟! بالطبع إذا أخبرته الحقيقة كاملة دون كذب ستجعل مهمته أسهل كثيرًا لكنه قرر البحث بذاته بمهارة ليعلمها ويحدد حينها الحقيقة المخفية...
يود أن يذهب يحتضنها يود أن يخبرها بحبه الكبير لها لكنه منع ذاته بصعوبة مقررًا السيطرة على عواطفه التي تقوده نحوها يود التفكير قليلًا بعقله والعمل بمهارة وعملية متناسيًا تمامًا ظنونه بها سيبحث عن الحقيقة لن يهدأ سوى عندما يصل إليها، يريد الوصول لقاتل ابن عمه الأكبر وسيفعلها بعمليته..
❈-❈-❈
في المساء..
دلفت مديحة غرفة المكتب المتواجد بها فاروق سارت بخطوات غاضبة فرمقها بغضب هو الآخر وعدم رضا لطريقتها المتبجحة التي ازدادت في الفترة الأخيرة، ويجب أن يضع حد لها لتتوقف عن أفعالها.
صاح بها بحدة وعدم رضا مزمجرًا بغضب وعينيه مثبتة عليها بضيق حاد
:- ايه يا مديحة داخلة كدة ليه في ايه مش فاضي أنا ورايا شغل مهم.
لوت فمها بتهكم ساخرًا وتمتمت بسخرية مستهزءة بحديثه الغير هام بالنسبة لها
:- هو في إيه مالك كل شوية شغل شغل بعدين أنا جيالك في حاجة أهم من دة كله
قطب جبينه بعدم فهم وسألها بجدية حازمة
:- حاجة ايه دي المهمة أوي؟
أجابته بحدة هي الأخرى مشددة فوق حديثها لتذكره بما تريد
:- أروى بنتي ايه هتفضل متعلقة كدة وابنك عايش براحته مع السينيورة اللي اتجوزها واتحداك لأمتى.
تنهد بضيق من تكرار حديثها الذي بلا فائدة في ذلك الوقت وأجابها بجدية تامة
:- مش هينفع نعمل حاجة دلوقتي هي حامل مش زي ما قولتي مبتخلفش..
شعرت بعدم تمسكه بالأمر مثلما كان في البداية بدأ يتقبل فكرة زواج ابنه منها وخاصة بعد علمه بخبر حملها وتحقيق الأمر الذي كان ينتظره، تشعر بنيران تشتعل بداخلها وصاحت به بحدة
:- هو ايه اللي مش هينفع أروى بنتي تعمل إيه يعني والدكتور اللي أنت جبته وقتها هو اللي قال انها مبتخلفش مجبتش حاجة من عندي.
صمتت لوهلة ملتقطة أنفاسها وتابعت حديثها مجددًا بوعيد غاضب
:- احنا في بينا اتفاق وعليك تنفذه أنا منفذة اتفاقي من زمان مش جاي دلوقتي وترجع لورا وتتراجع في الوقت المهم ولا مش قادر على ابنك فتيجي على بنتي لأ دة أنا اقلبلك البيت دة كله واهده علينا كلنا ولا يهمني حاجة وأنت عارف أن اقدر اعملها كويس
هب واقفًا أمامها بغضب يرمقها بنظرات حادة صائحًا بلهجة مشددة قوية
:- مـــديــــحــــة!! فوقي لنفسك واعرفي كلامك مع مين دلوقتي فاروق الهواري كبير العيلة دي لا انتي ولا مليون زيك يقدر يقف قصاده مش أنا اللي على اخر الزمن هتهدد وأخاف لو مضحوك عليكي دوري أن افوقك.
لم تصمت وتخاف من حديثه القوى تلك المرة فصمتها سيعني موافقتها هي الأخرى على بقاء تلك الزيجة، وهذا يعني تنازلها عما تريد فأجابته بغضب
:- لأ يا فاروق ولا أنا سهلة وفي ايدي اعمل كتير اوي ليك ولجليلة عشان تبـ...
قاطعها بغضب طغى عليه يحذرها من الخطأ التي ستتفوهه ضاربًا سطح المكتب بحدة
:- إياكي تجيبي سيرة جليلة في اللي بينا، جليلة بعيد ومحدش يقدر يمسها بحرف واحد.
ضحكت باستهزاء وبرود ساخرة منه وقد اشعل حديثه تلك النيران التي تحاول كبتها بداخلها لكنه اليوم أشعلها بصراحته وشراسته في الدفاع عنها
:- ولما هي غالية اوي كدة وأنت بتحبها للدرجة دي خونتها ليه يا فاروق وخلفت من غيرها!!
كانت جليلة تقف في الخارج تضع يدها فوق فمها بقوة مانعة شهقتها المصدومة ودموعها تسيل بصمت محاولة كتم صوتها تمامًا وهي تستمع إلى تلك الحقيقة التي لم تأتي يومًا على بالها لوهلة واحدة..
لا يوجد حديث يعبر عما بها!! أي كلمات تصف حالتها بعد خداعها في مَن أحبت على مدار سنواتها، جميع حياتها كذب استطاع أن يخدعها ويدّعي الحب، هذا هو الحب التي تعيش لأجله وتتحمل كل ما يحدث لها، ماذا فعل في النهاية بها وبقلبها وبحبها جميعهم قد دُمروا مصطحبين لسعادتها وابتسامتها معًا..
هل هو خانها حقًا مع أخرى وأنجب منها كما استمعت؟! هل ذلك الحديث حقيقة حقًا؟! إذا كيف ذلك! كيف استطاع أن يفعلها بها!!...
يُتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية